Search
Close this search box.
  • آفات الغش وأنواعه
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول الغش وأنواع الغش وما هي صفة الانسان الغاش في نظر الله ورسوله؟ ولکن قبل الدخول في الروایات المبینة لهذه المعاني نحب أن نؤكد في هذه المقدمة علی حقیقة أن الدین من ضمنها المعاملة الدین مجموعة من العقائد الحقة الاسلام هو قبول الشهادتین باطناً وإظهارها لساناً ولکن بعد العقائد الحقة لابد من العمل علی السلوك الذي یرتضیه رب العالمین ولهذا کما جاء الویل للمکذبین کلمة الویل فیها تخویف شدید کذلك ویل للمطففین الکلمة هي الکلمة المکذب الکافر ویل له من باعك کیلاً من القمح وأنقص منه بعض الگرامات هذا ویل له انظروا الی شدة المسئلة في ما یتعلق بحقوق الناس اذاً من یبیع سلعة ویغش فیها وأصحاب البضائع أعلم من غیرهم بصور الغش هؤلاء علیهم أن یعلموا أن بعملهم هذا یسقطون من عین الله عزوجل ومن سقط من عین الله تواردت علیه أنواع البلاء البلاء الذي یذهب دینه الآن نری ما هو أثر الغش في حیاة الانسان؛ اولاً الانسان الغاش قد لا ینکشف أمره في معاملة معاملتین ولکن مع مرور الایام یشتهر بهذه الصفة کم قبیح انسان یشتغل في السوق عشرات السنین من دون أن یغش ولکن في شهر شهرین یکتشف غشه یشار الیه بالبنان یقال هذا تاجر فاجر هذا یغش في معاملته ولو کان عاقلاً لا أقول لو کان عنده دین! لو کان حراً عاقلاً وفر علی نفسه هذه الدریهمات لیشتري بها سمعته معروف في عرف التجار أن سمعة التاجر أغلی من بضاعته لئن البضاعة قد لا تربح اما سمعته مربحة دائماً ولهذا المؤمن الصالح المؤمن الذي لا یغش في عمله حتی في مقام المعاملة من أکثر الناس ربحاً الناس تشتري منه بکثرة لا یماکس في السعر یقولون هذا مؤمن ما قاله هو السعر المناسب العرف الاقتصادي یقول أکثر التجار ربحاً من کثر بیعه بربح بسیط یبیع الکثیر ویربح القلیل کثرة البیع تجبر قلة الربح اذاً المؤمن لا یغش العاقل ایضا لا یغش اذاً السمعة السیئة من وراء الغش امیرالمؤمنین علیه السلام یقول الغش یکسب المسبة طبعا من غش أحداً لیس له الحق أن یسبه مثلاً یقول فلان غشني لأنه مظلوم ولکن بعض المنضبطبن قد یسبه وقد یتجاسر علیه أمام الغیر وقد یؤدي الأمر الی ما لا یحمد عقباه، الانسان الذي تعود الغش في یوم من الایام قد یبیع علی صدیقه سلعته بغش ایضاً یغش حتی صدیقه ولطالما یتفق تاجر یصادق تاجراً فترة من الزمن التجار یبیعون ویشترون في ما بینهم یکتشف أحدنا أن هذا التاجر غش زمیله في العمل الذي کان معه في سفر وغیره اذاً من علامة الشقاء غش الصدیق هذا شقي وقد یتفق الانسان یبیع والدیه بضاعة مغشوشة الحریص قد یخدع حتی والده مثلاً، کذلك الامام الکاظم صلوات الله علیه مر بهشام بن الحکم الذي کان علماً من أعلام أصحاب ائمتنا علیهم السلام اشتهاره بالمناظرة بالبعد العلمي لم یکن لیمنعه أن یکون بائعاً ایضا علی کلٍ لا ندري هذا البیع ایام مناظراته أم لا المهم کان من أصحاب الامام الکاظم علیه السلام مر علیه الامام وهو یبیع بضاعته في الظل لم تکن الطرقات مث هذه الایام فیها إنارات خارجیة مثلا فقال له یا هشام إن البیع في الظل غش بع في مکان منیر لیعلم المشتري ماذا یشتري لماذا تبیع في الظل؟ ائمتنا کانوا یراقبون شیعتهم في کل صغیرة وکبیره.
النبي صلی الله علیه وآله وسلم مر في سوق المدینة رأى طعاماً فقال لصاحبه ما أری طعامك الا طیباً هکذا قال النبي لصاحب الطعام وسأله عن سعره النبي یتفقد أسواق المسلمین فأوحی الله عزوجل الیه أن یدس یدیه في الطعام ففعل فأخرج طعاماً ردیاً کعادة من یغش یجعل علی السطح طعاماً طیباً قمحاً سالماً وفي الأسفل بضاعة ردیئة فقال لصاحبه ما أراك الا وقد جمعت خیانة وغشاً للمسلمین أنت خائن وأنت غاش في آن واحد تصور هذا حال هذا المسلم والنبي یقول له أنت خائن اذاً المؤمن کما قلنا لا یوفر هذه الدریهمات في مقابل الخیانة والغش.
الذي یغش مسلماً في شراء أو بیع فلیس منا العبارة المعروفة من غشنا فلیس منا الآن العبارة الدقیقة لیس منا من غش مسلماً لیس منا من غشنا هکذا متن الروایة انسان یغش المسلمین تقول الروایة عن النبي الأکرم صلی الله علیه وآله ایضا فلیس منا ویحشر یوم القیامة مع الیهود هذا المسلم یحشر مع الیهود بأي مناسبه؟ لأنهم أغشوا الخلق للمسلمین هذا العداء المتأصل بین الیهود والمسلمین ساري الی یومنا هذا عداوة الیهود للمسلمین لیست کالنصاری وإن أجتمعت کلمتهم هذه الایام في محاربة الأسلام والمسلمین.
کلمة نصیحة لمن یغش النبي صلی الله علیه وآله یقول من غش أخا المسلم نزع الله عنه برکة رزقه لم یقل لم یکثر ماله! بعض الشرکات المزورة قد تربح الکثیر وأصحابها یربحون ولکن لا برکة في ماله بدن سقیم ذریة مشاکسة وهم دائم وأفسد علیه معیشته ووکله الی نفسه کل عقوبة تكفي للردع فکیف اذا أجتمعت العقوبات جمیعا؟ الأعظم من هذه العقوبات جمیعا إن لم تکن الا هذه الروایة تكفي من باع عیباً لم یبینه لم یزل في مغت الله ولم تزل الملائکة تلعنه ملعون الملائکة أي قیمة لزیادة رزقه.
روایة أخيرة من باع کیساً من الحنطة والشعیر والقمح وغش فیها لیس منا نزع الله البرکة الی آخره فکیف بمن غش أغلی الأشیاء الا وهي نفسه التي بین جنبیه غش نفسه البعض یرتکب الحرام یغش نفسه یقول سأستغفر لاحقاً هکذا یُسمع بعض الشباب یرتکب الحرام یقول انا في سن الأربعین سأذهب الی الحج والعمرة وأتوب تحت میزاب الرحمة مثلا من الذي ضمن لك البقاء الی ذلك السن والتوفیق للتوبه؟ عن امیرالمؤمنین علیه السلام إن أغش الناس أغشهم لنفسه وأعصاهم لربه من غش نفسه کان أغش لغیره من خدع نفسه خدع الآخرین في السوق ایضا.

اللهم نجنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن أبلغ سلامنا اللیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.