Search
Close this search box.
  • أداء الحقوق
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

البعض یأتي ویسئل ویقول أرى تعسراً في حیاتي التعسر تارة یکون في المال وتارة في البدن وتارة في القلب، القلب القاسي الرزق المضیق والبدن السقیم وقد یجتمع کلها في انسان واحد لا قدر الله یصلي فلا یُقبل یتاجر فلا یربح وبدنه بدن علیل هذا اجتمع علیه انواع البلاء ویضاف الیه بلاء الناس له زوجة غیر موافقة أو له ولد عاق هذه بلاءات الدنیا ماذا نصنع؟ اولاً نبحث عن السبب لعلك أنت السبب في کل ذلك والسبب الرئیسي لکل ضیق هکذا یفهم من النصوص معصیة رب العالمین! رب العالمین بیده کل شيء الوجود مؤتمر بأمره تخالفه یعاقبك غیر المؤمن رب العالمین یملي له املاءً المؤمن عزیز علی الله عزوجل یری أن صداع هذه اللیلة فقر هذه السنة یوفر علیه عذاباً في جهنم لسنوات اذا لم یکن العذاب في جهنم انتظار الموقف هذا یعطل في الحساب خمسین سنة بمرض سنة رب العالمین رفع عنه هذا الانتظار وهذا العذاب اذاً بالبلاءات رب العالمین یکفر السیئات.
ثانیاً البعض یقول انا بحمدالله لا أری في حیاتي معصیةً المعاصي معروفة کلنا یعلم المعاصي لیس هنالك انسان لا یعلم المعاصي المعروفة معاصي الفم والاُذن والعین حتی الطفل یفهم المعصیه! یقول انا نظرت الی وجودي ما رأيت معصیة ومع ذلك أرى الضیق في عیشتي قلنا نقصاً في المال أو سقماً في البدن أو قسوة في القلب الجواب إبحث عن الحقوق المضیعة أنت ما أرتكبت معصية ولكنك لم تعطي صاحب الحق حقه قد تقول ماذا مثاله؟ لیس بمعصية ولكنك ما أعطیت الطرف حقه الروایة تبین هذا المعنی طبعا هذه عینة من ذوي الحقوق انسان کان له أبوان برهما في حیاتهما اذاً ما وقع في معصیة العقوق ولکن بعد موت الوالدین نسیهما تماماً تمر علیه السنة لا یذکرهما بفاتحة تمر علیه السنة لا یمر علی قبر أحدهما والمقبرة قریبة من منزله یذهب الی کل مکان الا زیارة أبویه وانتم تعرفون المیت في عالم البرزخ یقال کالمرضی في المستشفیات کیف المریض عینه علی الباب ینتظر زائراً؟ المیت في القبر ینتظر زیارتك عینه علیك! الأب في القبر الأم في عالم البرزخ تتمنی زیارتك وأنت معرض عنهما هذا الا یضیق الرزق؟ أنت ضیعت حق والدیك، الروایة ندعم کلامنا بروایات اهل البیت؛ امامنا الباقر علیه السلام یقول أن العبد لیکون باراً بوالدیه في حیاتهما ثم یموتان فلا یقضي عنهما دیونهما ولا یستغفر لهما فیکتبه الله عاقاً، والد في ذمته اموال الغیر في ذمته خمس في ذمته حجة واجبة وأنت ورثت منهم مالاً کثیرا یغنیك هذا الولد لا یکلف نفسه أن یحج عن أبيه کان مستطیعاً عصی أبوه أنت الآن لماذا لا تخفف عنه العذاب الا تعلم أن أباك يُعذب في قبره لتركه الحج الواجب والمال في جيبك الصحة والعافیة متحققة في اول سنة یموت فیه الأب إذهب الی حج بیت الله الحرام انا اعتقد والله العالم أقولها من هذا المنبر وکلٌ یسمع کلامي ليتأمل! کل ولد یعلم أن أباه في ذمته حج واجب ولا یحج عنه أو لا یدفع لأحداً مالاً یفرق ذمته یعني هذا الولد یرضی بتعذیب أبيه في قبره هو في الدنیا مستمتع مع زوجته ولکن الأب یعذب في قبره قلبك کیف یتحمل هذا المعنی؟ کل من یسمع هذا الحدیث لینظر الی حیاة والده إن کان میتاً لا أبوه حج ولکن یعلم أنه کان لا یخمس ماله علیه کفارات علیه صیام علیه صلاة بادر في فك رقبة أبيك من ذلك وقد لا یکون واجباً في بعض الصور هذا لا یجب ولکن مثلاً أنت لست الولد الأکبر وفي ذمة أبيك صلاة واجبة أنت لست ملزماً ولکن کیف تتحمل عذاب أبيك في قبره؟ وإنه لیکون عاقاً لهما في حیاتهما غیر بار بهما بعض الاولاد لا یعرف قدر الوالدین الا بعد موتهما عندئذ یعلم أي کنز فقده! رحم الشیخ الأنصاري في زمانه هکذا سمعت عنه أنه توفت والدته فبدی علیه علامات الحزن الشدید أو الجزع مثلا قل الحزن الشدید قیل له یا فلان أنت استاذ الفقهاء مثلا لماذا نراك حزیناً بهذه الدرجة علی أمك ألست تنصح بالصبر مثلا؟ واذا به یقول معنی کلامه یعني انا خوفي علی البلاء الذي سینزل علي بعد موت امي وجود الوالدة وبرها کان دافعاً لأنواع البلاء هذا السد انکسر انا کنت في خدمة والدتي هذه الخدمة دفعت عني البلاء الآن ماتت الام هذه الخدمة انتفت هذا السد ارتفع اذاً اغتنموا حیاة الأبوین من کان له أبوان لیعرف قدرهما وإن کانا میتین باب البر مفتوح ایضاً اذاً یکون عاقاً لهما في حیاتهما غیر بار بهما فإذا ماتا قضی دینهما وأستغفرلهما فیکتبه الله عزوجل باراً.
روایة أخيرة قلنا في اول الحديث أن بعض الضیق في الدنیا منشأه التقصیر وخصوصاً في حق الوالدین وخصوصاً في حق الوالده، الأم اولاً مظهر الحنان وثانیاً لها حق عظیم عليك ایام الحمل والرضاع تقصیرك في حقها حقیقتاً بتعبیرنا الیوم یدمر الانسان! خرجت من عند أبي عبدالله علیه السلام لیلةً ممسیاً فأتيت منزلي بالمدینة وکانت امي معي فوقع بیني وبینها کلام فأغلظت لها بعض النساء في کبر السن تصبح عجوزاً لا تتحمل أقل شيء یغیظها بعض الاولاد لا یتحمل فیرد الکیل کیلین أو الکیل کیلاً الأم ترفع صوتها هو ایضاً یرفع صوته یقول أغلظت لها فلما أن کان من الغد صلیت الغداة وأتيت اباعبدالله علیه السلام فلما دخلت علیه فقال لي مبتدأً یا ابا مهزم الامام عین الله الناظرة هو في خلوة أغلظ القول مع امه قال ما لك وللوالدة لماذا تتکلم هکذا مع امك؟ ما لك وللوالدة أغلظت في کلامها البارحه أما علمت أن بطنها منزل قد سکنته وأن حجرها مهد قد غمسته وثدیها وعاء قد شربته؟ احدنا یذهب للمشاهد یجده صدیق یقول تعال الی بیتي لیلة تکون في ضیافته کلما تراه تقول فلان أکرمني اذا جائك للوطن ترد له الجمیل لیلة كنت في ضیافته ولکنك تسعة أشهر کنت في ضیافة أمك یا لها من ضیافه! تعطیك من مهجة فؤادها من دمها من خلال المشیمة تسعة أشهر حملتك کرهاً ووضعتك کرها، قال قلت بلی نعم انا اعترف بهذه المضامین قال فلا تغلظ لها بعد هذه القضیة یا فلان لا تغلظ علی والدتك ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً کریما.

إلهي بحق اولیائك الهي بحق الصالحین من عبادك اغفر لنا ذنوبنا وتقصیرنا في أمرنا وفقنا لبر آبائنا وامهاتنا کما تحب وترضی اللهم أجزهما بالأحسان احسانا وبالسیئات عفواً وغفرانا انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.