عندما اختلي مع نفسي او في الجامع مع من لا يعرفني ، فانه يسهل علي المناجات مع الله سبحانه بعاطفة مع الدموع ، ولكن بوجود قريب او صديق بجنبي في الجامع يصعب علي ان انطلق في المناجات ، واعتقد انه بدافع الخجل , لذلك كنت اذهب الى الجامع لوحدي ، ولكني فكرت اني لعلي افعل هذا من باب حب الذات وعلي تكليفي الذي يحبه مني المولى ، لذلك شجعت اخي على الصلاة معي في الجامع ، وهذا ما حدث ولكن مناجاتي صارت كما وصفت لكم , هل ما فعلته صحيح وهل هذا الامر طبيعي وان لم يكن بالشئ الايجابي كيف لي ان اغير هذا الخلل في نفسي؟
مشترك سراجي
/
---
السلام عليكم اخوتي السراجيون
انا صاحب هذه المشكلة وقد ارسلتها الى الشيخ حبيب وقد عرضها على الموقع فجزاه الله الف خير.
اشكركم كثيرا على هذه المشاركات والحق والانصاف ان في هذه المشاركات فوائد جمة واظن ان من توكل على الله لتصحيح هذا الامر في نفسه فانه سيجد ضالته في هذه الاجابات , والجميل ان الكثير من المؤمنين قد ذكروا تجاربهم العملية في هذا الامر.
وفقكم الله وسددكم وحفظ اخوتي العاملين في الموقع وجعل الله هذا الموقع فرحة لامامنا الحجة بن الحسن عجل الله فرجه فداؤنا لتراب قدمه الشريف.
مشترك سراجي
/
---
ليس لي أن أحلل المشكلة وأسبابها وطرق العلاج، ولكني أستطيع ذكر تجربة مررت بها:
كنت ولمدة طويلة -كما وصفت بالضبط- مع المناجاة، ولكني ما إن دخلت في سلك الاهتمام بالمسؤوليات من الواجبات الحياتية، والعمل، والحرص فيها على أن تكون قربة لله تعالى، وأني أؤديها لأن الله تعالى أمر بذلك.. فحدث شيء جديد، وهو أني قليلا ما أجد وقتا للمناجاة بالكثرة التي كنت قادرة عليها؛ لضيق الوقت.
لكن الشيء الوحيد الذي أردت أن أقوله، هو: أنني أثناء المناجاة أصبحت لا أرى من هو في المحيط، وما أن يذكر الله تعالى حتى أكون معه.
السيد العقيلي
/
جوار القبة الخضراء
قد لا أكون أهلاً للمشاركة في حل مشكلتكم أخي الكريم؛ لأني دون ذلك بكثير..
عليك الإطلاع على محاضرات الشيخ حبيب الكاظمي، أو الاستماع للمحاضرات التي ألقاها سماحته عن مثل هذه المواضيع.
الفقيرة الى رحمة الله تعالى
/
أرض الله الواسعة
أخي المؤمن!..
يوجد الكثير منا يمر بمثل حالتك، وبما فيهم أنا.. ولقد ترددت كثيرا في المشاركة؛ لأني لا أعرف كيف أجيب على أسئلتكم من خلال فهمي القاصر.. ولكن سرعان ما تذكرت ما حدث لإحدى صديقاتي، وهذه قصة واقعية، ليس فيها أية مبالغة، عسى أن تجد بها ما يعينك على حل مشكلتك إنشاء الله.
أخي الكريم!..
لقد أخبرتني إحدى صديقاتي بأنها تحب -ومن قلبها- أن تشارك في مراسيم عزاء الإمام الحسين (ع)، ولكنها كانت تشعر بالخجل أمام الناس، وهي تارة تريد في المشاركة لما ترجو من الأجر والثواب والقربة من الله تعالى، وأخرى يمنعها الخجل.. إلى أن حدث أن اتصلت بها أختها، وكانت تحدثها برغبتها الشديدة في إقامة مجلس عزاء للإمام الحسين (ع) في بيتها بغية الثواب والبركة، وقالت لها: أتمنى أن تكوني أنت التي تقرأ المجلس، لأني أثق بتوجهك الخالص لله عز وجل.
فعندها خافت أن ترفض، وردت عليها بالموافقة، وذهبت إليها بعد مشقة السفر بالبر خمس ساعات.. فوجدتها متعبة جدا في تحضير الطبخ، فأشفقت عليها، وأخذت تساعدها في العمل، ولم تظهر لها تعبها من السفر؛ حتى أنها احتالت على أختها وجعلتها تنام الليل.
وبقيت هي تعمل حتى الصباح، إلى أن اسيقظت أختها للفريضة، فوجدتها في المطبخ تعمل، وقد أنهت معظم الأعمال.
وقد كانت المناسبة بمناسبتين: حيث كان وقتها وفاة الإمام السجاد (ع)، ولم تكن قد حضرت للمجلس من قبل، حيث كانت تنوي التحضير عند أختها؛ لأنها لم تتمكن من التحضير في بيتها، ولا حتى في بيت أختها؛ نتيجة للعمل الكثير.
وعندما اقترب وقت المجلس، وبدأت النساء بالحضور، دخلت الغرفة وأخذت تعين ما اختارته أختها من القصائد والنعي للإمامين (ع).
