أنا مضطر للجلوس مع الأهل والأقارب، ولكن المشكلة هي: في الاختلاط بهم أولاً، والأحاديث الساهية ثانياً؛ وأنا أحب أن أكون في جو من المراقبة الروحية.. أضف إلى أنني لا يمكننى دائما نهيهم عن المنكر.. أضف إلى خوفى من المراهقين من الطرفين.. أضف إلى قسوة قلبي معهم، فإن الجلوس مع الغافلين ثقيل على النفس.. ومع كل هذا يصعب علي أيضا مقاطعتهم.. فبم تشيرون علينا بارك الله تعالى فيكم جميعا؟..
ترايب علي
/
الأحساء
أخي الكريم!..
لقد عانيت من ثقل الروح والنفس كما عانيت!.. ولكن هناك مخرج أشار إليه شيخنا (أستاذي)، وهو التخطيط للحياة على المستوى البعيد.. فكان هدفي الأول هو عائلتي، فهم أولى بأن أنصحهم، وأن أعيش معهم الجو الذي أحبذه.. فكان تخطيطي كما يلي.. علماً بأني واجهت صعوبة في كيف أجعلهم يتقبلون برنامجي... فكان المدخل فعلا بسيطا، ألا وهو الكلام الطيب، والفعل الحسن أمامهم، بدون إظهار إي انفعال من تصرفاتهم.. فقد وضعت في ذهني بأنهم لو كانوا يعلمون بحقيقة حرمة ما يفعلون، أو مكروهات ما يفعلون، لما قبلوا على أنفسهم.. وهؤلاء علينا معاملتهم معاملة لطيفة، وكأننا أطباء وهم مرضى، حتى ترتقي روحهم قليلاً، بعدها سيدركون تفاهة ما هم فيه.. ولكن عليك بالصبر، ولا تستسلم أبداً، ولو طال بك الدهر.. أما البرنامج فقد كان كالتالي:
- عقدت لهم لمدة 3 أيام في الأسبوع حصصا تعليمية جماعية في منهاج الصالحين، تكون على شكل محاضرات، أقرب منها إلى الدروس.
- كذالك قمنا بمشاهدة أفلام تعليمية عن الصلاة، والاستماع إلى محاضرات الشيخ حبيب الكاظمي حفظة الله.
- أيضاً قمنا بمشاهدة أفلام ومسلسلات عن أهل البيت -عليهم السلام-، وفي نفس الوقت كنت كراوية لهم للأحداث المبهمة.
فلا تتصور كم هي الاستفادة التي استفدتها أنا، قبل أن يستفيدوا هم!.. وها هي الإجازة نقضيها في ألطف وأجمل الأوقات!.. نعم، سيكون التقبل صعب في بداية الأمر، لكن عليك أن تجد مدخلاً يحبذوه أهلك، وابتدئ به.. ولكن لا تنسى أن العمل الجماعي فيه بركه!.
الصبر على المصاب
/
الاحساء
أنا والله كذلك أعيش نفس المأساة، ولا أسمع سوى جراحات!..
أنصح بأخذ مسباح حسيني أثناء الجلسة، والانشغال بالتسبيح والصلاة على محمد وآل محمد.
ام صالح
/
البحرين
أولا: لا يجوز الاختلاط.. أنا اقترح عليكم أن يكون كلا الجنسين في غرف منفصلة.
ثانيا: ينبغي أن تكون حتى الأحاديث بين النساء بعيدة كل البعد عن حديث الرجال.
ثالثا: من أي ناحية التخوف من المراهقين؟.. في أسلوب كلامهم، أم تعاملهم؟
يا زهراء
/
الشرقية
إنها مشكلة نواجهها، ونتخبط في اتخاذ الطريق السليم لحلها.. خصوصا مع الأبناء، وعدم تقبلهم التوجيه، وتاثرهم بالاشخاص السلبين أكثر من الإيجابين.. إلى درجة أنك تفقد أعصابك أحيانا، إذ لا ينفع معهم طيب ولا قوة!.
شذى الزهراء
/
البحرين
قال تعالى: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعواأرحامكم)..
أخي المؤمن!..
ليس الحل كامنا في العزلة والمقاطعة، فالإنسان مدني بالطبع، لا يستطيع اعتزال الناس.. أضف إلى أن الانفراد عن الناس باعث على الإستشعار باالغربة والوحشة، والإحساس بالوهن والخذلان إزاء أحداث الحياة.. وإن صلة الرحم من المبادىء الخلقية، التي فرضتها الشريعة الإسلامية، واعتبرت قطيعة الرحم جرما كبيرا، توعد عليها الكتاب والسنة.. عن ابي جعفر (ع) قال: في كتاب علي (ع) ثلاث خصال لا يموت صاحبهن حتى يرى وبالهن: (البغي، وقطيعة الرحم، واليمين الكاذبة)..
فاستغل وجودك معهم، وجالسهم، وتحدث معهم بالحكمة والموعظة الحسنة، وزودهم بالمعارف الإلهية التي تنير لهم سبل الهداية والصلاح.. وبهذا تستطيع أن تسمو بهم إلى اجواء روحانية ملكوتية.
ابو سلمان
/
الكويت
بل عليك بالجلوس معهم، والسؤال عن أحوالهم، والتواصل مع أفكارهم، وإظهار تفكيرك، وطرح بعض المواضيع الغريبة لهم ولأفكارهم بالصورة المناسبة لك، ايضاً وعدم التفكير بمقاطعتهم ابداً ابداً ابداً.
فكر غريب
/
---
1- طبعا، المقاطعة هي أسوأ حل ممكن،وستكون أكبر غلطة!.. أما بالنسبة للاختلاط، فكيف هي حالته؟.. هل هو اختلاط عفيف ومحتشم، أم لا؟.. وعلى هذا تقرر في ما إذا كان خطأ، أم لا، (مع أنه لا يجوز الاختلاط شرعا).
2- الأحاديث الساهية التي تكون بدون معنى، ربما هي بالنسبة لك، لا للطرف الأخر، (مع اختلاف السن).. أو ربما تعيش فراغا روحيا، ولا تجد من يساعدك في ملئه.. و(في هذه الحالة أنصحك بكثرة الذهاب إلى المساجد، والجلوس بعد صلاة الجماعة، حينما يكون المسجد هادئا جدا، وقراءة الأدعية والذكر والاستغفار، والصلاة على النبي وآله).. أو أنهم يعيشون هم فراغا روحيا، وذلك لا تستطيع التحكم فيه إلا بقراءة الأدعية أمامهم، أي (التأثير بالأفعال).
3- طبعا، لا يمكنك نهيهم عن المنكر من هذه الناحية.. تكلم مع الوالدين، و(يعتمد على سنك)، إن كنت تستطيع.. أو حاول أن تغيب عنهم فترة من الزمن، ومع أن ذلك عادة لا يجدي نفعا، إذ (ربما أمامك لن يتكلموا بالمنكر، ولكن من خلفك لا أعتقد!).. وحاول أن تتكلم معهم إن كنت تتملك الجرأة، ولم يكن في ذلك ضررا، (أيضا يعتمد على السن).
