Search
Close this search box.
  • الآفات الداخلة على الصدقة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

لازال حدیثنا في آداب الصدقة وأهمیة هذا الحدیث تنبع من أن الانسان یواجه الآفات المستقبلیة الآن بعض الآفات تدفع بالتدابیر البشریة کالسدود التي تبنی علی میاه الأنهار منعاً للفیضان مثلا التدبیر البشري یمنع السیل ببناء السدود ولکن بعض التقادیر الالهیة تجري من دون أن یشعر بها الانسان کالزلازل والبراکین مثلا والآفات الشخصیة تسمع فلان في المستشفی في حالة حرجة قلبه مثلا مصاب بکذا تقول هل من سابقة في هذا المجال هل له مرض یقولون لا کان معافاً سلیماً فجأة حل علیه المحذور، اذاً الصدقة تدفع البلاءات المستقبلیة مهما کنت مدبراً وحکیماً وعاقلاً ولك جند وأعوان وحشم اینما تکونوا یدرکم الموت ولو کنتم في بروج مشیدة وذکرنا سابقاً أن قوة الصدقة تصل الی درجة رفع الموت ایضا لا المرض الشفاء من المرض هین داووا مرضاکم بالصدقة ولکن الأمر أعظم من هذا الموت یُدفع بالصدقة طبعا بصدقة بلیغة تقع موقعها بعض الصدقات الکبيرة انسان متمیز في إیمانه ولحاجة ملحة هذا المثلث اذا أکتمل طبیعي یدفع الموت صدقة معتبرة انسان ملهوف وانسان متقي ولي من أولیاء الله تصور انساناً طُرد من المنزل یتفق في بعض الحالات انسان مستأجر ینتهي أمد الأجارة صاحب البیت یرمي بأثاثه في الشارع یأتي انسان یشتري له بیتاً صدقة محترمة وهو ولي من اولیاء الله وزوجته ولیة مثلاً والحاجة ملحة لو دُفع الموت عن هکذا انسان لما کان الأمر بعیدا.
ثانیا الصدقة تؤثر أثرها ولو وقعت من انسان فاسق فاجر یتفق في بعض الحالات في المجتمع یقال فلان لا یرد سائلا وبالفعل له من المنکرات ما له ولکنه یتصدق الآن لا بنحو الصدقة بنحو مساعدة الغیر هکذا معنی یتفق في بعض المجتمعات طبیعي إنما یتقبل الله من المتقین هذا الانسان لا یتوقع الجنان والحور والقصور انسان کافر مثلا ولکن الروایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام الصدقة جُنة عظیمة وحجاب للمؤمن من النار المؤمن ینجوا من النار بالصدقة أو وقایة للکافر من تلف المال ویعجل له الخلف ویدفع السقم عن بدنه ولهذا رأينا بعض المحسنین من غیر المتدینین ثروته في تنامي لا یستبعد هذا النماء من صدقته طبعا تقول الروایة وما له في الآخرة من نصیب طبیعي انسان کافر کیف یعطی شیئا في الآخره، ما نقوله الآن فقرة مهمة إن شاءالله کلکم محسنون ومتصدقون بالمعنی الأعم لا تنسی الصدقة خیر الصدقة صدقة اللسان الصدقة تشمل الابتسامة في وجه المؤمن الصدقة تشمل اماطة الأذی عن طریق المؤمنین وهکذا کلامنا في المتصدق خاصة في الأمور المالیة هناك ثلاث آفات آفة قبل الصدقة المالیة بالخصوص وآفة حین الصدقة وآفة بعد الصدقة لو أجتزت المراحل الثلاث بنجاح نجحت فیها أنت من المتصدقین والا لا خیر في صدقتك ما هي هذه المراحل الثلاث؟ اولاً هناك آفة قبل الدفع المماطله؛ آفة العطاء المطل المطل والمن منکداء الاحسان عجل المسارعة في الدفع هذه هنیئة مؤمن طلب منك شیئا خذ زاویة أستخرج مبلغاً من المال ناده في خلوة وقل له خذ المال انتهی الأمر یوم یفکر یوم یأخذ قراراً یوم ینادیه في مکتبه یوم یصدر له صکاً في الیوم الخامس یستلم المال هذا المال فیه مطل هذا لا أقول یبطل الصدقة ولکن ینکد الصدقة الیأس أحدی الراحتین اذا لم یکن بنائك علی الدفع قل یا فلان أعذرني مثلا رد السائل اما ببذل یسیر أو برد جمیل ومع الأسف یقول اماطله حتی ییأس یقول له الیوم وغداً وبعد غد یقول لعله ييأس ما لك وهذا الأسلوب؟ قل یا فلان أدعوا لك في اللیل مثلا الدعاء بمقدوري أو قل عندي مبلغ زهید لا یلیق بشأنك لعله یقبل الزهید اذاً لا تماطل.
