التهيئة لبلاء

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

البعض هکذا یتوقع أنه تجري حیاته کما هو یرید معافی من کل الجهات المال وفیر الصحة والعافیة موجودة العزة والأحترام الکل یحبه لا عداوة لا خلاف وفوق کل ذلك سلامة القلب اطمئنان القلب من جمعت هذه الامور کأنه صار في الجنة والحال بأن الله عزوجل خلق الدنیا وهي دار بالبلاء محفوفة وبالمکاره موصوفة المؤمن یوطن نفسه علی أنواع البلاء اتفاقا هذا التوطین یساعده في التحمل ولهذا نری بعض المترفین الذي لا ینام الا علی فراش وثیر ولا یأمل الا أطیب الطعام في موسم الحج یضع رأسه على الحجر فینام لم؟ لئن الذاهب الی الحج یوطن نفسه علی کل هذه الأتعاب اذاً هذه اللیلة نرید أن نهيء أنفسنا لتلقي البلاء البلاء لابد منه اتفاقا أکثر الناس بلاءً هم رئوساء العالم أنت تخاف علی بیتك على منزلك علی زوجتك ولکن رئوساء العالم یخافون من مثلا شعوبهم من ملکهم من زوال قصورهم اذاً المشکلة أعظم أنت الآن أنت الفقیر أقل النساء بلاء أرجع وأقول لابد أن نهيء أنفسنا لصنوف البلاء ولکن امیرالمؤمنین ویعسوب الدین یعلمنا کیف نتحمل درجات البلاء؟ یعني تقول الآن سيأتي إن شاءالله في ختام الروایة سنعلم إن شاءالله سُلم البلاء قل یارب اجعل البلاء في الدرجة النازلة إن کان ولابد في الدرجة المتوسطة ولکن یارب لا تبتلني بالبلاء الأعظم! سيأتي الآن ما هو البلاء الأعظم؟ قل یارب إن کان ولابد الاول والثاني لا الثالث الا وإن من البلاء الفقر احدکم قد یعیش الغنی طوال عمره وهو صغیر أبوه کان یعطیه مالاً وفیراً هو الآن مستغني ویموت علی الغنی لا یعلم ما هو الفقر ولکن لیتفق أن تذهب سفر في سفر ویُسرق کل مالك تصبح انساناً مفلساً في تلك الايام تعیش الفقر تسمی إبن السبیل الی أن ترجع الی الوطن کم تستجدي اذاً الذي یعیش فقراً مؤقتاً نا في الفقر المشکلة اخواني أن الانسان قد یتحمل شیئاً من الفقر ولکن الزوجة والاولاد ماذا یصنع بهم؟ الولد یذهب الی بیت الجیران فیری طعاماً طیباً فاکهة حلوةً یرجع للمنزل الطفل لا یعلم یظن أن الناس کلهم علی حد سواء یری أن والده مثلا یملك ما يملك الجار الوالد عندما یستحي عند الرد واقعا کم یعیش من الأذی هذا بلاءٌ الآن انتهی البلاء؟ لا امامنا امیرالمؤمنین ینتقل الی البلاء من الدرجة الثانیة أي الأعلى وقد تکون أنت الغني صاحب هذا البلاء أي بلاء؟ وأشد من الفاقة مرض البدن! بعض الناس یقول خذوا مني کل ثروتي وأرجعوا لي عافيتي المبتلی ببعض الأمراض کالسکر وغیره غسیل الکلی مثلا هذا الانسان مستعد یعطي کل ثروته لیعیش کإنسان اعتیادي مرض البدن أشد من الفاقة ایها الفقیر إن کنت معافاً في بدنك أُشکر رب العالمین لا تجعل عینك على ألف دینار مثلاً ما أنت فیه یسوى الملایین وأنت لا تدري، الآن انتهت انواع البلاء؟ لا البلاء الثالث الذي نستجیر بالله منه من کانت فیه فاقة ومن کان فیه مرض اذا لم یکن فیه الثالث فهو علی خیر ومن لم تکن فیه فاقة ولم یکن فیه مرض ولکن فیه الثالث فهو في أشد البلاء یا امیرالمؤمنین ما هو البلاء الثالث؟ یقول وأشد من مرض البدن بدأ بالفاقة ثم ثناه بالمرض ویقول وأشد من مرض البدن مرض القلب السقیم؛ انسان یسمع صوت أجنبية وهي محصنة متزوجة یمیل الیها فیطمع الذي في قلبه مرض هکذا یقول القرآن الکریم یأمر المرأة أن لا تخضع في القول لئلا یطمع الذي في قلبه مرض یتمنی نساء الغیر هذا الانسان یتمنی زوال النعمة من الغیر حسود هذا الانسان یری نفسه فوق البشر متکبر واذا وقف للصلاة لا یلتفت الی ربه لا یُرزق الخشوع اذاً سل الله عزوجل سلامة القلب.
الآن البدن السقیم؛ البدن السقیم یتحول الی تراب والبدن السلیم یتحول الی تراب في المآل النتیجة واحدة البدن الذي مُلئ بالغدد السرطانیة من الرأس الی القدم في القبر یبلی وبطل العالم ایضا في القبر یبلی اذاً المرض في القبر لا أثر له الفقیر یُکفن بکفن قیمته دینار والغني یُکفن کذلك حسب علمي هذا الایام حتی الکفن قد یعطی مجاناً في المقابر یعني حتی الفقیر والغني سواسیة عند الدفن ولکن القلب السلیم ماذا أثره؟ ماذا یقول القرآن الکریم؟ یوم لا ینفع مال ولا بنون الا من أتی الله بقلب سلیم، لا الجسم المعافی ینفغك تحول الی تراب لا المال الوفیر ینفعك صار بید الورثة الذي ینفعك القلب السلیم سل الله عزوجل هذه اللیلة أن یعطیك قلباً سلیما.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا ولا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.