4- خوفك من المراهقين من أي ناحية لا أعلم؟.. لكن أنصحك بعدم التدخل بينهم، وترك الأمر لأهاليهم، فذلك أفضل.
5- يجب أن تتخلص من قسوة القلب، لكي تستطيع التأثير في الناس.. فما جعل الرفق في أمر إلا زانه، وما نزع من أمر إلا شانه.. يجب أن تفتح قلبك، وتتكلم وتتفاعل معهم بالحكمة والموعظة الحسنة.. وقبل ذلك، تقرب إليهم، حتى يعتبروك طرفا أساسيا في حواراتهم، ولا يكون هنالك حرج عند نصيحتك إياهم .
أم علي
/
الكويت
أولا بالنسبة للجلوس مع الأهل والأقارب: يا حبذا لو يكون هناك فصل بين الجنسين، بحيث يجلس الرجال في مكان، والنساء في مكان آخر.. وإن لم تستطع، فحاول ، وكرر محاولاتك إلى أن تنجح، فهذا أصلح للطرفين، وأعف، وأطهر لقلوبكم جميعا.
أما بالنسبة للأحاديث: فيمكنك أن تجلس معهم وأنت مشغول بذكر الله تعالى في نفسك، فتكون معهم ببدنك، ولست معهم بروحك وفكرك.. ولكن مع هذا، لا تيأس من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر دائما!.. فهم وإن لم ينزجروا نهائيا، فإنهم لابد أن يضعوا في حسابهم وجودك في المرات القادمة، ويكون هذا مقدمة لابتعادهم عن المنكر نهائيا، بإذن الله تعالى.
مشترك سراجي
/
---
عليك بعدم مشاركتهم فى أحاديثهم، وكن قويا في إيمانك.
نوراء
/
أحساء الولاء
إن هذه المشكلة التي تواجه الكثير من أبناء هذا العالم الحديث، والتي تكاد تفرق بين الأحبة والأصدقاء، من حيث أن البعض لا يحبذ أبداً مجالسة الناس الأقرب إلى الروحانية والتعبدية.. لكن ماذا عسانا أن نفعل؟!.. وأهل البيت -عليهم السلام- نهونا عن هجرة أحباءنا وأخواننا، مهما كان دينهم.
لذلك علينا مجالستهم، وتحمل أفكارهم.. وعلينا بشتى الطرق أن تقربهم إلى جو الروحانية، مثلاً: بذكر فضل عمل العبادات في الدنيا قبل أن نذكر فضلها في الآخرة.. فإن هذا شيء ربما له الأثر الكبير، لأن النفس تسير إلى الدنيا، أكثر منها إلى الآخرة.
جبل الذنوب
/
العراق
يستطيع الإنسان أن يوفق بين الاثنين: بين الطاعة، والجلوس مع الأهل.. فعند الجلوس يقول: هولاء خلق الله تعالى، ولابد من محبتهم، والشفقة عليهم، والنظر لهم بعين الرحمة.. هذه من جهة أما من الجهة الاخرى، ومن حيث كونهم غافلين، أو يرتكبون المعاصي: فإنك تستطيع أن تكون جالسا معهم ببدنك، وأما روحك ففي غير مكان، من خلال التفكر في الأمور العبادية، أو الاشتغال بالتسبيح، وذكر الله تعالى.. وذلك مع تقليل الجلوس معهم، على أن لاتقع في معصية، أوعقوق.
مشترك سراجي
/
ليبيا
حاول أن تجلب معك كتيب فيه مواعظ وأحاديث الرسول وآله (عليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام).. وهكذا يعتادون على شخصك، الذي يذكرهم بالباقي، وليس الفاني.
Abu Mohammed
/
Bahrain
في تصوري أن الأشخاص الذين تكون طبيعتهم وصبغتهم الانحلال، وعدم التورع عن الألفاظ البذيئة، وتبادل الفحش من القول، والغيبة، وغير ذلك من الممنوعات الشرعية؛ هؤلاء- حسب بعض تجاربي التي مررت بها في مجالسهم- قد يجدي معهم الآتي:
• أبدي ملامح عدم رضاي عن هذه التجاوزات مرة ومرتين، وبعدها أباشر في تبني موضوع آخر.. فإن الحياة اليومية مليئة بالأحداث ،والأخبار الكثيرة والمثيرة.. ثم أثير أي موضوع مُلفت، للنظر على السطح من الأخبار اليومية.. وعلى أثر ذلك يتجاوب واحد آو اثنين في الموضوع، ثم يغير الحديث في المجلس... إلى آخره.
• ولكن عند عدم جدوى الخطوة الأولى، أباشر في الانصراف من المكان فور بدء أي من التلفظات الغير مقبولة شرعاً.. وعلى أثر هذا الانصراف، يأخذ في الحسبان عن عدم رضاي بما قاموا به من مخالفات لا اقبل بها.
مشترك سراجي
/
---
أخي!.. طبعا لن أشير عليك بقطع الرحم، وأمر جيد أنك لم تفكر بذلك.. فمن واجبك إرشاد أهلك، تبعا لقوله تعالى: (قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة).. بإمكانك ملاحظة الأمور الجيدة فيهم-فبالطبع هناك جوانب حميدة-، ثم امتدحها، وحاول أن تدخلهم في أمور دينيه بأسلوب لطيف،مرح أحيانا، مثلا:
* بإمكانك الاتفاق مع الشباب -إن كنت في عمرهم -، بأن تضعوا برنامجا لهذا الصيف، وتتشاوروا فيه.
* بإمكانك مجاراتهم في الكلام، ومع تقلباته تدخلهم شيئا فشيئا في موضوع يختص بالدين.
* ادع الله كثيرا لهم بالهداية.
* لا تضغط عليهم كثيرا منذ بداية محاولاتك، ولا تيأس بسرعة، وانتبه بألا يجروك هم لعالمهم!.. انتبه!.. أيضا تذكر قوله تعالى: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).
مشترك سراجي
/
---
مشكلة الأخت شبيهة بمشكلتي، لذا أستشعر معاناتها، وألوم كل من تضمن رده وصية بالنصح، وعدم التعالي على الآخرين.. فهذا الكلام يسير التطبيق، لو كان لمن يسمع النصح.. ولكن الناس ليست كلها مثل بعض، فهناك من يزيدهم النصح عنادا، رغم معرفتهم بخطأهم، ولا يشترط أن يكون الخطأ في الداعي، ومثال ذلك الآية الكريمة عن نوح (ع): ((فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا *وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا)).. هذه الحالة شديدة الصعوبة، ولا يعلم مدى صعوبتها سوى من يعيش هذه التجربة.
