Search
Close this search box.
  • آفة الحرص
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

 

هنالك حالة مذمومة عند اهل الدنيا هذه الحالة قد تكون في الفقير وقد لا تكون في الغني الا وهي حالة الحرص في الدنيا سيأتي في ختام الحديث الحرص الممدوح كلامنا في الحرص المذموم، الحريص يجمع من الدنيا فوق حاجته فرق بين مؤمن الآن يدخر المال مثلا لمستقبل أولاده ولكن في نفس الوقت ليست له حالة الحرص، الحريص يتشبث بكل الأسباب الحريص يريد جمع المال ولو من الحرام الحريص يريد جمع المال ولو على حساب ذل نفسه في حالات الانسان يطلب الدنيا بمهانة نفسه يريد شيئا من غني من انسان يريد متاعاً يذل نفسه من أجل ذلك المتاع ويتفق أن المرأة تضغط على زوجها الآن طبيعة المرأة تحب التنوع تحب الحلي والحلل أو من ينشأ في الحلية هو في الخصام ومبين مضمون الآيه؛ طبيعة الأنثى تحب التزين المرأة تريد من الرجل أثاثاً جديداً وله أثاث يكفيه ليس له من المال ما يشتري به يستقرض قرضاً ربوياً يقع في الحرام ويذل نفسه أمام البنوك الربوية ذل في الدنيا وعذاب في الآخرة ماذا يريد؟ يريد أن يرضي زوجته بشيء الزوجة تموت مال الدنيا يفنى هو يذهب الى القبر في اول ليلة من ليالي الوحشة يُسئل عن متاع أشتراه في دار الدنيا قبل خمسين سنة هذا المتاع رمي في المزبلة رأيتم في المزابل بعض الحالات أثاث لا بأس له؟ هذا الأثاث كم كلف البعض الجهد والمال اذاً الانسان الحريص له حالة من حالات العطش تجاه الدنيا قلنا هذا المعنى لا ينافي أن يكون الانسان المؤمن ساعياً اولا المؤمن همه الكفاف زيادة عن الكفاف إن لم يكن يشغله يسعى انسان موظف يأتي الى المنزل منهكاً متعباً إن إشتغل في أمر آخر كما يتفق للبعض يحرم المسجد يحرم الجماعة يحرم الجلوس مع زوجته واولاده هذا حرص لك راتب يكفيك لماذا ترهق نفسك ويتفق هذا الانسان الحريص يتعب بدنه فيبتلى بالأمراض لا يتهنئ بالمال الذي أكتسبه اراد مالاً زائداً ليستمتع فقد صحته لا سعادة زوجية ولا راحة بدنية هذه عاقبة الحريص.

ولهذا امامنا الباقر عليه السلام له تشبيه جميل هذا التشبيه لو ألتفت اليه اهل الدنيا لردعهم مثل الحريص على الدنيا مثل دودة الغز دودة الغز هذا الذي يؤخذ منه الحرير كلما أزدادت من الغز على نفسها لفاً كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غماً دودة الغز تمزج حول نفسها كلما زاد النسيج كلما قلت الفرصة للفرار من هذه الشرنقة اذاً الحريص كلما ازداد توغلاً في الدنيا كلما ازداد تبثاً حتى يموت غما، اميرالمؤمنين عليه السلام لو أتبعت البشرية لا أقول شيعته ولا أقول المسلمون لو أن البشرية أتبعت كلام علي لرأت السعادة اتفاقا كثير من حكم اميرالمؤمنين حكم انسانية لا تختص بالمسلمين اميرالمؤمنين يقول ما أحسن بالأنسان أن لا يشتهي ما لا ينبغي اصلاً ما لا يصل اليه لا يشتهيه سيارة فارهة لا يمكنه شرائها ما الحل؟ يقول الامام صلوات الله عليه لا تشتهيها اصلاً أخرجه من قلبك لو بقيت مشتهياً للمتاع وأنت لا تصل اليه تبتلى بالأحباط اليوم خيبة أمل غداً خيبة أمل وهكذا يتفق بعض الشباب شاب فقير مفلس من عائلة غير وجيهة يتمنى بنت التاجر المعروف في البلد يرهق نفسه اذا رأيت هكذا فتاة ايها العاقل لا تشتهيها ما لك وما لا تصل اليه اذاً اميرالمؤمنين يعلمنا درساً ما لا تصل اليه أخرجه من قلبك هذه هي الحكمة.