أقسمت لي وهي تقول: بأن رجليها أصبحت تضرب الواحدة بالأخرى من خوف الوقوع في الخطأ لعدم التحضير، ولا تريد أن يصاب مجلس العزاء بأي استهانة: بين تعب وسهر، وبين خجل كبير؛ لأنها تعرف أناسا كثيرين من الحضور، كما أنها لم تقم بهذه التجربة من قبل، ولكنها كانت تقول: يا رب!.. أنت تعلم ما في نفسي، وما هي نيتي، ومنذ خروجي من بيتي كان قول الإمام الصادق (ع) يرن في أذني: فأنت حسبي ونعم الوكيل!..
تقول: حينها لم أصدق ما حدث، لقد كان مجلسا ناجحا جدا، وكأني لم أشعر بوجود الجمع الكثير، وقد انتابتني القشعريرة والحزن في نفس الوقت، لما استشعرت من وجود الصالحين.. وكان المجلس منذ بدايته حتى نهايته مليء بالبكاء والعويل؛ حزنا على أهل البيت عليهم السلام جميعا.
وقالت: لم أصدق أن هذا صوتي الذي كان يقرأ -لأن صوتها عادة منخفض- ولم أتعب من قراءة مجلسين في آن واحد.. والذي أسعدها أكثر، رؤية أختها الرؤيا الصادقة في نفس الليلة.
فملخص ما ذكرت هو: أن النية أساسا لكل عمل، شرط أن تكون خالصة لوجه الله تعالى.. فبالنية الصادقة، والتوكل، والدعاء.. يستطيع الإنسان التغلب على مثل ما تمرون به إن شاء الله.
شلال الحزن
/
مملكة البحرين الإسلامية
أختي المؤمنة!..
بقدر الإمكان تفاعلي مع الدعاء ومع من تدعين.. ولا تهتمي إن كنت تبكين أمام الناس أو بدون الناس، فهذا يسمى خداع للذات.
ام حسين
/
البحرين
أخي المؤمن!..
إني إنسانة أحب المناجاة مع الله -سبحانه وتعالى- سواء كنت مع الجماعة أو بمفردي.
وخاصة إذا كان الإنسان محتاجا إلى الله سبحانه وتعالى، ودائما الإنسان بحاجة إلى الله تعالى.
عدو الطواغيت
/
الدنمارك
إن الحل -أيها الأخ- هو أن تفصل ولا تجمع.. فتجعل المناجاة والتضرع والبكاء في البيت، أو في مكان لا يعرفك أحد.. وتجعل صلاتك في المسجد جماعة.. ولا ضير إذا لم تتأثر بالدعاء أو المناجاة في المسجد، كما تفعل في الخلوة.. بل لعل هذا الأمر هو المناسب، حيث يأتي الشيطان الرجيم، ويخلط عبادتك بالرياء، ولا يجعله خالصا مخلصا بين الجماعة.
لكن علينا الحذر من جفاف العينين في الخلوة، وكذلك في الجماعة عند ذكر مصائب أهل البيت عليهم أفضل الصلوات والسلام.. هنا يوجد بكاؤون كثيرون، فلا مجال لكيد للشيطان الرجيم للتلبيس والتوهيم والوسوسة، وحتى النفس الأمارة تخنس في هكذا مجالس، وخاصة عند مصيبة أبي عبد الله الحسين، وأهل بيته صلوات الله عليهم، حيث هذه المجالس لا بد أن تكون جماعية.. وهنا لا مهرب من الاعتراف بالضعف أمام فاجعة الحسين -عليه السلام- ومظلومية بقية المعصومين وأهل بيتهم عليهم السلام.. ومجال اختلاط العمل بالرياء ضعيف هنا، عكس الدعاء والمناجاة في الجماعة.
هناك نقطة أخرى ينبغي ذكرها وهي: أنه غالبا ما يقرن عامة الناس البكاء بالضعف، حيث يصبح الباكي كالطفل في نظرهم، فيستصغر أو يستضعف.. أو لعله يساء به الظن: ربما يقال عن هذا الباكي: أن عليه ذنوبا عظاما، وهو متهتك لحرمات الله -جل جلاله- ولهذا يبكي.. أو ربما يقال: هذا شخص لديه مشكلة خاصة تؤلمه، ولهذا يبكي.. أو غير ذلك من ظنون السوء، أو التعليقات المؤلمة.
وقليل من هم الذين يظنون خيرا بالباكي أثناء الصلاة، أو المناجاة والدعاء.. وهذه من أمراض القلوب في زماننا.. لذا يتجنب المؤمن الإكثار من البكاء في الجماعة؛ لئلا يساء الظن به، أو يقال: أنه مرائي -نعوذ بالله- .
ولا يعني هذا ترك الجماعة، أو الدعاء الجماعي الذي تأثيره وثوابه أعظم كما في صلاة الجماعة.. بل يعني تأجيل الانفعال الذي يوصل لحالة البكاء، وفي نفس الوقت يحصل المؤمن على أجر عظيم، لعله أعظم بكثير مما لو كان وحده، يذرف الدموع، ويدع مجتمع المؤمنين وشأنهم.
عاشقة الدموع والأحزان
/
---
أخي الفاضل!..
