أضواء على سيرة الإمام جعفر الصادق (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم
علم الإمام الصادق (عليه السلام)
إن حديثنا هو حول ما نتقرب به إلى الله وإلى رسوله وإلى إمام زماننا وهو إحياء ذكر إمامنا الصادق (ع). إن أئمتنا (ع) كلهم مظلومون بمعنى من المعاني؛ ومن ظلامتهم أنه لم نتعرف عليهم وعلى مكانتهم كما ينبغي. من امتيازات الإمام الصادق (ع) أن العلم انتشر في زمانه انتشارا واسعا، ولهجت الألسن بذكره؛ ولكن البعض منا لا يحيط علماً بسيرته الطاهرة.
ماذا قال علماء السنة عن الإمام الصادق (عليه السلام)؟
وكثيرة هي الكلمات التي قيلت في حقه، وسأذكر لكم بعضها ولكن لا ما نُقل عن الشيخ الطوسي والمفيد والحلي وغيرهم من علماء الطائفة وإنما أنقل لكم عبارة من الذهبي أوردها في ميزان اعتداله وهو من كتب الرجال والجرح والتعديل. ولهذه كلمة معنى يختلف عن شعر أو نثر من محب لأهل البيت (ع). إنه يقول: جعفر ثقة مأمون لا يُسئل عن مثله، وانتهى الأمر. أي كل ما يقوله الإمام الصادق يؤخذ، وهذا ما ندعيه. إذا قال الإمام الصادق: قال رسول الله كذا؛ فقد انتهى الأمر بناء على هذا التوثيق.
وأما النووي فيقول: لقد اتفقوا على أمانته وجلالته؛ أي اتفق المسلمون على الجلالة وعلى الأمانة. ويقول بن حبان الأندلسي: كان من سادات أهل البيت (ع) فقهاً وفضلاً وعلماً؛ أي لكلهم هذه المزايا والإمام الصادق كان من ساداتهم. ويقول بن تيمية في منهاج السنة: إن جعفر بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة. وقد راجعت المصدر بنفسي ووجدت أنه إذا أراد أن ينقل رأياً عن الإمام الصادق (ع) يقدمه بهذه المقدمة؛ أي هو ممن يؤخذ بكلامه.
وأما مالك بن أنس قيقول: ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد علماً وعبادةً وورعاً. وأخيراً يقول أبو حنيفة: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد. ونحن لا نستدل بهذه الكلمات في يوم الغدير؛ فقد انتهي الأمر، وقال النبي الأعظم كلمة الفصل، ولكنني أريد أن أقول: أن الإمام الصادق (ع) هكذا كان وضعه. وكان في أيام حياته أربعة آلاف تلميذ كلهم يقول: حدثني جعفر بن محمد.
إن الإمام الصادق (ع) هو والد الإمام موسى بن جعفر (ع) وحفيد علي بن الحسين زين العابدين (ع) ولكن انظر ماذا جرى عليهما. أما ولده موسى الذي كان من المفروض أن يجلس مجلس والده الذي اكتسب هذا الصيت وانتشر منه هذا العلم. وكم كانت لترتقي الأمة لو أتى ولده موسى بن جعفر الصادق (ع)، وقال: هذا كان أبي الذي توفاه الله وأنا بنه موسى؛ ثم يقول لهم ما يقول جعفر بن محمد؟ ولكن بدلاً من الجلوس على منبر جده يُذهب به إلى أرض بغداد ويحبس في تلك الطامورة – كما يقال – أربعة عشر سنة أو أقل. أليست هذه ظلامة تستحق البكاء دماً؟
ظلامة الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)
إن جده علي بن الحسين زين العابدين صاحب الصحيفة الذي كان يبكي في المدينة صباحاً ومساء على الحسين (ع)؛ هو وإياه من معدن واحد، ونور واحد. ولكن انظروا إلى ما جرى عليه من الظلامة فلم تثنى له الوسادة كما ثنيت له. في الأيام التي ثنيت لهم الوسادة انتشر من الإمام الباقر والإمام الصادق (ع) من العلم ما انتشر. افتح المجاميع الروائية هذه الأيام لترى في الفقه وفي الأخلاق وفي غير ذلك أن معظم الروايات منقولة عن الصادقين.
