عندما أكون في خلوة من خلواتي مناجيا أو مصليا، فإنني أحس بجو من الارتباط بالله -تعالى- لا يوصف، ولكن المشكلة تكمن في أنني عندما أختلط بالناس أنسى هذه الأجواء، فتراني من الغافلين تماما، بلا فرق بيني وبين الغير، مما يجعلني أخشى سلب مثل هذه النعمة أو عدم تكررها دائما.. فهل من اقتراح يجعلني أحتفظ بالحد الأدنى من هذه الحالات الكريمة وأنا في الجمع؟!..
بنت علي
/
السعوديه
أحيانا يكون تأثير الجماعة، والأعمال الجماعية كبيرا في النفس.. فمثلا: أعمال يوم عرفة عندما تؤدى بشكل جماعي، لها طعم خاص يختلف عن أدائها بشكل منفرد.
بينما هناك أعمال أخرى الأفضل أن تكون بشكل فردي، مثل: صلاة الليل، حيث الخلوة، والأنس بالمولى عزوجل.. وحيث سكون الروح إلى بارئها.
ولا ننسى أن من ذكر الله في نفسه، ذكره الله في نفسه.. ومن ذكر الله في ملأ، ذكره الله في ملأ خير منهم، وهم الملائكة.. فذكر الله للعبد ثناء عليه عند الملائكة.. وعموما الذكر في كل الأحوال محمود، وله آثاره التي تظهر على الذاكر.
جنةعدن
/
---
جيد أن يعيش الإنسان في عبادته حالة روحانية، لكن المهم أن لا نفصل الدين عن الحياة؛ لأن الدين هو الحياة.. إذا حصل هناك فصل، فهذا دليل أن هناك نقصا في هذ الشخص الذي في الحقيقة عنده فصل بين عبادته وبين أمور أخرى.
لو كان الارتباط حقيقيا، لما حصل هذا؛ لأن الدين المعاملة.. نحن حينما نتعامل مع الناس، نعاملهم مثلما أمر الدين.. لذلك نحترز من أخذ المال الحرام، أو التعدي على حقوق الآخرين.. أنت حين تتكلم، لابد أنك تراعي الآداب التي حث عليها الدين.. أنت لم تفعل ذلك، إلا بأمر من الدين.. الدين أدبنا بذلك؛ لكن إجعل كل ذلك لله.
ابو كريم الحيدري
/
ايران
لو عودت نفسك أن تكون بكل عمل من الأعمال، مرتبطا بالله -واجعل لساني بذكرك لهجا- لما غفلت عن ذكر الله، إن كنت في خلوة أو مع الناس.
العمر ساعة، فلم لا تجعلها كلها طاعة؟!.. هكذا يقول مولى المتقين السالكين.
حسين المرعبي
/
العراق
سئل أحد العلماء الربانيين: كيف استطعت الوصول إلى مستوى من العرفان؟..
قال: والله، ما وصلت إلى ما وصلت إليه، إلا من خلال قضاء حوائج الناس.
فيا أيها المحتار!..
اعلم أن أقصر الطرق إلى المعبود، هو من خلال العباد.. نعم، إن الكثير من المستحبات التي يؤديها الإنسان في ساعات خلواته، لها دور مهم في إعداد وتربية النفس.. ولكن السعي في قضاء حوائج الناس؛ مضمون الإجابة وأجره أكبر وأجزل.
من هنا وجب علينا التمييز بين الاختلاط بقصد القربة، وبين الاختلاط اللهوي الذي هو مكروه على أي حال.. أما الاختلاط الذي بداعي قضاء حوائج الناس، أو هدايتهم، أو على الأقل سماع شكواهم.. وإن لم تستطع قضاء حاجتهم؛ فهو محمود، وفيه أجر كبير لا ينبغي تفويته.
والإنسان يستطيع أن يبرمج حياته، ويعيش حالة من الاستقرار والتوازن بين الحق والخلق.. وإن كان أغلب الناس -وأنا منهم- بين إفراط وتفريط بين الأمرين، والوصول إلى حالة من التوازن صعب جدا.. وعلى أي حال: باستطاعة الإنسان عدم التفريط بساعتين مغفول عن فضلهما، ألا وهي: ساعتي الغفلة؛ أي الساعة التي بعد صلاة الفجر، والتي بعد صلاة المغرب، يمكن للإنسان أن يتفرغ بهما لمناجاة الله تعالى.
حسن الكعبي
/
كندا
هنيئا لك هذا الخشوع في هذا الارتباط!.. وأقترح عليك التسبيح، والاعتبار بكل شيء أمامك: مسموع أو مرئي.
أبا رضا
/
بحرين
أخي الكرم!..
هنيئا لك خلواتك مع رب العالمين!..
الظاهر -والله العالم- أنك تعيش في بيئة مملوءة بالمعاصي.. فلو حاولت -مثلا- أن تخالط من هم أهل للرشاد؛ لما أحسست بهذا الإحساس.. فحاول أن تخالط الناس مخالطة الحذرين، وأن تكون حاضرا غائبا؛ مع الناس بجسدك، ومع الله بقلبك.
مشترك سراجي
/
---
هذا الموضوع يحتاج إلى تعود، فيجب أن لا تترك مجالا للشيطان، بأن يبعدك عن الجمع؛ لأن الصلاة مع الجماعة لها آثار طيبة؛ منها زيادة الترابط مع الغير.
الأمر يتطلب زيادة في الاستعاذة من الشيطان.. ومن وسائل طرد الشيطان:
قراءة القرآن، وطول السجود خصوصا بعد الانتهاء من الصلاة مباشرة.
فكر قدر المستطاع بأنك أتيت إلى الله، وليس إلى الناس.. وذلك قبل البدء بالصلاة، وحاول قراءة بعض الأذكار قبل الصلاة، مثل: (وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين).
ومع الاستمرار على ذلك؛ فإن هذه المشكلة ستضمحل إن شاء الله.
أبو الفضل
/
سلطنة عمان
أخي العزيز!..
فكر دائما بوجود ومراقبة رب العالمين عليك، وتذكر بأنه لن ينساك، ولا ثانية من حياتك.. فإن تذكّر اسمه الكريم، يريح القلب، {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
أم السيد عباس
/
البحرين
إحمل سبحة في يديك، وحاول أن تردد تسبيح فاطمة الزهراء (ع)، واذكر الله بما تشاء.. وقبل قدومك أو وجودك في الجمع؛ تذكر القربة إلى الله من وجودك معهم.. وإن شاء الله هذه النعمة، لن تسلب منك.
مروان
/
القدس
جزاك الله خيرا على هذا السؤال المفيد!..
أما بعد:
فأنا أنصحك بأن تكثر من ذكر الله -تعالى-؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- يقول الله تعالى: أنا مع عبدي ما تحركت شفتاه بذكري.. وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه.
وأن تكثر من الدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى- فأفضل عمل أن تصلح الناس مع الله، وأن تردهم إلى دينهم.. وعندما يرونك الناس لا تتكلم إلا بذكر الله، وبذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسوف يتأثرون بك.. فالمجلس الذي لا يذكر فيه الله ولا رسوله، سيكون وبالا على على أصحابه.
وما لي لا أبكي ولا أدري الى ما يكون مصيري
/
---
كلمات بسيطة وسهلة، ولكنها في التطبيق ليست سهلة ولكن.. كما قيل:
"من طلب العلى، سهر الليالي".
في الدرجة الأولى يبحث الإنسان عن سبب الغفلة التي تحصل في الاجتماع مع الناس ما هي؟..
- إن كانوا من المؤمنين، فلن يدعوك تنسى الله، ولن يجعلونك غافلا؛ لأن المؤمن هو دائما مذكرا بالله.
- وإن كانوا مجتمعين على منكر، كيف أدخل معهم؟..
- وإن كان لقائي بهم من الاختلاط المحرم، فكيف لي أن أكون من الذاكرين وأنا أرتكب معصية؟..
أيضا جاء بالروايات: أن مخالطة النساء، تميت القلب.
- وإن كنت تاركا واجبا معينا (تجاه الوالدين، أو الزوجة، أو الأولاد، أو الأقارب، أو تعلم مسائل دينية أنا مبتلى فيها وأجهلها، أو في إرجاع حقوق معينة لأصحابها، وغير ذلك، وجالسا معهم للتسلية.. كيف لي أن أحافظ على حالة الخشوع لدي؟..
- وإن كان انشغالهم دائما بأمور الدنيا، فمن الطبيعي أن ذلك يقسي القلب، كما جاء في الحديث القدسي -ما مضمونه-: يا بن آدم!.. قضيت عمرك في طلب الدنيا، فمتى تطلب الآخرة؟..
ضع صورة مهمة أمام عينيك، واجعلها تتغلغل في أعماق نفسك: "إنك صائر إلى الموت، وليس راجعا إلى الولادة"!..
وامض بـهذه الحقيقة، ولن تكون من الغافلين أبدا!..
وكيف يغفل عن الموت، من هو صائر إليه، وهو يطلبه أينما كان، وبأي شيء انشغل!..
"وكفى بالموت واعظا" كما ورد في الحديث، والله أنه لحق.. أنه كفى أن يستقيم المرء في كل حالاته، أن يعلم أنه صائر إلى الموت، وإن لم ترد فهو صائر إليك حتما.
الزبيدي
/
بلد الائمه المصومين
أخي المسلم!..
إذا أردت الاستمرار بالروحانيات، فاجعل كلامك مطابقا لفعلك، وقلل كلامك، وصن جوارحك من الآثام: (السمع، والبصر، واللسان، والشك، وتفسير الأمور بالظاهر على السوء بالأخص).
إجعل قلبك سليما، وغض بصرك.. قال أحد المعصومين (عليهم السلام) -ما مضمونه-: (غضوا أبصاركم، ترون العجائب).
إبتعد عن الناس الذين يغتابون الناس، ويتكلمون عن عيوب الناس، وينسون عيوبهم.
وأكثر من الاستغفار، فنحن لسنا بمعصومين.. فالمعصومون معروفون؛ محمد وآل بيته (عليهم السلام).
إعلم أن الإرادة والتوكل على الله، والتوجه بمحمد وآل بيته (عليهم السلام) إلى الله هي كافية لأن تثبتك على الروحانية الدائمة مع الله.
إجعل غايتك مرضاة الله بكل شيء، فمن أراد مرضاة الناس بسخط الخالق، خسر الله والناس.
واسأل نفسك وحاسبها: هل العمل الفلاني -على سبيل المثال- يرضي الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟.. {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون الى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}.. وهل يرضي إمام زمانك المهدي (عجل الله فرجه الشريف)؟..
وادع بدعاء الفرج: اللهم!.. كن لوليك الحجة بن الحسن -صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين- في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا؛ حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا، وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره وبركته، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصل يا ربي على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
عبدالله
/
في أرض الله الواسعة
أنقل لكم -أخي في الله- أحاديث عن مدرسة أهل البيت -سلام الله عليهم- عما ورد في الوحدة.. وأسأل الله أن يوفقنا في التمسك بها، فهي تتطلب بعض جهاد النفس.. وأسأل الله أن يوفقكم في ما فيه الخير والصلاح، والثبات على نعمة الإسلام، وموالاة أهل البيت سلام الله عليهم.
قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
«العزلة أفضل شيم الأكياس».
«في اعتزال أبناء الدنيا جماع الصلاح».
«الوصلة بالله في الانقطاع عن الناس».
«من انفرد عن الناس، أنس بالله سبحانه».
«لا سلامة لمن أكثر مخالطة الناس».
«ملازمة الخلوة دأب الصلحاء».
«سلامة الدين في اعتزال الناس».
«من اعتزل الناس سلم من شرّهم».
«مداومة الوحدة، أسلم من خلطة الناس».
«كان لقمان (عليه السلام) يطيل الجلوس وحده، وكان يمرّ به مولاه فيقول: يا لقمان، إنّك تديم الجلوس وحدك، فلو جلست مع الناس كان آنس لك.. فيقول لقمان: إنّ طول الوحدة أفهم للفكرة، وطول الفكرة دليل على طريق الجنّة».
«من حديث الإمام الكاظم (عليه السلام) لهشام بن حكم، قال (عليه السلام): الصبر على الوحدة علامة على قوّة العقل، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند الله، وكان الله أنيسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة ومعزّه من غير عشيرة».
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل، فإنّ عليك في خروجك أن لا تغتاب ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنّع ولا تداهن».
«كان شخص يبكي عند قبر النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقيل له: ما يبكيك؟.. فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ اليسير من الرياء شرك، وإنّ الله سحبّ الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم مصابيح الهدى».
يقول الإمام العسكري (عليه السلام): «الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم».
قال الإمام الصادق (عليه السلام): «خالط الناس تخبرهم ، ومتى تخبرهم تقلّهم».
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «من عرف الله توحّد ، من عرف الناس تفرّد».
«ولمّـا سئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن علّة اعتزاله؟.. قال: فسد الزمان وتغيّر الإخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد».
ولنا روايات كثيرة تمدح العزلة بشرطها، كما أنّ العرفاء حثّوا طلاّب السير والسلوك في بداية أمرهم على ذلك.
فقيل: ما اختار الخلوة على الصحبة، فينبغي أن يكون خالياً عن جميع الأذكار إلاّ ذكره، وعن جميع الإرادات إلاّ أمره، وعن جميع مطالبات النفس إلاّ حكمه.
الوحدة جليس الصديقين وأنيس الصادقين، ليكن خدنك الخلوة، وطعامك الجوع، وحديثك المناجاة، فإمّا أن تموت وإمّا أن تصل.
