Search
Close this search box.
  • أبغض الأعمال عند الحق المتعال
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

في عالم الشریعة في التشریعات هنالك بعض المحرمات الحرام هو ذلك الفعل الذي یکون مبغوضاً لله عزوجل ولکن الأعظم من مبغوضیة الفعل مبغوضیة الذات انسان قد یقوم بعمل لا یقال عنه فقهاً أنه محرم ولکن الله عزوجل یبغضه لا یحبه طبعا هذا المعنی من أین نعرفه؟ من خلال کلمات المعصومین صلوات الله علیهم المؤمن اولا یصل الی درجة یتحاشی عما یوجب له بغض مولاه ولو کان مکروهاً الفرق بین المکروه وبین الحرام أن المکروه لا یدخلك النار ولکن الحرام والمکروه مشترکان في أن الله عزوجل لا یحب هذا الفعل ولهذا سمي مکروهاً الذي ینام بین الطلوعین هذا لا یعد عاصیاً طبعا إن لم یکن متعمداً ولکن هذا الانسان مبغوض عند الله عزوجل علی ما یفهم من بعض روایاتهم علیهم السلام، اذاً المؤمن لا یرتکب ما یوجب له المبغوضیة عند الله عزوجل الآن ما هي موارد المبغوضیه؟ وإن لم یکن حراماً من من ارتکب الحرام هذا واضح أنه مبغوض عند ربه ولکن تصور انساناً دائم العبوس لا یبتسم في وجه أخوانه یدخل المنزل تستقبله زوجته بوجه طلق أعدت له طعاماً شهیاً تزینت له واذا به یعبس في وجهها کم هذا الفعل فعل قبیح النبي صلی الله علیه وآله کان یقول إن الله یبغض المعبس في وجه إخوانه الآن البعض عندما نسأله لماذا أنت هکذا حزین معبس تغضب بسرعه؟ الجواب المتعارف یقول الغیر مثلا أثارني رجعت من العمل رب العمل أهانني المدرس الطلاب في المدرسة یزعجونه وهکذا عذر البغص ولکن نعلم أن القاعدة هي هذه المؤمن بشره في وجهه وحزنه في قلبه قلبه حزین علی فعله قلبه حزین علی ما سیواجه به ربه قلبه حزین أنه ما أعد العدة لیوم القیامة ولکن أمام إخوانه یظهر بوجه سمح ایضا من موارد المبغوضیة موسی علیه السلام سئل ربه یارب أي خلق أبغض الیك؟ فقال الذي یتهمني قال ومن خلقك یتهمك؟ نحن نتهم الجهلة نتهم الظالم نتهم المقصر البخیل ورب العالمین تعالی عن کل صفات النقص فکیف یتهمه أحدنا؟ قال الله عزوجل الروایة عن الامام الصادق علیه السلام نقلاً عن موسی الکلیم نقلاً عن الله عزوجل قال نعم الذي یستخیرني فأخیر له والذي أقضي القضاء له وخیر له فیتهمني المراد بالاستخارة هنا طلب الخیر یذهب في سفر قبل السفر یقول یارب أستخيرك في سفري هذا أي أطلب منك الخیر فإذا واجهُ في السفر شيء لا یرضیه کأن في قلبه یقول یارب لماذا هکذا طلبت منك الخیر فما رأيت خیراً هذا البیان اتهام لله عزوجل وکأن الله عزوجل لم یعرف الحکمه.
من موجبات المبغوضیة ایضا انسان الناس یخافون لسانه رأيتم البعض یقول انا لا أحب أن أتورط مع فلان اذا تورطت معه ولو بتقصیر قلیل یتکلم علي کلاماِ یفضحني به بعض الناس تکرمه ولکن إتقاء شره هذا الانسان ایضا من المبغوضین عند الله عزوجل.