تصدي الإمام الصادق (عليه السلام) للحركات الفكرية المنحرفة في زمانه
ولا بأس أن نذكر بعض الملامح من حياته الطاهرة أو من عصره وتصديه للحركات الفكرية المنحرفة في زمانه. إن الفترة التي عاش فيها الإمام (ع) كانت فترة الانفتاح الثقافي كما يعبر عنه هذه الأيام. كانت تلك الفترة أواخر الدولة الأموية وأوائل الدولة العباسية. إن الشيطان له أعوانه وله أنصاره المختلفين. فتارة يقوم الشيطان بتجبيش الجيوش أو دفعهم بوسوسته لقتال الحسين (ع). وكل منكر عموما طوال التاريخ يعود إلى النفس الأمارة وإلى الشيطان؛ هكذا نعتقد. فهو يوسوس في صدور الناس. ففي أيام عاشوراء جيش هذا الجيش ووسوس لهم وأغراهم وفي زمان إمامنا الصادق (ع) جيش جيشاً من نوع آخر، وهو الحملة الثقافية كما يقال. فقد انتشر الزنادقة والملاحدة في الزمان الذي كان قريباً من النصر. فماذا يفصل إمامنا الصادق (ع) عن جده؟
وإذا بالزنادقة والملحدين ينتشرون هنا وهناك. ولهذا هنالك باب في الحديث أو التاريخ تحت عنوان: مناظراته مع الملحدين أو مناظراته مع الزنادقة؛ مع ابن أبي العوجاء وغيرهم؛ فضلا عن باقي المسلمين كالمعتزلة وغيرهم. فالإمام كان حافظاً لثغر من ثغور المسلمين. وانظر إلى هذه المناظرات التي هي منتشرة بحمدالله في الكتب. والشبهات التي تطرح في وسائل التواصل قد أجاب الإمام عليها.
نعمة اتباع الأئمة الاثني عشر
ننتقل إلى الجانب العملي. إنني في العادة عندما أنقل سيرة كل إمام أريد بذلك التأسي بهم؛ فأن نفتخر بهم وأن نهتز فرحاً بمكانتهم وأن نذكر فضائلهم وما شهدت به الأعداء في حقهم وما قيل عنهم كله جيد ولازم؛ ولكن ماذا نصنع نحن تجاه هذه السيرة؟ أجارنا الله من فتنة ابن أبي العوجاء والملاحدة؛ فنحن بحمدالله شرفنا بأفضل الأديان وبأفضل المذاهب ومن بين شيعة أهل البيت (ع) اتبعنا الأئمة الاثني عشر فكل ذلك نعمة في نعمة في نعمة. ولكن كيف نؤدي حق هذه النعمة؟
لمن ندعوا في صلاة الليل
سأذكر لكم شذرات من هذه السيرة الطاهرة. قد يسأل البعض عمن ينبغي أن ندعوا لهم في صلاة. يقول: هل أدعو للأحياء أم للموتى أم للعلماء أم للجهال أم للأرحام؟ إنني أقول: ادع لمن هو يحتاج إلى الدعاء. إن البعض منا يدعو للشيخ الطوسي في صلاة الليل مثلا من ضمن الأربعين، وهذا جيد؛ ولكن هناك إنسان أساء إليك في الأمس، فقل في صلاة الليل: اللهم اغفر له. وهذا هو الذي بحاجة إلى استغفار منك؛ فقد علق رب العالمين ملفه عليك. رأيتم البعض ممن حكم عليه بالإعدام وقد وُضع حبل الإعدام على رقبته ينتظر عفوا من ورثته؟ يا له من موقف مهول..! إن البعض يوم القيامة هكذا حاله؛ فرجله بين الجنة والنار، ويقال لأحدهم: إن عفوت عنه دخل الجنة وإلا فإن مصيره إلى النار. وهكذا ورد في القرآن الكريم: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ)[١]؛ فقد تكون بحاجة إلى حسنة واحدة للدخول إلى الجنة.
الإمام (ع) كان يدعو وهو ساجد. وأقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد. ولكن ماذا كان يقول: (اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي وَلِأَصْحَابِ أَبِي فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يَنْقُصُنِي)[٢]؛ أي من يغتابني، ومن يتكلم علي. إن منهم من يتكلم على إمام زمانه والإمام يقول: اللهم اغفر لي ولهؤلاء. من الممكن أن نحمله على من ينتقص الإمام جهلاً بمقامه لشبهة، ولكن الشاهد هو هذه النفس الكبيرة. إن أصحاب أبيه الباقر (ع) ما جائوا إليه كإخوة يوسف وقالوا له: استغفر لنا، وإنما هو من تلقاء نفسه كان يستغفر لهم. إننا لسنا في مقام البحث الأسري، ولكن البعض يقول: أنا لا اسامح زوجتي أبداً لأنها رفعت صوتها علي. تجاوز عنها فطالما تجاوز عنك رب العالمين، ولا تضع عينك على صغار الأمور. تأس بالإمام الصادق (ع) في عمله.
