بعد أيام نستقبل يوم عرفة وأنا لست في موسم الحج، فكيف أعيش المشاعر التي يعيشها حجاج بيت الله الحرام؟!.. وبكلمة واحدة هل يمكنني أن أنال فيوضات الحجاج وأنا في بلدي، رغم أنني غير مقصر في تهيئة مقدمات الحج.
ابو علي
/
البحرين
إن لأعمال الحج ظاهر وباطن.. ومما نفهمه من العلماء أن الباطن يتعلق بالتخلص من كل العلاقات ما سوى الله، وما يرتبط به عز وجل.. وأن يبني الإنسان نفسه على الإخلاص والطهارة، والجد والاجتهاد والعبودية الخالصة لله تعالى.
وكل ذلك بإمكان الإنسان أن يعمله في كل الأوقات، ويؤكد عليه في مثل موسم الحج.
النقائي
/
---
النقطة الأولى كانت حول الاستعدادات الروحية والعاطفية:
من أولويات المقدمات هي الشكر للمنعم، لامتنانه عليك وعلينا بمدد العمر للوصول إلى مواسم الرضا والطاعة، والتي منها موسم عرفة الذي هو أحد نقاط الوصال بين العاشق والمعشوق، الخالق والمخلوق..
فأول مراحل الحج، الشكر والحمد مع معرفة.. في حين أن الفلاسفة والعرفاء بل وحتى أرباب اللغة، يجدون اختلاف في المعنى بين الشكر والحمد، فتحقق الاثنين، الشكر والحمد، أولى.. وتحققهم بداية الدخول في معترك الموسم العبادي.
وبعدها تأتي مرحلة العمل والتطبيق العملي، وهو القيام بالعبادات الواردة والمؤكد على استحبابها بالقدر المتيقن، واختيار المناسب للمكان والزمان، والتوجه بهذه الأعمال.
فالنتائج سيراها المؤمن في سنته القادمة بإذن الله، بتوفيقه إذا كان مخلصا.. والتوفيق يشتمل على معان كثيرة: تارة باطنة، وتارة ظاهرة.. فليعلم المؤمن أن واجد الوجود لا يصدر منه إلا خير لعبده.
شيعية و افتخر
/
قطيف
ضع على قناة السعودية عندما تشغّل التلفاز وتمعن جيداً وأنت تنظر للحجاج وتخيل أنك ترى نفسك في التلفاز تحج معهم هذا إذا كنت وحدك في المنزل وردد التلبية: ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، أن الحمد و النعمة لك و المُلك لا شريك لك لبيك ).
اذكر الإمام الحسين (ع) في عرفة ودعاؤه، واعترف بذنوبك التي فعلتها في هذه السنة: من ظُلم أحد ما، والكذب والبخل على شيء ما، وغيرها من الذنوب.
وادع إلى الناس أن يهديهم الله تعالى، وأن يُمنّ الله عليهم حب نبينا رسول الله (ص) وأمير المؤمنين علي (ع)، مع الإتباع.
واقرأ القرآن، لأن القرآن رفيق دربنا وحياتنا ومماتنا، والقرآن خير كتاب وخير جليس، فلا تنس أن القرآن يذكرك بكل شيء.
وافتح مفاتيح الجنان وافعل ما كُتب من الأعمال، وصل صلاة الليل كاملة، أو مختصرة بأن تصلي فقط ركعتي الشفع و الوتر.
وأكثر من الصلاة على النبي وآله، وعلى الأقل مئة مرة نهاراً وليلاً.
خادم ابي الفضل
/
العراق
الأجواء الروحانية ليوم عرفة هي موجودة في كل مكان والذين اكرمهم بالحج والوقوف بعرفة فهو موقف وسعادة ما بعدها أي شيء اخر ونسال الله إن يكرمنا بحج بيت الله الحرام والوقوف بموقف عرفة والوقوف وتقبيل قبر النبي محمد(ص).
