إنني متالم لأنني لم أوفق لحج بيت الله الحرام.. فقلبي مع الحجاج، وتتأجج أحزاني كلما أرى صور الحجاج في التلفاز.. فهل من اقتراح لأعوض هذا الحرمان، الذي منيت به في هذه السنة؟!..
وهج الصبا
/
السعودية
عدم توفيقك لسبب من الأسباب، لا يعني بأنك حرمت من الحج.. بل حججت بقلبك، وهذا لا يفوت على رب الأرباب، ولك ثوابك.
العبد الفقير
/
السويد
اعلم -أيها الأخ العزيز- أن أحزانك هذه، هي في ميزان حسناتك إن شاء الله تعالى.. وإذا لم توفق هذه السنة لزيارة بيت الله الحرام، وقبر رسوله الكريم، وانا كذلك؛ فكيف نعوض ذلك؟!..
اعلم أن كل عمل عبادي له صورتان: صوره ظاهرية، وصورة باطنية.. والأولى هي الأفعال والأقوال، كما هو مقرر في الرسالة العملية، وقيمة هذه الصورة هي بالنية الخالصة، حيث ورد (إنما الأعمال بالنيات)؛ لأن الشارع المقدس أكد على الصورة الثانية، التي مصدرها القلب والعقل.. فإذا لم نوفق للصورة الظاهرية، وحرمنا بركاتها وثوابها الزمانية والمكانية.. لكن ليس بمعنى أن نحرم أيضا من ثمرتها وغايتها، وهي القرب الإلهي.
فإذا لم نوفق للسفر بالبدن إلى مكة، فممكن السفر بالروح نحو البيت الحقيقي، بيت العشق الإلهي، بيت القرب والأنس.. (إلهي!.. من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك، فرام منك بدلا؟.. ومن ذا الذي أنس بقربك فابتغى عنك حولا)؟.. قال تعالى في سورة الأنعام: {اني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين}.. بعدما كان نبي الله إبرهيم يوجه وجهه نحو الأقمار والنجوم الصورية، وجه قلبه وروحه نحو الله -عز وجل- بالنية الصادقة، والعمل الخالص؛ فرى أن الصورة الأولى عليلة وناقصة، وإن كانت هي طريقة إلى وجهت وجهي.
إذن، علينا أن نوجه قلوبنا وأرواحنا إلى الله -تعالى- في كل زمان ومكان، وأن نقلع عن كل ذنب وشرك.. فعندها ستحقق حلاوة القرب والأنس، وتكون كل أيامنا حجا، حيث القلب ينشد، ويردد: لبيك اللهم لبيك!.. في سفر أو حضر، يقظة أو نوم.. وهذا هو الحج الحقيقي، وهو دائما في تقوى وذكر وعبودية، لا أيام قد تزول حلاوتها بنسيان مواقفها كما هو معلوم.
أحياء القلوب
/
---
أخي!..
إن تألمك، وتأجج أحزنك للوصول إلى رب البيت العتيق، دليل على حبك لله عز وجل.. واشتياقك إلى قصد بيته المشرف، لتقترب منه -عز وجل- دليل على صفاء روحك.
كذلك أنا كنت أتمنى، ومتشوقاً بأن أكون من حجاج بيت الله الحرام في هذا العام، فلم أوفق.. ولكنني دخلت إلى مكة، ووصلت إلى بيت الله الحرام، ووقفت في عرفة، ودخلت في مزدلفة ومنى.. وكان قلبي يتفطر شوقا، عندما رأيت بيت الله (الكعبة المشرفة).
وكانت عيني تقطر بالدموع في موقف عرفة، حيث كنت واقفا مع الحجاج في ذلك اليوم، ولم أكن حاجا.. وعندما رأيت جبل الرحمة في عرفة (موقف رسول الله -صلى الله عليه وآله- وأهل البيت عليهم السلام)، دعوت الله أن يعجل ظهور الإمام الحجة المنتظر -عليه السلام- ووصلت إلى مسجد نمرة في عرفة (المكان الذي صلى فيه رسول الله -صلى الله عليه وآله- وأهل البيت عليهم السلام)
عدنان السعيد
/
البحرين
صدقت يا أخي!.. لقد تعودت الحج سنويا، ولكني لم أوفق هذا العام.. لقد شعرت نفس الإحساس، حيث كنت أجلس جنب التلفاز، لأشاهد الحجاج وأذرف الدموع.. ولكني أؤمن بأن من أحب عمل قوم، أشرك في عملهم.. والله يعلم أنني أحب ذلك!.. ولا أشك -يا أخي- أنك كذلك فلا تحزن؛ فقد أشركك الله في عملهم، ونلت ثواب الحج، وإن لم تحج.
