آثار التوبة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا اللیلة عن التوبة ومن هو التائب حقیقتاً؟ نحن مع الأسف خلطنا بین الإستغفار اللفظي والإستغفار القلبي اللسان قد یستغفر ولکن من دون أية ندامة الشاهد علی ذلك أن المستعفر بلسانه من الممکن وهو یستغفر یرتکب الحرام فأين البعض هکذا ینظر الی منظر محرم وهو یقول استغفرالله حین المعصیة وهو یستغفر، اذاً حقیقة التوبة عبارة عن الندم علی الذنب ندامة حقیقیة تزهده في العمل اذا أردت اللیلة أن تعلم أنك تائب من ذنب معین أم لا؟ بعض الناس قد یکون عاکفاً علی ذنب سنوات طویلة ولکن کما یقال في عرف علماء الأخلاق قد تنتابه حالة من حالات الیقظة الروحیة في هذه الیقظة یزهد فيها في الحرام ما هي علامة الزهد هذا؟ أنه یمج ذلك المنکر هذه افضل علامة من علامات التوبة یری ذلك المنکر قبیحاً في باطنه اذا وصل العبد الی هذه الدرجة فهو علی رأس التائبین.
الآن بمناسبة التوبة والاستغفار هناك استغفار وهناك توبة ولهذا نحن تجمع بینهما في الصیغة ماذا نقول؟ تقول استغفرالله ربي وأتوب الیه اذاً هنالك معنیان الأستغفار والتوبه، الاستغفار من صیغة الأستفعال طلب المغفرة نحن في ما بیننا ایضاً المرأة تعتذر من زوجها تطلب منه المغفرة اذاً طلب الاستغفار هذا معنی ولکن أتوب الی الله عزوجل هذا معنیً أشمل العودة الی الله عزوجل أي الرجوع الیه هکذا قد نقول انسان قد یستغفر من ذنب ویبقی علی ذنب آخر یغتاب ویسرق یستغفر من الغیبة ولکنه یبقی سارقاً ولکن من تاب الی الله عاد الیه لا یُذنب ابداً لا یستغیب ولا غیر الغیبة من المعاصي! اذاً التوبة فيها معنی الرجوع والإنابة الی الله عزوجل ولهذا الروایة المعروفة هذه الروایة حقیقتاً من الروایات الملفتة روي في الکافي عن الامام الباقر علیه السلام حقیقتا هذه الروایة من الصعب أن نتعقلها ما معنی هذه الروایه؟ إن الله تعالی أشد فرحاً بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في لیلة ظلماء فوجدها؛ تصور انسان في صحراء قاحلة له دابة وله زاد طعام وشراب هذه الراحلة ضاعت في الصحراء أوشك علی الموت جوعاً وعطشاً واذا به دفعة واحدة یری هذه الدابة كم یفرح هذا فرح من کان مشرفاً علی الموت، غریب تقول الروایة فالله أشد فرحاً بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حین وجدها الآن ما قيمتي انا وما قیمة توبتي من انا وخاصة انا المذنب ما وزني لیفرح بي ربي هکذا فرح؟ حقیقتا نحن نستوعب علاقة رب العالمین بالعبد في بعض الروایات یشار الی مطلب وجداني لماذا نحب اولادنا اکثر من حب اولادنا لنا؟ رأيت ولداِ یحب أباه کحب الوالد له؟ عادة هکذا محبة الأبوين أرقی السبب ما هو؟ لأنهم منا ولسنا منهم الاولاد هؤلاء یتبعونك جزء منك وأنت لست منهم رب العالمین هو الذي فطرنا خلقنا هو الفاطر وهو الخالق طبیعي محبة الفاطر الخالق للمخلوق اکثر من محبة المخلوق للخالق هذا لیکن معلوماً هذه الروایة قلنا في الکافي وفي كتب العامة في کنز العمال هناك عبارة اخری ایضا غریبة عن النبي الأکرم لله أفرح بتوبة من العقیم الوالد ومن الضال الواجد ومن الضمأن الوارد کیف العقیم بعد سنوات رُزق الولد کم یفرح! یقول لله أفرح بتوبة عبده من هؤلاء اذاً هذه الروایات تذکر التوبة لا الاستغفار الله عزوجل أشد فرحاً بتوبة عبده لأن الذي تاب الی الله عزوجل وعاد الیه یستقر في الأستغفار ولا یتراجع.
کلمة أخيرة أن یحب رب العالمین الطائعین هذد في محله هذا هو المتوقع ولکن إن الله یحب التوابین ویحب المتطهرین من هو التواب؟ کثیر الرجوع الی الله عزوجل إن من أحب عباد الله الی الله المفتن التواب من یقع في ورطة في أزمة في أغراء یتراجع یعود الی الله عزوجل رب العالمین یحب هکذا عبد وأخیراً أنين المذنبین أحب الی الله عزوجل من تسبیح المسبحین قل ما یتفق أن یسبح الانسان ربه وهو یبکي ما من مناسبه، یقول لا اله الا الله والله اکبر سبحان الله في تسبیحات الزهراء علیها السلام رأيت أحداً یبکي حین التسبیح؟ ولکن في مناجات التائبین البکاء في محله اذاً عند التوبة هناك خجل هناك وجل هناك خوف الدمعة تجري هذه الومعة هذا الأنین أحب الی الله عزوجل من تسبیح المسبحین.

إلهي ثبتنا علی الهدی والتقوی لا تخرجنا من هذه الدنیا حتی ترضی عنا یا خفي الألطاف نجنا برحمتك مما نحذر ونخاف بجاه محمد وآله الأشراف بلغ ارواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.