Search
Close this search box.
  • أهمية الصلاة والزيارةوسرّ اشتراكها في جميع المواسم العبادية
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

أهمية الصلاة والزيارةوسرّ اشتراكها في جميع المواسم العبادية

بسم الله الرحمن الرحيم

فضائل الأشهر المباركة

حديثنا سيكون حول فضائل الأشهر المباركة والمواسم العبادية وكيفيفة التعامل مع هذه المواسم. كما أن عين الزارع الذي هيئ الأرض تكون على المطر الذي قال عنه سبحانه: (فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ)[١]؛ كذلك هي عين المؤمن تكون على هذه الفرص التي تتيحها المواسم العبادية، وهي بمثابة الأمطار تنزل على أرض الروح؛ فلغتنم كل واحد منا الفرصة التي تمر مر السحاب.

ما هي أفضال الأعمال في المواسم العبادية؟

إن الذي يلاحظ الأعمال والسنن في هذه الشهور؛ وخاصة في الليلة الأولى أو اليوم الأول من الشهر يجد أن هناك مزية تختص بهذه الأوائل من الشهور . ولكن قد يسأل سائل فيقول: ما هو الفرق بين الليلة الأولى والليلة الثانية؟ إن علمه عند ربي، ولكننا لا نستطيع أن ننكر وجود خصائص لبعض الأيام والليالي. وقد أثبت العلم أن القمر عندما يكتمل يكون له تأثير على المد والجزر. فإذا كانت مياه البحار مرتبطة بالقمر؛ فكيف بما هو أعظم من ذلك وهو: القرب إلى الله عز وجل. يقول سبحانه عن هذه الشهور: (قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ)[٢]. إنها مواقيت مرتبطة بالعبادة، والحج موسم عبادي.

والمؤمن مطالب بهذه الصلاة المعروفة – صلاة أول الشهر – في اليوم الأول من كل شهر قمري؛ حتى في شوال وذي القعدة. إن هذه الصلاة هي الصلاة التي يشتري بها المؤمن سلامة ذلك الشهر، وهو تأمين شامل إن صح التعبير. ثم إننا نجد الصلاة من الأعمال المشتركة في جميع المواسم العبادية، وفي الليلة الأولى أو في اليوم الأول أو في المنتصف من الشهر أو في مناسبات أهل البيت (ع)، أو في مبعث النبي (ص) أو في مولد الإمام المهدي (عج). ثم إن هذه الصلوات المسنونة لها عدد ركعاتها ولها سورها الخاصة بها، ولها دعائها الخاص كذلك. وإنما نأخذ هذه الأعداد وهذه الكيفية من المعصومين حصرا.

لا تأخذ الأذكار والأعمال من غير أهلها

إياك أن تعتمد على غير المعصوم في العبادات أو الأذكار التي لها عدد خاص. إن عدد تسبيحات الزهراء (س) من التكبير والتحميد والتسبيح عدد محدد من قبلهم (ع). فإذا جائك أحد – ولو كان عالماً – أو وجد ذكرا بعدد خاص في موقع من المواقع؛ فابحث عن الدليل أولا. إن لتسبيحات فاطمة دليل كالجبال متانة وقوة؛ فالمعصوم هو الذي يقول عنها: (إِنَّا نَأْمُرُ صِبْيَانَنَا بِتَسْبِيحِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا اَلسَّلاَمُ كَمَا نَأْمُرُهُمْ بِالصَّلاَةِ)[٣]. إن النبي الأكرم (ص) هو الذي علم فاطمة (س) هذه التسبيحات. فاترك الأعداد، واترك العبادات غير المأثورة، والتزم بالمأثور.

ثم إن كتبنا – بحمدالله – مشحونة بالعبادات والأوراد والأذكار المنسوبة إلى المعصومين (ع). رحم الله صاحب هذا الكتاب الذي قلما نجد مؤمنا لا يملك من كتابه نسخة؛ وهو كتاب مفاتيح الجنان. إن صاحب هذا الكتاب عادة يقول عما ورد فيه من الأدعية والأعمال: هذه رواية، وعندما يصل إلى عمل لا رواية فيه، ولو كان ذلك العمل معروفاً، يقول: لم أجد له رواية.

