Search
Close this search box.
  • أساب الموفقية لعالم التكامل
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليك يا سيدي ويا مولاي يا اباصالح المهدي هذا يوم الجمعة وهو يومك وبأسمك وانا فيه ضيفك وجارك فأضفني وأجرني فأنك تحب الضيافة والاجاره

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

 

بنائنا في بعض الاحاديث أن نذكر سقفاً من سقوف اصحاب الهمم العالية على أمل أن تنقدح في النفوس همة الطيران الى الأجواء العالية في عالم الدنيا الناس على اقسام قسم قانع براتب وظيفي متعارف وقسم لا يرضى الا بالملايين طبعا هذا الحرص بالدنيا حرص غير مطلوب صاحبه كدودة الغز كلما تنسج حول نفسها كلما أقتربت من الهلاك اكثر حقيقتاً بعض الناس هكذا وهذا التمثيل يفهم من بعض الروايات، بعض الناس كدودة الغز كلما زادت نشاطاً كلما كانت الشرنقة اكثر سمكاً وكلما كان اكثر سمكاً كلما كان الخلاص أبعد، ولكن في عالم المعنى، في عالم التكامل ايضا الناس على اقسام طبعا قسم خارج الدائرة لا يرى نفسه عبداً كما قلنا في احاديث كلمة الحرية والديمقراطية هذه الأمور لابد أن تصب في قالب الشريعة الانسان خلق عبداً طبعا عبداً لله عزوجل متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً بالنسبة للغير اما بالنسبة لله عزوجل لا معنى للحرية بهذا المعنى وما خلقت الجن والأنس الا ليعبدون والعبودية عكس الحرية طبعا من ينكر المبدأ والمعاد لا كلام لنا معه، الذي يريد أن يتعبد الذي يرى نفسه عبداً ايضا على درجات قسم يكتفي بالحلال والحرام يقول اذا رأيت الحرام حراماً أتركه واذا رأيت الواجب واجباً فعلته طبعا هذا القسم من اهل الجنة قطعا وهل دخول الجنة الا بترك الحرام وفعل الواجب.

قسم يترقى عن هذه الدائرة يريد يقول اريد أن أكون متعبداً زيادة عن الواجب والحرام بمعنى فعل المستحبات وترك المكروهات اذا رأى الأمر مكروهاً بعض المؤمنين يقول انا مزاجي هكذا الأمر لا يحبه رب العالمين انا أتركه هذا الأمر يحبه رب العالمين انا افعله ليس نظري على العقوبة لئن في المستحب في ترك المستحب لا عقوبة وفي فعل المكروه ايضا لا عقوبة اذاً ارجع واقول هذا القسم الثاني ايضا في دائرة التعبد الشرعي ولكن خطوة الى الأمام ولكن هناك قسم ثالث وحقيقتا كلما مشينا في هذا الطريق كلما قل الزبائن كلما كثرت القيوت عز الوجود هذه هي القاعدة كلما كثرنا من المواصفات قلت المصاديق.

