كيف يمكنني ان اجعل معشوقي ومحبوبي الوحيد هو ربي ، فهل معرفة صفاته واسمائه كافية لكي يكون القلب متيما بحبه ؟!.. وكيف احصل على حالة الانس بربي والوحشة من الناس ؟!.. كيف لنا ان نحب الله ونراه رؤية قلبية؟!.. و هل تكفي مشاهدة جمال مخلوقاته للانقال الى رؤية جمال وجهه الكريم ؟!.. هل هذه التساؤلات من اجل علمي ان الطاعة الكامله له لا تتم الا من خلال هذه الحب المتغلغل الى شغاف القلب .. فهل تنوروني انار الله تعالى قلوبكم !!
اللهم صلي علي مخمد والمحمد
/
البحرين
الله نور السموات والأرض، فحب الله في كل قلب.. والاجتهاد لهذا الحب في التقرب إلى الله، يكون من خلال التذكر الدئم، وكمال الانقطاع.. وهدا يستوجب القلب المخلص.
وحب الله يكون حب العبد للخالق؛ أي للمعبود، فهو أقرب إليه من حب الوريد.
أما حب الناس لبعضها، فهو مختلف، مثل: حب الأم لطفلها، أو حب الأخوان، أو حب الأم والأب، أو حب الزوج والزوجة.. فهده مشاعر خلقها فينا الله، وعززها الله، وأمر بها وأهل البيت كذلك أمروا بها.
ربي أسعدني بطاعتك وحبك ورضاك
/
---
أولا: باجتناب الذنوب في كل الأحوال، وكما قال الرسول أبو الزهراء صلى الله عليه وآله وسلم: (مضمونه): (من أذنب ذنبا، غادره عقل لا يرجع إليه أبدا).
ثانيا: ان نــُوجد بين أرواحنا وأبداننا الغيرة والمنافسة والمسابقة في الخير، حيث أن أبداننا تسبح وتقدس الله تعالى وتذكره، لا تفتر عن ذلك أبدا.. وعليه، فإنه يجب أن يكون حظ الروح بذلك المجال أوفر وأرقى وأسبق.
ولكن ربما لن يوفق أي أحد بسهولة في الذكر المتواصل الدائم أبدا، ولكن لتكن كالملكة والسجية فينا، والله أكرم الأكرمين.. حيث من الممكن أن يعامل من تكون له حالات من الذكر الباطني والخارجي كثيرة، يتخللها فترات غفلة معينة، كمن يذكر الله آناء الليل وأطراف النهار، والحمد لله رب العالمين.
ومن هنا نكون إن شاء الله مطبقين للحديث الشريف: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).
والذي طالما يـُذكر على الألسن، ولطالما لم يطبقه إلا القليل جدا، لكنه حين يغلب العقل والمبدأ الحسن على المرء، وتنهزم الشهوات بأشكالها؛ فإنه يكون امرء مطبق عامل بذلك الحديث المبارك.
عبدالله إبراهيم
/
---
ترك المعاصي، وإن شئت تركها فاعلم بأن العاصي أشد الناس حمقا!..
فمن يجهل متى يموت، ويوقن أنه سيموت، ثم يعصي؛ فهو أحمق!..
ومن يعصي أمام عين الله، ويعلم أن الله سيحاسبه؛ فهو أحمق!..
ومن يعصي، ويعلم أن النار مصيره -وهو لا يقوى بضعفه على ألم الدنيا، فكيف يقوى على النار؟..- فهو أحمق!..
ومن يعش في أرض الله، وبين عباد الله، وحول نعم الله عليه، ثم يعصي؛ فهو أحمق!..
أخي!.. شيء واحد لو فكرت فيه بصدق نية، فلن تعصي إلا بجهل، وهو التالي:
هذه الدنيا مهما طالت ستنتهي، والآخرة مهما بعدت ستأتي.. وإذا أتت فلا نهاية لها، بل لا وقت فيها!..
وأخيراً: لا تنسى ذكر الله، فالذكر لذة المحبين، وأصدق القول (لا إله إلا الله).
زينب القحطاني
/
العراق
وروي في علل الشرائع عن الرسول الأكرم (ص):
"إنّ شعيباً بكى من حبّ الله عزّ وجلّ حتى عمي، فردّ الله عزّ وجلّ عليه بصره، ثم بكى حتى عمي فردّ الله عليه بصره، ثم بكى حتى عمي، فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب!.. إلى متى يكون هذا أبداً منك؟.. إن يكن هذا خوفاً من النار فقد أجرتك، وإن يكن شوقاً إلى الجنّة فقد أبحتك.
فقال: إلهي وسيدي!.. أنت تعلم أني ما بكيت خوفاً من نارك، ولا شوقاً إلى جنتك، ولكن عقد حبك على قلبي، فلست أصبر أو أراك.. فأوحى الله جلّ جلاله إليه: أما إذا كان هذا هكذا، فمن أجل ذلك سأخدمك كليمي موسى بن عمران". علل الشرائع : 57، باب 51، ح 1
أنــار الله قلوبنـا.. علـها بهـذا النـور.. تعتلي أرواحنــا التراقي
وأبصـر دروب ســالكينا.. كالقابض جمــرا.. في زمان ليس بهادي
تتجلاه غياهب السماء.. بسطوع نور المنتظر.. وخلاصنا من هذا الشقاءِ
يا حبــاك الإلــه رب البرايــا.. خيــر عقبـى.. بالفيض والجلاءِ
زينب القحطاني
/
العراق
قال الإمام الصادق -عليه السلام- في الكافي:
"إن روح المؤمن لأشدّ اتصالا بروح الله، من اتصال شعاع الشمس بها". الكافي 2: 166
وفي الكافي أيضا:
"لو علم الناس ما في فضل معرفة الله عزّ وجلّ، ما مدّوا أعينهم إلى ما متّع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها.. وكانت دنياهم أقلّ عندهم مما يطاؤنه بأرجلهم، ولنعموا بمعرفة الله عزّ وجلّ، وتلذذوا بها تلذذ مَنْ لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله.. إن معرفة الله عزّ وجلً إنس من كلَ وحشة، وصاحب من كل وحدة، ونور من كل ظلمة، وقوة من كل ضعف، وشفاء من كل سقم".
ويقول في الحديث القدسي المتفق عليه عند جميع أهل الإسلام:
"وما يتقرب إليّ عبد من عبادي بشيء، أحبّ إليّ مما افترضت عليه.. وأنه ليتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت أذن سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش بها.. إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته". الكافي 2 :
زينب القحطاني
/
العراق
أهديكم أخي/ أختي.. هذه الكلمات المأثوره عن الإمام الصادق (ع)، والمنقولة من كتاب (لقاء الله تعالى) للملكي التبريزي.. علها تفتح عليكم وعلينا بابا من الهدى، وتقفل بـأقفالها أبواب الردى، وتثير في نفوسكم ونفوسنا حالة من الرغبة والتحرك لبلوغ كمال الروح، وتجعل روحكم وأرواحنا في حالة من العروج والتحليق، وتلفت اهتمامكم واهتمامنا إلى العالم العلوي.
قال عليه السلام:
"المشتاق لا يشتهي طعاماً، ولا يلتذ شراباً، ولا يتطيب رقاداً، ولا يأنس حميماً، ولا يأوي داراً، ولا يسكن عمراناً، ولا يلبس ليناً، ولا يقرّ قراراً.. ويعبد الله ليلاً ونهاراً، راجياً بأن يصل إلى ما يشتاق إليه، ويناجيه بلسان شوقه معبراً عمّا في سريرته، كما أخبر الله تعالى عن موسى بن عمران (ع) في ميعاد ربّه بقوله: {عجلت إليك رب لترضى}. طه : 84.. وفسر النبي (ص) عن حاله أنه ما أكل ولا شرب ولا نام، ولا اشتهى شيئاً من ذلك في ذهابه ومجيئه أربعين يوماً، شوقاً إلى ربه.
فإذا دخلت ميدان الشوق، فكبّر على نفسك ومرادك من الدنيا، وودع جميع المألوفات، واصرفه عن سوى شوقك، ولبّ بين حياتك وموتك: لبيك اللهم لبيك!.. اعظم الله.. مثل المشتاق مثل الغريق ليس له همّة إلاّ خلاصه، وقد نسي كلّ شيء دونه". مصباح الشريعة: 196 – 197
وقال في مصباح الشريعة أيضا:
"العارف إذا انقطع عن نفسه، واتصل بالحق رأى كل قدرة مستغرقة في قدرته المتعلقة بجميع المقدورات، وكلّ علم مستغرق في علمه الذي لا يعزب عنه شيء من الموجودات، وكل إرادة مستغرقة في إرادته التي يمتنع أن يتأتى عليها شيء من الممكنات، بل كل وجود فهو صادر عنه فائض من لدنه.. فصار الحق حينئذٍ بصره الذي به يبصر، وسمعه الذي به يسمع، وقدرته التي بها يفعل، وعلمه الذي به يعلم، ووجوده الذي به يوجد.. فصار العارف حينئذٍ متخلقاً بأخلاق الله في الحقيقة". مصباح الشريعة، الباب 95
ويقول في مصباح الشريعة في تعريف العارف:
"العارف شخصه مع الخلق، وقلبه مع الله، لو سها قلبه عن الله طرفة عين لمات شوقا إليه.. والعارف أمين ودائع الله، وكنز أسراره، ومعدن أنواره، ودليل رحمته على خلقه، ومطية علومه، وميزان فضله وعدله.. قد غنى عن الخلق والمراد والدنيا، ولا مؤنس له سوى الله، ولا نطق، ولا إشارة، ولا نفس إلا بالله، ومع الله، ومن الله، فهو في رياض قدسه متردد، ومن لطائق فضله إليه متزود، والمعرفة أصل، وفرعه الإيمان". مصباح الشريعة: 191، باب91
أبو محمد الجواد
/
قطر
الحب -يا أخي- هو شعور عجيب!.. لكن على الإنسان أن يفرق بين حب البشر للبشر (أقول ذلك من ناحية توجيه العاطفة)، وحب العبد للمعبود.. مع العلم أن هناك قواسم مشتركة كثيرة بينهما، وجملة هذه القواسم تنحصر في الإنعكاسات السلوكية للفرد: أي مثل شرود الذهن، ورؤية الأشياء من منطلق رضا الحبيب عنها؛، فينجذب نحوها إن كان يحبها، وينفر منها إن كان يبغضها.
لكن علينا أن نسأل أنفسنا في البداية: لم قررنا أن نحب الله عز وجل -أو لا نقل: قررنا بل أحسسنا بالتوجه نحو الله عز وجل-؟.. لوجدنا أن الجواب يكمن في ما يحيط بنا من ماديات؛ أي لربما عملنا سوءاً وستره الله علينا، أو رزقنا أشياء لم نكن ندركها لولا فضله علينا، أو كشف عنا بلاءاً حين كان جميع من حولنا عاجزين عن رفعه عنا، وما شابه ذلك من ألوان الكرم الإلهي اللامحدود.. فينتابنا حين ذاك الإحساس بالخجل، وتدفعنا بعد ذلك الفطرة للتوجه إليه عز وجل.
لكن هل يكفي ما عرفناه، لنقول: أننا عرفنا كل شيء، فنحبه على ضوء ذلك!..
إذاً نستنتج من ذلك: أنه يجب علينا أن نعرف الكثير لينتابنا الشعور بالتوجه (وأقول بالتوجه؛ لأننا لم نصل بعد لمرحلة الحب).. ويكون ذلك بأدعية أهل البيت عليهم السلام.
ويأتي بالمرحلة الثانية تطبيق قوانين العشق -إن صح التعبير- فهل يكون الإنسان المسيء محباً لمن يسيء إليه؟.. وهل يكون قليل الذكر للمعشوق عاشقاً؟.. وهل يكون الإنسان الذي لا يراعي في تصرفاته الطرف الآخر بما يكره وما يحب أن يكون له محباً؟..
وبالتالي، فإن هناك سلوكاً يجب أن يتبعه الإنسان، ليبلغ مرحلة كسب احترام ربه له (إن جاز التعبير). ونجد ذلك في الأحكام الفقهية المسنونة من قبل الله تعالى، والمركزة بالرسائل العملية للمراجع حفظهم الله.
ويأتي بعد ذلك التسليم لله بكل شيء: بالرزق، وبشكل الخلقة، وبالنعم، وبالقضاء والقدر.. ويحضرني في هذه اللحظة قول الإمام الصادق -عليه السلام- عندما سقط ولده من يد الخادمة وقتل في حينها قال: "الحمد لله الذي يقتل أولادنا، ولا نزداد له إلا حباً"!..
وأيضاً جواب الإمام الحسين (ع) عندما سأله بعض الناس، عن سبب ذهابه إلى أرض كربلاء، مع علمه بما سيؤول إليه حاله وحال عياله وأهله.. قال عليه السلام: "هو سر بين الحبيب وحبيبه"!..
وقوله عليه السلام: "تركت الخلق طراً في هواك، وأيتمت العيال لكي أراك.. فلو قطعتني في الحب إرباً، لما مال الفؤاد إلى سواك"!..
فهل يكون المحب محباً، إذا لم يؤثر من يحب في أعز الأشياء إليه؟.. أي أعز من أهله، وماله، وولده، وحتى نفسه.. فيرى أن كل تلك النعم هي قليلة قليلة، إذ قدمها بين يدي ربه، لا لما يكون له الثمن (الجنة) لكن لما يحس به من حب تجاه ربه.
ومن أحسن من المعصومين -عليهم السلام- مثلاً لما ذكرنا!..
مجهول
/
---
أخي الكريم!.. أدعوك لقراءة كتاب الومضات، لفضيلة الشيخ حبيب الكاظمي؛ فهو خير معين على ذلك.
الهدى
/
الإمارات
أخي الكريم!..
ابحث من بين علاقاتك علاقتك مع الله!.. ادرس هذه العلاقة المقدسة، فالكثير منا من طغت علاقاته
المتنوعة -العلاقة مع المال، والدنيا، والزوجة، والعلم- على العلاقة مع الله - جل وعلا - فرام عن ربه؛
لأنه لو صلحت العلاقة مع الله، فإنها حتماً ستسود على جميع العلائق، بل وستتصدرها وتشرف عليها.. حينها سترى أن الله هو الحبيب الأول، والملجأ في كل الأمور، وستجد الله في كل أمورك.. حينها لن تستغني عن ألطافه طرفة عين.. ومن أحب الله؛ أحبه الله، وأحبه إلى الناس.. وهذا هو مجمل الوصول إليه.
ابراهيم كراشى
/
مملكة البحرين
إن ما أريد قوله، هو بالكلام سهل، ولكن يجب على الإنسان العمل به يوميا.. ألا وهو مراقبة النفس يوميا قبل النوم!.. مثلما يريد الإنسان أن يكون حاضر القلب فى الصلاة، فعليه أن يكون حاضر القلب في كل يوم.. ولا يكون ذلك إلا بالقيام بالواجبات، وترك المحرمات.
بسم الله نور النور
/
---
أذكر أمرا واحدا هو: إن عمل أي فعل أو نية أو تحرك لله -تعالى- وما هو إلا لتطبيق ما نلهج به باستمرار: (إن صلاتي ونسكي ومحيــاي ومماتي لله رب العالمين).
فكثير من العلماء وهبوا كل حياتهم(نياتهم و تحركاتهم وأشغالهم وأقوالهم وكل أمر لله تعالى).. مثالا على ذلك: (ينامون لله، ويخدمون لله، ويقدمون رضا الله على رضا أنفسهم أو ميلها لأمر ما، ......)، وكأن الأمر محصور للعلماء فقط!..
بل علينا جميعا أن نهب كل حياتنا لله -تعالى- حتى ننال الحياة العزيزة الإلهية، بعد ذلك نجد أننا متخلقون بأخلاق الله تعالى.. ثم علينا حينها أن نجهد أنفسنا بعدم العجب لمسير حياتنا وتقدمها، والإكثار من شكر الله -تعالى- أن ولجنا مجال نية كل فعل لله تعالى؛ لأنها نعمة كبرى.
نجد أنفسنا تريد المزيد من التقدم فيها، ولن نحظى بذلك المزيد والفضل من الله، إلا بزيادة الشكر لله -تعالى- للتقرب إليه أكثر، ولعظيم لطفه بنا، ورأفته بحالنا، أن وفقنا لنعمة نية كل حياتنا وما يخصنا لله -تعالى- ولرضاه وقربه.
بعدها تنفتح لنا آفاقا نورانية كثيرة: كالفراسة القوية والصائبة، وكتأمل بعض الآيات بشكل لم نكن نوفق إليه من قبل.