وكان بعض العارفين يصيح: الإفلاس الإفلاس!.. فقيل: وما الإفلاس؟.. قال: الاستيناس بالناس.
وقال الشيخ البهائي:
كـــن عن الناس جانبا وإرض بالله صاحبا
قــلب الناس كيف شئت تجـدهم عقاربا
الراجي رحمة الله
/
عراق الائمة
أخي العزيز!..
في مثل هذه الخلوة تتحقق من معرفتك بالله، ومدى ارتباطك الروحي به -تعالى- وسل نفسك: إن كانت متيقنة أن الله معها؟.. وإن لم تكن هي معهن، فإن لم تكن كذلك، فعرفها ذلك، وراقبها إلى أن تصبح الحالة معك ملكة، وتتيقن أن الله في كل خلقه.
سيد صباح بهبهاني-Behbahani
/
Ingolstadt -Germany
قدسية العمل في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
{فاذا قضيت الصلاة فانتشروا في الارض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.. الجمعة 10
لقد قدس الإسلام العمل، وكرم العاملين والمنتجين، واعتبره شرفا وجهادا، وصورة معبرة عن ذات الإنسان واستعداداته.. فبالعمل يؤدي الإنسان رسالته الإعمارية في هذه الأرض.. وبالعمل يتطابق مع دعوة القرآن إلى الإعمار والإصلاح في هذه الأرض.. ولذا قال تعالى: {انشاكم من الارض واستعمركم فيها}.. هود61
ومن هذه الدعوة الصريحة، حث الإسلام على العمل، وحارب الكسل والإتكالية.. ودعا إلى الجد، وبذل الجهد من أجل تحصيل الرزق، والانتفاع بطيبات الحياة، وإعمار الأرض وإصلاحها.. وقد ضرب الرسول (ص) وخلفاؤه -رضوان الله عليهم- أروع الأمثلة في الجد، وممارسة العمل، والنزول إلى ميدان الحياة.. فلم يستخفوا بالعمل، ولم يحتقروا العاملين.. بل كرموا العمل والعاملين، واستنكروا الخمول والاتكالية والكسل؛ لأن العمل في عرف الإسلام هو بذل الجهد من أجل إشباع حاجة إنسانية محللة.. وهو ضرب من ضروب العبادة، وتحقيق لإرادة الله وحكمته في الأرض، والسعي للبناء وفق مشيئته تبارك وتعالى.. ولكي يحقق الإسلام فكرته هذه، جعل إشباع الحاجات الشخصية واجبة من حيث الأساس على الإنسان نفسه، لكي لا يتوانى عن الكسب ومباشرة العمل بنفسه.. ولذلك وضعت الشريعة الإسلامية فروضا على إعطاء الزكاة للفقراء القادرين على العمل والكسب.. إلا إذا خرجوا للكسب، ولم يحصلوا على شيء.
فإن هو عجز عن توفير حاجاته كاملة، انتقلت مسؤولية إشباع هذه الحاجات إلى الداخلين معه في علاقات النفقة والتكافل: كالآباء والأبناء والأرحام، فإذا تعذر النهوض بمسؤولية الكفالة هذه، وإشباع الحاجات الضرورية؛ انتقلت المسؤولية إلى المجتمع، أو الضمان الاجتماعي للدولة.
ولكي يتجلى للفرد اهتمام الإسلام بالعمل والإنتاج، أوضح جملة من النصوص والمواقف التي تؤكد حرص الإسلام عليهما، وحثه على تنمية الثروة لإعمار الأرض.. وإنما الحضارة والاستمتاع بطيبات الحياة، وإسعاد الإنسان، وربط كل ذلك برباط الإيمان، والتوجه الشكور إلى الله سبحانه قال تعالى كما ذكرت أعلاه من سورة الجمعة 10 وقال تعالى: {هو الذي جعل لكم الارض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه واليه النشور}.. الملك15
وقال خير الثقلين حبيب الله (ص): إن أصنافا من أمتي لا يستجاب لهم دعاؤهم: رجل يدعو على والديه.. ورجل يدعو على غريم ذهب له بمال، فلم يكتب عليه، ولم يشهد عليه.. ورجل يدعو على امرأته، وقد جعل الله -عز وجل- تخلية سبيلها بيده.. ورجل يقعد في بيته ويقول: رب ارزقني، ولا يخرج ولا يطلب الرزق، فيقول الله عز وجل له: عبدي!.. ألم أجعل لك السبيل إلى الطلب، والضرب في الأرض بجوارح صحيحة، فتكون قد أعذرت فيما بيني وبينك في الطلب لاتباع أمري، ولكيلا تكون كلا على أهلك.. فإن شئت رزقتك، وإن شئت قترت عليك، وأنت غير معذور عندي.
وعن أبي عبد الله (رض) قال: قال رسول الله (ص): (ملعون من ألقى كله على الناس).
وعن أبي جعفر (رض) قال: قال رسول الله (ص): (العبادة سبعون جزءا، أفضلها طلب الحلال).
وعن الإمام الصادق (رض): (لا خير في من لا يحب جمع المال من حلال، يكف به وجهه، ويقضي به دينه، ويصل به رحمه).
وروى الإمام أبو الحسن علي بن موسى عن أبيه (رضوان الله عليهم) قال: (قال أبي لبعض ولده: إياك والكسل والضجر؛ فإنهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة)!..
وقال الإمام الصادق (رض): (الكاد على عياله، كالمجاهد في سبيل الله).
وقال أبو الحسن كرم الله وجهه: قال رسول الله (ص): إن النفس إذا أحرزت قوتها، استقرت).
وقال رسول الله (ص): (ما من مسلم زرع زرعا أو يغرس غرسا، فيأكل منه الإنسان أو دابته؛ إلا وكتب الله له به صدقة).
ولم تكن -يا أعزة- هذه الأقوال الرائعة التي تقدس العمل، وتدفعه إلى مستوى الجهاد والعبادات، وأقوالا قيلت لتحفظ في بطون الكتب، أو في أذهان الحفاظ.. بل هي أسس ومبادئ تشريعية وأخلاقية تقوم على قواعد عقائدية إيمانية، وضعت ليقوم عليها بناء الحياة المعاشية، وتشاد على هديها حضارة الإنسان المسلم، ويتكون على هداها مفهومه عن العمل، والمال والثروة، وإعمار الأرض، وإصلاح الحياة، وملئها بمظاهر النشاط وعطاء الخير المثمر.. لذا يجب على كل فردا أن يقاوم فكرة البطالة، وحث أصحابه وإخوانه وأرحامه على العمل، ويدا بيد لبناء الوطن.. وقد جسد عظماء الإسلام هذه الأفكار حقيقة عملية في ساحة العمل، فمارسوا الأعمال والأشغال بأيديهم: فحرثوا الأرض، وسقوا، وزرعوا، واحتطبوا، ومارسوا الكثير من الأعمال.. فما أنفوا من عمل حلال، وما ترفعوا عليه وإن كان متواضعا بسيطا في أعين الناس؛ لأن هؤلاء العظماء، لم يعدوا نوع العمل أو ضعته، بل عرفوا قيمة الإنسان في ذاته، وفهموا العمل المباح وسيلة للكسب زاد أمة الحياة وإنعاشها.. ليكونوا قدوة للأمة المسلمة التي أراد الله لها أن تكون أمة منتجة معطاءة، لا تعرف الكسل، ولا تركن إلى الاتكالية والخمول؛ لئلا يتدهور كيانها وتضعف مكانتها.
وألفت نظرك -عزيزي- إلى شواهد تاريخية، والاقتداء بها، والكل يعرف سيرة الرسول (ص) من عمل التجارة، ورعي الغنم في حياته قبل النبوة.. ومارس الزارعة، وغرس النخيل في المدينة أيام النبوة، ومثلها أيضا ما رواه القران الكريم عن تأجير النبي موسى (ع) لنفسه يشتغل فيها أجيرا في بيت شعيب (ع).. وكان الخلفاء الراشدون -رضوان الله عليهم- أيضا وكان الصديق (رض) أيضا يعمل، والفاروق (رض) أيضا يعمل، وعثمان (رض) يعمل، وكان تاجرا وأنفق ماله فيها.. وعلي -كرم الله وجهه- كان فلاحا، وقد روي أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كان يخرج ومعه أحمال النوى، فيقال له: يا أبا الحسن، ما هذا معك؟.. فيقول: نخل -إن شاء الله- فيغرسه، فلم يغادر منه واحدة).. وأن داود (ع) كان حدادا، والنبي نوح (ع) اشتغل نجارا، والكل يعرف قصته في القرآن. ومرة أخرى يدا بيد لبناء الوطن.. ونعم ما قيل:
وضع من الأوقات شطرا تعمل .. فيه، وما علمـك لولا العمل
واقتف في الطاعة أثار الحجج .. ولج في الخير، فمن لج ولج
ونور القــلب يذكره الحسن .. ودم عليه فهو من خير السنن
وصل في أوقــاتها، وواظب .. على المتمــات من الرواتب
واعرج إلى الله بها واستقبل .. بخالص النيـة وجهــه العلي
jassima
/
ksa
عن الإمام العسكري (ع) قال: من استـأنس بالله، إستوحش من الناس.
وقال التلميذ لأستاذه عندما رآه جالسا لوحده: أراك وحيدا، فأجابه الأستاذ: لما أتيتني أصبحت وحيدا.
بنت علي
/
النجف الاشرف
أخي العزيز / أختي العزيزة!..
ما أحلى الخلوات مع رب العباد!.. وما أحلى الارتباط بالخالق العظيم!.. ولكن الاختلاط مع الناس، هو ما يريده الله منا.
كلنا قرأنا القرآن والأدعية الشريفة، لكن من منا يستطيع أن يكون أسوة برسول الله وأهل بيته؟!..
قال رسول (ص): أهل بيتي سفينة النجاة: من ركبها آمن، ومن تركها غرق.
ليتنا في كل وقت لنا نكون مثل قدوتنا، وفي كل مكان؛ ننفع الناس وأنفسنا!..
في الخلوة مع رب العالمين، ومع الناس، وجودنا كله فائدة للجمع: مرة نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ومرة نشارك في حل مشكلة أحد، ومرة نساعد في مشروع خيري، ومرة نزور مريضا، أو نصل رحما، وغير ذلك من تلك الأعمال التي فيها تقربا إلى الله أكثر.
بقية الله
/
القديح
تمسك بمحمد وآل محمد (عليهم الصلاة والسلام)!..
اجعل ذكر الله في قلبك وتسبيحه!..
واتصل بربك في أفضل الساعات، وهي: آخر ساعة من النهار، وأول ساعة من النهار!..
والتزم بثلاث: قلة الطعام، وقلة الكلام، وقلة النوم!.. فإذا أحب الله عبدا، ألهمه قلة الطعام، وقلة الكلام، وقلة المنام.
خادِّمْ .. عُشاقَ الزهراءِ (ع) .. (النجاةُ في الصدقِ) -
/
العراق
في البدء.. أُحبُ أن أطرح سؤلاً: هل جربت متعة الخلوة مع الله -جل جلاله- في الليل والناس نيام؟!.. إنها لحظات سماوية خالصة لله، تعطيك الروحانية بأجلى صورها، أولئك الذين عاشوا التجربة، وذاقوا ما فيها من لذة عجيبة، تعجز عن وصفها الكلمات.. هي لحظات من عمرك!..
ولكن من قال: أن لحظة واحدة خالصة صافية مع الله، أنها من ساعات الدنيا؟!.. كلا!.. كلا!.. كلا!.. والله!.. بل هي لحظة أُخروية خالصة، تساوي الدنيا كلها بمن فيها وما فيها!..
ليس هذا كلاماً إنشائياً.. والله إنها ساعة تغتسل فيها الروح، ويصقل فيها القلب، وتتزكى فيها النفس، وتشف فيها المشاعر، وترف الأحاسيس.. ويمتلئ القلب بنور السماء، حتى تفيض منك عيناك رغماً عنك وأنت تناجي مولاك.
في صلاة الليل زاد وري، وفي صلاة الليل طاقة ووقود.. ركعات في جوف ليل، لا يعلم بها إلا الله، تسافر خلالها الروح سفرا عجيبا، تستجلب لك البركات والرحمات والخيرات والأنوار، تهب على قلبك خلالها -إذا كنت صادقا في توجيه قلبك إلى السماء- نفحات ربانية خاصة، ليغترف من فيض النور نورا.
ومن هنا كان الصالحون في كل زمان ومكان، يأنسون بالليل؛ لأنهم يختلون فيه مع ربهم -جل جلاله- ساعة من زمانهم، يجدون فيها أنفسهم على باب الآخرة!.. وينفضون خلالها كدر قلوبهم، ويتزودون منها لنهارهم، وهم يواجهون الحياة والأحياء.
عد إلى سيرة الصالحين، واقرأ وتدبر وتابع وتأمل!.. تجد أن قاسما مشتركا بينهم، هو وجدان لذتهم في قيام الليل.. قيل للحسن البصري رحمه الله: ما بال المتهجدين أبهى الناس وجوها؟.. قال: هؤلاء قوم خلوا بالرحمن، فأفاض عليهم نور نوره.
أرجو أن تصغي إلى الكلمات الآتية، التي تحاول أن تصوّر لك هذه المعاني كلها بإيجاز شديد، وبلغة شاعرة تحرك المشاعر:
ركعتـــانْ!..
في سكــونِ الليـلِ عني تجلــوانْ..
ظلمــةَ اليــأسِ، وأكــــدارَ الزمــانْ..
وتُشيعـــانِ الرضى في أُفــقِ نفــسي..
فإذا النجــوى تعالــتْ كالشــذا تمــلأ حـسـي..
