Search
Close this search box.
  • الإحسان إلى الخلق
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

البعض من الناس عندما یتوجه لعالم العبادة والخلوة والمناجات یعیش حالة من العزوف عن الخلق یستوحش من الناس لا یختلط بالناس یحتقر غیره وإن لم یعترف یری نفسه خیراً من الآخرین وبعبارة أخری ینعزل ویتقوقع هذا مصاب بآفة هذا الانسان هذا سقیم ینبغي أن یعالج! المؤمن وجود ذو جود المعروف یترشح منه المعروف یعني الاحسان الی الخلق! الخلق عیال الله هذه الروایة نبوية وهي روایة معبرة جداً في الکافي عن النبي الأکرم الخلق عیال الله فأحب الخلق الی الله من نفع عیال الله لو أن انساناً کنت في سفر وأنت في السفر سمعت أن فلاناً ذهب الی باب بیتك وأخذ تحفة الی عیالك وأدخل علیهم سروراً أنت في السفر هل تدعوا له؟ ماذا تعمل له؟ لو کنت في مشهد من المشاهد تبالغ له في الدعاء وإن کان في بلد فیه هدایا تجلب له الهدایا المهم تری ما عمل بأهل بیتك هذا یستحق المکافئة رب العالمین یکافئك علی عملك لأنك أدخلت علی عیاله سروراً وجعلني مبارکاً اینما کنت فسره الامام الصادق علیه السلام أي جعلني نفاعاً کثیر المنفعه.
الآن نذکر لکم مزیتین لأهل المعروف؛ الروایة روایات مختلفة بألحان مختلفة تفید أن اهل المعروف في الدنیا اهل المعروف في الآخرة يعني ایضا، هذا المعنی قد یسمعه البعض لأول مرة ما معنی أن اهل المعروف في الدنیا هم اهل المعروف في الآخره؟ الروایات هکذا تفسر طبعا أحداث الآخرة لا تفهم الا من خلال الروایات والا العقل لا مجال له اصل المعاد مثلا یغره العقل والا التفاصیل عند الکتاب والسنه، اهل المعروف في الدنیا اهل المعروف في الآخرة يعني هؤلاء محسنون یوم القیامة ایضا في الدنیا کان ینفق یعطي الغیر في الآخرة ایضا یحسن للغیر قد تقول یوم القیامة الکل یقول وا نفساه الانسان یوم القیامة حسناته لنفسه کیف هؤلاء؟ تقول الروایات اتفاقا الروایة عن النبي والروایة عن الامام الصادق علیه السلام اهل المعروف في الدنیا لهم رصید لهم حساب ثري عند الله عزوجل یوم القیامة یدفعون حسناتهم الی الناس فیدخلون بها الجنة لا یدفع حسناته لمن یطلبه هذا المعنی معروف الانسان الذي علیه دین في الدنیا یموت یوم القیامة یُعطي صاحب المال من حسناته هذا معلوم! الکلام أن اهل المعروف في الدنیا یتبرعون للغیر له من الرصید ما له الی درجة یعطي الغیر معروفه تقول الروایة عن الامام الصادق علیه السلام فیجودون بها علی اهل المعاصي یری انساناً متورطاً یوم القیامة یقول تعال عندي انا اعطیك من معروفي یرجح بها کفة الحسنات یا له من مقام انسان في عرصات القیامة یتصدق بحسناته کما کان یتصدق بماله في الحیاة الدنیا.
روایة اخری کلامنا في مزایا اهل المعروف عسی أن تکون منهم إن شاءالله، اهل المعروف في الدنیا هم اهل المعروف في الآخرة بما ذکرناه یتصدق علی الناس بحسناته القضیة أعظم إن المؤمن منکم یوم القیامة لیمر علیه بالرجل وقد أُمر به الی النار کما یقال في عرفنا الیوم حکمت المحکمة وانتهی الأمر والقیامة لا أستئناف حکم بین العباد یؤمر به الی النار فیقول له یا فلان أغثني فقد کنت أصنع الیك المعروف في الدنیا انا في دار الدنیا أحسنت اليك قدمت لك مساعدة مالیة أو غیرها انا أحسنت اليك الآن أغثني انا من اهل النار فیقول المؤمن للملك خلي سبیله انا اقول لك خلي سبیله یا له من أمر حُکم به الی النار الاستئناف بید المؤمن طبعا الملك ماذا یصنع؟ یسمع کلام المؤمن أو یمتثل الأمر الالهي؟ لا یسبقونه بالقول وهم بأمره یعملون! رب العالمین فیأمر الله الملك أن أجز قول المؤمن انا امضي تحت قوله هذا المؤمن قال خلي سبیله ولکن انا الرب أقول هذا الکلام یُنفذ فیخلي الملك سبيله اذاً اهل المعروف صارت له مزیتان في الآخرة البعض منهم یتصدق ولکن بعض اهل المعروف في الدنیا یوم القیامة تختل موازینه فيُؤمر به الی النار معروفه هذا یخرجه من نار جهنم هذا حاله.
کلمة أخيرة وانا اتکلم البعض یقول انا فقیر هذا المعنی للأغنیاء ذهب الأغنیاء بخیر الدنیا والآخرة في الدنیا منعمون وفي الآخرة اهل المعروف طبعا الغني المؤمن الغني المنفق ولکن لا ضیر أنت الفقیر من الممکن أن تکون من اهل المعروف ایضا کیف؟ یقول امامنا الصادق علیه السلام یقول لو جری المعروف علی ثمانین کفاً لأُجروا کلهم فیه من غیر أن ینقص صاحبه من أجره شیئاً المؤمن في أقصی بلاد العالم انسان ثري أنت هنا تتصل به یا فلان أعرف مؤمناً فقيراً أسعفه ذلك المؤمن يتأثر یبعث بحوالة مالیة الی فلان فلان یأخذه الی بیت فلان المتصل المحول هذا الذي دفع کل هذه الوسائط تأخذ أجرها لیس عندك مال عندك لسان کن لسان خیر کن واسطة لقضاء حوائج المؤمنین الکل یؤجر روایة أخرى یقول امامنا الصادق علیه السلام المعطون ثلاثة نحن نری المعطي الثري التاجر یقول المعطون ثلاثة الله المعطي المال مال الله ما وصلك من الخیر من فلان اسجد لله شکراً قل یارب شکراً لك أن أعطیتني من خلال فلان اذاً المعطي الله عزوجل ثانیاً المعطي من ماله من لم یشکر المخلوق لم یشکر الخالق هذا التاجر ایضا معطي الله المعطي وهذا التاجر أو الغني هو المعطي، یقول والساعي في ذلك معطیً هذا ایضا معطي أنت الواسطة معطي الدافع معطي ورب العالمین هو المعطي اذاً ماذا نعمل؟ اذا وصلك مال من أحد علی ید فلان اولاً أشکر رب العالمین هو المعطي الاول وأشکر صاحب المال وأشکر الواسطه، الشکر قد لا یکون باللفظ تشکره مثلا في جوف اللیل اجعله في قائمة الذین تستغفرله هذا وفاء منك لمن جری علی یده المعروف لك.

إلهي بحق اولیائك ارحمنا اللیلة برحمتك أنزل علینا انواع رحمتك وبرکاتك اللهم یا معطي یا سبب من لا سبب له ویا سبب کل ذي سبب ویا مسبب الأسباب من غیر سبب سبب لنا سبباً لن نستطیع له طلبا إنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.