وتأمل مدى لطف الله لمن تقرب إليه، وأراده صادقا!.. وكم هو رب واسع حليم رحيم عظيم!.. وحتى الخواطر التي تأتينا ونفكر فيها لمدة نصف ساعة -مثلا- وإن لم تكن باطلة بحد ذاتها، بل أفكار هنا وهناك مجتمعة علينا من أشغال الحياة، نفكر فيها قسرا بغير إرادتنا.. حتى تلك الخواطر سنكون بعد تجاوز مرحلة نية أي أمر وتحرك لله -تعالى- بالتعود، سوف نجد كل يسر في تحويلها مباشرة من فكرنا إلى ذكر وشكر باطني قلبي؛ لأننا حين انتباهنا لها فإننا نتذكر مباشرة أنه فكر ليس لله، ولن نستطيع أن ننويه لله؛ لأنه لا يجدي أي نفع ولا يدفع ضرر لنا ولا يحرز لنا تقدما في دار الخلود.. فنجد أن عقلنا قد فاق قوة على شهوتنا، بل كل أهوائنا وشهوتنا، هي في ذكر الله باطنيا بعد التعود على الأمر.
هذا باختصار ما جاء به القرآن: {إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة}.. بنية حياتنا وتحركاتنا وصمتنا وخدمتنا للأهل والناس كلها لله تعالى، بعد التعود على ذلك تدريجيا، نكون عند السماء قد بعنا أنفسنا وما نملك لله تعالى، لنشتري رضاه وقربه، وهي التجارة الرابحة والأربح، وكل الدنيا وما فيها إلى زوال.
ولا خير في حياة يقضي عليها الفتى ويموت، ولا يستذوق مدى جلال وجمال أن يكون الإنسان خليفة حقيقيا لله تعالى، ولو في أغلب حياته.. بدل أن يقضي على حياته، وتنتهي كلها بإقبال منه على الدنيا أكبر من إقباله على دار إقامته.
أيضا بعد ذلك سنكون إن شاء الله من المخلصين بعبوديتنا لله تعالى، وإن شاء الله مخلـَـصون.
رباه بل اريدك
/
---
قرأت حينا ما موضوعا، ولا أعلم إن كان حدثا تأريخيا، أم أنه فقط موضوع رمزي وعظي غير واقعي؛ ولكنه موضوع به موعظة جدا بليغة، أنقلها إليكم:
إن نبي الله -تعالى- سليمان -عليه السلام- رأى نملة يوما ما تجهد نفسها بنقل تراب التل كله إلى مكان آخر، وحين سألها النبي سليمان (ع) (مضمونه): ماذا تعملين؟.. قالت: أجهد نفسي بنقل كل تراب التل هذا إلى مكان آخر؛ لأن حبيبا لي أبلغني أني لن أصل إليه إالا بذلك الأمر.
قال النبي سليمان (ع): لماذا وهذا علمك بمدى ضعف بدنك، واستحالة اكمال ذلك العمل منك؟..
قالت النملة: ولكن ما أجمل أن يموت المرء في سبيل العمل؛ لأجل الوصول إلى المحبوب، وبلوغ رضاه.. ثم انشدت:
تركت حبيب القلب لا عن ملالة *** ولكن جنى ذنباً يؤدي إلى الترك
أراد شــريكا في المحبة بيننا *** وإيمان قلبي لا يميل إلى الشرك
أم محمود
/
البحرين
إن قلب الإنسان بين الله عز وجل، ومن لم يجعل الله له من نور فما له من نور..
إذا أردت ذلك فاطلبه بإخلاص!.. فإذا صدقت فى طلبك، سيوفقك الله، ويأخذ بيدك إليه.
لا أنصحك بكثرة الأذكار؛ ولكن عليك بالمعاني والتطبيق.. تذكر كلام الحسين (ع): عميت عين لا تراك عليها رقيبا!..
بديع
/
السعودية
أخي العزيز!..
إن هذا السؤال سؤال أخلاقي وعقائدي في نفس الوقت..
من ناحية الأخلاق: فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك؛ كي لاتسقط من عينه، فإذا لم تسقط من عينه؛ فإن الله سوف يحبك، إن الله إذا أحب عبدا جعل الناس يحبوه.
ومن الناحية العقائدية: فعليك أن تبدأ من: (من عرف نفسه فقد عرف ربه)؛ أي أن على الإنسان أن يسأل نفسه: أنا من أين أتيت، وإلى من سوف أعود؟.. وأيضا من خلال التعرف على مخلوقاته في التأمل، فإن العبادة في التأمل.
يحيى غالي ياسين
/
العراق
هناك العديد من النقاط التي تعتبر المؤهلات ونقاط القوة، التي منها وعن طريق معرفتها، يكون المحبوب الوحيد هو الله جل وعلا منها:
- كمقدمة: على الإنسان أن يعرف بأن الله -جل وعلا- يحبه، ويحن عليه، ويترأف به أكثر من أقرب الناس إليه، وحتى أكثر من الأم.
- على الإنسان أن يعرف بإنه مجبول على حب الكمال والجمال، وهذا متحقق بالله.
- على الإنسان أن يعرف بأن كل شيء ما خلا الله باطل، وحتى الحب لغيره، فإن لم يكن عن طريقه أو فيه؛ فإنه كاذب ووهمي.
قاسم
/
مصر
لا أستطيع الزيادة على ما قال أخواني، سوى أن أقول:
إجعل لك وردا 100 مرة: يا كبير!.. واستحضر عظمة الله، وصدق النية؛ تنل مطلبك.. بالإضافة إلى ما أشار به عليك أخوانك.
ام الرجاء - وطن المظلومين
/
(البحرين)
أولا: أحب أن أهنئك -أخي- على هذه اليقظة التي إن دلت على شيء، إنما تدل على إيمانك، وحبك لله!..
وثانيا: أشكرك على طرحك لهذا الموضوع الجميل، الذي نحن في أمس الحاجة إليه، وإلى التوجيهات التي طرحت من قبل الأخوة والأخوات بارك الله في الجميع!..
والله اني كذلك ابحث عن كيفية التقرب إلى المولى -جل وعلا- ولكن كلما حاولت الدخول من باب، أغلق إبليس عليّ بابا آخر.
وأنا اغبطك -أخي- على هذه النعمة التي منّ الله عليك بها!..
خادم الزهراء(ع)
/
القطيف
ياأخي العزيز!..
علينا في بداية الأمر أن نسأل أنفسنا: هل نحن نحاسبها في كل ليلة، قبل أن تغمض جفوننا على فرشنا؟.. وهل نحن نجاهد النفس على ترك المعصية، وحب الذات و..... ؟..
إن محبة الله -جل وعلا- مرتبطة بحب محمد وآل محمد -عليهم السلام- ولنيل هذه المحبة، علينا أن نطيعهم في ما أمروا، وننتهي لما نهوا عنه.
ومن الأمور التي تقرب العبد لله -جل وعلا- هي:
- المداومة على قراءة القرآن الكريم.
- الموظبة على الأدعية المأثورة عن أهل البيت عليهم السلام.
- صلاة الليل؛ ففيها من الأسرار والمعاجز الشيء الكثير.
- والأهم من هذا كله، هو صفاء القلب والنية الطيبة.
- والحمد والشكر لله أبدا ما حييت على نعمائه وفضائله الجمة.
مجهول
/
---
الحياء والسكوت:
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لكل دين خلق، وخلق الإسلام الحياء).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحياء شعبة من الإيمان).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار).
وعن علي (عليه السلام): (من كساه الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (رحم الله امرأ ملك فضل لسانه، وبذل فضل ماله).
وعن علي (عليه السلام): (إذا تم العقل، نقص الكلام).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (المؤمن من أمنه الناس).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ستر مخزاة على المؤمن، ستره الله يوم القيامة).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (أعجب الناس إليّ منزلة رجل يؤمن بالله ورسوله، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعمر ماله، ويحفظ دينه، ويعتزل الناس).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن أغبط الناس مؤمن خفيف الحاذ، ذو حظ من صلابة، أحسن عبادة ربه، وأطاعه في السر، وكان غامضاً في الناس، لا يشار إليه بالأصابع، وكان عيشه كفافاً فصبر على ذلك، ثم عجلت منيته فقل تراثه، وقلت بواكيه).
وصحب رجل الربيع بن خثيم فقال: (إني لأرى الربيع لا يتكلم منذ عشرين سنة إلا بكلمة تصعد، ولا يتكلم في الفتنة، فلما قتل الحسين (عليه السلام) قالوا: ليتكلمن اليوم، فقالوا له: يا أبا يزيد قتل الحسين (عليه السلام)، فقال: أوقد فعلوا، اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون.. ثم سكت)!..
وكان يقول: ان العبد إن شاء ذكر ربه، وهو ضام شفتيه.
وعن علي (عليه السلام): (وذلك زمان لا ينجو فيه إلا كل مؤمن نومة: إن شهد لم يعرف، وإن غاب لم يفتقد.. أولئك مصابيح الهدى، وأعلام السرى، ليسوا بالمسابيح، ولا المذاييع البـــذر..، أولئك يفــتح الله لهم أبواب رحمته، ويكــــشف عنهم ضراء نقمته).
وعنه (عليه السلام): (اختزن رجل لسانه، فإن هذا اللسان جموح بصاحبه، والله ما أرى عبداً يتقي تقوى تنفعه حتى يختزن لسانه.. وإن لسان المؤمن من وراء قلبه، وإن قلب الكافر من وراء لسانه؛ لأن المؤمن إذا أراد أن يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيراً أبداه، وإن كان شراً واراه.. وإن المنافق يتكلم بما أتى على لسانه، ولا يدري ماذا له وماذا عليه، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.. فمن استطاع منكم أن يلقي الله وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم فليفعل).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (إذا رأيتم المؤمن صموتاً فادنوا منه، فإنه يلقي الحكمة).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (طوبى لمن امسك الفضل من قوله، وأنفق الفضل من ماله).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (عجبت من ابن آدم، وملكاه على نابيه، فلسانه قلمهما، وريقه مدادهما، كيف يتكلم فيما لا يعنيه).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإن كثرة الكلام في غير ذكر الله قسوة القلب، وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر: (عليك بالصمت إلاّ من خير؛ فإنه مطردة للشيطان، وعون على أمر دينك، وفي الصمت سلامة من الندامة.. وتلافيك ما فرطت فيه من صمتك، أيسر من إدراك ما فاتك من منطقك).
وعن علي (عليه السلام): (بكثرة الصمت تكون الهيبة).
وعن عمرو بن العاص: (الكلام كالدواء إن أقللت منه نفع، وإن أكثرت منه قتل).
وعن لقمان: (يا بني!.. إذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر أنت بحسن صمتك).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (رأس التواضع أن تبدأ بالسلام على من لقيت، وان ترضى بدون المجلس، وإن تكره أن تذكر بالبر والتقوى، وإن تدع المراء وإن كنت محقاً).
وعن علي (عليه السلام): (طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس!.. وطوبى لمن لزم بيته، وأكل قوته، واشتغل بطاعته، وبكى على خطيئته، فكان من نفسه في شغل، والناس منه في راحة)!..
وعنه (عليه السلام): (لا خير في الصمت عن الحكم، كما أنه لا خير في القول بالجهل).
وأوحى الله إلى نبي من الأنبياء: (إن أردت أن تسكن حضيرة القدس، فكن في الدنيا وحيداً حزيناً وحشياً، كالطائر الفرد الذي يرعى في القفار، ويأوي إلى رؤوس الأشجار، إذا جنه الليل لم يأو مع الطير، استيناسا بربه، واستيحاشا من غيره).
وعن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام): (لم يردد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طالباً عن شيء يملكه، ولا حمله الاستحياء على ان يسمح في غير ذلك، حتى لقد قال له قائل، في كبة شعر من الفيء: يا رسول الله!.. أخذت هذه لأخيط بها برذعة لجملي فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أما نصيبي منها فهو لك، فطرحها الرجل في المقسم).
وأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كلا من أبي سفيان وعيينة بن حصن وسهيل بن عمرو مائة من الإبل، فقالوا: يا نبي الله!.. تعطي هؤلاء وتدع جعيلاً؟.. وهو رجل من بني غطفان، فقال: (جعيل خير من طلاع الأرض مثل هؤلاء، ولكني أعطي هؤلاء أتألفهم، وأكل جعيلا إلى ما جعله الله عنده من التواضع).
وعن الخدري: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أشد حياء من العذراء في خدرها.. وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.
وقال الله لموسى (عليه السلام): (هل تعرف لم كلمتك من بين الناس؟.. قال: لا يا رب، قال: لأني رأيتك تتمرغ في التراب بين يدي، كالكلب بين يدي صاحبه، تواضعاً فأردت ان أرفعك من بين الناس).
مجهول
/
---
قال نبي الله تعالى سليمان (عليه السلام): (إن الغالب لهواه، أشد من الذي يفتح مدينة وحده)!..
اللهم صلي على محمد وآل محمد
/
---
إن ما يقربنا إلى الله تعالى، هو التجافي عن دار الدنيا؛ لأن الإنسان لا يمكنه الوصول إلى الله -عز وجل- مادام متعلقاً بالدنيا.. إن دنيا الإنسان من منصب ومال وحب للنفس، تحجبه عن الوصول إلى الله عز وجل؛ ولهذا يقول تعالى عندما يريد أن يبين أسرار العبادة: أريد أن أطهركم، والإنسان إذا لم يطهر لا يستطيع أن يصل إلى الله عز وجل.. والقرآن الكريم ذلك الفيض الإلهي الذي أنزله تعالى، لا يشمل إلا المطهرين: {إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون * لا يمسه إلا المطهرون}.
فالمطهرون فقط هم الذين ينهلون من معارف القرآن، والمطهرون الواقعيون هم الأئمة (ع)، والقرآن الكريم يصفهم بقوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً).. فلا يصل إلى عمق القرآن إلا المطهرون، فالأئمة (ع) هم الذين يعرفون عمق وحقيقة القرآن، وتلامذتهم ينهلون من معارف القرآن أيضاً، كل حسب طهارته.
القرآن يعتبر الطهارة سر العبادات، وما التعليمات والإرشادات القرآنية إلا لتطهير الإنسان، وليس المقصود من الطهارة، الطهارة الظاهرية، ليس هناك عدو للإنسان أكبر من العدو الداخلي، أي النفس.. وليس هناك خبث أكبر من خبث النفس، ولهذا جاءت العبادات لإنقاذ الإنسان من الأمراض النفسية، وكل تعاليم الدين الحنيف جاءت لتطهير الإنسان.. فالإنسان يصلي ويصوم، ويجاهد من أجل أن يتطهر، ويستشهد من أجل أن يطهر، ويتحمل الصعوبات وويلات الحرب من أجل أن يكون نقياً وخالصاً من الغرور.
وكما أن للصلاة سراً، فكذلك الصيام، والطهارة واحد من تلك الأسرار، وللذهاب للقتال سر، وللحج سر، وكما أن المصلين ليسوا سواء في الدرجات، فكذلك الحجاج والمجاهدون، فلابد من أن نعمل عملاً نتفوق به بين المصلين والحجاج والمجاهدين.
هذه هي المهمة العالية التي علمتنا بأن الطريق إلى الله -عز وجل- مفتوح، وليس هو حكراً على أحد، أو مغلقاً بوجه أحد، نحن عندما ندعو بدعاء كميل في ليالي الجمعة، نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أفضل عباده عنده، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الطريق إلى الله -عز وجل- مفتوح، "وأقربهم منزلة منك وأخصهم زلفة لديك"/ دعاء كميل. فالطريق لم يغلق بوجه أحد.
إن همتنا ينبغي أن لا تكون في عدم الاحتراق بالنار، فعدم الاحتراق بالنار ليس فخراً، لأن الكثير من الناس لا يحترقون ولا يعذبون بالنار، كالأطفال والمجانين والمستضعفين الذين لا يعرفون الأحكام الإلهية، فليس الفخر في الخلاص من النار.. وإنما الفخر والفضل في أن نكون أفضل العباد عند الله، وأن نكون قدوة للبشرية، أن يجعلنا الله -تعالى- في أعلى مقام يمكن أن يصله الإنسان، غير مقام الأنبياء والأئمة (ع).
هكذا يجب أن تكون همتنا، ففي الحديث الوارد عن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) عن رسول (ص) أنه قال: "إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفاسفها".. فالله سبحانه يحب ذوي الهمم العالية، والأفكار الصحيحة.
يجب أن لا يكون سعينا من أجل النجاة يوم القيامة من النار، وأن نعبد الله خوفاً من ناره "تلك عبادة العبيد"، فلقد جاءت الأحاديث التي تدعو إلى إحياء الهمم العالية، والطلب منه تعالى معالي الأمور وأشرافها.
يعلمنا الحديث الوارد عن الحسين (ع) -والذي هو مصداق لسيرته- كيف نكون أصحاب همم عالية؟.. كيف تكون الأمة أمة عالية، هذه الروح العالية والآباء العظيم تعلمه من جده رسول الله (ص)، فالذي يتربى ويتعلم ويتخرج من مدرسة رسول الله (ص) لا يتذرع بالحجج الواهية، إنها كلمات الفداء والتضحية والشهادة، وليس في عقيدة الإمامة والولاية معنى للخوف، ولا يمكن أن يتطرق الخوف لأولياء الله عز وجل.