أبد والله ما ننسى حسيناه !
/
---
ألا يذكرنا حرمانك من الحج، عندما حرم مولانا ومقتدانا؛ سيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين (ع) عندما حرم من الحج، حيث طلبوه حيا أو ميتا، ولم يكن هناك مانع أن يقتلوه، ولو كان متعلقا بأستار الكعبة!..
بل كان مقولتهم: اقتلوه ولو كان متعلقا بأستار الكعبة!..
عجبا لهم!.. كيف أن الله يقول: ما خلقت سماء مبنية، ولا أرضا مدحية، ولا قمرا منيرا، ولا شمسا مضيئة، ولا فلكا يدور، ولا بحرا يجري، ولا فلكا يسري؛ إلا في محبة هؤلاء الخمسة، الذين هم تحت الكساء.. والإمام الحسين منهم، وهو خامسهم، وقد حرم من الحج!..
وما لي لا أبكي وما أدري الى ما يكون مصيري
/
---
إن في دعاء أبي حمزة الثمالي، للإمام العظيم الإمام زين العابدين -عليه السلام- لعبرة:
(لعلك عن بابك طردتني، وعن خدمتك نحيتني.. أو لعلك رأيتني مستخفا بحقك؛ فأقصيتني.. أو لعلك رأيتني معرضا عنك؛ فقليتني.. أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين، فرفضتني.. أو لعلك رأيتني غير شاكر لنعمائك؛ فحرمتني.. أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء؛ فخذلتني.. أو لعلك رأيتني في الغافلين؛ فمن رحمتك آيستني.. أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين؛ فبيني وبينهم خليتني.. أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي؛ فباعدتني.. أو لعلك بجرمي وجريرتي؛ كافيتني.. أو لعلك بقلة حيائي منك؛ جازيتني).
العاشقة لبيت الطهر
/
---
أخي الكريم!..
هذا شعور جيد، ومطلوب لمسيرتك إلى الله تعالى.. وكذلك الشوق، والوله؛ لزيارة المعصومين عليهم أفضل الصلاة والسلام.. غير أن هناك أمورا كثيرة، وواجبات شرعية، وربما ارتكاب محرمات؛ يغفل كثيرا من الناس عنها، ويتجهون ويتشوقون إلى عمل المستحبات.. فلتكن لك وقفة جادة وطويلة مع نفسك:
هل قصرت في أمر ما: فعل واجب أو ترك محرم؟..
أو ربما عليك دين تهمله لفقير، أو محتاج لماله؟..
أو عليك حقوق لم تؤدها؟..
راجع نفسك بدقة، وأرجع الحقوق إلى أصحابها.. وكذلك تب إلى الله من المعاصي؛ توبة نصوحة؛ فإنها أساس كل بلاء.. واهرب من الذنوب، هربك من النار.
واتق الله!.. فتقوى الله ما جاورت قلب امرئ، إلا وصل.
{ومن يتق الله * يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.
(فإن أبطأ عني عتبت بجهلي عليك، ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي؛ لعلمك بعاقبة الأمور).
لربما يحج المرء بلا وعي، كمثل امرأة ذهبت من شوقها للحج المستحب، وتركت أولادها الذكور المكلفين عند خادمة، لا تعرف من الإسلام إلا الحجاب، والصلاة الشكلية.. وهي أجنبية عن الأولاد، وتركت أولادها في خلوة لا تجوز شرعا!..