وأصــاخَ الليــلُ في محــرابِ أشـواقي وأُنـسـي..
وتهــــاوتْ دمــــعـتــــــانْ..
خشَــعَ القـلـبُ وألقــى العــبءَ في ظــلِ الأمــانْ..
وبـدتْ للـروحِ آفـــاقُ ابتهــالاتٍ.. وتسـبيحٍ.. وقـدســي..
فتـعــرّى كـلّ شـيءٍ دون تمـويـهٍ ولبـــسِ..
فــإذا الدنــيا متــاعٌ زائـــل يُلــهي ويُنــســي..
وإذا أسـمــى المعــاني في مســراتٍ وأنــسـي..
جمعتهــا في سكــونِ الليــلِ..
في ظــلِ الأمــــان..
ركعـتـــــانْ!..
ومع أنه لا يصح أن نقول لك: جرّب هذه الوصفة العجيبة، ولن تخسر.. ذلك لأن المعاملة مع الله لا تحتاج إلى تجريب، فهي مضمونة الربح، رائعة النتائج!.. ومع هذا أقول لك من باب المجاراة:
لا بأس جرّب، ولن تخسر شيئاً.. ولكن بشرط:
لا تستعجل، بل عليك أن تصبر وتصابر، وترابط، وتديم قرع الباب؛ حتى يفتح لك.. وتستمر حتى يتفجر لك الينبوع العذب بسخاء، ويومها فقط ستدرك أنك ولدت من جديد..
هذه هي الخلوة مع الله ما أجملها من خلوة!.. لكن عندما تكون في معترك الحياة، فستكون في خلوة من نوع آخر، وهي خلوة غالبا ما يكون فيها الإنسان بعيداً عن الله.. وهذا إحساس أغلب الناس، وبعضهم يخلو خلوة غير شرعية، تتجلى فيها صور الشيطان بأبهى صورها.
وإليكم أخوتي نظرة عامة للخلوة، عسى أن ينفعكم وإياي الموضوع، ونستفيد منه لنتعلم ونميز بين الخلوتين، ولنعلم أيهما أزكى للنفس وأطيب!.. ولكي يتعمق المعنى ونعرف مصاديقها، والتي من ضمنها المراقبة.. أجملت الموضوع بنقاط معينة، وهي:
أولاً: ماهي الخلوة؟..
الخلوة: هي الحالة التي يشعر فيها العبد أنه لا رقيب عليه إلا الله، وفي هذه الحالة يتبين إيمان الشخص: فإما أن يكون مستحياً من الله، ومتيقنا بأنه ينظر إليه؛ وهنا تتجلى الروحانية وتصبح هي المتسلطة على روح وجسد الإنسان.. وإما أن يكون من الذين قست قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد صلابةً، وهي الحالة التي نفقد فيها الروحانية، وتتجلى فيها صور النفس الأمارة بالسوء؛ ويكون الشيطان هو الظهير والخليل.
وعلى هذا فيمكن أن نقول: أن العبد في خلوة، إذا كان خاليا بنفسه منفردا عن أعين المخلوقين في أي مكان وفي أي زمان.. ويمكن أن نقول: أن العبد في خلوة إذا كان في مكان أو زمان يشعر العبد فيهما أنه لا رقيب عليه إلا الله، وإن كان عنده أحد من المخلوقين، كأن يكون -مثلا- في بلاد تستباح فيها المعاصي علنا، وليس هناك من يعرفه في هذا البلد؛ فهو في هذه الحالة في خلوة، وإن كان هذا البلد مليء بالمخلوقين الذين ربما فعل المعصية على مرأى منهم.
مثال آخر: إنسان نشيط في الدعوة في بلده، فلما عين مدرسا في بلد آخر، وابتعد عن نظر زملائه الذين كانوا يعينونه على هذا الأمر، لما ابتعد عنهم؛ ترك الدعوة، وآثر الخمول.. فهنا هذا الأخ أصبح بعد ذهابه إلى البلد الآخر في خلوة.. وللتنبيه: لا أقصد أن هذا الأخ فعل معصية في الخلوة، لا!.. وإنما تكاسل عن الطاعة، ومن أسباب هذا التكاسل ضعف المراقبة لله، وسيأتي في أحوال هذا المسلم في الخلوة بيان: أن مراقبة الله في الخلوة لا تعني فقط عدم فعل المعصية، وإنما يمكن أن يدخل فيها التكاسل عن الطاعة.
ثانياً: تعريف المراقبة..
عرفت المراقبة بتعاريف عدة متقاربة في معناها، فعرفها رجلٌ حكيم حينما سأله أحدهم: ما المراقبة؟.. قال: كن أبدا كأنك ترى الله عز وجل.
وعرفها بعض فقال: المراقبة علم القلب بقرب الرب.
وعرفها بعضهم بأنها: مراعاة القلب لملاحظة الحق مع كل خطوة وخطوة.
وعرفها البعض فقال: هي خلوص السر والعلانية لله عز وجل.
وهذه التعاريف كما سمعت متقاربة، ويمكن جمعها بتعريف واحد وهو: دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه على ظاهره وباطنه.
ثالثاً: أحوال المسلم في الخلوة:
الحالة الإولى: المسلم في الخلوة: إما أن تكون حاله كما هي في العلانية والظهور، أو تكون في الخلوة أفضل.. وهذان مقامان عاليان، ليس محل الكلام عنهما هنا.
أو يكون المسلم في الخلوة أقل حالا منه في العلانية، وهذا هو الغالب على كثير من الناس.. ثم إن هؤلاء لا يختلفون فمنهم من يتكاسل عن الطاعات في الخلوة، ويترك أعمالا فضلى كان يعملها في العلانية، وإن لم يرتكب في خلوته المحرمات، كمن ينشط في قيام الليل مع زملائه أثناء اجتماعه معهم.. فإذا كان في بيته لوحده ترك هذا الأمر، أو يكون نشيطا في الدعوة إلى الله مع زملائه.. فإذا اختفى عن أنظارهم، كأن يذهب في الإجازة بعيدا عنهم.. أو يكون قد عين مدرسا في بلدة أخرى، ترك هذا الأمر، وآثر الراحة والكسل، أو ينكر المنكر إذا كان يسير مع زملائه في سوق.. فإذا كان لوحده لم ينكر، وغير هذه الأمثلة كثير.. فهنا أصبح حال المسلم في الخلوة أقل من ناحية فعل الطاعات منه في العلانية، نعم قد يكون هناك أسباب أخرى لحصول هذا الشيء، من مثل كون الإنسان ينشط مع زملائه؛ لأنهم يعينونه على الخير، ويجد فيهم القدوة.. فإذا كان لوحده، لم يجد من يعينه على ذلك، إلا أن من هذه الأسباب ضعف المراقبة لله عز وجل.. هذه حالة من أحوال المسلم في الخلوة.
الحالة الثانية: من الناس من يعمل في الخلوة ما لا يليق به كمسلم صالح، وإن لم يكن هذا العمل محرماً، كأن يفعل مكروهاً، أو يكثر من مباح يضيع عليه وقته دون فائدة، بينما تجده في العلانية مبتعداً عن هذا الشيء، فهذا إنما فعل ذلك لضعف المراقبة عنده.
الحالة الثالثة: هناك من يرتكب المحرمات، وينتهك حرمات الله في الخلوة.. وهذا تقريباً هو الذي ينصب عليه الكلام في هذا الموضوع، ولاشك أن من فعل هذا إنما فعله لضعف المراقبة لله سبحانه وتعالى.. وهناك من يعمل في الخلوة أعمالاً مباحة، لا يعملها في العلانية حياءً من الناس؛ لأنهم يعدونها من خوارم المروءة، بينما هي في الخلوة لا تعد كذلك.. وهذا من مثل حسر الرأس؛ أي كشف الرأس عند من يرى أنه من خوارم المروءة، ونزع اللباس الخارجي، والإبقاء على اللباس الداخلي الساتر للعورة فقط.. فهذه الأشياء لا بأس بها، ولا تدخل في موضوع المراقبة، وإنما ذكرتها فقط للتنبيه على عدم دخولها في الموضوع.. فهذه داخلة في العادات لا في العبادات.
رابعاً: حرص الإسلام على تنشئة المراقبة وتنميتها..
لقد حرص الإسلام على أن تكون مراقبة العبد لله -سبحانه وتعالى- قوية متمكنة في نفسه، تحرسه إذا خلا بنفسه، فلا ينتهك حرمات الله، ولا يقصر في أداء الطاعات.. وحتى لو أخطأ، وضعفت هذه المراقبة في وقت ما؛ فإنه سرعان ما يتذكر اطلاع الله عليه، وعلمه بما يقع منه؛ فيقلع عن هذا الخطأ، ويندم على فعله، ويعزم على ألا يعود إليه، ومما يدل على حرص الإسلام على ذلك ما يلي:
1- الأمر بتقوى الله في الخلوة: ففي الحديث المروي في الصحاح وغيرها: (اتق الله حيثما كنت، واتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن).
ومراده في قوله: (اتق الله حيثما كنت)؛ أي في السر والعلانية، حيث يرونه الناس وحيث لا يرونه، وعند أحمد، عن أبي ذر: أن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال له:
(أوصيك بتقوى الله في سر أمرك وعلانيته).
2- ذكر صفات الله المقتضية لتلك المراقبة: يقول الله عز وجل: {إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}.. النساءْ:1
ويقول عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}.. الحج :75
ويقول: {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.. الانفال:61
ويرها من الآيات.
3- التصريح بعلم الله، لما يفعله العبد صغيراً كان أم كبيراً، في الخلوة أم في العلانية: يقول الله عز وجل: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}.. يونس:61.
وقال: {ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ}.. يونس:14
وقال عز من قائل: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ * إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.. الشعراء:217-220
وقال: {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}.. طه:7
وقال عز وجل: {وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}.. البقرة:235
وقال: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَخْفَىَ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء}.. آل عمران:5
وقال: {وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ}.. النساء:108
وقال: {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.. المجادلة:7
4- الاستنكار على من استخف بعلم الله، لما يفعله العبد: كما قال عز وجل: {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}.. العلق:14
وقال: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}.. الزخرف:80
وقال: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللّهَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ}.. التوبة:78
5- الحث على الحياء من الله، فمن استحيا من الله لم يبارزه بالمعصية في الخلوة: جاء في الحديث: (أوصيك أن تستحي من الله، كما تستحي من الرجل الصالح في قومك).
وفي الحديث الذي رواه أحمد والترمذي: (استحيوا من الله -تعالى- حق الحياء من استحيا من الله حق الحياء.. فليحفظ الرأس وما وعى، وليحفظ البطن وما حوى، وليذكر الموت والبِلى.. ومن أراد الآخرة ترك زينة الحياة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء).
6- ترتيب الأجر العظيم على مراقبة العبد لربه: ففي حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ذكر من هؤلاء (ورجلٌ ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجلٌ دعته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه).
7- المنزلة العظيمة للإحسان، وأنه أعلى مراتب الدين: وحقيقته أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. وهذه هي المراقبة؛ لأن الإحسان هو أن يعبد المؤمن ربه في الدنيا على وجه الحضور والمراقبة، كأنه يراه بقلبه وينظر إليه في حال عبادته.
خامساًً: نموذج لمراقبة الله في السر والعلن..
النماذج كثيرة، ولكني سأقتصر على نموذج واحد إختصاراً:
قصة يوسف -عليه السلام- مع امرأة العزيز: شاب يمتلئ قوة وشباباً وشهوة، تدعوه امرأة ذات منصب وجمال، وفي حال خلوة؛ بعيداً عن أعين الناس، لا رقيب عليهما من البشر، لا يخاف شرطة ولا هيئة، ولا يخاف من أهلها وأقاربها.. بل وتدعوه هي، لم يحتج إلى التفكير في صلة لإيقاعها في المعصية، فكل شيء مهيأ لم يتصل عليها ويعاكسها ويواعدها، ولم يتعرض لها في السوق، لم يسافر لأجلها.. بل هي التي تعرضت له، وتهيأت له، وهيأت له أسباب المعصية.. ومع ذلك كله يقول: إني أخاف الله!.. ما الذي حمله على ذلك وهو في الخلوة؟.. إنها مراقبة الله، تذكّر اطلاع الحق عليه، فترك المعصية لله.
أخي العزيز!.. قارن بين هذه الصورة؛ صورة العفاف بأبهى صورة، وصورة أخرى لشاب يتعب نفسه في الاتصال على الناس، لعله يظفر بصوت امرأة، فإذا ظفر به بدأ ينمق الكلام ويحسنه، لعله يستطيع إيقاعها، ويبذل كل ما في وسعه ليحصل على المعصية.. فإذا لم تتهيأ له في بلده، جمع المال، وأتعب الجسد، وبذل الأسباب لكي يسافر إلى بلد تتهيأ له المعصية فيه.. بالله عليكم كم الفرق بين الصورتين، كلاهما شاب نفسه توّاقة وجسمه صحيح، ولكن بينهما فرق في مراقبة الله تعالى، بينهما فرق: فالأول يعلم أن الله مطلع عليه، ويستحضر هذا العلم في خلواته.. بينما الآخر علمه ذلك علم نظري، لم يستفد منه في التطبيق.
سادساً: المراقبة والتربية..