الكرة الآن في مرماك، إبدأ من نفسك أولاً!.. حاول أن تقوي ثقتك بنفسك أولاً، وأن تعالج مواطن الضعف في نفسك.. وستصل إن شاء الله بنفسك للحل الشافي، بإذن المولى تبارك وتعالى.
hmod
/
KSA
أنا حالتي -تقريبا- هي حالتك، فلا أعرف الخشوع إلا إذا كنت وحدي، أو مع من لا يعرفني.. لكني أرى أن السبب، هو خوفي من أن يرى من بجانبي أن في ذلك شيئا من الرياء.. وما هذا إلا وساوس شيطانية، فلنستعن بالله للتغلب على هذه المشكلة!..
مشترك سراجي
/
---
إن صلاة الجماعة فضلها كبير، لا تدع للشيطان إلى قلبك سبيلا!..
الهاشمية
/
البحرين
أما ردي على مشكلتك، هو: ليس المهم أن تنساب منك الدموع، ليدل على الخشوع.. بل المهم هو النية القلبية الصادقة، هي التي يجب أن تكون في خشوع، وتضرع للخالق.
محمد
/
البحرين
أخي العزيز!..
أنصحك بقراءة كتب الشيخ حبيب الكاظمي، والاستماع إلى المحاضرات التي تتعلق بالصلاة، فهي موجودة على الموقع.
ام محمد
/
السويد
أخي الفاضل!..
أختك المتحدثة تشاركك في المشكلة، ومع اعتزازي بآراء الأخوة والأخوات، أرجو من سماحة الشيخ الكاظمي -حفظه الله- أن يفيض علينا بنصائحه البليغة؛ لأن هذه من الأمور التي تؤذي صاحبها أشد الأذى، وهو يحتاج إلى توجيه سديد فيه.
موالي
/
الكويت
إن هذه الأمور تمر وتحصل لكل إنسان، ولكن أنا أطرح طريقة واحدة ونقطة واحدة.
أولا النقطة: إن الإنسان يجب أن يثق بنفسه قبل أن يثق بغيره.. وعليه بحسن الظن، وهذه ابتلاء كبير.. فالإنسان المؤمن مبتلً بهذه الأمور.
أما الطريقة: أخي الكريم!.. علينا أن نعرف ماذا يريد الله -عز وجل- منا؟.. ونحن ماذا نريد من الله عز وجل؟.. أخي الكريم!..
إن الله -عز وجل- جعل لنا العبادات كوسيلة لنا، وعرفنا بأشخاص هم طرق النجاة، والسبيل إليه جل جلاله.
إن عملنا عند الله ليس بقليل، ولكنه بأعيننا قليل.. لهذا علينا ان نعمل لله، ولا يهمنا من كان معنا.. فالإنسان يعرف ماذا يريد الله منه، وهو ماذا يريد من الله عز وجل.
بنت محمد
/
الاحساء
أخي الكريم!..
أنا شخصيا تحصل معي هذه المشكلة، فعندما أكون في غرفتي ولوحدي، أقرأ أدعية أو القرآن الكريم أو ما شابه بصوت عالٍ خاشع.. ولكن عندما تدخل عليَّ في الغرفة إحدى أخواتي أو أمي؛ فإن صوتي الخاشع ينخفض.
قد يكون بسبب الخجل، وأنا أحاول جاهدة تخطي هذه المشكلة.. فعمدت على أن أزور أمي أو أقرأ لها بالصوت العالي الخاشع، حتى ليكون لي الموقف ذاته عند دخول أحدهم غرفتي.
ولكن -أخي الكريم- يبقى الخشوع الكلي الذي لا أستطيع ملازمته أمامهم كالدموع.
ابو قاسم
/
القطيف
إن الله -سبحانه وتعالى- خلق الجن والأنس لعبادته، وليس لمضيعة الوقت، وعبادة الذات والشيطان.
إن العبادة خلوة بين العبد وربه، وهي العبادة الحقيقية الخفية التي يحبها الله.. والإمام علي -عليه السلام- كان يخلو مع الله حتى يغمى عليه.
لقد وصلت إلى شيء من المفروض أن يعمله العبد، ولكن يكون معراج خفي في النفس، وبعض العبادات ظاهرية، ولا تكون رياء مثل: الدعاء الجماعي في ليلة الجمعة، وأدعية شهر رمضان المبارك، وكم من دعاء جماعي يكون فيه روحانية في داخل النفس، وطرد الشيطان.. بوجود أنوار متنوعة على حسب الإيمان، وقوة نورانية ملك الروح، ملك الكرامة الذي يقوى من العبادة الحقيقية.
وإذا أردت أن يكون لك عبادة فيها اطمئنان عليك: بقراءة الرقية الشريفة، آياتها مختارة من عدة سور من القرآن الكريم، فهذه توصلك إلى اكتشاف النفس، ولعبة الشيطان داخل النفس، واستقرار القلب في العبادة المطلوبة للواحد القهار.
مشترك سراجي
/
---
أخي المؤمن!..
شكوت لأحد المشايخ فقال: إن الشيطان يريد من بعث الوسوسة في الصدر، سلب لذة المناجاة من العبد.. وهذا أكبر همِّه دائما تذكر ذلك!..
وبالمقابل فهناك رواية تقول أنه: أنظر إلى قلبك، فإذا شعرت بلذيذ مناجاتك في الصلاة مع خالقك، فاعلم أنك صادق، وإلا فأنت تكذب على خالقك.