يخجلني أن أكتب ردي هنا، دون أن أطرح حلا للمشكلة، فأنا أيضا أعانيها في منزلي، ولكن مع كبار راشدين، أصغرهم في نهاية العشرينات من العمر.. ولا يقتصر ما يجري في المنزل على الغيبة وحسد الآخرين فقط، وإنما الوضع أكبر من ذلك بكثير، حيث يصل إلى حد الزنا واللواط من أناس يتظاهرون بالالتزام الديني، ويدركون قبح ما يفعلون، إلا أنهم يهتمون بالجانب النظري من الدين رياء أمام الناس، ويفعلون ما يتناقض إياه في السر!..
من وجهة نظري قد يكون مقاطعة هذه الزمرة الفاسدة، حلاً أنسب من الاختلاط بهم، والذي قد يؤتي بنتيجة عكسية، حين يتأثر الشخص بالجماعة، فيقسو قلبه، أو يتخذ منهم سلوكياتهم.. لكن ذلك لا يعد حلا جذريا، لأنه من الصعب العيش في معزل عن الناس.
ام رسل
/
سوريا
في البداية أنصحك -أخي- بتعميق العلاقة مع الأهل.. ومن ثم ادع لهم بالهداية، فستجد بدعاءك استجابة لما طلبته.. وحاول ان تذكر الله تعالى كثيرا، فإنه كما تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
seyedسيد صباح بهبهاني
/
Ingolstadt - Germany
قال تعالى: (عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ) الأعراف/172.
عزيزي!.. سؤالكم: ـ كيف أتعامل مع الأهل الغافلين؟!..
وأنكم تعرفوا أن الإسلام يعلو في الحجة والبرهان .. يعني الالتزام فيه أمر دائمي، وليس في بعض، دون بعض، يعني الاستفادة من أصل الحكمة . لأن ما ورد عن الرسول (ص) والأئمة -رضوان الله عليهم-، من الأحاديث والحكم، تكفي أن يكون الواحد منا معلم بعد القراءة والمطالعة.. وبما أن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، يعني الشارع حكيم وعلينا طاعة أمر المولى حتى لا نقع في الخطيئة.
وأهدي هذه الأبيات حتى تتعمق في فلسفة حكمة الإسلام ومذهب أهل البيت:
مرآتي تفضحني علناً
وتكشف ما سُتر لي
تُزين صورتي
ولغيري تُظهر قبائحي
مرآتي أعدى أعدائي...
جسدي وبقايا عظامي تحت التراب
وروحي تبحث عن ملاذ معلقة
تنتظر من يساعدها بالدعاء
ميـــــمي
/
اربيـــل
أخي!.. التواجد مع الأهل من الأمور المحببة، لما فيها من تقارب النفوس، وتجاذب أطراف الحديث.. استغل وجودك معهم، لكي لا يصلوا إلى الأحاديث الساهية التي تلهي عن عبادة الله تعالى، أو التقرب إليه، والعيش في جو روحاني.. حاول أنت أن تمسك أطراف الحديث والنقاش، وحاول أن تنصحهم بين الحين والآخر.. ولا تنصحهم بشكل مباشر، وإنما حاول أن تنصح بصورة عامه، لكي يتقبلوا الموضوع في بادئ الأمر.. وأنت بدورك عند تواجدك معهم، قم بالتسبيح، أو الصلاة على محمد (ص).. ولا تقض كل وقتك بالجلوس معهم، لكي لا تبتعد عن الجو الروحاني.. واتبع معهم النصح، وتحمل منهم ردة الفعل .. فإن نصيحتهم، هي أفضل الحلول وأكثرها بركة.. فأنت بذلك تكسب رضا الله تعالى، وتجعلهم يتقربون إلى طاعة الخالق عزوجل.
الراجي رحمة ربه
/
العراق
بداية انطلق من اضطرارك وحبك -أيها الأخ الكريم- إلى الأجواء الروحية، وأقول ما قال الشاعر:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه *** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
لكن على المرء أن يسعى سعيه، ويدلو بدلوه في هذه البئر العميقة المظلمة، ألا وهي الدنيا.. وبالنسبة إلى الموضوع نقول: إن الحل يكون كالتالي:
قال تعالى: (ومن يتق الرحمن نجعل له ودا) التقوى -وما أدراك ما التقوى- مفتاح لكل سعادة.. ولا باس من أن نعرف التقوى تعريفا يطابق ما رواه المعصوم -مضمونا-: (أن لا يراك الله في مكان يكره أن يراك فيه، وأن يجدك في مكان يحب أن يراك فيه).. لذلك فللتقوى فوائد دنيوية جمة -هذا إذا تجاوزنا الثواب الأخروي- فمنها ما يؤثر على الفرد نفسه، كما في الآية أعلاه، ومنها ما يؤثر على المجتمع.. ومثاله قوله تعالى: ( ولو أن أهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات السماء).. إذن، التقوى هي مقياس نزول البركات من الله تعالى.. كما يدعم ذلك أيضا روايات ظهور صاحب راية الهدى، بأنه عند خروجه تخرج الأرض أكمامها؛ لأن الأرض ستملأ عدلا.. وبعكسه فإن كل مصيبة هي نتيجة ظلم أنفسنا: (ما أتاكم من مصيبة فمن أنفسكم).
خاتمة حديثنا في هذه النقطة نقول:
- إنه علينا أن نبدأ بأنفسنا، وإلا فإنه كما يقال: فاقد الشيء لا يعطيه!.
- أن نتقرب إلى الأهل بشكل منفرد، لاسيما المراهقون، فهؤلاء يتأثرون عاطفيا بشكل كبير.
- تجهيز برنامجا لكل جلسة مع التنويع، فمثلاً: أن تشركهم في مسابقة عقلية مفيدة، ولا تخلو من المتعة.. ومرة أخرى اطرح سيرة أحد الأنبياء أو الأئمة المعصومين (ع)، واستخلص لهم بعض العبر.
- الإنسان بطبعه يخاف من العذاب أكثر مما يشتاق إلى الجنة، فلا بد من تذكيرهم بوعيد ما يفعلون.
- المسلم لا يحترم الوقت، لذلك تذكيرهم بأهمية الوقت يكون ضروريا جدا.
- عمل سفرات روحية، كأن تكون إلى مراقد المعصومين (ع).. والتعرض إلى مواقف خاصة من سيرة المعصوم الذي تزورونه -عليه السلام- تفيد في دعم أفكارنا، وإزالة وهدم أفكارهم الساذجة.
- (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. داري الناس، وخاطبهم على قدر عقولهم، واخفض جناحك لهم.
وأخيراً نقول -كما في مضمون حديث معصوم في وصف المؤمن-: أن الناس منه في راحة، ونفسه منه في تعب).
نبيل
/
العراق
أخي الكريم!..
أنا أعاني من نفس المشكلة، بل ربما أكثر منك.. ولكن لا تنسى أنهم أهلك مهما كان الأمر!.