قسم ثالث يقول انا لا أريد التعبد الشرعي فقط انا عيني ليست على ذاتي وعلى جوارحي التعبد مفروغ عنه انا عبد هذا لا شك فيه ولكن له همة من يسمع حديثي هذا اليوم قد يكون هذا الحديث يشق لبعضنا طريقاً جديداً في الحياة الا وهي عمارة البواطن تخلية الباطن من كل شاغل سواه طبعا هذا الشعار شعار فضفاض عريض كبير الذي يريد الوصول لهذه المرحلة حقيقتا يحتاج الى قابلية اولا والى جاذبية قابلية من العبد وجاذبية من المولى وطبعا كلاهما مترابطان إن وجدت القابلية وجدت الجاذبية البذرة في التراب فيها قابلية جاذبية الارض تسحب الجذور الى أسفل هكذا فعل الجاذبيه، الشاهد البعض يريد أن ينقي باطنه من كل شاغل سواه وعندما نقول الباطن، قد البعض لا يعنيه هذا الكلام الآن ولكن في فترة من العمر بعد تقدم العمر بعد الأقتراب من عالم البرزخ في السنوات العشرة الأخير من الحياة بين الخمسين والستين الستين والسبعين البعض يقول هذا الكلام حقيقتا كلام صحيح ايام الشباب كنا من الغافلين، الباطن يراد منه افتح قوسين سريعين الانسان عندما تقبض روحه يعطى مقاماً بمستوى الذي كان عليه عند قبض الروح أنت خمسين سنة في غفلة في السنة الواحدة والخمسين صرت من اولياء الله الكبار لو جائك عزرائيل في هذه السنة تعيش الأبدية على حساب هذه السنة لئن خواتيم العمل كنت على هذا المستوى المتألق والعكس هو الصحيح لو كنت خمسين سنة من اولياء الله في السنة الواحدة والخمسين هبط المستوى صارت أنتكاسة لو جائك عزرائيل في هذه السنة تعيش الأبدية على هذه الأنتكاسة ويا لها من خساره، انسان يعيش الأبد على أساس هذا المستوى الهابط هذا المد البياني إن صار في أسفل القاعدة لو مات احدنا في اسفل المد البياني يعيش أبد الآبدين وهو متسافل على كل حال، الانسان الذي يريد الكمال الخاص بعد الجوارح والتعبد لابد أن تكون فيه هذه الخاصية قلب مشغول محب وذهن مشغول ملتفت بمعنى عندما يراجع قلبه لا يرى في القلب محبوباً سواه، قد تقول أين موقع الزوجة أين موقع الاولاد؟ اولادنا أكبادنا أمرنا بحب الاولاد، هنا يمكن أن نقول جوابين الجواب الاول هناك شفقة الحب بالمعنى الحقيقي لا يتقسم هذا وقف لله عزوجل هناك شفقة للأولاد اذاً الحب المستولي على القلب لا يكون الا لله عزوجل امامنا الصادق عليه السلام له كلمة هذه الكلمة يغنيك عن كتاب مفصل في هذا الطريق القلب حرم الله فلا تدخل أو لا تسكن حرم الله غير الله هذا حرم الهي القلب خلق ليكون محلاً لحب الله عزوجل اذاً هناك شفقة للأولاد أو الآن تنزلنا أو قل هناك حب للأولاد والزوجة ولكن هذا الحب مستمد من الله عزوجل يعني رب العالمين أمرني بمحبة الزوجة والاولاد فأحببتهم لو أن ولدي هذا ولدي الوحيد هو الوارث لي كما يعبر هذه الايام ولي عهدي ليس عندي الا هذا الولد وهو في غاية الجمال والكمال كم الأب يحب هذا الولد ولكن هذا الولد لو نطق بكلمة الكفر أمامي هذا الولد لو أقيم عليه القصاص بعنوان المرتد انظر اليه ولا يعنيني أمره أفرح بأن يقتل لم؟ لئن هذا الانسان خرج من دائرة المحبة الألهية اذا كان حب الاولاد والزوجة بهذه المثابة أمر جيد والشاهد زوجتك تحبها لأنها زوجتك لو زادت أيماناً لو زادت تقوى رأيتها في الليل أنت نائم وهي تقيم الليل لو لم يزدد حبك لها فأعلم أن حبك ليس لله عزوجل الآن هي ترقت من المفروض إن كنت تحبها لله عزوجل أن يزداد حبك لها اذاً هذا هو المقياس، ارجع واقول اخواني المؤمن قلبه هكذا اولاً وباله مشغول بمولاه الانسان الموزع الذي لا يذكر الله عزوجل الا في الصلوات الا عند الطواف الا في عصر عرفة هذا الانسان باطنه بعيد عن الله عزوجل الألهي اصحاب الكمال اصحاب السير الى الله عزوجل قلبه ممتلئ حباً ذهنه مشغول به طبيعي اذا كان القلب والذهن مشغولين اللسان يلهج بذكره والجوارح تتبع أوامره، اذاً فرق اخواني بين التعبد المحض والتعبد الذي يأتي من الذكر والحب الألهي بينهما فرق كثير فرق بين التعبد خوفاً من النار وطمعاً في الحور وبين التعبد الذي يأتي من باب المحبه.