لو تسنى لشخص ما أن يكون إنساناً أبدياً، وأن يصل إلى مقام سام، عندئذٍ يكون همه السعي للوصول لذلك المقام.. نحن لسنا بصدد الحديث عن مقدار من الماء أو بقعة من الأرض، أو في كيفية الخلاص من النار.. جميع التعاليم الدينية لها جانب روحي وجانب مادي، وجميع موارد الطهارة حتى التولي والتبري، لا تخلو عن هذين الأمرين، وكذلك الحرب والجهاد.. وإن الروحية العالية هي التي أوصلت الشهيد إلى ذلك المقام الرفيع.
اللهم صلي على محمد وآل محمد
/
---
حكي أن الإمام الصادق عليه السلام كان عنده رجل من أصحابه، فلما أمسيا وأديا الفرائض، ثم أكلا الطعام.. نام ذلك الرجل، واشتغل الإمام بالعبادة من: الصلاة، والتضرع، والبكاء، والابتهال إلى الله تعالى إلى أن طلع الفجر، فلم ينم الإمام عليه السلام في تلك الليلة.
فلما أصبحا قال ذلك الرجل: والله أيست من النجاة، ولا أرجوها أبدا.
قال الإمام عليه السلام: فلماذا؟..
قال: إذا كان حالك كذلك من كثرة العبادة، وتبعيد لذيذ الكرى عن عينيك من خشية الله تعالى، والبكاء بكاء الثكلى.. مع أنك معصوم في أعلى درجة العصمة، ولم يخلق الله تعالى الأفلاك وما فيها والدنيا والآخرة، إلا لأجلكم أهل البيت، فكيف أرجو النجاة مع ما أنا عليه؟..
فقال الإمام عليه السلام: إنك عملت البارحة عملا، يساوي فضله فضل ما اشتغلت به من العبادة والبكاء إلى الفجر.
فقال الرجل: ماذا فعلت البارحة؟..
قال عليه السلام: إنك لما نمت غلب عليك العطش في أثناء النوم، فقمت وأخذت الكوز وشربت الماء، فذكرت عطش الحسين -عليه السلام- وصليت عليه، ولعنت قاتله، ثم رجعت إلى مضجعك ونمت.. وهذا أفضل الأعمال!..
رباه بل أريدك
/
---
قال الرضا (ع): "لك الحمد أن أطعتك، ولا حجة لي أن عصيتك، ولا صنع لي ولا لغيري في إحسانك، ولا عذر لي إن أسأت.. ما أصابني من حسنة فمنك يا كريم، إغفر لمن في مشارق الأرض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات"!..
قرأت ذات مرة أن أحد العلماء الكرام، كان يحث على قراءة سورة الفاتحة في كل ساعة.. والإكثار من الذكر اليونسي: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) في السجود!..
يا ودود يا ودود يا ذا العرش المجيد
/
---
مختصر الأسفار الأربعة في الطريق إلى الله تعالى:
السفر الأول: وهو سفر العارف، وسيره، وسلوكه من الخلق إلى الحق سبحانه وتعالى.
فيرى آيات الله سبحانه في نفسه، وفي جميع المخلوقات والآفاق.. ويرى كل موجود لمعة من نور الحق، وتجليات فيضه، قال سبحانه وتعالى: {سنريهم اياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق}. وقوله تعالى :{إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لايات لقوم يعقلون}.
السفر الثاني: وهو السفر من الحق إلى الحق.
ومعناه: هو أن يسافر العارف بعد طي السفر الأول في منازل الفناء في الذات المقدسة، إلى مراحل الفناء في الصفات العليا.. فيسلك، ويسير من الفناء في ذاته إلى الفناء في كمالاته، من كمال إلى كمال آخر.. فيظهر للسالك واحديته تعالى وأحديته وعلمه وقدرته وإرادته وحكمته وسمعه وبصره، ويعرف الأسماء كلها، إلا ما استأثر به الله تعالى.
فالسفر الأول هو الفناء في الذات، وهذا السفر في الصفات.. فيرى الله في كل شيء، ولا يخلو منه شيء، وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، وأن لا قوة إلا به.. فيسمع ويبصر وينطق ويريد ويفعل ويتحرك، بحول منه تعالى وقوته، وإن كان الكل منه سبحانه.
قال أمير المؤمنين (ع): "ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله معه وقبله وبعده".
وحينئذ تكون صفات العبد منزهة عن الرذائل، لايشوب عمله الجهل، ولا يخالط قدرته عجز، ولا إرادته التردد، ولا عمله الباطل.. بل يتعلق بما أراده الله سبحانه وتعالى، فلا يرد إلا ما أراده الله، ولا يحب ولا يبغض إلا في الله.
السفر الثالث : وهو السفر من الحق إلى الخلق.
وهو السير من عالم اللاهوت إلى عالم الجبروت، من الله تعالى إلى أعيان الموجودات وآثارها، وما يترتب عليها من نتائج.. فيعرف صدور الكثرة من الوحدة الحقة، ويبقى ببقاء الله تعالى.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "إنما خلقتم للبقاء لا للفناء".. ويكون العارف بعد طي هذا السفر حظ من الإلهام النفسي.
السفر الرابع : وهو السفر من الخلق إلى الحق.
فإذا قطع السالك هذه المنازل المعنوية، ووصل إلى هذه المرحلة من الكمال: شاهد الملك، وسمع خطابه، وشاهد أفعال الله تعالى ولوازمها، وسعادة البشر والمخلوقات وشقاوتهم.. وعرف منافع الأعمال ومضارها، وصلاح الخلائق في النشأتين: الدنيا، والآخرة وفسادهما.. وعندها يأمر بالإصلاح والإرشاد وينهى عن الضلال، وعرف حقيقة الجنة والنار والصراط والميزان والكتب والصحف وما جاءت به الرسل من الكتب السماوية وما هبطت به الملائكة من الوحي، قال تعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا}.
هذه خلاصة موجزة جداً لمعنى الأسفار الأربعة، ومن شاء الزيادة فعليه بكتاب الأسفار الأربعة لصدر المتألهين الشيرازي.
مجهول
/
---
بعد أن نفنى بعشق أقوال ومواعظ الحبيب المصطفى، أبا الزهراء صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الأطهار.. وبعد تكوّن العلاقة المتينة مع القرآن الكريم، لا بد من التنقيب عن حقيقة أو أصل التوحيد الخالص في النفس الإنسانية، فلنتوصل إلى الله تعالى: معرفة، وحبا، وفناء في الله تعالى.. لا بد من تعميق مفهوم التوحيد به تبارك وتعالى.
وكان أول خطاب الرسول للناس: (يا أيها الناس!.. قولوا: لا إله إلا الله؛ تفلحوا).. أساس بناء الذات هو التوحيد، فكل من يريد تشييد بناء لا بد وأن يكون الأساس الذي يبني عليه أساسا سليما ورصينا.
وإذا لم تكن القاعدة رصينة ومتينة، لا يكون البناء موقع ثقة واطمئنان.. إذ يجب على السالك أن يبدأ مسيرته بالتوحيد، فقد كانت الكلمة الأولى لجميع الأنبياء هي كلمة: لا إله إلا الله.
وما لم يدرك الإنسان حقيقة التوحيد، ويؤمن بعدم وجود مؤثر آخر في الكون غير الله، وأن كل شيء فانٍ إلا وجهه.. فالإنسان يستطيع من خلال إدراك حقيقة التوحيد، التوجه إلى الله بكل وجوده.
إذا أردت أن يناديك ربك، فعليك أن تنال قسطا من المعرفة، ثم تتعامل معه.. حينما نقول: لا إله إلا الله، يجب أن نقولها عن صدق وإخلاص، وما لم يتخلَ المرء عن صنم نفسه وهواه، لا يمكن أن يكون موحدا، أو أن يكون صادقا في قول: لا إله إلا الله!..
فمعنى الإله: هو ما يستهوي قلب الإنسان، وكل ما يهواه قلب الإنسان هو إلهه.. فالإنسان شجرة توحيد، وثمارها ظهور الصفات الإلهية، وهو ما لم يثمر فهو غير كامل؛ لأن حد كمال الإنسان هو أن يصل إلى الله؛ أي أن يكون مظهرا لصفات الحق، لذا علينا بالسعي لإظهار صفات الله فينا: الله تعالى كريم، فلنكن كرماء أيضا.. وهو رحيم، فلنكن رحماء.. وهو ستار، فلنكن أيضا ستارين... الخ!..
إذا استغرق الإنسان في التوحيد، تشمله عناية ربه في كل لحظة برعاية خاصة، لم يكن يحظى بها من قبل، وتبقى هذه الرعاية تتجدد له في كل لحظة.
ام البنات
/
البحرين
عليك بمزاولة الأعمال التالية:
الصلوات الواجبة، والصلوات المستحبة، وبالأخص صلاة الليل.. وإن شاء الله سترى أن قلبك متيم بحب الله.
وعليك بتلاوة القرآن الكريم!..
مجهول
/
السعودية
لقد سألتم عظيما، والعظيم لا ينال إلا بالعظيم!..
- إن الحب إذا كان في طول حب الله -عز وجل- لا في عرضه؛ فإنه حب لا ضير منه، وإنما المكروه هو الانشغال المفرط بما سواه جل وعلا، والغفلة عن ذكره تعالى.
ثم هل يوجد أحد لا يحب الله تعالى؟.. فمن منا لا يعشق الكمالات معنوية كانت أو مادية؟!.. نعم، فإن كل حب في الوجود راجع إليه تعالى؛ لأنه هو الجمال والكمال المطلق، وخالق كل جمال، وإن استترت عنه الأستار، واحتجبت الحجب؛ فلا محبوب سواه.
وقد يختلف الناس في حبهم حسب اختلاف أحوالهم:
* فهنالك حب الضعيف الفقير للغني القوي، كحب الطفل لأمه، والتلميذ لأستاذه.. وأعتقد أنه هنا تختلف المرجوحية بين الطرفين، وأيهما أشد وأكثر حباً هل الجهة المريدة أم المعينة، إذ من المحتمل أن يكون الأول، وقد يكون الثاني.
* حب العاشق للمعشوق، وهو حب راقٍ جميل.. فالمحب يكفيه إنسه بوجود المحبوب، لا يلتمس منه حاجة، وعينه عمياء لا تبصر منه إلا جميلا، لا يشبع من ذكره، ولا يمل من مجلسه وحديثه.. فلينظر أحدنا من أي فريق هو؟!..
- لا شيء مستحيل، ومن أكثر الطرق على الباب ولج.. ولا شك في أن حالة الأنس بسلطان السلاطين، هبة غالية، ولا يمكن أن تكون شريعة لكل إنسان؛ ولكن الله تعالى إذا رأى إصرار عبده في القرب، ورأى صدق نواياه، يأخذ بيده إلى أن يوصله إليه جل وعلا.. ويقال: بأن الذي يأنس برب الأرباب، لا يرضى بسواه، فهو تلقائياً يصير في وحشة من الخلق.
- من المعلوم أن الإنسان بإمكانه أن يعشق شيئاً غائباً عنه بمجرد سماع لصفاته، أو إدراكاً لبعض كمالاته.. وما يحدث هذه الأيام من العشق والغراميات عن بعد، خير شاهد على ذلك.. فإذن، إن المعرفة القلبية قد تكون عن طريق التجليات في قلب الإنسان، حيث تفتح لديه الآفاق، ويبصر الرب تعالى بعين قلبه، من خلال الإبحار في أسمائه وصفاته، والتفكر في مخلوقاته.
- لا شك بأن جمال الله تعالى متجسد في كل الوجود: من جمال الوردة، إلى جمال الحسان من البشر ذكوراً وإناثا، إلى جمال الطبيعة؛ فإن الجميل لا يخلق إلا جميلا.
- نعم فمعلوم بأن المحب لمن يحب مطيع، والذي يجعل الإنسان في غفلة هو جهله بالرب تعالى، فإذا انعدم الجهل نشأ الارتباط المنشود، وترسخت العلاقة التذللية في جميع شؤون الحياة.
- نرجو أن تكون هذه الكتابات المتواضعة نوراً لكم على الدرب، وياليت لكل من يدعي يكون صادقاً، ويشد الهمة في تطهير نفسه، لتكون محلاً لرب الأرباب وسلطان السلاطين، (لا تسعني أرضي ولا سمائي، ولكن يسعني قلب عبدي المؤمن).
محبة الولاة
/
السعوديه
قال تعالى: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}!..
نعم أيها الأخوة!.. أذكروا الله أولا، وصلوا على محمد وآله ابتغاء مرضاة الله.
علوية ض ع آل م
/
السعودية
إن أقصر الطريق لمعرفة الله، هو تأمل هذا الكون، وما لدى الله من قوة وقدرة لخلق هذا الكون الرحب المعقد التركيب والتصوير.. وعندما تعرف وتوقن بهذا؛ فإنك ستحب هذا الخالق الذي خلق هذا الجمال.
و كذلك عندما يحصل شيء، وينجيك الله منه، فإنك لا شك ستحمد الله كثيراً لمعرفتك الحقيقة، وسيكبر الخالق في عينك ونفسك، وسيتركز فيك.. إن الله هو المستحق للعبادة والحب!..
الحمد لله الذي هدانا للطريق الحق، وهدانا لولاية آل بيت المصطفى.. صلى الله عليك وعلى آلـــــك يا رسول الله!..
ام أيوب
/
البحرين
يمكن أن أحب الله من خلال ربط كل مافي الكون به، ومن خلال أن يكون الحب دائما له ومنه وبه.. فمثلا:
أحب زوجي وأولادي في الله ولله، وأحب أخي وأختي أيضا في الله ولله، وهكذا.. ولكن بشرط أن لا يكون هذا الكلام مجرد لقلقة لسان، وإنما يكون اعتقاد ثابت في القلب، ويقين لا يتزحزح.. وهذا الاعتقاد لا يمكن التأكد من وجوده، إلا من خلال بعض الشدائد والصعاب، التي يمر بها الإنسان.. فإذا ما ظل ثابتا على موقفه، فهذا يدل على أن هذا الحب ثابت وحقيقي!..
الغافية في كنف رعاية الرحمن
/
البحرين
أخي العزيز!..
يا من تهت في ظلمة الحيرة، وتسكعت في طرقات التساؤل.. ها أنا أعطيك شمعة من الشموع التي أملكها، وسأشعلها لك بشرارة الخبرة والمعرفة التي في حوزتي.. إلا أنه سيكون عليك اختيار أحد الأمرين:
1- الأمر الأول: إما أنك تحافظ على شعلتها من الإنطفاء؛ فينير لك الطريق، بأن تحيطها بمصدات القناعة، التي تجعلنا ننام على وسادة الطمأنينة.. حيث إنك إن فعلت ذلك، فبلا شك أنك ستقتنع أنه -عز وجل- لا يحرمك من شيء، إلا وهو أدرى بمصلحتك.. ولا يعطيك من شيء، إلا ليزيد ميزانك.. فهو يصونك، ويساعدك، ويحسن إليك، ويحفظك.. وأعطاك نعم لا تحصى، ويستر عليك، ويجعلك في أحضان رعايته.. ألا يستحق منك كل درجات الحب والعشق؟!.. كما وأنه عليك أن تعزز مصداتك بالدعاء، فهي أقصر الطرق التي تصلك برب العباد، وهو مطهر للروح، ودواء للأحزان.
2- أما الامر الثاني: هو أنك تمسك بالشمعة، ولا تفعل ما سبق وذكرته أنا وجميع المساهمين.. لكن حينها ستكتشف أن الشمعة انطفأت، قد أعود مرة أخرى لأشعلها لك، أو قد يساعدك غيري في ذلك.. وكل هذا من أجل أن نساعدك في إنارة طرقات حياتك؛ لكنها لن تلبث حتى تنطفأ مرة أخرى.
عليك بما قدم لك، واسعَ في حياتك لتنيرها بنور الإيمان، فتلقى نفسك قد ركبت سلالم الحب؛ لتصل إلى قمتها، حيث باب السعادة والهناء.
أفقر عباده إطلاقاً
/
البحرين
- كنْ دائماً في (تقوى وطهور)!..
وإذا وصلتَ إلى الحبّ الإلهي، تذكّرني (أفقر عباده إطلاقاً)!..
حب الله يوسف
/
المغرب
يقول مولى العاشقين سيدنا وشفيعنا الحسين بن علي وفاطمة عليهم السلام: رضا برضاك، تسليما لأمرك!..
لكي يصبح المرء محبا لله، عليه أن يتبع خطوات المعصومين في محبة الباري.. فمحبة المعصومين هي السبيل الوحيد؛ لكي يتخلص الإنسان المؤمن الموالي من كل تبعات النفس، وكلما اشتد حبه تحرر من قيود نفسه وأوهامه، وبعدها يصبح قلبه يحس بإحساس الصادقين والمخلصين والمقربين، ويصبح منشدا:
شربت إكسير الحياة في حبكم **** وتعطرت من الأنجاس في حوضكم
وهم أهل النبوة والعصمة، والحب الصافي المطهر، صلوات رب العزة عليهم!..