لربما -أخي الكريم- هناك حقوق مادية، أو معنوية للغير؛ لم تؤدها.. أو كسرت قلبا، ولم يسامحك!.. ولربما دخل العجب قلب المؤمن، أو الرياء؛ فيحرمه الله -تعالى- رحمة به -رحمة رحيمية خاصة بالمؤمنين، وإلا فهناك كثير من المنافقين يذهبون كل سنة للحج، وهم غارقون في الكبائر، كما في الحديث: "ما أكثر الضجيج، وأقل الحجيج"-!.. ليرجع إلى صوابه؛ لأن ذلك يفسد عمله، فيريده الله أن يقدم عملا كاملا صحيحا مخلصا.. وربما كنت تحج، ولم تلتفت كثيرا لعظمة الحج.. انظر في حديث الإمام السجاد -عليه السلام- للشبلي، وراجع مناسك الحج، وأعماله بدقة.
أهم الأمور في حياة المؤمن، رضا الله تعالى.. فليسع إليه أينما كان، وان كان مخالفا لهواه.. وما فعل الله بعبده، فلا يهم.. وما أعطاه أو حرمه، فلمصلحة العبد، وليس لله مصلحة في عباده؛ فهو غني عنهم، وهم محتاجون إليه؛ بل فقراء إلى رحمته وعطفه {قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}.
أم علويا وفق
/
البحرين
أخي!..
هذا شعور كل مؤمن، ومحب لله.. عليك بالدعاء، وصلاة الليل، وإذا استطعت أن تصلي صلاة الإمام الرضا (ع)، راجع مفاتيح الجنان؛ فإنها تقضي الحاجة، ومفعولها قوي.
وحتى إذا كتب لك الحج، سوف تتمنى أن تذهب كل سنة، ويكون قلبك متشوقا أكثر من قبل.
مشترك سراجي
/
---
إن الألم الذي يشعر به الأخ هو ألم عام للعراقيين، حيث نرى أن هناك محاصصة للمكاتب وللأحزاب.. ونرى أن في ذلك حيفا يصيبنا، وحبذا لو خفف رواد الحج التكرار؛ حتى لا يكونوا مشغولي الذمة.
الهائمه بحبهم
/
السعوديه
وفقك الله لما يحب ويرضى، عليك بسورة النبأ كل يوم.. وإن شاء الله السنة القادمة تذهب للحج.
السيد الهجري
/
هجر
أخي المؤمن!..
إن شاء الله جعلك من الحجاج في هذه السنة (من أحب عمل قوم، حشر معهم).. ولك في قصة علي بن يقطين مع الإمام السجاد -عليه السلام- أكبر دليل على رحمة الله -عز وجل- وكرمه.
ابواحمد
/
السعودية
من أحب عمل قوم، أشرك في عملهم.. ولكن الحب الحقيقي، هو الذي يقتضي ترك المعصية، ولو بشكل جزئي.
محمد
/
---
أخي العزيز!..
أجرك على الله يقع، وجوابك موجود في سؤالك: (لم أوفق للحج) وما توفيقي إلا من عند الله.
عسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.
عسى الذي أبطأ عني هو خير لي، لعلمك بعاقبتي الأمور.
وأنت سل الله قبول أعمال الحجاج جميعا، وانو الذهاب للحج السنة القادمة.
الجوهرة
/
السعودية
من أحب عمل قوم؛ حشر معهم.
مشترك سراجي
/
---
عزيزي المشتاق!..
أنا من حجاج بيت الله الحرام لهذا العام، ولكن أتدري كيف يمر علي العام، وأنا أحترق خوفا من أن يأتي موسم الحج، وأنا لست من ضمن قائمة الموفقين لهذه العبادة؟!..
فأنتهز كل فرصة تمر علي طوال العام، وأسأل ربي الحج، وأبدأ بقراءة سورة النبأ كل يوم بقدر ما أستطيع؛ حتى أوفق للحج.. حيث قرأت في كتاب مفاتيح الجنان: أن من يقرأ سورة النبأ كل يوم؛ يوفق لحج بيت الله الحرام.. أيضا قرأت مناجاة السفر؛ حتى أوفق للحج.
فأتمنى لك -أخي المشتاق- أن تبذل الكثير من الجهد؛ حتى تكون من ركب الحجيج للعام القادم.
