الرفق بالحيوان

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هذه الایام بعض البلاد بعض الجماعات تتبجح بأنها تدافع عن الحیوان وترفق بالحیوان وهم من أقسی الناس علی بني آدم هکذا یدعون ولکن الاسلام في روایات مختلفة نفهم منه أنه دین الرحمة بالمعنی الصادق الشامل رحمة المؤمن لا تسري الی بني جنسه بني نوعه بني دینه! تشمل حتی من لا ینتمي الی دینه اصلاً في روایات اهل البیت علیهم السلام دعوة الی الأحسان الی الجمیع فکیف بمن لم یکن بشراً بالحیوان مثلا؟ أذکر لکم عینتین في تراث اهل البیت الروایة الاولی وهي في الکافي یقول کنت مع الامام الصادق علیه السلام بین مکة والمدینة المهم في القصة أنه الامام ومن معه مر علی رجل وعلیه علامات العطش سأله أعطشان أنت؟ قال نعم! فقال الامام علیه السلام أنزل یا مصادف (من کان مع الامام) فأسقه یقول فلما سرنا قلت هذا نصراني أفتتصدق علی نصراني؟ الامام رأى عطشاناً من غیر اهل الاسلام هو لم یقل شیئاً الامام کما یقال استفهم حاله أعطشان أنت؟ وهنا لابد أن نشیر الی ما جری علی آبائه من مسئلة العطش! ائمتنا علی نهج الأنبیاء السلف عیسی المسیح هذا النبي معروف بلطفه وسماحته مر علی شاطئ البحر فرمی بقرص من قوته في الماء فقالوا له یا روح الله لم فعلت هذا ترمي بقوتك في البحر؟ فقال فعلت هذا لدابة تأكله من دواب الأرض وثوابه عند الله عظیم الآن هذا القوت لو أکلته یعني معنی کلام المسیح هذا الطعام انتهی ولکن أکلته الدابة فحصلت علی أجر عظیم.
في مجموعة من الروایات لو أن أحدکم بحث في محرکات البحث لیکتب من کان ظل الله یوم لا ظل الا ظله هناك جماعات محدودة في عرصات القیامة في ضل الله عزوجل وقد لا یراد هنا بالظل المعنی المادي البحت في ظل الله في کنف الله في رعایة الله قد یراد هذا المعنی الذي یدخل تحت هذا الظل الآن امام عادل لعله مثلاً هکذا ولکن في هذه الروایة عن الامام الباقر علیه السلام من سقی کبداً حرا الکبد الحرا کنایة عن العطش من بهیمة أو غیرها جعل البهیمة في قبال الانسان في الصحراء مثلا تری کلباً أجلکم الله فیه علامات العطش لو سقیته أظله الله یوم لا ظل الا ظله انظروا الی شفقة الاسلام بالآخرین.
نختمها بروایة واقعا هذه الروایة تثیر العواطف امیرالمؤمنين في النهج کیف یوصي أصحابه بالرفق في الحیوان الی درجة مذهلة ولکن نقول یا امیرالمؤمنین ماذا فعل القوم بأولادك؟ الامام أوصی من یستعمله علی الصدقات طبعا تلك الایام کانت تُجلب الصدقات من خلال البعیر والناقة وما شابه یقول الامام عندما تأتي الینا بالصدقات انتبه للحیوان الذي یحمل الصدقه؛ یقول فإذا أخذها أمينك هذه الروایة لو سمعها اهل الغرب علموا قیمة ائمتنا یقول أوعز الیه للأمين أي الوکیل أن لا یحول بین ناقة وبین فصیلها لا تفرق بین الأم والولد عندما تأتي الینا بالصدقات الروایة فیها عبارات مشکلة ولا یمصر لبنها فیضر ذلك بولدها اذا أردت أن تحلب الناقة لا تأخذ جمیع الحلیب اجعل بقیة لهذا الرضیع الذي يأخذ من لبنه! ولا یجهدنها رکوباً ریحها أرکب علیها ثم انزل لئلا تتعب الناقة ولیعدل بین صواحباتها هنالك خمسة من النوق استعملها وزع المتاع علی الجمیع کن عادلاً بین هذه النیاق ولیفره علی اللاغب أي البعیر التعبان الذي اُرهق في السیر رفه أي ریحه لئلا یجهد في المشي ولیستأني بالنقب أي لیفرق بالنقب أي الحیوان الذي في خفه ثقب أي مجروح هذا أرفق به ولیوردها ما تمر به من الغدر اذا وصلت الی الغدیر أوردها علی الغدیر لترتوي ولا یعدل بها عن نبت الأرض الی جواد الطرق معنی هذه العبارة اذا هناك طریقان هذا الطریق أحب الیك ولکن لا مرعی فیه وهذا الطریق فیه مرعی خذ طریق المرعی لتأکل هذه الدابة من هذا المرعی ولیروحها في الساعات تجعل لها ساعات من الاستراحة ولیمهلها عند النطاف والأعشاب أي لا تستعجل مادام هذا الحیوان ورد عشباً وماءً اجعلها تستمهل حتی تأتينا بإذن الله بُدناً منقیات غیر متعبات ولا مجهودات! نرید الصدقات ولکن نرید هذه النوق تأتي الینا وهي سمینة لئن صاحبها دللها في الطریق هذا وصیة امامنا صلوات الله علیه للدواب للبهائم فکیف بمن هو یحمل حب النبي وآله هکذا ارادوا منا.
کلمة أخيرة ذکرنا عن المسیح ذکرنا عن الامام، کل مؤمن في قلبه علاقة بالله عزوجل له هذا المنهج لقمان یقول لإبنه واذا قربت من المنزل فإنزل عن دابتك وأبدأ بعلفها قبل نفسك أنت جائع والحیوان جائع لا تقدم نفسك علی الحیوان هکذا ارادوا، الآن الذي لیس له رفق بأقرب الناس الیه المؤمن الذي لا یرفق بزوجته مثلاً هذا کیف نصفه؟ امامنا یرید بنا رفقاً بالحیوان فکیف بمن له حق علینا؟.

إلهي بحق اولیائك ارزقنا رحمة بعبادك وأرحمنا برحمتك اللهم اجعل عواقب أمورنا خیرا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولیك والفاتحة مع الصلوات.