هائم في حبهم (ع)
/
الاحساء منبر لمن لا منبر له
بالنسبة لما تفضل به الاخ العزيز:
فو الذي نفسي بيده!.. ما تفوه إلا كما هو حاصل لي بالضبط، إلا أنني أختلف عنه بكونه بعد ما كان يحصل منه أن اصطحب أخاه معه، وهذا في نظري هو العمل الصحيح.
إلا أنني لا زلت مصرا على موقفي غير الملائم للصحة، وهو أن أنعزل بمفردي في الجامع، أو في أي مكان آخر بالمناجاة المؤنسة، وبالدعاء أيضا مهما كلفني ذلك.
ولكن لا يعني ذلك أني لا أقوم باصطحاب أحد معي إلى الجامع.. ولكن ما أقصده هو: عندما يكون قلبي مقبلا على الله تعالى، فإنني يشق عليّ اصطحاب احد معي، وبالأخص في وقت صلاة المغرب والعشاء؛ فإنه وبصراحة يشق علي -إن صح التعبير- أن أصطحب أحدا.
السعودية
/
---
قد لا أكون أهلاً للمشاركة في حل مشكلتكم أخي الكريم، لأني دون ذلك بكثير.. بل إن رسالتكم جددت علي الحزن، وأثارت لدي الرغبة في البكاء.
أشعر بغربة التعبد، وغربة الجهل.. وكلما قرأت أو سمعت بالذين خطوا إلى الأمام إلى الرب تعالى، ازداد حزني.. لا أدري ماذا أقول، وكيف أعبر.. ولكن سابقاً قلت لكم شيخنا الكريم -لو كنتم تذكرون-: بأني وقعت على موقعكم، ويا لها من وقعة!..
تراني أقول لنفسي: ليتني لم أتعرف على هذا العالم وما فيه من المفاهيم، وليتني كنت جاهلة كما كنت!..
أنا مشغولة البال كثيراً، وحزينة أيضاً.. فلئن كنت أريد أن أبكي، وأملأ الدنيا بحوراً من دموعي، فليس هذا لأجل دنيا أو حطام فان.. وإنما لما أشكوه من نفسي الغافلة، المملوءة بالهواجس والوسواس، القبيحة المذنبة.
فليت كل من ادعى وقال: بأني سائر في الطريق إلى الله صدق في دعواه!.. فما أكثر المدعين، وأقل الصادقين!..
أنوار القرب
/
البحرين
أختي الكريمة!..
لنفترض أنك لطالما سمعت بأن البيت الكبير الذي بني للتو بالقرب من بيتكم، هو بيت لامرأة مؤمنة طيبة كريمة الخلق جميلة ثرية.. فصار لديك رغبة في معرفة هذه المرأة التي يتحدث عنها الجميع.
وفي ذات يوم تصلك دعوة خاصة لحضور مجلس في بيتها، أليست هذه فرصة مناسبة للتعرف عليها، وخلق علاقة معها.. فما كان منك إلا أن عزمت على الذهاب لها، بعد أن تهيئت بأجمل هيئة.. وكنت في الطريق، وفكرك هائم بأسئلة عنها، كيف هو شكلها؟.. وكيف ستستقبلني؟.. إلخ.... وقد يصل بك الشوق لأن تتمني أن تقوم هي بفتح الباب لك بدلا من خدمها.
هذه مقدمة توضيحية، لما أريد الوصول إليه.. فأنت -يا أختي- حين ذهبت إلى هذا الجامع، لا بد أنك تعلمين حقيقة بأنه بيت من بيوت المولى الجميل الكريم الغني، وهي أكثر الأماكن التي يحبها الله عز وجل، ويستقبل فيها عباده برحمته ولطفه.. فاغتنمي هذه الفرصة التي لا يظضى بها آخرون، ممن يترعون في نوادي المنكر والحرام!..
أختي!.. كيف يدخل المرء بيتا لا يرعى فيه أدبا لصاحبه؟.. صاحب هذا البيت يقول لك: أنا ربك، وأنت ربيبتي، مننت عليك برحمتي الواسعة، ودعوتك لبيتي، وحضرتي، وأكرمتك بلقائي.. فما يحول بيني وبينك أبواب مؤصدة، وأنت صامتة، أو تنظرين إلى من يجلس بجوارك، لتري كيف ستجيبين على هذا العظيم العليم.
أسألك بالله: هل سيختلف الرد عليه -تبارك وتعالى- إن كان من يجلس بجوارك ممن يعرفك أو لا؟.. ألا يليق بعظمته -تعالى- أن تجيبه بأحسن صورة وأجمل قول!.. وهل من جميل القول إلا ما تعلق بالجميل -به تعالى- حدثيه إن شئت جهرا أو سرا، حدثيه، إمتدحيه بما هو أهله، استكيني لقوته، اشكي له أعداءك، أقري له بمكنونك الذي تخشين أن يطلع عليه غيره، اشكريه لأنه هيئ لك اللقاء به، سليه أن يتقبلك قبولا حسنا، تمتمي قائلة: "يا محسن!.. قد أتاك المسيء، أنت المحسن وأنا المسيء".
