إطالة على سورة المنافقون الجزء 1

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا اباصالح المهدي هذا يوم الجمعة وهو يومك وبأسمك وانا فيه ضيفك وجارك فأضفني وأجرني فأنك تحب الضيافة والاجاره

حديثنا في هذا اليوم أكمال لما بدأناه من أسابيع حول تفسير سورتين من سور يوم الجمعة مستحب أن نصلي صلاة الظهر من يوم الجمعة بسورتي الجمعة وسورة المنافقون انتهينا الحديث بالحديث عن سورة الجمعة اليوم نتكلم عن هذه السورة التي نلهج بها في كل جمعة سورة المنافقون، لماذا اولاً التركيز على المنافقين في هذه السورة وما هو الفرق بين المنافق وبين الكافر وبين المؤمن وبين الفاسق هنالك أربع طوائف في الامة هنالك الكافر الذي لا يؤمن بقلبه ولا يظهر الأيمان بلسانه هذا انسان كافر صريح هنالك مؤمن معتقد بقلبه يظهر الأيمان بجوارحه هذا هو المؤمن هنالك المنافق ذلك الذي يظهر الأيمان ظاهراً ولا يؤمن باطناً هذا الانسان انسان منافق وهنالك من يؤمن باطناً ولا يعمل بأحكام الشريعة ظاهرا هذا هو الفاسق اذاً الناس بين كافر وبين فاسق وبين مؤمن ومنافق، ولكن القرآن الكريم اخواني التفتوا الى هذا التعبير عندما يصل الأمر الى المنافقين يجعل هؤلاء في الدرك الأسفل من النار هؤلاء من ناحية يشتركون مع الكفار في أستبطان الكفر ولكن خطورتهم في أنهم لا يظهرون نفاقهم هذا الكفر الباطني غير ظاهر طبيعي الانسان قد يغش بهؤلاء هؤلاء فيهم سيئات الكافرين وليس فيهم حسنة أنكشاف الكفار، الكافر مفضوح بقوله ولكن المنافق كما يقال يستبطن الكفر ويظهر الأيمان، الآن سمي المنافق منافقاً هل هو مأخوذ من النفق؟ كيف الحيوان المؤذي عندما تريد أن تنقض عليه يذهب في نفق في جحر يخفي نفسه قد يكون هذا المعنى مراداً المنافق هذا يجعل أنفاق أو يحفر أنفاق اذا اراد احدنا أن يصيده يستتر بهذا النفق وفي سورة المنافقين اشارة الى هذه الحالة أتخذوا أيمانهم جنة جعلوا الأيمان كأنه بمثابة الدرع الذي يستترون من خلاله، اذا جائك المنافقون وقالوا نشهد أنك لرسول الله والله يعلم أنك لرسوله هؤلاء شهادتهم لا قيمة لها نحن نعلم أنك رسولنا ما قيمة هذه الشهادة من هؤلاء المنافقين والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد أن المنافقين لكاذبون طبعا لا كاذبون في القول قولهم صحيح قالوا نشهد أنك لرسول الله هؤلاء كاذبون بحسب ذواتهم خبر صادق ولكنه صدر من ذات كاذبة هؤلاء ما أظهروا هذا الأيمان حقيقتا هؤلاء لهم أوصاف، هنا هذه النقطة من الحديث اخواني هذه نقطة مهمة قلنا في سورة الجمعة يا ايها الذين هادوا العتاب للذين هادوا يحملون أسفارا هؤلاء يزعمون أنهم اولياء لله من دون الناس ولكن القرآن نزل على اياك اعني واسمعي يا جاره هؤلاء اليهود حملوا التورات ثم لم يحملوها الذي حمل القرآن ولم يحمل القرآن هذا بمثابة الذين هادوا، الذي يدعي أنه من اولياء الله ولا يتمنى الموت هذا ايضا كالذين هادوا الآية تضب الذم على الذين هادوا ولكن بمعيار بملاك بمقياس الذي فيه هذا الملاك ينطبق عليه الذم ايضا، المنافقون لهم خصوصيات قد يكون الانسان مؤمناً ولكن فيه صفات المنافقين فلنحذر هنا النقطة العملية في هذا اليوم البعض قد يقول سورة المنافقون لا تعنيني انا مؤمن أو فاسق المنافق ذلك الكافر الذي يظهر الأيمان ويستبطن الكفر هذا صحيح ولكن المنافق له سمات بعض هذه السمات قد توجد في بعض المؤمنين اولا إن المنافقين لكاذبون والله يعلم أنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اول صفة من صفات المنافق أنه كاذب، المؤمن عندما يكذب حقيقتا ألتحق بمعسكر المنافقين ولو في تلك الساعة ولو في تلك الصفة والغريب أن البعض انا رأيت بعض الكاذبين حقيقتا هؤلاء مرضى الآن التاجر في الشهر يكذب كذبة ليربح بها الآلاف بعض الناس في صفقة يكذب فيربح الكثير مثلا يغش الناس ببضاعته يبيع بالجملة يمدح بضاعة تاجر آخر يُغش يشتري البائع يربح الآلاف إن لم يكن الملايين كما في صفقات الأسلحة والنفط وغيره، اذاً الانسان تارة يكذب ليربح مالاً طبعا هذا مذموم ولكن قد تقول هذا الانسان غره هذا الربح رأينا بعض الكاذبين يكذب كذباً لا نفع فيه يقول مثلا في الصيف ذهبت الى البلدة الفلانية وهو لم يذهب ليتفاخر أنه ذهب الى العاصمة الأجنبية الفلانية قد يكذب في شئونه العادية