أم فطوم
/
البحرين
قال تعالى في كتابه الكريم: {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}!..
فاذكر ربك في كل صباح ومساء، بحمده وشكره على نعمه التي لا تحصى ولا تعد.
اذكره بقول: (لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله، والله أكبر).
مجهول
/
---
إن الطريق بكلمة واحدة، هو (الإخلاص).. والمفتاح ((passward)).. ترك المعصية في العقيدة، والعمل.
إن فهمتها فبها ونعم!.. وإلا فسل فيها صاحب السراج!..
يا مهدي أدركنا
/
---
معرفة الله القلبية: إن معرفة الله عن طريق القلب، عبارة عن معرفة الإنسان الله من خلال الدرك الباطني!.. والوصول إلى درك وجود الخالق من خلال باطن الإنسان، مثل سائر الإحساسات الأخرى.. كما أن الإنسان يدرك بباطنه الجوع والعطش، وكذلك يدرك الإنسان المحبة نحو الأبناء، هكذا بصورة دقيقة يدرك في باطنه وجود الله.
الفروق :
يوجد لدينا هنا سؤال، وهو: ما هي الفروق بين معرفة الله عن طريق العقل، ومعرفة الله عن طريق القلب؟..
يوجد على الأقل ثلاث فروق بين معرفة الله من خلال العقل، ومن خلال القلب.. وهي عبارة عن:
1-المعرفة القلبية هي إحساسٌ، أما المعرفة العقلية فهي علمية.
2- المعرفة القلبية معرفة فردية، أما المعرفة العقلية فهي معرفة جماعية.
3- المعرفة القلبية حتما يرافقها التقوى، أما العقلية من الممكن أن لا يرافقها التقوى.
المعرفة القلبية إحساس:
يوجد فروق أصلية بين معرفة الله عن طريق القلب، ومعرفة الله عن طريق العقل.. وإن لكل الفروق فروعا، وكما قلنا: بأن الفروق هي عبارة عن فروق بين العلم والإحساس.. ومعرفة الله القلبية هي عن طريق الإحساس، ومعرفة الله العقلية هي عن طريق العلم.
بالنسبة لمعرفة الله عن طريق القلب: هي العرفان، وأما معرفة الله بطريق العقل: هي الفلسفة.. العالم بالله يعرف الله، لكن العارف يصل للقاء الله.. الفلسفة هي الارتباط العقلي بالله، لكن العرفان هو ارتباط الإنسان القلبي بالله.
الإمام الحسين -عليه آلاف الصلاة والسلام- في دعاء عرفة، بيّن هذا الارتباط القلبي والعقلي بالله:
"إلهي!.. إن ترددي في الآثار يوجب بعد المزار، فاجمعني عليك بخدمة توصلني إليك...".. بأي قدر هذه الجُمل جميلة ولطيفة ودقيقة وعميقة!..
معناها: (إلهي!.. إذا أردت أن آتيك عن طريق العقل، وعن طريق الآيات والآثار؛ سيطول طريقي إليك، وسيتأخر لقائي بك!.. أعطني أقرب طريق إليك!.. بواسطته أصل إليك، وبذلك يصبح قلبي مكان تجلي أنوارك!..
"كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟.. أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك، حتى يكون هو المظهر لك"؟!..
"متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟.. ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟.. عميت عينُ لا تراك عليها رقيبا"!..
"إلهي!.. أمرت بالرجوع إلى الآثار، فأرجعني بكسوة الأنوار، وهداية الاستبصار"!..
نور الكون
/
في أرض الله الواسعة
أخي الموالي السائل!..
نحن نريد من ينير قلوبنا، ولا ينير القلب -ياأخي- إلا بقراءة القرآن الكريم، فهو كلام الله العلي القدير، والتمعن والتفكر في آياته.. وكذلك الإخلاص في طاعة الله، فيما يأمرنا به وينهانا عنه.
ولا تنسَ -يا عزيزي- صلاة الليل هي الأنس الوحيد، وهي التي تقربنا من الله تعالى، عندما تقوم في ذلك الليل المظلم، وتقف لتناجي ربك؛ سوف تجد أنك مع محبوبك في أروع حالات العشق الإلهي.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. يالله!.. ما أروع هذه الكلمة الجليلة!..
وأخيرا سوف نبحث ونبحث؛ حتى نجد الحل اليقين.
امنة مجيد
/
امريكا
أخي المؤمن!..
من خلال وقوعنا في مشكلة ولجؤنا إلى العزيز الكريم، سوف نعرف عظمة الله ومحبته لعباده.. والله لا يخيب كل من يطرق باب كرمه.
ومن خلال معرفة حب أهل البيت لله، وتضحيتهم من أجله، وكثرة العبادة؛ سوف نتعرف على عظمة الله، ونحبه أكثر.. والله يمتحن العباد ليرى حبهم، وهم لا يرونه.
عبدالمصطفى
/
---
اللهم!.. عرفني نفسك؛ فإنك إن لم تعرفني نفسك، لم أعرف نبيك (رسولك).
اللهم!.. عرفني رسولك (نبيك)؛ فإنك إن لم تعرفني رسولك، لم أعرف حجتك.
اللهم!.. عرفني حجتك؛ فإنك إن لم تعرفني حجتك، ضللت عن ديني.
جوري
/
دبي
أخي المؤمن!..
إن من أعظم الاحاسيس هو التقرب إلى الله جل وعلا.. وللسعي في ذلك، يجب أن تربطنا بسبحانه علاقة عبادية قوية.
ولكي نجعل الله محبوبنا، علينا أن نخلص في العمل، وأن تكون النية خالصة له سبحانه، وأن نكثر من ذكر الله تعالى!..
ح.م.
/
الكويت
قد تحب إنسانا ما؛ لأنه أبدى لك فضلا، أو أخرجك من مأزق، لم تكن تتصور أنك ستنظر إليه الآن وقد انتهت أزمته، أو لصفات طيبة فيه، أو لأنه يؤنسك في ضيقك.. ألا تشعر بأنك تود لو ترد له الجميل؟.. أو أن تبدي له اهتمامك به كما يفعل هو معك؟.. أو أن تفعل ما يرضيه لتتقرب إليه.. فكيف بالله -سبحانه وتعالى- وهو المنعم المتفضل، الذي لولاه لما وجدت!..
تذكر دائما أن كل ما عندك من نعم، وكل من حولك من أهل وأصدقاء تشعر تجاههم بمشاعر صادقة، إنما هم هبة من ربك اللطيف!..
ربك الذي تعصيه، فلا يزال ينعم عليك.. عندما تتوب إليه، يعفو عنك.. عندما تبتعد عنه، يناديك كي تعود إليه، وأنت غافل في هذه الدنيا الزائلة!..
تذكر أفضاله -عز وجل- في أوقات المناجاة.. عندما تستغفر ربك.. عندما تقترف ذنبا ولو بسيطا.. تذكر أنك عصيت سيد الأكوان.. تذكر عظمته تعالى!..
وإن كنت لا تشعر بحلاوة المناجاة.. فاستمر في السير حثيثا، حتى يقبل عليك ربك برأفته وحنانه.. فإذا ما رأى الله تعالى منك عزما وبذلا للجهد، فلا شك أن لطفه يقتضي أن يشملك في سعة رحمته وحبه، الذي إذا ما استقر في القلب فلا يرجى معه أي حب سواه.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن قلوبهم متيمة بحبه، وأن يقطع عنا كل ما يقطعنا عنه عز وجل!..
mwn
/
الاحساء
أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك!..
أن تجعل في وقتك حب الله، وأنه الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد.
وأن تتفكر في الصلاة في جميع الأذكار التي تقولها في الصلاة: سبحان ربي الأعلى وبحمده!.. أي لا معبود سوى الله سبحانه وتعالى.
منار الهدى
/
البحرين
تستطيع أن تجعل الله سبحانه وتعالى معشوقك ومحبوبك، حين ترى الأشياء جميعها من خلاله:
- تحب الناس في الله: تتعامل مع أمورك الحياتي ومجتمعك، من خلال أوامر الله ونواهيه.
- تصلي لله دون أن تشرك معه أحدا: مثل تفكيرك في أمور الدنيا، أو بعض مشاكلك، أو اهتماماتك الأخرى.
- تحب أولياء الله: فتكثر من قراءة تفاصيل حياتهم؛ لترى كيف كانوا يعشقون الله في كل شيء.
- وتفكر بدقة في نبذة من أدعية الإمام السجاد (ع) الذي كان وما زال مثالا عظيما يُقتدى به في الطريق إلى الله، و هذا هو الدعاء:
إلهي!.. من ذا الذي ذاق حلاوة محبتك، فرام عنك بدلاً؟.. ومن ذا الذي أنسَ بقربك، فابتغى عنك حولا؟..
إلهي!.. فاجعلني ممن اصطفيته لقربك وولايتك، وأخلصته لودك ومحبتك، وشوقته إلى لقائك، ورضيته بقضائك، ومنحته بالنظر إلى وجهك، وحبوته برضاك، وأعذته من هجرك، وهيمت قلبه لإرادتك، واجتبيته لمشاهدتك، وأخليت وجهه لك، وفرغت فؤاده لحبك.
اللهم!.. اجعلنا ممن دأبهم الإرتياح إليك والحنين، ودهرهم الزفرة والأنين، وجباههم ساجدة لعظمتك، وعيونهم ساهرة في خدمتك، ودموعهم سائلة من خشيتك، وقلوبهم معلقة بمحبتك، وأفئدتهم منخلعة من مهابتك.
يا من أنوار قدسه لأبصار محبيه رائقة!.. وسبحات وجهه لقلوب عارفيه شائقة.
يا منى قلوب المشتاقين!.. ويا غاية آمال المحبين!.. أسألك حبك وحب من يحبك، وحبَّ كل عمل يوصلني إلى قربك، وأن تجعلك أحبَّ إليَّ ممَّا سواك، وأن تجعل حبي إياك قائداً إلى رضوانك، وشوقي إليك ذائداً عن عصيانك.. وامنن بالنظر إليك عليَّ، وانظر بعين الودِّ والعطف إليَّ، ولا تصرف عني وجهك، واجعلني من أهل الإسعاد والحظوة عندك، يا مجيب يا أرحم الرَّاحمين!..
مجهول
/
---
أن يكون المرء صادقا مع ربه تعالى:
الصدق زادُ سفر الموت، والموت طريق البقاء، والبقاء سبب اللقاء.. (مَن أحبَّ لقاءَ الله.. أحبّ الله لقاءه).
تُرى.. أيّة روح تلك التي تُنسى موعد اللقاء؟!.. وأيّ قلب ذلك الذي لا يمكن أن يستريح إلاّ بمشاهدة الحقّ، فإذا هو يطلب الراحة في غيره؟!.. (لا راحة للمؤمن دون لقاء ربّه).
إنّه لا سعادة أعزّ من الموت.. وأهل الدين إنما يضعون على رؤوسهم -عند بوّابة الموت- تاج الكبرياء والكرامة، والملتزمون بالشريعة سيُلَقَّون صكّ السعادة عند باب الموت.
الموت حَرَمُ (لا إله إلاّ الله).
الموت عتبة دار مُلك القيامة، ومَمرّ زوّار الحق.
الموت عِزّ العارفين، وموضع أرواح المقرّبين.
وانه قد أُوحي إلى موسى عليه السّلام:
(يا موسى، إنْ أردتَ أن تبلغ مقاماً عالياً، فاجعل ما تريد فداءً لإرادتي الأزلية!.. ودَع ما تريد).
ولا ننسى قول أمير المؤمنين عليّ:
(خيار هذه الأمة: الذين لا تشغلهم دنياهم عن آخرتهم، ولا آخرتُهم عن دنياهم).
قال الله تعالى في كتابه المجيد:
بسم الله الرحمن الرحيم {واصْبِرْ نفسَكَ معَ الذينَ يَدْعُونَ ربَّهُم بالغَداةِ والعَشِيِّ}. أي: يا محمّد، كُن في الظاهر مع الخلق، وليظلّ سِرُّك في مَحضر المُشاهَدة؛ فلا هذه المشاهدة تمنعك عن نصيب الخلق، ولا رفقة الخلق تَصرِفك عن المشاهدة.
وإن من أفضل الأمور لمعرفة الله، وكشف الحجب؛ هو الإخلاص لله تعالى:
{ومَن أحسَنُ دِيناً مِمَّن أسلَمَ وَجهَهُ للهِ وهُوَ مُحسِن}.
ربّ العالمين وإله المخلوقين، يُثني في هذه الآية على المخلصين، مُرتضياً الإخلاص في الأعمال. يقول المصطفى صلّى الله عليه وآله -وهو أوّل مَن كسا كعبةَ العمل كسوةَ الإخلاص-: (إنّما الأعمالُ بالنيّات).
إنّ تداخل الإخلاص بالأعمال نظير تداخل اللون بالجواهر، فكما أنّ الجوهرة المجرّدة من اللون ما هي إلاّ حجر لا قيمة له.. يكون العمل المجرّد من الإخلاص سعياً بدون جدوى.
كان في بني إسرائيل عابد، قيل له: إنّ في المكان الفلاني شجرة يعبدها قوم مِن دون الله. غَضِب العابد لله وأخذته الغَيرة على الدين، فقام وحمل فأساً وذهب ليقطع الشجرة.. وفي الطريق ظهر له إبليس بهيئة رجل مُسِنّ.. سأله إبليس:
- إلى أين أنت ذاهب؟..
قال:
- إلى المكان الفلاني لأقطع الشجرة.
قال إبليس:
- عليك بعبادتك؛ فإنك لا تستطيع ذلك!..
فتصارَعا.. فصُرِع إبليس، وقعد العابد على صدره. قال إبليس:
- دَعْني.. أقُل لك شيئاً ينفعك.
خلّى عنه العابد.. فقال إبليس:
- أيّها العابد، إنّ لله أنبياء، فإن لم تَقطع الشجرة بَعثَ الله نبيّاً ليقطعها، وأنت ما اُمِرتَ بذلك.
قال العابد:
- لا بدّ من قطع الشجرة، ولن أدعها حتّى آتي عليها.
ومرّةً أخرى.. تصارعا، فكانت الغَلَبة للعابد. قال إبليس:
- أيّها الفتى، أنت رجل فقير يَعيلُك الناس، فما ضَرَّك لو تترك الشجرة التي لم تُؤمَر بقطعها ولم يكلّفكَ به أحد.. على أن أُعطيك كلّ يوم دينارين تجدهما تحت وسادتك؛ تستطيع أن تنفع بهما نفسك وأن تنفق على غيرك من العُبّاد؟!..
سمع العابد هذا الكلام.. فاشتملت عليه الحَيرة، وقال في نفسه:
أتصدّق بدينار، وأُنفق ديناراً على نفسي خيرٌ مِن قطع الشجرة؛ فإنّي ما أُمرت بهذا ولا كلّفني به النبيّ. ثمّ رجع العابد من حيث أتى.
في صباح اليوم التالي.. وجد تحت وسادته دينارين، فأخذهما. وكذلك في اليوم الثاني.. حتّى إذا جاء اليوم الثالث لم يجد شيئاً!..
غَضِب العابد، فحمل الفأس.. وذهب ليقطع الشجرة. ولَقِيَه إبليس في الطريق، فقال له:
- دَع هذا العمل؛ فإنّك لا تَقدِر عليه.
ثمّ تصارَعا.. فسقط العابد، وغدا عاجزاً في قبضة إبليس. ولمّا أراد إبليس أن يقضي عليه.. قال العابد:
- دَعني أرجع.. لكن قُل لي: كيف غَلبتُكَ في المرّة الأولى وغلبتَني هذه المرّة؟!..
قال:
- في المرّة الأولى غضبتَ لله، وأخذَتكَ الغَيرة على دين الله.. فسلّطكَ ربُّ العزّة علَيّ. ومَن عَمِل مخلصاً لله فلا سلطان لي عليه. والآن.. دَفَعكَ طمعك، وغضبتَ لدنياك، واتَّبعتَ هواك.. فلم تقدر أن تغلبني، وقَهَرتُك!..
دمعة عشق
/
البحرين
تحياتي لعشاق المحبوب الأعظم، والوجود الأقدس، والجمال الأجلّ.. سيما الأخ الكريم الذي أسأل الله له طي الأسفار، للوصول لمعشوقه الحق..
أخي الكريم!..
لدي الإجابة على سؤالٍ هو أعقد من سؤالك!.. استقيته من دستور العارفين، وهو بلا شكٍ، القرآن الكريم.. وهو؛ كيف نجعل الله محباً لنا؟..
والجواب: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}!..