الآن الكلام، لو أن الانسان ما سمع هذه المقالة ما اقوله اظن كلكم توافقوني عليه الذي في مقام العمل لا يصفي فؤاده من هذه الأمور باله مشغول بغيره قلبه متعلق بغيره ما هي النتيجه؟ اميرالمؤمنين عليه السلام أينما نذهب لابد أن نرجع الى كلمات اهل البيت عليهم السلام: ومن عشق شيئا أعشى بصره أو أعمى بصره طبعا عشق شيئا في مقابل الله عزوجل وأمرض قلبه، قلب مضطرب قلب مريض او تعلم أن الذين عشاق الهوى المحرم من اكثر الناس اضطراباً لم؟ لأنه يخشى في كل آن أن يخرج من يده هذه التي يحبها هكذا عشاق الهوى، اصحاب الرئاسه اصحاب المقامات اكثر الناس قلقاً يخشى من زوال ملكه، اصحاب الأموال الكثيرة اكثر الناس قلقاً حتى بعض المؤمنين تراه مضطرب ما بك يا فلان؟ يقول بضاعتي شحنت من بلاد الصين الباخرة في وسط البحر لا أدري الباخرة تصل سالمة أم لا وصلت سالمة هل السوق يستوعب البضاعة أم لا؟ أستوعب هل الربح يعتد به أم لا البضاعة الى أن تصل وتباع شهر شهران وهو يعيش اعظم القلق هذه طبيعة الدنيا اذاً من عشق شيئا التاجر المؤمن لا يعشق المال يتاجر ربح أو لم يربح بعش الاوقات المؤمن اذا وصل الى درجة عالية من الكمال لو أحترق ماله في قلبه لا يحزن بل في أعماق قلبه قد يفرح قليلا أو كثيرا يقول يا رب أخذت مني مال الدنيا ستوعضني خيراً الذين اذا اصابتهم مصيبة نبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة أين بضاعة تبيعها في السوق وبضاعة تخسرها رب العالمين ينزل عليك الرحمة والمغفرة اذاً أمرض قلبه فهو ينظر بعين غير صحيحة ويسمع بأذن غير سميعة قد خرقت الشهوات عقله، الذي يعشق شيئاً طبعا هذا الشيء في عالم الهوى في عالم الفانيات المسألة واضحة شاب أبوان تعبا عليه أيما تعب تعلق بفتاة لا تناسبه فتاة في منبات السوء فتاة على غير ملة الاسلام المهم يقوم كعمل المجانين يبيع دينه يبيع دنياه يبيع والديه يبيع أسرته بل يبيع وطنه البعض يهاجر الى بلاد بعيدة يقال فلان كان من زبائن المسجد لماذا ترك الوطن؟ يقول تعرف على احداهن في بلاد بعيدة واذا به ينقطع عن وطنه اولاده بخرجون من الدين كما نلاحظ في بعض بلاد المهجر ذهبنا الى بعض البلاد حقيقتاً الذرية خرجت من الدين لئن اباهم في يوم من الايام عشق فتاة في ذلك البلد وصار ما صار اذاً هذا لا عقل له خرقت الشهوات عقله وأماتت الدنيا قلبه، امامنا الصادق عليه السلام اخواني هذه رواية مخيفة حقيقتاً افتخروا بائمتكم انتم منسوبون الى جعفر بن محمد الصادق عليه السلام هؤلاء قادتنا وسادتنا نفتخر بهم في الدنيا والآخرة، الرويات التي فيها كلمة العشق قليلة جداً الآن المتعارف الحب كذا، سُئل عن العشق طبعا هنا المراد بالعشق عشق الفانيات انا أعبر بالفانيات عن هذه الوجوه الحسان، امامنا الصادق عليه السلام ذكر عبارة جميلة يقول قلوب خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حب غيره هذا القلب صار خالياً هذا المكان هذه المساحة أمام المنزل كان من المفروض أن تزرع فيه الريحان والورود ما زرعت الناس جعلوه مزبلةً بعض البيوت هكذا مدخل البيت اما فيه مزرعة واما فيه مزبلة ما دمت لم تستثمر هذه الارض ما زرعتها ورداً طبيعي ترمى فيها المزابل القلب الذي خلى من حب الله عزوجل يذيقه الله حب غيره قد تقول كيف رب العالمين يذيقني حب غيره؟ اذاً هناك جبر؟ لا ليس هنالك بجبر، اخواني رب العالمين اذا اراد أن يخذلك يرفع عنك الحصانة انتهى قلبك لا يميل للحرام رب العالمين ربط على قلبك حبب اليكم الأيمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان ولكن اذا اراد الخذلان يرفع عنك هذه المزايا واذا بأول نظرة تقع في حب الحرام واذا بك تجعل في قلبك حب غيره، احد المؤمنين كانت له امرأة بمستوى جيد امرأة مؤمنة ولها مظهر حسن على ما هو يقول عمل ما عمل واذا به باع زوجته مقابل من لا تسوى شيئاً لا زوجته اولاده وذريته هذا هو الخذلان تعلق قلبه بما لا تستحق المحبة الزوجة سلبت الذرية سلبت وكان آخر أمره فرطا أنحرف أي أنحراف هذه عاقبة الأنحراف عن طريق رب العالمين.

