Search
Close this search box.
  • آثار العناية الإلهية
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

في روایات اهل البیت علیهم السلام رأينا اکثر من عشرین مورداً مقدمة العبارة هکذا اذا اراد الله بعبد خیراً أو بقوم خیراً اول کیفرب العالمین اذا اراد خیراً یتصرف؟ الآن ستأتي الموارد کیف رب العالمین یتصرف في شئون العبد؟ الجواب الشیطان اُذن له بالوسوسة عندما طلب الامهال من الله عزوجل جعله من المنظرین الی یوم الوقت المعلوم قال فبعزتك لأغوینهم اجمعین الا عبادك منهم المخلَصین یعني المخلص في دائرة الشیطان فکیف بغیر المخلص؟ المخلَص الان ما الفارق بین المخلِص والمخلَص؟ بینهما بُعد المشرقین الآن لیس هذا هو الکلام اذاً الشیطان مأذون في التصرف یوسوس والفعل المضارع کما تعلمون یدل علی الاستمرار مادام الروح في البدن الشیطان یوسوس رب العالمین اذا جعل للشیطان جعل له الحق في التصرف في باطن الانسان فکیف به هو وهو الذي جعل الشیطان مسلطاً علی بني آدم؟
الآن ما هي آثار العنایة الالهية للعبد؟ اذا اراد الله بعبد خیراً ماذا بعمل؟ اولا زهده في الدنیا بعض الاطفال له غرام مغرم بدمیة طفلة صغیرة عشقها في الدنیا هذه الدمیة ولکن عندما تدخل الجامعة مثلا تری الدمیة بین الاثاث قد ترمیها في سلة المهملات ما الذي جری؟ زهدت في هذه اللعبة صارت لها هموم ارقی من هذه الالعاب اذاً المؤمن اذا اراد الله به خیراً زهده في الدنیا هو ما ترك الدنیا ولکن لا یراها مغریةً کثیرا یری الدنیا حقیقتاً صغیرة لا تشبعه له طموح وله کما یقول امیرالمؤمنین لولا الآجال الذي کتب الله علیهم لم تستقر ارواحهم في ابدانهم! وفقهه في الدین، فقهه في الدین یعني کیف؟ التفقه في الدین یحتاج الی ماذا؟ الی دراسة اصبح له میل في التفقه في الدین بعض الناس ینتقل من مجلس الی مجلس، مجلس العلماء ما هو حکم هذه المسئله؟ مغرم بمعرفة الاحکام الشرعیة یذهب الی العالم یرجوه أن یعلمه الرسالة العملیة اذاً هذه الرغبة في التفقه ایضا عنایة الهیة بصره عیوبها ایضا من اراد الله بعبد خیراً یری عیبه في نفسه ولهذا یتفق سمعنا بعض المؤمنین في لحظة من اللحظات یضرب علی وجهه یکتشف أن فيه خللاً ما یصفع وجهه بکفه مثلا طبعا هذه الحرکة لیست لازمه! اقول یکتشف عیوبه مع الایام هذا من برکات من اراد بعبد خیرا، من اراد الله بعبد خیراً طهره قبل موته قیل وما طهور العبد؟ قال عمل صالح یلهمه ایاه حتی یقبضه علیه، بعض الناس تراه في طوال العمر لیس له شيء ممیز في اواخر العمر في الثلث الاخیر من عمره رب العالمین یوفقه لعمل صالح اراد به خیراً وفقه للعمل الصالح یفتح له عملاً صالحا بین یدي موته المهم رب العالمین یفتح له باب الخیر صدقة جاریة الی آخره، اذا اراد الله بعبد خیرا قلنا في عشرین مورد واکثر اختار لکم بعض هذه الموارد اذا اراد الله بعبد خیراً الهمه الاقتصاد وحسن التدبیر هذا الانسان تراه في حیاته منتظماً في اقتصاده لا یسرف ولا یبذر اذا اراد الله بعبد خیراً اصلح له زوجه الآن کیف اصلح له زوجه؟ اما یعطیه زوجة صالحة واذا ابتلي بزوجة غیر صالحة یرفع امره الی الله عزوجل رب العالمین یصلحها الامر بیده، اذا اراد الله بعبد خیراً ماذا عمل؟ یقول منحه عقلاً قویماً الناس یختلفون في المواقف یختلفون في الآراء مع الایام ینکشف أن قراره کان صائباً له عقل راجح العقل ما یریك الطریق ویا لیت اصحاب الحل والعقد في الامة لهم هذا العقل یوفرون علی الناس تجارب الخطأ والصواب القرار الذي يأخذه قرار صائب لا یندم علی قراره، فرق بین انسان یخطأ ویقوم یعترف یخطأ ثانیة وثالثه، اذا اراد الله بعبد خیراً عاتبه في منامه بعض الناس في المنام یری من یعاتبه علی موقف ومع الایام ینکشف أن هذا العتاب کان في محله، وما قبل الاخیر بعض الناس هکذا دائم الجدل في العقیدة والشریعة کلما رأى احداً علی خلاف منهجه في الحیاة اعني عقائدیاً یرید أن يهدي الناس جمیعاً هذا غیر مقدور.
روایة طریفة من الامام الصادق علیه السلام إن الله عزوجل اذا اراد الله بعبد خیرا نکت في قلبه نکتة بیضاء یری في قلبه نوراً یدفعه للبحث یدفعه لمعرفة لما کان علیه علی وآل علی یری في قلبه اسئلة لماذا هو لیس علی خط اهل البیت یقول فجال القلب یطلب الحق من دون استاذ من دون مشكك هو یبحث عن الحق یقول ثم هو الی امرکم اسرع من الطیر الی وکره لا تتعب نفسك کثیرا اعطه رأس الخیط کما یقال اذا اراد الله به خیراً هو یکمل الطریق والذي لا یرید الله عزوجل أن یهدیه لا یهدیه یقول في الروایة ایضاً عن الامام الصادق علیه السلام سد مسامع قلبه ووکل به شیطان یظله، بعض المنحرفین عقائدیاً أو سلوکیاً له کلام اکبر منك اکبر من شخصیته الشیطان یلهمه الباطل ثم تلی هذه الآیة امامنا الصادق علیه السلام فمن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره للاسلام وفي المقابل اذا اراد الله بعبد سوء یجعل صدره ضیقاً حرجا کأنما یصعد في السماء هذا الانسان قلبه منقبض وفقنا الله وایاکم لئن نکون من عباده الصالحین قبل أن ندعوا ایضا هذا ایضا ینفعنا في البحث اعف بطنه عن الطعام اذا اراد به خیرا وفرجه عن الحرام لا یری في باطنه میلاً الی الشهوة المحرمة طعاماً وفرجاً.

اللهم اجعلنا من عبادك الصالحین اللهم بصرنا سبیلنا انك علی کل شيء قدیر اللهم ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام وصلی الله علی محمد وآله والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.