أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا حول الأُلفة وکیف أن المؤمن له جهات من الارتباط والاُلفه؟ طبعا الالفة العظمی الاُلفة الباقیة هي الاُلفة لرب العالمین هنیئاً لمن أکتسب هذه الاُلفة في دار الدنیا من کان أنيسه رب العالمین من کان في الخلوات مناجاته مع رب العالمین هذا الانسان لا یخشی وحشة القبر والقیامة هنیئا لمن کان اُنسه في القبر مع ربه في الحشر مع ربه في الجنة مع ربه لیس الحدیث هذه اللیلة حول موجبات هذه الاُلفه! له حدیثه؛ ولکن حدیثنا حول الاُلفة مع الخلق والاُلفة مع الخلق علی قسمین اُلفة مع عامة الناس الناس بما هم ناس المؤمن یألفه الغیر حتی لو لم یکن مسلماً المؤمن اذا عاشر قوماً هکذا عاشرهم معاشرة وإن لم یکونوا من المؤمنین الکل یشهد أنه ما رأوا منهم الا خیراً هذا بالنسبة للناس واما بالنسبة للمؤمنین المؤمن له علاقة خاصة مع خواص المؤمنین یرتب علاقته اُلفته محبته مع المؤمنین بمقدار ما فیهم من إيمان ینظر الی أخیه النسبي وله ایمان متعارف یحبه حباً متعارفاً الکلام في القلب یصله یکرم الرحم ولکن حبه لهذا الأخ النسبي حب متعارف لئن ایمانه متعارف وینظر الی غریب لعله ألتقی بإنسان في الحج لأول مرة یری فیه تمزاً في الأیمان محبته ایضا تنمیز اذاً المؤمن له ایضا اُلفة مع خواص المؤمنین هذه الالفة تزداد وتنقص تبعاً لرصیده الایماني ولهذا القرآن الکریم یبین هذه الالفة هو الذي أیدك بنصره وبالمؤمنین وألف بین قلوبهم لاحظوا اخواني في هذه الآیة رب العالمین جعل النصر من رافدین النصر الالهي التسدید وبالمؤمنین الملائکة المسومة في بدر کان لهم دور في النصر والبدریون ایضا کان لهم دور في النصر الآن رب العالمین جعل في قبال هذا النصر الاُلفة ایضا ولعل من طرف خفي الآیة ترید أن تقول أن سبب النصر هي هذه الالفة بین المؤمنین لو أن المسلمین ما کانوا علی هذه الالفة یوم بدر لما أنتصروا هذه الالفة أختلت في أحد رغبوا في المتاع في الغنائم ترکوا رسول الله صلی الله علیه وآله فأُبتلوا بالهزیمة وألف بین قلوبهم هنا الشاهد لو أنفقت ما في الارض جمیعا ما ألفت بین قلوبهم ولکن الله ألف بینهم، هنا درس اجتماعي تربوي البعض یغدق علی زوجته کلما رآها في غضب في إعراض یأخذها الی السوق یشتري لها مثلا کمیة یعتد بها من الذهب لکن هذا الرجل یشتکي ویقول هذه الهدیة ما نفعت بعد ایام رجعت الی ما هي علیها تحتاج الی هدیة أخری لو أنفقت ما في الارض جمیعاً ما ألفت قلب هذه المرأة سل الله عزوجل أن یؤلف بینکما الحدیث الذي ذکرناه سابقاً التي أشتکت عند رسول الله وقالت عندي زوج کأنه امرأة أي لا أميل اليه النبي جمع بینهما جعل نواصیهما متلاصقة ثم دعی بالاُلفة بینهما اذاً اذا رأيت حزازة کدورة بعداً من صدیق من رحم من ولد من زوجة تذکر هذه الآیة ولکن الله ألف بینهم.
آیة أخری في هذا السیاق وأذکروا نعمة الله علیکم إذ کنتم اعداءً فألف بین قلوبکم فأصبحتم بنعمته إخوانا.
واما في الروایات اذا وقع تنافر بینك وبین الغیر امیرالمؤمنین صلوات الله علیه یذکر لنا هذه الحقیقة أن أزالة هذا التنافر الباطني لیس بهین الآن المتنافران قد یجاملان بعضهما البعض ولکن الاُلفة لا تحصل یقول صلوات الله علیه إزالة الرواسي أسهل من تألیف القلوب المتنافرة الرواسي أي الجبال أن تحرك جبلاً هذا أسهل من أن تحرك قلبلاً متنافراً ولهذا نحن عندما نری زوجین متخالفین اذا وصلنا الی هذه الحقیقة أن بینهما تنافر لا یُعالج نقول في هذه الحالة الفصل خیر من الوصل هذا ایضا درس في هذا المجال.
روایة ملفتة هذه الروایة عن الامام الصادق علیه السلام من روائع الروایات النفسیة البعض یقرأ کتب علم النفس الذي ألفه الغربي أو الشرقي لماذا لا تبحث عن الروایات المتعلقة بالأنفس في تراث اهل البیت؟ یقول امامنا الصادق إن سرعة إئتلاف قلوب الأبرار اذا ألتقوا وإن لم یظهروا التودد بألسنتهم کسرعة أختلاط ماء السماء بماء الأنهار؛ في الزیارات في المشاهد تلتقي بمؤمن ترتاح الیه تحبه من اول لقاء قد تستحي من اظهار المودة ولکن تری في قلبك حباً له الذي جمعکما أنکما في طریق العبودیة الأبرار، وإن بعد ائتلاف قلوب الفجار اذا التقوا وإن أظهر التودد بألسنتهم کبعد البهائم من التعاطف وإن طال ائتلافها علی مذود واحد البقرة مع البقرة سنوات لیس بینهما اُنس الحصان مع الحصان الفاجر مع الفاجر ولهذا تری موظفاً في دائرة علی طاولة واحدة ثلاثین سنة في یوم التقاعد ینفصلان اذا رأى أحدهما الآخر في الطریق لا یسلم علیه ثلاثون من العشرة من الجیرة لم تمثر اُلفةً ولا اُنساً ومؤمن تراه حین الطواف حین زیارة الحسین علیه السلام في الطریق تنعقد بینکما مودة لا تُنسی تدعوا له في جوف اللیل تدعوه الی المنزل الی آخره اذاً خیارکم أحسانکم أخلاقاً الذین یألفون ویُألفون المؤمن یألف المؤمن سریعا واذا اذا ألتقى بالفاجر یری في قلبه نفوراً لا یجتمع معه ابداً.
إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من بریتك أبلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.