وقولي بلسان حالك: إلهي!.. أنا مسيئء مذنب، ولكن رحمتك التي أتت بي إلى بيتك، جعلتني أطمع وآمل فضلك ومغفرتك.
إلهي!.. أزل قيود البعد عنك.
ألحي!.. فهو يحب أن يسمع صوت الملحين، ناديه إله المذنبين يلبيك، أطلبي المدد من النور الهادي البديع.
أختي!.. لن يشغلك عند إذن من وفدوا ضيوفا عليه، لا أختك ولا غيرها، وستقرين عينا.. وإن الخجل الذي تقولين به، الأولى أن يكون لله -تعالى- لا لغيره من المخلوقين.
نعم، إن البعض يمتنع عن الدعاء مع وجود الآخرين لإسباب: كالرغبة في إسرار العلاقة الخاصة مع الله تعالى، أو الخوف من الابتلاء بالرياء والعجب، أو الخوف من الابتلاء بالحسد من الآخرين لوصوله إلى بعض مقامات الإلهية.. سبحان الله!.. وأنا لا أرى حرجا في الجهر بالدعاء أمام الآخرين، ممن أعرف وممن لا أعرف.. فلو لم يكن الأئمة -عليهم السلام- يجهرون بالدعاء لما تعلمناه منهم، وكان مولانا الصادق -عليه السلام- إذا أراد أن يدعو الله، جمع أهل بيته وعياله.
وقد نتعلم قراءة الدعاء بصورة صحيحة، فلا نخطأ، ونصرفه عن معانيه.. حتى أن البعض دخل في المذهب عن طريق دعاء سمعه، فراح يبحث في مضمونه إلى أن وصل إلى الحق، كما حدث مع البعض في موسم الحج.. وكذلك الأطفال ينشؤون ولديهم تعلق بالدعاء، حينما يرون الأبوين والأقارب في حالة ذكر دائم.. ولا ننسى قوله تعالى: {وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين} فتلين القلوب، وتحييها لذكر الله.
وأخيرا: أختي إن ما تفعلينه قد يطيل أمد البعد عن الله بمناجاته وذكره، فيقسو قلبك.. فتكوني قد جنيت على نفسك، وحرمت الآخرين لذة الاستماع بمناجاتك للباري.
ما أود قوله: أن البكاء في الجمع يكون إيجابيا، وذلك من خلال موقف بل عدة مواقف شهدتها في المسجد.
لقد وفقني الله لأن أرى بعيني، وأسمع بأذني مناجاة تقشعر لها الجلود، فكانت إحدى الأخوات تحضر كل ليلة جمعة إلى المسجد، وما أن يبدأ القارئ بدعاء كميل حتى تخر ساجدة إلى أن ينتهي الدعاء، وهي: تضج ضجيج الموجع، وتأن أنين السقيم، وتبكي بكاء الثكلى؛ حتى أن الذي يراها لأول مرة، يظن أن فاجعة نزلت عليها من السماء، حتى تتقطع أنفاسها، وتبدو حينها كخشبة يابسة، لا نسمع منها إلا كلمات تصدرها بصوت متقطع:
إلهي!.. ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله!..
إلهي!.. عبدك الفقير ببابك.
فإن سمعت ذكر العقاب والوعيد، تأوهت حتى أننا كنا نستشعر أنها في غاية درجات القرب من الله.
وأقسم أنا كنا نستشعر أن روحها ستخرج مع كل زفرة، فيسود المكان الصمت والخشوع، وتخيم على الحاضرين أجواء روحانية، فيضجون بالبكاء عند سماعها.. ويبدو المكان كمجلس عزاء، يقيمه الناس على أنفسهم.
ولكن -مع الأسف- امتنعت هذه المرأة عن التواجد في المسجد، بعدما قال لها البعض، كمن قال للزهراء: آذيتنا!..
بحر الفواطم
/
البحرين
أواجه نفس المشكلة، أسأل الله تعالى أن يساعدكم!..
أتمنى أن أستفيد من مثلك من مشاركات الغير.
إبن عقيل
/
البحرين
أخي العزيز!..
إن ما يجري لك من سلوك أثناء تواجدك مع طرف آخر في جامعٍ أو مسجدٍ أو أي مكانٍ تدعو وتناجي فيه ربك، هو ربما قد يكون في بعض الأحيان إيجابياً، فهو ينمّ عن وجود أنسٍ إلهي، وتلذذٍ مع المحبوب في الدعاء والخطاب معه.. وهنيئاً لك، ثم مبارك لك عندما تنهمر تلك القطرات من مقلتيك، وهي خاشعةً وخاضعة لمولاها جلَّ وعلا!..
ولكن عندما يصبح هذا السلوك حدثا محصورا في وقتٍ ومكان محدد، ولا يمكن أن تخلقه في أجواء أخرى غيره.. وغالباً ما يكون هذا الأمر ناتج عن أسباب وهي كالتالي - على سبيل المثال لا الحصر- :
1) الخوف من الوقوع في الرياء.
2) عدم الثقة بالنفس.
3) الخجل.
4) عدم وجود الصوت الحسن!.. وللأسف هذا ما يظنه الكثيرون، بأن الصوت الحسن هو الأساس الأول والأخير لقراءة الدعاء، أو المصحف الكريم أمام جمع من المؤمنين.
وهذه الأسباب قد يتسبب أحدها في تواجد سبب آخر..