المراقبة ركيزة أساسية في التربية، وذلك لأن المربي قد يربي من تحت يده، على مراعاة أوامر الله، والانتهاء عن نهيه.. فيعلمها هذا المتربي، مادام المربي ينظر إليه، أو مادام ينظر إليه من يخبر هذا المربي.. فإذا ما ابتعد عن المربي، لم يجد ما يدفعه إلى امتثال الكلام الذي تعلمه وربِّي عليه، إلا إذا غرس المربي في نفس المتربي مراقبة الله؛ فإنها حينئذ تكون حارساً تحرسه إذا خلا بنفسه، فلا ينتهك حرمات الله، ولا يهمل ولا يقصر.. وحتى لو أخطأ؛ فإنه سرعان ما يتذكر اطلاع الحق عليه، فيبادر إلى التوبة النصوح.. وبذلك يضمن المربي استمرار المتربي على ما تربى عليه من أخلاق فاضلة ونحوها، حتى لو ابتعد عن نظر المربي.. وأضرب هنا مثالين لعله يتضح المقصود:
الأول: الوالد عندما يربي ابنه على أداء الصلاة في المسجد، وأن يؤديها إذا أداها بخشوع، قد يفعل الابن هذا الشيء مادام أن والده ينظر إليه، أو مادامت والدته أو غيرها تنظر إليه؛ لأنه يعرف أنها ستخبر والده بتقصيره لو قصَّر.. لكن هذا الابن عندما يذهب لزيارة أقاربه -مثلاً- ويبتعد عن نظر والده تجده لا يذهب يصلي، أو إن صلى -مثلاً- في البيت دون أن يراه والده، تجده يصلي صلاة سريعة لا خشوع فيها ولا اطمئنان.. لماذا؟.. لأن الأب عوَّده من حيث لا يشعر على مراقبته هو، لا مراقبة الله.. ولو أنه زرع فيه مراقبة الله، لعلم هذا الولد أن الله مطلع عليه.. وإذا ابتعد عن نظر والده، فلم يقصر.
الثاني: شاب مع رفقة صالحة، تجده مادام معهم ويرى أنهم يرونه؛ تجده مقبلاً على الطاعات، مبتعداً عن المعاصي قدر الإمكان.. فإذا خلا بنفسه، أو سافر إلى بلد آخر؛ تجده سرعان ما يضعف إيمانه.. لماذا؟.. لأن المراقبة لله ضعيفة، ولو زرعت فيه هذه المراقبة، لما حدث هذا الشيء بسرعة.
من هذين المثالين يتضح مدى أهمية زرع أو تنمية المراقبة لدى المتربي، ولذا تجد لقمان عندما وعظ ابنه، وحرص على تربيته على جملة من الصفات الحميدة، لم ينس غرس المراقبة لله في نفس ابنه، حتى تكون هي الحارس له في خلوته، فقال كما يقول الله عز وجل عنه: {يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ}.. لقمان:16
ثم بعد ذلك أمره بالصلاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وغير ذلك.
ذكر الغزالي في إحياء علوم الدين، عن الجنيد: أنه أراد أن يختبر تلاميذه في مراقبة الله -عز وجل- فقال لهم: ليذبح كل منكم دجاجة، بحيث لا يراه أحد.. فذبح كل منهم دجاجة، وأتى بها إلا تلميذاً واحداً جاء بالدجاجة حية، فقال له الجنيد: لِمَ لَمْ تذبح الدجاجة؟.. فقال: إنك طلبت منا ألا يرانا أحد عند ذبح الدجاجة، وإني أينما اتجهت لذبح الدجاجة، وجدت أن أحداً يراني.. فقال له الجنيد: ومن الذي يراك على أي حال كنت؟.. فأجابه: الله، فعانقه الجنيد وقال: أنت ابني حقاً.. فينبغي على كل مربي سواء كان والداً أو معلماً أو شيخاً أو غير ذلك، أن يربي في نفوس تلاميذه مراقبة الله أولاً؛ فإنها الأساس في التزام المسلم بدينه، وعدم انتهاكه لحرمات الله.
أخيراً: أيها الأخوة يقول الإمام الشافعي: (أعز الأشياء ثلاثة: الجود من قلّة، الورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى أو يخاف).
الورع في خلوة؛ لأن الورع في العلانية له أسباب تجلبه، وقد يكون لغير الله حظ فيه.. أما الورع في الخلوة؛ فلا يبعث عليه إلا مخافة الله ورجاؤه.
وهذا يعني -أيها الأخ- أن في العلانية ينظر إليك المخلوق، فلا تصفو لك المعصية.. بينما في السر لا ينظر إليك إلا الله، فتصفو عندك المعصية!.. إنك في هذا إن كنت لا تؤمن بأن الله يراك، فلقد اجترأت.
أيها الأخ الكريم!.. إذا دعتك نفسك في الخلوة إلى الحرام، فتذكر نظر الإله لها، وقل: إن الذي خلق الظلام يراني.
إذا ما خلوت الدهـر يوماً فلا تقل خلوت، ولكن قل عليّ رقيب
ولا تحسبن الله يُغفل سـاعة ولا أن ما يُخفـى علـيه يغـيب
تذكر أنك تترك هذه المعصية لله، وأن الله سيعوّضك بخير منها.. فإن زلّت قدمك وأخطأت، فبادر إلى التوبة النصوح، ولا تجعل الخلوة مسرحاً دائماً للمعاصي، كلما خلوت عصيت.
يا مدمن الذنب أما تستحي والله في الخلوة ثانيكــا
غـرك من ربك امهالـُـه وستره طول مساويكــا
ونصيحتي لكم جميعاً كما قالت الزهراء عشقي: (عليكم بصلاة الليل، وطهارة النفس والجسد، وقراءة القرآن، والصدق في الحديث؛ فإنها أملُ المؤمن).
ابو حوراء
/
العراق
أيها الأخوة الأعزاء!..
إن الخروج من هذه الخصلة المذمومة، تكمن بالإحساس والشعور أن كل ما في الوجود هي محطة للعبادة.. فإن الخلوة مع الله تعالى، هي السمة الأوفر من القرب المعنوي.. وهذا لا شك فيه.. ولكن هذا لا يمنع من جعل كل ما يحيط بالإنسان هو سبيل للقرب والعيش مع الله تعالى {هو معكم اينما كنتم}.. ومع ذلك لابد من الإشارة: أن كل ذلك لا ينال إلا بالمدد من رب العباد، ومنه التوفيق.
om mahdi
/
kuwait
أحاول قدر المستطاع أن أذكر الله -تعالى- بقلبي، وأن أنتبه من الغيبة، وأن لا أتحدث إلا في الأمور العادية التي لا تؤثر علي سلبا بل إيجابا.
جابر مرهون
/
البحرين
في اعتقادي: أن جو الإرتباط بالله، يتجلى عند الاختلاط بالناس.. ولكنه ليس أكثر تجليا من الخلوة بالنفس، فمثلا: في المناسبات الدينية أثناء عاشوراء، وأيام مواليد أهل البيت، وفي الحياة العادية عندما يسخر الإنسان تجمعه مع الناس في حديث مناسب، ويختار الناس المناسبين ليختلط معهم، ولا يجلس مع اتباع الهوى والملذات.. ولكن في الخلوة يكون الارتباط بالله أكبر، حيث أنه لا شيء يشغلك في تلك الفترة، وخصوصا في جوف الليل.. حيث الأجواء تكون مهيأة، وبدون قيود، حيث لا شيء يمنعك عن البكاء، والتضرع إلى الله مثل: الخجل، وغيرها في حالة الاجتماع بالناس.
الدكتور حسام الساعدي
/
ألمانيا
إن الاختلاط بالناس شيء محبوب لدى النفوس، وقد جبلت عليه.. ولذا سمي بني آدم (إنسان) لهذا المعنى.. حيث يختلط بالآخرين، ويستأنس بهم، ويستأنسون به.. وقد حثنا القرآن المبين والرسول الأمين (ص) والأئمة المعصومين (ع) على ذلك كثيرا.
ومما ورد في الأخبار الإمامية قول الإمام الصادق (ع): (أكثروا من الأصدقاء؛ فإن لكل واحد منهم شفاعة)، على أن تكون مؤثرا ومتأثرا بهذه الأجواء الجماعية، وخير العبادات ما كانت على صورة جماعة، ومنها شرعت صلاة الجماعة والجمع.
ومما ورد في سيرة النبي (ص) عن أزواجه وأصحابه (كان رسول الله (ص) يحدثنا ونحدثه بأمور شتى دينية ودنيوية، فإذا دخل وقت الصلاة، قام إليها وكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه)؛ أي أنه لا يفضل على العبادة شيئا، ولا يؤخر العبادة لأي شيء.. فالإرتباط بالله -تعالى- وعبادته غير محدد بالخلوة أو بالإختلاط بل في كل وقت ومكان.. ومن قال لك أنك في الجمع تكون من الغافلين، فلربما كنت متعرضا لقراءة قرآن، أو تفسير آياته، أو رواية حديث شريف، أو نقل أثر وخبر عن المعصومين (ع)، أو نصيحة من العلماء والمفكرين، يكون نفعه على الجمع الذي أنت معهم.
أو كنت في دعاء واستغفار، وتسبيح وتقديس، أو كنت في مساعدة الآخرين وإدخال السرور عليهم، أو كنت مستمعا لذلك ومتعلما، وهذا يحدث كثيرا كما نشاهده بالعيان.. وهذه كلها عبادات كما لا يخفى!..
اسيرة الزهراء
/
المدينه المنورة
أحبائي الأعزاء!..
لن أزيد عليكم أكثر مما ذكره الأخوة الطيبين.. بل أثني على كلماتهم الذهبية، وآرائهم المفيدة، الناتجة عن تجربة شخصية، أو عن محاولة جادة للوصول لحل.. وكما ذكرتم: أن الحل الوحيد هو:
1. هو اللجوء لله بالتضرع، والتوسل، والأذكار في الصباح والمساء.
2. وأخذ وقت كاف من اليوم، لجعله للتفكر والتأمل في خلق الله.
3. وقراءة آيات من القران، وبعض الأدعية للحفظ والانتباه والغفلة.
4. ومداومة الصلاة على النبي، وتعويد النفس على المحاسبة الدائمة.
5. والابتعاد عن المعاصي والمفاسد، وعن الغيبة والنميمة.
6. والاستعداد التام للصلاة، بإفراغ النفس من ملذات الدنيا، والتركيز على تلاوة الآيات في الصلاة.
وأخيراً: أدعو العزيز العليم، أن يتقبل كل أعمالنا، ويجزينا بما نقدم من القليل بالكثير الكثير من الجزاء الحسن، ويرحمنا برحمته، ويعطينا النية الصادقة في أعمالنا، ولا يحرمنا شفاعة المصطفى.
محمد
/
السعوديه
أيها السائل الكريم!..
هنيئا لك هذه المناجاة، قم وأعد مناجاتك، واسمع قول سيدك ومولاك الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام): (من أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس).
أكثر من هذا الدعاء: (اللهم!.. أعزني بطاعتك، ولا تخزني بمعصيتك يا كريم، بجاه محمد وآله الطيبين الطاهرين، صلواتك عليه وعليهم أجمعين).
اجتهد -عزيزي- على أن لا تمازح أحدا مزحا يجترئ فيه عليك الناس بالمزح غير اللائق.. ولا تكن لينا فتعصر، ولا يابسا فتكسر.. بل كن بين وبين، واطلب من الله في مناجاتك أن يحفظك من شر الدنيا وشر الآخرة من الجن والإنس.
وارج -أخي- أن لا تحرمني من خالص دعائك، وللمؤمنين وللمؤمنات، وبالأخص وبالأولى التعجيل لظهور إمامنا صاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه).. فأكثر الدعاء بهذا، وبلعن الظالمين من ظلم حق محمد وآل محمد.. وسوف تكون على خير.
خالط الناس مخالطة إن عشت معها حنوا إليك، وإن مت بكوا عليك.. هذا ما قاله أمير المؤمنين (عليه السلام).. وإذا أردت أن تعرف كيف هي المعاشرة، فاسأل إمامك فهو الذي قالها، وهو الذي سوف يعلمك ذلك.
وبعد هذه المقدمة، أرجو أن لا تعود للسؤال مرة أخرى؛ لأنك ستكون على خير إن شاء الله.
فاطمة
/
الاحساء
1- يجب على الإنسان أن يتعبد الله في وقت الفراق، فعبادة الله تعمل في زيادة الرزق.
2- وعبادة الله روحانية.
3- وعبادة الله تسهل الأمر، وتطيل العمر، وتوفق العباد.
نجم عبد جنيو الموسوي
/
البلديات
كن مخالطا، وبالنصح معلنا، وفي نفسك لبقية الله (ع) متذكرا، وارغب عن بعضهم معرضا بالحق.. فاغتنم مسرعا!..
موس الفائزي
/
العراق
ما أجمل ما يطرح في هذا الموقع المبارك من أسئلة جياشة لنفوس المؤمنين، لما فيها من النكات العلمية الرائعة والموجهة!.. بارك الله في من شارك ويشارك في إيقاظ الضمائر الهاجعة.
أخي الكريم!.. الارتباط بالله -تعالى- غير موقوف على نوع عبادي واحد، أو ممارسة عبادية واحدة.. وإنما حركة الإنسان في جميع مجالات الحياة، هي عباده لله إذا كانت مقننة على غرار التشريع الرباني.. فالخلوة والتي هي العبادة الفكرية، لا تختلف عن العبادة الجسدية، والعبادة المالية.. فهناك قضاء حوائج العباد، من خلال عملك، واختلاطك بنوعك؛ هي نوع عبادة، وتؤجر عليها.. فوجودك بين الناس، وتقديم ما تستطيع إليهم عبادة.. ولذلك ترى النص المبارك: {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون}.. فارتباطك بالله من خلال الخلوة، هو تقنين السلوك اليومي.
متوكل
/
الغدير
قال أمير المؤمنين عليه السلام: عظم الخالق في أنفسهم، فصغر ما دونه في أعينهم!..