أما استقبال يوم عرفة فهو يجب التهيؤ له لأنه من الأيام العظيمة لدى الله سبحانه وتعالى وقد بما يلي ك
1 ـ الغسل وهو مؤكد لكي تذكر ربك وتصلي وتقوم وأنت طاهر ومتهيئ للقاء ربك في أوقات الصلاة والدعاء.
2 ـ الصيام أيماناً واحتسباً لأنه صومه يكفر الله ما تقدم من الذنب وهو صوم ذات استحباب وجوبي وهو احد الأيام ألربعة المؤكد صومها عند مذهبنا.
3 ـ التصدق وهي من السنن التي يؤكد عليها نبينا الكرم محمد(ص) وأئمتنا المعصومين(ع).
4 ـ أقامة الأعمال الخاصة بهذا اليوم وهي الصلاة ركعتان ومذكورة كيفية ادائها في ضياء الصالحين ومفاتيح الجنان.
5 ـ الإكثار من التهليل والتكبير والشكر لله. والصلاة على محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.
6 ـ الدعاء والإكثار منه لنفسه ولجميع المؤمنين والمؤمنات.
7 ـ زيارة سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين(ع) أو أي مشهد من مشاهدنا المقدسة وقراءة زيارة الحسين وأخيه العباس (ع) ولو من بعد إذا لم يكن في الإمكان.
8 ـ قراءة الدعية الخاصة بيوم عرفة وخصوصاً دعاء التوسل لكي تكون قريباً الى وكما قلنا الإكثار لأنه يوم تتقبل فيه الدعوات وتقبل فيه الأعمال.
عند ذلك وعند معيشتك كل هذه الأمور الروحانية التي وباعتقادي وانت تعيش هذه الأجواء الروحانية من دعوت واذكار وصلاة، أنك تكون قريبا من فيوضات الحجاج بل وتقترب منهم في حجيجهم وفي وقوفهم في عرفة.
ولأذكر لك الحادثة المذكورة عن سيدي ومولاي موسى الكاظم(ع) الذي قال في حديثه روحي له الفداء في احدى سنين الحج التي حج بها إمامنا روحي له الفداء قال ((والله لم يحج إلا أنا وناقتي وعلي بن يقطين)). ومضمون الحادثة انه في تلك السنة كان أمامنا الكاظم (ع) يحج ومعه الخاصة من أصحابه ومنهم(علي بن يقطين)وكان من احد وزراء هارون العباسي ولكن كان من صفوة الصحابة لإمامنا الكاظم وفي والطريق ومع القافلة التي يسيرون فيها نزلوا في مكان على الطريق وهناك خرج علي بن يقطين عن القافلة بعيداً عن الركب بدابته وابتعد وفي الطريق وجد خيمة فيها أم مع أولادها وهم يبكون من الجوع فسألها علي ماذا تعملين مع هؤلاء الأطفال لكي تسدي جوعهم فقالت والله أحمي هذا القدر تحت النار واضع فيه الحصى وأمزجه ووهم يستمرون في البكاء وأقول إن الأكل سوف يحضر بعد قليل وهم على هذا البكاء إلى أن يتعبوا ويناموا.
فدهش علي من هذا الأمر وقال لها: اين زوجك وابوهم فقالت له : إنه توفى ولا يوجد أي معيل لنا.
عند ذلك انفطر قلب علي لها وذهب الى الركب واعطى كل ما موجود معه من اكل وزاد ومال وافرغها لها وقال لها قومي يا امة الله واطبخي لعيالك واسكتي بكائهم
ورجع الى القافلة وهو ليس عنده اي شيء لكي يكمل الطريق من أجل اداء فريضة الحج وهناك رجع الى بغداد لعدم تمكنه من أداء الفريضة ولم يحج.
وفي مكة وفي الكعبة المشرفة شاهد الإمام موسى الكاظم (ع) أن على بن يقطين يحج أمامه عندما كان يطوف حول الكعبة وهو يطوف أمامه وهو يعلم أنه رجع ولم يحج.