و(الحل) كما تراه نفسي القاصرة هو:
إنك إذا عزمت -أخي- على دخول أحد بساتين النفحات الروحية، وتقطف لك زهرة منه، فعليك أن تنسى من معك، ومن وراءك، ومن بجانبك؛ حتى يتسنى لك تحصيل تلك الأجواء التي تعيشها وأنت في حالة الإنفراد بنفسك.
فحين تشرع في مناجاتك مع المحبوب، لا بد لك بل يحتمل عليك بأن تستشعر ضعف الإنسان أمام جبروت ربه، وإنه لا قيمة لعلو ذاته، كما لا محل للخجل أيضاً.. فإن الذي سوف ينال شرف الخطاب مع الرب الرحيم والعدل الكريم، هو أنت.
وإنْ أجيبت دعوتك لك ولمن معك، ستحظى وتفوز بالحسنيين.
اخشع مع الحروف والكلمات، التي تُـتَمتم بها أمام ربِّ العزة!.. فلا استغراب إن ذهبت مشكلتك في حيّز العدم.. وفقك الله لما فيه الخير والصلاح.
جاسم
/
مملكة البحرين
أخي المؤمن!..
يشعر العبد أحيانا كثيرة أنه بحاجة إلى الاختلاء للتعبد، وقد خصص الله -سبحانه وتعالى- كثيرا من أنواع العبادات التي تتيح للإنسان أن يكون مع الله جسدا وروحا.
وأوضح مثلا على ذلك "صلاة الليل" ولكن لا ننسى في المقابل الفوائد الجمة لصلوات الجماعة، وأهمها أن هذا التجمع الذي يصاحبه سجود واحد وركوع واحد وقنوت واحد من أجساد شتى، تجمعت في قلب واحد، أمام قبلة واحدة، لتناجي ربا واحدا.. فتخيل حجم هذه القنبلة الفتاكة أمام إبليس اللعين، كيف يمكن أن يكون تأثيرها؟!..
ولا تنسَ أنه ربما بدعاء شخص مؤمن خالص من هؤلاء الجماعة، يستجاب دعاؤك.. فكن مع الله في السر والعلن، في الخلوة وبين الناس، بنية خالصة؛ يكن معك دنيا وآخرة.
هبة الإسلام
/
عراق الامام علي-عليه السلام
أخي الكريم!..
لدي إحساس أن أخاك قد يعاني من نفس المشاعر، ولا سيما أنه حديث العهد بالمسجد.. ونصيحتي لك -أخي الفاضل- إن لم تتمكن من تناسي من هم حولك من المعارف، أن تأخذ مكانا آخر بعد أن تنهي صلاتك لكي تناجي الله -عز و جل- فلربما يحتاج أخوك المساحة ذاتها.
ولكن -أخي الكريم- لا تجعل مثل هذه الأفكار تسيطر عليك، وتناسى جميع من حولك.. فأنا على يقين بأنك لا تتصفح وجوه المصلين، علك لا تجد من تعرف!..
اسجد عند كل دعاء، فبذلك لن تشعر بالمخلوقيين من حولك.
احد اصدقائك القدامى
/
عش ال محمد(ص)
لا بأس بالتنويع تارة للجمع بين التكليف الذاتي، وخدمة الأخ لتعويده على الصلاة مثلا.
ولكن الحل الأمثل :
أن لا ترى فى الوجود أحدا إلا الله تعالى!..
يا أبا ذر!.. لا تبلغ حقيقة الإيمان حتى ترى الناس كالأباعر!..
الذى وصل إلى الخطوات الأولى فى السير إلى الله تعالى، يرى كل شيء في الحياة أمرا باهتا لا يعتد به، ولو كان أكبر الشخصيات، فكيف بطفل صغير معه؟!..
على كل حال من كان مثلك -يا دكتور- لا يبالى بمن حوله.. فأحدهم فى المستشفى يبكى لتألمه من المرض الظاهري أمام الطبيب الكافر مثلا، فكيف بمن كان متألما فى باطنه؟!.. ألا يحق له البكاء أمام المولى، ولو فى ملأ من الناس بكاء الوالهة الثكلى!..
ألم يكن لابراهيم أزيز كأزير المرجل؟..
ألم يكن علي (ع) يغشى عليه؟..
أما كان الحسين (ع) يبكي، وعيناه تجريان كالقربة يوم عرفة، مستطعما كما يستطعم المسكين؟!..
وأخيرا أقول: كن فى الناس، ولا تكن معهم!..
السيد علي
/
النجف الصغرى
أخي المؤمن!..
قد نمر بنفس الحالة، وقد يكون من أسبابها عدم وجود الموجه في السير إلى الله.. فيعيش الإنسان حالة الخجل والضجر والكلام الجارح، من قبيل التعليق على أفعاله وأقواله من باب السخرية مثلاً، أو الخوف من الوقوع في الرياء.
أحد المؤمنين -والذي يحضر مواعظ أحد العلماء الواصلين حفظهم الله- يقول ما معناه: إذا كان الخوف من الرياء هو الباعث إلى مثل هذه الحالة، كأن يترك بعض الأمور، من أجل وجود أحد يعرفه.. فهذا من الشيطان الغوي الرجيم؛ لكي يصرفه عن الله.