فالسر هو في التعرف عليه -سبحانه وتعالى- فإذا عظم في أنفسنا، سوف لن نرى لغيره كثير وزن، سواء كانوا حاضرين أو غائبين.
ساميه
/
العراق
أختي / أخي في الله!..
إن كل من يحس بالارتباط الصحيح بالله بدرجة عالية، لا أعتقد أنه يتأثر أو تمحو من قلبه لذة التقرب بالله، التي لا توصف بمخالطة الناس، أو الإندماج معهم.. بالعكس، يجب أن يكون التقرب لله في الصلاة أو الخلوات، في روح الفرد المؤمن مثمرا وفعالا في مجابهة المجتمع، وليس فقط في المجابهة.. بل بتغيير المجتمع، وكيفية التصرف معهم، وإيصالهم إلى الشوق والارتباط بالله.
ولا يقتصر الارتباط بالله ولذته في الصلاة فقط، ولكن حتى في العمل؛ أن يكون عمله خالصا لله، أن يكون الفرد قدوة لغيره في السلوك عند الاختلاط بالناس: لين الكلام مع حسنه وصدقه، المودة، الصبر معهم إذا كانوا هم من الغافلين عن ذكر الله.. ويجب المبادرة إلى عمل معنوي لصالح الغير، ويلفت انتباههم بقصد القربة إلى الله -تعالى- وبدون رياء لاستغلال وجودك معهم.
وبهذا العمل تضمن عدم ابتعادك عن الله -عزوجل- وعدم خسارة المجتمع بالأتعاظ من الغير كيفية حب الارتباط بالله عزوجل.
الاخصائية النفسية دعاء الركابي
/
الامارات
من الناحية النفسية: إن الإحساس بالارتباط النفسي في الخلوة موجود عند أغلب البشر، وعندما يكونون مع الجماعة، تقل هذه الحالة الروحانية بسبب الخجل من الآخرين، أو الشعور بشيء من النقص أو أن الجماعة التي يكون معها لا تساعد على الجو الروحاني.
إن الحل الذي نقدمة عادة، هو الحديث الروحي أو الذاتي مع النفس، عن طريق (التشجيع النفسي، والإكثار من الحمد والاستغفار).. هذه العبارات البسيطة، التي لا تؤثر على الجو الذي أكون فيه مع الجماعة، ولكن لها تأثيرا نفسيا كبيرا على شخصية وتصرفات الفرد.
أخي العزيز!.. كل شيء بيدك، ولكن عليك مجاهدة النفس.
دائما عندما تكون مع الله -تعالى- تخيل نفسك في غرفة مستطيلة صغيرة، تحيطك من كل مكان، ولا يستطيع أحد أن يلمسك أو يراك أو يتحدث إليك.
ام صابر
/
---
نصيحتي هي الذكر، ولو في القلب.. أو بصوت خافت، حتى ولو في وسط الناس.
بنت البضعه
/
البحرين
يجب أن يكون في قلبك حب الله دائما، سواء مع الناس أم مع نفسك.. حتى أنك إذا أحسست بخطأ فعلته، تكون الندامة قبل أن تقع في الخطأ.. ومن ثم يجب عليك أن تقرأ سورة الناس؛ لأنها مفيدة لراحة القلب.. وهي مجربة.
مشترك سراجي
/
---
كما أنصح نفسي، وعندما أكتب لكم أكتب لنفسي.
أخوتي الأفاضل!..
أولا: أداء الصلاة بكل ما تستطيع من إتقان، وطبعا البعد عن أي معصية، ثم الذكر بكل الأحوال.. هذه هي المفاتيح؛ الذكر المستمر.
أخوتي!.. كل ماهو آت قريب، هذا ما قرأته لعله في كتاب جامع السعادات.. أسأل نفسي وأسألكم: إذا شاهدت ميتا محمولا إلى دفنه، تخيل أنك مكانه، ماذا تفعل؟.. ألا تتمنى لو لحظة عدت كي تذكر الله بها؟.. أليست الدنيا مزرعة الآخرة؟..
الذي يستثمر كل لحظة من حياته للآخرة، وإن كان مع الناس، يكون داخله ذاكرا.. وبذلك تتحول نفسه إلى جنة لا توصف.
أزهار
/
القطيف
معكم في هذه الدوامة، أكره نفسي عند التوجه للصلاة في المسجد.. فأجد البعد الكامل عما كنت عليه في الخلوة، ليذكرني هذا الوضع بأني لم أصل لشيء.
جميل ما قرأته من ردود!.. موفقين لكل خير
الفارســي
/
السعودية
إن التفكير أو التذمر مما أنت عليه -أخي الكريم- يعد خطوة رائعة، وأسلوب راق ومثمر في هكذا أمور بداية.. فمن يوفق للتلذذ في خلوته مع ربه، حتماَ سيشعر بعدم تكافئ نقيضها.
أخي الكريم!.. ثق بقدرة بذاتك، وتوكل على الله، واعتصم بمحمد وآله الأطهار.
فأنت أهل لذلك، ليس لشيء أكثر مما حباك به الله من نعمة في خلوتك، وتذمر من نقيضها، فحافظ عليها قبل أن تفقدها.
غدير خم
/
السعودية
الصمت محمود عند أهل البيت -عليهم السلام- وهو الطريق إلى معرفة الله -عز وجل- والمعرفة تحتاج إلى عمل ليتقرب به إلى الله -عز وجل- وكلما خطا خطوةً إلى الله، خطا الله إليه خطوات وزاده في العلم بسطاً، وارتقى عنده مقاماً.. وكلما أدبر عن الله خطا إلى الشيطان خطوات ليهدم بذلك مقامه عند الله، ويبتدئ مقاماً جديداً عند الشيطان.. ويبدأ في صراع بين مقام الدنيا ومقام الآخرة.
ويشتد الصراع كلما تقدم الزمن من جيل إلى جيل، ويبقى معيار العدل واحداً.. فمن صنع له مقاماً عند الله فيمن عاصر أهل البيت، يستطيع الآخر في هذا الزمن صنع المقام نفسه، ولا ييأس في من تمسك بولاية أهل البيت -عليهم السلام- وهي باقية حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وهي الحجة على البشر.
أخي الكريم!..
يبدو أنك ترتكب المعصية على بينة، ولا أحد يجبرك على ذلك سوى نفسك.. وإن أجبرك غيرها فكن مطمئن بالإيمان، واستغفر الله فما تجبرك عليه نفسك من معاصي غير مجهولة، لديك محاسب عليه.. وما جهلته، وأجبرت عليه من معاصي؛ يغفره الله.
ولا تجري بنفسك إلى أماكن المعاصي، فيزينها لك الشيطان، واقطع ذلك بالنية الحسنة الصادقة مع الله.. وكن مطمئنا بعد ذلك راضياً مقتنعاً بقضاء الله وقدره.. فكل خير من الله، وعليك شكره وحمده باتباع أمره فيما أتاك الله من خير من خمس وزكاة في المال، وإرشاداً باللسان، وعملاً بالجوارح فيما يرضى الله، واجعله نصراً للضعفاء وكل شر من الظالمين مبتداه من ظلم محمد وآله -عليهم السلام- وولايتهم ولاية من والاهم بالأعمال الصالحات وهم المؤمنون، ومن امتد ظلم من ظلمهم، إليهم والبراءة التبرؤ ممن ظلمهم، وتحمل ظلمهم قربةً إلى الله.
أخي الكريم!.. تقسمت الطرق، وتشعبت، ويكاد خلق الله أن يهلك، وأصبح أمر الولاية في أيدي بعضها غير أمينة، وأخرى جاهلة، وأخرى منعزلة منتظرة ويبدو أنها الفائزة.
أخي الكريم!.. لا يعالج الشر من طرفه، ولكنه يقطع من أصله فيصل الشفاء إلى طرفه، فأصله ظلم محمد وآله وطرفه ما نعيشه من مآسي.. ومخلصنا من ذلك حجة الله الذي يأخذ بثأر أهل البيت عليهم السلام (عج) ويعيد الولاية إلى الخلق من جديد على التوحيد ويقيم العدل.
أخي الكريم!.. لا تنتظر من أحد أن يأتيك بحلول أبدية، إلا من حجة الله على خلقه، وعلينا بالدعاء له بالفرج والتعجيل بالظهور.
صافية الروح
/
السعودية
كنت أعاني من هذه المشكلة، لكن بعدما سمعت كلام الشيخ في كلمة له اقتنعت به.. يقول: لابد أن تكون لك عينان: عين باصرة للآخرة، وعين للدنيا حتى تتواصل مع الناس!..
وطبعاً مثل ما ذكروا بعض الأخوة والأخوات: إن الله يسكن في القلوب الطاهرة.. وهو معك، ويسمعك، ويحس فيك.
مرتضى
/
---
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول المولى في محكم كتابه {إنّ ناشئة الليل هي أشدّ وطئا وأقوم قيلا}.. وفي هذه الآية إشارة واضحة إلى مناسبة الليل وأجوائه الساكنة وهدوئه للمناجاة، والانقطاع إلى الله بروحانية عالية المستوى لا نجدها في النهار، وفي أثناء اختلاطنا مع الناس.
وأنا أرى أن بعض الذكر المنشود من المؤمن في النهار، هو غير بعضه المنشود منه في الليل، مع تقاطع بينهما في مستويات كثيرة أيضا.. حيث أن ذكر الليل يتجسد في بعضه بالمناجاة والتهجد والدعاء وقراءة القرآن، وهو ما يمكن أن نطلق عليه الغذاء الروحي الاتصالي مع الله تعالى.. أما في النهار فالذكر هو ذكر رقابي لله بالدرجة الأولى، حيث الحذر من المعاصي التي يستجلبها الاختلاط بالناس، من نحو: الغيبة، والنظر المحرم، واللغو، والحسد، وغيرها الكثير.. فإن نجح المؤمن في تجنب ذلك كان من أكبر الذاكرين، بل هو لعمري الذكر الأحسن والأعلى مقاما!..
السير الحثيث
/
الأحساء
أقول لكم ولي أولا: كم هي اللحظات التي وقفنا فيها مع أنفسنا وحاسبناها على ما جنت؟..
إن محاسبة النفس، الطريق لإصلاحها.. إن من أهم اللحظات التي لا بد من الوقوف عندها، لحظات الغفلة.
فكثيرا ما ننسى أهمية التعامل مع الناس، ولا نعبأ أنفسنا لمواجهة العباد، بحجة أنهم يضيعون وقتنا.. لكن الأمر بحاجة إلى دراية و ضبط للنفس، كما إن التعقل مطلوب في كل ميادين الحياة.. فعلى الإنسان الذي أخلص في رغبته في ذكر الله، أن لا يهمل جانبا على حساب الآخر؛ لأن التضييع طريق الحرمان، وكثير من الفيوضات الرحمانية سببها ابتسامة في وجه أخ مؤمن.
وتذكر أن الخطأ الذي يصدر منك في حق العباد؛ لا يغفره إلا صاحب الحق، وهذا يعتمد عليه، بخلاف الذنب الذي بينك وبين الله، فإنه يغفره بمجرد توبتك.. ومع ذلك فعلينا ألا نتساهل في ارتكاب الذنوب؛ لأن باب التوبة قد يغلق في لحظة الموت، وأعظم من موت الأبدان موت القلوب، فكل من تحدثه نفسه بالانسياق وراء الشهوات؛ فليتذكر هادم اللذات.
واعلم أن كل زلة تدون في كتاب لا يضل ربي و لا ينسى..... وإن من الذنوب ما يحول بين العبد وربه فتكون حاجزا، وكما قال إمامنا: (ما لي كلما قمت للصلاة بين يديك... الدعاء).
وهذا يجعلك إما تبقى مع الله، ويكفيك، أو تؤثر غيره عليه، وبئس ما اخترت لنفسك!.. والمؤمن يخير نفسه بين الجنة والنار، وبين وجه محمد وأعدائه أهل البلاء، فيقوده حبه لمكان النجاة بفضل الله ورحمته (وبذلك فليفرحوا).. ولا أنسى استحضار وجود صاحب الزمان بيننا، شاكرة للأخوة الذين سبقونا بهذه اللفتات الطيبة.. {إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم}.
احمد
/
العراق
أقترح على الأخوة والأخوات، أن يكون هناك نوع من التفكر في الأمور التي تواجهم أثناء الانشغال مع الخلق، والبحث عن الظاهر والباطن، والأول والآخر في كل الأمور.. ثم اتخاذ العبر من المبتلى والسليم، والجائع والسائل، والمغتاب والنمام، والقليل الكلام والصامت والكثير الكلام، والأعمى والبصير، والمصيبة والفرح، والشجرة والحيوان، والمذنب والمخطيء، والمطيع.. والقائمة لا تنتهي؛ فتحمدالله عند اللزوم، وتستغفره عند اللزوم، وتتوكل عليه عند اللزوم.. وبهذا تستغل كل وقتك في الذكر الخفي.
يا صاحب الزمان
/
البحرين
إن الارتباط الوثيق بالله -عز وجل- في الخلاء، يكون خير معين في الجمع.. ومن أهم الأمور: المشارطة، والمراقبة، والمحاسبة، والمعاقبة؛ ليستقيم تصرف الإنسان.
ومن رزق القلب السليم، والنفس المطمئنة؛ لا فرق عنده في الخلاء أو الجلاء.. فالله -تعالى- معه، ويراقبه في الحالتين، وذلك كأحد المعصومين، ولعل أمير المؤمنين -عليه السلام- حين يذكر أنه لا فرق في تفرق الناس عنه، أو تجمعهم عنده.