الصلاة العمود الفقري لكل مناسبة

ثم إننا ذكرنا آنفا أن العمود الفقري للأعمال في المناسبات، هي: الصلاة بين يدي الله عز وجل. وإياك أن تصلي هذه الصلوات إسقاطا للتكليف، او طلبا للأجر المذكور في آخر العمل فحسب؛ فتنظر كم هي الحور والقصور التي ستنالها من خلال هذا العمل. بل عليك أن تعلم أن الصلاة مناجاة مع رب العالمين، والثواب يأتيك شئت أم أبيت؛ فهذه نتيجة قهرية. كن متوجهاً، وكن مخلصاً وخاصة في الصلوات المهمة. لماذا تصلي الصلوات المهمة كصلاة الاستغفار ليلة القدر أو الصلوات أوائل الشهور أو الصلوات في الليالي البيض وأنت مستعجل؟ حاول أن تتقن الصلوات المأثورة في المناسبات؛ فهي من معالم تلك المناسبات.

زيارة المعصومين (عليهم السلام) في المناسبات

من معالم الأعمال المستحبة في المناسبات؛ زيارة المعصومين (ع) جميعا. أما الملفت فوجود زيارة خاصة متكررة في مناسبات السنة؛ وإن لم تكن تلك المناسبة مرتبطة بصاحبها، وهي زيارة سيد الشهداء. إن لسيد الشهداء (ع) مناسبتان في السنة؛ ميلاده في الثالث من شهر شعبان، واستشهاده في العاشر من شهر محرم. وليس هنالك اختلاف في ميلاد الإمام (ع) ولا في استشهاده؛ بخلاف سائر أبنائه المعصومين (ع). ولكن لاحظ في الليلة الأولى من رجب، تجد زيارة الحسين (ع) من الأعمال، وفي اليوم الأول من رجب، وفي النصف من رجب، وفي النصف من شعبان، وهكذا.

إن هذه المستحبات هي بأوامر من المعصومين (ع). فزيارة الحسين (ع) في شهر رجب مثلا، منقولة عن الرضا (ع)، وسائر الزيارات منقولة عن الباقر والصادق (ع). هذا والأئمة (ع) يؤكدون مرارا وتكرارا أن ما يصدر من أحدهم إنما يصدر عن أبيه عن أبيه عن جده عن رسول الله عن الله عز وجل. إن هذه الزيارة في المناسبة الفلانية؛ إنما هي متصلة بالله أخيرا.

لماذا نزور الحسين (عليه السلام) في كل مناسبة في السنة؟

كأن الله عز وجل يريد أن يقول: إن هذا الدين إنما استقام ببركة الحسين (ع). فإذا أنت تعتمر العمرة الرجبية التي هي تالية للحج في الفضيلة؛ فهي بسبب تضحيات الحسين (ع) الذي لولاه لما كان حج ولا عمرة. إن الذي قال:

لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحي نزل

لو بقي هو وذريته المنحوسة ماذا كان يصنعون في الأرض؟ إن الحسين (ع) أوقف هذا المد الشيطاني في هذه الأمة. فصلاتنا، وحجنا، وعمرتنا، وبقاء إسلامنا، وكتابنا؛ كل ذلك مرهون بهذه الدماء الطاهرة.

[١]سورة الحج: ٥.
[٢]سورة البقرة: ١٨٩.
[٣] الکافي  ج٣ ص٣٤٣.
Layer-5.png
Layer-5-1.png

خلاصة المحاضرة

  • كما أن عين الزارع الذي هيئ الأرض تكون على المطر الذي قال عنه سبحانه: (فَإِذَآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡهَا ٱلۡمَآءَ ٱهۡتَزَّتۡ وَرَبَتۡ وَأَنۢبَتَتۡ مِن كُلِّ زَوۡجِۭ بَهِيجٖ)؛ كذلك هي عين المؤمن تكون على هذه الفرص التي تتيحها المواسم العبادية من الأشهر الثلاثة.
  • إياك أن تعتمد على غير المعصوم في العبادات أو الأذكار التي لها عدد خاص. إن عدد تسبيحات الزهراء (س) من التكبير والتحميد والتسبيح عدد محدد من قبلهم (ع). فإذا جائك أحد – ولو كان عالماً – أو وجد ذكرا بعدد خاص في موقع من المواقع؛ فابحث عن الدليل أولا.
Layer-5.png