أحياناً يكون الإنسان بحاجة لموجه، ولو بكلمة بسيطة، أو رواية، كالأخ والصديق -حفظه الله، ورزقنا الله وإياكم أمثاله- الذي ذكر لك أمثلة وأعيدها:
********************
أن لا ترى فى الوجود أحدا إلا الله تعالى!..
يا أبا ذر!.. لا تبلغ حقيقة الإيمان حتى ترى الناس كالأباعر!..
الذى وصل إلى الخطوات الأولى فى السير إلى الله تعالى، يرى كل شيء في الحياة أمرا باهتا، لا يعتد به.. ولو كان أكبر الشخصيات، فكيف بطفل صغير معه؟!..
على كل حال من كان مثلك - يا دكتور- لا يبالي بمن حوله.. فأحدهم في المستشفى يبكي لتألمه من المرض الظاهري أمام الطبيب الكافر مثلا، فكيف بمن كان متألما فى باطنه؟!.. ألا يحق له البكاء أمام المولى ولو في ملأ من الناس، بكاء الوالهة الثكلى!..
ألم يكن لإبراهيم أزيز كاأزير المرجل؟..
ألم يكن علي (ع) يغشى عليه؟..
أما كان الحسين (ع) يبكي، وعيناه تجريان كالقربة يوم عرفة، مستطعما كما يستطعم المسكين؟!..
وأخيرا أقول: كن فى الناس، ولا تكن معهم!..
********************
أخي المؤمن!..
عود نفسك، ونمِّ فيها حالة الخشوع، وتذكر دائماً أن السفر طويل، ولا يخبرك أحد بموعده {ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}.
قد يترك الإنسان التوجه والخشوع، بسبب وجود أحد يعرفه، فيكتشف في برزخه أنه كان عابداً لهذا الإنسان؛ لأنه كان منصرفاً لوجوده.
عندما تعود نفسك على الخشوع والتوجه، تصبح ملكة. مثلاً: الالتزام بأداء الصلاة في وقتها جماعة قد تصبح ملكة.. كذلك صلاة الليل، وبقية الأمور الأخرى.
عبدالله
/
اوال
أخي العزيز!..
كما نعلم، فليس أنت فقط من يعاني في هذه المشكلة، بل هناك الكثيرون من يعانون منها؛ وذلك لأن الشيطان يستحوذ عليهم.
ومن رأيي: أن كل ما عليك أن تعلمه، هو أنه عندما يراك أخوك أو صديقك وأنت تخشع في الصلاة، فستكون لك شخصية قوية أمام عينيه.
وأعتقد أن الخجل الذي ينتابك، هو بسبب الخوف من أن يسخر منك، أو يضحك عليك صديقك اثناء خشوعك.. وبالتالي، فإنك تعطي للشيطان مجالا، ليوسوس بهمزاته الشيطانية.
وارجع إلى تاريخ المعصومين (ع) العظيم، فالرسول الأعظم (ص) عندما بدأ أول دعوته، أيضا كان الكفار وأعداء الله تعالى يسخرون منه.. ولكنه لم يزدد إلا إيمانا وثباتا؛ لأنه واجه كل ذلك بالصبر والحكمة، وبرزت شخصيته التي انحنت لها الشخصيات العظيمة في التاريخ إكراما لها.
وإذا أتيت - أخي الكريم - إلى الصلاة، فلا تحكم بأن صديقك سوف يسخر منك، أو لا ينتابك الخجل لذلك، فلعل صديقك يكون أفضل خشوعا منك.. واعلم أن صديقك لن ينفعك بشيء في آخرتك.
الميلاد الميمون
/
العراق
عزيز الكريم!..
إن ما تمر به من مشكلة، ليست فريدة من نوعها، فأنا والكثيرون يمرون بنفس المشكلة.
والحقيقة في رأي هي ليست مشكلة، طالما تستطيع التغلب عليها، مثلما أنا تغلبت عليها والحمد لله.. وذلك بأن تستجمع أفكارك، وتركز في قراءتك للدعاء أوالزيارة أو ما شاكل ذلك.. بحيث تسمع صوتك أثناء قراءتك للدعاء، حينها سوف ينتابك الخشوع، وستجد نفسك وحيدا مع المولى -جل وعلا- وتنهمر دموعك وكأنه لا أحد حولك.
وهناك مسألة أخرى ممكن أن تخلصك من هذا الخجل، وهي أن تطيل سجودك، وأن تدعو الله أثناء سجودك.. فستجد حالات روحانية قلما تنتابك وأنت قائم.. وستنسى من حولك، وستشعر بسعادة غامرة بعد هذا العمل البسيط .
الباقري
/
العراق
اعلم -أخي المؤمن- إن العديد من المؤمنين، يعانون مما تعاني منه، وإني أفضل أن يكون للإنسان ساعة خلوة مع ربه يناجيه، حيث لا أحد يراه غير الله تعالى، كما كان يفعل سيد الموحدين، وإمامنا أمير المؤمنين (عليه السلام).
وهذا لا يمنع أن تدمع عيننا حينما نكون وسط عباد الله، واعلم إن كنت تريد أن تدمع عيناك عند ذكر الله، فتصور أنك جالس وحدك، والله هو معك، وانسَ من حولك.. سوف تجد نفسك تذرف الدموع بلا توقف.
