توفقت – ولله الحمد – بليلة قدر متميزة! .. ولكن عندى عدة تساؤلات منها : كيف حصل مني هذا التفاعل رغم اننى لست اهلا له حيث اعيش الغفلة طوال السنة ؟..وثم كيف لى ان احتفظ بما يقرب من هذا التفاعل بعد انتهاء الشهر الكريم ؟..هل يمكننى ان اعرف فيما لو كتبني الله تعالى فيها من السعداء ؟
سعد ابو نور
/
العراق
بسمه تعالى
اختي المؤمنة /أخي المؤمن.
أهنئكي /أهنئك : لما أديته من مناسك وعبادات بأشرف ليلة وأفضل شهر؛؛وهذا ما أمرنا به الباري عز وجل من عبادة وإستغفار في مثل هذه الايام المباركة الكريمة التي أكرمنا بها الله تعالى لنكفر فيها عن سيئاتنا ونعود الى الصراط المستقيم بعد أن اوغلنا أنفسنا في متاهات الدنيا وهذه هي خطوة اولى في طريق التوبة فجميعنا نعاني من هذه الضلالة ولكننا دائما ندعو ونستغفر الخالق عزوجل وكما أمرنا في كتابه الكريم (أدعوني أستجب لكم)فها نحن ندعو في هذه الليالي المباركة التي تفتح لنا أبواب التوبة والمغفرة فيها ولايرد السائل فيها ولنبدأ بجهاد النفس عن ملذات الحياة ولنحاول ان نديم أيامنا بالصلوات والاستغفار قدر ما نستطيع لان الله سبحانه وتعالى لايكلف نفساً الا وسعها ولا نحاول أن نبدأ خطواتنا الاولى في طريق يصعب علينا السير فيه لانه سيكون شاقاً لنا ونحن في بداية الطريق؛؛
فيا أختي المؤمنة ،وياأخي المؤمن: الذي يريد أكثر عليه ان يبذل جهوداً اكثر لينال الجزاء الاوفر ووفقكم الله في سبيل الهداية والايمان...........ونسأل الله أن يغفر لكم ولنا ولجميع المؤمنين وليكفرعنا سيئاتنا ويوفقنا لنرى اليوم الذي يظهر به الحق ويدحض به الباطل تحت راية الامام الحجة (عج) وليجعنا من أتباعه وشيعته انه هو السميع المجيب
مشترك سراجي
/
من العراق
بسم اللة الرحمن الرحيم ،و صلى اللة على خير خلقة محمد والة الطيبين الطاهرين،ان اللة عزوجل يهدي من عبادة من يشاء وكل ما اكتبة هو عن خبرتي او معلوماتي و ان اللة هداك لتواجد بعض الصفات الطيبة فيك وقد يجعلها اللةعزوجل بداية للهداية وترك العيش في الغفلة اما كيف تحافظ على هذة الهداية فبعتقادي بالدعاء للأمام المهدي (عج) وقرأة الكتب الدينية عن الأمة او عن الفقة و القيام بالمستحبات كالأدعية ،و وفقك اللة .
محمد
/
المغرب
هذه سانحة قلبية، لكل من كان له قلب، وألقى السمع وهو شهيد:
المقدمة الأولى:
إعلم ياوليي العزيز أن التفاعل مع الحضرة الإلهية في الأوقات السنية: كليلة القدر، من مقتضى الفطرة.. والفطرة مثل بلورة مضيئة، طالها النسيان مع مرور الأيام والليالي.. فعلاها الغبار، وطمس لمعانها وصفاءها، واحتيج لتلميعها للمجاهدة.
المقدمة الثانية:
وليكن في علمك يا وليي: أن الناس معادن، كما جاء عن رسول الله -صلى الله عليه و آله وسلم- فمن الناس بلورة فطرته، لا تحتاج إلى جهد بليغ لتلميعها.. ومنهم من يحتاج إلى جهد بليغ لتلميعها {ذلك تقدير العزيز العليم}.. قال تعالى: {وما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم}.
وهذا تقسيم بديع للقسمين: فمن كان من الصنف الأول، فهو ذو حظ عظيم لصفاء معدنه.. ومن كان من الصنف الثاني، فهو يحتاج للمجاهدة والصبر والمصابرة والمرابطة.
المقدمة الثالثة:
معرفة الإنسان لنفسه، هل هو من الصنف الأول أو من الصنف الثاني، لا ينبني عليه عمل.. فهو من التجسس على حكمة الله في خلقه، و سوء أدب مع الله، واعتراض خفي على أحكام الله.. وكذلك فإن اللبيب لا يطرح مثل هذه الأسئلة: هل أنا من السعداء، أم من الأشقياء؟.. وليكن همه العمل، وكل ميسر لما كتب له في الأزل، سواء سعادة أو شقاء.
المقدمة الرابعة:
إعلم أن التوفيق هو أن توفق بين حكمة الله وقدرته.. فحسن استعداد الفطرة للخير، من دون مجاهدة من قدرة الله.. والمجاهدة على قدر الوسع، من أدب مع حكمة الله في خلقه.. والموفق من يعامل ما برز من القدرة الإلهية بما أوتي من الحكمة، ولا يتعدى حدود ما أنزل الله.. فالتفاعل من خزائن الله، ليس بيدنا منه شيء.. والمجاهدة منا على قدر الوسع، فلا تشتغل بما ليس لك عن ما طلب منك، وهو قوله تعالى:{وجاهدوا في الله حق جهاده}.
والله ولي التوفيق، كل منه، وإليه يعود.
العقيلة
/
العراق
إن الاحتفاظ بهذا التفاعل الروحي بعد شهر رمضان، يجب الاستعداد له.. لأن الشياطين تكون مغلولة في رمضان، ولكن بعد إنتهاء شهر رمضان، سوف تنتقم من صاحب الأعمال الروحية، المجتنب عن الأعمال السيئة.
فلهذا يجب تكرار قراءة المعوذتين بين الطلوعين، وقول: " لا إله إلا الله "و " لا حول ولا قوةإلا بالله ".. ليبتعد الشيطان عنك.
ويجب المحافظة على اجتناب كل عمل سيء، كُنا نجتنبه في شهر رمضان.
