الحذر من التنسك الأجوف

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

في القرآن الکریم بعض الآیات فیها عتاب شدید لبني آدم آیات العقاب في محلها ولکن العتاب الالهي لبني آدم هذا العتاب محفز ومحرك للهمم لکي تخرج من التقصیر منها قوله تعالی وما قدروا الله حق قدره یعني يا بني آدم ما بالغت في العلم لم تقدر رب العالمین ما عرفناك حق معرفتك وما عبدناك حق عبادتك ومن الآیات المثیرة الحرکة الباطنیة هذه الآیة التي نقرأها ونمر علیها مرور الکرام یا ایها الانسان ما غرك بربك الکریم الذي خلقك فسواك فعدلك الی آخره یعني یا ایها الانسان ما الذي جعلك تغر بربك بمعنی هنا المقصود والله العالم اشارة الی الانسان الذي یرکن الی نفسه الانسان الذي لا یتحرك ینظر الی نفسه نظرته الی الذات الی الهواء تمنعه من الانطلاقة الی الهدی، امیرالمؤمنین علیه السلام کأنه في مقام التفسیر یقول یا ایها الانسان ما جرئك علی ذنبك وما غرك بربك وما أنسك بهلکة نفسك أي ما الذي جعلك مأنوساً بهلاك نفسك اذاً من اراد أن یخرج من هذا الحد لابد أن یعمل علی نفسه ماذا یصنع؟ اولا ینبغي أن لا یغر بصلاحه وعلمه وعمله مهما بالغت کما قلنا في اول الحدیث مهما بالغت ما عبدته حق عبادته لا أنت ولا غیرك ممن قد یبکي في صلاته ایضا البعض یغر بعبادته هو علی طریق الباطل ولکن یری في نفسه إقبالاً بکاء الامام الصادق علیه السلام یقول لا یغرنك بکائهم فإن التقوی في القلب ومن یعظم شعائر الله فإنها من تقوی القلوب الذي له زیغ هنا وهناك اذا رأيت انساناً منحرفاً ولکن یبکي في صلاته کما یقال في عرفنا الیوم ضع علامة استفهام علیه هذا الانسان منحرف کیف یبکي في صلاته؟ یثیر التسائل! إبحث تجد الجواب الشیطان هؤلاء یخدرهم بذلك في روایة اخری امیرالمؤمنین یقول لا تغترن بکثرة المساجد امیرالمؤمنین کان مبتلیً بالمنافقین بالناکثین والقاسطین وأخیر قُتل علی ایدیهم لا تغترن بکثرة المساجد وجماعة أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتی المظاهر مثیرة مغریة یقرأ القرآن من الجلد الی الجلد حفظاً رب تال للقرآن والقرآن یلعنه الا لعنة الله اللعنة علی الظالمین وهو من الظالمین یقرأ القرآن ویحتج رب العالمین یحتج علیه، امیرالمؤمنین ایضا في وصیته لکمیل کلامنا في عدم الاقترار بالظواهر لا تغتر بأقوام یصلون فیطیلون ویصومون فیداومون ویتصدقون فیحسنون ظاهرهم جید صلاة طویلة صوم مداوم صدقة حسنة فإنهم موقوفون هؤلاء لهم حساب عسیر یوم القیامه، اذاً اخواني رب العالمین لا ینظر الی صورکم وأبدانکم ینظر الی قلوبکم القلب السلیم هو المقیاس لهذا الأمر، الامام الصادق علیه السلام یبین ایضا صوراً من التزییف عند هؤلاء القوم یقول وربما حسبت أنك ناصح للخلق الامام یخاطب الغیر وأنت تریدهم لنفسك أن یمیلوا الیك ظاهرة نصیحة خطبة رنانة ولکنك تجمع المریدین الآن جمع المریدین لأي شيء؟ لأخذ أموالهم للتأمر علیهم الی آخره کما یقال المعنی في بطونهم اذاً ایضا قد یکون الانسان من کبار الناصحین ولکنه من أکبر الغاشین یرید أن تخفق النعال من ورائه لا الامام الصادق یذکر صورة خفیة ملفتة یقول وربما ذممت نفسك انا العبد الفقیر انا المقصر اعوذ بالله من کلمة انا انا کذا یذم نفسه وأنت تمدحها علی الحقیقة يريد أن یلقن الطرف الآخر أنني متواضع یتظاهر بالتذلل یرید أن یتعزز هذا الانسان کم هو خاسر هؤلاء ایضا یدعون الی الله عزوجل بحسب الظاهر الدعوة الی الله ولکن في الواقع الدعوة لغیره وربما تدعوا الله وأنت تدعوا سواه ایضا من کلمات امامنا الصادق علیه السلام.
ایضا هناك بعض الروایات الملفتة في هذا المجال امامنا امیرالمؤمنین صلوات الله علیه ولعل هذا الحدیث الی درجة یشمل المحبین نحن مشکلتنا ایضا مشکلة أحدنا بإدعاء الولایة والرکون الی ائمة اهل البیت والذهاب لمشاهدهم والبکاء علیهم یریح نفسه من بعض التکالیف والدقة في المراقبة النبي الأکرم یقول لا تغتروا بالله فإن الله لو أغفل شیئاً لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة هذه الکلمات هذه العبارات في جائت في القرآن الکریم ومن یعمل مثقال ذرة إن لا یستحي أن یضرب مثلاً ما بعوضة اذاً الخردلة والبعوضة والذرة كل ذلك في القرآن لا تغتر بالله عزوجل ونحن نقول ولا بأهل بیت نبیه ایضا الانسان قد یغتر بشفاعة اولیائه، أنت بالغ في العمل أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد الآن یوم القیامة تتفاجئ ببعض النکبات الامام یأخذ بیدك وبهذا امامنا الرضا علیه السلام یقول من سئل الله التوفیق ولم یجتهد فقد أستهزئ بنفسه.
کلمة أخيرة یبدوا هذه الجملة خطاب لأمیرالمؤمنین لأحدهم الآن شفهیاً أو کتابیاً واحتمل أنه من کتاباته یعني أرسله مکتوبةً لئن الجملة فيها قطعة أدبیة راقیة امامنا امیرالبلاغة والبیان یقول غرك عزك فصار قصار ذلك ذلك فأخشی فاحش فعلك کلمات متشابهة ولکن بمعاني مختلفة غرك عزك تری نفسك عزیزاً بالمال والاولاد صرت مغروراً غرك عزك فصار قصار ذلك ذلك عاقبة ذلك أن صرت ذلیلاً متی؟ یوم یفر المرء من بنیه صاحبته أبيه أمه مضمون الآیة فأخشی فاحش فعلك فلعلك بهذا تهدی سطر واحد ولکن ما فیه من المعاني الراقیه.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أغفر لنا ذنوبنا واستر عیوبنا وأحشرنا مع اولیائنا أبلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.