مشترك سراجي
/
---
أما بالنسبة للأهل والأقارب، والجلسات التي يكون فيها غفلة عن ذكر الله تعالى والآخرة: ففي داخلنا عالم جميل، بإمكانه أن يشعرك دائما أنك في ضيافة الله تعالى، ولست في ضيافة أحد من البشر، مما يجعلك تشعر بالحذر والمراقبة، التي تصونك من الثرثرة، التي لا طائل من ورائها.
أما بالنسبة للمراهقين: فأنا أؤمن بأن مسايرة المراهق، والنزول في التفكير إلى مستواه، شيء رائع بالنسبة له، مما يجعله قريب منك، وبالتالي تزداد ثقته بك.. كما أن اللعب معه، خاصة في هذا الزمان المليء بالألعاب الالكترونية، يجذبه منك، وبالتالي فهو لا يختلف عن الطفل كثيرا.. لذالك حاول أن تتحبب إلى المراهقين، وتبتعد عن قسوة القلب.. جرب، واكتشف بنفسك!.
المحبة
/
البحرين
هناك حديث بما معناه: أن الإنسان يكون كالماء في معاشرته للخلق، لا يتأثر بهم.
مشترك سراجي
/
السعوديه
أخي الكريم!..
حاول أن تتعامل معهم بلطف، كي تأخذهم بالتدريج في الميل إليك، ومحبه الجلوس معك، وعدم الملل.. كي تكون أنت المصلح لأنفسهم، والمحاول والمجاهد لمساعدتهم على اليقظة، والكف من نوم الغفلة.. وبعد فترة، سترى أنهم سوف يدخلون في طريق الباري إن شاء الله.. هذا وسوف تلاقي صعوبة في تخطي هذه المرحلة، ولكن حاول، ولك الأجر في إصلاحهم.
وأهم ما يكون في الأمر، هو الأسلوب.. فلا تأتي بأسلوب نوعاً ما، يستطيعوا أن يطلقوا عليه بالفلسفة، لأن هذه النوعية من الناس تعتقد هذا.. ولا بطريقة الأمر والنهي.. بل حاول أن تضيف بعض أساليب الضحك، واجعله عادة على هيئه حوار، يتناقش فيه الجميع وحتى الصغار.
Ahmed
/
Iraq
بالإمكان نهيهم عن المنكر، وأمرهم بالمعروف دوما، ولم لا؟!.. فإذا كان هذا الفرض فيه تقصير في داخل الأسرة، فكيف بالمجتمع!.. حاول -يا أخي!- دوما ودوما.. فنفس الإنسان كما يمثلها البعض بالورقة: يصعب عادة طيها بادئ الأمر نوعا ما، ولكن ما إن يتم طيها، فإنها هي التي ستقاوم، ولا تريد الرجوع.. حاول طي نفوس أهلك، وأقلمها بالمعروف، وذم المنكر.. فالمنكر مرفوض عقلاً، قبل أن يكون شرعا.. والله في عون الجميع، كما قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم).. وتذكر الحسين (ع) وما خرج لأجله, وتوسل به؛ فالخير كل الخير والبركة، في قضية أبي عبد الله الحسين (ع).
الغريبة بنت الغريب - أم عباس
/
البحرين
اعلموا -اخوتي الكرام- بأن الدنيا دار بلاء، ولقد كتب الله البلاء للنبلاء، فكل خير وشر من عند الله تعالى.. ومع إني أواجه نفس المشكلة، وكثيراً ما أحاول الهروب منها، لا لأني لا أرغب في مساعدتهم، ولكن لأني أحزن بسرعة لرد فعلهم السيئ تجاه محاولاتي لإصلاح شئونهم.. فهم لا يريدون من يصلح، أو حتى يدعوا للصلاح، بل يريدون الضحك والغيبة والنميمة، والشماتة في الآخرين.. وكلها أمور جعلتني أنا شخصياً أمرض نفسياً، بل وجسدياً حتى اليوم.. ولم أتمكن من تغيير الجماعة، لأني وحدي وهم عصبة ضدي، ولا يمكنني عمل شيء لهم.. ولكنهم في النهاية أهلي، وأحبهم كثيراً وحتى إن لم يحبوني، أو يتقبلوني حتى كفرد بينهم لا يهمني.. أنا أطلب لهم بالهداية، وكما آنفت الذكر سابقاً أتحاشاهم بالهروب، لعلي أوفق يوماً ما في إصلاحهم، ولو من بعيد، وإن كان بقلبي فقط ومن خلال صلاتي ودعائي.
عشاق الزهراء
/
القطيف
أنا أعاني منذ فترة من نفس المشكلة، والى الآن لم أصل إلى مستوى يرضيني، ولكن أحببت أن أضيف ولو شيئا بسيطا، لعل الله تعالى يجعل فيه فائدة:
1. بدايةً أنت لست مضطرا للمبالغة في الاختلاط بهم.. يعني عليك تقليل اختلاطك بهم قدر الإمكان في بداية مشوارك، حتى تستجمع قواك.
2.لابد من التوجه إلى الإحاطة بمقدار كبير من بعض العلوم: (القرآنية، الأخلاقية، النفسية، العلمية).. فإن هذا ينفع في إثبات بعض الأشياء، لتسيل الإقناع بها.
3. الالتزام بالصلاة في جوف الليل، ولو بمقدار ركعتين بأى صفة كانت، لفترة، للطلب من الله عز وجل الصبر الجميل والتبصر في أمور الدين والدنيا.
4. أشعل قلبك بالرحمة إلى جميع الناس، عن طريق تذكير نفسك دائماً، بأنك لو كنت مكانهم كيف تحب أن يعاملوك.
5. وصيتي عليك بالمراهقين، حتى ولو احتملت التأثير بنسبة 1%.. لأن قلب الحدث كالأرض الخالية، فعلينا أن لا ندع لبذور الفساد أن تنبت أو تنمو.
ايمان
/
البحرين
أخي الفاضل!..
أولا : ديننا الإسلامي دين يحث على صلة الأرحام.. الإمام الصادق -عليه السلام- يقول -: (كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم)، هذا في حال عدم احتمال التأثير، فمن خلال أخلاقك والتزامكِ، لابد أن يؤثر فيهم، ولكن هذا الأمر يحدث بالتدرج.. أما في حال أن احتمل التأثير، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لا يسقطا إذا احتمل التأثير، على رأيي كلا من الإمام الخميني (قدس سره)، والسيد القائد (حفظه الله)..
وبدلا من يؤثروا فيكم، أنتم أثروا عليهم بأخلاقكم، والتعامل السليم معهم.. وبدلا من أن يكون الحديث حديث غفلة وسهو، أبدليها بمناقشة موضوع معين، بطرح أخلاق أهل البيت (عليهم السلام).. وخصوصا ونحن في شهر رجب الأصب، وهناك العديد من المناسبات فمثلاً مولد الإمام علي -عليه السلام-، تحدثي عن خصائله، وفكره، وكيف نجعل الإمام علي -عليه السلام- قدوة لنا.. وكذلك أعمال رجب، والتنافس في انجازها، بحيث يتم تحفيز من ينجز تلك الأعمال..