وكي يعرف الإنسان هل استفاد من ليلة القدر؟.. عليه أن يشعر بقذارة العمل السيئ، الذي يقوم به: كالغيبة، فعندما نستغيب شخصا، علينا أن نشعر بأننا فعلا نأكل لحم هذا الشخص.
وإذا أردت أن تعرف هل أنت من السعداء؟.. يجب أن ترى نفسك، هل يوجد تقدم إيجابي نحو الصراط المستقيم؟.. وهل أنت هذه الأيام اجتنبت القيام بفعل سيئ أم لا؟..
ونسأل الله -تعالى- التوفيق، ونسألكم الدعاء.
الصدقي
/
المغرب
لله الحمد، فقد تمت ليلة القدر بخير، وعلى خير.. والسؤال هو: كيف يستمر في هذا العطاء طيلة السنة؟..
أبو السيد
/
البحرين
الحمد الله أن منّ علينا بشهر رمضان، ليهدينا إلى الصراط.. إن أثر هذا الشهر الفضيل على الخلق كثير،
ليغفر الله لهم عظيم الذنوب.
سائلين المولى أن يتقبل أعمالنا، ويصلح أحوالنا وأحوال الناس جميعا، ويهدينا سواء السبيل.
أمير
/
البحرين
1- إجعل لنفسك برنامجا خاصا، تلتزم به.. مثلا: لا تنام إلا إذا صليت ركعتين، وإن لم تكن صلاة الليل.. إذا لم توفق لصلاة الصبح في وقتها، أن تدفع صدقة، وأن تحرم نفسك من وجبة الفطور، أو أن تصوم ذلك اليوم.
2- إعرف نفسك جيدا: حاول أن تكتشف (مفاتيح) نفسك، وأن تهتم بأهم مفتاح يبعدك عن الغفلة عن الله.. فبعضنا مفتاحه الدعاء، وبعضنا مفتاحه الصلاة، وبعضنا مفتاحه.... وبعضنا لا تنفع معه إلا كل المفاتيح مجتمعة.
3- ضع فوق رأسك بوصلة وهمية، لتعيش حالة التقوى (التقوى الفردية، أو التقوى الاجتماعية).
4- إطلب ذلك من الله، فهو توفيق لا يناله أي أحد.
5- كلما كبرت العزائم (أهدافك في الحياة التي تخدمك في الآخرة) كلما كبرت معها الهمم.
ابو حسين
/
السعوديه
أنا أعتقد أن هذه فرصة أتت إليك، وفي نفس الوقت هي حجة عليك يوم اللقاء.. فتمسك بها، لأن هذه
الفرص لا تأتي دائما، إلا بتوفيق من البارى -عز وجل- هذا أولا.
ثانيا: ابتعد عن الأجواء الموبوئة السابقة.
ثالثا: وهوالأهم خالف نفسك قدر ما تستطيع، وهذا هو بيت القصيد.. النفس وما أدراك بالنفس!..
اجعل عقلك رقيبا على نفسك!.. واجعل نفسك أمانة لديك!.. لأنك ستسأل عنها في يوم ما.. فلا تتقاعس عن مراقبة نفسك، فهي مثل الحصان الجامح؛ أي تهاون معها تجعلك تهزم من أول معركة.
إن شاء الله إذا أكملت المسير على هذا النحو، فهذا أول دليل يصل إليك من الله -سبحانه وتعالى- بالقبول إن شاء الله.
أخي!.. هذه الأمور أنا أشبهها بصعود الدرج، كلما صعدت درجة، ارتفعت مقاما.. وهذه البداية أنت تقول: أنك توفقت بليله قدر مميزة، وهذا هو أول التوفيق إن شاء الله.. أتمنى لي ولك وللمؤمنين التوفيق.
بنت البتول
/
الحجاز
هنيئاً لكم على هذا التوفيق الإلهي!.. وزرقنا الله ما رزقكم من هذه التوفيقات!..
أما بالنسبة لهذا التفاعل، إنما هو منحة وهدية من الله عز وجل.. قد يكون الشخص غافلا طوال السنة، وفي هذه الليلة أحب الله أن يسمع صوته، واشتاق الله إليه.. فوفقه لذلك، فلاعجب من منح الله وعطاياه!.. وسلوا الله المزيد من عطاياه!..
وللمحافظة على ذلك، فقط تذكر يابن آدم هذا التوفيق من الله، وأنت في غفلة من أمرك، وغير مستأهل لذلك.. فتكون قريباً دائماً، ومحافظاً.
عبد المهدي
/
---
أخي الكريم!..
ذكرت بأنك تعيش الغفلة طوال السنة، ثم تريد أن تحتفظ بتفاعلك في ليلة القدر.
من المحتمل أن يكون ابتعادك عن الغفلة، سيكون سببا في الاحتفاظ بالتفاعل.. لذلك يمكنك أن تبحث في أسباب تلك الغفلة، التي منها:
- الإنشغال بمشاهدة البرامج في التلفزيون، وقضاء الوقت على الإنترنت بما لا ينفع.. ضع وقتاً محدداً تلتزم به (أو إن أمكن تركه بشكل تام)، ولا تستخدم الدش؛ لأن التنوع الكبير (حتى الحلال منه) مضيعة حقيقية للوقت.
- الإنغماس في العمل، والتهاون في غيره من الإلتزامات.. عليك بتنظيم الوقت وتقسيمه، بحيث لا تقصر في أي جانب.
- مصاحبة من لا يشجعك على هذا الإتجاه، ولا يذكرك بالأجواء الدينية.. إحذر وابتعد عن هؤلاء (إذا كانوا سيئين)، أو ابدأ بتلك الأحاديث والمواضيع، وشجعهم للإهتمام بها (إذا وجدت فيهم الإستعداد).
- الزواج، إذا لم تكن متزوجا، فإنه سيضعك في المسار الصحيح.
ابو حسين الياسين الاحسائي
/
المبرز
أما مسألة الاستمرار، والمحافظة على ما كسبناه في مواسم العطاء والخير؛ لهي مسألة عويصة، وليست بالسهلة أبدا -كما يصورها البعض- لأنه لو كان خلاف ذلك، لرأينا أغلب الاخوة المؤمنين أولياء لله.