الآفة الثانیة حین الدفع؛ الریاء تتصدق ریاءً ولهذا بعض الناس هکذا له أصرار بلیغ علی أن یذکر في خیره علی کلٍ يبني مشروعاً أمام الناس لا یقول ولکن یقول للمقاول ایاك أن تنسی الرخامة الکبیرة على مدخل المشروع مثلا بناه فلان إبن فلان الذي ولد في مکان کذا في تاریخ کذا سجل أعماله ما لك وهذا الاصرار المکان الذي ينبغي أن يكتب هو العرش إن کتب في العرش لا یضرك عندم الکتابة في الدنیا هذه الرخامة في یوم من الایام تنتزع تهدم ما قیمتها اذاً الریاء ایضا من مبطلات العمل کالذي ینفق ماله ریاء الناس.
واما الآفة بعد الصدقة قلنا قبل الصدقة المماطلة حین الصدقة الریاء وبعد الصدقة المن تلتقي به مثلا لك علیه مؤاخذة أغتابك مثلا تقول یا فلان أما تستحي انا الذي صنعت کذا وکذا وکذا لا تمن علیه إن قام بمنکر قل یا فلان لا تغتبني هذا المقدار هذا لا یجوز ولکن لماذا تمن علیه؟ لا تبطلوا صداقتکم بالمن والأذی المنة ایضا من مبطلات الصدقه.
روایة أخيرة حقیقتا هذه الروایة منعشة لقلوب المؤمنین بعض الناس لا مال له ولکن وجاهة له لسان بلیغ فصیح اذا قال شیئا یقنع لماذا تبخل بلسانك؟ انسان یبني مسجداً من ماله یحتاج الی معونة أذهب هنا وهناك تکلم في هذا المشروع إن أخذت مالاً من احدٍ دفعته في هذا المشروع تعطی ثواب من دفع ذلك المال أو ترید مزیة أعظم من هذا؟ الامام الصادق علیه السلام یقول لو جری ثواب المعروف علی ثمانین کفاً لاُجروا کلهم ثمانیة کفاً أنت تتکلم ذاك يعطي ذاك یحول مجاناً المستلم في البلد الآخر یأخذ المال تطوعاً یذهب الی المکان الفلاني یعطي لواسطة الواسطة یعطیها للفقیر کذا ید الکل یؤجر من غیر أن ینقص من صاحبه من أجره شیئا الکل یؤجر علی هذه العملیة قد یقول أحدهم انا المعطي انا الذي أقتطعت قطعة من مالي هذه الواسطة تکلم أين الکلام وأين الدفع؟ الجواب ولدینا مزید الثواب یعطی للأثنین ولکن الله عزوجل یختص برحمته من یشاء الذي ینفق مما یحب یناله البر قل لن تنالوا البر حتی تنفقوا مما تحبون وأقصی غایة الجود الجود بالنفس.

إلهي بحق اولیائك الهي بحق الصالحین من بریتك أحشرنا مع محمد وآل محمد ابلغ سلامنا اللیلة وفي کل لیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.