مثلا يذهب ويأتي يكذب من دون سبب هذا الانسان حقيقتا أقل ما يقال عنه بأنه انسان حقير والذي يكذب اخواني هذه مصيبة اخرى الذي يكذب لا اعتبار له الآن الانسان قد نعوذ بالله يزني في السنة مرة في خلوة يقوم بهذا المنكر ولكن يبقى أمام الناس ذا وجاهة يا من نشر الجميل وستر القبيح هذه قاعدة انا اعتقد أنها لا تتخلف لا تنطبق على الجميع الا على المعصومين كل واحد منا أتكلم عن نفسي كلنا هكذا ظاهره خير من باطنه لو تكاشفتم لما تدافنتم لو علم باطن الأشخاص قد احدنا لا يصلي عليه ويتركه يتعفن من دون دفن ولكن طبعا هذه الحالة لا تبقى يوم القيامة يوم تبلى السرائر خافضة رافعة من كنا نراه وجيهاً في الدنيا يسقط ومن كان مستضعفاً يرتفع ولكن مشكلة الكذب اخواني لو أن انساناً عرف بالكذب هذا الانسان حقيقتا لا وزن لقوله يقول الخبر تقول هذا انسان كاذب لا نصدقه، هذا انسان يعدك الوعد تقول هذا انسان كاذب نحتمل أنه يخلف الوعد يقسم بأغلظ الأيمان تقول هذا الانسان لعله يكذب يعني هذا الانسان يبقى كالحائط قوله كلا قول ويا لها من كارثة اذاً الكذب، المؤمن طبعا هناك مسوغات اذا خاف روحه اذا على أمر يعتد به المؤمن له مهرب نبي الله ابراهيم قال فعله كبيرهم إن كانوا ينطقون هذا الذي على كتفه الفأس مثلا هذا الذي حطم الأصنام ولكن إن كان ينطق اذاً استعمال التورية لها موارد ليس الكلام في هذه النقطة اذاً الصفة الاولى للمنافقين أن هؤلاء لا يتورعون عن الكذب ومن الغريب في عالمنا اليوم اصبح الكذب مقنناً اصبح الكذب متعارفاً عندما تقول يا فلان أنت المسئول لماذا تكذب؟ يقول هذا مقتضى السياسه، هكذا الايام تقتضي أن اقول هكذا ولهذا في عرف الديبلوماسين في العالم هكذا ليست لهم مواقف ثابتة هذا الشيء معروف في عالمنا اليوم صار الكذب راجحاً ومقنناً بل الصريح والصادق هذا يتهم بالسذاجة والبساطة فأذاً الكذب من سماة المنافقين، الانسان المنافق لا عاطفة له المنافق كأنهم خشب مسندة الخشبة تتألم عندما احدنا يضرب على رأس انسان بخشبة ظلماً مثلا هذه الخشبة تتألم؟ الخشبة لا فرق أن تكون سنداً لشجرة مثمرة أو أن هذه الخشية تسقط على رأس مؤمن الخشب لا يفقه وهذا المعنى لاحظناه في حياة المنافقين والكافرين اذهب هذه الايام الى بلاد الغرب نحن ذهبنا الذين ذهبوا بعض الآباء منهم لا يعلم أين ولده تقول في القطب الجنوبي؟ يقول ممكن لا أدري، في القطب الشمالي؟ يقول ممكن، لا يعلم ولده أين وبعض الأبوين هذا المعنى معروف في بلاد الغرب البنت اذا بلغت سن الرشد واصبحت في مقام العمل يطردونها من المنزل اذهبي أنت الآن مستقلة اذهبي افعلي ما شئت على كل حال العاطفة منعدمه، احد المؤمنين في بلاد الغرب كان يشتكي واقعا هذه كارثة ليس الآباء يفقدون عواطفهم حتى الأبناء هؤلاء ايضا تشملهم المصيبة احد المؤمنين واقعا ساعد الله قلي هكذا انسان طبعا هذه ضريبة التغرب الهجرة الى بلاد هو لا يضمن فيها دينه يأتي الشاب ولعله غير مسلم يدخل المنزل يختلي مع ابنته في غرفة عندما يعاتب ابنته يا بنتي أنت مؤمنة تربيت في مجالس اهل البيت كنا نذهب للعمرة والحج ما هذا العمل؟ واذا بها تقول إن أطلت لسانك الآن سأتصل بالشرطة ليلقى القبض عليك أنت أب غير مؤهل لتربية اولاده، هكذا يتحول الولد الى خشبة يشتكي على ابيه والأب يتحول الى خشب عندما يطرد ابنه أو ابنته من المنزل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدته نفوسنا أين نبي الاسلام وأين هؤلاء؟ النبي في المدينة كم فاصل المدينة عن مكه؟ هناك الهجرة هناك معركة بدر احد أنشغال النبي بالحروب بالخطب النبي كان يذبح ذبيحة يقولون هذه القطعة من اللحم لفلانة فلانة ما علاقتها ما ميزتها؟ النساء المؤمنين كلهم سواسية واذا به صلوات الله عليه يقول عنها أن هذه كانت على علاقة بأم الزهراء عليها السلام سيدتنا ام المؤمنين خديجة انظروا الى العاطفة النبي يكرم امرأة لأنها على علاقة بأم الزهراء عليها السلام هذه هي العاطفه، امير المؤمنين في زمان حكومته يسمع عن اعتداء على ذمية لا مسلمة يقول امامنا فدته نفوسنا لو أن الانسان مات من هذا الخبر خبر اعتداء على ذمية لا مسلمة لما كان عنده ملوماً هذه هي العاطفه، اذاً المنافق كالخشبة الذي لا عاطفة لا يتأثر بأمور المسلمين ايضا هذا كأنه خشب كأنهم خشب مسنده.

