• ThePlus Audio
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

الاستعداد للدخول على سلطان ليلة الجمعة…!

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف تدخل على سلطان ليلة الجمعة؟

ينتظر المؤمن ليلة الجمعة بتهلف، لأنها ليلة متميزة يفتح الله فيها أبوابه لداعيه. ونستطيع أن نشبه هذه الليلة بالليلة التي يسمح فيها سلاطين الأرض للرعية بالدخول عليهم، فيما تجدها مغلقة أمامهم في سائر الأيام والليالي. بالطبع إن باب الله مفتوح على مصراعيه دائما ولا يحجب أحدا من الخلق إلا أن يحجب الخلق أنفسهم بارتكاب المعاصي. هب أن باب السلطان مفتوح للرعية دائما؛ أفهل يسمحون لمن يأتي وعلى جسمه من رأسه إلى أخمص قدمه آثار نجاسة والقذارة بالدخول عليه؟ أم يقولون له: إن بابنا مفتوح، فاذهب وتطهر ثم ائتنا؟

ومثال آخر هو المجنب الذي لم يرتكب جريمة ولكن لا يُسمح له بالدخول إلى المسجد إلا اجتيازا. وهو لا يستطيع أن يصلي في تلك الحال ويُقال له: الباب مغلق أمامك ما لم تغتسل وتتطهر. إن الصلاة كما روي عن النبي (ص): (اَلصَّلاَةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ فَمَنْ شَاءَ اِسْتَقَلَّ وَ مَنْ شَاءَ اِسْتَكْثَرَ)[١]، ولكن المجنب لا يُؤذن له بها.

ماذا نصنع في ليلة الجمعة ليُؤذن لنا بالدخول؟

لابد أن نتطهر ونتطيب ونزيل عن أنفسنا الخبائث. وإن من خير ما يؤهلك ويخولك للدخول على ملك الملوك على الذي بيده مقاليد السماوات والأرض؛ أن تطهر نفسك من خلال الإكثار من الصلاة على النبي وآله (ص). وأنت بذلك تطلب من الله عز وجل أن يبارك على النبي وآله (ص)، وفي المقابل يطلب النبي (ص) من الله عز وجل أن يبارك عليك، وكما يقال: المعاملة بالمثل، وإن كانوا (ص) هم الكرماء الذين يردون الجميل مضاعفا.

والصلاة على النبي وآله (ص) من أفضل الأعمال في ليلة الجمعة، ولها صيغة خاصة في تلك الليلة وهي أن تقول ألف مرة: (اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ عَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَ أَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ مِنَ اَلْأَوَّلِينَ وَ اَلْآخِرِينَ)[٢]. والوقت مفتوح أمامك من عصر الخميس إلى آخر النهار من يوم الجمعة؛ أربع وعشرون ساعة، وهو وقت كافٍ لكي تلهج بهذا الذكر الشريف. وبإمكانك أن توزعه على الساعات بدل اللهج به في مجلس واحد. فاجعل هذه الليلة ويومها، عامرة بالصلاة على النبي وآله (ص).

ومن لوازم هذا الذكر، الإقبال والحضور الذهني. أنت تطلب من خلال تكرار هذا الذكر، أن يُعجل في فرجهم (ع) ألف مرة وتطلب هلاك أعدائهم ألف مرة، وهي أدعية تحتاج منك إلى إقبال والاتفات. وتكرار الذكر عادة ما يسلب التوجه من العبد. قد تكرر الذكر مرة أو مرتين ويُمكنك الإقبال، ولكن يتشتت الذهن كلما كان التكرار أكثر. ولذا يشتكي البعض من المؤمنين ويقولون: إننا نُقبل في البداية ثم نفقد التوجه بعد مرور فترة على التكرار.