يحيى غالي ياسين
/
العراق - السماوة
أخي العزيز!..
أهنئك على هذه النفس المتألمة، والقلب الحزين!.. وربما -والله العالم- يكون لك أجر أكبر مما لو ذهبت إلى الحج.. هناك معادلات موضوعية، لمن لا يشهد الموسم منها: زيارة أبي عبد الله الحسين (عليه السلام).
ibrahim
/
---
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا بن عبّاس!.. مَن زاره عارفا ً بحقّه؛ كُتب له ثواب ألف حجّة وألف عمرة).
قال الإمام الصادق (عليه السلام): مَن أتى الحسين -عليه السلام- عارفا ً بحقه؛ كتبه الله -عزّ وجلّ- في أعلى علّيّين.
محبة الزهراء
/
البحرين
لقد وفقني الله منذ خمس سنوات للحج، وكل عام يمر أحترق بلوعة الشوق لحج بيت الله.. لطالما رددت بدموعي في الشهر الفضيل: ارزقني الحج هذا العام!.. ولكن لله حكمته، لعل المانع خير!..
أراقب شاشة التلفاز، وأكاد أن أفقد الوعي من البكاء.. إنني أشتاق للوقوف بعرفات، أشتاق للمبيت بمنى، أشتاق للطواف الأكبر، أشتاق لرمي الجمرات.. آه!.. وما أكبره من شوق!..
مشترك سراجي
/
المدينه المنوره
تذكر قصة علي بن يقطين، وما فعل مع السيد، عندما كان خارجا للحج، وما هي المنزلة التي حصل عليها، نتيجه لما عمل.. فالمسألة ليست كما تتصور أنت!..
سل الله أن يوفقك لمثل هذه الأعمال، واعلم أن نية المرء خير من عمله كما ورد.. وأنك بقضاء حوائج المؤمنين، قد تكلف من يحج عنك كل عام، فأنت تتعامل مع من يعطي من سأله ومن لم يسأله.
أم أنفال
/
البحرين
على الإنسان أن يفوض أموره كلها لله -عز وجل- لأنه هو العالم بالحال.. وفي الدعاء: لعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور.. فأحياناً ينوي المرء شيئا، ولكن تصادفه ظروف تؤخر هذا الأمر، فيندم كالحج مثلاً.. لهذا ينبغي أن يحمد الله على ذلك، فلربما أصابه مكروه من ذلك.. ولكن أهم ما في الأمر النية، حيث أنها تقوم مقام العمل.. والله -عز وجل- سيعوضه بشيء آخر من الحسنات.
ولاء
/
البحرين
قد لا يتوفق الإنسان طوال حياته لحج بيت الله الحرام، فهل هذا يعني أنه مطرود من رحمته؟!.. ألا نقرأ الدعاء الذي نقول فيه: يا من يقبل اليسير، ويعفو عن الكثير!..
صحيح أن الإنسان يشعر بالحرمان من رؤية تلك الأماكن المقدسة، والتحليق بالروح في تلك الأجواء الروحانية؛ ولكن هناك أعمالا لو عملها من حرم من الحج؛ لشارك الحجاج في ذلك منها:
- الركعتان اللتان بين فرض المغرب والعشاء كل ليلة من الليالي الأولى حتى ليلة العيد في شهر ذي الحجة.
- قال الإمام الصادق سلام الله عليه: «من زار قبر الحسين -سلام الله عليه- يوم عرفة؛ كتب الله له ألف ألف حجة مع القائم -سلام الله عليه، وعجل الله تعالى فرجه الشريف-، وألف ألف عمرة مع رسول الله صلّى الله عليه وآله.
ثم إنما الأعمال بالنيات، ولكل امرء ما نوى.. فمن عزم على الحج، ولم يتوفق؛ قد تكتب له حجة لنيته الصادقة، وحبه لله.
محمد رحيم
/
العراق
نعم، إن تعليقي أتى متأخرا، لكن هنالك ركعتين بين صلاة المغرب والعشاء، من أتى بهما؛ شارك الحجاج في ثوابهم.