فمن منا من لم يعش حالة القرب عند المثول عند أعتابهم (ع) في قم، ومشهد، والعراق، والمدينة؟..
ومن منا لم يحيي ليلة القدر؟!.. القليل منا كان محروما لهذه الدرجة.
ولكن لم نرجع القهقرى؟.. وأنا أول من يجب أن يسأل نفسه.. نعم، لم نرجع؟..
الجواب سهل ومعلوم، ومن منا لا يعرفه؟!.. ألا وهو ارتكاب ذنب ثم ذنب، أو حتى في الاستغراق في المباحات؛ مما يؤدي إلى قساوة القلب، وفي النهاية عدم الاحساس بلذة العبادة، واستثقالها.. ومعروف أن من يصلي وقلبه لاهٍ، يزداد قلبه قساوة.. وهكذا إلى أن نصل إلى نقطة الصفر، وقد ننزل إلى درجات سلبية تحت الصفر ربما.
حسنا نرجع إلى السؤال الأساسي: وما العمل للمحافظة على ما كسبناه؟.. يتم ذلك بعدة أشياء: سهلة قولا، صعبة عمليا.. سأوجز أهمها برأيي الشخصي:
1- فلتعرف أنه إذا كنت عزمت القرب والسير إلى الله، فلا يمكن أن يكون يوم أقل من اليوم الذي سبقه.. أي أنه يجب أن تسير صعوديا، وإلا حدث العكس، فقد تتوقف في مقامك قليلا، ثم تنحدر لأن النفس تبدأ بالنزول إلى طبيعتها الحيوانية.. وهذا الكلام ربما لا ندركه، أو ندركه فنتغاضى عنه.. فلا يوجد في طريق القرب رجوع أو وقوف، بل إلى الأمام.. والأحاديث في هذا الصدد كثيرة، منها قولهم: (من تساوى يوماه، فهو مغبون).
2- عدم الاستغراق في المباحات، ولا أقول: حرّم ما أحلّ الله!.. ولكن كل شيء بقدر.. فمعروف أن الابدال لم يصلوا إلى تلك المنزلة، إلا بأربعة أشياء: الجوع، والسهر، والصمت، والخلوة.. ومعروف أن أضداد هذه، محللة ومباحة.. ولكن سل نفسك: هل تريد أن تكون من أصحاب اليمين، أو من السابقين؟..
3- المشارطة، والمراقبة، والمحاسبة.. وتفصيلها معروف، وطرقها كثيرة، يمكن الرجوع إليها من أكثر من مصدر.. وهي جماع كل خير.
4- قال صاحب المنازل في نهاية باب اليقظة -على ما أذكر- بعد أن ذكر كيف السبيل إلى الرجوع إلى الحق جملة جميلة، إلى الآن صداها في أذني: وجماع ذلك في ترك العادات.. فأيما عادة لديك، يجب أن تخلعها، وهذا يأتي تدريجيا، وباستخدام باب الأولى فالأولى.. وبعد أن تنتهي من خلع كل عادة، وتصبح حرا بعيدا عن قيود نفسك، ورق العادات.. يمكنك الآن أن تكتسب العادات الحسنة إلى أن تصبح ملكات.
5- لا داعي لأن ننبه إلى أهمية صلاة الليل، فهي حافظ على ما اكتسبناه، ودعاء: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا!.. أو: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك!.. أو: ولا تسلب مني ما أنا فيه!.. أو دعاء المولى صاحب الأمر: اللهم ارزقنا توفيق الطاعة، وبعد المعصية، وعرفان الحرمة، وصدق النية، وأإكرمنا بالهدى والاستقامة!.. في القنوت، كفيل بأن يعصمنا من اكتساب الذنوب، بشرط الصدق والإخلاص.
6- قراءة كتب الأخلاق والسير والسلوك، والمنتشرة كثيرا هذه الأيام.. قد تكون مفيدة لتعرفك مداخل الشيطان إليك، وما قد يقف في وجهك كمريد.. من تلك الكتب: المحجة البيضاء، للفيض الكاشاني.. ومنازل السائرين، للهروي.. و كتاب أخلاق نصيري، للطوسي، وهو مختصر ومفيد.. ولا بأس بقراءة قصص الأولياء، لشحذ الهمم.. لنعرف أولا أن كل ما نفعله قليل في حق المولى، ونسبة لما يفعله الأولياء.. فلا يدخل بقلبنا عجب أبدا.. وثانيا: سيتولد لدينا الطموح للوصول إلى كمالات الأولياء، والصالحين.. ونبدأ عملية المحاكاة والمجاراة.
7- مصاحبة الأخيار والصالحين والعلماء، ممن النظر إليهم عبادة وتذكير بالله تعالى.. وهذا نداء للشباب السائر، فلا يمكن السير ونحن نقضي كل وقتنا مع شباب غافل.. ولا نقول: نحن لا نتاثر بهم، أو ما إلى ذلك.. فهذا تغرير من الشيطان.. وخداع للنفس، فالطبع مكتسب.. وإذا لم يكن هناك خوف من الوقوع في الحرام، فلا أقول: سيؤدي إلى الخمول والبعد عن الطموح، وعلو الهمة المرجوة لشباب أهل البيت على الصعيد الديني، والعلمي الدنيوي.
هذا ما أسعفتني القريحة، ولكن كما أسلفت سابقا، يبقى الكلام شيئا والتطبيق شيء آخر.. وإلا فهناك الآلاف من كتب الدين والأخلاق، فلو أن مجرد القراءة كافية، لكان قراءة كتاب منهم أولى بالهداية.. ومن لم يعظه القرآن فلا أتعظ -قول أحمد بن حنبل- الحاصل نسألكم الدعاء لي وللمؤمنين بالتوفيق، وشكرا.
أبو منتظر
/
البحرين
قد يعمل الإنسان خيرا ثم ينساه، أو لا يلتفت إليه.. ويكون هذا الخير هو السبب في توفيقه للإقبال على الله، أو في حصول خير مادي أو معنوي آخر.
فكلما فتحت بابا من أبواب الخير، فتح الله لك من هذا الباب أبوابا أخرى.. كما أنك إذا فتحت بابا من أبواب الشر، فإنك تفتح أبوابا أخرى، لا تدري إلى أين ستصل بك!..