مع الأسف هذه الروایة تنطبق علی بعض الشباب وخاصة في فصل الصیف والعطل الآن الشباب الجامعیون وغیرهم هکذا أثناء النهار یدرسون في المعاهد ولکن في أشهر العطل نری البعض منهم في النهار لا عمل له وفي اللیل ینام نوماً ثقیلاً طویلاً ایضاً هذا من المبغوضین عند الله عزوجل جیفةً باللیل بطال بالنهار في اللیل جیفة النائم کالمیت والمیت اذا مات طویلاً بدت رائحته المیت الذي لم یُدفن یتحول الی جیفة الذي ینام طویلاً هذا کأنه جیفة یتفق البعض ینام عشر ساعات متواصلة ینام من اللیل لا یستیقظ الا قبیل المغرب ما صلی الصباح والظهران اذا صلاهما قبل المغرب بقلیل هذا جیفة وبطال بالنهار حتی لو أستیقظ نهاراً لا یعمل عملاً یعتد به امیرالمؤمنین علیه السلام ایضا یعد لنا المبغوضین لعل بعض هذه الموارد تنطبق علي وأمثالي؛ أمغت الأمثال عند الله الفقیر المزهوا الآن مرة عسکري له درجات علیا یزهوا طبعا هذا التکبر مرفوض ولکن کم من المضحك فقیر یمشي مشیة الأغنیاء فقیر ولکن فیه فخر زهوٌ طبعا مرة الفخر فخر ایماني یتبختر أمام الأغیناء لإیمانه هذا أمر آخر ولکن هکذا فقیر یختال في مشیته هذا مبغوض عند الله عزوجل والشیخ الزاني الشیخ هنا یراد به کبیر السن الشاب یزني هذا فوران الشهوة عنده اذا تاب رب العالمین یغفر له ولکن انسان في الخمسین والستین هذا عندما یزني یبغضه رب العالمین ما عذره؟ هذا الانسان علی شفیر القبر ومع ذلك یفکر في شهوة النساء شهوةً محرمة والعالم الفاجر هو في مقام العمل یعلم الحرام ولکن في مقام العمل یرتکب الحرام هذا ایضا من المبغوضین عند الله عزوجل.
کذلك من موجبات البغض عند الله عزوجل البخل وسوء الخلق اتفاقا هذان العیبان لو دخلا في قلب انسان وأقول القلب لئن القلب یصبح بخیلاً تحلو عنده الدنیا یحب المال کل هذا من شئون القلب اذا صار الانسان زاهداً في المال هان علیه الانفاق الزهد في المال في قلبه الأنفاق علی یده اذاً ما شيء أبغض الی الله عزوجل من البخل وسوء الخلق وإنه لیفسد العمل کما یفسد الطین العسل اذاً قد یکون الانسان مصلیاً یقیم اللیل ولکن اذا صار بخیلاً وسيء الخلق هذا الانسان عسل عبادته مدکر بسوء خلقه وببخله.
کذلك من موارد المبغوضية عند الله عزوجل القیل والقال تدخل بعض الدواوین تسمع دوي کدوي النحل لا کدوي النحل عند أصحاب سیدالشهداء ذاك في العبادة تلادة القرآن ولکن تدخل بعض المجالس تسمع القیل والقال في ما لا نفع فیه لا دنیا ولا آخرة هذا المجلس وأصحابه مبغوضون عند الله عزوجل، وإضاعة المال وکثرة السئوال أي الطلب من الغیر لا یراد بکثرة السئوال هنا السئوال النافع! قلنا بأنه التوجه الی الدنیا من موجبات المبغوضیة النبي صلی الله علیه وآله کان یسأل جبرئيل بعض الاوقات قال لجبرئیل أي البقاع أبغض الی الله تعالی؟ طبعا رسول الله یعلم الجواب هو النبي المکرم جبرئیل حامل الوحي هذا درس لنا أن نسئل البعض سئوالاً مقدمة لأمر راجح فقال الأسواق السوق من أبغض البلاد طبیعي ما یقابل السوق من أحب البلاد الی الله عزوجل الا وهي المساجد وأبغض أهلها الی الله یعني أولهم دخولاً الیها وآخرهم خروجاً منها رأیتم بعض المتکسبین لهم حرص في المال یدخل السوق في اول الداخلین ویکون آخر الخارجین هذا کم حریص علی الدنیا هنیئا لمن تخفف من القیل والقال وتخفف من المتاع الزائد.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك جنبنا ما لا تحب وترضی اجعل عواقب أمورنا خیرا بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.