أجر التعزي والصبر عند المصائب

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول المصائب وأجر من تحمل المصیبة بنفس راضیة وما هي أنواع المصائب؟ اخواني اولا المؤمن أو حتی قل العاقل یتوقع في هذه الدنیا الکثیر من المحن والمصائب إن سلم في بدنه یصاب في ماله إن سلم في ماله یصاب في اهل بیته قلما تجد علی وجه الارض انساناً لا یشتکي شیئا ولو شیئا بسیطاً علی کلٍ ما کل ما یتمنی المرء یدرکه هذا المعنی واضح اذاً شئت أم أبيت المصيبة تصيبك ولو في فترة من الحیاة وعادة العشرون سنة الأخيرة من العمر الثلث الأخیر من العمر من الخمسین من الاربعین الی الستین علی الأقل هنالك المصائب البدنیه وهن في الجسم نقص في أداء الأعضاء وهکذا وفي عصرنا هذا الأمراض العجیبة الغریبة المتفشیة لسوء التغذیة لا أعني علیة التغذية وانما للمأکل الذي فیه الکثیر من الأمور الضارة المهم اذاً الانسان إن بقي معافاً في أواخر العمر یبتلی بالأمراض البدنیة تری البعض انا رأيت البعض جسم معافی مال مکفي أمن وأمان عائلة مستقرة واذا بصحابنا یتعرف ویقول انا مبتلی بالأکتئاب بمرض القلق تقول من أي شيء؟ یقول لا ادري لو کنت أدري لعالجت نفسي یعني کل الجهات مستوسقة ول الحوائج مقضیة بلا سبب يرى في قلبه هماً کالجبل وهذا المعنی من لوازم هذا العصر المهم ماذا نصنع؟ اولاً أن نعلم أن المصیبة الخارجة عن الاختیار انسان یشرب الخمر یصاب بالسکر یعمل حادثاً في الطریق هذا لا یؤجر علیه کلامنا في المصائب غیر الاختیاریة ولدك یموت مالك یحترق أمور أنت لست مقصراً فیها هناك قاعدة معروفة تقال سلب الاختیار بالأختیار لا ینافي الأختیار من رمی نفسه من الجبل عندما یتدحرج في الوادي هذه الدحرجة لیست بإختیاره! الجاذبیة جذبته الی الوادي ولکن اول السقوط کان بإختیار عندما رمی نفسه من شاهق هذه الرمیة اختیاریة وإن لم تکن التبعات اختیاریة اذاً کلامنا في المصائب والمحن الابتلاءات الالهیة اولاً المؤمن اذا وصل الی درجة من الایمان رب العالمین یجعل مصیبته في أنفس الأشیاء لدیه إکمال للإختبار لو أن ابراهیم الخلیل کان له ولد مثلاً ولد عادي ولد غیر مطیع ثم جاء الأمر بذبحه لعله في قرارة نفسه یفرح یقول أتخلص من هذا الولد ولکن جاء الأمر بالذبح لمن؟ لإسماعیل ذبیح الله ونحن قلنا أن الأنبیاء في صغر سنهم ایضا متمیزون یوسف رأى مناماً صادقاً وهو صغیر اذاً رب العالمین یجعل إبتلائه في أنفس الأشیاء عندك یقول امامنا الباقر علیه السلام رجل جائه یشتکي أنه اُصیب بولده واقعا فقد العزیز وخاصة الولد وخاصة الولد الشاب وخاصة الشاب المؤمن کل هذه اذا أجتمعت مصیبة قال له الامام الباقر علیه السلام أما علمت أن الله یختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه لیأجره علی ذلك رأينا بعض المؤمنین له خمسة من الاولاد أقربهم الی التقوی رب العالمین یأخذه منه تکون الفاجعة اعظم اذاً رب العالمین هذه من سیاساته في عباده، ولکن المصیبة أين؟ المصیبة الکبری أن یبتلی الانسان بنقص في دینه هذه مصیبة متعدداً جاء لي بعض الناس بعض المصلین یقول تمر علي فترة لا أشتهي الصلاة ارید أن أصلي نفسي لا تمیل هذه اعظم المصائب لو اُبتلي بفقد جمیع اولاده وأحترق منزله هذا هین بالنسبة الی هذه الحالة یقول أرى في قلبي میلاً الی الحرام ویرتکب الحرام هذه مصیبة ولهذا امامنا الصادق علیه السلام کان یقول عند المصیبة الحمدلله الذي لم یجعل مصیبتي في ديني والحمدلله الذي لو شاء أن يجعل مصيبتي اعظم مما کانت والحمدلله علی الأمر الذي شاء أن يكون فكان اذاً الشاهد الامام الصادق علیه السلام یشکر الله عزوجل أنه لم تقع له مصیبة في دینه وامامنا الصادق أجل من ذلك.
کذلك من الروایات المهمة في هذا المجال أن المؤمن اذا وقعت علیه واقعة شعاره هذه الآیة ولکن بفهم وواعي إنا لله وانا الیه راجعون ما معنی هذه الجمله؟ لماذا عند المصیبة تقول انا لله وانا الیه راجعون؟ انا لله یعني أنت ملك ولدك ملك الله وأنت ملك الله فصل ملكاً عن ملكه ما لك والاعتراض؟ المنزل ملك الله وأنت ملك أخذ منك الملك فصل عنك الملك عن الملك انا لله وانا الیه راجعون فقد لك ولد سترجع الی الله عزوجل یعوضك الأضعاف اذاً انا لله شق انا الیه راجعون شق آخر کلاهما یهونان المصیبة لمن؟ لمن ألتفت الى مضمونها، ولهذا امیرالمؤمنین یقول انا لله فإقرار منك بالملك واما قولك وانا اليه راجعون فإقرار منك بالهلك قل هکذا الاول إقرار بالملك ملك الله عزوجل والثاني إقرار بالهلك هلكك أنت أنت هالك وواصل الیه.
روایة أخيرة انسان یسمع مصیبة یقول انا لله وانا الیه راجعون مصیبة الغیر یسترجع هذا الاسترجاع أمر محبوب عند الله عزوجل الی درجة المسترجع طبعا بفهم یعطی من الأجر أکثر من صاحب المصیبة هذا أصابته مصیبة لم یسترجع وأنت مررت بالمصیبة أسترجعت یقول النبي الأکرم إن أهل المصیبة لتنزل بهم المصیبة فیجزعون فیمر بهم مار من الناس فیسترجع فیکون أعظم أجراً من أهلها، المسترجع قال یارب انا لله وانا الیه راجعون کلمة فیها أدب فیها إقرار بالملك والهلك اما الذي جزع وقع في المصیبة ولم یؤجر علیه.

اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا اللهم لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد منه السلام والفاتحة مع الصلوات.