بكاء عمرو بن عبيد من إبعاد الإمام الصادق (عليه السلام) عن سدة الحكم
لقد روي عَنْ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ قَالَ: (دَخَلَ عَمْرُو بْنُ عُبَيْدٍ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ فَلَمَّا سَلَّمَ عَلَيْهِ وَجَلَسَ تَلاَ هَذِهِ اَلْآيَةَ – اَلَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ اَلْإِثْمِ وَاَلْفَوٰاحِشَ وَأَمْسَكَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ مَا أَسْكَتَكَ فَقَالَ أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ اَلْكَبَائِرَ مِنْ كِتَابِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ نَعَمْ)[٣]. فأجابه الإمام (ع) عما سأل. تقول الرواية: (فَجَزِعَ عَمْرٌو وَعَلاَ صُرَاخُهُ وَبُكَاؤُهُ وهُويَقُولُ هَلَكَ مَنْ قَالَ بِرَأْيِهِ وَنَازَعَكُمْ فِي اَلْفَضْلِ وَاَلْعِلْمِ). إن الإمام ما ذكر مصيبة وما ذكر مقتلاً فلماذا هذا الصراخ والبكاء؟ إن هذه الحرقة في قلب هذا الرجل انفجرت على شكل صراخ وبكاء فهو رأى كيف أن هذا الإمام قد ظلم ولم يُجعل في سدة الحكم. إن الإمام موجود ولكن المنصور هو الذي يحكم الأمة، وهذا الذي يوجب الصراخ ويوجب البكاء.
صدقة السر
اجعل شعارك إلى آخر العمر هذا الشعار الذي سأبينه لك؛ فإن عملت به ستعامل يوم القيامة معاملة هذا الشعار. إن من له شعار في حياته يعامله رب العالمين على ذلك. أولا: صل من قطعك، ثانيا: أحسن إلى من أساء إليك، وثالثاً: اعط من حرمك؟ بأي مناسبة نقول ذلك؟ هكذا فعل جعفر بن محمد الصادق (ع). لا تقل: لقد آذاني فلان وسأوذيه، وهجرني وسأهجره، وقطعني فلا أعطيه. يقول الرواي: (أَعْطَانِي اَلصَّادِقُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ صُرَّةً فَقَالَ لِي اِدْفَعْهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ وَلاَ تُعْلِمْهُ أَنِّي أَعْطَيْتُكَ شَيْئاً قَالَ فَأَتَيْتُهُ قَالَ جَزَاهُ اَللَّهُ خَيْراً مَا يَزَالُ كُلَّ حِينٍ يَبْعَثُ بِهَا فَنَعِيشُ بِهِ إِلَى قَابِلٍ وَلَكِنِّي لاَ يَصِلُنِي جَعْفَرٌ بِدِرْهَمٍ فِي كَثْرَةِ مَالِهِ)[٤].
طلب الإمام أن يجف الأموال إلى رحم من أرحامه، وكل سيد في كل زمان يعد رحماً لذلك الآخر. وكان الإمام (ع) يبعث له مئونة السنة في هذه الصرة. كان بإمكان الإمام (ع) أن يقول: قل له أن هذا المال هو مني ليدفع عنه هذه الشبهة؛ ولكن الإمام (ع) أرادها لوجه الله عز وجل. فإن تصدقت بشيء وإن بنيت مسجداً هكذا كن.
لقد التقيت ببعض المسئولين من العتبة الحسينية الشريفة، وكان الكلام عن التوفيقات التي يوفق إليها البعض. يقول: جائنا أحدهم وقال: إن صحن الحسين (ع) مفتوح من كل الجوانب وهذا المكان يسقف بمالي، وبحسب الظاهر لم يشاركه أحد في عمله. إن هذا المكان الذي الآن تصلي فيه الجمعة والجماعة وهو مكان مريح مكيف شتاء صيفاً؛ هذا الرجل قال: أنا أبنيه، وأرجو أن لا يذكر اسمي أبداً. فأعطانا ما أعطانا. قلت له: كم كلفكم؟ قال: الكثير. إنكم رأيتم البنيان بزخرفته وبتفاصيله.