قربيهم منكِ بأخلاقك، وخصوصا المراهقين منهم، لأنهم في مرحلة حرجة، وفي هذا المرحلة يحاولوا إثبات الهوية، ويجدوا من يحاورهم، ومن يغرس فيهم الثقة بالنفس، والاستقلال من أشخاص مقربين أفضل بكثير من الخارج.. نوعي في البرامج والأحاديث، لأن الإنسان بطبعه يكره الروتين.. شجعيهم على الارتباط بالخالق تعالى والقرآن الكريم، من خلال سلوككِ..
وكل هذا يحتاج للصبر، وقوة إرادة؛ لأن تقبل أي شيء في البداية يكون صعبا.. وسوف تتعرضين للمضايقات، فعليك بالصمود.
sahrat
/
k.s.a
أخي!.. إن الدين يحتم عليك أن تتعامل مع الناس بحب وتواضع.. واعلم أن المراقبة الروحية لا تكون في الانعزال والتهجد، بل تكون في تعاملك مع الناس، وكيف تكون مؤثرا جيدا في حياتهم.. ولا يجب عليك الابتعاد عن المراهقين، بل خالطهم وصاحبهم، حتى لا يؤثر عليهم الغير بالأفكار السلبية.. فأنت في يوم من الأيام كنت مراهقاً وتحتاج إلى رفيق، فلا تتثاقل الجلوس مع من هم أقل منك مرتبة علمية، بل أفخر بذلك؛ لأن فيه من التواضع.. وهكذا تعرف نعمة الله تعالى عليك، وتشكره عليها على الدوام.
ahmed
/
iraq
إخواني الأعزاء!..
أولا: أوليس أهلك عباد الله، أوليس الله يحب عباده, وأنت تحب الله؟.. فعليك حب أهلك وأقاربك على ما هم عليه، لا على ما تحب أن تراهم عليه.
ثانيا: حبهم لولائهم لعلي ابن أبي طالب (ع)، وابغض عملهم.
ثالثا: هل تجزم أنك صاحب نهاية عاقبة حسنة، وأنهم أصحاب نهاية سيئة؟.
رابعا: عليك أن لا تعتقد أنك أفضل منهم أبداً.. (أراد الله تعالى أن يختبر أحد أنبياءه، فقال له: غدا تعال إلى مكان كذا، مع من تعتقد أنه دونك.. فبحث النبي، فلم بجد، أخيرا وجد كلب أجرب، فوضع برقبته حبل وجره.. وما هي إلا خطوات حتى ندم وأطلقه، فوصل إلى المكان المقرر، وهو يبكي.. ولما سئل لمَ لم تحضر أحداً، قال لم أجد.. فجاء القسم الإلهي بالذات المقدسة: أنه لو أحضر أحدا لمحي اسمه من سجل الأنبياء).
خامسا: اعلم أن ساعات الغفلة عند الغير نعمة من نعم الله عليك يجب أن تشكرها لأنها خير وسيلة للتذكير
سادسا: لك في رسول الله (ص) أسوة حسنة، حيث يخاطبه ربه ويقول: (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك).. وهذا دليل على أن الرسول (ص)، كان لينا، طيب القلب.
ثامنا: أخلص العمل لله، وستجد أنهم سوف يتغيرون، إن طلبت من الله تعالى أن يغيرهم بنية خالصة.
الفقير الى الله الراجي عونه ورحمته
/
باب مدينة العلم وخزائن الاسرار
أخي العزيز!..
بحسب بيانك المتقدم أن المشكلة عندك تتمثل في أمرين:
الأول: الخوف من التأثر بهم، دون التأثير فيهم.. وهذا يدل على أنك في أول الطريق، وأنك لم تجرب، إن لم نقل أنك لم تفلح في التعاطي معهم، وإيجاد التغيير فيهم.
والحل لهذه المشكلة، يتمثل في فهم إرشادات القرآن الكريم، وبيانه لطبيعة علاقة الأنبياء المبلغين مع الأمة، وتحديد سبب نجاحهم في إيجاد التغيير والانقلاب في حياة الناس.
والظاهر- والله العالم بحقائق الأحوال- وبحسب ما وجدته في تجربتي أن أهم العوامل المؤثرة: هي شدة الارتباط والخضوع والتسليم، والاعتصام بالله تعالى.. فإنها علاقة وتأثير متبادل: فمن خاف الله تعالى، أخاف الله تعالى منه كل شيء.. وبالطبع، من أطاع الله وسلم له، كل شيء أطاعه، وكل شيء سلم له.. وهذا ملاحظ في مدى تأثير النفس في مجالس الحديث.. فإن النفس المنقطعة إلى بارئها، لها تغيير عجيب جدا في مجالس الحديث وغيرها، بحيث أنكم تدركون بوجود شيئا قد هيمن عليكم، وكأن غمامة من الرحمة حلت بكم.. وهذا كله بسبب الاعتصام بالله تعالى والتسليم له.. وهذه الأمور جاءت في القران الكريم ببيانات عديد، اصطفت إلى جانب كبير من الحقائق التي أوضحها القرآن الكريم، منها: التوكل على الله تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).. ومنها عدم الخوف إلا من الله تعالى: (ولا تخشوهم واخشوني إن كنتم مؤمنين).. علما أن التأثير لهذه الأمور ينبغي أن تكون بنحو الحقائق عندك، لا بنحو التصورات والمفاهيم، وإلا فإنها لا تؤثر أبدا..
وقد اختصر الحق تعالى كل هذه الحقائق في بيان أمر، هو حقيقة الحقائق، وهو أنه لا مؤثر في الوجود سواه تعالى.. فالكل مفتقر إليه تعالى شأنه، فلا حول ولا قوة، ولا عزة ولا غنى، ولا موت ولا حياة، ولا أي شيء إلا بالله تعالى.. فالكل في قبضته، وتحت سلطانه، وقيام الجميع من حقير هذا العالم إلى عظيمه، هو بالله تعالى شأنه وعظم سلطانه..
ومن كان هذا شأنه، وقد عرفه الإنسان، وعظم في نفسه بتعريف الله تعالى له، كيف لا يصغر الآخرين في عينه، ويهون عليه أفعالهم جميعها؟!.. وكيف يلتجئ الإنسان إلى غيره والخير كله بيده، والكل خاضع له تعالى؟!.. (وعنت الوجوه للحي القيوم)، (لا عاصم اليوم من أمر الله)، (إلى الله تصير الأمور)، (إن القوة لله جميعا)، (إن العزة لله جميعا)، (وكفى بالله إنه على كل شيء شهيد وانه بكل شيء محيط)..