ابوقاسم
/
القطيف
أعتقد أن هذا السؤال يحمله كل مؤمن، يشتاق إلى كل شبر في أرض الأمن، التي نزل بها الأنبياء والمرسلين أجمعهم، والتي نتوجه لها في أعمالنا.. هنيئا لك -أخي- على هذا الشوق!.. فإن من ذهب إلى مكة، يرى أن لها سحرا ملكوتيا، يختلف عن باقي المناطق.
معز
/
مصر
إن الله جعل كل شيء بقدر، ولكل قدر وقت.
سكينة
/
المانيا
لمَ لا تهاجر إلى الله -تبارك وتعالى- بقلبك؟..
فدك2
/
الأحساء
إن الله فرض الحج للذي عنده الإستطاعة، ومن كان عنده الإستطاعة من قوة ومال، لكن أهله بحاجة لهذا المال أكثر؛ فالأولى أن يصرف على أهله، فإن الله سوف يجزيه خيرا في الدنيا والآخرة.. داوم على قراءة سورة النبأ كل ليلة قبل النوم.
ابو حسين الكلابي
/
استراليا
أقصد الحسين (ع) يوم عرفة، وزره، واقرأ دعائه، واجعل مبيتك في كربلاء حتى العيد؛ فلك ألف حجة وألف عمرة متقبلات.. فقر عينا ولا تتأجج أحزانك!..
محبة ال محمد
/
الاحساء
أخي العزيز!..
لست الوحيد من يتألم لفقدانه حج بيت الله، فلا تنس أن هناك العديد من الفلسطينين، الذين منعوا من الحج هذا العام.. فإن لم تستطع هذا العام، فلا تيأس فهناك عام قادم، فسل العلي القدير أن يطيل في عمرك، ويجعلك من ضيوفه.
امين جبار
/
العراق
انني ومنذ سنوات وأنا أعاني من نفس المشكلة، والسبب: إما أن يكون ماديا، أو بسبب روتين المؤسسات الحكومية، وتحديد عدد الحجيج كل عام، وغيرها من الأسباب.
علما أنني ومنذ سنوات عديدة، أستمع لجميع من يناديني بـ (حاج أمين) وأينما ذهبت وأينما اتجهت؛ فأجد من يطلق علي هذا الوصف.. وأحمد الله عليه؛ ولكن عبرتي وأحزاني تتجدد كل عام، وأنا أشاهد الحجاج يسيرون من منسك إلى منسك، ومن شعيرة إلى أخرى.. وأنا أسأل الباري -عز وجل- أن يوفقني لحج بيته الحرام، ويكتبني وإياكم من الحجاج المتقبل حجهم المشكور سعيهم.
وعزائي أنني أزور سيدي ومولاي الحسين -عليه السلام- حج المحبين المشتاقين، فزيارتنا للحسين هي زيارة لله في عرشه إن شاء الله.
مشترك سراجي
/
---
في أعمال ذي الحجة يوجد صلاة بين المغرب والعشاء، إذا صليتها شاركت الحجاج.
عليكم بالتالي: قراءة سورة الحج، قراءة سورة النبأ، تكرار ما شاء الله 1000 مرة.. وسوف ترزق الحج في السنة القادمة إن شاء الله.
م علي رضا
/
---
أخي!..
لا تحزن، إن الله يعلم بما في القلوب، ويعلم بالنيات.. يكفي أنك متألم، فهذا عند الله شيء عظيم، أعمالك مع الحجيج -إن شاء الله- كما قال أحد الأئمة (عليه السلام): (نية المرء خير من عمله).
مشترك سراجي
/
---
هنيئا لكم هذا الشعور الإيماني، ولكن ماذا يفعل من قلبه مشغول بملذات الدنيا وزينتها؟!..
احمد بهزاد
/
الكويت
كل شيء بتوفيق من الله عز وجل، إن شاء الله تثاب على هذه الرغبة، لكن هناك أبوابا كثيرة ممكن طرقها، مثلا:
- قضاء حاجات أناس مستحقين.
- أو نزع هموم أناس مغمومين، وما أكثرهم وما أحوجهم وما أوحدهم!.. ولا أحد يدري عنهم، كن معهم قد تعوض عن الحج وأكثر من ذلك.