فلما اكتمل البنيان جاء من بلاده ليفتتح مشروع تسقيف الصحن الحسيني بدابة فيها عائلته. لقد جاء الرجل بقضه وقضيضه؛ فقد جلب معه أحفاده وأولاده وبناته. ويبدو أنه أخطأ طريق الحرم الشريف، وإذا بلغم ينفجر به فيذهب ثمانية من ذريته في سبيل الله. لقد ذهبت زوجته وأبنائه وبقي حياً ينظر إلى الجرحى من ذراريه. ثمانية من أسرته فقدهم وهو يريد أن يفتتح هذا المشروع. والشاهد هو ما قاله لي المسئول، يقول: رأيته كأنه لم يحدث له شيء فقد كان مسيطرا على أعصابه وكان ينظر بكل برودة إلى الأشلاء المبعثرة من أولاده، وبعد سنة توفاه رب العالمين والتحق بذريته. وهذه هي البركة. تأسى بهؤلاء ولا تنظر إلى الاسم والمسمى والشهرة والدعاية وإلى آخره، وتأس بإمامك الصادق (ع) في هذه الخصوصية.
علم الإمام الصادق (عليه السلام)
إن هذه الجملة: (سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي)[٥] ما قالها إلا علي (ع). ابحث في كتب الرجال والحديث والتاريخ والسيرة ونتحدى كل المسلمين أن يكون لهذه الجملة قائل إلا علي (ع) من المسلمين في زمانه وبعده. ولكنني سمعت أن جعفر بن محمد (ع) يقول: سلوني قبل أن تفقدوني. إن الحاسوب الممون – إن صح التعبير – هو نفسه. إن عليا (ع) مرتبط بالعرش وهو باب مدينة العلم، والإمام الصادق يأخذ علمه ممن أخذ علي العلم منه. فافتخروا بهذا الإمام وقل: أنا جعفري وأنت رافع رأسك.
الاهتمام بأمور المسلمين وتفقد الفقراء والمستضعفين
إن البعض عندما يدخل عالم العبادة ويقرأ كتب الأخلاق يميل إلى التقوقع وإلى التصومع؛ فلا يكلم الناس ولا يهتم بأمور المسلمين. إن الإمام الصادق ما كان هكذا. إن لحظة من لحظات عمر إمامنا تساوي الدنيا وما فيها ولكن مع ذلك يقول الراوي: (كَانَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِذَا أَعْتَمَ وذَهَبَ مِنَ اَللَّيْلِ شَطْرُهُ أَخَذَ جِرَاباً فِيهِ خُبْزٌ ولَحْمٌ واَلدَّرَاهِمُ فَحَمَلَهُ عَلَى عُنُقِهِ ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِ اَلْحَاجَةِ مِنْ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ – فَقَسَمَهُ فِيهِمْ ولاَ يَعْرِفُونَهُ فَلَمَّا مَضَى أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَدُوا ذَلِكَ فَعَلِمُوا أَنَّهُ كَانَ أَبُو عَبْدِ اَللَّهِ صَلَوَاتُ اَللَّهِ عَلَيْهِ)[٦].
إن الرواية لم تذكر أنه استعان بغلام أو بخادم وإنما كان يحمله على عنقه. وهذه السيرة هي السيرة التي مضى عليا آبائه. إنها سيرة عطرة وحياة نيرة. ولهذا إذا أردت أن تحشر في زمرته؛ تأس به في صفاته. إنه هو الصادق فتأسى به في صدقه. إن البعض يقول: أنا بحمد الله صادق، ولعل البعض من المؤمنين في حياته ما كذب كذبة؛ ولكنه غير صادق في سلوكه. يقول شيئا فيعمل خلافه، وحاله في الخلوة ليس كحاله في الجلوة. له سر وله باطن.
خلاصة المحاضرة
- إن الصادق (ع) كان يدعو وهو ساجد فيقول: (اَللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي وَلِأَصْحَابِ أَبِي فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ فِيهِمْ مَنْ يَنْقُصُنِي)؛ أي من يغتابني، ومن يتكلم علي. إن منهم من يتكلم على إمام زمانه والإمام يقول: اللهم اغفر لي ولهؤلاء. كم هذه النفس هي نفس عظيمة؟