ثالثا من صفات المنافقين ويا لها من صفة مشتركة هذه الصفة مشتركة بين المنافقين لئن المنافق يصلي مشتركة بين المنافقين وبين الفاسقين وبين كثير من المؤمنين اعني من المؤمنين نحن الذين نصلي ما هي هذه الصفة المشتركة بين المنافق وبين الفاسق وبين كثير من المؤمنين لا اقول جميع المؤمنين احدنا يقوم لصلاة الفجر يقول في حال ملل وكسل لا يشتهي أن يصلي قاموا كسالى اذا قاموا الى الصلاة هؤلاء المنافقون قاموا كسالى من رأى في قلبه أعراضاً من يجر نفسه جراً الى صلاة الجمعة البعض يأتي ولكن كما يقال من باب اسقاط التكليف يقول لا يعقل في يوم الجمعة وانا في المنزل لئلا يبتلى بوخز الضمير لا من باب الحب للصلاة هذا الانسان فيه صفة من صفات المنافقين المؤمن ليس هكذا الجميل أن هؤلاء الذين يقومون للصلاة كسالى يتفق أنه له سفر ساعة الفجر مثلا هذا الانسان لا ينام الليل شوقاً الى السفر واذا نام قبل الفجر بساعة بمجرد أن تقول له يا فلان قربت ساعة السفر واذا به يقوم من فراشه بكامل نشاطه ما الفرق في الأمس لصلاة الفجر كنت تقوم بهذه الهيئة وكأنك شربت ما شربت من الخمر ولكن في ساعة السفر هكذا أنت في حال نشاط اذاً المشكلة في الباطن، الباطن لا يأنس بالصلاة بعض المؤمنين حفظهم الله يقولون طبعا اهل قيام الليل يقول لا فرق بين أن ننام ثمان ساعات قبل صلاة الليل أو أن ننام قبل صلاة الليل بساعة عندما نقوم نقوم انتهى الأمر الآن ساعة اللقاء بين يدي الله عزوجل ليرفع يده قائلا الهي العفو اذاً هذه صفة من صفات المنافقين.

