أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من صفات المؤمن من الصفات اللازمة له أن یکون داعیاً بمناسبة وبغیر مناسبة عامة الناس اذا وقعوا في أزمة یدعون لتفریج کربهم ولکن المؤمن في الشدة والرخاء حالته الدعاء بل المطلوب من المؤمن أن يتشبه بأميرالمؤمنين صلوات الله علیه وبالخلیل ابراهیم علیه السلام اتفاقا ورد في صفتهما أن امیرالمؤمنین کان رجلاً دعاءً وقیل عن ابراهیم إن ابراهیم لأواه حلیم الأواه هو الدعاء اذاً الدعاء الکثیر هذا من صفات المؤمن ما أثر الدعاء؟ هناك آية في سورة الفرقان هذه الآیة مورد بحث المفسرین ما معنی الدعاء في هذه الآیه؟ قل ما یعبأ بكم ربي لولا دعائکم من المعاني لهذه الآیة يعني رب العالمین لا یعتني بکم الآن لماذا یعتني؟ یُنزل الکتب ویرسل الرسل من أجل دعوتکم الیه الدعاء هنا بمعنی دعوة الناس الی الله عزوجل ویؤيد هذا المعنی ذیل الآیة فقد کذبتم أي کذبتم الدعوة اذاً الدعاء هنا قیل بمعنی الدعوة الی الله عزوجل وقیل بمعنی الدعاء ایضاً هذا ایضا من المعاني لهذه الآیة والمعصوم وهو أدری بکتاب الله عزوجل یفسر هذه الآیة بالدعاء عندما سُئل الامام کثرة القرائة افضل أو کثرة الدعاء؟ جئت الی المسجد لك حالة دعائیة إن دعوت في تلك الساعة مثلا رق قلبك جرت دمعتك هذا افضل أم تقرأ القرآن؟ الامام یقول أدعوا أو ما تسمع لقوله تعالی قل ما یعبأ بكم ربي لولا دعائکم یعني الدعاء مقدم علی التلاوة هکذا یفسر المعصوم طبعا لیس معنی هذا أن المؤمن يترك التلاوه! یتلوا ولکن تأتيه حالة رقة لو قرأ القرآن هذه الحالة لا تشتد ولکن إن دعا یعیش جواً الهیاً قل ما یعبأ بکم ربي لولا دعائکم هذه الآیة من الآیات النادرة في القرآن الکریم رب العالمین لا یهدد من ترك الدعاء بعذاب النار مثلا من ترك الدعاء لیس بعاصٍ وإن کان النبي نُقل عنه روایة ترك الرعاء معصیه، الآن ما هي هذه المعصیة في محلها، ولکن عبارة ما يعبأ بكم ربي لو تأمل فيه المتأمل لرأى فيه لحن عقوبة من أشد العقوبات یعني أنت لا وزن لك عند الله إن تركت الدعاء هذا یکفي یعني أنت انسان لا أقول محتقر أنت انسام وجودك کالعدم لا قیمة لك وهذا معنی عظیم لو أن انساناً دخل علی انسان ما قام له ما ألتفت اليه رد السلام الواجب وسکت لو کان هذا من المراجع الکبار أو لا تقول هذا الانسان کم هو سيء بحيث أن هذا العالم لم یلتفت الی قدومه ولا الی ذهابه رب العالمین اذا أسقط انساناً من أحد أي قيمة تبقی له؟.