فمثلا: النظر هو الخطوة الأولى للزنا، كما أن سماع الموعظة الحسنة، هو الخطوة الأولى للرجوع إلى الله.
المؤمن للابد
/
سبحانك يارب
سبحان الله!.. ألا تعلم أن الله -سبحانه- لا ينسى عبده لحظة واحدة، وهو أرحم الراحمين!.. فهو يهدي من يشاء، وهذه نعمة كبيرة من الله -سبحانه- وخصوصا في شهر المغفرة، شهر رمضان، ولاسيما ليلة القدر المباركة.
مشترك سراجي
/
السعودية
حسن جداً وجميل التوفيق لإحياء ليالي القدر بالشكل المتميز، الذي يرضي الرب تعالى، ويقر العين، ويطمئن الفؤاد!.. وإن كان ذلك تفضل إلهي منه على عباده، فنحن في ضيافته تعالى، ومن المعلوم أن ليس من عادة الكرماء المداقة في الحساب والعتاب.. هذا أضف إلى طبيعة العلاقة الحميمة بين الله -تعالى- وعباده.
إن الله -تعالى- مهما صدر من عباده من الغفلة والتجاوز والتقصير، إلا أنهم يبقون في دائرة المخلوقية، فكل موجد يحب ما أوجده، ولو كان أمراً حقيراً.. وكذلك فإن سعة الرحمة الإلهية، وعلمه -تعالى- بطبيعة الإنسان -كما يصفه في كتابه بأنه ظلوم جهول- مقتضي أيضاً لهذا التفاعل.
إن مثل العبد مع ربه كمثل أب شفيق، تولى رعاية ابنه أحسن الرعاية، ويسعى بكل جهده لأن يكون هذا الابن من أفضل وأكمل الناس.. إلا أن مقتضى ميل هذا الابن يجعله في حال غفلة، وتناسٍ، ونكران.. بل قد يتطاول على هذا الأب، إن خالف الأمر مشتهياته ورغباته.. وبمجرد أن تلم به أدنى ضائقة، تراه يهرع إلى ذلك الحضن الحنون، ويطرق أبوابه مستغيثاً به.
فهذا الأب بما يحمله من عاطفة، وبما يعلمه من جهل ابنه؛ قد يتسامح معه ويحتضنه.. إلا أنه قد تستدعي حكمته أن يتركه قليلاً يتعب في الطرق تأديباً له، وشفقة عليه.. وكل ذلك لا يخلو من محبته له.
إن احتراق القلب، وجريان الدمع، والتألم والتأوه.. أمر جميل -وبتعبير سماحة الشيخ: أن البكاء بين يدي الله -تعالى- لا يعادله لذة في الوجود- ولكن الأمر المشكل والأصعب، هو أن تترجم تلك الحركة التأثرية إلى حركة فاعلة في حياة الإنسان.. فما أقبح أن يوفق الإنسان لحضور المائدة الربانية، ثم يواجه ذلك بالكفران لهذه النعمة!.. بل أن الأمر أخطر بكثير، فلنتأمل جيداً قوله -تعالى- في شأن حواري عيسى(ع):{قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذاباً لا أعذبه أحداً من العالمين}..
إن آية بلعم بن باعوراء -الذي أوتي من آيات الله ثم انسلخ، منها فصار مثله مثل الكلب- فيها إشارة لكل من تعرض للنفحات الإلهية، ثم تعاوده نفسه للميل إلى ما يغضب الله عزوجل.. فليحذر كل من أذن له باللقاء مع سلطان السلاطين والحديث معه!..
إن الشيطان الرجيم له دوره في إبعاد الإنسان عن ربه، وإلهائه في زحمة الحياة، وكل ما سواه تعالى.. ومن الغريب أن الإنسان قد يوفق في شهر واحد، ما لا قد يطيقه في عام بل أعوام!.. فإذا كانت هذه التوفيقات تفضلاً من الله تعالى، بأن جعلنا في ضيافته، وحبس عنا الشياطين.. فلنسأله -تعالى- أن يديم علينا هذا التفضل، ويجعلنا في حصنه الحصينة في كل آن.
إن قلب المؤمن خير دليل له!.. أعرف بأن الرب -تعالى- قد جعلني في قائمة السعداء: ما لو استجاب لي ما دعوته، وما هو أعلم به مني، ما لو استنقذني من عالم الأوهام والغفلات، ما لو أنعم علي بنعمة قوة الإيمان، وزادني علماً في عافية، ووفقني لطاعته.
أخيراً: سيدي وأساتذي الجليل!.. فهذا حصيلة جهدكم المشكور.. أتمنى أن أكون قد أجدت الإجابة على أسئلتكم.
بارك الله لنا فيكم، وجعلكم نوراً منيراً، يبدد لنا ظلمات الغفلة والجهل!.. وكل عام وأنتم بخير، ونحن معكم وخلفكم في الطريق إلى الله!..
انت وشيعتك في الجنّة
/
العراق- iran
(إذا أحب الله عبدا، بصرّه عيوبه)!..
الباحثة عن الحق
/
الأمارات
ليس لدي ما أقول، إلا محاسبة النفس في كل ليلة كتابيا في البداية، حتى يتحول إلى شي تلقائي مع الوقت.. ولا تنسَ نصيبك من التأمل في ملكوت الله!..
مركز مالـك الأشتر-صباح السالم
/
الكويت
إن الله -تعالى- لا ينسى عبده المؤمن، فهذا توفيق منه عزوجل .
علينا نضع برنامجا سهلا وبسيطا، نلتزم به خلال السنة، دون الاعتماد الكلي على الأشهر العبادية، مثل: محرم، ورمضان، ورجب، وشعبان، وغيرهم.. كي نقوي الجانب المعنوي لدينا.
نسأل الله -تعالى- لنا ولكم التوفيق، وثبات قلوبنا يوم تتقلب فيه القلوب.. لاتنسونا بالدعاء شباب الأشتر .
ملاحظة: يوجد برنامج جيد للحياة اليومية، في موقع الشيخ العزيز.. نرجو الاستفادة منه.
أجنني حب الحسين
/
البحرين
أخي/أختي في الله!..
تقبل الله طاعاتكم!..