الانسان المنافق هذا يلمزك في الصدقات لا يعتقد بعصمة سادتنا وموالينا هذا المنافق يرى الناس بعض بعين طبعه النبي مظهر العدالة النبي أصفى موجود في عالم الوجود هؤلاء كانوا يلمزون النبي في الصدقات.

هؤلاء ايضا من صفاتهم أنهم لا يحبون الأنفاق لا ينفقون ولا يشجعون على الأنفاق لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من كان حول الرسول من؟ مستضعفوا المدينة هؤلاء بشر إن لم تكن مؤمنا مسلما ما المانع الانسان ينفق على جائع على عاري؟ اهل الصفة معروفون في مسجد النبي، النبي كان يعطيهم اقل القوت هؤلاء المنافقون ما كانوا يتحملون هذا المعنى، نلملم الحديث؛ الذي يدفع خمس ماله وهو كاره يقول لولا الوجوب لما دفعت هذا المال انسان يعطي ماله حرجاً من باب حفظ ماء الوجه مثلا يقولون التجار ساهموا وانا ايضا أساهم رياءً ينفق وهو كاره هذا من صفات المنافقين لا ينفقون الا وهم كارهون الذي يعطي صدقته الواجبة والمستحبة وهو كاره لذلك هذا الانسان ايضا فيه صفة من صفات النفاق، واخيراً ويا لها من صفة قبيحة أجارنا الله واياكم من هذه الصفة انا قلت في مقدمة الحديث بعض الصفات مشتركة بين المنافق وغير المنافق ولكن ذروة النفاق ذروة الفساد والجهالة والقبح يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف هكذا يصفهم القرآن الكريم يصل الانسان الى درجة لا فقط لا يعمل بالمعروف ولكن ينهى عن المعروف ويأمر بالمنكر الذي وصل الى هذه الحالة وصل الى أعلى درجات النفاق.

تلخص مما ذكرنا: سورة المنافقون كما قلنا في السورة الاولى نذكر الصفات الأيجابية من تمني الموت في سورة الجمعة الكلام عن تعليم الكتاب والحكمة الكلام في اذكروا الله كثيرا هكذا مضامين أيجابية في سورة الجمعة ولكن في الركعة الثانية من صلاة يوم الجمعة هناك تحذير عن الطابور الخامس كما يعبر هذه الايام تحذير عن النفاق واهله وأشعار بأن المؤمن ايضا يحاول أن يعرف هذه الصفات ليتجنبها، بقي الحديث عن باقي صفات المنافقين في حديث قادم إن شاءالله.

اللهم أجرنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اجعل عواقب أمورنا خيرا اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهى رغبتنا اللهم ابلغم سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.