فلو أراد العالم كله الإضرار بك، لن يضرك شيء إلا بإذن الله تعالى، ولن ينفعك شيئا إلا بإذن الله تعالى.. فالاعتصام بمصدر مداد العالم، والسبب الحقيقي للعطاء والرحمة، هو الحل الوحيد لتلين كل الصعاب، وحل كل المشكلات.. وهذا ما أوضحناه في أن هذه حقيقة الحقائق، أراد الله تعالى أن يبينها لعباده، ليتعلموا كيف يواجهون المخاطر، ويتغلبون على الصعاب، وهو يتوافق مع الإيمان بالله تعالى، وغيره لا يكون كذلك.. وقوله تعالى (يقول الناس إن الناس قد جمعوا لكم فلا تخشوهم واخشوني إن كنتم مؤمنين) يؤكد ذلك..
فالحل الوحيد -أخي العزيز- هو: أن تجعل هذه الأمور حقائق عندك، وأن تسير في حياتك، وتجعل جميع أعمالك بقدر الإمكان على هذا النحو.. والناس تتفاوت مراتبهم وإمكاناتهم، بمقدار إيمانهم بهذه الحقيقة ويقينهم بها.
الثاني : الخوف من الغفلة، والابتعاد عن الله تعالى.. وهذه مشكله كبيرة للسائرين في أول الطريق، حيث انقلاب الذكر من مرتبة إلى أخرى، تحتاج إلى جهد جهيد.. وأول مراتب الذكر، الذكر اللساني المستمد من القلب، لا الذكر اللساني فقط.. فإن كثير من العرفاء ينزه ساحتهم عن مثل هذا الذكر-ويقولون أنه ديدن العوام.. وإن شاء الله أنتم لستم من هذا النوع- ، فالعبرة بالقلب وتوجهاته.. ولا تستطيع أي قوة في العالم أن تحكم قبضتها على قلب الإنسان، إلا بإعانة صاحبه، حتى الشيطان لا يستطيع دخول الحرم، إلا بإعانة صاحبه -أعاذنا الله من ذلك-وقد فهمت مقصودي من هذا الكلام!..
وينسب إلى أحد العلماء أن العزلة في هذه المرتبة ضرورية، حتى يستطيع الإنسان بعد الانتقال إلى غيرها، أن يتمكن من المواجهة والتغيير من دون أن يتضرر.. لأن الذي يطلب التغيير في الآخرين ويتضرر به، لم ينل مراده، ووقع ما هو أسوء منه.. ولعله هذا هو ديدن الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام).. فإن إبراهيم -عليه السلام- ما كان إماما الا بعد الابتلاء، أي بعد التربية للمواجهة والتهيئة والاستعداد.. ومن لم يكن حاملا للزاد، لا يستطيع العطاء والبذل، ومن كان ما عنده قليلا ينفذ.. وفي كل الأحوال استعن بالله تعالى في المسيرتين: السلوك إليه تعالى والتوكل عليه، ومواجه الأخطار والمشكلات التي تحيطك.. فإن الله تعالى عند حسن ظن العبد، ومدى إيمانه بذلك.
خادم الشريعه
/
العراق
أخي وصديقي!..
أولا يجب أن يكون قلبك رقيقا وشفافا، وهذا يأتي من التسامح والتواد مع اهلك والآخرين.. ومن ثم الاستماع لهم، ومناقشة افكارهم بالحكمة والموعظة.. والابتعاد عن التعالي، والكلام الذي ينفر الآخرين.. فحبب نفسك إليهم بكل طريقة، ومن ثم البناء الإيجابي.
محمود
/
العراق
أولا عليك بالاستماع لهم، ومناقشتهم بالحكمة والموعضة الحسنة.
علي بن حسين
/
سيهات
أامنعهم بأفعالي وتصرفاتي وأخلاقي، قال الامام الصادق -عليه السلام-: (كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم).
أمين
/
السعودية
أخي المؤمن!..
لابد أن تربي نفسك على حسن المعاملة مع جميع الناس، حتى لو كان هؤلاء الناس غافلين.. وأن لا تبتعد عنهم، لأنك إنسان متوجه إلى الله تعالى، وأنك إنسان رسالي.. فلا تعيش الأنانية في حياتك، لأني أرى في أخلاق أهل البيت (ع) قدوة في كيفية التعامل مع شتى الناس، والتواجد معهم، والتأثير عليهم.
المحتارة
/
عراق
أنا أعاني من نفس المشكلة مع أهلي.. لعل استشارات الآخرين تنفعنا، إن شاء الله تعالى..
محمد
/
السعوديه
الأخ العزيز!..
قال الإمام علي (عليه السلام): (خالطوا الناس مخالطةً؛ إن عشتم معها حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم).
إذا كنت لا تستطيع أن تنهى عن المنكر، أو تأمر بالمعروف، والمجلس الذي أنت فيه يكون فيه بعض التصرفات المحرمة، بجميع أنواعها؛ فهنا يجب عليك أن تبتعد عن هؤلاء، وإن كانوا من أهلك، وإن كان أخيك.. ولا يعني هذا، أن تقطع العلاقة بهم بتاتاً، بل كن عليهم رحيما، ومبادراً لهم بالسلام، وحاول أن تشرح لهم تنكرك للتصرفات المحرمة، وأنك تريد أن تكون ظل في ظلال الله (عز وجل).. طبعا، أخي!.. كيفية التصرف معهم هذا يعتمد عليك، وعلى تعاملك، وتعاملهم معك، وطبيعة العلاقة التي تربطك بهم.
إذا كان جلوسك معهم يكسبك آثاماً، فالأولى هنا أن تبتعد، لأن رضا الله عز وجل هو الأولى من كل شيء.. عندما تجلس معهم، حاول أن تذكر الله في قلبك.. وإذا أردت أكثر من ذلك، فعليك بصلاة الليل!.. عليك بصلاة الليل!.. عليك بصلاة الليل!.. فإنك إذا أخذت بهذه النصيحة، ستكون إن شاء الله تعالى من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.. لأنك بصلاة الليل ستكون إنسانا آخر، يؤثر على غيره، ولا يتأثر بغيره، وستكون مورد عناية الله عز وجل.. جرب، وستقول أن الضيف محمد قدم لي طبقاً من نور، حُرمت منه قبل أن أعرف صلاة الليل!.
أبومحمود
/
البحرين
واقع الاضطرار هذا أولاً نعمة، لأنك كما بينت بأنهم بعيدين عن هدفك الأجمل والأسمي في الوجود، وهو رضا الله سبحانه وتعالى.. ووجودك معهم، يعطيك الفرصة لأن تعرف وتدرس القلوب التي تميل لله سبحانه وتعالى، وتبدأ تؤثر فيها حسب المعطيات المتوافرة.. فبذلك تستطيع أن تضم لك مجموعة تشترك في الهدف، ومن ثم يجعلك أن تصل إلى مبتغاك، لأن التأثير جماعي.
أولاً: تبعد الضرر والسخرية وتوجيه الأنظار إليك إن وجدت.