كنت بحمد الله ممن وفق لإحياء ليلتين من ليالي القدر، بمشاركة سماحة الشيخ الكاظمي، كم يعيشنا في أجواء ربانية لا مثيل لها.. ياليت كل الليالي ليالي قدر، نبتعد فيها عن الدنيا وملذاتها، نعيش مع الباري في عالم الملكوت الأعلى!..
ومن أجمل ما ذكره سماحة الشيخ: "لنخاطب أنفسنا بأننا سنعيش في هذه الأجواء شهر شوال، لأننا
إن قلنا: سنة كاملة؛ لن نستطيع التغلب على الشيطان.. لكن في شهر شوال، سنعيش حالة من المتعة مع المعشوق الأكبر، هو ما سيساعدنا على الاستمرار".
أما عن رأيي: فأنا العبد المذنب المقصر الغارق في بحر ذنوبه وآثامه، الذي لا يستطيع نصح نفسه، كيف ينصح غيره؟..
أم حسين
/
البحرين
هذه توفيقات من رب العالمين، وإن شاء الله تعلو إلى المقامات الرفيعة أكثر وأكثر!..
وفي الواقع أودّ أن أبث مشكلتي، أو ما يخالجني من مشاعر:
إنني أشعر باللوعة والحزن، لأننا في نهاية شهر الله الحبيب.. بل وأشعر بالحسرة والخوف، فلست أدري: هل تقبّل الله منّي، أم لا؟.. ولست أعلم: هل أعود لشهر رمضان في العام القادم، أم لا؟..
أخاف أن أموت وأنا لم أعبد الله حقاً، ولم أشبع من عبادته.. إنني أبكي لكرم الله ولطفه بي، على الرغم من قلة حيائي وجرأتي على معصيته.
ما هي علامات القبول؟..
وأسألكم جميعاً الدعاء، فأنا في أمسّ الحاجة إليه، وخصوصا من سماحة الشيخ الكاظمي.. أثابكم الله، وشكراً لإتاحتكم الفرصة لنا!..
مشترك سراجي
/
---
دمعة في ليلة القدر، في جوف ليلة مباركة، هي سعادة.. فلا تسأل -إن وفقت لها-: إن الله جعلك من السعداء أم لا؟..
الله يحبنا، ويحب أن نتقرب إليه، وهو يتقرب إلينا أكثر وأكثر. أنا أشد منك غفلة: ففي شهر الغفران، فضلا عن باقي أيام السنة، كنت غافلا وعاصيا.. ولكن بمجرد أن ينوي الإنسان القرب الإلهي، فإن الله يفرح لذلك، ويقربك منه.. فالفضل له لا لنا.
لا أعلم كيف أحافظ على هذه الحالة الربانية!.. لأني طالما أضيعها، وفي هذا العام رجوت ودعوت الله أن لا أضيعها.. فهو الذي كساني إياها، وهو الذي يتكفل بحفظها.
لكن أقول: انوِ الحج هذا العام، وإن لم تكن مستطيعا انوِ، والله كريم.. فمجرد نيتك بصدق، وشوقك للحج، يقربك من الله.. فعسى الله أن يشملك وإيانا برحمته.
الحجاج يستعدون للحج معنويا وماديا بعد رمضان، فتمثل بأحدهم على أمل أن ترزق الحج، وهذا كفيل أن يجعلك تعيش أجواء روحانية.. إذاً، انوِ الحج، واعمل على أساس أنك حاج هذا العام.
وفي موسم الحج إن وفقت فنعم هي، وإلا فحاول أن تلتزم بمستحبات شهر الحج، ودعاء عرفة، والتحرق والألم لعدم الحج.
وبعد الحج يأتيك محرم، وموسم الحسين شفيع الذنوب.. فحاول أن تعيش الأجواء الحسينية بكل تفاصيلها ودقائقها، ويستمر الموسم -ولله الحمد- الحسينيات تجدد العشرة. فأنا متأكد أنك ستجد مجالس حسينية من أول محرم إلى الأربعين، وهذا موسم عظيم.
بعد الأربعين كن مدمنا على مجالس الحسين!.. ابحث عنها، إذا لم تجد حسينيات مفتوحة -وهذا نادر- فإنك ستجد على الاقل مجلسا كل أسبوع على مدار السنة.. وإلا فعليك بالانترنت ففيه مكتبة هائلة.. وإذا كنت مشغولا -وهذا كلام فارغ، لأنه لا يوجد شغل أهم من نفسك، ولكن فرضا ذلك- فعليك ب 10 دقائق مع ندبة الحسين من أي قاريء على النت، اجلس 10 دقائق استمع مصيبة الحسين!..
و10 دقائق أخرى زيارة عاشوراء العظيمة.
لو واظبت على ذلك -فإني لو أقسمت، لن أحنث- فإنك تحافظ على الوهج الرمضاني.
احمد
/
لبنان
أخي العزيز!..
إن الإسلام دين واضح وصريح، وهو دين المعلوم، وليس المجهول.. فهذا التفاعل الذي تتكلم عنه، ممكن أن يحصل حتى عند الخارجين على ولاية امير المؤمنين (ع)، وأكبر دليل على ذلك الخوارج وعبادتهم المعروفة.. فهل نفعتهم بشيء، لأنهم خذلوا إمامهم؟..
فرضا الله عن العبد يمكن إحرازه، وإلا أصبحت كل عباداتنا في حكم الظن والمجهول، وكما جاء في الآية الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.. فالسر في الاتباع؛ أي الولاية، أي معرفة إمام الزمان وطاعته.. وكما قال الإمام الحسين (ع): (رضا الله رضانا أهل البيت).
بومحمد
/
الامارات
اخي العزيز!..
يجب في البداية أن تعلم بأن الله أرحم الراحمين، وعندما يفيض عطاؤه، لا ينظر الباري إلى ذلك الشخص هل هو عاصٍ، أو مطيع.. ولو كان الباري -عز شأنه- يعطي مقابل الطاعة، لما سقى المشرك قطرة ماء.
أما كيف تحافظ -أخي الكريم- على ذلك: فيبدأ من النية الصادقة، والتوكل على الله، ولا تنسَ قول الله تعالى: {ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم}.
