التعمق في مراقبة الباطن

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

كلامنا في آداب الدعاء المستجاب الدعاء كأي ظاهرة من ظواهر هذا الوجود له قواعد كي يؤثر أثره من هذه القواعد دعوة السر طبعا قلنا في ما مضى أن الدعوة بين المؤمنين الآن أربعة زيادة عن الأربع هذا الدعاء له مزية ايضا الدعوة في السر انسان في جوف الليل يخلوا مع ربه يدعوا ربه سراً هذا الدعاء ايضا له مزيته طبعا الدعاء في السر من مزاياه أنه أبعد ما يكون على الرياء الانسان قد يدعوا في الجمع تجري دمعته على غير المتوقع يرق قلبه فقد يخطر في باله شيء من هواجس الرياء أما في الخلوات هذا المعنى منتفي، من آداب الدعاء وهذا الأدب قل ما يقال نحن عادة ننظر للآداب الظاهرية استقبال القبلة أن تتطيب أن تكون في جمع من الناس ولكن هناك أدب باطني يعني اذا مرت عليك هذه الحالة الزمانية مرة الزمان شريف شهر رمضان مرة المكان مميز أرض عرفة حائر الحسين عليه السلام ومرة النفس لها مزية يعني لحظة من اللحظات نظرت الى قلبك رأيت في قلبك تمام الرضا بصنع الله عزوجل في سرائك وضرائك اذا مررت بهذه اللحظة ترى أن كل ما فعل الله بك هو جميل كقول سيدتنا زينب ما رأيت الا جميلاً اذا وصلت لهذه الحالة من الرضا الباطني في هذه الساعة أدعوا ربك ولو كنت في صحراء قاحلة في زمان في مكان غير مميز أنت الآن مميز هذا الكلام من أين؟ من كلام امامنا الصادق عليه السلام، انا هذه الرواية هذا التعبير ما رأيته الا في هذه الرواية لعلها رواية وحيدة يقول تبحروا قلوبكم عندنا المراقبة والمحاسبة القلب السليم الى آخره ولكن هذه العبارة فيها لفتة جميلة تبحروا قلوبكم ما معنى التبحر؟ أي تعمقوا فيها انظر الى قلبك لا تنظر الى طهارة الثوب فقط طهارة البدن المسك على الجلد هذه آداب ظاهرية تبحر في قلبك كن كالقواص ادخل في أعماق النفس فإن أنقاه الله من حركة الواجس لخسط شيء من صنعه رب العالمين إن وفقك لأن يوقي قلبك من كل هاجس لسخط الله في صنعه يعني رأيت في قلبك ما رأيت في قلبك سخطاً على فعل الله عزوجل طبعا بين قوسين قد يكون هذا السخط في سويداء القلب لو سألك انسان أنت راضي عن فقد عزيزك عن انفصال زوجتك عن البلاء الفلاني؟ نحن عادة نجامل نقول الحمدلله على كل حال ولكن في قلبك سخط هذا لا ينفع تبحر في قلبك اذا لم تكن مقصرا زوجة تمردت عليك لم تكن مقصرا المستودع أحترق بأكمله ما كنت مقصراً اليوم أصابك حادث في دابتك اذا رأيت قلبك مطمئنا في هذه اللحظة سل الله عزوجل ما تريد فإن وجدتموها كذلك فأسئلوه ما شئتم اذاً أن تكون حول الكعبة وأنت ساخط أن تكون في الحائر وأنت متبرم لقضاء الله وقدره هذا لا يكفي انا الضامن لمن لم يجهس في قلبه الرضا أن يدعوا الله فيستجاب له اذاً اخواني لابد أن نصل الى هذه المرحلة طبعا هذه المرحلة مسبوقة بمعرفة نظرية من جعل هاتين المقدمتين في قلبه ألتفتوا الي المقدمتين بتعبير المناطقة هاتان المقدمتان تعطيان نتيجة قهرية قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هذه مقدمة قطعية المقدمة الثانية وما كتب لنا فيه صلاحنا لمن؟ لعباده المؤمنين لمن أحبه الله اذاً ما هي النتيجه؟ قل لن يصيبنا الا ما فيه صلاحنا أحذف الجملة المشتركة خذ المقدمة وخذ النتيجة اذاً المؤمن الذي لم يقصر لم يرتكب خطأ اذاً العاقل أجمالا لا أقول المعصوم العادل هذه صفة من الممكن أن تصل اليها ولو لم تكن اماماً لجماعه! بعض الناس وصل الى العدالة لنفسه اذاً اذا وصلت لمرحلة العدالة المتعارفة أنت من مصاديق هذه الروايه.
كلمة أخيرة هنالك من المواطن ننتقل الى أدب ظاهري هذا الأدب الباطني تبحروا قلوبكم، الآن قرأت القرآن قرائة متفاعلة فيها تأمل ولو صفحة من القرآن الكريم نحن عادة لا ندعوا بعد قرائة القرآن ندعوا بعد مجالس الذكر ندعوا بعد الصلوات تعقيبات اليومية في جوف الليل ندعوا وهكذا في مشاهد اهل البيت ولكن هذه الليلة تعلم أدبا من الآداب اذا قرأت القرآن وأغلقت كتاب الله عزوجل قبل أن تقوم من مقامك أرفع يدك الى السماء ولا مانع رجاء افتح المصحف بين يديك كما في ليالي القدر أو ضعه علة رأسك ما المانع؟ كيف تقول في ليلة القدر اللهم إن هذا كتابك المنزل بين يدي الله وخاصة في المسجد الببت بيته الكتاب كتابه وأنت عبده مستقبل قبلته حاول أن تدعوا الله عزوجل في هذه الحالة هذه من الحالات التي قل من يدعوا فيها الامام الحسن عليه السلام من قرأ القرآن كانت له دعوة مجابة هذه الدعوة لا ترد المصلي له دعوة مجابة قارئ القرآن له دعوة مجابة قد تقول طالما دعونا بعد الصلوات بعد قرائة القرآن لم نرى إجابة لا تستعجل الامام يقول إما معجلة أو مؤجلة الحاجة قضيت إما الآن أو مؤجلة طبعا مؤجلة يشمل أواخر العمر فإن لم تعطى في الدنيا تعطى في البرزخ والقيامة اذاً الدعوة لا ترد إما في الدنيا أو في الآخره.

اللهم أستجب لنا دعائنا اللهم لا ترد لنا دعوة للدنيا والآخرة اللهم ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام لين قلوبنا لولي أمرك والفاتحة مع الصلوات.