وإن كنت تريد أن تدمع عينك لذكر الحسين (عليه السلام) فتصور أنك جالس في كربلاء، يوم العاشر من محرم، وترى الحسين وعياله.. فكيف لا تدمع عينك إن كنت كذلك؟!..
اللهم أذقنا حلاوة مناجاتك!.. اللهم قربني إليك بحيث لا أرى في مجلسي معك غيرك!..
أبو أحمد الموسوي
/
السعودية
أخي الكريم!..
سأوجز مشاركتي المتواضعة في نقاط:
1. ربما يكون التشتت الذهني الناتج عن انشغالك بالغير حال حضورك المسجد، سببا لعدم حصولك على الخشية والخشوع.
إذا دخلت المسجد، فاعلم أنك في ضيافة الله، فلا تنشغل عنه، وليكن تمام توجهك إليه، واجعله تعالى يرى منك ما يحب.. وحبه تعالى يتجلى بذكرك له، الذي هو ذكره لك، ولا أحلى من تجلي الذكر من خلال تلك الدموع.
2. لعلي أكون مخطئا في النقطة التي سأوردها، ولكن أطلب من سماحة الشيخ الكاظمي -حفظه الله تعالى ورعاه- ونسأله أن لا يحرمنا من دعائه المبارك التسديد والتوجيه في هذه النقطة، وهي أن الكادورات والأوساخ الدنيوية، التي يحملها بعض المؤمنين، لها أثر في حاضري المسجد، فضلا عن حملهم إياها أنفسهم.. بمعنى أنه إذا دخل أحد المصلين رياء -على سبيل المثال- فإن ترتبات هذا الرياء، قد تنعكس على بعض أرواح المؤمنين، من حيث لطافة تلك الأرواح، واستشعارها لما لا يليق ببيت الله تعالى من رياء أو غيره.
أدعو الله تعالى بحق مولانا صاحب الزمان -صلوات الله عليه- أن يحفظ جميع المؤمنين، وأن يوفقهم لكل خير.
ابو مكي
/
النروج
أخي في الله!..
إن الخشوع بين يد الله -عزوجل- نعمة عظيمة، وبذرة للإيمان، يجب العنايه بها، وحفظها من وسوسة
الشيطان.
واعلم -يا أخي- أن التمسك والمواظبة على المناجاة، التي تجعلك تخشع بالعاطفة التي ذكرتها، مهم
جدا.. وهذا التواصل مع الله إن كان في خلوة، سيذهب بك إلى التوفيق في طاعة الله والعافية درجات.
فلا تدع نفسك فريسة لوسوسة الشيطان والشك، واقنع بما أنت فيه، واجتهد من أجل الأفضل.
وأما العبادة، فهي: إما أن تكون عن معرفة بفضل الله، فتلك عبادة الأحرار.. وإما أن تكون خوفا من الله، وهربا من عقابه؛ فتلك عبادة العبيد.. وإما أن تكون طمعا في جنته، والرغبة في عطائه؛ وتلك عبادة
التجار-كما ورد عن أئمتنا عليهم السلام-.
فيا أخي!..
اجتهد في الله، وبورك لك تلك الدموع، فأكثر من الدعاء لأمة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى آله
الطاهرين- وعليك بزيارة الأربعين للحسين (ع) ففيها الكثير من الفضل.
واجعل صفاء النية، والإخلاص لله تعالى، زادك في الطريق إليه.
واعزم وتوكل على الله، واستعن به فهو يكفيك، وكن ممن يهدون لله، وأجر ذلك عظيم.. قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين:«ياعليّ!.... لأن يهدي الله -عزّوجلّ- على يديك رجلاً، خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاؤه».
فسل الله لك ولجميع المؤمنين التوفيق في طاعة الله. والحمد لله رب العالمين.
ام محمد
/
البحرين
أقول إلى الأخ: الله يتقبل منا ومنكم، ولا تنسونا من دعائكم، وللمؤمنين والمؤمنات، ولأهل العراق، ولمرضى المؤمنين والمؤمنات.
خادمة اهل البيت
/
مملكة البحرين
واجهت نفس المشكلة.. إذ عندما أصلي لوحدي أجد الخشوع والتوفيق في العبادة، أكثر من الأوقات التي أكون فيها جماعة في المسجد أو الجامع.
هذا عندما كنت لا أواظب على صلاة الجماعة كثيرا، ولكن عندما تعودت عليها، وجدت -والحمد لله- أن العبد عندما يذكر الله بقلب خالص، يجد الراحة النفسية في أي موطن من مواطن العبادة.. سواء كان لوحده أو مع الجماعة.
بل بالعكس، فأكثر الأوقات أنت تصلي لوحدك، فيبعث لك الله عبدا ذاكرا خاشعا باكيا، يزيدك من الخشوع والعبادة أكثر فأكثر.. والعبد يجب عليه أن لايستحي من عبادة ربه في أي مكان؛ لانه وقف له وحده جل وعلا.
وهذه النفوس لم تأتِ إلى هذا المكان، إلا لتذكر الله، وتحت لواء الشهادتين.. فنسأل الله أن يوفقنا وإياكم للإيمان وطاعة الرحمن!..
وهنيئا لكم هذه الدموع، والعبرات التي تنهمر في ذكر الله وحبه!..