ولكن التواجد بين الناس ضروري لعدة أمور، منها: أداء الواجبات الاجتماعية، والدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. ولكن لا يكون التواجد بحيث يذوب الإنسان مع غفلات معظم الناس، فيكون ارتباطه بالناس فيما فيه ضرورة.. أما عداه فلينظر إلى المصلحة من ذلك، ويحاول أن يكون مرتبطا بالله -تعالى- من خلال الذكر القلبي.
ام وارث
/
السعودية
أختي الفاضلة!..
بوركت، وإن شاء الله للمزيد.
أحتفظ بنصائح، أطلب من المولى أن تفيدك إن شاء الله:
1- اطلبي من الله هذا الشيء، من خلال الاستغاثة بأهل البيت (ع) وهو: اللهم!.. ذلل نفسي في نفسي، وعظم شأنك في نفسي.
2- اختلاطك بالناس، وسيطرة الغفلة عليك؛ هو من أمرين: أولا: لأن ذنوبهم لها تأثير على نفسيتك، ويكفي النظر للوجوه، فالإمام علي (ع) يقول: العين بريد القلب.. وثانيا: لقلة الرصيد المعنوي لديكم.
3- كوني مع الناس بجسدك، وأما روحك فمع الله بالذكر.. وانظري للأرض وأنت تذكرين الله.
4- اقرئي آيات من القرآن بنية أن تكون حاجزا بينك وبين ذنوبهم.
5- واظبي على زيارة عاشوراء.
6- مع اختلاطك للناس إن تكلموا عن خير، فشاركيهم.. وإن تحدثوا عن دنيا، فكوني جسدا معهم فقط.
7- ادعي لي بالتوفيق، وقبل أن تدعي أوجه لك أهم أمر وهو: كل ما جلست مع أحد تخيلي أمامك صاحب الزمان (عج) وأنه يريد أن يأخذ عملك بعد الانتهاء من المجلس؛ ستعيشين حالة من الروحانية القريبة.. وبالتدريج ستتجنبين الجلوس مع الناس، إلا للضرورة.
فاطمة
/
البحرين
أخي المؤمن!..
أنا أيضاً أعاني من هذه المشكلة، لكنني وجدت حلاً لها:
أولاً: أن تضع في موبايلك أناشيد عن الأئمة، وأن لا تنشغل عنها.
ثانياً: أن تضع اسم الله في كل مكان، وأن تقرأ آيات الله، وسورة في كل مكانٍ وزمان.
ثالثاً: وإن كنت من الغافلين تماماً، صم ثلاثة أيام أو يومين، وقبل فطورك أطلب نذرك.
ام مريم
/
البحرين
أخي الكريم / أختي الكريمة!..
لكي تعيش الروحانية مع الله عليك:
- التعوذ من الشيطان الرجيم.
- الإكثار من الأذكار: من الصلاة على النبي وأهل بيته، والإستغفار، وغيرها من الأذكار التي تعود بخيراتها على الإنسان المتمسك بها.
- حاول الابتعاد إذا كان ممكنا عن الجماعة التي تبعدك، أو تجعلك غافلا عن الله سبحانه.. وإذا كنت غير قادر، حاول أن تثير المواضيع التي بها تتقرب إلى الله.. وعندما تثار المواضيع التي تبعدك عن الله، حاول الابتعاد ولو لفترة قصيرة.
ام محمد
/
سورية
أخي العزيز!..
نغبطك أولا على ما وصلت إليه.. وهذا هو الاختبار الحقيقي والصعب لك، بحيث أنه لا غنى لنا عن المجتمع والاختلاط.. وربما يكون هذا هو الدافع للتقدم للإمام، حيث نرى الأخطاء التي يقع بها من حولنا، ونحاول الابتعاد عنها.. فإذا لم نر الخطأ، لن نعرف الصواب.
أدعُ الله -سبحانه وتعالى- أن يعطينا وإياكم نعمة القلب السليم، حيث كما قال الإمام الصادق (ع): القلب السليم هو الذي يلقى ربه، وليس فيه أحد سواه.
فعندما يملأ القلب بحب الله، لن يكون هناك أي مجال لدخول أي شيء آخر من حب الدنيا.
وأنصح أيضا بقراءة كتاب (الأربعون حديثا) كما سبق ذكره.
مشترك سراجي
/
---
أخي المؤمن!..
عليك بمراقبة النفس في الخلوة، وعند اختلاطك بالناس!..
سيد صباح بهبهاني
/
---
من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين، فليس من الإسلام!..
بسم الله الرحمن الرحيم
{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}.. الكهف /110
إن كثيرا من الوعاظ، والسالكين والمصلحين، جلُّ همهم ومبلغ علمهم وحرصهم على بيان غضب الله -تعالى- وسخطه وعذابه وانتقامه من العتاة والطغاة والمخربين بأوهامهم التكفيرية الهدامة.. هؤلاء الذين خالفوا أوامر الله ونواهيه؛ ظنا أن عفو الله -تعالى- وسعة رحمته بعباده.. ويدلل هؤلاء الموهومون بأن الله -سبحانه وتعالى- سوف يرزقهم الفردوس الأعلى، مما يجعلهم يتهاونون في واجباتهم تجاه المجتمع، ويقصرون في حب الإنسان والجامعة؛ ظنا أنه يتقي حدود الله.. اتكالا اسم الجهاد!.. أنه وعد، ونسى أنه صلى الله عليه وآله قال: "انصرف من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر".. فقيل له: أو جهاد فوق الجهاد بالسيف؟.. قال: "نعم، جهاد المرء نفسه".
وقال الله تبارك وتعالى: { فاعتبروا يا أولي الأبصار}.. ونسى قول الله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.. الكهف /103ـ 104 . وقال تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا}.. فاطر/ 8 .
{فَأَمَّا مَن طَغَى * وآثر الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى}.. النازعات 37ـ 39 .
الحديث مروي عن أمير المؤمنين (ع): (أن رسول الله -صلى الله عليه وآله- بعث سرية، فلما رجعوا، قال: مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر، وبقى عليهم الجهاد الأكبر.. قيل: يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر؟.. فقال: جهاد النفس).
وعنه صلى الله عليه وآله: (الشديد من غلب نفسه) وفي كتاب المجازات النبوية عنه -صلى الله عليه وآله-: (المجاهد من جاهد نفسه)، وعنه (ص): (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، وتجهزوا للعرض الأكبر).. وليست الكلمات المذكورة مواعظ قيلت لمجرد التذكير والتنبيه القصير الأمد، ولكنها مناهج واجبة الاتباع، تلقى للعمل الدائم الواجب مدى الحياة.. يحرم على الإنسان أن يتبع هوى نفسه ورغباتها، إذا كان هواها ورغباتها مخالفة لما يريد الله، فإن الإنسان إذا ترك نفسه وما تهوى، تمادت في الغي، وأوصلته إلى ما لا يحمد، وجرأته على فعل المنكرات، وترك الواجبات.. ولذلك فيجب عليه أن يغالب هوى نفسه ورغباتها ما استطاع.
ووصف مثل هؤلاء الإمام الصادق (ع): هؤلاء قوم يترجحون في الأماني، كذبوا ليسوا براجين.. من رجا شيئا طلبه، ومن خاف من شيء هرب منه.
وعن أمير المؤمنين علي (ع): (لا يقل عمل مع تقوى، وكيف يقل ما يتقبل).
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله: (إياكم والمحقرات من الذنوب!.. فإن لكل شيء طالبا، ألا وأن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين).. ومعنى هذه الأحاديث، هو شرحه حق النظر، والتأمل فيه.. لأن في مثل هذا الوقت كثرة جنود الجهل، ولم يعرفوا سر ما قيل عن الجهاد.. هم يعملون العكس، يهدمون المعمورة ومن فيها.. إنهم الأبالسة المكارة قرينين الشيطان.. كما قال سبحانه: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ}.. الزخرف /35 . وأنهم فارغين متعطلين عن عمل الخير والإعمار، يشغل باطنهم إبليس وجنده.. وهذه نية خسرانه كما قال عز وجل: {أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين}.
وقال الإمام جعفر الصادق (ع): اصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس بأهله.. فإن لم يكن فأنت أهله.
وقال رسول الله (ص): كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب إغاثة اللهفان.
فهذه مصادر الأحاديث عند المسلمين، لم يكن فيه ذرة استخفاف بالناس وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والتهجير والطرد والهدم وزرع الفتنة بين الجامعة.. هؤلاء -والعياذ بالله- لا يرجون لقاء ربهم، لأن الرجاء هو توقع حصول خير، ومكسب الأماني.. وهؤلاء مكاسبهم خاسرة، وأحلامهم خيالية عائمة.
حنين
/
القطيف
صراحة قرأت جميع التعليقات، وجميعها رائعة.. ولكن أكثر ما دخل قلبي تعليق:
مجروحة الكاظم، ومجهول، وأبو بدر.. وفق الله الجميع!..
الدليل إلى طريق الجليل
/
الاحساء
أخي المؤمن!..
إن الارتباط بالله في حالة الفردية، يكون أبلغ بحيث لا تلتفت إلى أي جهة أخرى غير الله -سبحانه- ولو كان باستطاعتك أن تجمح أفكارك في خلوتك، لكان نصيبك أكثر وأوفر.
أما بالنسبة في حالة الجمع، والجلوس مع الأصدقاء والأخوان.. فلا بد منه، ولا يستطيع أحد أن يستغني عنه؛ لأنه خط الدعوة.. فلا فائدة من عبادة، لا تنفع الناس بها (كونوا زينا لنا، ولا تكونوا شينا علينا).
لكن اجعل كل شيء فيك ينطق لله، واجعل رسمك للناس بحيث ترتبط بالله في جميع أوقاتك، وفي كل أناتك ونياتك.. عود نفسك أن تتكلم مع ربك قبل أن تنام، وعند استيقاظك، وبين صلواتك: أن أنعم عليك نعمة، أو جاءك أحد بشيء قل: شكرا لك يا رب!.. وهكذا حدث نفسك أن كل شيء من عند الله، فاشكر وقت الشكر، اجعل لك وردا أو سجدة بعد كل صلاة بأسلوب وجبات تغذي بها قلبك ونفسك، ويكون ذلك بحيث لا تنطق بشيء -ورد قلبي- لأن النطق راحة الروح، والسكوت راحة العقل، والنوم راحة الجسد.. فيزيد بذلك نصيب روحك، فتقوى، ويكون خطابك بانكسار؛ أي تخاطب ربك بقلبك بانكسار وبحب تقول: أي رب -مثلا- وتقول ما تريد من الدعوات خصصت أي لأن الياء حرف كسري، ويفيد الملكيه ملكي قلبي...الخ، وخصصت تسكين الباء، لوصول الصوت الخفي إلى نهاية الحلق بعد الراء، فتحرك دموع عينيك.
إعمل على أن يكون وقت جلوسك مع الناس، تسبح الله بلسان خفي، حتى لا ينسى جسدك ربه، فيأخذ راحته مع أجساد مماثله له (الناس).
اجعل فكرك مع ربك، بحيث تفكر فيه حتى ينعكس ذلك عليك، وبعد مدة سيكون لك نصيب -إن شاء الله- من الاتصال المتواصل مع الحبيب الأعلى.
العبد الناصح
/
الإمارات
في رأي الشخصي: لابد من إتباع بعض الأمور، حتى يتنتقل الإنسان على حالة الروحانية وسط المجموعة:
أولا: الإستعداد النفسي للقيام بهذه العبادة، وتعهد النفس بأن يقوم بها بأكمل وجه.
ثانيا: إغلاق الموبايل أو وضعه على هيئة الصامت، لكي لا ينشغل أثناء العبادة، ولا يشغل الآخرين.. بحيث يرتب أموره الخاصة قبل المباشرة بالعبادة، ويخلي جميع مسؤولياته.
ثالثا: الجلوس في مكان يسمح للشخص التفاعل الروحاني، وتحاشي التجمعات التي يكثر فيها الحديث، أو مجانبة الأطفال.. بحيث يتشتت تفكيره، ويضيع الفرصة عليه.
رابعا: أن يحمل مسبحة طوال الوقت، يقوم بالتسبيح والتهليل والإستغفار، بينما يستمع للخطيب أو بعد أداء العبادة.
خامسا: يتحاشى الأحاديث الجانبية التي تدخل في دوامات لا نهاية لها.
سادسا: الطلب من الله العلي القدير، أن يتقبل منه هذه العبادة، وإن كان فيها أي ثغر أو خطأ، فلا يؤاخذه عليها.
وأخيرا: أتمنى من العلي القدير، أن يوفقنا وإياكم لبلوغ هذه المرتبة من التكامل.
مشترك سراجي
/
---
آه!.. أعجب من نفسي كيف أني قضيت هذه الحياة مع إيماني بالآخرة، ويقيني بها.. لكن لا يوجد استعداد، بل وكأني أنظرها بعيدة جدا.. وكأني بذلك قد وعدت بطول عمر أعرف مداه، وأني قادرة على أن أعود في الوقت المناسب.
أو أني قد طمأنت نفسي برحمة الله الواسعة، وأنها ستدركني -إن شاء الله- وسوف توقظني في الوقت المناسب، وبذلك قد أسرفت في التسويف.
أبو محمد
/
الأحساء : السعودية
نشكر القائمين على موقع السراج، على الجهد في إيصال صوت أهل البيت -عليهم السلام- إلى كافة أنحاء العالم، والله يعطيكم العافية.
الرجاء منكم مساعدتي في طريقة حضور القلب في الصلاة، حيث أنني عملت المستحيل لكي أكون خاشعا في صلاتي.. ورجائي الدعاء لي بالشفاء العاجل.