وادّعاء حبّ الله من غير اتّباع الرسول (ص)؛ هو حبّ أجوف، وقد يضحك قبل أن يبكي.. ومما قاله الرسول (ص) وعلى المسلمين اتباعه، بلفظ القرآن الكريم: {قل لا اسالكم عليه اجرا الا المودة في القربى}.
فمحبة الآل مظهر من مظاهر الحب الإلهي، بشرط أن لا تكون محبتهم كمحبة بعض الصحابة، الذين بايعوا عليا عليه صلوات الله، وحين بان بريق الكرسي، فعلوا ما فعلوا!..
عبدالحميد عبد الرحمن حسن
/
بلد الأزهر ينبوع الزهراء الملوث بسم الأيوبى
حســـين يـابن النــــور
يا دســتور ميزان الحقيقــة
حسين يا شريان أفئدة صديقـة
حسين يا نهـر الــدم القـاني
ليلقاني ويمـــلأ بين أحضاني
ويــروي قـــلبي الحــاني
بألحــــاني ... العـــريقة
حسين يا غضبا
وثوارا
ونارا .... تمنع العاتي شهيقـه
حسين يا جيشا من الأحـــرار
يغــزو القــلب بالأنـــوار
نـــار .... تحــرق الجبـار
فى الغــــور الســــحيقة
حسين يا كل المعاني الطيبــات
وبــاب معـــراج الصــلاة
ونســمة تحـيى مــــواتى
.. نشوة تسقى حيــــــاتي
ســــر أنغـــام السـليقة
هــــــذى رياحين الحسين
فشمــــــــــــــها
لتقم لهـــــــــــــا
إجـــلال حب ..... يابنــى
فلا تسل:
ذا الحـــــــب أيـن؟!..
واشــرب معــانيه العميقة
اللهم صلي على محمد وآل محمد سيد الشاهدين
/
الكويت
إن ما يلي -حسب اعتقادي- يساعد على الوصول بالتدريج إلى معرفة الله تعالى أو عشقه:
- فعل أي أمر لله -تعالى- لا يوفق له إلا الصادق، والمريد حقا.. ويكون بشكل تدريجي، حيث إن التدرج سنة في الكون، ومن أراد تجاوزها خاب ظنه.
- وعلينا أن نخلص في عباداتنا، حيث جاء في الحديث القدسي: (أنا خير شريك، من عمل لي ولغيري، تركته لغيري).
ولا بأس بذكر ذلك البيت اللطيف:
تركت حبيب القلب لا عن ملالة *** ولكن جنى ذنباً يؤدي إلى الترك
أراد شــريكا في المحبة بيننا *** وإيمان قلبي لا يميل إلى الشرك
- وعلينا أن لا نرجو أعمالنا أبدا!..
- ثم علينا بالسعي والكدح، لعملية نكران الذات، فلا نبتغي لأنفسنا المزاجية في التعبد.. بل كل أمر من أمورنا هو لله تعالى، لنصل لمرحلة المتاجرة مع الرب- تبارك وتعالى- ببيع أنفسنا لله -تعالى- حبا له، وليس لكسب الجنان وشرائها، بغض النظر عن مدى ربحية التعبد، وبيع النفس لله لأجل كسب الجنان.. ولكن الأجمل أن نبيع أنفسنا لله -تعالى- وكل ما نملك لأجل الله -تعالى- وحده؛ حبا له، ولعظيم شأنه!..
مجهول
/
---
حتى نستطيع ذلك، لا بد أن نمحي حب الذات والأنا.. ونقدم المحبوب أمام كل رغبة نرغب فيها، فلا يبقى إلا نوره في داخلنا، ونشرب حبه كما يشرب الظمأن الماء.. فنرحل في غمرة وغشوة ذلك الحب، ولا نفيق منه إلا حينما ندرك صوته، وأننا لا شيء حينما يخضع له كل شيء!..
ياارحم الرحمين
/
---
آه!.. آه!..
هذا ما كنت أبحث عنه.. قبل سنوات كنت عاشقا ووصلت إلى درجة أشبه بالقصص التالية:
1/ سألوا المجنون يوماً: ماهو مقدار حبك لليلى؟.. فأقسم بالعرش والكرسي، أنه لا يحبها، فقالوا: إذاً ما هو سر إعراضك عن الطعام والنوم، وهيامك على وجهك في الجبال والصحاري؟.. فأجاب: لقد انقضت كل الأحوال، لقد أصبح المجنون وليلى شيئاً واحداً.
2/ يحكى أنه ابتلى "أياز" بألم في عينه، اشتد عليه لاحقاً إلى درجة كان يغمى عليه أحياناً، فلا يشعر بما حوله.. أخبروا السلطان محمود بالأمر، فجاء إليه على فور، وأمر أن لا يخبروا "اياز " بقدومه، ثم جلس عند سريره.. فنهض اياز فوراً -وقبل أن يراه- وفتح عينيه، وجلس، وقد غمره السرور!.. فسألوه.. أجاب: لا حاجة لي بالنظر والسماع، فقد تحررت بعشقه وقربه من سمعي وبصري، فروحي ببركة رائحته.
فباب الشاهد: أني كنت أشعر بوجود من أحب في كل مكان تقريباً.. لكن وجدت أني كنت أمشي في الطريق الخاطىء.
كنت استيقظ في ساعات السحر، ولكن لم أكن أعرف سر هذا الاستيقاظ من أيام الطفولة إلى هذا العمر الذي شارف على الانتهاء.
قرعت بعض الأبواب ليوجهوني إلى طريق الله، ولكن لم أجد ضالتي إلى الآن.
عبد الحميد عبد الرحمن حسن
/
مصر الفاطمية
إن الله - تعالى شأنه- سر مكنون فى أرواحنا، إذ نفخ في آدم -عليه السلام- من روحه، وكل شيء هالك إلا وجهه.. فهل تفنى الروح؟!..
إن الله -تعالى شأنه- يسكن فى ضمائرنا، {واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين}!..
إن الله -تعالى شأنه- ظاهر فى كل شيء، وباطن فلا تدركه أبصار أي شيء!..
والله -جل وصفه- هو الوحيد الذي يشاء كل شيء، وليس كمثله شيء.
كل شيء هالك إلا وجهه، {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون}.
فمن يا ترى وجه الله؟!..
الزهراء
/
---
من وجهة نظري: أرى أنه من المهم أن يتعرف الإنسان على صفات الله وأسمائه، وأن يتأمل في مخلوقات هذا الكون؛ لكي يتغلل الحب في نفسه.. ولكن أيضا أرى: لا بد من مساندة هذا الحب، ببعض العقائد المهمة، وهي التي ذكرت في دعاء كميل على سبيل المثال: (وكم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته؟!.. وكم من مكروه دفعته؟!..)، فهذه المواقف تبين مدى حب الله لهذا الإنسان، بالإضافة إلى رعاية الرب لنا منذ الصغر إلى آخر لحظة، بالرغم من كل الهفوات والزلات التي نتجرأ بها عليه، منذ الصباح إلى المساء، فهو يكسينا برحمته وعفوه.
لو تأملنا قليلا: من يقبل أن يصادق إنسانا كثير الهفوات والزلات، كثير العلل؟.. من يقبل أن يستحمل إنسانا كثير التسويف والتبرير؟.. الجواب طبعا: لا أحد.. ولكن الرب-عز وجل- قبلنا على كل عيوبنا، وأراد لنا كل الخير، وفتح لنا أبوابا للعودة عليه.
إني أعلم تماما -أخي السائل- بحبك لله، ولكن الشيطان هكذا دوما يحاول أن يوسوس لنا؛ كي نقع في شباكه.. وما عليك -وكما تفضل الأخوان قبلي- إلا التمسك بالأدعية الخاصة بأهل البيت، خصوصا الصحيفة السجادية، ودعاء عرفة، ودعاء أبي حمزة الثمالي.. فهي فعلا تجعل الإنسان يحب الرب، بل يعشقه، ويستحي منه.
وأنهي كلامي بحديث قدسي: أيما عبد اطلعت على قلبه، فرأيت الغالب عليه التمسك بذكري؛ توليت سياسته، وكنت جليسه، ومحادثه، وأنيسه.
وكما تقول رابعة العدوية:
فليتك تحلو والحياة مــريــرة
وليتك ترضى والأنام غضـــاب
وليت الذي بيني وبينـك عامـر
وبيني وبين العالمين خــراب
إذا صح منـك الود فالكـل هين
وكل الذي فوق التــراب تراب
أم علي الاسدي
/
العراق
أخي السائل العزيز!..
يقول الله سبحانه وتعالى في حديث قدسي: (من تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا.. ومن تقرب إلى ذراعا، تقربت إليه باعا...).
وعليه، اخي العزيز إليك الخطوات التالية، إذا اتبعتها بإخلاص، ودون رياء؛ فسيدخل حب الله بل عشقه في قلبك، وستعرف ذلك من الاختبار الذي سأرشدك إليه في نهاية الجواب إن شاء الله تعالى.
الخطوات هي :
1- النية الخالصة أولا، ثم العزم على العمل وفق النية.
2- الالتزام بالاعمال الواجبة، وعمل المستحبات جميعها، بما في ذلك صلاة الليل، لما لها من آثار معنوية وروحانية، لن ينالها إلا ذو حظ عظيم.. والالتزام بغسل الجمعة، وذلك لشدة استحبابه.. وترك المحرمات والمكروهات، لما لها من تأثيرعلى السالك في قساوة القلب.
3- محاسبة النفس يوميا قبل المنام، للاستزادة من الحسنات، وترك المنكرات.
4- الإكثارمن الأدعية والمناجاة منتصف الليل، وقراءة دعاء كميل ليلة الجمعة، ودعاء يستشير في كل يوم صباحا ومساء -إن أمكن- والندبة كل يوم جمعة لمدة (40) يوم.
بعدها أي بعد مضي الأربعين يوما، إفتح القرآن بنية معرفة تقييمك عند الله تعالى.. وستجد في أول آية من أول صفحة فتحتها تقييمك، ومدى قبول أعمالك.
ولا تنسَ الوضوء قبل كل عمل تقوم به، لا سيما الوضوء قبل النوم في الليل؛ ليصبح فراشك مسجدك لتكون كمن قضى ليله قائما متعبدا.
ملحوظة هامة: لتجد ضالتك بسرعة اتبع محاضرات الشيخ حبيب الكاظمي على موقع السراج هذا، فهو أقصر طريق يرشدك للسير والسلوك إلى الله تعالى.. وفقه الله للمزيد وأطال في عمره!..
سندس
/
البحرين
أخي!..
ليكون الله محبوبك، تعلق أكثر بأحباء الله وأصفيائه، وهم أهل بيت النبوة!..
واجعل الله في كل أعمالك، عسى أن تدركك وتدركنا دعوات مولانا المنتظر القائم عج؛ لنفوز بعشق المولى سبحانه!..
أحمد طاهر
/
السعودية
أخي العزيز!..
إن حب الله يكمن في طاعة الله في أوامره والنواهي (إن المحب لمن يحب مطيعُ)!..
اسأل الله أن يعيننا على طاعته، وأجتناب نواهيه!..
العبد الذليل
/
---
أخي!..
أكثر من هذا الدعاء:
اللهم!.. ارزقني حبك، وحب من أحبك!..
احمد
/
السعوديه
أنا أرى أن كل ما يوصل إلى الله هو بسيط جدا، وهو تحري الحلال من الرزق.. فإن وفقك الله لذلك ما عليك من شيء، سوى أن تبقى على ما أنت عليه.. وحسب ما قرأت: أن أحد العلماء الكرام قال: إن الوصول إلى القمة سهل جدا؛ لكن البقاء هناك هو الصعب.. فإن وصلت فابقَ حيث أنت!..
مجهول
/
---
أين أنت عن مناجاة المحبين؟!..
والله ولي التوفيق..
مجهول
/
---
{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ}.
هجرة الظاهر: توديع الإنسان منزله وبلده، وهجرة الباطن: أن يودّع المرء الكونَين والعالَمَين.
هجرة الظاهر زادُها الطعام والشراب، وهجرة الباطن زادها لطف ربّ الأرباب.
سيّد الأوّلين والآخرين ورسول ربّ العالمين صلوات الله عليه: المهاجر مَن هاجَرَ مِن جبل الجفاء ليطوي طريق الصفاء والوفاء. ينفلت من الشرّ والأشرار، ليرتبط بالخير والأخيار. ينتهي عن مَناهي الشريعة، ويجتنب مواضع التهمة. معقود في قلبه الحزن والندم، ذارف لدموع الحسرة والأسف.
ترى.. ما الذي يُعطى مِثلُ هذا الإنسان من الهدايا والتُّحَف؟!.. وما الذي يتنزّل عليه من الرزق؟!.. لَيَرزُقَنَّهُمُ اللهُ رزقاً حَسَناً .
إنّه يُوهَب رزقاً جميلاً.. رزقاً في هذا اليوم، ورزقاً في غدٍ:
اليوم.. حلاوة المعرفة، وغداً.. لذّة المُشاهَدة.
اليوم يمضي في درب الحبيب خطوة، وغداً يفوز من الحبيب بالخلوة.
اليوم رقّة القلب وذِكر اللسان، وغداً يكون العِيان.
وهذا هو قول الله جلّ جلاله: {لَيُدخِلَنَّهُم مُدخَلاً يَرضَونَه} .. إدخالاً فوق ما يتمنّونَه، وإبقاءً على الوصف الذي يَهوونَه، إدخالاً لهم إلى ما وراء الحجاب والسِّتر.. فائزين بالأمل القديم، مُرتَدِين خِلعةَ الرضا، وهم يستمعون إلى خطاب الكرامة يخاطبهم بالرأفة والرحمة: كنتُ أرى نَصَبكم وتعبكم في سبيلي، وأكتب لكم خطواتكم في الطريق إليّ، وأرى قطرات دموع الحسرة التي تَذرفها مدامعكم.
جاء الأمر إلى داود.. أنْ: «قُم يا داود فمَجِّدْني بذلك الصوت الرّخيم». قم داود لتستضيف أحبائي في بستان اللطف بنغمات صوتك الرقيق.
قيل: أصحاب القلوب أربعة: زاهد أضناه القلب شوقاً، وخائف غَسَله القلب بالدموع، ومريد أقامه القلب للخدمة، ومُحِبّ شدّه القلب إلى الحضرة (الإلهيّة).
أبوجعفر
/
الدمام السعودية
أخي التائه الباحث عن المأوى!.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أنا لم أقرأ كل ما كتبه الأخوة الكرام، ولكني متأكد أنهم وفوا وكفوا، وأردت المشاركة لأستشعر بعض ما تعيشه أنت إن وفقني الله لذلك، وفي ذلك أريد أن أكتب بعض السطور، لعلك تنال وأنال ما نرجو.
أولاً : يا أخي المشتاق!.. يجب أن تدرب نفسك ما استطعت، على أن تجعل العشق ملكة طبيعية، متأصلة في عروقك.. بأن يكون حبك عميقا وبسيطا من دون أي تكلف قشري.
فربما نرى أناس وإن لم يكونوا مرائين -حاشا لله- لكن تراهم يخشون أن يراهم غيرهم وهم يتقربون، ولا يعني هذا أنك تعمل أمام الناس، لكن لتخفى عن عينك صورهم وأعينهم، إذا أقبلت إلى الله -جل شأنه-وأبسط مثال على ذلك: البكّائون على الحسين الشهيد (ع) فترى باك يتلثم خشية أن يسوء منظره أثناء البكاء، ولكن ترى آخر ذاب في حب الحسين (ع)، فلا يعير أهمية لمن يراه وهو يبكي على رسله.
وفي هذا المضمار أدعوك لمخاطبة خالقك ورازقك وإلهك وربك، بما تراه وما تريد، وغيّب عن نفسك غيرك، وخاطبه بما شئت ولو بلهجتك الدارجة.. وحين تخاطبه -طبعاً خطاب إحترام وتأدب وافتقار- عليك أن تعي أنه قريب منك، وهوأقرب إليك من حبل الوريد.
ثانياً: بنفس البساطة والشفافية، إزرع في نفسك: أن عليك رقيبا شهيدا، لا تفوته ذرة من أعمالك وحركاتك بأي اتجاه كانت، فإن كنت أرضيته فزد!.. وإن كنت أسخطته فحاسب نفسك وتب!.. حتى تنشأ عندك مخاطبتك له، والإفتقار إليه، ومخافتك إياه، وحذرك منه، ووعيك أنه عليك رقيب شهيد.. أموراً كالملكة لا تنسى ولا تغيب، ويكون الإقبال عليه في العبادات عندك ممهد لها، فتكون بالنهاية أوجدته في قلبك، وأخرجت غيره.