الدعاء عن النبي الأعظم کل هذه الروایات تؤكد عظمة الدعاء الروایة معروفة الدعاء مخ العبادة ولهذا صلواتنا مقترنة بالدعاء في سورة الفاتحة أم الکتاب سبع المثاني بعد الحمد أياك نعبد الی آخره ماذا تقول؟ تطلب شیئا أهدنا الصراط المستقیم بعد ذلك وصف الصراط غیر المغضوب علیهم ولا الظالین قبله ثناء بعده شرح للدعاء وسط الفاتحة ماذا؟ دعاء وأبلغ أنواع الدعاء أهدنا الصراط المستقیم ولو رأى الله عزوجل دعاء خیراً من هذا الدعاء لجعله في السبع المثاني يعني اعظم أن تطلب من الله عزوجل الهدایة الی الصراط المستقیم قد تقول المصلي هو علی الصراط والا ما صلی الجواب أنه یراد منا أن نکون في أقرب الطرق الی الله عزوجل أنت تصلي في المنزل لست علی صراط المستقیم ترکت المسجد صلیت في المسجد فرادی ترکت الجماعة لست علی صراط مستقیم ترکت الجماعة صلیت الجماعة بلا توجه لست علی صراط مستقیم ترکت الخشوع في الصلاة وهکذا لا تقل أنني علی صراط مستقیم بإمكانك أن تكون افضل مما أنت علیه الدعاء مخ العبادة ولهذا من لم یدعوا دعاء حقیقیاً في صلاته صلاته لا مخ لها أي لا قلب لها ما لك وقالب لا شيء فيه؟ لو أعطیت جوزة وعلمت أن هذه الجوزة خاویة خالیة ترمیها في سلة المهملات تقول هذا خاوي لا مخ فیه، الدعاء مخ العباده.
كذلك هناك رواية ایضا معروفة الدعاء سلاح المؤمن! المؤمن قد یکون مستضعفاً ولکن اذا ظلمه ظالم یرمیه بسلاح الدعاء وهذا أبلغ أنواع السلاح انسان قد مثلا یهاجم بسلاح یقتله الأعظم من القتلة الظاهریة القتلة الباطنیة ولهذا دائما حذرنا المؤمنين لا تتورط بظلم مؤمن وکلما زاد أيمانه کان ظلمه أفدح لأن دعوته لا تُرد إن الله یدافع عن الذین آمنوا، امیرالمؤمنين ماذا یقول في دعاء کمیل؟ وسلاحه البکاء وهذا هو سلاح المؤمن.
کلمة أخيرة رب العالمین له فضل هذا الفضل علی المؤمن أن یصل الیه بالدعاء أنت تصلي وتصوم تُعطی درجات في الجنة من يصلي ویصوم ویدعوا الدعاء قد لا یکلفه کثیراً هو ذهب للحج الحج مکلف الصوم مکلف ولکن تأخذ زاویة وتدعوا ماذا یکلفك؟ وبعض الأوقات الانسان یدعوا دعاء بلیغاً في ثواني حقیقتا في ثواني یرق قلبه تجري دمعته یدعوا في أقل من دقیقة ما النتيجه؟ النبي الأکرم صلی الله علیه وآله ما قلناه مقدمة للروایه؛ یدخل الجنة رجلان کانا یعملان عملاً واحداً فیری أحدهما صاحبه فوقه درجات الجنة درجات عظیمة فیقول یا رب بما أعطیته وکان عملنا واحداً؟ تصور انسان جاء المسجد توضأ وضوءً واحداً هکذا صلیا بتوجه واحد العملان متشابهان تماماً ولکن هذا هذه اللیلة أُعطي الدرجات العلیا وصاحبنا اُعطي الدرجات السفلی أقل ما الفارق؟ هنیئا لأهل الجنة أستفهامهم من الله عزوجل بلا واسطه! یقولون یارب لماذا رفعت هذا علي؟ فیقول الله تبارك وتعالی سألني ولم تسألني هذا صلی ودعاني اعطیته زیادة وأنت صلیت بلا زیادة أُعطیت هذا الأجر المقدر اذاً اخواني بعد هذه الروایة المؤمن لا یمل من الدعاء في کل مناسبة ولهذا اُمرنا قبل الطعام بالدعاء بعد الطعام بالدعاء لیلة زفاف صلاة لیلة الزفاف راجعوا آداب الخلاء کم في الخلاء من الأدعیة الی درجة مذهلة کل مرحلة من مراحل قضاء الحاجة في بیت الخلاء هناك دعاء في کتب الادعیه، یرید منك رب العالمین أن لا تنساه في موضع من المواضع أکلاً وشرباً وزفافاً وغیره اذاً المؤمن دعاءٌ کما کان علي وکما کان الخلیل وکل الأنبياء کذلك.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار أنصاره وأعوانه والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.