بنت النجف
/
اميري علي ونعم الامير
هذه المرة حاولت أن أبدأ يٌتمي من أول الشهر إليه، عسى أن يمسح على رأسي!..
لأني -وفي كل سنة- في نهاية هذا الشهر الكريم، أجلس كاليتيم الذي فقد والديه، لرحيل شهر تذوقنا -ولو يسيرا- من مناهل قربه، ولمعرفتي أنني ربما قد أحرم مما شعرت به في شهره.. فأصبحت هذه المرة أكثر وعيا، عسى أن يأخذ بأيدينا جميعا إلى ساحة إحسانه اللا متناهية.
وثقتي برحمة ربي كبيرة جدا، أن لا يخيبني، ولا يخيب من طلبه وسعى لهذا الطلب.
وأشكركم على الإجابات التي يتحفنا بها المؤمنؤن؛ لأنها بالفعل من قلوب صادقة.. وفقكم الله جميعا!..
عبدالقهار
/
البحرين
1- ما دام قد حصل منك ذلك، فاعلم بأن الفطرة قد استيقظيت في داخلك، بعد أن كانت نائمة بفعل الانتباه إلى الدنيا والتركيز فيها، والغفلة عن التفكر في الآخرة.
2- حتى يستمر التفاعل، حافظ على ما وصلت إليه من العمل بالطاعات، والتقرب منه -سبحانه وتعالى- ولا تفرط فيما آتاك الله من فضله أن وفقك للعبادة، وشعورك بالراحة عند أدائها.. واعلم بأنها من علامات رضا الرب عليك.
3- إن {... الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ}.. أنت تعلم وضميرك يحدد نتيجة العمل، إن كان ما تقوم به صالحا، ويرضي الباري -عز وجل- والعقل، والذات الإنسانية الرفيعة.. أم أنه يسخط الرب؟.. فأنت دائما تكون بين أمرين في كل ما تفعل أو تقول،:فإما حق أوباطل، أوطاعة أو معصية، أو فاضل أو مفضول.
فاختار دائما الشيء الإيجابي، الذي دائما هو رضوان الله عزوجل. واعلم بأن الامتحان يزداد عليك يوما بعد يوم من أجل أن ترتقي إلى الدرجات العلى.. فكن مرتبطا بالله -سبحانه- ولن تخشى أي شيء بعد ذلك.
محمود الربيعي
/
لندن
أولا: الدعاء مخ العبادة " اللهم نبهنا من نومة الغافلين "!.. {ادعوني استجب لكم}.
ثانيا: ارتبط بالمسجد وبإمامه الصالح، وبالقرآن وتفسيره!.. {ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب}.
ثالثا: ارتبط بالأتقياء من الناس الذين يذكرونك بالآخرة!.. {ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكى}.
رابعا: حاسب نفسك قبل أن يحاسبك غيرك!.. " حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ".
ابو فاطمه
/
جدة
اللهم!.. صلّ على محمد وآل محمد الأوصياء المرضييّن، بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته.
إن الله يهدي من يشاء، ويدله على طريق الهداية، ويجعله له البصيرة في دينه.
مشترك سراجي
/
---
بالنسبة لهذا التفاعل: قد يكون استجابة لدعاء دعاه أحد الأشخاص لهذا الشخص الغافل، ومع استعداد هذا الشخص، وأخذه بالأسباب تذلل لله عز وجل في هذا الشهر المبارك.
وقد يكون الله أذاقه حلاوة الخشوع، للاستمرار على البحث عن السبل، للمحافظة على هذه المرتبة والرقي بها.
قد يكون هذا الشخص مقتصر على أداء الوجبات فقط من العبادات، مشغول بالدنيا وملهياتها، غير مهتم بالمحاولة إلى الرقي بارتباطه الروحاني بالله عز وجل.. وفي نفس الوقت، قد يكون صافي النية، غير ضامر الحقد لغيره، بسيط بالتعامل، مسامح للناس.. أعني أن في داخله بذرة طيبة، لو سقيت يصل إلى درجة طيبة.. مثل هذا الشخص قد يكون الله -سبحانه وتعالى- أراد أن يجعل دينه متكامل من عبادات وأخلاق وغيره.
هذه احتمالات والله أعلم!..
اما عن طريقة الاحتفاظ بهذا التفاعل: فأعتقد أنه شعور، الوصول إليه صعب جدا بسهولة، من غير عمل.. لا نعتقد بأنه من السهولة الوصول للخشوع بالصلاة بمجرد القيام بها، بعد لهو بملهيات الدنيا من: تلفزيون، ولغو بالحديث، وغيرها.. ولأن الله له أوامر ونواهي.
إذن، نستطيع قدر الإمكان الرقي في سبيل الوصول لهذه المرتبةـ بمراقبة سلوكنا.. ونرى ما هي الذنوب التي ما زلنا نرتكبها، ونعلم أنها ذنوب، وسوف تلقى على عاتقنا.. ولكننا نغفل -أحيانا- عن التفكير بالإقلاع عنها.
هل ما زلنا نضيع وقتنا في الطرب في سماع الأغاني، التي تقسي القلب، وتسلب منه الخشوع؟..
هل ما زلنا نتسلى باللغو بالحديث مع الناس، والغيبة، والنميمة التي ما أعظم آثامها عند الله عز وجل؟..
إذا كان السائل رجلا: هل تغض بصرك عند النظر للنساء من غير محارمك، أم لا؟..
إذا كانت السائلة أمرأة: هل تحجبت وصنت نفسك؟.. أم أنك تتزينين بالماكياج، وتضعين العطور، وتبدين زينتك عند الخروج.
وهناك الكثير من الأمور قد يستصعب البعض الإقلاع عنها.. ولكن صدقوني إذا وقف الشخص، وتوجه لله -سبحانه وتعالى- وقال: لأجل الله هذا الشخص سوف يقلع عن هذه الذنوب.. لأن الله عظيم، فإن هذا الشخص لا يستطيع التجرؤ على القيام بارتكاب ذنب، وهو يعلم بأن الله يراقبه أين ما كان.
لأن الدنيا فانية وتافهة، لا تستحق بأن يضيع هذا الشخص حياته الآخروية، بالانشغال بملهياتها.
