الدعاء بين التفصيل والإيكال للمولى

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

هنالك بحث قبل أن اکمل الحدیث في سیرة نبینا موسی علیه السلام هنالك قضیة في باب الدعاء یقال هل من الادب أن یفصل الانسان في حاجته أو الادب في أن لا یتکلم شیئا ویوکل امره الی الله عزوجل؟ بعض الناس في دعائه في قنوته یبین الجزئیات من حوائجه وبعض الناس شعاره دائما وابداً علمك بحالي یغني عن سئوالي، ایهما افضل التفصیل أو التوکل وایکال الامر الی الله عزوجل؟ الجواب الذي هو تقریبا یمکن أن یقال اصح الاجوبة أن هذا یختلف بحسب حالات العبد، في بعض الحالات الانسان یغلب علیه حالة المناجات مع رب العالمین طبیعي یستحي من ذکر جزئیات الحوائج اذا غلب علیه ما یعبر عنه بالوجد بالجلال بالدلال بالعشق الالهي هذه التعابیر الانسان ینصرف عن حوائجه، وتارة یعیش حالة الافتقار العجز یعیش حالة النقص عینه علی نفسه في الاول عینه علی المقامات الربوبیة فیعیش حالة الهیمان وتارة ینظر الی نفسه ضعفه فقره مرضه فیعدد حوائجه موسی علیه السلام في ضمن سیرته یبدوا کان یعیش هذه الحالة من البسط مع الله عزوجل ذکرنا هذه الآیة وما تلك بیمینك یا موسی؟ اولاً رب العالمین الا یعلم ما في یمینه؟ عصی بیمینه! فلماذا السئوال؟ وکأن الله عزوجل یرید أن یحفز موسی للحدیث معه قال هي عصاي اتوکئ علیها واهش بها علی غنمي ولي فیها مآرب اخری، هذا النمط من الکلام بین الاصدقاء بین القرناء تقول یا فلان ما هذا الذي بیدك جهاز معین؟ تقول هذا الجهاز اصنع به کذا وکذا رب العالمین یعلم خواص الاشیاء فلماذا یذکرها موسی؟ وخاصة خواص بدیهیة العصا طبیعي یهش بها علی غنمه یتوکئ علیها هذه المعاني معاني بدیهیه.
رب العالمین یحب أن یحدث نبیه والنبي یحب أن یحدث ربه طبعا هذه الحالة موجودة الی الآن أنت هذه اللیلة في بیت الله عزوجل کلمت ربك من خلال الصلاة واذا اشتقت الی کلام الله عزوجل افتح الآن کتابه واقرء کتابه اذاً قرآن نازل وقرآن صاعد الصلاة تسمی القرآن الصاعد القرآن حدیث الرب مع العبد الصلاة حدیث العبد مع الرب من عاش الحالة الموسویة عندئذ یشتاق الی الحالتین، ولکن البعض ایضا یقول رب العالمین قال وما تلك بیمینك یا موسی مقدمة لهذه الآیة القها یا موسی الم تقل اتوکئ اهش بها علی غنمي؟ ولکن یا موسی القها انظر ماذا تری؟ فألقاها فاذا هي حیة تسعی یعني هذه الخشبة التي تتکئ علیها هذه الخشبة تحولت الی حیه، القصیة ليس في عالم الخیال سحرة فرعون جائوا بسحر عظیم ولکن رب العالمین جعل هذه الحیة حیة واقعیة ولهذا موسی علیه السلام عندما رأى هذا الآیة خاف في نفسه اوجس في نفسه خیفه، خاف من هذا المنظر طبعا هذا أمر طبیعي جدا انسان یخاف من منظر الافعی، اذاً هذه آیة کبیرة اراها رب العالمین نبیه موسی علیه السلام.
عندما اُمر بالذهاب الی فرعون اخواني تأملوا في هذه العبارة هذا ایضا دعاء جمیل استعملوا هذه الصیغة في الدعاء؛ اذهب الی فرعون إنه طغی! رب العالمین لک لم یصل ظلم فرعون الی مستوی معین رب العالمین ما اغرقه بهذه الکیفیه! صار مثلا الی یوم القیامة یقول إنه طغی تجاوز الحد طبعا هذا تحذیر لي ولك ایضا بعض المؤمنین یترکب ظلما بعد ظلم بعد ظلم انا قلت للاخوان بمثابة کفتي المیزان عندما تجعل ثقلا في کفة وحبات القمح تصبها في الکفة تبقی هذه الکفة نازلة هذه الکفة التي فیها الوزن نازلة متی تصعد؟ حبة عند الحبة الاخیرة للقمح هذه الحبة تقلب المیزان خافضة رافعه؛ هي حبة واحدة من حنطة ولکن هذه الحبة هي الخافضه، قد تکون ظلمت زوجتك عشر سنوات رب العالمین ساکت عنك ولکن ظلمك هذه اللیلة بمثابة حبة الحنطة الاخیرة التي انزلت علیك لا قدر الله الغضب الالهي ولهذا البعض یقول ما بالي في ایام ولیالي انتکست کل احوالي الجواب إنه طغی تجاوز الحد رب العالمین ما کان مخبئاً انزله علیك، وبتعبیر المحاکم هذه الایام القاضي یحکم علی الجاني للمرة الاولی بسجن مع وقف التنفیذ مرة ثانیة عقوبة مع وقف التنفیذ في المرة الثالثة عقوبة مع العقوبات السابقة مه التنفیذ لا مع وقف التنفیذ! ملفاتنا اخواني ملیئة بالاحکام ولکنها موقفة رب العالمین اذا رأى منك هفوة اخیرة یجعل کل هذه الاحکام الموقوفة منفذة اذاً اذهب الی فرعون إنه طغی.

اللهم لا تعاقبنا بسیئات اعمالنا اللهم نجنا من مظلات الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم ارنا وجه ولیك المیمون في الاولی وبعد المنون والفاتحة مع الصلوات.