أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
حدیثنا في هذه اللیلة بإختصار حول الادوار الثلاث لأئمة اهل البیت صلوات الله وسلامه علیهم الدراسة التأريخية لحیاة الائمة علیهم السلام تارة تکون لکل امام معصوم یؤخذ کل معصوم علی حده ولادته نشأته النصوص علی امامته اخلاقه تعامله ثم بعد ذلك استشهاده هکذا في سیرة الائمة علیهم السلام لو فتحت کتاب البحار منتهی الآمال کشف الغمة الکتب الحدیثة هکذا تذکر کل امام امام ولکن هناك دراسة کما یقال فوقیة کیف الانسان في برج المراقبة ینطر الی أرض المطار الی کل الطائرات الحاطة في أرض المطار؛ ننظر تارة الی مجمل حیاة المعصومین صلوات الله وسلامه علیهم اجمعین من الممکن التقسیم بزوایا مختلفة ولکن انقل لکم هذه اللیلة زاوية من الزوایا من الممکن تقسیم حیاة الائمة علیهم السلام الی ثلاث مراحل المرحلة الاولی مرحلة المواجهة مع خطوط المقابلة الآن سمي الخطوط المقابلة ما شئت! امیرالمؤمنین علیه السلام الامام المجتبی الامام الحسین الشهید بکربلاء قاموا بهذا الدور وبعبارة اخری أبو الحسن والحسنین قاموا بهذا الدور تأسيس خط الامامة وترسیخ مدرسة اهل البیت علیهم السلام لئلا یبقی لبس في البین! الامام موقفه بعد وفاة رسول الله خطبته الشقیقیة مواقفه في حرب القاسطین والناکثین والمارقین امامنا ابومحمد المجتبی ایضا حاول أن يمشي علی منهج ابیه لولا خذلان الاصحاب لضم الشام الی العراق وتوحدت الامة ولکن خذلان القوم وبعد ذلك دم سید الشهداء في یوم عاشوراء کل هذه الحرکات قلنا حرکات الأب وولدیه رسخ خط الامة الی الأبد لم یبقی لبس في البین کل امام من ائمة اهل البیت علیهم السلام وامامه طاقوت هذا الطاقوت له فقیهُ له مدرسته له من یروج له له بطانته المهم خط ائمة اهل البیت علیهم السلام تمیز بشکل واضح وخاصة بعد مقتل امامنا الحسین الشهید بکربلاء مدرستان علی رأسیهما قاتل ومقتول مدرسة یزید ومن بعده ومدرسة الحسین علیه السلام واولاده الکرام، المرحلة الثانیة مرحلة التأسيس الفکري الثقافي ما شئت فعبر امیرالمؤمنین من معركة الی معرکة الامام المجتبی مبتلی بخذلان اصحابه بخدع اعدائه الامام الحسین علیه السلام قضوا علیه وعلی ذریته المرحلة الثانیة مرحلة الامامین الصادقین علیهم السلام دولة بادت الامویة ودولة ما قامت العباسیة الامامان تولیا بث العلم في هذه الامة الامام الباقر هو الذي شق العلم الامام الصادق الذي یبث علوم جده وهو الصادق المصدق هذه هي المرحلة الثانیه، اذاً مرحلة التمییز هذه مدرسة وهذه مدرسة الی یومنا هذا المدرستان متمایزتان تماماً في الفقه في التفسیر في الحدیث في العقائد الامر بات واضحاً المرحلة الثانیة کما قلنا مرحلة الإثراء النظري واخیراً المرحلة الثالثة اعداد الامة لزمان الغیبه؛ تصور الامام الهادي والامام العسکري علیهما السلام امامان حیان حاضران في الامة ولکن في حکم الغیبة احد اصحابه اراد أن یوصل امانة للامام علیه السلام فتزیی بزي بیاع الزیت بدعوی أنه یرید بیع الزیت علی الامام في سامراء کان یدخل وفي الجراب لم یکن زیت وانما امانات لإمامنا العسکري والهادي علیهما السلام مثلا اذاً المرحلة الثالثة رب العالمین له حکمة انا شبهت هذه القصة بفطام الصبي! الصبي الذي أنس بثدي امه لیست هناك ام تقطع ولدها عن اللبن مباشرة تمزج اللبن بالطعام بعد فترة تقلل اللبن الی أن یستقل الولد رب العالمین مهد لزمان الغیبة اولا جعل امامین الامامان ملقبان بالعسکریین انهما حبسا الاقامة الجبریة في محلة تسمی العسکر في أرض سامراء بعد استشهادهما بدأت الغیبة الصغری ایضا السفراء الاربع هؤلاء مرتبطون بإمام زماننا الامام حاضر وغیر حاضر؛ حاضر من خلال سفرائه وغائب من حیث شخصه اذاً هنالك مرحلة ایضا من التمهید وحینئذ بدأت الغیبة الکبری وما انتهت الوساطة من کان من فقهاء صائناً لنفسه مطیعاً لأمر مولاه مخالفاً لهواه فللعوام أو أن للعوام أن یقلدوه مرحلة التقلید والرجوع الی العلماء الذین یستنبطون الاحکام من روایات اهل البیت صلوات الله وسلامه علیهم اذاً مرحلة التأسيس مرحلة الاثراء مرحلة الاعداد لزمان الغیبة ولکن کلمة أخيرة الامامان العسکریان رغم انهما کانا تحت الاقامة الجبریة مضیقاً علیهما ایما تضییق ولکن اخوتني تعلموا من الامام درس التبلیغ العملي الامام لم تثنی له الوسادة کما ثنیت لجدیهما الامامین الباقرین یأخذان حریتهما في مسجد النبي حلقات التدریس آلاف المحدثین یتحلقون حولهما ولکن الامام العصوم في کل عصر بسلوکه العملي يربي الامة احدنا حري به أن يتأسي بإمامه في أن یکون داعیاً بغیر بلسانه الآن شاهد علی هذا المعنی: الامام حُبس کما قلنا قبل قلیل قال ذلك المرتبط بالوالي ضیق علیه ولا توسع یخاطب احدهم وهو صالح بن وصیف کان مأموراً بالتضییق علی الامام أبي محمد صلوات الله وسلامه علیه اذاً القضیة اعظم من الاقامة الجبریة الآن في هذه الایام بعض رؤوساء الدول عندما مثلا ینحی عن السلطة یوضع تحت اقامة جبریة ولکن یعیش الراحة في حیاته الامام کان مضیقاً علیه ایما تضییق یقول له القائل ضیق علیه ولا توسع فقال لهم صالح طبعا اسمه صالح ولکن کان مکلفاً بحبس الامام والتضییق علیه، قال لمن أمره بذلك للمأمور الأکبر قال ما اصنع به وقد وکلت به رجلین شر من قدرت علیه، اخترت رجلین من شر الناس لیضیقا علی الامام صلوات الله علیه (لا یحتاج الی رجلین یکفي أن یکون الامام في الحبس رجل واحد لا رجلین من شر خلق الله کانا مأمورین للتضییق علی الامام) یقول هنا الشاهد المؤمن في تربیته لعائلته لزوجته لأولاده لا یحتاج أن یخرج من طوره لا یحتاج الی حدیث کثیر یقول هذا صالح یقول فقد صارا من العبادة والصلاة الی أمراً عظیم هؤلاء الذین هم من شر خلق الله جعلتهما علی الامام العسکري ما هي النتیجه؟ صارا من العبادة والصلاة الی أمر عظیم من أي باب بأي سبب؟ من نظرة امامنا أبي محمد من سلوکه من نظرته من عبادته ائمتنا لهم هذه الخاصیه.
کلمة أخيرة اقول الامام المعصوم الحي بعد الاستشهاد لازال حیاً انتقلت روحه من عالم الی عالم ترك البدن الی مقعد صدق عند ملیك مقتدر ما تغیر شيء بل یقال ید الامام في عالم البرزخ مبسوطة أکثر من عالم الدنیا ولهذا اذا ذهبت الی مشاهدهم ذهبت الی ارض سامراء مثلاً تذکر هذا الحدیث قل یا مولاي یا ابامحمد أنت الذي جعلوا في حبسك شر خلق الله من لا یعتقد بإمامتك وبالأخیر صاروا من اعظم الناس عبادة وصلاةً یا مولاي کما نظرت الیهم کما أثرت في ماهیتهم کما غیرت ذواتهم یا مولاي ایضا غیر ذاتي من هویتي من باطني وأخیراً هذا الکلام یقال لخصوص الامام ابي محمد قل یا مولاي انشدك هذه العبارة احفظها الآن اذا ذهبت الی ارض سامراء تذکر ما اقول واشرکنا في دعائك قل یا مولاي یا ابا محمد اقسم علیك بحق ولدك المهدي أن تکفلني ولدك المهدي سل ولدك الامام حاشا أن لا یطیع أمر والده قل یا مولاي ولدك المهدي سله أن یکون کفیلاً لي لا اثناء الزیارة لا بعد الزیارة لا في الوطن لا في البرزخ حتی في عرصات القیامة یوم یحشر کل اُناس بإمامهم سل ولدك أن يجعلني تحت رایته.
إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار انصاره واعوانه اللهم احینا محیاهم وامتنا مماتهم ولا تفرق بیننا وبینهم طرفة عین ابدا وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.
ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.