لأن الموت حق، ووارد بأي لحظة، لا يستطيع هذا الشخص تأجيل التوبة.
أيضا نستطيع التقرب من الله -عز وجل- بإعادة النظر بعباداتنا، ونحاول علاج أي أخطاء، أو نقص..
وفي عمل المستحبات والخيرات التي ما أكثرها، وقد تكون بسيطة، وهي عند الله -عز وجل- عظيمة في أجرها.
أيضا نصلح من أخلاقنا: نتخلى عن الأحقاد، ونتسامح، ونعفو، ونساعد الغير، ونصل الأرحام.. والكثير من الأشياء التي لا حصر لها في هذا المجال.
وقد قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة الكهف ( 30 - 31 ):
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ( 30 ) أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا ( 31 )}.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه.
حياة العلي
/
الأحساء
أخي الكريم!..
توقفت ملياً على بعض ما كتبتموه متفكرة، لأقلب ما جرى في تلك الليلة ظهراً لبطن، لأجد ما تحوي فحواها من أسرار وآثار.. فلم أجد غير ما طرحه أبينا المربي -دامت بركاته- حلاً ورداً على سؤالكم، وتكملة لسيركم المبارك في هذا المجال إن شاء الله تعالى.
فقد تعرض أبينا المربي في أكثر من مورد، إلى لزوم استقلال شهري الطاعة والتي هي قبيل شهر رمضان المبارك بالعمل الصالح، والكدح الدؤوب المتواصل، لنقع في الموقع الذي أراده المولى عز وجل.. ليكن شهر رمضان هو خير شهر رمضان مر علينا، سوى أن أبينا المربي لم يكتفِ إلى هذا الحد.. فقد أردف متمماً قوله بلزوم استقلال جل لحظات ودقائق أيام شهر رمضان، لنحقق قاعدة خير ليلة قدر مرت علينا تبعاً.
ولذا كان من باب الطبيعة، وكنتيجة حتمية متوقعة، أن تكونوا على مثل ما أنتم عليه بهذه الحالة.. عندما تلزمون أنفسكم على مثل هذه الحال، وهذه نعمة جليلة وجلية، والحمد لله.
وأما بالنسبة لسؤالكم الثاني: فقد ورد رده -حفظه المولى- هكذا: بلزوم أن نقطع عهداً غليظاً مع أنفسنا بعد انتهاء شهر رمضان المبارك، وبحلول الليلة الأولى من ليالي العيد الأغر، لأن نكن في طاعته وبخدمته.. فقط نعاهده لشهر واحد بالاستمرار على مثل هذا المنوال، وهذا بقصد خداع عدو المولى -العزيز- والمؤمنين، نصل إلى ما نرميه من حالة القرب والتزلف.. وهذا الأمر يؤخذ -وكما قد أشار أبي دام ظله- من باب فرض المحال ليس بمحال.. أقصد بأن نخدع أنفسنا بأن نلزمها بالتقرب لفترة وجيزة، بينما الحال يحكي غير ذلك.. وذاك لأن الحالة الباطنية واللا شعورية تقصد بفعلنا هذا التزلف للجمال أكثر وأكثر.
وأما بالنسبة للسؤال الأخير: فهذا الأمر موكل إلى أمره -تعالى- وكما قد وضح سماحته -حفظه المولى- لأن نبتعد، ونبعد أنفسنا عن مثل مواطن.. هكذا أسئلة فبعد أداء الفرائض والاجتناب عن المعاصي، يكن كلٌّ منا قد أدى فرض الله عليه.
وأما أمر المكاشفة: فهو بابه الخاص به -تعالى- يفتحه على من يشاء من عباده، ويوصده على من يشاء؛ لعلمه بعاقبة الأمور.
آصف بن برخيا
/
البحرين
أيها المؤمن!..
لن يتم التوافق التام مع الرب، إلا إذا اضمحل في نفسك "نفسك"، أي أن تدوس على نفسك بمجاهدة جادة لتدوم طوال سنتك، والخطوة القافزة، قد حظاك الله بها في تلك الليلة.. فهنيئا هنيئا لك، وما عليك إلا الانطلاقة!..
ثمة شيء، وهو أن الله -سبحانه وتعالى- يفرق بين أيام العبد السابقة والجديدة، إما بلحظة مميزة كالتي حصلت لك أيها العزيز، وإما بصفعة إلهية.. تخلق الاقشعرار في الجسد، كالتي حصلت عند أحدهم، إذ رأى رؤيا فغيرت حياته رأسا على عقب، والآن هو بحمد الله في حال حسن.
انطلق متوكلا على الله، ولا تكتفي بما حصدته.
مشترك سراجي
/
---
هو الله
1- فما ظنكم برب العالمين!..
2- اذكروني أذكركم!..
3- لو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم!..
طائر العشق الإلهي
/
أين المستقر؟!
حصول هذا التفاعل قد يكون منشؤه عدة أسباب:
1. خصوصية الشهر الفضيل، وخصوصية ليلة القدر المباركة.. حيث تشمل الرحمة الإلهية قلوب العباد.
2. العقل الجمعي قد يأخذ الإنسان في أجوائه، فحين يجلس المرء مع ثلة من المؤمنين، ويرى خوفهم ونحيبهم، وبكائهم طبيعي تنتابه حالات شبيهة بحالاتهم.
3. لحظات صدق مررت بها.. لحظات عروج أحسست بها أوصلتك لهذا التفاعل.
4. ببركات وجود المؤمنين ودعائهم لك.
أما الاحتفاظ بهذا التفاعل، فإضافة لما ذكره الأخوة الكرام أقول: اخدع نفسك!.. قل لها: سأستمر على الطاعة والخوف لبقية الشهر، وسأحيي جزءا من الليل.. ثم إذا أتى شهر شوال قل لنفسك: أبقى في شهر شوال أتقرب إلى المولى، ثم أعود إلى ما كنت عليه وهكذا.. إلى أن يستحكم الحب على قلبك، فلا تستطيع أن تبتعد عن المولى.
معرفة إن كان كتبك الله من السعداء.. علمها عن ربي.
ولكن من علامات القبول، هو أن تحس في نفس التغيير الجوهري.
مشترك سراجي
/
---
كيف حصل مني هذا التفاعل، رغم أننى لست أهلا له.. حيث أعيش الغفلة طوال السنة؟..
