آفة التملق

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

الانسان المؤمن انسان مراقب لكل حركاته وسكناته لم؟ لعلمه بأنه ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد هذه الآية لو صدقناها هذه الآية كافية لردع الانسان عن فضول الكلام فضلاً عن حرام الكلام لأن الرقيب والعتيد اليوم يسجل ولكن غداً تعاقب عليه اذاً المؤمن الذي يعرف أن هناك محطات للمحاسبة والمراقبة غداً يراقب قوله حتى حركات رأسه وبدنه انسان قد يهز رأسه أمام انسان يفهمه معنى تقول فلان كيف أيمانه؟ تهز رأسك لم تقل شيئا يعني هذا الانسان لا وزن له بحركة أفهمت أن هذا لا يوثق به وقد تكون مخطأً في تشخيصك اذاً الحركة القول الفعل وفي زمان النبي أحداهن أشارت الى إحداهن أنها قصيرة مثلا وأشارت بيدها هذه الحركة ايضا مسجله.

من مصاديق المراقبة والمحاسبة أن يكون الانسان دقيقا في مدحه للغير أن تمدح عالماً لعلمه أمام الجاهل يعني ماذا؟ يعني عليك بهذا العالم هذا المدح مدح خالص لا تمدح العالم بالدنيا مثلا ما الفائدة من ورائه؟ ولكن عندما تواجه ثرياً مترفاً انساناً له سلطان عندما تمدح كن دقيقاً في كلامك لم؟ لأن هذا المديح يسمى في تعبير الروايات الملق التملق حتى في زماننا هذا وفي كل الأزمنة يقولون فلان متملق عندما يمدح مديحه ليس لوجه الله يريد شيئا وراء المدح هذه صفة ذميمة الرواية تقول اولا ليس الملق من خلق الأنبياء النبي ثقته بالله توكله على الله عزوجل حاشا أن يمدح النبي انساناً لغير الله عزوجل.

ثانيا الرواية عن اميرالمؤمنين عليه السلام كثرة الثناء ملق يعني حتى لو كان الممدوح يستحق الثناء انسان كريم تقول أنت انسان كريم يكفي لا تقل أنت كريم الدهر لا تقل أنت حاتم العصر لا تقل أنت لا نظير لك هناك عبارة في الثناء نحن لا نرتاح اليها حتى في بعض الكتب يقول أعجز من قبله وأتعب من بعده يعني هذا لا يأتي الزمان بمثله من أين لك علم بآخر الزمان؟ قل الآن لا نظير له أما أن تقول لا نظير له ولا يأتي له نظير هذا الكلام ليس في محله ولهذا يقال في ملك سليمان لا ينبغي لأحد من بعدي هذا الدعاء ليس من المعلوم أنه أستجيب لعل في ملك امامنا في آخر الزمان وهذا هو المتوقع اعظم من ملك سليمان خاتم الأوصياء اذاً كثرة الثناء ملق المدح اذا زاد عن حده تحول الى تملق ما مشكلة التملق؟ يحدث الزهو ويدني من الغرة صاحبنا مثلا كريم ولكن يتهم نفسه بالتقصير عندما تبالغ في الثناء عليه قد يقصر بالأنفاق يقول انا بحمدالله مثلا معروف عند الناس بالسخاء يوجب له التقاعس.

عالم له درجة من العلم تكثر من مدحه أنت علامة الدهر هذا العالم قد يقصر في طلب العلم يحدث عنده زهواً الزهو يعني العجب أنت الذي أوقعته في الزهو ولهذا إن أردت أن تمدح أحداً لا تكثر من المدح في حظرته أحثوا التراب في وجوه المداحين اميرالمؤمنين اهل لكل ثناء ولكن لعل هذه الرواية منسوبة اليه عندما يمدح يقول لعله كان يقول انا اعلم بي من نفسي والمؤمن اذا مدح الآن يقولها سراً أو جهراً اللهم لا تؤاخذني بما يقولون وأجعلني خيراً مما يظنون المؤمن هذه حالته إنما يحبك من لا يتملقك الذي يحبك من هو أحب الناس اليك؟ أحب الناس من أهدى الي عيوبي لماذا تذهب للطبيب؟ ليذكر لك عيوبك تعطيه مالاً وفيراً تذهب الى أقصى البلدان ليذكر عيبك لو ذهبت الى الطبيب وأنت من رأسك الى قدمك أوجاع اذا نظر اليك وقال أنت من افضل الأصحاء تقول هذا طبيب لا يفهم جئت للطبيب لينتقصني لا ليمدحني اذاً الذي يتملقك لا يحبك هذا يريدك أن تبقى في عيوبك ويثني عليك من لا يسمعك أي لا يسمعك العيب اذاً الذي يثني عليك هذا الانسان من الممكن أن يجعلك تعيش في دائرة العجب والزهو.

كذلك عن اميرالمؤمنين عليه السلام الثناء بأكثر من الأستحقاق ملق ايضا اذا أردت أن تمدح ليكن مديحك كما يقال بالمثاقيل إن زاد الثناء فأنت انسان متملق ولهذا نحن هكذا لا يعجبنا كثيرا الذي يمدحون بالشعر مدح النبي وآله في محله الشاعر اذا أراد أن يمدح انساناً ليحلوا شعره يبالغ عادة وقد قيل أعذب الشعر أكذبه الشعر الكاذب حلوٌ ما لك والشعر الكاذب؟ اذاً اذا زاد الثناء صرت متملقاً.

وأخيراً رواية طريفة منسوبة الى النبي الأكرم رب العالمين اذا أحب انساناً رفعه في أعلى عليين من يحبه الله الذين يحبهم الله كثيرون أحدى صفاتهم قوم ساروا ليلتهم حتى اذا كان النوم أحب الى أحدهم مما يعدل به نزلوا النوم غالب عليهم النوم أحب اليهم من كل شيء فوضعوا رئوسهم أرهاق السفر طبيعي فقام يعني أحدهم هذا الذي يحبه الله فقام يتملقني ويتلوا آياتي أن تتملق بين يدي الله عزوجل هذا كمال الفخر إجعل تملقك لرب الأرباب لا لعبد مثلك اذاً قوم سافروا ناموا قام أحدهم يتملقني هذا من الذين يحبهم رب العزة والجلال.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين اللهم اجعلنا ممن يتملقك في آناء ليلك وأطراف نهارك ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلاموالفاتحة مع الصلوات.