أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حديثنا حول مفهوم من المفاهيم التي لابد أن نحققها في حياتنا من لم يحقق هذا المعنى في حياته لم يقطف ثمرة الوجود الا وهو الفلاح، الفلاح اصطلاح ورد في القرآن الكريم وورد في روايات اهل البيت عليهم السلام اما في الكتاب هنالك لحنان أو صيغتان من بيان الفلاح تارة يذكر الفلاح بصيغة القطع واليقين قد أفلح المؤمنون قد أفلح من زكاها قد أفلح من تزكى قد هنا يقال عنه في اللغة العربية أدات التحقيق مرة تقول جاء زيد مرة تقول قد جاء زيد التزكية لا شك أنه من موجبات الفلاح لأن التزكية فيها تهذيب لكل جوانب الحياة المزكي نفسه من كان يعتقد اعتقاداً صحيحاً المتزكي من يحمل في قلبه شعوراً صحيحاً المتزكي جوارحه منضبطة ولهذا في وصف المؤمنين في وصف هذه الآية في هذه السورة تقول قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون ما قال يصلون ما يقال يصلون في الجماعة ما قال يصلون في المسجد كل هذه أمور لا تقاس بالخشوع في الصلاة اذاً من كان خاشعا في الصلاة يحتمل في حقه المعصية من صلى صلاة خاشعة صلاته ناهية ومادام صلاته ناهية عن الفحشاء والمنكر هذا في درع الله الحصينة اذاً المتزكي فكراً المتزكي قلباً المتزكي جارحة لاريب أنه هو الفالح ولكن الملفت أن الله عزوجل في ما عدا هذه الموارد يستعمل كلمة لعل، لعل أدات الترجي كّتب عليكم الصيام يقول في الأخير لعلكم تتقون ليس كل صائم متقي إن صمت بشرطها وشروطها يرجى أن تكون متقياً القضية ليست ميكانيكية ليس هذه كبسة زر من صام صومه لا يوجب التقوى كم من صائم ليس له من صيامه الا الضمأ طبعا الكلام في الصوم الواجب والمستحب لا فرق اذاً كلمة لعلكم تفحلون في صلاة الجمعة فإذا قضيت الصلاة فأنتشروا في الأرض وأبتغوا من فضل الله وأذكروا الله كثيراً، من يذكر الله كثيراً يرجى أن يكون فالحاً أنت حلل فكيف بمن ذكر الله قليلا أنت أكمل فكيف بمن لم يذكر الله عزوجل اصلاً تارك الصلاة لا يذكر الله عزوجل لو أن انساناً كان مسبحاً في الليل والنهار ولكن وقت الصلاة لا يصلي أي ذاكر هذا؟ اذاً من ذكر الله كثيرا يرجى أن يكون فالحاً وتوبوا الى الله جميعا ايها المرمنون لعلكم تفلحون ايضاً التوبة يرجى منها الفلاح هذا الثلاثي لو وجد ايضا يرجى الفلاح أي ثلاثي؟ التقوى وأبتغاء الوسيلة والجهاد في سبيل الله هذا المثلث إن وجد يرجى أن يكون فالحاً يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وأبتغوا اليه الوسيلة وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون ايضا هنا الكلام في الرجاء فأذكروا آناء الله لعلكم تفلحون ذكر النعم الألهية ايضا من موجبات الفلاح، اذاً الى هنا ما هو الدرس في القرآن الكريم؟ موجبات الفلاح يقيناً ورجاءً التزكية الخشوع في الصلاة الأعراض عن اللهو في سورة المؤمنون ذكر الله كثيرا في سورة الجمعة التوبة أبتغاء الوسيلة التقوى الجهاد في سبيل الله وذكر آلاء الله كل هذه من موجبات الفلاح.
واما في السنة عندما نقول السنة يعني كلام النبي وآل النبي اميرالمؤمنين وهو على رأس ائمة اهل البيت يقول من غلب عقله هواه أفلح الهوى في مقابل الهدى كتابة ولغوياً الكلمتان متشابهتان والهوى والهدى ولكن بينهما ما بينهما الهوى والهدى في داخل النفس متصارعان نفس أحدنا حلبة رأيتم حلبة السباق حلبة المصارعة من جهة الهدى ومعه الملائكة المسددة والفطرة وهنا الهوى والشياطين الموسوسة هذه الحرب دائرة الى ساعة الموت حاول أن تكون في ساعة الموت غالباً لا مغلوباً ما الفائدة ألف جولة في الجولة الأخيرة قبل الموت يغلبك الهوى أنت خاسر كما يقال الأمور بخواتيمها.
في المقابل القرآن الكريم يذكر الذي لا يفلح هذا بحث جميل من أفلح ذكرناهم من لا يفلح من هم؟ الظالم، من هو الظالم؟ الذي يفتري على الله كذباً أو كذب بآياته أنه لا يفلح الظالمون تقريبا هنالك عدة آيات تؤكد أن الذي لا يفلح على رأسهم الذي يفتري على الله الكذب.
روايتان معبرتان الرواية عن النبي الأكرم الآن وانا أذكر الرواية كل واحد منا ينظر الى عمره يحفظون تواريخ ميلادكم كم عمرك الآن يجعله في بالك النبي الأكرم يقول اذا بلغ الرجل أربعين سنة سن الأربعين تقريبا سن الشباب أو قل أواخر الشباب فكيف بمن بلغ الخمسين والستين! يقول النبي اذا بلغ الرجل أربعين سنة ولم يغلب خيره شره قبل الشيطان بين عينيه هذا محبوب الشياطين وقال هذا وجه لا يفلح اذا بلغت الأربعين وغلب شرك خيرك أنت حبيب الشيطان فرق بين حبيب الرحمن وحبيب ابليس يعني ماذا نفهم من الروايه؟ كلما يتقدم بك العمر هذب الشوائب كلما تقدمت في العمر خفف الملكات غير الحميدة مع الأسف نرى انساناً في شبابه خلوق حليم كريم فإذا بلغ من العمر ما بلغ صار سيء الخلق صار بخيلاً صار ما صار هذا الانسان في أنتكاسة.
وأخيرا رواية صادقية ايضا محذرة يقول اذا أذنب الرجل خرج في قلبه نكتة سوداء يعني بقعة طبعا هو لا يرى ما في قلبه من منا رأى في نفسه؟ بل من منا رأى باطن بدنه الكبد والقلب يراه الجراح أنت ما رأيت الا جلدك أو تعلك انك الى الآن ما رأيت وجهك انا أرى وجهك أنت ترى في المرآة شيئا لم يرى أحدنا وجهه الى الآن الآخرون يرونهم هذه صورة في المرآة أنت ما رأيت وجهك الى الآن رأيت قلبك؟ اذاً صدق ما يذكره ائمة اهل البيت؛ خرج في قلبه نكتة سواء فأن تاب محت رأيتم المحاية عندما يمسح لا يبقى شيء وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه قلبه كان قلباً أبيض صار فيه نكتة نكتان ثلاثة أربع الى أن أصبح قلبه مسوداً تماما فلا يفلح بعدها أبدا الذي صار السواد هو الغالب على قلبه من أين يأتي الفلاح؟ الفلاح نور وهذا القلب المظلم لا نور فيه.
اللهم أجرنا من عذابك وغضبك اللهم اجعل عواقب أمورنا خيرا ابلغ زماننا الى امام زماننا وأردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.