إنه من النادر جدا حدوث التغيير في ليلة واحدة، مقابل الغفلة لعام كامل، أو أغلب العام.
ولكن إن حصل ذلك الأمر مع القليل، فإني أرجعه لما كان من صدق العبد في التوجه لربه تعالى، أو لعمل ما عمله سواء جانحي أو جارحي كان متخلقا به، ويحب الله ذلك العمل؛ فتوفق لليلة قدر مباركة عليه.
أو ربما يتوفق الغافل عن ربه عام كامل لليلة قدر مميزة، لحكمة من الله، وهو الخبير بما في صدور العالمين.. أو لدعاء المؤمنين له. وهكذا!..
وثم كيف لي أن أحتفظ بما يقرب من هذا التفاعل بعد انتهاء الشهر الكريم؟..
بالاستعانة بالله، والثقة به، وهو القادر على كل شيء.
والدعاء بأن تبقى حالات قربه معه -تعالى- بازدياد حتى يلقاه وهو عنه راض.
وبالصبر على الطاعات، والصبر عن المعاصي.. {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون}.
هل يمكنني أن أعرف فيما لو كتبني الله -تعالى- فيها من السعداء؟..
إني لا أعلم لكن لربما بانشراح الصدر. والإقبال على الله -تعالى- دائما أو أغلب الوقت وعلى مدار العام. والشعور بالخفة الروحية، والطمأنينة القلبية.
المصباح
/
---
{اللهم ربنا انزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا}.
الحمد لله الذي وفق المؤمنين لحضور المائدة الإلهية والتزود منها، التي طالما دعونا الله -عزوجل- أن يوفقنا لها.
وبقي العود الحقيقي لله عزوجل!.. فهل نعود إلى أحضان الرحمة الكبرى!..
فالكل قد عاهد الله -عزوجل- على السير في درب الهدى، وقيمة الإنسان في الوفاء بالعهد والميثاق.
ومقياس المعرفة هو إبقاء شعلة النور وضاءة في النفس، من خلال مثلث الحياة:
(المشارطة - المراقبة - المحاسبة).
{المصباح في زجاجة الزجاجة كانها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار}.
السيد الوداعي
/
البحرين
أولا: بدون التوسل لن تصل لشيء، لأن محمد وآل محمد هم واسطة الفيض الإلهي.. فتوسل أيها الحبيب!..
ثانيا: المشارطة، والمراقبة، والمحاسبة.
وثالثا: لا تقطع المناجاة مع الحق، لأنك ستظل تكلمه، وتكون لك علاقة وثيقة معه تعالى.. حاول أن ترى ماذا كان يصنع الأئمة والأولياء والعلماء من بعد ليلة القدر.
رابعا: لا تقطع دعاءك لإمامك، لكي لا تحرم من دعائه سلام الله عليه.
عبد الله
/
الامارات
أعلم -أخي المؤمن- بأن كل ما يتسنى للعبد من أعمال الخير من عبادات وزيارات، هي من توفيق الجليل الأعلى، الذي يساعد ويعين العبد على عمل الخير.. ولكي تديم ماحصلت عليه،عليك اتباع ما يلي :
1. مراقبة النفس، للابتعاد عن الذنوب؛ فإنها تبعدك عن الفيض الإلهي.
2. الصلاة في وقتها إن أمكن.
3. استغلال ساعتي ما قبل الشروق والغروب، للتسبيح والتهليل والتمجيد ولو لدقائق.
4. التعقيب بعد الصلاة، وإن اقتصر على تسبيح الزهراء سلام الله عليها.
6. تلاوة القرآن، والتمعن بآياته، حتى لو اقتصر على 50 آية يوميا.
7. صلاة الليل حتى لو اقتصرت على الشفع والوتر، وحتى الوتر فقط. وإن لم يتسنَ لك أداؤها في وقتها، فأقضيها؛ لتكتب من قائمي الليل.
وسترى بالتزامك هذا المنهج، أنك ستوفق لكل خير إن شاء الله.
مشترك سراجي
/
---
تفاعلك في ليلة القدر نعمة من الله -سبحانه وتعالى- فرحمته وسعت كل شيء، ولا بد من تقدير هذه النعمة في:
أن تعاهد الله -عز وجل- على أن تكون دائم الاتصال به، ليس في شهر رمضان فحسب!.. إنما في سائر الأشهر.
تذكر الآخرة، ووحشة القبر.. ليندم الإنسان على الأعمال السيئة، ويتوب.
حاسب نفسك قبل الخلود إلى النوم، على الأعمال التي قمت بها، وحاسبها قبل الشروع بأي عمل!..
الدنيا دار فناء، فحاول إرضاء الله!..
واظب على حضور المجالس الحسينية!..
وفقك الله ورعاك، وهدانا وإياكم!..
رضا حبيب
/
البحرين
السلام على حبيبي الشيخ الكاظمي ورحمة الله وبركاته..
1- كيف حصل مني هذا التفاعل، رغم أنني لست أهلا له، حيث أعيش الغفلة طوال السنة؟..
أ- هناك توفيق من الله -تعالى- بالتفاعل.
ب- أوقات مناسبة وأجوائها تفتح الشهية، فلذلك نتفاعل.
ج- لأني صادق، ويا ليت صدقي يكون طول السنة، والحمد لله لا يخلو ولو مرة.
د- لأنا لا نتقرب إلى الله في أيام السنة لمشارعنا الدنيوية.
س2: وثم كيف لي أن أحتفظ بما يقرب من هذا التفاعل بعد انتهاء الشهر الكريم؟..
أ- كثرة التملق مثل ما تفعلون.
ب- وتطهير العقل الباطن (ويا ليت الشيخ يهيئ دورة في كيفية مسح العقل الباطن الملوث، لكي يسهل زراعة العقل الجديد الملمع).
ج- إستثمار أوقات مميزة مثل ليلة الجمعة -وأنا من مضيعيها- وليالي مواليد الأئمة، ووفاياتهم عليهم السلام .
س3: هل يمكنني أن أعرف فيما لو كتبني الله -تعالى- فيها من السعداء؟..
لا نعلم، ولكن ثقتنا بالله هي القبول.