ثانياً: الاستفادة تكون جماعية، وتضفي جوا مريحاً وسلساً.
ثالثاً: حتى لا يرموك، ويرموا الإسلام من غير علم.
حسااام
/
السعودية
عليك في هذه الحالة مصاحبتهم بالمعروف، فلربما في جلسة من الجلسات يستجيبون لإحدى نصائحك، وفي نفس الوقت تأخذ ثواب صلة الرحم، بجلوسك معهم.. لكن لا تطيل الجلوس، إذا كان فيه إضاعة للوقت.. على كل حال، تستطيع ملازمة الاستغفار، وذكر الله تعالى والصلاة على محمد وآله؛ طوال فترة جلوسك معهم.
زينب
/
لبنان
أول شيء لابد أن تكون مزودا بأمور الدين؛ لكي تعرف كيف تبدأ بالكلام معهم، وتحدثهم عن الصلاة، وعن قصص الأنبياء.
التواصي
/
---
قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)..
أخي المؤمن!..
لا سبيل إلا الاستعانة بطريق أهل البيت (ع).. فشعارهم: (كونوا لنا دعاة بغير ألسنتكم)، قد جربته، وطبقته عمليا، مع كثير من المعاناة، لأنه صعب للغاية، فوجدته أقصر باب.. نحن لا نملك تغيير من حولنا، فالهداية جوهرة عظيمة، وتحتاج إلى مثابرة وصدق وإخلاص، ثم يأتي التوفيق بقدر السعي.
وإن الخطوة الأولى تكمن في إصلاح النفس؛ لأن أول مشكلة يواجهها الداعي إلى الله تعالى، هي ما يشير إليه قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون).. وكلنا دعاة إليه عز وجل.. ثم قراءة القرآن الكريم، وما يحتويه من العبر من خلال قصص الأنبياء، وما عاناه أهل البيت (ع)، وعلى رأسهم الرسول الأعظم (صلوات الله عليهم أجمعين).. وقراءة سير الصالحين، قراءة واعية، بنية التغيير، ومعرفة مواطن الضعف الموجودة في النفس، وطرق إصلاحها.. وقراءة كتب الأخلاق، ومنها كتاب (الطريق إلى الله) للشيخ حسين البحراني، وتحقيق الشيخ المربي حبيب الكاظمي؛ فإن فيه من النصائح الأخلاقية التى تذكر وتعين كل مؤمن، يريد أن يرتقي.. وأنا انصح كل قارئ مؤمن مخلص، بقراءته بين فترة وأخرى، لما فيه من زاد معين.
أخي المؤمن!..
نحن خلقنا في دار ابتلاء، والمولى عز وجل يختار للمؤمن الابتلاء، الذي يناسبه، ليرتقي ويتكامل.. فإذا استعان بالله عز وجل على ذلك الابتلاء؛ فإنه حتما يؤيده ويسدده ويوفقه، لاجتياز تلك المرحلة، ويأخذه لمرحلة أخرى، وابتلاء آخر يتقوى من خلاله.
وكما أشار الكثير من المساهمين، أنها معاناة متكررة لدى الكثير من المؤمنين.. ومن خلال تجربتي، كنت في بادئ الأمر أشعر بعظمتها، إلا إنني بفضل الله عز وجل مع القراءات المستمرة والدعاء، حدثت لي حالة من السكينة بالتدريج، شعرت من خلالها بمعية الله عز وجل، جعلتني أنظر للموضوع من زاوية أخرى، وهي أني مكلفة بمهمة الدعوة، وأقرب الناس إلي هم أولى بذلك.. فيجب أن يكون العمل نابعاً من الرحمة والمحبة، فهو مفتاح فتح القلوب.. حاولت أن أذكر نفسي دائما، أن لا أتوقع أن تكون النتيجة إيجابية دائما.
الانشغال بالذكر الخفي، وعدم فتح مواضيع دينية إلا بالإشارات الخفيفة من حين لآخر، وتغيير المواضيع المحرمة؛ كلها أساليب لها تأثير إلى حد ما.. ولكن أفضل الطرق كانت بالنسبة لي هي التقرب للبعض عن طريق مشاكلهم، ومحاولة إيجاد حلول لها.. وبذلك استطعت أن أكسب محبتهم وثقتهم.. وكلما اعتراني الإحساس بأني أفضل منهم، ذكرت نفسي أني لا أدري ما تكون عليه عاقبتي!.. وما أدراني أن يكون عاقبة أحدهم أن يكون من أولياء الله تعالى.. وذلك كان يزيدني عزيمة على أن أثابر، وأتحمل وأصبر، ولا أركز على عيوبهم.. كما إن لآية(وذا النون إذ ذهب مغاضبا....) لا سيما قراءتها في صلاة الغفيلة، لها الأثر الكبير، لتحمل هذا النوع من المعاناة.
لبنى
/
المغرب
إن أهلك هم أغلى الناس عندك، قال تعالى: {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214]. فلا بد أن يكون نصيبهم منك نصيب الأسد. قال (ص): (من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيء... الحديث) .
أما كلامك عن المراهقة ومراهقين العائلة؛ فاعلم أن هذه المرحلة من الحياة، بما فيها من تغيرات نفسية وجسدية وفكرية..., يجب على الأهل أن يتفهموا الشاب جيدا، حتى لا يخسروهم!.. فالتعامل مع المراهق فن لا يجيده الكثيرون.. لذلك أخي اغرس فيهم قيم دين الإسلام، لنيل الأجر والتواب.
عاشقة المهدي
/
الاحساء
الأخ الكريم!..
إن الكثير يعيش هذه الحالة، وربما ذلك لأننا نعيش آخر الزمان..
أولا: ربما أحببت أن ألفت نظرك أنك تعيش نعمة من نعم الله عزوجل، عليك مقابلتها بالشكر والامتنان، وهي أنك لم تنجر إلى ذلك العالم؛ وإنما ترفضه، وتحاول مقاومته، وهذا دليل على تسديد الله تعالى، ورعايته لك (حفظكم المولى).
ثانيا: حبذا أن تحمي نفسك قبل مجالستهم، وذلك بالوضوء.. لأن الله تعالى يحب المتطهرين، ولأن الوضوء يجعل حول الإنسان هالة من نور تحميه.. لأننا نعلم جميعاً أن الإنسان يتأثر بمن حوله لا شعوريا.
ثالثا: لا بأس في طلب العون من الله تعالى، بالدعاء والابتهال، للتوفيق في التعامل مع أمثال هؤلاء، والتأثير فيهم، دون التأثر بهم؛ وذلك بإتباع ما أشار إليه الإخوة والأخوات قبلي.
عاشق أم الحسن
/
الأحساء
الأخ الفاضل!..
أولا: أبارك لك هذه الروحية العالية!.. ولكن قبل كل شيء، إياك أن تحقر مؤمنا مهما كان سيئا!.. وذالك لما جاء في الحديث الشريف: (أحبب محب آل محمد، ولو كان فاسقا.. وأبغض مبغض آل محمد، ولو كان صواما قواما).
