Search
Close this search box.
  • الأسواق مواطن الغفلة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك مواطن هذه المواطن الدخول فیها مذکرة بالله عزوجل عادة من یدخل في المسجد لا یفکر تفکیراً حراماً مثلا یقول هذا لا یلیق ببیت الله عزوجل حتی أن أحدنا یزور عالماً من العلماء مرجعاً من المراجع ایضا في محضره لا یفکر الا في الخیر یری المقام مقاماً مهیباً مثلا وهکذا الکلام حول الکعبة والمشاهد المشرفة ولکن في عکس هذا بعض الأماکن کأنها مغریة للحرام الانسان عندما یدخل هذه الأماکن لا فقط لا یتشجع علی الذکر بل قد یمیل الی الباطل بما یری وهي الأسواق! الأسواق مشکلتها في البائع والمشتري البائع في معرض المخالفات الشرعية في البیع سيأتي بعد قلیل والمشتري ایضا وخاصة في هذه الایام أسواقنا من اولها الی آخرها طبعا في بعض الأماکن اما غناء محرم أو ما یوجب النظر الحرام وانتم أدری بأسواقکم، امامنا الباقر علیه السلام یقول شر بقاع الارض الأسواق، لما؟ وهو میدان ابلیس یغدوا برایته ویضع کرسیه الکرسي کیف الملك يضع الکرسي فیأمر وینهی؟ الشیطان محل عمله في الأسواق ویبث ذریته الشیطان له أعوان وأنصار یوزعهم حسب المحلات التجاریة المحل الکبیر شیطان یعتد به وهکذا ماذا یعمل؟ فبین مطفف في قفیز هذا الذي یکتال به الرز وامثاله یطفف في هذا أو طائش في میزان بعض البائعین من اول ما أشتری المحل یغش الناس یخفف من ثقل هذه الکتلة الحدیدیة عشرون سنة یبیع بوزن مغشوش هذا کم له وزر یوم القیامة أو سارق في ذراع یبیع الأقمشة ینقص من القماس في الذراع أو کاذب في سلعته یکذب في مدح هذه السلعة بعض الناس یعمل اعلان في الصحف في غیره انا عندما أری هذا الاعلان اقول هذا ماذا یجیب ربه؟ یکتب مثلا أفضل البضائع لدینا أرخص الأسعار هذه الکلمة فیها مسئولیة شرعیة من قال أن البضاعة من افضل البضائع؟ ومن قال إن سعرك افضل الأسعار؟ امامنا الباقر علیه السلام کأنه في مقام الطعن یقول علیکم فیقول هذا البائع علیکم برجل مات أبوه وأبوكم حي قد یرید الامام بهذا المعنی مثلا یقول وروح ابیك حتى یغري المشتري یذکره بأبیه مثلا زعماً أن أباه قد مات هذا التعبیر قد یثیر عاطفته والحال بأن أباه ما مات مثلا یقول بروح ابیك المیت! یقول علیکم برجل مات ابوه وابوکم حي فلا یزال مع اول من یدخل وآخر ومن یرجع اول الناس دخولاً لأنه حریص وآخر الناس خروجاً من السوق! هناك روایة انا رأيتها بنفسي لأول مرة هذه الروایة لو سمعتها بقلبك قد تبكي علی حال امیرالمؤمنین ما هذا الامام العظیم حقیقتا ما عُرف في الدنیا في الآخرة یتبین مقام ائمتنا وسادتنا في الدنیا ما عُرف قدرهم امیرالمؤمنین قدم البصرة البصرة تشرفت بقدومه هناك مسجد هذه الایام مسجد عظیم في البصرة بإسم مسجد الخطوة الامام دخل البصرة هذا المقام مقام مروره تواجده یقول الراوي وهو الحسن إبن حسن البصري مر بي وانا اتوضأ اولا الامام بین حکماً شرعیاً قال یا غلام أحسن وضوئك یحسن الله الیك من یتوضأ وضوء حسناً حسب المواصفات الشرعیة بالأدعیة المأثورة هذا من موجبات إحسان الله علیه ثم من مشی حتی دخل سوق البصرة فنظر الی الناس یبیعون ویشترون فبکی بکاء شدیداً هذه رقة امیرالمؤمنین أبوا هذه الامة الآن الامام ما الذي جعله یبکي في السوق وبکاء شدیداً نحن سمعنا هذه العبارة علی وفات الزهراء واستشهادها بکی بکاء عالیاً الآن في سوق البصرة لماذا بکی الامام بکاء شدیدا؟ قال یا عبید الدنیا وعمال اهلها اذا کنتم بالنهار تحلفون وباللیل في فراشکم تنامون وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون فمتی تجهزون الزاد وتفکرون في المعاد؟ ایها الناس انتم في السوق تحلفون باللیل ایضا تنامون بینهما انتم في غفلة طبعا هذا الکلام ینطبق علی الموظفین هذه الایام ایضا في العمل ما یعبر عنه بالدوام یمزح مع هذه یمزح مع هذا کلام البطالین واقعا ساعد الله مؤمناً في مکتب واحد عشرین ثلاثین سنة مع انسان لا یعرف الله عزوجل ثمان ساعات من العمر یذهب هدراً في اللغو مت القول واقعا هذه مصیبة یقول امامنا اذا کان حالکم فمتی تجهزون الزاد وتفکرون في المعاد؟ فقال له رجل یبدوا العلاقة مع ائمتنا علاقة مفتوحة إنه لابد لنا من المعاش یعني ما نذهب السوق لابد من الذهاب فکیف نصنع؟ فقال علیه السلام إن طلب المعاش من حله لا یشغل عن عمل الآخرة اولا اطلب الحل کن دقیقاً في الکسب لا کهؤلاء الذین وصفهم امامنا الباقر مطفف طائش سارق حالف بالکذب المهم الکاسب بإمکان أن یکون دقیقا في عمله اولا فقهیاً وثانیا لماذا لا یجمع بین الکسب والذکر؟ عادة البائعون هکذا جالس في المحل ینتظر صیداً ینتظر مشتریاً بین المشتري والمشتري وخاصة ایام کساد السوق قد تمر علیه ساعة لا یری فیه مشتریاً لماذا هکذا أنت ساهیٍ لاهیٍ؟ أو تعلم في رواية اخری النبي صلی الله علیه وآله وسلم بین قوسین یقول السوق دار سهو وغفلة فمن سبح فیها تسبیحة کتب الله له بها الف الف حسنة المقام مقام غفلة اذا ذکرت الله في السوق کما یقال أنت ذاکر حقیقتاً المهم هذا الرجل البصري الذي نصحه الامام ولی باکیاً تأثر بکلام امیرالمؤمنین صلوات الله علیه امیرالمؤمنین رآه متأثراً قال أقبل علي أزدك بیاناً ائمتنا لهم علوم بمقدار حرص المستمع یظهرون علمهم فعاد الرجل فقال اعلم یا عبدالله إن کل عامل في الدنیا للآخرة لابد أن یوفی أجر عمله في الآخرة الدنیا مزرعة الآخرة تذهب السوق للعمل قل یارب اکتسب المعاش لاُغني عائلتي أستغني عن الناس تعمل للعمل کموظف ایضا هذه النیة اثناء العمل کن ذاکراً وکل عامل دنیً للدنیا عمالته في الآخرة نار جهنم من نظر الیها أعمت ومن نظر بها أبصرت ثم تلی امیرالمؤمنین قوله تعالی کلام امامنا مطابق للقرآن فأما من طغی وأثر الحیاة الدنیا فإن الجحیم هي المآوی هذا نص القرآن الکریم وفي روایة اخری طبعا هذا طعن بکل التجار الا من کان مؤمناً لا تنسی هذه الروایة تقرأها للتجار الغافلین وإن التاجر فاجر کلمة التاجر والفاجر بینهما مقاربة وإن التاجر فاجر الا من أخذ الحق وأعطاه الامام ثم قال السلام علیکم ثم یمکث الایام ثم يأتي فیقول مثل مقالته الامام یکرر، امامنا بهذه الحالة من الرقة من الموعظة من الشفقة فکان اذا جاء السوق استثقله الناس یأتي امیرالمؤمنین ینقص علیهم تجارتهم وکانوا یقولون بالفارسیة الروایة فیها کلمة فارسیة معناه جاء الرجل البطین یستهزئون بالامام فیقول یسمع استهزاء الناس به یقول أسفله طعام واعلاه علم لا بأس اعلاه علم هکذا الامام کان یعیش بین هؤلاء القوم الذي ما عرفوا قدره.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.