النورس
/
الكويت
عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم.. والله يعلم، وأنتم لا تعلمون.
مشترك سراجي
/
---
لو أن لك مثل جبل أبي قبيس ذهبة حمراء، وأنفقتها في سبيل الله، ما بلغت ثواب الحاج.. عن رسول الله (ص) عندما سأله أحد الصحابة: كيف يحصل على ثواب الحاج، وله مال كثير؟..
ابو هادي
/
ارض الله
هذه إرادة الله، وعلى المؤمن تفويض أمره إلى الله.. إنما الأعمال بالنيات.
ابو عمار
/
البحرين
إن لم تطف بالبيت لأنه عنك بعيد، فلتقصد رب البيت؛ فإنه أقرب إليك من حبل الوريد.
وإن لم تسع بين الصفا والمروة؛ فاسع إلى فعل الخير أينما تجده.
وإن لم تقف بعرفة، فلتقم لله بحقه الذي عرفه.
وإن لم ترجم إبليس بالجمرات، فلترجمه بفعل الخيرات وترك المنكرات.
وإن لم تذبح هديك بمنى، فلتذبح هواك فتبلغ المنى.
الحقيره الفقيره لله
/
ارض الله
والله لقد وضعت يدك على الجرح، لقد جعلتني أجهش بالبكاء.. فوالله منذ البارحة أصبر نفسي أني بعيدة عن أرض عرفة، وعن بيت الله.. وقد كنت في العام الماضي في تلك الجنة، حيث أني حججت العام الماضي، وهذا العام لم أوفق للذهاب، ولكن القلب يحمد الله.. فوالله!.. إن القلوب حرى، ولكن لا أقول إلا كما في الدعاء: ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي، لعلمك بعاقبة الأمور.
غربة وطن
/
السعوديه
(قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا).
أخي المؤمن!..
أنا أيضا تمنيت ذلك، وفي هذه السنة؛ ولكن -أنا أريد، وأنت تريد؛ والله يفعل ما يريد- ما أدراك ربما ذلك هو الأفضل لك؟!.. إن الله لا يفعل إلا خيرا؛ فاحمده على كل حال.
ربما كانت هذه التأخيرة، فيها خير لك.. أو أنك ستقوم بعمل يساوي فضل الحج، أو اكثر منه.. احمد الله على كل حال، وادع الله ان يرزقني وإياك حج بيته السنة القادمة.. وابدأ بالتخطيط، وجمع المال منذ الآن.. وليكن لديك أمل في أن الله سيحقق ما تريد.. وإن لم يكن فاحمده؛ لأنه أعلم بمصلحة عباده!..
مشترك سراجي
/
---
الحمدلله على توفيقه، كنت أشعر وأحن إلى بيت الله، بنفس الحرقة والألم؛ لأنني لم أوفق لزيارة بيته الحرام.. لكنني أشكر الأخوة جميعا الذي أدلوا برأيهم.. سددكم الله لما يحب ويرضى؛ لأنني شعرت بغمرة عندما قرأت آراءكم!..
medo
/
---
إن من يشتاق إلى لقاء الله، فالله مشتاق إلى رؤياه.. ويحصل على الأجر والثواب، لقاء هذه المحبة الربانية.
مشترك سراجي
/
---
تستطيع الذهاب: بأن تأخذ من راتبك جزءا بسيطا يوميا، واصبر.. وفي نهاية العام؛ ستجد أنك ادخرت جزءا كبيرا من المال.
أنس الوجود
/
السعودية
حججت العام الماضي.. وهذا العام أعاني اشتعال الشوق بكل فنونه، وجنونه.. أفكر: ترى لم حرمت الحج هذا العام؟!.. وقد كنت أردد في العام الماضي، وكلما شعرت بنفحات الضيافة: يارب، أسألك العود ثم العود..
وهذا العام في مكاني أداري دمعي تارة، وتارة أخرى أصبر نفسي، وتارة أتناسى، وتارة أجهش في نوبة بكاء.
ما قلتموه شيء جميل حقيقةً، سيما الأخ -أحقر المذنبين- رفعك الله دنيا وآخرة، وجزاك كل خير على
الحديث الذي كتبته: (عبدي!.. وحقك علي إني أحبك.. فبحقي عليك أحبني)!..