ابو الود
/
امريكة
أنا عكس ما تقول، أكون في حال أفضل، عندما أكون مع ناس ذوي احترام، وذوي منزلة.. أستفيد أكثر مما أكون وحدي، أو مع بعض الناس.. ولهذا السبب أبتعد عن كثرة مخالطة الناس.
المنتظرة الموعود
/
---
لا عليك إلا النظر في الجمع هذا، والحشود التي جاءت تعبد الله.. أترينهم جميعاً يرفعون أكفهم، ولا تأتيك الروحانية، أو الجمال الروحي؟.. أترينهم يتضرعون، ويتوسلون بالله، ويركعون، ويسجدون، ويهللون، ويكبرون؛ ولا تعيشين الجو معهم؟..
تفكري ما يفعل هؤلاء؟.. ما هدفهم من هذا الجمع؟.. تفكري في هذا الملك، وهذا الجمع؛ كله لله جاء لله وحده لا شريك له.
تذكري: أن الله يراكم جميعاً، لا يراك وحدك، ويتعطف عليكم جميعاً، يسمع كل حسيس، وكل نجوى.. ربما هناك المنافق يقف بينكم، ربما هناك وهناك.. ولكن جميعنا ملكاً لله وحده، وكلنا تحت عرشه
وهيمنته.
أخيراً عزيزتي: كلما تقربت من الله، كلما عشت الروحانية.. سواء كانت جمعاً أم فرداً، بل في جميع حالاتك.. فقط تقربي منه بشكل أوضح من ذي قبل.
وقد جاءتني فكرة، حبذا لو نفذتيها للتلذذ بالجمال في الجمع كذلك:
ما رأيك لو دعوت زملائك، ومن تعرفينهم على عمل بسيط، يسبقه الوضوء من قبلكم، والاستعداد.. ولكن اختاري من ترينه سيبعث لك هذا الإشعاع الجمالي، كيلا تفقدين ذلك الشعور عزيزتي!..
ام علي
/
السعودية
شيء طبيعي أن يشعر الإنسان بالخشوع أكثر في الخلوة مع الله!.. والإسلام مع هذا يشجع على الصلاة جماعة؛ لأن الصلاة جماعة لها من الخصائص والآثار، ربما لا تتحقق مع الصلاة الفردية، التي من ضمنها:
ذوبان الفرد بالجماعة، والبعد عن التفكير الفردي الأني، والشعور بالغير، وتشجيع الفرد على بذل المزيد من الطاعة، والبعد عن الغرور نحو ما يقدمه من عبادة.. لأنه يرى بأن هناك من هو أفضل منه، ولا ضير من ذلك الإحساس؛ لأنه يعرف أن علاقته مع الله هي أقوى من ذلك.. عليه فقط أن لا يترك الخلوة مع الله، وليترك إحساسه هذا مع الجماعة، فيحس بالجماعة الذي هو جزء منها.
فــاطمـيــة
/
---
ضـع الله أمامك، واعلم أنه يراقبك في كل حين.. وقبل أن تبدأ بشيء، فكر: هل هذا العمل سيرضي الله أم سيغضبه؟..
وكما قال الأخوة: راقب نفسك، وحاسبها، واستحضر دائما أن الله يراك!..
سيد صباح بهبهاني
/
Ingolstadt -Germany
الصلاة بخشوع واجبة، ومخالطة الناس أيضا!..
ساجدة
/
لبنان
أخي السائل الكريم!..
إن العلاقة بالله -عز وجل- تأخذ أشكالا عديدة، بدايتها تكون ما بين الإقبال والإدبار، ما بين الكثرة والوحدة، ولم يبلغ مرتبة الجمع سوى الكمل.. والإنسان ينتقل من الحالات إلى مرتبة المقامات، بعد مجاهدات ومراقبات كثيرة، حتى لا يرى سوى المولى والحبيب {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}.. ونحن في الدنيا عندما تسقط كل الموهومات، وتصحو المعلومات، وتشرق شمس الحقيقة على هياكل التوحيد.. وهذا لا يتم إلا بسير حثيث، ورقابة دائمة، وسعي خالص، واستغناء عن الخلق.
اطلب الخلوة، وأنس بها، وعاشر الإخلاء من يذكرك بالله، وابتعد عن الاختلاط بالنساء، واترك لنفسك راحة في الطبيعة؛ حيث يسبح في آفاق التأمل والتفكر؛ عندها يكون الحبيب قريبا منا.
ابا اليقظان
/
الكويت
أنصح بالوضوء، وتجديد الوضوء؛ حتى لو لم يبطل.. هذا فعل يسير وسهل، ولكن أثره كبير، ولو تبحث في الروايات -مثلا- قال رسول الله (ص): الوضوء على الوضوء نور على نور.
الزهراء عشقي (علمني كل شي لكن نسى ان يعلمني كيف اتنفس واحيى في بعده)
/
العراق
أخي الكريم / أختي الكريمة!..
هذه الحالة هي وساوس شيطان، وهذا مثل بسيط عندما تختلط بالناس وأنت تصلي، سوف تنصت للحديث الذي يدور بينهم، ولا تركز في صلاتك.
اجعل الله دائما أمامك في كل مكان وفي كل وقت، إذا كنت وحدك أو مختلط بالناس.. وحاسب نفسك على ما ارتكتبه من أخطاء خلال النهار، لكي يصحو ضميرك.. وتذكر أن عقاب الله سيكون أشد، ولا تنس ربك ونبيك ودينك ووليك وقرآنك وقبلتك و ترك الشهوات، والتقليل من التفكير في الأمور الدنيوية.
ولا تغرك الدنيا بزينتها، ولا تخرج عن طاعة ربك.. فالدنيا دار الأشقياء، وهي زائلة لا محال، والآخرة دار البقاء وهي الدائمة.. واترك الماديات، وخصص وقتا لمجالسة الأتقياء وأهل الدين، وقراءة المحاضرات الدينية، والاستماع إلى الأدعية؛ كل ذلك له تأثير كبير على النفس، وخصوصا إذا كان مع الدموع؛ لان الدموع تطهر القلب من الذنوب، وتشعر الإنسان بأخطائه.
أما عن نصيحتي لك هي: عليك بصلاة الليل، وصلاة الزوال؛ فإنها أمل المؤمن.
ثريا
/
القطيف
كنت أعاني من هذه المشكلة، ولكني ولله الحمد بدأت أتخلص منها.
أقترح عليكم أخواتي وأخواني بعض ما عملته:
1- الإلتزام بصلاة الليل، واسألوا الله رضاه، وأن يرزقكم حبه؛ فهو بداية الطريق.
2- بعدما سألتم الله حبه، تصرفوا كمحبين لله.. ولا تنسوا أن المحب يريد أن يراه حبيبه على أفضل حال.
3- تصرفوا أمام الناس وكأنكم من الأولياء الصالحين، قد تتصنعوا في البداية، ولكن بعد فترة ستجدون أنفسكم ألفتوا هذه الحالة، بل وأحببتوموها، وأصبحتم فعلا منهم.
4- اختاروا لكم كتابا يرفع من روحكم، ويخلصها من الأرذال والذنوب.. وقد جربت كتاب ومضات، وأفادني كثيرا.
5- حاولوا أن تكونوا دائما على وضوء.
6- عند الدخول في مجلس، ابدءوا بالتسمية والصلاة على محمد صلى الله عليه وآله.
7- حاولوا يوميا أن تقرأوا لكم كلمة، تفيدكم لآخرتكم، واستغرقوا قليلا في التفكير فيها.
8- إذا دخلتم في مجلس، وعرفتم أن الموجودين هم من الأشخاص الذين قد يخرجونكم من حالة الروحانية.. حاولوا أن تعملوا فيه كقادة، وأديروا الحديث بما يناسبكم أنتم، بحيث تستغلون أي فرصة لتقلبوا الحديث لقصة لآل البيت، أو للحديث عن ما قرأت من كتب.. أو للتكلم دائما عن تقصيرنا تجاه أنفسنا، وديننا، ونبينا وآله، أو نعم الله علينا.
ولكن بشرط أن تبدأوا الحديث دائما بـ: سمعت مرة أن... ولابد أن تذكروا قصة بحيث لا تبينوا بأنكم تعملون دور الناصح.
ثانيا: تذكرون النعم -مثلا- تقولون: سبحان الله أعطانا نعمة اللسان!.. ونحن نعرف بأننا لولا الله لما استطعنا أن نتكلم، فهو الذي أعطانا القدرة على الكلام، وفي الأخير نستخدمه لمعصيته.. لاحظوا بأنكم لابد أن تجمعوا نفسكم معهم في نفس الذنب.. بهذه الطريقة، وبالمحاولة باستمرار؛ ستجدون أنفسكم ألفتوا هذه الحالة، ومن حولكم ألفوا مواضيعكم، وحتى قد يحبونها.
وأخيرا أقول لكم: لا تنسوا بأنكم مخلوقون لتربوا أنفسكم، وترتفعو بها إلى أعلى عليين، وأن كل واحد منكم هو سفير يعكس مذهب آل بيت محمد.. وضعوا في مسامعكم قول الإمام: (كونوا زينا لنا، ولا تكونوا شينا علينا).
وأقول لكم: بأنكم على بداية طريق التغيير، ويكفي أنكم سألتم عن حل لتتخلصوا من حالة الغفلة، وهذا يدل على أن هناك شيئا من محبة الله في أنفسكم.
نصيحتي الأخيرة لكم: أن تجعلوا هدفكم مرافقة محمد وآل بيته في الجنان، وأن تعملوا على تحقيق هذا الهدف.
ابو حيدر
/
السعودية - القديح
أخي العزيز!..
عليك بذكرالله ولو في قلبك، بذكر بعض الكلمات مثل: أستغفر الله وأتوب إليه - لا إله إلا الله-
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم - اللهم صلِّ على محمد وآل محمد - يا أرحم الراحمين - وتقرأ آية الكرسي.
قصة !
/
البحرين
اعتبر الأمر تحدي، أو سؤال صعب في امتحان الدنيا!.. وتذكر أنه جهادك الأكبر مع النفس.
أتذكر قصة سمعتها عن أخوين اثنين مؤمنين، ورثوا والدهم بعد موته.. فقرر الأول أن يعيش على الجبل بعيدًا عن الناس وملهيات الدنيا، ويعبد ربه ليل نهار، لما عنده من الورث ما يكفيه لبقية حياته.. أما الثاني، فقرر أن يفتح محلا لبيع الذهب في السوق.
كان الاثنان على درجة كبيرة من الإيمان، حتى أن أحدهما (وهو الذي سكن على الجبل) كان يستطيع حمل الماء بدون جرة -للثاني قدرة مثل الأول؛ لإيمانه الكبير بالله، لكن نسيت ماهيتها بالضبط-
عموما.. مرت السنين، وقرر الذي على الجبل زيارة أخيه في محله.. فقال له: أنظر إلى ما وصلت له من الإيمان، أستطيع حمل الماء بدون إناء.
بعد برهة جاءت امرأة لتشتري خاتم ذهب، ما إن وضعت الخاتم في أصبعها ونظر لها حتى سقط الماء على الأرض وخسر إيمانه.
فأين إيمانه من إيمان أخيه، الذي يعيش وسط ملذات الدنيا ومغرياتها، التي زادت إيمانه بدل إضعافه؟!..
لا أعلم إن كانت القصه حقيقية أو لا، ولكن نستطيع أن نستخلص منها عبرة!..
ام كوثر
/
العراق
الروحانية هي التفكر في عظمة الخالق، والقيام بعمل يرضي الله.. وعندما تعرض أعمالك على الإمام يفرح لعملك.
ابو بدر الفقير الى رحمة الله
/
السعوديه
جميع الأفكار والطرق تؤدي إلى الله، مادمت قاصدا وجه الله.. سواء كانت عبر الصلوات، أو الأدعية، أو قراءة القرآن الكريم.
ولا تنس ذكر الموت؛ أي أنك ستسافر من هذه الدار إلى دار الآخرة.. وتحتاج إلى الزاد؛ لأن السفر طويل، وليس هناك رجعة أخرى إلى دار الدنيا.. هذا الاستحضار يجعلك مع الله دائما.
مشترك سراجي
/
---
دائما استشعر وجود بقية الله في المجلس، وأنك ومن معك في حضرته!..
الفقير الى الله
/
ارض الغربة
ومن منا لم يبتل؟.. نحن الغافلون!..
ولكن أكتفي بالإرشاد إلى محاضرات المربي الفاضل الشيخ حبيب الكاظمي.
السير الحثيث
/
الأحساء
إن أفضل حل لهذه المشكلة، هو التعامل معها مباشرة، وبدون لف ودوران.. وذلك بأن نحدد هدفنا في التعامل مع الآخرين.
فلا يكون الهدف اللهو والتسلية، بل يكون الهدف تحقيق مرضاة الله فحسب!..
وإن الصمت، وعدم التفكير بسوى الحبيب؛ ألا وهو الله -سبحانه وتعالى- الأمر اقتحام لكثير من العقبات بلا عقبة مع الصمت.
في البداية ليس الإنصراف بالشعور لله بشيء هين، ولكن مع الوقت يكتشف الإنسان جوانب جديدة، تفتح له آفاق جديدة، ومعارف جديدة.
والأهم من ذلك، أننا لا ندري كيف نرضي الله.. فعلى الإنسان أن يتوكل على الله، ليريه سبيل مرضاته، وبعد التوكل على الله بتفويض الأمر إليه، والإعتراف بانعدام وجودنا أمام وجوده.. تأتي مرحلة الإستعانة، إذ التوكل مفتاح لها، وهي باسم الله محمد وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
ومحمد هو معرف الله لعباده، والدال عليه.. لذلك لا نتصور أن اسم الله غير العلامات الدالة عليه، التي منها العترة الطاهرة.