ايضا رواية اخرى اميرالمؤمنين عليه السلام ايضا له عتاب بليغ يقول الهجران عقوبة العشق يتفق في بعض الحالات انسان يعلق قلبه على هكذا أمور قم ينفصل يراها بعد عشرين ثلاثين سنة واذا بها عجوزة شمطاء ذهب جمالها ذهبت زينتها يقول لنفسه ما اسوئك يا فلان علقت قلبك على أمر زال في الدنيا قبل الآخرة هذه الشمطاء هذه العجوزة هي التي كنت تهواها قبل ثلاثين سنة عملت ما عملت لأجلها الهجران عقوبة العشق علقت قلبك عليها خذ في الدنيا حسرة وأيما حسرة الهجران عقوبة العشق، هذه من أين جائت؟ رب صبابة غرست من لحظة اخواني الشباب الذين يشتكون هذه الايام من الغليان الباطني اخواني من راقب نظره أراح قلبه سيطر على العين قلبك يصبح نظيفاً لا أنشغال فيه طالما قلنا حوض القلب مرتبك بالروافد الرافد القذر يجعل القلب قذراً قل للمؤمنين يغضوا من ابصارهم الذي يغض بصره يبقى قلبه سليماً رب صبابةً غرست من لحظه.

واخيراً ما جزاء العفيف من تعرض لما تعرض له يوسف فعف وكتم شهوته هذا الانسان جائزته واحدة ولكن هذه الجائزة يا لها من جائزه، الرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عشق فعف ثم مات مات شهيداً طبعا هذه الرواية في كتب العامة وفي كتب الخاصة اميرالمؤمنين صلوات الله عليه يقول ما المجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجراً ممن قدر فعف، قدر على الحرام قالت هبت لك قلقت الأبواب هذا الانسان في حكم الشهيد وإن لم يمت شهيداً، هنيئا لمن وصل الى هذا المقام.

ختامه مسك: هذه الرواية انا مرت علي سابقاً ولكن كلما تمر علي هذه الرواية حقيقتا ينفتح لي باب وأنت ايضا ينفتح لك باب اذا كان الغالب على العبد الأشتغال بي (حديث قدسي) جعلت بغيته ولذته في ذكري، انتهى الأمر جعلت بغيته ولذته في ذكري اولياء الله يتلذذون بذكر الله عزوجل تلذذ لا قضية قربة كل ليلة عنده ليلة سعيدة شبابنا لهم شهر عسل المؤمن عمره عمر العسل كل ليلة له لذة أين الملوك وأين ابناء الملوك من هذه اللذه؟ هكذا كان يصيح قائلهم في جوف الليل الى ساعة الاحتضار وهو يعيش مشاعر المعاريس أين المعريس من هذه اللذائذ؟ لذة الأبدان أين ولذة الأرواح أين؟ جسمان يلتقيان يتلذذان هذا شهوة الفرج شهوة البطن لقمة حلوى تدخل الجوف أين هذه اللذة من لذة الأرواح الناس لذتهم في ملبس ناعم في قطعة حلوى لذيذة في منام كذائي ولكن الولي يعيش لذة متصلة في كل آن يعيش لذةً وهناك عبارة في كتب القوم خذها واغتنم يقول لا تكرار في التجلي صلاتك الليلة غير البارحة صلاتك الظهر اليوم غير هذه الليلة في كل صلاة لذة ولهذا الذين أكتشفوا هذا المنجم لم يقفوا على حد، لا أدري أذكر هذه العبارة أم لا! أذكرها على بركة الله فأذا عشقني وعشقته رفعت الحجاب في ما بيني وبينه الآن ماذا يجري في هذه المرحلة الله اعلم وأوحى الى عبده ما أوحى، تلذذوا بهذه المعاني الذي يتلذذ بذكره وحبه في الدنيا يتلذذ بهما في البرزخ من تلذذ به في البرزخ تلذذ به في عرصات القيامة من وصل الى هذا المقام هو في جنة متصلة من الآن الى أبد الآبدين وكفى.

 

الهي اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم أذقنا حلاوة حبك ومغفرتك اللهم اخرج حبك الدنيا من قلوبنا كما اخرجته من قلوب الصالحين من بريتك ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام بلغ ارواح المؤمنين والمؤمنات الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.