نجاح الخفاجي
/
العراق
ورد في الحديث: أن نية المؤمن؛ خير من عمله.. لتكن لك أسوة بجابر، حينما أتى إلى الطف ووجد أصحاب الحسين مجزرين كالأضاحي، فما كان منه إلا أن ذكر قول رسول الله (ص): من أحب فعل قوم شاركهم فيه.
يا أخي!..
إن الله قد جعل لمن لا يستطيع الحج، منافذ أخرى للمشاركة، وتنوعت حسب مشارب النفوس.. فمنها ما كان في صلاة ركعتين بين صلاة المغرب والعشاء، ممكن مراجعتها في مفاتيح الجنان؛ من صلاها فقد شارك الحجاج في ثوابهم.. وأخرى إن كنت من أهل العراق، فعليك بحج الفقراء ألا وهو زيارة أبي عبد الله الحسين، الذي جاء التأكيد عليها وعلى فضلها.
نفس المؤمن تواقة إلى بيت ربه، فلنحمد الله على هذه النفس التي تشتاق إلى أوطان تعبد الله، في وقت يندر فيه أن تجد هكذا نفوس.. واعلم أن هذه نعمة لابد من شكرها؛ لتدوم.. لأنه بالشكر تدوم النعم، ولله الأمر جميعا.
واعلم أن الحاج حينما يحج؛ فإنه يكون مهاجرا من براثن الدنيا ومتعالقاتها، ويكون لباسه شعارا لهذه الهجرة.. ولكن كثيرا ما نرى أنه من الحجيج، ما منهم إلا الضجيج، كما جاء في تعبير الإمام (ع).. فهجرة الذنوب أولى من هذه الهجرة الظاهرية، والحج بيت القلب الذي هو بيت الله.
ستار ابو محمد
/
العراق
توجد مقولة كان كثيرا ما يرددها السيد الشهيد محمد صادق الصدر (رض) عن أحد الأئمة وهي:
(على المرء أن يسعى، وليس عليه أن يكون موفقا).. إذن، أهم شيء أن يقوم الإنسان بالعمل، والباقي على الله سبحانه.
مشترك سراجي
/
---
فعلا أنا متألمة؛ لأنني لم أوفق في هذا العام للحج.. وجلست مع نفسي في آخر يوم من ذي القعدة، وأول ليلة من ذي الحجة، وبدأت بمحاسبة النفس؛ لأن الذي حرم الحج هذا العام، لابد وأن يكون السبب إحدى هذه الاحتمالات:
1- لذنب إقترفه.
2- لدنيا شغلته.
3- لضيق حال، وعدم القدرة.
4- لظلم من نظام الاكتفاء بعدد معين للحج.
5- أسباب أخرى.
المهم: لكي أعوض هذا الحرمان، قررت الآتي:
- أن أكثر من أدعية الاستغفار، وخصوصا مناجاة التائبين، والمناجاة الشعبانية.
- أن أحرم نفسي من أي رغبة دنيوية في هذه العشر.
- أن أصوم كل الأيام.
- أن أدعو الله بالرزق الوفير.
- أن أكثر من دعاء الفرج، لمولانا صاحب العصر والزمان.
- أن أكرم أبناء الأصدقاء الذين وفقهم الله الحج هذا العام.
أحقر المذنبين
/
حيث شاء الله جل وعلا
أخي المؤمن!..
لله هذه الحرقة التي تلف قلبك، وتؤجج أحزانك لا أطفئها الله أبدا!..
نعم، إن للحج إلى بيت الله -جل ذكره- لذة لا توصف، وفيه من النفحات ما يجعل العبد الذي وفق لعيش تلك الهبات الرحمانية، يضيق بعيشه عندما يأتي موسم الحج، وهو بعيد عن تلك البقاع.
لكن أخي الكريم!.. أنظر الى رحمة الله -جل وعلا- كيف خصك بهباته، على رغم بعدك المادي عن تلك البقاع الطاهرة!.. هذا الشوق الذي في قلبك، والذي يؤجج عندك هذا الحزن، هو محض نعماء من ربنا المتعال -جل ذكره-.. فلا تفوت هذه الفرصة، واعمل لله فيها شكرا.