ولكنه سأل اصحابه اين (علي بن يقطين) فقالوا له انه رجع لعدم تمكنه من الحج، عند ذلك قال إمامنا روحي له الفداء ((والله ما حج إلا أنا وناقتي هذه وعلي بن يقطين)
أي ان الله قد جعل له حجة، وحج بروحه، وكتب حجة كاملة بعمله النبيل والخير الذي عمله لهذه العائلة الفقيرة وبتصدقه هذا.
أبو جهاد
/
السعودية
بالتوكل عليه في أعمالنا، والتوجه إليه بقلب خاشع وصادق ونية صادقة، وعدم إيذاء الآخرين، وترك المعاصي والذنوب؛ ننال فيوضات الحجاج..
وخاصة في ليلة عرفة التي هي ليلة مباركة، وهي ليلة مناجاة قاضي الحاجات، والتوبة فيها مقبولة، والدعاء مستجاب، وللعامل فيها بطاعة الله أجر 170 سنة، وتستطيع أن تعيشها بالأعمال الخاصة بهذه الليلة مثل الحجاج ويوم عرفة أيضا.
عرفات
/
البحرين
عليك قبل بيوم من يوم عرفة أن تتهيأ لأستقبال هذا اليوم العظيم، وتصوم هذا اليوم بنية خالصة، وتتوجه بقلب خاشع بدعاء يوم عرفة لأبي عبد الله الحسين (ع)، وتتفاعل مع الدعاء بكل خشوع، وتتوجه لزيارة الامام الحسين (ع)، وتتذكر ما جرى لمصاب الحسين(ع).. لتستجيب دعواتك الخالصة وأمنياتك، وتدعو من الله عز وجل كل ما تتمناه، ليرزقك كل عام التوفيق والرزق، ولتكون من حجاج بيته الحرام.
امير الحسيني
/
الصين
أعلم ومثلي الكثيرين ممن التقتهم هموم الدنيا وعذاباتها، وأحاطتهم ذئاب الذنوب، ومزقت أرواحهم وقلوبهم، وتركت آثار ظلم أنيابها في قلوبنا النازفة, وتمر سنين العمر، وتزيد بنا الغصص وتؤول بنا الذنوب إلى ذاك الوادي، الذي نعرف بدايته ولا يمتد لمرآنا منتهاه.. أردت دوما الهرب من تلك الآفات، التي تلاحقني ليل نهار، وهي تنهش طهارة نفسي وتحيلها جثة في أواخر أنفاسي..
لكن كلما جاءت معالم الحج، ورأيت ذاك الثوب الأبيض الذي يفترش الديار الطاهرة، وهوت مشاعري إلى هناك، وترادفت وراءها روحي آملة متاملة ساعية ملبية مع من دعا ولبى، وتطرق أسماع قلبي تلك الكلمة الأبدية الطاهرة: (لبيك اللهم لبيك!.. لبيك لا شريك لك لبيك!.. إن الحمد والنعمة، لك والملك، لا شريك لك) فترفرف عاليا، وتحترق تلك الذنوب والذئاب، ولا أسمع وأرى إلا عويلها..
وأنا ألتقي بعرفات بدعاء الحسين عليه السلام ليوم عرفة، وأتجول في أحياءه وأزقته، يأخذني مولاي الحسين من معلم إلى آخر، وأنا بين يديه سائح في عالمه الذي يراه حقيقة الرؤية في ذاته وقلبه في مشاعره وآفاقه، فأذوب وأناشد نفسي وأسألها: إن كنت أنا أذوب لهذه الكلمات التي أسمعها، رغم أني لا أعيش معظمها، فكيف بإمامي الحسين وهو ينبض بها، وكأنه قلب الكلمة وفمها وعينها.. ليتني أعيش قليلا، مما أحس هو عليه السلام!.. فهذا هو حجي ومسعاي.