فالإستعانة تكون بوضع النفس أمام تصرف المعصوم، واستحضار ولايته التكوينية عليك.
وهنا أشير إلى أن هذه لم آخذها من عالم، وإنما هي حالة افترضتها عندما لم أر سوى هذا الطريق، لأكون مع الله كما يريد هو.. ولكنها تحتاج إلى التطهير؛ لأنك عندما تتوكل على الله بهذه الطريقة، ستنساق لشهواتك.. ولن يكون تأثير للأئمة عليك إطلاقا، إلا بالحب الحقيقي الصادق الواقعي.
ويحتاج ليكون واقعي، أن تكون بعيدا عن الخرافات التي تنتج من الأماني؛ فأي منى يحدث خرافة بانشغال المحل بالتفكير في تحقيقه.. وإن كان هذا المنى الصلاة نفسها، وأي عبادة بما فيها كلامي نفسه.. فهنا لا بد من معرفة قصورك عن تحقيق أي شيء خلا الإختيار.
وهنا سأقول لك أيها القارئ الكريم: أن الإختيار وحده الذي تملكه، وحتى النية أنت لا تملكها.
السير الحثيث
/
الأحساء
إن كثيرا من الناس يرون أن الهدف الوحيد من العبادة -التي تنحصر عندنا في الطقوس المعروفة- هو بلوغ منفعة ما، وهذه المنفعة كل شيء إلى الوصول للمقام المحمود.. وهنا تتصور أني أعني بالمقام تلك الصورة التي تتشكل في ذهن سقيم مثل ذهني، ألا وهي المنزلة بين الناس، فشعرنا أو لم نشعر فحب الشهرة وحب أن نكون محط نظر الآخرين، يحدد الكثير من تحركاتنا، وهو في فلتات ألسنة الكثيرين بلا شك!..
لكن الذي أعني بالمقام المحمود، وهو يخص محمد، والمعجون من طينته.. وليس خطابي إلا لهولاء الناس.. أعني به: عين العمل لله، وعين طلب مرضاته.. فثمة فرق بين أن تتوجه لله مباشرة، وبين أن تفكر في التوجه إليه، وتلتفت عن الله بهذا النظر الذي هو يكون بحبك للحب، وحب الحب شرك، وحب المرضاة هو الواجب.
فاطمة
/
القطيف
سبحان الله!.. في هذه الأيام كنت أسأل نفسي: يا تُرى هل أستطيع الصلاة في الجمع، كما أصليها وحدي؟..
ومصارحة لنفسي؛ لا أتوقع ذلك!.. ولذلك جئت بروحي ها هنا بلهفة، أتمنى أن أرى حلولكم تُنيرني!..
ابو نور الهدى
/
الأحساء
إنك في الطريق الصحيح، وطوبى لك على ما تحصل عليه من اللذة والأنس في خلوتك مع الله.. واعلم -يا حبيبي المؤمن- أن ما ينتابك من الغفلة والقسوة، عند اختلاطك بالناس له عدة أسباب:
1- لعلك في بداية مسيرك الروحاني، فعندما تتأصل جذور نفسك في أرض العرفان، فلن يؤثر عليك اختلاطك بالناس.
2- سيطرة الغفلة، والسهو عن التفكر والذكر هو مؤشر لنفاد المخزون الإيماني والروحي.. فأنت عندما تقيم ليلة، أو تتأمل في آية آفاقية أو نفسية؛ فإنك تودع في رصيدك الروحي شحنة إيمانية تتزود بها فترة من الوقت، سيما في أوقات اجتماع الناس وغلبة الشهوة.. فإذا رأيت نفسك خالية من أي دعم معنوي، وأنت أحوج ما تكون لذلك؛ فاعلم أنك قصرت في إيداع المعنويات كمخزون إيماني استراتيجي يسعف الروح.
والخلاصة: استمر في مسيرك التكاملي، ولا تستوحش من الناس، واغتنم المناسبات المعراجية؛ فهي ملتقى العارفين، ومنية السالكين من الأولين والآخرين: كأوقات الصلاة، وساعات السحر، وموسم الحج، وشهر رمضان، وعشرة الفجر من المحرم؛ فهي أعياد السالكين، ومحطات القاصدين.. فـتأمل!..
طال الإنتظار
/
المملكة
هذه معاناتي يوميا، وكأنكم تقرأون أفكاري، وسعي لحل هذه المشكلة.. لكن بدأت حلها بخطوات متواضعة، أتمنى أن أستفيد منكم أكثر!..
أولا: (الجوال).. نعم، هاتفي النقال أصبح شيئا ضروريا، لا أستغني عنه.. أضع فيه الأدعية، والمحاضرات، والمناجاة، والعزاء، والأناشيد.
وبحكم عملي (معلمة) أتعرض لكثير من أوقات الغفلة من المجموعة، أنتشل نفسي بأن أضع السماعة في أذني، وأسمع، وأبتعد عنهم.
ثانيا: كتاب صغيرالحجم ومفيد، أضعه في حقيبتي، كلما سنحت لي الفرصة بالقراءة.
ثالثا: لا بد أن يكون وسط هذه المجموعة من هو مثلي، يطلب الإنتشال من وقت الغفلة.
هنا يكون اختيار الصديق والزميل في العمل، بأن نتبادل الأحاديث المفيدة، وآخر الأخبار، وتبادل المعلومات.. ويكون فيها الكثير من الإفادة، والبعد عن الغفلة.
رابعا: المسبحة.. هي أيضا لا تفارق حقيبتي، كلما فتحتها لأبحث عن شي أجدها أمامي.
خامسا: وأهم شيء هو القرآن الكريم، حيث أجبر نفسي على القراءة، والإشتراك في الختمات.
هذا وأتمنى أن تزودوننا بأفكار أكثر!..
مسلم
/
العراق
أخوتي / أخواتي!..
أنصحكم بقراءة كتاب السيد الخميني (الأربعون حديثا)، وكتاب جامع السعادات.. أولا: لتطهير النفس من المخالفات، والبدء ببرنامج عمل لذلك من: صيام، وقيام الليل، وللتوفيق لهذه البركات.
محمد
/
العراق
نصيحتي لك: ضع اسم الله نصب عينيك في كل مكان وزمان.. بحيث تحاسب نفسك ولو لدقائق عن فعلك وقولك، وهل أذنبت أم أفلحت؟..
وتفكر ماهي العواقب من الله -سبحانه- على ذنبك؟.. وما هو الأجر والثواب على حسن فعلك دنيا وآخرة؟..
تدريجيا ستعتاد على محاسبة النفس، وصحوة الضمير.. وبالتالي، سيزداد إيمانك، وتقوى نفسك، ويتوثق ارتباطك بالله عز وجل.. وسترى نفسك دائما في جو من الارتباط به، ولو كنت بين جمع غفير.
بومهدي
/
الاحساء
من أجمل الطرق التي تجعل الإنسان يحس بجو من الارتباط بالله -تعالى- عندما يختلط بالناس، أن يعيش حالة المراقبة: يستحضر أن الله -عز وجل- وأهل البيت -عليهم السلام- يطلعون عل عمله وكلامه، ويدرب نفسه على هذه الحالة من المراقبة المستمرة، بحيث أن يقلب الموازين في هذه الجلسات بأن لا يتكلم، ولا يعمل إلا فيما يرضي الله -عزوجل- وأهل البيت عليهم السلام.
أخي العزيز!.. هل تعلم أنك في كل لحظة من لحظات حياتك، تعيش في نظر الإمام المهدي عليه السلام، وهو مطلع على كل أعمالك وتصرفاتك.. عش هذه الحالة، وكن بعين الإمام المهدي عليه السلام؛ وسترى الأثر في أقرب وقت.
أبو محمد
/
الكويت
إن التأمل في فضل يوم وليلة الجمعة، مما يزيد في معرفة فضل هذا اليوم.. وأنقل لك عن كتاب «أسرار الصلاة» للشهيد الثاني:
ومن هنا جاء استحباب الغسل يوم الجمعة، والتنظيف، والتطيب، والتعمم على الرأس، وقص الشارب والأظفار، وغير ذلك من السنن.. فبادر عند دخول يوم الجمعة إلى ذلك، بقلب مقبل صاف، وعمل مخلص، وقصد متقرب، ونية خالصة.. كما تعمل ذلك في لقاء ملك الدنيا، إن لم تعظم همتك عن ذلك، ولا تقصد بهذه الوظائف حظك من الرفاهية، وتطيب نفسك من الطيب والزينة؛ فتخسر صفقتك، وتظهر بعد ذلك حسرتك.
وكلما أمكنك تكثير المطالب التي يترتب عليها الثواب، فاقصدها؛ يضاعف ثواب عملك بسبب قصدها.. فأنوا بالغسل يوم الجمعة سنة الجمعة، والتوبة عند دخول المسجد، وبالثياب الحسنة، والطيب سنة رسول (ص) وتعظيم المسجد، واحترام بيت الله.. فلا تحب أن تدخله زائراً له إلا طيب الرائحة.. وأن يقصد به أيضاً ترويح جيرانه، ليستريحوا في المسجد عند مجاورته، ويقصد به دفع الروائح الكريهة عن نفسه؛ حسماً لباب الغيبة عن المغتابين إذا اغتابوه بالروائح الكريهة، فيعصون الله تعالى بسببه.. فقد قيل أن من تعرض للغيبة وهو قادر على الاحتراز منها، فهو شريك في تلك المعصية، كما أشار إليه تعالى بقوله: ﴿وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ﴾.
فاعط كل ذي حقه حقه، عسى أن تكون من المكتوبين في ديوان الملائكة المقربين، الذين يكتبون المصلين في ذلك اليوم الشريف، ويعرضونهم على الحضرة الإلهية، ويخلعون عليهم خلع الأنوار القدسية.
ويكفيك في الاهتمام بالجمعة ووظائفها، أن الله -سبحانه- جعلها أفضل أعمال بني آدم بعد الإيمان، على ما نطقت به الأخبار، وصرح به العلماء الأخيار.. حيث دلا على أن الواجب أفضل من الندب، وإن الصلاة أفضل من غيرها من الواجبات، وأن اليومية أفضل من غيرها من الصلوات، وأن الصلاة الوسطى من بينها أفضل الخمس، والمختار أنها الظهر والجمعة أولى من الظهر فتكون أفضل منها، لو أمكن تصور فضل لها وحينئذ فتكون أفضل الأعمال.
نور الهدى
/
العراق
أخي الكريم / أختي الكريمة!..
إنك تتكلم بلساني، فهذه الحالة تنتابني منذ مدة إلى أن قلّت عندي تلك الروحانية.
خلصنا الله وإياكم منها، بحق محمد وآله الطاهرين.
النفس الحقيره
/
بصره العراق
أخي العزيز / أختي العزيزة!..
اقتراحي هو: أن تملأ قلبك بذكر الله من: صلاة، ودعاء، وقراءة قرآن خلال فترة خلوتك بالله.. ولا تجعل فراغا في إناء القلب، واشغل نفسك بالذكر والفكر عند اختلاطك بالناس.. وإياك والكلام الزائد؛ فضلا عن الذنوب؛ فإنها تحرمك هذا الارتباط!..
سائل الله الثبات وحسن العاقبة
/
امريكا
أخواني وأخواتي الأعزاء!..
وبعد حمده على ما أدنا بالنعم التي لا تحصى أبدا، ليس لي بمجاملة أو مفاخرة في نفسي بالقول: أني بعيدا عن هذه المشكلة.. بل أنا من الأشخاص المبتلى بهذه الحالة، لكن ولله الحمد منذ وعي في هذه الحياة التي ليس بها مقر، وإنما هي محطة عبور، واختبار من العلي الجليل، لحياة سرمدية.. فأنا من الذين يندمون ويحاسبون أنفسهم ليلا ونهارا، ليس فقط في الأوقات التي بين الأصحاب، بل في أوقات المناجاة نفسها مع الله تعالى.
هل فكرت بأن تعين وقتا لمحاسبة النفس في دنياك، قبل أن تحاسب في يوم الحساب الأكبر من فعل حسن وشنيع، ليتم النجاح في الحياة التي لا زوال لها؟.. حيث -وللأسف- نجد لدينا القدرة على تعيين أوقات كثيرة، لعدة تطلعات في هذه الحياة الفانية في تنظيم أوقات للدراسة، والعمل، ومواعيد المناسبات.
مجروحة الكاظم
/
---
لن أنصحك بالعزلة مع نفسك؛ لأنه لا بد للإنسان من الاحتكاك والتفاعل مع المجتمع؛ من أهل وأصدقاء وغيرهم.. ولكن عليك -أخي- بالالتزام بالصمت، والتأمل في كلامك وكلام الغير؛ إن كان الكلام مما يستحق أن تزيد عليه بالتعليق، أو أن تلتزم الصمت والاستماع والتفكير، قبل أن تتلفظ بأي لفظ سينفعك، ولن تكتب من الغافلين إن شاء الله.
وأيضا إجعل وقتك الذي لا تصلي ولا تناجي الله فيه، بعيدا عن أي معصية.. وأكثر من الصلاة على محمد وآل محمد.
ففيما ناجى الله -تبارك وتعالى- به موسى صلوات الله عليه: (يا موسى!.. ما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي، فإني أمنحهم جنان عدني، لا أشرك معهم أحدا).
أي أن تحافظ على درجتك عند الله، بالابتعاد عن المعاصي؛ لتتمكن من التقرب له بالطاعات.