وأشكرك أخي لقد أحييت ميتاً وهو قلبي بما سألت، وأردت منا إيضاحه، فذكرت أبيات كتبتها قبل مدة أذكرها لخدمتكم:
ربـي ربـي ربـي ربـي ربـي عفـوك فاغفـر ذنبي
ها أنـا عبـدك بيـن يديك بفــؤادي أقبـلـت إلـيك
وأنـادي شـوقاً لبـيــك فانـظر حالي واقـبل حبي
ربـي أعـمالي لا تـنـفع وإذا ما مـتُّ فـلـن أرجع
ما أتـعـسني إن لم أطـمع برضـاك ونورك في قـلبي
أرجو العـفو ولست بيائس أقـرع بابـك قرع البـائس
أَوَ أرجـع بالخـيبة عابس هيـهات وأنـت الأرأف بي
والـيوم استـشفـعت بطه وبـعـتـره أن زكّـاهــا
فشـفاعـتهم أقـرب جاها عـنـدك ياكشـاف الكـربِ
هائمه في فاطمة
/
الامارات العربية المتحدة
قال مولانا السجاد (ع): "اللهم!.. إني أسألك أن تملأ قلبي حبا لك، و خشية منك، وتصديقا لك، وإيماناً بك، وشوقاً إليك"..
كلمات لو تأملناها، لعرفنا حقيقة الوصول إلى المعشوق الحقيقي، من غير تلك الاستفهامات.. كيف يمكن للقلب أن يكون متيماً بحب الله جل جلاله؟..
قال الامام الصادق(ع): القلب حرم الله، فلا تسكن حرم الله غير الله..
علينا أن نطهر قلوبنا، ونصفيها من النفاق والكذب وقول الزور والباطل، ونغتسل بماء العاشقين لله، ونقف وقفة إجلال، وقفة ساعة ولحظة رحيل من تلك العالم.
ونتأمل بحواسنا التي أنعم الله بها علينا، نتأمل الكون، نتأمل البحار والغيوم والشمس والقمر، وكل مخلوق من الباري.. وفي الليل نسترجع ذاكرة نأملنا وسفرنا الطويل مع مخلوقات الله، وفي منتصف الليل نفرش سجادة الشوق والحنين إلى المعشوق الحقيقي.
واغسل يداكَ!.. ومسح بفاضل الماء رأسك، فيمسمح الله عنك العلو والتكبر، وتكون من المباركين ببركات الله تعالى!..
وطهر أرجلك التي طالما ترددت في عالم الكثرة!.. وتمتم بصوت خافت وسبّح وقل: " أستغفرالله ربي وأتوب إليه، سبحانك ربي!.. رب السماوات السبع، ورب الأرضين السبع، وما فيهن وما بينهم، ورب العرش العظيم، والحمد الله رب العالمين ".
واقرأ أدعية الإمام السجــاد (ع) فهي جديرة بالذكر، فمناجاة مولانا علي زين العابدين من أروع المناجيات التي قرأتها.. فاختر ما شئت من تلك الحروف النورانية، فلديك: مناجاة الشاكرين، ومناجاة المتوسلين، ومناجاة العارفين، ومناجاة المتوسلين!..
واغسل بماء الرحمة الوجه المتلوث بالدنيا، فلا يمكن النظر إلى عظمة الحق تعالى بتلك القذارات!..
أتعرف كيف يصلي العارفون؟.. والمنتظرون للحجة المنتظر؟!.. فتأمل معي وتخيل المشهد!..
ها هم تناسوا ثم نسوا زينة الحياة الدنيا، فقطعوا جذوراً تلصقهم بالأرض، لتمحوا الحقيقة الكمالية لأرواحهم.. هاهم يتبعون نداء الروح، وقد جاهدوا في الوصول إليه: يجذبهم الشوق إلى النور، ويغلبهم الحنين إلى مقام الإنسان الكامل.. هاهم يقفون صفوفاً من المصلين في بيت من بيوت الله، وقفوا بين يدي الله.. لهم قلوب بين اليأس والطمع والصبر والجزع، استقاموا وهي من أشد الأمور صعوبة!..
نكسوا رؤوسهم خجلاً منه تعالى، لعدم قيامهم بما أمر كما ينبغي.
تذكروا تذللهم وقصورهم وتقصيرهم، فهل كنت فيهم؟..
أقرّوا في قلوبهم بفناء العالم، لعلهم يصلون بالتدريج إلى سر القيام؟!..
عزموا على الطاعة شوقاً وحباً.. كبروا ليرفعوا الحجب... طلبوا من الله غفران ذنوبهم.. كرروا التكبير ليصلوا لرفع الحجاب السابع.. فتحوا قلوبهم ليسمعوا نداءً خفيا (تقدموا).. ظهرت في القلوب اللذة والهيبة والعظمة.. اعترفوا بالإساءة "يا محسن قد أتاك المسيء"!..
تلك هي صلاة العارفين.. فهـل استشعرت لدقيقة لــ صلاتهم!.. فهلمّ بنا نصلي صلاة الليل التي ورد ذكرها عن أهل البيت، ولم يتركوها رغم الظروف القاهرة.. وكربــلاء خير عدسة على ذلك!.. فالزم تلك الصلاة، ولا تنقطع عنها؛ فهي الوسيلة التي ترفع عنك الحجب، وتقربك إلى الله زلفى.
ونسأل من الله جلت أسماؤه، أن نكون من المرضيين عند الله.. ربي أستودعك يقيني، فرده إلي وقت حاجتي!..
الفقيرة الى الله تعالى
/
الكويت
الأخوان والأخوات كفّوا ووفّوا في ردودهم، لتوضيح طريق السالك إلى الله تعالى.. ولكن يجب أن تعرف أن الطريق إلى الله تعالى، بعدد أنفاس الخلائق!.. فليس ما ينطبق على غيرك ينطبق عليك.. فهناك قابليات لكل فرد.
ولكي نوسع قابلياتنا، يجب أن يكون هناك برنامج محدد ومنظم، نستطيع به أن نجعل هذه النفس مطيعة، ومن ثم نطبق عليها ما نقرأه في الكتب: من مستحبات، وأذكار، وأوراد؛ حتى نصل إلى درجة الصفاء القلبي.. بحيث نستطيع بهذا القلب الشفاف، أن نصل إلى كمال الانقطاع إلى الله تعالى.. وطبعا هذا لا يحدث إلا بعناية أهل البيت (ع)، والتوسل بهم، والتمسك بسلوكياتهم ومنهجهم في الحياة، والتخلق بأخلاقهم (ع).
فإذن، إن الطريق ليس سهلا؛ لأننا في الجهاد الأكبر مع النفس، وهذا بدوره يحتاج إلى علم وعمل معا؛ حتى نصل إلى هدفنا المنشود.. وخير معين للوصول إلى المقام المحمود، هي صلاة الليل.. وهذا لا يتم إلا بترك المعاصي والاستغفار الدائم.. وأكبر العلماء نالوا أعلى الدرجات، من خلال خلوتهم ومناجاتهم مع خالقهم، فلنقتدي بهم، والله هو المعين!..
مجهول
/
---
جرب هذه الوصفة 40 يوما، وسترى العجائب عند النجاح بها إن شاء الله:
1. التخلص من المعاصي بالمراقبة: فهي كمن يبارز الإنسان ربه بها.
2. كثرة الذكر القلبي (أي أن تستشعر وتتذكر أنك بمحضر عز قدسه): فلو كنت في محضر أحد رؤساء الدول لأحسست بشيء من الرهبة.. حاول أن ترجع إلى هذا الشعور كلما تنسى لك ذلك، واستغفر الله.
قال الصادق (ع) : (مَن كان ذاكراً لله على الحقيقة فهو مطيعٌ، ومَن كان غافلاً عنه فهو عاصٍ.. والطاعة علامة الهداية، والمعصية علامة الضلالة، وأصلهما من الذكر والغفلة.
فاجعل قلبك قبلةً، ولسانك لا تحركه إلا بإشارة القلب، وموافقة العقل، ورضا الإيمان؛ فإن الله تعالى عالمٌ بسّرك وجهرك.. وكن كالنازع روحه، أو كالواقف في العرض الأكبر، غير شاغل نفسك عمّا عناك مما كلّفك به ربك في أمره ونهيه، ووعده ووعيده، ولا تُشغلها بدون ما كلّفك.
واغسل قلبك بماء الحزن، واجعل ذكر الله من أجل ذكره لك؛ فإنه ذَكَرك وهو غنيٌّ عنك، فذكْره لك أجلُّ وأشهى، وأتمُّ من ذكرك له وأسبق.
ومعرفتك بذكره لك يورثك الخضوع والاستحياء والانكسار، ويتولّد من ذلك رؤية كرمه وفضله السابق، ويصغر عند ذلك طاعاتك، وإن كثرت في جنب مننه، فتخلص لوجهه).
3. عن السيد علي القاضي، فريد عصره في السير إلى الله: من صلى الفرائض في أول وقتها، ولم يصل إلى مقامات معنوية رفيعة، فليلعني!..
4. الإحسان إلى الفقراء، وإطعام الطعام، حتى ولو كنت فقيرا، وغير ميسور الحال؛ فإنها تدر الرزق، وهي سر المحبة.
نور الهدى
/
البحرين
إلى الأخت الفاضلة!..
أنت بنفسك ذكرت بعضا من الحلول، التي منها يمكن التوصل إلى ما تريدين.
وأنا أقول لك: إن الله أعد أوقات مخصصة للمناجاة الإلهية، مثلا في أوقات السحر، حيث يحصل المناجي
على الكثير من الألطاف الإلهية.
عاتكة
/
البحرين
أخوتي في الله!..
إن شعورك هذا، واهتمامك بهذه المسألة، دليل على المحبة والإهتمام برب العزة.. وأنا لن أقول شيئا جديدا إضافة إلى ما قاله الأخوة، ولكن زيادة الخير خيران: عليك بقراءة مناجاة المحبين للإمام السجاد علية السلام.. وأتمنى للجميع أن يكونوا من السالكين إلى الله.
سيد صباح بهبهاني
/
Ingolstadt -Germany
خرم ان روز كزين منزل ويران بروم راحت جان طلبم وزپي جانان بروم
بهواى لب أو ذرٌه صفت رقص كنان تالب چشمهء خورشيد درخشان بروم
هذه هي حقيقة الارتباط مع الحب الالهي من دار الممر لدار البقاء.
إذا علينا بصالح الأعمال وترك حب النفس.
حياة العلي
/
الأحساء
أخي المتيم العاشق!..
ما أجمل أن يقف المحب في قبال معشوقه، يترنم بأحلى كلمات الود والحب!.. والأجمل من ذلك كله أن يتوجع العاشق بحبه، أمام ناظري من عشق، كما هي حال الإمام زين العشاق والعباد (ع).. أنظر إلى صحيفته السجادية، لترى مالعشق الجم الذي يحمله في طيات خوالجه!..
أخاطبك أيها السائر في طريق الحب - وهل الدين إلا الحب- من أنك ستتجرع كأس الملاطفة بعد أن لقيت صرح الإله العالي.
ولكن احذر ثم احذر!.. أن تتراجع إلى الوراء، وتتشبث بأذيال الدنائة والدنو؛ لأن معشوقك لا يرضى لك إلا الخلود، لتصلك رسالة الرضوان من بين نعيم الجنان من الإله المنان (من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت).
ومن هنا تتصادم الكثير من كلمات أبينا العزيز سماحة الشيخ حبيب -حفظه المولى- في تيار أفكاري، وسنعرض عليكم بعض ما تعلمناه منه، والنزر اليسير مما نهلناه من دروسه القيمة:
أولاً: يجب أن تعلم أن قلبك هو حرم للإله؛ لذا لا تسكن فيه أحد سواه.. طهره من أوساخ المعصية والحقد، وغير ذلك من أشكال الغدر الكثيرة؛ لأن المولى -وكما قد جاء في الحديث القدسي- قد قال: (لا تسعني أرضي ولا سمائي، بل يسعني قلب عبدي المؤمن).
وثانياً: وكما قد أشار أبينا أيضاً، من أن القلب لو داخلته بعض نزوات الحب والعشق لغير الإله، كأن يصرف نظره لما تعلق قلبه به في هذه الدنيا؛ فإن العاشق حتماً لن يصل لما يبتغيه، وكما قد جاء في حديث آخر أيضاً: (قلوب خلت عن ذكر الله، فأذاقها الله حب غيره).
ومن هنا كان من الطريف أن نذكر لكم مثلاً جميلاً، قد أشار إليه أبينا أيضاً -حفظه المولى- من أن القلب كالوعاء الذي فيه ماء، وهذا هو حب الإله، فلا تدعه فارغاً؛ لأنه سيحل محله الهواء، أو قل الهوى والعياذ بالله.
وأيضاً يجب أن تعلم -يا أخي- أن هذا الحب قد يتجلى بشكل ملحوظ مؤقتاً، ليدفعك ذاك العشق وبقوة إلى طريق المعرفة؛ لئلا تحزن إن غابت عنك تلك الأيادي، وأنت تسعى للوصل والوصال، فهي قد تكن بمثابة المحفزات التي أنعم الباري بها على عباده، وسرعان ما تتلاشى.. لذا عليك أن تسعى للتكامل في هذا المجال؛ لأن طريقه مفتوح، وإن علمت وأيقنت بوجود طريقة أعلى للكمال، فلا تدعها تفوتك، واسعَ لنيلها.. فإن فاتتك، فإنك حتماً ستعيش حالة من النقص، تمنعك من التصريح بالحب، كما صرحت به في الأول، لكونك الآن أعلم.. فعليك أن تعمل وفق ما تعلم!..
الخادم الصغير
/
القاره - الأحساء
لو كان الإنسان منا عطشانا.. فماذا يريد؟..
ولو كان محتاجا.. فمن سيطلب؟..
وهكذا!..
برأي خادمكم، أيها المحبين لمحمد وآله اللهم صل على محمد وآل محمد:
يجب على الفرد منا أن يحسس نفسه، أنه محتاج للخالق -عز وجل- في كل نفس، وفي كل كلمة، وفي كل حركة...الخ
والله المستعان في كل أمر!..
عبدالحميد عبد الرحمن حسن
/
مصر
إن محبة الله -عز وجل- تتمثل فى محبة أوليائه، ورؤيته -جل شأنه- ليست بالعيان، وإنما بحقائق الإيمان!..
إبراهيم
/
---
1/ توحيد الله وتنزيهه عن جميع ما لا يليق به.. (أنصح بقراءة كتاب التوحيد للسيد كمال الحيدري، وكتاب الالهيات للشيخ جعفر السبحاني).
2/ التفكر في الفروق بين الله عز وجل وخلقه، ألا تراه عز وجل يحب السؤال من عبده، والناس تكره السؤال!.. ويرضى عنك بمجرد التوبة، والناس لا ترضى إلا بعد طويل الاعتذار!.. ألا ترى الذل له عزة، وللوالدين رحمة، وللناس ذلة!.. وكذلك (أنصح بقراءة أدعية الصحيفة السجادية).
3/ معرفة حقارة النفس وحاجتها إلى الله، والتواضع له سبحانه وللناس، فمن تواضع ارتفع.. ألا ترى أن المدامة نزلت في الصدور فتحكمت في الرؤوس!.. ( أنصح بقراءة كتاب جامع السعادات).
4/ اتباع الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته (ع).. {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}، وما عبد الله بمثل ما يريده، حيث يحكى أن إبليس قال لله عز وجل: يا رب اعفني من السجود لآدم، وأنا أعبدك عبادة لم يعبدكها ملك مقرب ولا نبي مرسل، فقال الله: لا حاجة لي إلى عبادتك، إنما أريد أن أُعبد من حيث أريد لا من حيث تريد!.. (أنصح بقراءة كتاب المسائل لمن تقلده، وحضور مجالس الفقه).
5/ البكاء على الحسين (ع) وأهل بيته.. (وهنا لا بد من قراءة الكتب المختصة بالرسول وبالأئمة، فهي التي تعرف الإنسان بعظمتهم).
6/ إن هذا الذي تطلب هو عمر كامل، لكي تصل إليه لا بد من التدرج في ثلاث مراحل، ذكرها الإمام أمير المؤمنين (ع).. ولكل مرحلة درجات، وبالمعرفة والعبادة ترتقي، وهي: (إلهي!.. ما عبدتك خوفاً من عقابك، ولا طمعاً في ثوابك؛ ولكن وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك)!.. (إن قوماً عبدوا الله رغبة، فتلك عبادة التجار.. وإن قوماً عبدوا الله رهبة، فتلك عبادة العبيد.. وإن قوماً عبدوا الله شكراً، فتلك عبادة الأحرار)!.. فكن حرا!..
عادل الحاج
/
الكويت
عندما يجتمع يقين المعرفة بالله، بصفاء قلوبنا؛ نستشعر بقدسه قشعريرة لطيفة، تظلل الروح، عابرة أثير الجسد، ويا له من انفطار يترقرق انتماء وولاء في دمع العيون!.. فتنساب أغطية الأمان في الصدور، أملا قريبا بالنجاة، مع المرضيين من حزب الله وأاوليائه، إلا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
لولا التجليات ما قوي اليقين، ولولا أهل اليقين ما اكتمل حب الله.. وبحبنا لأهل اليقين، نصيب الإيمان بالله وحبه.
