Search
Close this search box.
  • التشييع الباطني للأموات
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

من حقوق المؤمن علی المؤمن وخصوصاً الرحم علی الرحم أن یشیع جنازته بعد موته بعض الأوقات الانسان یسمع عن عزیز أفتقده یشیع لیومه یتکاسل عن تشیع جنازته فیفوته من الأجر الشيء العظیم، حدیثنا اللیلة عن أهمية تشیع الموتی وما ینبغي أن یکون علیه الانسان.
اخواني تشیع الجنائز کأي حرکة من حرکاتنا قد تکون خالیة من الجوهر من المضمون کالصلاة الصلاة أعظم عبادة لا تفکر فیها تشیع الجنائز بالمقابر البعض یذهب هکذا مجاملة لذوي المیت حرکة ظاهریة ورأينا البعض اثناء التشیع قد یمازح صاحبه اثناء التشیع مثلاً علی کلٍ تشیع المیت محطة من محطات التذکر والالتفات النبي صلی الله علیه وآله وسلم کان اذا تبع جنازة لم یقل الآن جنازة مثلا انسان مؤمن صالح متمیز العبارة مبهمة اذا تبع جنازة أعني نكرة غلبته کآبة وأکثر حدیث النفس وأقل الکلام طبعا حدیث النفس کما یقال سلاح ذو حدین البعض یحدث نفسه حدیثاً شهویاً یؤدي به الی الغریزة المحرمة البعض یحدث نفسه حدیثاً غضبیاً شهویاً وغضبیاً هکذا یتهم أحداً في قلبه فیغضب علیه کله وهم في وهم، انسان له حدیث نفس مبعثر یفکر في هنا وهناك نفسه تحدثه في ما لا طائل تحته النبي في تشیع الجنازة کان یکثر من حدیث النفس المؤمن دائما یحدث نفسه حدیثاً طیباً ولکن عند التشیع هذا المعنی یزید، علی کلٍ من آداب تشیع الجنازة أن تتصور نفسك محمولاً کلٌ بأنثی وإن طالت سلامته یوماً علی آلة حدباء محمول! یقول اذا کنت في جنازة عن امامنا الباقر علیه السلام فکن کأنك أنت المحمول! صلوات الله علی امامنا الباقر له کلمة لو عملنا في تشیع الجنائز لأنقلبت أحوالنا، یقول أنت الآن تشیع الجنازة تذهب الی القبر وقد تدخل القبر ولکن لا تُدفن ترجع الی المنزل یقول وکأنك سألت ربك الرجعة الی الدنیا لتعمل عمل من عاش أفترض نفسك أنك كنت میتاً مع صاحبك کلاکما دُفنتما المیت الواقعي اُهیل علیه التراب ولکنك أنت سُمح لك بالرجوع الی المنزل لو کانت القضیة حقیقیة ماذا کنت تصنع؟ وهذا الأمر سیقع یوماً ما اذاً وکأنك سألت ربك الرجعة الی الدنیا ثم یختمها امامنا الباقر علیه السلام یقول فإن الدنیا عند العلماء مثل الظل رأيتم أحداً یبني بناءً علی حساب الظل؟ یقول هذا الظل مکان جید أبني فيه عمارة هذا الظل یزول ینتهي مع حركة الشمس اذاً الظل لا دوام له هکذا احساس الانسان مع الدنیا.