الموسم أصبح بين جنبيك.. ( واعلم أنك لن تخلو من عين الله، فأنظر كيف تكون)!..
أعقد النية على أن تكون حركاتكِ وسكناتك، لله وحده مهما صغرت.. وكن كالحجاج في المراقبة، وبذل الجهد في العبادة.. العبادة الجوانحية والجوارحية بحسب استطاعتك.. واعمل ما استطعت أن يكون (لا رفث ولا فسوق في الحج).. أي عش حاجا محرما بروحك، ملبيا إلى الله جل وعلا.
لتكن هذه العشرة دورة مكثفة، نحيا فيها بروح الحج ؛فهذا ما لا يحد بمكان ولا بزمان.
أخي المؤمن!..
أمعن النظر!.. فالله -جل ثناؤه- يقول في الحديث القدسي: (يا عيسى!.. كم أطيل النظر، وأحسن الطلب، والقوم لا يرجعون)؟!..
أنظر إلى رحمة الله جل وعلا!.. أنظر إلى اشتياق الله -جل ذكره- إلى عبده!.. تأمل كيف أنه -تعالى- ينتظرك، ويحسن إليك الطلب!..
لذا، لا تحد علاقتك به بمكان أو زمان.. فالله -جل وعلا- جعل الزمان والمكان لنا تفضلا ورحمة؛ ليحفزنا ويشحذ هممنا.. وجعلها لنا محطات، نتزود منها في المسير؛ ولكنه -جل ثناؤه- جعل أبوابه مشرعة لمن أراده من عباده في كل مكان وزمان.
ولله -تعالى- في قلبك نظرة رحمانية.. فهذا الحزن المتأجج كما وصفته، اشتياق منكِ إليه جل في علاه.. وثق أنه -تعالى- أجلّ من أن يتجاهل هذا الاشتياق!..
تأمل فقط في هذا المعنى: (عبدي!.. وحقك علي إني أحبك.. فبحقي عليك أحبني)!..
واعلم أن المطلوب ربًّ جليل، وأن الطالب مهما علا شأنه عبدٌ حقير!..
أم حسن - السعوديه
/
---
يكفي -أخي الكريم- أن يكون قلبك مع الحجاج، ويكون متعلقا بحب الله، وحب من يحبه.. فالنية هنا تقوم مقام العمل.. فرحمة الله بعباده ليس لها مثيل، وهو -سبحانه- أعلم بما في الضمير!..
السير الحثيث
/
الأحساء
الحج تعبير عن قصد الله، والدخول في حرم الله، هو الدخول في ذكره.. ولكن ليس كل قلب يستطيع أن يؤدي هذا الحج المتاح للجميع؛ لأنه يخص القلوب الطاهرة؛ وهو القائل {وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود}.. فذكر هذه الثلاث حالات بعد الطهارة، ولا أظن أن الله يقصد بذلك إلا تطهير الروح، بتحطيم الأوثان.. وأعظم وثن يحول بين المرء والكعبة هو الرغبة، وهي فكرة تدعوك لشيء لا حاجة لك فيه.. فإذا توجهت له، ورغبت فيه؛ كانت الشهوة، والشهوة تبعدك عن حب الله، ولو طويت عنها نفسك، وصبرتها.. فإذا مارست ما تشتهيه وإن كان حلالا؛ خرج الله من قلبك؛ لأنك عبدت غيره.
نعم، لا تستغرب فمن يأتمر بأمر النفس؛ فقد اتخذ إلهه هواه، وفي تفسير آية {اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله} أنهم ماعبدوهم، ولكن أطاعوهم في غير ما أمر الله.. فالنفس إذا اشتغلت بتلبية أوامر النفس؛ غفلت عن أوامر الله، وخسرت خسرانا مبينا.
حاج بحريني _ ابو علي
/
البحرين
أخي العزيز!..
بارك الله لك هذه النفس التواقة إلى عبادته.. آلا يكفي في مثل حالك، قول أئمة العصمة (ع): (نية المرء؛ خير من عمله)!..