Search
Close this search box.
  • الإستعداد للبلاء
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

 

الانسان في دار الدنيا لا ينفك عن البلاء اولا طبيعة الجسم الأنساني رب العالمين خلق هذا الجسم ومن نعمره ننكسه الانسان بعد الستين حتى بعد الخمسين وظائفه لا تعود تعمل كما كانت تعلم ايام شبابه السير التنازلي وفي بدن الانسان معروف ولهذا قل من نرى في أواخر العمر وهو سليم من كل الجهات ولو كان سليم من كل الآفات لمن أنتابه الموت الموت يأتي لأن الله عزوجل جعل نهاية لهذا البدن هذا في باب الأنتكاس البدني.

في باب الأنتكاس المالي التاجر هكذا يغامر بتجارته قد يربح يوماً وقد يخسر يوما حتى في الجانب السياسي اهل السياسة والرئاسة نرة رئيساً بعد فترة في السجون نرى انساناً كان وجيهاً صار ذليلاً أيما ذل اذاً الدنيا كما نعلم محفوفة بالمكاره ما هو الحل؟ الحل أن نكون كما يقال في عرفنا أن نكون واقعيين، الانسان الذي يتوقع الآفات يختلف عن انسان يفاجئ بذلك انسان مقاتل في خندق ينتظر هجوم العدو يستعد له بخلاف انسان لا يحتمل عدواً اصلا يفاجئ واذا بالعدو فوق رأسه كم الفرق بين الحالتين اذاً الحل الاول أن نستعد للبلاء ولو كنت في قمة السعادة إحتمل إن الله عزوجل قد يليك بشيء من البلاء هذا اولا.

وثانيا سل الله عزوجل أن يجعل مصيبتك في ما يعز عليك اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا البلاء لازم قل يارب إجعل بلائي أهون البلاء اذاً هذا ايضا حل من الحلول الامام الصادق عليه السلام له رواية ملفتة هذه الرواية لا تجعلك ترضى بالبلاء بل أكثر من ذلك تجعلك تأنس بالبلاء إن لم تكن مقصراً فيه من يشرب السم ثم يبتلى بمرض هذا قد لا يؤجر هو أوقع نفسه في الهلكة، كلامنا في القضاء والقدر من دون تقصير هذا البلاء كم هو نعمة إنه ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها الا بإحدى خصليتن إما بذهاب ماله أو ببلية في جسده كيف الرواية المعروفة عن سيدالشهداء إن للامام منزلة لا يناله الا بالشهادة والقتل أنت ايضاً لك منزلة عند الله عزوجل لا تنالها اما بذهاب مالك أو ببلية في جسدك، الآن البلية في الدنيا تفنى المرض بعض الناس يبتلى بمرض عشرين سنة قعيد القراش بالأخير يموت هذا الانسان المؤمن ولكن عشرون سنة من البلاء المقعد يتحول الى ما لا نهاية من السعادة يعطى في مقابل عشرين سنة من البلاء النعيم الذي لا يوصف أبد الأبدين أين العشرون سنة وأين أبد الأبدين فكيف اذا كان البلاء سنة بعض الناس يبتلى بمرض قاتل سنة ثم يموت سنة من العمر يكابد في المقابل يعيش النعيم الذي لازوال له.

المؤمن حالته ثابتة في الشدة والرخاء أنت الآن صليت في المسجد جماعة ولعلك كنت خاشعاً الآن خرجت من المسجد في الطريق أصابك حادث سير دخلت المستشفى الليلة القادمة أنت في فراش المرض مبتلى بالنزيف بالأوجاع إن صليت صلاة الليلة القادمة كصلاتك هذه الليلة أنت من المتقين صلاتك في الشدة والرخاء على نحو سواء ولهذا اميرالمؤمنين يقول في وصف المؤمنين نزلت أنفسهم منهم في البلاء كما نزلت في الرخاء الأمر هو هو، سيد الشهداء وأصحابه في ظهيرة يوم العاشر صلوا صلاة مقبلة كاليوم التاسع والثامن وغيره والا إنما تميزوا هذا التميز.

ايضا من الروايات في هذا المجال الذي يصبر على البلاء يدخل في زمرة الصديقين وهذه رتبة عالية أن تكون مؤمناً متقيا متعارفا ليس هذا هو الطموح الأعلى إجعل طموحك أن تدخل في دائرة الصديقين ما الطريق؟ أوحى الله عزوجل الى موسى عليه السلام رواية صادقية ما خلقت خلقاً أحب الي من عبدي المؤمن بداية الرواية فيها نفحة عاطفية الوجود برمته مسخر للمؤمن خلق لكم ما في الارض جميعا فإني إنما أبتليته لأبتليه لما هو خير له وأعافيه لما هو خير له العافية خير له اعافيه البلاء خير له أبتليه فليصبر على بلائي وليشكر نعمائي ويرضى بقضائي أكتبه في الصديقين عندي اذاً من اراد أن يكون صديقاً فليكن كما في هذا الحديث القدسي.

قلنا في سطر الحديث أنه أشد البلاء ابتلاءات واعظم البلايا مرض القلب، الميرالمؤمنين يجعل البلاء في ثلاثة فصول إن من البلاء الفاقة تريد أن تشتري طعاما فلا تجد مالاً هذا بلاء وأشد منه مرض البدن لو خيرت الآن بين مرض البدن والفقر أيهما تقدم؟ تقول الفقر خير من مرض البدن اذاً الفاقة ثم المرض يقول امامنا وأشد من ذلك مرض القلب يعني أن تقبل في صلاتك أن تكون قلقاً مضطرباً لا قرار لك لا اطمئنان لك هذا هو البلاء الذي هو من أشد البلاء.

روايتان في هذا المجال انسان يؤذي زوجته يوترها بفعله فتصاب بآفة القلق الأذي النفسي يورث بعض الأمراض البدنية كما هو المعروف إن أوقعت غيرك في البلاء وأنت السبب يقول اميرالمؤمنين وجب عليك التلطف في علاج دائه لا تقل هذا قصاء وقدر أنت السبب في مرض هذا الانسان حاول أن تتلطف في علاجه.

الآن وقعت في بلية هناك ذكران في تراث ائمة اهل البيت عليهم السلام اميرالمؤمنين يوصينا أن نقول في كل شدة لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم لو قلتها مرة واحدة متوكلاً مفوضاً مسلماً تكفى ذلك الشر والامام الرضا عليه السلام ايضا له دعاء يقول رأيت أبي في المنام فقال يا بني اذا كنت في شدة فأكثر أن تقول يا رئوف ويا رحيم طبعا منام يختلف عن منام غير الامام رأى الامام موسى بن جعفر يا رئوف ويا رحيم اذا رأيت مبتلى قل الحمدلله الذي عافني ممن أبتلاك به ولو شاء فعل طبعا لا تقلها بصوت مرتفع هذا يوجب كسر خاطره قلها في سرك الحمدلله الذي عافاني ممن أبتلاك به وإن شاء فعل من نفع عمله في المستشفيات ويرى المرضى في كل يوم اذا رأى مريضاً بمرض مزعج ليقل هذه الجملة عسى الله عزوجل أن يعافيه من ذلك البلاء.

 

اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا نجنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.