أي جاهل بصفات الله فقد فصلها عن تجلياتها، فكيف يكتمل الإيمان دون معرفة أهله؟.. وكيف يهتدي الشراع دون الهادي؟!..
الفاطمة
/
العراق
جزاكم الله ألف خير على هذا الموضوع النير.. نقترب إلى الله، وذلك من خلال:
الالتزام بمواعيد الصلاة، وقراءة القرآن، وبالأخص صلاة وقرآن الفجر، والالتزام بالشريعة الإسلامية.
هذه الأعمال إن طبقناها بصورة صحيحة وخالصة لوجه الله -لأنه يستحق العبادة كما قال الإمام علي بن أبي طالب علية الصلاة والسلام: أنا لا أعبدك طمعا في جنتك، ولا خوفا من نارك؛ وإنما أعبدك لأنك أهل للعبادة- لو عملنا بهذا القول سوف نكون إن شاء الله قريبين من رضا الله جل جلاله، ونستحق إن شاء الله رحمته ورضوانه، ويسكننا جناته.
hadel
/
UAE
يأخي الكريم!.. يجب أن تنظر إلى النعمة التي أعطاك إياها الله سبحانه وتعالى، وهي نعمة الهداية!..
وتذكر دائما أن الله غفور رحيم، لا تجعل وسوسة الشيطان تأثر عليك، فهي تحاول إرجاعك إلى ما كنت عليه.. فكلما أتتك الأفعال السابقة لك، استغفر الله، واستعذ به من الشيطان الرجيم، واذكر أهل البيت وخصوصا مولانا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف)، واستعين به؛ لأنه إمام زمانك، وستجد الأمور في تغير طبيعي إن شاء الله تعالى!..
ولا تنسَ الوضوء قبل النوم، وقراءة آية الكرسي، وسورة الفاتحة والمعوذتين، والتوحيد.. كل واحدة على الأقل 3 مرات.. والله ولي التوفيق.
ام هادي
/
البحرين
اقتباس من أنشودة تجعلنا نحبه:
لأنك في دروب العمـــر بالحسنى ترافقني
وتسمع صوتي الواهي وحين أزل تدركـني
ولو ينسى وجودي الناس تبقى انت تذكرني
ويتركني جميع الخلق لكن لست تتــركني
أحبـــك مـوقنا أني على سؤي ستقبلني
وتفتح بابك العلـــوي بعد مرارة الضعن
لتـــدخلني هنالك في جنان الخلد والأمنِ
أحبك يا صباح الروح يا أنسي لدى الشجنِ
أم بتول
/
اوربا
إلى صاحب المشكلة الكريم!..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
أنا لا أدري ولا أعرف كيف أعبر لك عن أجوبة أسئلتك، ولكن الذي أحب أن أذكره لك هو ما أشعر وأحس به، لعله يكون السبيل إلى مبتغاك.
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.. أنا إنسانة مبتلاة، ولعل الذي مبتلاة به قد لا يستطيع تحمله الكثيرمن الناس على حد قولهم.
ولكن بالرغم من هذا وبمرورالوقت، ومع شعوري بأن هذا في عين الله تعالى، أصبح شيئا عاديا جداً بالنسبة لي على الأقل.
ولكن ما دعوت الله تعالى في حاجة، إلا وأجابني.. وما لجأت إليه خائفة، إلا وأمنني.. وما تضرعت إليه ملهوفة، إلا وأغاثني.. وما ناجيته مظلومة، إلا ونصرني وعزني.. وما دعوته مريضة، إلا وشفاني وسكن ألمي.. حتى إنه في بعض الأحيان، أشتهي بعض الأشياء، وأضمرها في نفسي، ما أسرع ما أرزق بها من قبل الأهل والأصدقاء.
أتعرف مامعنى هذا؟.. بالرغم من قصوري بالفهم بصفات الله تعالى، ولكن فعلاً أحس به الرحمان والرحيم والرؤوف والسميع والبصير والمجيب واللطيف.......الخ.. عندها كم يسعدني ذلك، وما عساي أن أفعل فأبدأ بشكره أولاً، وقبل كل شيء على جميع محامده ونعمه، التي لا تعد ولا تحصى.. ومن ثم أحاول جاهدة على الأقل أن لا أقدم على شيء يغضبه.
وكيف لا يكون محبوبا، وهذه صفاته الجميلة والكاملة؟!.. فمثلاً لوأخذنا الطفل والقاصر في إدراكه، فسوف يكون المحبوب بالنسبة له هو أمه؛ لأنها أكثر واحدة تقوم برعايته وإطعامه وسقيه وتدليله والخوف عليه، وتبقى محبوبته حتى وأن ضربته لتأديبه أوخوفاً عليه.. وبالمقابل يحاول أن يطيعها ويسترضيها؛ لأنها محبوبته المفضلة من خلال إدراكه القاصر.. مع أن الأم مخلوق عاجز فهي محبوبة الطفل، فكيف بالمحبوب الخالق وهو القادر، ولا توجد أي مقارنة بينه تعالى وبين المحبوب من المخلوقات!..
قال تعالى: {وما ابرىء نفسي ان النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي ان ربي غفور رحيم}، ولكن ما أسرع ما أرى عقابه تعالى لي، وفي نفس الوقت، حين قدومي على عمل فيه سخطه -والعياذ بالله- وخاصة في موضوع الغيبة، فعندما أتعرض لموقف لا أحبه أبدأ بذكر هؤلاء الأشخاص، وإن كان الذكر في نفسي فقط، أو في بعض الأحيان مع من أحب وأثق به دون ذكرأسماء، وأحياناً بذكرها وكأني أعاقب في نفس اليوم، وكأنها فركة إذن لي.
حينها أخاف جداً ومع حبي ورجائي له تعالى، وعدم قنوطي منه، أبدأ بالتوسل بأهل البيت (ع) لأجعلهم واسطة بيني وبينه تعالى؛ كي يسامحني.. وما أسرع ما أحصل على مرادي، فكيف يكون شخص مثلي أليس فضله دلني وإحسانه آنسني؟.. هيهات يا إلهي وسيدي ومولاي!.. أنت أكرم من أن تضيع من ربيته، أوتبعد من أدنيته، أوتشرد من آويته، أوتسلم إلى البلاء من كفيته ورحمته!..
فعندها أقول: إذا كان هذا فضله تعالى لي في الدنيا، فما عسى رحمته الواسعة أن تكون في الآخرة، إن شاء الله.
مهما كانت النتيجة فهو الحكم العدل (اللهم!.. عاملني بفضلك لا بعدلك).. ياليت الذي بيني وبينك عامر، وبيني وبين العالمين خراب!..
ام علي
/
البحرين
أخي العزيز!..
كنت في يوما من الأيام في مكانك، وسألت كل الناس الأسئلة نفسها.. ولكن مافعلته هو أني تقربت لربي، وتمسكت به، وبآل محمد (ع)، بنية صافية: أؤدي فرائض الله، وأتلو القرآن، وأبتعد عن المعاصي، وأجعل رضا الله عني هو كل همي.. فرزقني ربي من حيث لم أحتسب.. هكذا نورت حياتي، وأحببت ربي!..
عدنان السايس
/
دمشق -سوريا
بشكل مختصر: حتى تحب الله، ويكون محبوبك الوحيد، يجب عليك أن يكون قلبك دوما معلقا بالله عز وجل.. وكيف يكون قلبك معلقا بالله عز وجل؟..
يكون عندما تتخيل بأنك شخص غريق، ولا ينقذك من غرقك إلا الله!..
ونحن دوما نسأله الرحمة، ونشعر بأننا غارقون في بحر الذنوب!..
ففي كل لحظة ندعو الله، ونتوسل إليه، بأن يرحمنا وينجينا من ذنوبنا!..
ففي هذه اللحظات التي ندعو الله فيها، يكون قلبنا معلقا بالله عز وجل!..
ولا نفكر بأي شيء من ملذات الحياة، بل تكون كل أحاسيسنا متوجهة إلى الله العزيز القهار!..
ام علي
/
فنلندا
سأكتفي بذكر خطبة الإمام علي عليه أفضل الصلاة والسلام:
من صفاته تعالى:
فقال عليه السلام: أفأعبد ما لا أرى؟.. فقال: وكيف تراه؟.. فقال: لا تراه العيون بمشاهدة العيان، ولكن تدركه القلوب بحقائق الإيمان.. قريب من الأشياء غير ملامس.. بعيد منها غير مباين.. متكلم لا بروية.. مريد لا بهمة.. صانع لا بجارحة.. لطيف لا يوصف بالخفاء.. كبير لا يوصف بالجفاء.. بصير لا يوصف بالحاسة.. رحيم لا يوصف بالرقة.. تعنو الوجوه لعظمته.. وتجب القلوب من مخافته.
طالبة للخير منكم و الدعاء
/
البحرين
فهنا أورد شيئا من الأفكار، والتي قد كانت ذات فائدة إلى يوم من الأيام:
كلما ازدادت معرفتك عن نفسك، كلما عرفت ربك فـ (من عرف نفسه عرف ربه)، ومن خلال هذه المعرفة سيزداد حبك لخالقك.
واعلم بأن الله سبحانه لم يعطك شيئا، إلا وهولصالحك!.. ولم يأخذ منك شيئا، إلا و هو أعلم منك بأنه ليس لك، وفوض أمرك إلى الباري!..
ولكن أنت اسعَ، والله سبحانه سيسدد خطاك!..
سل الله سبحانه أن يعرفك بنفسك، بعد كل صلاة حتى تتمكن من إزالة أي شائبة قد تبعدك عن خط آل محمد!..
إذا قمت بهذه المقدمات، سيسخر الله سبحانه لك من يساندك لإكمال المسير، ولكي تتوجه معه إلى المقام السامي والملكوت الأعلى.. حيث سيرزقك شخصا أو صديقا تحبه في الله حق محبته، ومنه سيكون طريقك إلى المحبة الإلهية.
واعلم بأن الله سبحانه يحبنا ونحن خلقه، فسل الله بقلب واع لما تريد، واجعله قربة إلى الله سبحانه!..
ومن المجربات كذلك، أني ما أردت شيئا من الأشياء في هذه الدنيا، إلا واستنجدت بإمامي الحسين -عليه أفضل الصلاة والسلام- وقد وجدت نتيجة ذلك سريعة ومضمونة.
عليك بتصفية النية، والباري لا ينسى من طلبه وأراده!..
الكساء
/
الاحساء
إن الإرادة القوية تصنع المعجزات!..
إذا كان عند الشخص إرادة قوية، فإنه بقدرة الله سوف يتغلب على الصعاب.. ولا ننسى الارتباط أولاً بأهل البيت ارتباطا وثيقا؛ لأنهم هم القدوة الحسنة للأمة جمعاء.
وارتباط الناس بأهل البيت، هو السبيل الوحيد للنجاة من جميع الذنوب والمعاصي.. وأيضا التوفيق بإذن الله في أمور الدنيا قبل الآخرة.
الشيخ ابوعمار العراقي
/
العراق
اخوتي!..
دامت عليكم بركات محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين!..
أنا أرى أن التفكر في دعاء عرفة، المروي عن مولانا أبي عبد الله الحسين عليه السلام، له الأثر الكبير في معرفة الجود الإلهي والكرم الرباني.
ومن ثم إن المعرفة هذه سوف تؤدي بنا إلى معرفة الحق جل وعلا، وإن كانت معرفة جزئية بسيطة.. لكنها تؤدي بنا إلى تحقق الشكر؛ لأن معرفة المنعم مقدمة لتحصيل وتنجيز شكرنا، الذي هو الشكر النابع من المعرفة، وما هو إلا نفحة من نفاحات المعرفة، ومعرفته موجبة للوصول إلى تحقق الحب في قلوبنا.. والله ولي التوفيق!..
ولا يكون ذلك -أخوتي- إلا بعد المرور بسرادقات طاعة محمد وآله الطاهرين!..
بحرانية
/
---
الله!.. الله!.. في زيارة أبي عبدالله، وتذكر مصابه!..
واجعلوا لكم ساعة في الليل، تكونون بين يدي الله، وتناجونه وكأنكم ترونه!..
فاطمة ام حسن
/
البحرين
يجب أن يكون حب الله ليس ظاهريا، إنما يجب أن يكون باطنيا.. ولا يقتصر أن نرى الله من خلال مخلوقاته، إنما نراه أيضا من خلال تقربنا إليه، سواء بالصلاة أم بشيء ثانٍ من العبادات وسواها.. وهذا حب من نظري -صحيح أني لا أفقه شيئا، ولكن هذا بالنسبة لسني- أعتقد أنه يناسب.
الباقري
/
العراق
الحمد لله الذي عرفني نفسه، ولولا هو ما عرفته!..
أخي العزيز!..
هل سألت نفسك كيف تعرف شخصية الكاتب المعين، أليس من كتابه الذي كتبه؟..
وكذلك بالنسبة إلى الله تبارك وتعالى، فإن أردت أن تحبة فعليك أن تعرفه.. وإن أردت أن تعرفه فمن خلال كتابه العزيز!..
هذا هو الأمر -أخي العزيز- ولا تنسَ الثقل الأصغر وهم أهل البيت، فهم القرآن الناطق.. فإن جمعت بين الثقلين، تكون قد أحببت الله حبا لا يضاهيه حب.
محمود الربيعي
/
لندن
الإخلاص في النية والعمل!.. علما أنه سبحانه وتعالى، طلب منا حبه وحب: أنبيائه، ورسله، وأئمته.. وحب الأبوين، والأبناء، والزوجة والأخوة والمسلمين جميعا.
راجع كتب الأخلاق: ككتاب جامع السعادات لمحمد مهدي النراقي، وكتب العارفين.. واقرأ القرآن وتفسيره، كتفسير الميزان.
آيات القرآن تدلك إلى معرفة الله، اقرأه بإمعان وتدبر.
إن العلم بأصول الدين تدلك على خالقك، كما أن الالتزام بالمعروف، والنهي عن المنكر، وابتداء ذلك مع النفس، كل ذلك يقربك منه تعالى.
أبو فاطمه
/
مملكة البحرين
أود أن ألفت نظر أخواني المؤمنين والمؤمنات، وبالخصوص الأخت أم محمد من البحرين، إلى شيء أعتقد -حسب رأيي المتواضع- أنه مهم، حيث أن الغالبية تطرقوا إلى صلاة الليل والمناجاة، وكثير من الأوراد أطراف الليل والنهار، ولكن؟!..
ألا تعتقدون أن الإنسان العاصي قد يسلب المناجاة، أو لا يوفق لها!.. فبعض الذنوب لا تترك لنا حتى مجالا للإستيقاظ لصلاة الصبح، فكيف لهذا الإنسان العاصي أن يبدأ طريقه لحب الله عز وجل، من خلال الأوراد المستحبة، أليس حريا به ترك المعاصي أولا؟!.. ثم الالتزام بالواجبات، ومن ثم المداومة على المستحبات، وأهمها صلاة الليل، حيث لا يوفق لها إلا ذو حظ عظيم!..
المنتظر للقائم
/
العراق
يا أخي!..
قد اخترق نور الحق قلبك بدون استئذان، ولربما تحيرت بأمرك كما تحيرت أنا بادي ذي بدء .. أقول: حفظكم الله -وأسألكم الدعاء- في هذا الزمان لا تجد عملا روحيا يقربك من الله وعشقه، غير أهل البيت على العموم، وارتباطك بهم، وانتظار الظهور لصاحب الأمر (عج).
وانظر -رعاك الله- إلى مدى قربك منه (عج) في عملك، عن طريق النفس ومحاسبتها، وانعكاس ذلك كله على كونك هل أنت جدير أن تكون من أعوانه وأنصاره (عج)؟..
هناك ثارات لأهل البيت (ع) مؤجلة، وسيجود الزمان علينا -إن شاء الله- بأن نأخذها منتصرين، وهذا -من المؤكد- لا يتحقق بدون العبادة، والاجتهاد في الدعاء والتقوى.. كل ذلك يقودنا إلى حب الحبيب الأعظم، والذي لأجل نيل ذلك المقام، علينا معرفته حق العرفان.. واللطيف أنه -سبحانه- يأخذ بيدك إليه، ويا لها من متعة، حين ترى نفسك ترتقي مع كل جهد أو كلمة، أو حتى نظرة فيها تفكر وتمعن!..
s
/
canada
عليك بقراءة القرآن بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة الظهرين، وبعد صلاة العشاءين.. وفي كل مرة اقرأ جزءا مع التدبر والفهم!..
واجعل همك معرفة رضا الله، فمرة استخرج أسماء الله الحسنى من كتابه: ومن أحصى أسماء الله فله الجنة، مضمون حديث.
ومرة أخرى: حاول معرفة واجبك كمسلم ماهو؟.. من القٌرآن؛ أي ما هي صفات المسلم التي يحبها الله!..