قلنا في مطاول الحديث المؤمن لا يذل نفسه للدنيا يقول الامام الصادق عليه السلام ما أقبح بالمؤمن أن تكون له ىغبة تذله لك رغبة أطفئها ولا تذل نفسك أمام الآخرين.

من الروايات البلغية في هذا المجال بعض الناس يقول اذا وصلت الى هذا المبلغ المالي أنام غرير العين لو أشتريت منزلاً ودابة فارهة انا أسعد السعداء ولا أبحث عن الدنيا بعدها هذا كاذب الحريص فقير ولو ملك الدنيا بحذافيرها هذا كلام اميرالمؤمنين في ختام السنوات الميلادية نقرأ في المواقع الثروات الكبرى للبعض أرقام الفلكية بعض كبار التجار هذا الذي يملك المليارات عينه على المليار الزائد لو أنفق في كل يوم مبلغاً عظيما الى أن يموت ماله لا ينتهي ولكن حاله حال جهنم ماذا يقول؟ يقول هل من مزيد اذاً الحريص فقير ولو ملك الدنيا.

كذلك في هذا المجال الحريص فيه آفتان اولا لا راحة لا دائما يبحث عن الدنيا وثانيا لا يقين له لأنه لا يرضى بما قسم الله عزوجل له يكلف نفسه شططاً لما لم يكلفه الله عزوجل به يقول الصادق عليه السلام حرم القناعة فأفتقد الراحة وحرم الرضا فأفتقد اليقين ولكن الآن بحثان صغيران اولا الحرص مذموم الا في شيء في طلب العلم قرأت كتاباً في الفقه أبحث عن كتاب أرقى منه كن حريصاً قرأت تفسيراً في القرآن الكريم اقرأ تفسيرا ثانيا وثالثا كن حريصا الحرص في طلب العلم أمر ممدوح.

وأخيرا لو أن الانسان ابتلي بالحرص أهمه الدنيا ماذا يصنع؟ الامام الصادق عليه السلام ذكر لنا حلاً اولا قال لأبي بصير وهو من كبار أصحابه قال أما تحزن أما تهتم أما تألم؟ قلت بلى والله ينتابني الحزن ينتابني الهم ينتابني الألم طبعا في الدنيا فقال امامنا الصادق عليه السلام فإذا كان ذلك منك فأذكر الموت ووحدتك في قبرك تذكر النهايات لماذا أنت حريص فكر في الأستثمار الأبدي هذا المنزل لا تأخذه معك فكر في صدقة جارية ثم يقول امامنا يذكر بحال الانسان في قبره وسليان عينيك على خديك يقولون أكثر الأعضاء أو أسرعها ذوباناً العين مادة هلامية شفافة هكذا تتلف بسرعة في القبر هذه العين التي كنت تحركها في الحرام اول ما ينتابه الدود هذه العين تسيل على وجهك ووقطع أوصالك وأكل الدود من لحمك وبلاك وأنقطاعك عن الدنيا فإن ذلك يحثك على العمل الأخروي يجعلك حريصاً ويرعدك عن كثير من الحرص على الدنيا انظروا الى الأثر تذكر حالك في القبر يجعلك حريصا على الآخرة لتعمر القبر ويجعلك زاهداً في الدنيا لئلا تبتلى بآفاتها.

 

اللهم أخرج حب الدنيا من قلوبنا اللهم لا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا منتهى رغبتنا وابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.