واما بالنسبة الی المدفون کلامنا الآن في من دُفن! انا رأيت هذه الروایة لأول مرة کلنا ستحل علینا لیلة الوحشة هي اسمها لیلة الوحشة ولهذا المؤمن اذا مات له عزیز أم أب أو ولد في الوحشة یُتقن العمل صدقة صلاة صلاة وحشة اذا أمكنه أن یبقی علی قبره الی الصباح الأمر في محله لأنها لیلة موحشه! أين البشاره؟ أنت المؤمن أنت انسان وفي مات لك صدیق تلك اللیلة لا تنام بین قرائة قرآن وصلاة فکیف برب العالمین؟ کم رحمته بك علی وحشتك! اذاً اللیلة موحشة ولكن في الروایة مرویة عن النبي إن أرحم ما یکون الله بالعبد اذا وضع في حفرته! أنت في بطن أمك رب العالمین کان رئوفاً بك ولهذا أطعمك من دون طعام وشراب من خلال المشیمة كنت طفلاً رباك کنت شیخاً کبیراً حفظك الآن أنت في القبر أرحم ما یکون الله بالعبد اذا وضع في حفرته اذاً صحیح هنالك وحشة ایضا هنالك رحمة ألهية تغمر العبد.
من جوائز المیت؛ المیت طبعا المؤمن غیر المؤمن في شغل! المؤمن یعطی جائزة اول جائزة للمؤمن عن امامنا الصادق علیه السلام یُغفر لمن تبع جنازته هذه جائزة للمیت ولکن هذه الجائزة تعود للمشیعین، أنت أحترمت المیت تبعته في جنازته الآن رب العالمین یغفر لمن تبع جنازته تُحفة لهذا المیت الذي دُفن، انسان یُدعی الی الجنازة ویُدعی للولیمة نحن عادة لا نفوت الولائم خاصة الولائم الدسمة أعراس وفي غیره! تشییع الجنازة لا یستجیب الکل خاصة اذا کان الوقت غیر مناسب في حر الصیف مثلا، امامنا الباقر علیه السلام یفرق بین إجابة الجنائز وبین إجابة الولائم یقول حضور الجنازة یذکر الموت والآخرة إن حضرت جنازة المیت هذا یذکرك بالآخرة وحضور الولائم یلهي عن ذلك! عکس الجنائز یذکرك بالدنیا بیت فاره طعام شهي المترفون مجتمعون الأجواء ملهیة عن الآخرة لا تسارع الی الولائم وتتباطئ عن تشییع الجنائز ولهذا اذا ذهبتم الی الولائم حاول أن تکسر هذه الغفلة کن ذاکراً لا تدخل في کل باطل کل بمقدار اللزوم اخرج سریعا المهم حاول أن تعیش أجواء الذکر وأنت حاضر هذه الولیمه.
علی کلٍ من آداب الجنازة ایضاً أن یکون الانسان یمشي بسکینة یمشي بوقار المؤمن في هذه الحالة یرید أن یتذکر أحوال الآخرة هذا لا یناسب سرعة المشي وأن یکون الانسان علی هیئة غیر حسنه.
روایة أخيرة طبعا ما نقول روي في الکتب وهذه أحادیث اخلاقیة لسنا في مقام البت في الحلال والحرام، نحن عادة نهتم بالجار في دار الدنیا نلتقي الجار الجید هکذا في المقابر اذا رأيت في المقبرة مثلا عالماً من العلماء صالحاً من الصلحاء هذا المعنی یتفق في سرادیب وادي السلام في النجف الأشرف صلوات الله علی ساکنها وتوفی أبوك مثلا أوصي الذین یدفنون هذا المیت أن یجعلوه في مقابر الصالحین في مکان یتواجد فيه الصالحون أمرنا رسول الله عن امیرالمؤمنین علیه السلام أن ندفن موتانا وسط قوم صالحین فإن الموتی یتأذون بجار السوء کما یتأذی به الأحیاء! انسان طاغوت امیر ظالم سلطان جائر یُدفن عنده مؤمن من الممکن أن يتأذی بهذه الجیرة إختر جوار الصالحین في الدنیا وفي القبر وإن شاءالله تکون مع الصالحین في جنان الخلد مع النبي وآله.

اللهم احشرنا مع محمد وآل محمد اللهم لا تفرق بیننا وبین محمد وآل محمد اللهم ارحم غربتنا ووحشتنا لیلة لقائك أبلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.