وتارة أخرى: استخرج الأدعية المذكورة في كتابه، وحاول أن يكون همك معرفة الله، والسبيل إليه منه مباشرة مع إخلاص النية.
والله الذي لا إله إلا هو، سيكون كل شيء كما ذكرت وأكثر بكثير: كأن تشعر أن هناك من يمشي معك، ويذكرك بالله، ويقرأ في أذنك القرآن، ويكون معك في كل مرة تجد نفسك فيها وحيدا لا ناصر لك ولا معين.. وستفهم معنى إيمان الأئمة سلام الله عليهم.
فقد سألت الله طريقه، وأنا بدون معلم ولا نصير، ولكن مع الإخلاص في النية فقط، وبدون سؤال أحد؛ وجدت ربي هداني إلى السبيل، إلى أن يكون حبيبي وطبيبي ربي.. حتى أني أستعجبت، وأستعجب الناس من أمري!.. من الكفر إلى الإيمان الكامل، حتى أن هناك من قال أن الإيمان كأنه سرى في دمي.. وهناك من جاء من المؤمنين يسألني عند تبدل حالي وهدايتي!..
إن السر في كتابه، ألم يقل عز وعلا: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}!.. صدق الله العلي العظيم
النجفي
/
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.. لوتأملنا في الآية المباركة، لوجدناها تذكر أموراً منها:
1- الطريق لمحبة الله، وهو مفروض السؤال: كيف لي أن أحب ربي؟.. ويتم باتباع النبي (صلى الله عليه وآله).
2- الآثار المترتبة على حب الله، وهي كثيرة جدا، أهمها حب الله للعبد؛ لأن الحب من طرف واحد لا تترتب عليه الآثار التي منها: الاشتياق، والعشق، والوله، والذوبان في المحبوب.. فلو أشاح المحبوب (الله جل جلاله) بوجهه عنك، عند ذلك لن تجد طعم الحب!..
ثم إن هناك طرقا للتوصل إلى محبة الله أهمها:
- محبة أهل البيت (عليهم السلام) واتباعهم، لأن من أحبهم فقد أحب الله، وفي حديث الرسول الأكرم (ص): (من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله).. وقال أيضا (ص): (أحب الله من أحب حسينا)!..
مجهول
/
---
إقرأ -أخي العزيز- من مناجاة أمير المؤمنين (ع): "إلهي!.. هب لي كمال الإنقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور؛ فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك"!..
أم محمد
/
البحرين
أثني على كلام المجهول، حيث أبدى في كلامه صلاة الليل.. صحيح صلاة الليل ليس فقط تتقرب بها إلى الله؛ ولكن تعشقه عشقا لا يوصف، ويرزقك الله من النعم التي لا تستطيع أن تحصيها.
داوم على صلاة الليل!.. واجعلها صلاة واجبة كباقي الصلوات!.. وإن شاء الله تصل إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة.
momina
/
Norge
عندما تأتيني حالة الصفاء مع النفس، والشوق إلى الأمان الذي ينشده كل موجود، تتلاحق الأحداث وعناوين الحياة أمامي، والأشخاص الذين أعرفهم: أمي لا فهي زائلة!.. اخي كذلك، زوجي، أولادي، صحتي، شبابي، لا لا وألف لا!..
كلها عناوين وهمية للأمان، والعنوان الحقيقي الذي يجب على الإنسان الارتباط به؛ لكي يحصل على الأمان، هو التعلق بالله عز وجل!..
حقيقة إن الإنسان المؤمن يتدلل على رب العالمين، من ناحية معرفته بربه الرؤوف الحنّان، ولذلك نجد أن الله تعالى يستجيب لعباده المؤمنين، ويعدهم بما هو أكبر من ذلك؛ جزاءً يوم المعاد بما صبروا، وجزاء بحسن ثقتهم بالله، الذي لا ينسانا ونحن غافلون نعصيه.. سبحانك ربنا، ما ألطفك بعبادك، وما أرأفك بهم!..
اللهم!.. فبحق أشرف الخلق وأحبهم إليك، محمد وآل محمد، أسألك أن تغفر لي ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، يوم يقوم الحساب، وارزقنا شفاعة محمد وآل محمد، ياأرحم الراحمين!..
ابو قسور
/
النروج
إخواني شيعة آل محمد، والمتنعمين غدا بلذيذ مناجاتهم عيانا في جنات النعيم!..
أرجو أن ننتبه إلى مسألة جوهرية: وهي أن الانقياد الظاهري، لا يتم إلا بإيعاز داخلي.. وهذا لايتم بدوره، إلا باقتناع عقلي مطلق.. وهذا لايتم بدوره، إلا بالمعرفة.
وحينئذ فقط يجد المرء نفسه يبذل كل ذاته لهذا المعتقد، سواء كان سلبيا أو إيجابيا.
وهذا فعلا الذي يدفع ابن ادم ببذل كل الذات وما يملك، لمعتقد فاسد، فنرى ملحد -مثلا- يضحي بكل شيء، ويحبس نفسه على معتقده، وتجده متلذا بذلك، لا يرجو رد جميل.. مع الفارق الجسيم من جانب الجمال الملكوتي للواجد المطلق!..
فبالمعرفة فقط يجد الإنسان هذا الجمال اللامتناهي، وعندئذ يجبل الجسد بمحاولة التلذذ بهذا الطلق.. ويتم ذلك بالعبادة الظاهرية، حيث قضى المولى أنه لا نستطيع الوصول للعوالم الجوهر وجمالاته، إلا من خلال الظاهر.
عندها -يا إخواني- إن النفس والجسد لا يتلذان، إلا بين يدي الحق تبارك وتعالى، ولا نحتاج إلى قوة هائلة، لجلب النفس لطريق الحبيب المتعال؛ لأنها لا تستطيع مفارقته ولامخالفته.
لقد حاول الصوفية أن يصلوا لهذه الحالة الملكوتية المتعالية، بكثرة العبادة الظاهرية -الصلاة، والصوم، وغيرها- دون معرفه الله؛ لأن المعرفه لا تتم إلا عن طريق أهل البيت (ع).. (من عرفكم فقد عرف الله، ومن جهلكم فقد جهل الله...).. الزيارة الجامعة.
فانزوائهم عن آل محمد (ع) جعلهم يخظئون، فلم ينالوا مقصدهم من معرفة الله وحسب!.. بل صاروا يتخبطون بالباطل، وهذا جزاء من يأتي الله من حيث ما لم يأمر به.. (أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة؛ فليأتها من بابها)!..
مركز مـالك الأشتر-صباح السالم
/
الكويت
- الزهد: هو صرف الرغبة عن الدنيا، وعدم إرادتها بقلبه.
- الرجاء: هو إرتياح القلب لإنتظار ما هو محبوب عنده.
- يقول تعالى: {فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} .
- يقول تعالى: {وقليل من عبادي الشكور} .
- عن النبي (ص): (من خاف الله، أخاف الله منه كلّ شي.. ومن لم يخف الله، أخافه الله من كلّ شيء).
- عن النبي (ص): (من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه.. ومن كره لقاء الله، كره الله لقاءه).
في عصرنا الحالي، يجب علينا مراقبة أنفسنا مراقبة دقيقة، وليس مراقبة الناس (فمن راقب الناس مات هماً).
علينا أن نتجنب المجالس التي توقع الإنسان في الغفلة عن ذكرالله؛ فإنها قد تؤدي إلى سلب الإنسان التوفيق، وأن نلجأ لذكر الله حتى نحصل على الطمأنينة لقلبنا الحيران.
لا نضيع الفرصة من أيدينا، ولنسعى لإصلاح أنفسنا في مرحلة الشباب، ونستفد من شبابنا، ونعش طوال عمرنا بذكر الله ومحبته، والرجوع إلى فطرة الله!..
ملاك
/
السعوديه
وإن كنت لست أهلاً لأن أنصح غيري، فأبدأ بنفسي قبلك أخي العزيز!..
لاحظت أنه يمكنك التقرب في العشق الإلهي، من خلال الإصرار على حضور الصلاة في أول وقتها، مع حضور القلب.. تخيل لو أنك كنت مع محبوبك من البشر، فهل كنت كذلك، أي لا تحضر في الوقت الموعود، أو قبله، وتجعل جميع جوارحك مع حديث المحبوب!..
والمناجاة مع رب العالمين في أوقات السحر، وفي الخلوات.. تخيل لو كنت مع محبوبك من البشر، ألا تفضل أن تكون مع محبوبك لوحدك، ودون شاغل يشغلك عنه!..
حاول أن تتقرب من الله بفعل أي شيء يكون فيه مرضاته -ليس فقط الواجبات- بل أي شيء يكون فيه فرح للمعصومين لقيامك به تطوعا، وقربة لله، لا لأنه واجب من واجبات الدين الإسلامي.
ABU YASSIN
/
MUSCAT
إعرف نفسك، تعرف ربك!..
يا أخي!.. إن كنت صادقا، فسوف تحصل على ما تريد وبكل سهولة، من غير أي تعقيد؛ لأنه كريم.
وعليك بالتوسل بصاحب الزمان (عج).
عبد الله
/
البحرين
أنا أفضل أن تقرأ كتاب: "كيمياء المحبة"؛ وهو عبارة عن لمحات عن الشيخ رجب الخياط.. وكتاب: "أسوة العارفين"؛ وهو عبارة عن عرض أبعاد من شخصية الشيخ بهجت.. وإن شاء الله تجد ما تريد فيهما!..
ش
/
العراق
لا أعلم إن كنت سأجيب أم لا.. ولكن أحببت أن أشارك فأقول وبكل تواضع:
إن محبة الله -جل وعلا- تتم عن طريق القناعة الكاملة، بأن الله هو الخالق، وهو من يثق الإنسان به، وهو من يجب اللجوء إليه وقت الشدة.. لأن لا أحد يستحق الثقة والسؤال غيره -عز وجل- وهذه حقيقة يجب أن يجربها كل من هو غير مقتنع.
ثم إن المحبة تتحق في طاعة الله وعبادته، كما أمرنا -عز وجل- فتصبح المحبة متبادلة إن شاء الله.. وإن شاء الله يهدينا وإياكم، ويغفر لنا ذنوبنا بعونه تعالى!..
أبو زهراء
/
السعودية
أكثر من دعاء: " اللهم!.. إجعلني أخشاك كأني أراك ".. وخاصة عند أداء الصلوات المفروضة.. فإذا استجاب لك الله دعوتك وهو كذلك، ستجد الحب الحقيقي لله.. فالإمتناع عن المحرمات خشية من الله، وعمل الواجبات طاعة لله؛ ينمي الحب الحقيقي لله سبحانه وتعالى.
حسين
/
تايلوس
السلام عليكم أخي/ أختي العزيز،،،
إن حب الله -كما أعتقد- يتم عن طريق التأمل، والتدبر بدقة في الله سبحانه، من خلال أفعاله وخلقه كذلك.
وهنالك قصص وروايات، توحي بأن الله تعالى يحب خلقه أكثر من حب الأم الحنونة لابنها العاق.. وعندما نسمع بعض الروايات، التي يرويها النبي عن أن الله سبحانه يغفر حتى للعبد الذي يقتل سبعين نبيا بحبه وكرمه، فسرعان ما يداعب شعورنا أن الله -تعالى- لم يخلق هذا الخلق إلا وهو كان يحبه، فلو لم يكن الله يحبنا نحن العاصين لأذهبنا وبدلنا بقوم آخرين يحبهم ويحبونه.. إلا أنه يريد لنا الخير، رغم إصرارنا على معصيته!..
وخير تدبر للإنسان في هذا المجال، هو أن يتدبر في نفسه أولا، ويسأل نفسه: (هل أنا أستحق إلها كريما؛ خلقني، ورباني، وعطف عليَّ، ثم عندما كبرت عصيته)؟!..
أوحى الله لداود: (يا داود!.. لو يعلم المدبرون عني شوقي لعودتهم، ورغبتي في توبتهم؛ لذابــوا شوقا إليّ.. يا داود!.. هذه رغبتي في المدبرين عني، فكيف محبتي في المقبلين عليّ)؟!..
والخلاصة: لكيفية غرس هذا الحب الرباني، الذي ليس كمثله حب، يتم عن طريق معرفة أعمال الله الرحيمة والرؤوفة لعباده العاصين.
ابو احمد
/
العراق
إن محبة الله هي مركز الفطرة الإنسانية، ولعشق الحق تعالى أول عمل نقوم به: هجر كل ما يعكر صفو المودة بيني وبين الحق من ذنوب أو أي حجاب يحجبني عنه، كل حسب مستوى إدراكه.
وفي زبور آل محمد -الصحيفة السجادية- مناجاة المحبين، توضح طرق المحبة، والموانع التي تمنع من الصلة بين العبد وربه.
أما حال الأنس به، والرؤية القلبية للحق: اعلم أن طريق آل محمد، هو الطريق الوحيد الذي يربط العبد بربه، ومحبتهم هي لب محبة الحق، والله الموفق!..
مجهول
/
---
كيف لك أن تحب ربك؟!..
حب الله ما هو إلا نور يتجلى، يتخلل الروح، وينساب فيها.. وأساس حب الله الرؤيا القلبيه!.. وما نشاهده فهو عظمة الله وتسبيحه، والحافز للتدبر في مخلوقاته؛ أي ما يترتب عليه أساس الروحانية في أعماقنا.. ورؤية وجهه تكون بمستوى أعمالنا، والتصديق عليها، وطهارة هذا الفكر عندما نكون بين يديه.
وأما الوحشة من الناس: فلسنا مضطرين لها؛ لأن بعضهم قربهم بشرى، وآخرون بعدهم غنيمة!.. ومن يريد وجه الله، سيكون سمحا طيب الخلق، وبعيدا كل البعد عن النفاق والرياء!.. ونحن أراضٍ قفراء، مالكها واحد!.. لذا جدي حالة الأنس من خلال ماتصلين له من عنفوان إيمانك الخالص لوجهه!..
أبو فاطمه
/
مملكة البحرين
أخي السائل!.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إن معرفة الله هي أساس العلاقة بين العبد وربه، وما ذكرته من معرفة الخالق وصفاته، ما هو إلا باب من
أبواب كثيرة، تقود العبد لعشق خالقه؛ ولعل أبرز الأبواب -برأيي المتواضع- هو باب طاعة الخالق، لقول
الشاعر (إن المحب لمن أحب مطيع).
وفي الحقيقة: إن أساس العلاقه بين العبد وربه هي الطاعة، فكل الذين عبدوا الله سواء "خوفا" أو "طمعا" أو أنهم "وجدوه أهلا" للعبادة، كما هو حال الإمام علي (ع)، كانوا يشتركون في أمر واحد، وهو تجنب المعصية بشتى أنواعها؛ بالرغم أنهم يختلفون في درجات العشق.
ولكن هناك أمرا فوق كل ما يقال، وهو عظمة الله عز وجل، والتي تتجلى في صفاته وأفعاله سبحانه وتعالى.. فنرى الغني بذاته عن كل شي، يتحبب لمن يتحبب إليه، ويأخذ بعباده السبيل إليه، ليس إلا رحمة بهم.
فلنطع الله، ولنتّقه، ولنكثر من الدعاء: بأن يجعلنا الله مع الذين اصطفاهم، وقربهم إليه محمد وآل بيته
الطيبين الطاهرين؛ فهم العاشقين له، والمتيمين به، ونحن على نهجهم إن شاء الله سائرون.
الدنمارك
/
---
أولا وقبل أي شيء، يجب أن تعرف مع من أنت تريد التخاطب أو الإحساس!..
تريد أن تكون قريبا من الخالق؟.. ما أعظم هذا القرب!.. إنه يشعرك بالراحة؛ لأنه يأتي وأنت لا تعرف، وبدون دعوة، وأنت بحاجة إليه.. هناك خالق يساعدك في أصعب الظروف، وفي أمس المشكلات، يكلمك من دون كلام، يساعدك ويضمك بكل حنان، ويمسك يدك ويوجهك إلى الطريق، وهو ظاهر في كل الأشياء من حولك.
إنه ينير القلب الذي يريد الإنارة، ما أعظمه من خالق!.. هل انت مستعد للدخول في هذا؟.. سيكون سلاحك الأمان وطاعة الرحمن.. أحب خالقك!.. ليحبك، وينير دربك.
احمد حبيب
/
السعودية
أتصور أنه بعدما يحقق العبد حالة الوسط في تعامله مع عوالم الطبيعة، بنية القربة الى المولى تعالى، ويعزم على الرحيل من هذه العوالم تدريجيا.. تبدأ النفس بالانقشاع من غياهب هذه العوالم..
(وافضل مايأتي به السالك، عزم إرادة يختارك فيها).
(وأنك لا تحتجب عن خلقك، إلا أن تحجبهم الأعمال دونك).
حينها تسبح روحه في الملكوت، ولا يحب إلا ما يحبه الله، ويبدأ في السير والسلوك بمساندة الالطاف الربانية الخاصة.
أعاننا الله واياكم على طي هذه المراحل!..