التقرب إلى الله بالعقل

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

اصطلاح القرب والتقرب الى الله عزوجل هذا الأصطلاح من الأصطلاحات المغرية طبعا اصطلاح يغري أهله اهل الدنيا لا يعلمون هذا المعنى العباد الصالحون لا تهمهم الدنيا يريد القرب من الله عزوجل، الآن الكلام في الطريق الى القرب القرب عبارة عن سفر رب العالمين يأمرنا بالفرار اليه فروا الى الله من شاء أتخذ الى ربه سبيلا السبيل هو الطريق والانسان اذا اراد أن يصل لابد أن يعلم أين الطريق، الطرق الى الله عزوجل كثيرة ولكن الطريق الموصل الذي هو الطريق المضمون على كل التقادير قد هنالك طريق الى الله عزوجل ولكنه يوصلك الى الله عزوجل ببطيء وأنت في تعب كالعبادات التي لا تفقه فيها لا إقبال فيها على كل الصلاة صلاة وإن كانت مدبرة هذا خير من تارك الصلاة لا نقول أن الذي يصلي في الليل وهو مدبر لا شيء له هذا خلاف التوقع من كرم رب العالمين ولكن أهم السبل أن يكون الانسان له عقل يريه الطريق العقل هو اول ما خلقه الله قال له أقبل فأقبل أدبر فأدبر الآن هذا المعنى وقع حقيقتاً أو معنى مجازي كنائي أن الله عزوجل أختبر العقل فرآه منصاعاً لأمر الله عزوجل ورب العالمين ماذا يريد غير الطاعه؟ هذه الرواية رواية ملفتة عن اميرالمؤمنين عليه السلام طبعا الرواية عن النبي خطاب لأميرالمؤمنين يا علي اذا تقرب العباد الى خالقهم بالبر فتقرب اليه بالعقل تسبقهم انسان له خيرات ولكن لا عقل له العقل ما عبد به الرحمن وأكتسب به الحنان العاقل أقرب الى الله عزوجل من صاحب البر أي صاحب البر الذي لا عقل له اذاً القرب الى الله عزوجل لا يحتاج الى رأس مال مادي يحتاج الى رأس مال باطني هذه رواية في هذا الطريق.
كذلك من الروايات التي تبين لنا هذا الأمر أن هنالك بعض الأمور مؤثرة في القرب من الله عزوجل الآن بعد العقل ماذا؟ نريد بعض الآلايات اولا قيام الليل هذا القيام لا أدري ماذا له من الفضل حتي أن الروايات مذهلة في بيان فضيلتها ويكفي قوله تعالى عسى أن يبعثك ربك مقاماً محمودا هذا الرواية من روائع الحديث حول صلاة الليل الامام العسكري عليه السلام يقول إن الوصول الى الله عزوجل سفر لا يدرك الا بإمتطاء الليل وكأن الليل مركب يركبه الانسان اذا أردت أن تسافر الى الله عزوجل مركبك صلاة الليل من لا يصلي الليل هذا مسافر راجل يمشي على رجليه متى يصل؟ الله اعلم ولكن اهل الليل كأنهم يركبون الطائرات يصلون بسرعة الى المقصد وكلما أتقنت صلاة الليل زادت سرعتها البعض يسافر على حمار البعض على سيارة البعض على طائرة كلها وسائل سفر ولكن بعضها أسرع من بعض الذي لا يصلي الليل لا دابته له يمشي راجلاً يمشي يوماً ما وقد لا يصل اهل الليل لهم دابة دابتهم سريعة بحسب إتقانهم لأدائها.
رواية طريفة في جميلة قصيرة الوصلة بالله في انقطاع عن الناس طبعا الأنقاع عن الناس لا عن العلماء لا عن خيار المؤمنين الكلام عن الذي يحسن الأنقطاع عنه الرواية كما يقال المعنى في بطنها الناس هنا يراد بهم الذين يشغلونك عن الله عزوجل.
في حال السجود أقرب ما يكون العبد الروايات تذكر أمرين نحن نعرف السجود ولكن لا ننسى ايضا اذا خف بطنه أقرب ما يكون العبد من الله جل وعز اذا خف بطنه وفي رواية وهو ساجد ولهذا أحدنا قبيل الأذان في شهر رمضان قبل أذان المغرب عندما يسجد وهو في غاية الجوع يرى نوراً في باطنه يرى أن الدعوة مستجابة هو جائع من الصباح لم يأكل وفي نفس الوقت يسجد بين يدي الله عزوجل.
وأخيرا هذه الرواية الغريب ليس الغريب أعني الملفت انها وردت في كتب العامة والخاصة في كتب الفريقين هذه الرواية وردت بألسن متعددة وكلها عن النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله والرواية نبوية ولكنها قدسية رواية حديث قدسي وفي بعض الروايات تقول كما في الكافي لما اُسري بي بعض الروايات عامة قال الله عزوجل وفي بعض الروايات في قصة الأسراء والمعراج هذه الرواية تعرفونها ولكن أنقل لكم اضافات في بعض الروايات الرواية التي في الكافي أذكر؛ يارب ما حال المؤمن عندك في المعراج هناك حوارية بين النبي وبين ربه أوحى الى عبده ما أوحى يعني هناك أسرار ولكن الرواية تبين يعني ما هو موقع المؤمن عندك يارب؟ قال محمد ما يتقرب الي عبد من عبادي بشيء أحب الي مما أفترضت عليه افضل الأعمال الواجبات اذا تركت الواجب وعملت بالنافلة أنت لم تأتي بأحب الأعمال الى الله عزوجل وإنه ليتقرب الي بالنافلة حتى أحبه؛ لم نعلم أيهما افضل؟ الفريضة يقول ما يتقرب الي عبد بشيء أحب الي من الفرائض بعد قليل يقول وأنه ليتقرب الي بالنافلة حتى أحبه لم نفهم أيهما هو الأهم في الحب الألهي؟ الجواب في العمل في الحسن الفعلي الفرائض الفريضة بما هو عمل من أحب الأعمال ولكن صاحب النافلة فيه حسن فاعلي رب العالمين يحب ذات الانسان الذي يقيم النافلة اذاً الفرائض بما هي هي محبوبة ولكن النافلة من موجبات أن يحب الله العبد نفسه هنا المحبة محبة فاعلية لا فعلية فقط الآن رب العالمين أحب العبد ما هي النتيحه؟ فإذا أحببته كنت اذاً سمعه الذي يسمع به ما يقال في اصطلاح البعض الأذن البرزخية هنا مذكورة وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها اذا ضرب أحداً هذه الضربة قاتلة لأنها ضربة الله عزوجل كضربة علي يوم الخندق إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته العلاقة علاقة قريبة جداً وعاطفيه.
كلمة أخيرة قلنا الرواية مذكورة في كتب الفريقين هناك زيادة في كتب العامة ايضا نذكرها ايضا سمعه الذي يسمع به بصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به في رواية الكافي ويده التي يبطش بها في هذه الرواية وقلبه الذي يعقل به عقله مسدد بعالم الغيب يعني انا وراء عقله كما أنني وراء يده وسمعه وبصره فؤاده الذي يفكر به هذا الفؤاد بيدي وقلبه الذي يعقل به انا قلبه انا لسانه انا سمعه انا بصره يا لها من مزية لو أن العبد أتعب نفسه بالنوافل طوال العمر ليصل الى هذا المرتبة قبل الموت بيوم واحد كفاه فخراً وكفاه عزاً وكفاه غنى.
إلهي بحق اوليائك وبالصالحين من عبادك هب لنا كمال الانقطاع اليك ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.