كيف ألهج بالذكر مقبلا غير مدبر؟

الحل أن أن توزع هذا الذكر أوقات النشاط الباطني أولا. ثانيا: حاول أن تمرن نفسك على استجماع قوى الباطن، والخشوع الذهني وهو أن تستحضر معنى الصلاة والدعاء للفرج والبراءة من أعداء أهل البيت (ع)، فعندها إذا لم يخشع قلبك، سيخشع ذهنك ويواكبك لحين انتهاءك من الذكر. ينبغي أن تصلي على النبي وآله (ص) من دون الانشغال بالتلفاز والنظر إلى الأخبار. أي صلاة هذه؟! خذ زاوية وأنت فارغ البال والج بهذا الذكر، فإذا وحدت في نفسك ثقلا وإدبار فأرجأه إلى ساعة أخرى. اقطع الذكر لوجه الله، فأي ذكر هذا وأنت تنظر إلى السبحة متى تصل إلى آخر حبة فيها؟ّ

أين أنت عن هذا الذكر في ليلة الجمعة؟

ومن الأعمال المهمة التي وردت بسند صحيح ما روي عن الإمام الصادق المصدق (ع) أنه قال: (مَنْ قَالَ فِي آخِرِ سَجْدَةٍ مِنَ اَلنَّافِلَةِ بَعْدَ اَلْمَغْرِبِ لَيْلَةَ اَلْجُمُعَةِ وَ إِنْ قَالَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ فَهُوَ أَفْضَلُ – اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ اَلْكَرِيمِ وَ اِسْمِكَ اَلْعَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ اَلْعَظِيمَ سَبْعَ مَرَّاتٍ اِنْصَرَفَ وَ قَدْ غَفَرَ اَللَّهُ لَهُ)[٣]. وهذا عمل سهل يسير؛ فمعظم المؤمنين، لا تفوتهم نافلتي المغرب والعشاء، ولا يحتاجون إلى استيقاظ وهجران النوم كصلاتي الليل والفجر ولا يثقل عليهم القيام بها كما يثقل على الكثير القيام بنوافل الظهرين. إن وجه الله وجه عزيز والقسم به ليس كأي قسم؛ فيُقال: أن أحدهم طلب من الخضر (ع) شيئا ولم يكن عند الخضر ما يُعطيه، فأقسم السائل عليه بوجه الله، فأعطاه الخضر ما لا يخطر على البال[٤].

وما هو الاسم العظيم؟ هل هو لفظ الجلالة؟ هل هو الاسم الأعظم الذي كان يعرفه من آتاه الله علماً من الكتاب؛ فحمل به عرش بلقيس من سبأ إلى حيث سليمان (ع)؟ لا ندري، لعله هو، ولعله غيره. فماذا تطلب بعد هذا القسم؟ تقول: أن تصلي على محمد وآل محمد، وكأنك تقول: يا رب، حاجتي أن تصلي على النبي وآله أولا، وسائر حوائجي أن تغفر لي ذنبي العظيم.

[١] الوافي  ج٧ ص١١٧.
[٢] جمال الأسبوع  ج١ ص١٧٩.
[٣] وسائل الشیعة  ج٧ ص٣٩٤.
[٤] قال له الخضر: استعبدني وبعني.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • ينتظر المؤمن ليلة الجمعة بتهلف، لأنها ليلة متميزة يفتح الله فيها أبوابه لداعيه. إنها تشبه الليلة التي يسمح فيها سلاطين الأرض للرعية بالدخول عليهم، فيما تجدها مغلقة أمامهم في سائر الأيام والليالي. بالطبع إن الله لا يحجب أحدا من الخلق إلا أن يحجب نفسه بارتكاب المعاصي.
  • حينما يطلب المؤمن من ربه حاجة فيصلي على النبي وآله (ص) قبل ذكر حاجته، فكأنه يقول: يا رب، إن حاجتي الأولى وأولويتي، أن تصلي وتبارك على محمد وآله ثم بعد هذه الحاجة أريد منك كذا وكذا.
Layer-5.png