زهراء
/
العراق
يمكن لأي إنسان أن يعيش الأجواء الروحانية، في أي بقعة من الأرض؛ لأن الله جل وعلا معنا في كل مكان.. وإن كان الحجاج قد تشرفوا ووفقوا بأن يكونوا في هذا المكان المبارك، لأداء فريضة عظيمة، ولكن يمكننا أن نعيش أجوائهم بذكر الله دائما، وقراءة القرآن، والدعاء لصاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه)، وزيارة المعصومين عليهم السلام، وخاصة أبي عبد الله الحسين(ع).. فهناك رواية مضمونها أن الله عز وجل ينظر إلى زوار الحسين (ع) يوم عرفة، قبل أن ينظر إلى حجيجه.. وأيضا هناك صلاة ركعتين في العشرة الأولى بين صلاتي المغرب والعشاء من هذا الشهر، موجودة في كتاب مفاتيج الجنان، أنصحكم بأدائها.
أم عبدالله
/
البحرين
من أحب عمل قوم أشرك في عملهم، ومن أحب قوما حشر معه يوم القيامة؛ وبهذه النية الخالصة تدرك مبتغاك.
أهم شيء هو خلق الجو الروحاني بتهيئة الظروف، ومنها الأدعية المتعلقة بهذا الموسم، والصلاة والصيام وغير ذلك.
مشترك سراجي
/
---
التهيئة بالمداومة على الاستغفار والصلوات، والابتعاد عن المحرمات والمكروهات, وقضاء الدين والصلوات إن وجدت؛ وكأنما أنت ستحج فعلا..
وفي يوم عرفة يا حبذا لبس الإحرام، وتصور حضور مولاي صاحب الزمان، وقراءة مصرع مولاي العباس في هذا اليوم العظيم، والتوبة الخالصة، والدعاء بصدق.
ام سجاد
/
---
نعم يمكنك أن تنال فيوضات الحجاج، وأن تعيش هذا اليوم الروحاني بنية صادقة، وبعدة طرق، وسأتكلم عن نفسي:
إذا لم يكتبني الله لزيارة بيته الحرام أو مشاهد الأئمة عليهم السلام في موسم الحج، صحيح في داخل نفسي أحزن، ولكن أهيئ نفسي في ذلك اليوم، بأن أستأذن ممن يهمهم أمري، ومن ثم أتوجه إلى أحد مساجد أولياء الله الصالحين-والذين هم بكثرة في بلدتي ولله الحمد- حاملة معي مصحفي وكتاب الأدعية وسجادتي وكل ما أحتاجه، واشتغل بالعبادة طوال اليوم، وأقوم بكل أعمال ذلك اليوم، لا يشغلني أحد، وأكون في خلوة مع ربي، أناجيه بدموع جارية إلى المغرب، وأصلي العشائين..
ومن ثم أنفر كما ينفر الحجاج، متوجة إلى بيتي، وأطلب من الله أن يتقبل كل عمل قمت به لوجهه الكريم. وأشعر براحة إيمانية في داخل نفسي عند عودتي.
ام البنين
/
السعودية
نعم، يا أخي المؤمن كل إنسان بإمكانه أن يأخذ كل شيء، حتى ولو كان على فراشه، إذا كان هناك توجه قلبي لله سبحانه.. فإنا أعرض عليك يا أخي خلاصة تجربتي، التي توضح ذلك:
أنا إنسانة مريضة، وعندي حوائج كثيرة، والكل قدم لي النصائح أن أذهب إلى الأماكن المقدسة، ولكن الظروف لم تساعدني، فبدأت بتكوين علاقة مع الأئمة، عن طريق المجالس الحسينية، وإهداء الصلاة على محمد وآل محمد إلى صاحب المجلس..
والآن ببركة التعلق، قضيت لي حوائج كثيرة، منها: أني كنت مصابة باضطراب في الكبد وقد عوفيت منه، ومنها أني كنت مصابة بالاكتئاب وقد عوفيت منه، ومنه أني كنت مصابة بالوسواس وقد عوفيت منه، ومنها أني مصابة بآلام في المفاصل لدرجة لا أستطيع حمل شيء إلى أن وصل الألم إلى يدي وبدأت بالارتعاش، وأحس أنها بدأت تتعافى، وقمت أساعد أمي في المطبخ، ومصابة بالإكثار من التفكير وقد عوفيت منه، وغيرها من الأمور الكثير الكثير الكثير، التي قضيت لي إلى الآن، وإن لم أذهب، فما رأيكم الآن؟.