وثانيا: ينبغي عليك أن لا تغتر بنفسك، كونك تقيا وورعا؛ فلعل هؤلاء اللذين لا تراهم شيئا في نظرك يختم لهم بالسعادة، بينما يختم لك بالشقاء، حيث أن المدار يكون في آخر المطاف بالعاقبة الحسنة.. ومن قال أن أعمالنا حضت بالقبول عند الله تعالى لنغتر بأنفسنا؟!.. فنحن بين الخوف والرجاء..
وعلى هذا الأساس ينبغي علينا أن تضرع إلى الله تعالى أن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين أبدا.. فلو وكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، لكنا من الهالكين.. ولربما وجدنا أولئك اللذين كنا نحتقرهم، أفضل منا بكثير..
فيا عزيزي!.. من لم يجد من نفسه واعظاً فلن يتعظ!.. فما عليك إلا أن تعظهم بسلوكك، وهذا يكفي، مضافا إلى الاستنكار الذي يعبر عن الامتعاض، لتلك المعاصي التي يمارسها أهلك.. ولا يعني ذلك المقاطعة لهم، إلا أن يترتب على ذالك أثر يطمئن له القلب.. ولا تنسى أن تستخدم معهم جانب الترغيب في العبادة، وجانب الترهيب في ترك المعصية، ولو باستخدام الأسلوب القصصي؛ فإن له الأثر البالغ في النفوس.. واصبر حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين.
ايمان
/
---
ساعد الله قلب كل مؤمن ومؤمنه، مضطر لمجالسة كل غافل، وبالذات ممن لا يستطيع مفارقتهم كأبناء وأرحام!.. أما عن نفسي، فرأيي في حالة السخرية والاستهزاء بالآخرين، فهي التذكير بأيام الله، والتي لا يخلو فيها الإنسان من الوقوف في نفس الموقف، وفي نفس الحالة.. وأما عن قسوة القلب، فلا ننسى حسن الخلق، والصبر على الآخرين في أثناء الحديث، والسياسة في التذكير، والاستشهاد بقصص عن الأئمة -عليهم السلام-؛ فقد يسد هذا باب من أبواب الفتنه.
مسعف
/
ايران
أود أن أنصح نفسي أولاً، فأغلب الناس يعانون من هذه المشكلة.. فيجب على الانسان ان يختار الوقت المناسب للجلوس مع أهله وأقاربة، وأن تكون عندة فكرة يريد أن يوصلها لهم مع كل جلسة.
فاطمة
/
البحرين
أختي العزيزة!..
نحن هنا أيضاً تصيبنا هذه المشكلة، لكن قليلاً، والحلول هي:
أولاً: قبل أن يقولوا موضوعهم، قولي لهم أن يتكلموا عن الموضوع الذي تحبينه.. فإن لم يوافقوا، حاولي في يومٍ آخر،فربما يقتنعوا.
ثانياً: ترك المجلس عند حدوث أمور تخالف الشرع، كالغيبة والنميمة.
ثالثاً: إبداء عدم الرضا عند حدوث أمور تخالف الشرع، عن طريق تغيير ملامح الوجه.
رابعاً: الإلتزام بأَحكام الإسلام المتعلقة بالحجاب.
نور على نور
/
السعودية
أول شيء لابد أن تلتفت إليه هو أن كل المؤمنين محاطين بغافلين.. هكذا كان النبي محمد (صلى الله عليه واله واهل بيته الاطهار صلوات الله عليهم).. وأي مؤمن يكون مبتلى بنفس الابتلاء، فلا تتضايق.. والشيء الآخر هو أن تبحث في كيفية تصرف أهل البيت (صلوات الله عليهم) اتجاه هذا الأمر، فما سوف نشير به عليك حتما سيكون ناقصا، وما تأخذه من أهل البيت (صلوات الله عليهم) هوالحل الامثل.. وأخيرا أخي العزيز لا تنسى أن المؤمن هو المؤثر، وليس من يتأثر!.
عائدة الى الرحمن
/
المغرب
يا أخي!.. مهما عانيت من هذا الأمر، فلن تبلغ معاناة المرأة في هذا المجال!.. فإن عليها استقبالهم وملاطفتهم، والسهر على راحتهم مند دخولهم المنزل حتى مغادرتهم.. ضيعت سنوات من عمري وأنا أحاول مجاراة الجميع، لكن النتيجة التي وصلت إليها هي أن طريق الفشل واحد، وهو محاولة إرضاء جميع الناس!.. فكان قراري هو أن يحترموا منهجي في الحياة، كما يريدون أن احترمهم.. وبالفعل، صرت أحس براحة نفسية أكبر، كما أن هذا جلب لي الاحترام عكس ما كنت أظن، والمجالس التي أحضرها معهم صارت أقل نميمة، والمواضيع اقل تفاهة.
علي
/
برطانيا
هناك قصة طريفة، لعلها تفيد مسامعك:
مرة من المرات بعد أن أذن المؤذن، سمع شكاوى الناس وتذمراتهم من مشكلات الحياة اليومية، التي لا نهاية لها ولا بداية.. فقال لهم: أنا عندي الحل الأمثل، فقالوا: ائته إلينا وعجل!.. قال: كل صاحب مشكلة يكتبها على ورق، ويضعها في كيس كبير، ويأتيني به..
وفي اليوم التالي كل من أهالي الحي فعلو ما أمروا به، فقال لهم الشيخ بعد أن فرق المشكلات المكتوبة على الورق: الآن كل منكم ليأتي، وليقرأ المشكلات، ويأخذ الأنسب إليه!.. فكل عاد بكيسه إلى بيته حامداً الله على مشكلاته!.. أي كل من في الحي اقتنع بأن المشكلة التي عنده، أقل بلاء من بعض المشكلات الأخرى!.
أما من جانبي فأقول: لو أنك كنت قد قرأت عن السيرة النبي (ص)، لما شكوت شكواك هذه!.. لأن الظلم كان في أوج عظمته في عصر الجاهلية، ولم يكن كما أهلك فاعلون.. لكن النبي (ص) لم يشهر استسلامه كما فعلت، بل شهر صوت الحق عالياً، حتى أسلم على يده أكثر من ثلث سكان العام..
جرب يا أخي المسلم!.. فعبادة الله تعالى مقرونة بطاعة الوالدين، وبأخلاقك الحميدة، وبضبط أعصابك، والمحافظة على هدوئك، مقرونا بالكلمة الطيبة، ممزوجا بفخرك بعملك وثبات إيمانك.. واستمرارية فعلك، هو المفتاح لتلك الباب!.
علي الركابي
/
أخي العزيز!..
هنالك أمور عليك الانتباه إليها:
1) إن الاضطرار للجلوس والاختلاط مع الغافلين يكون تارةً من باب الابتلاء والاختبار, أي ليرى الله عزوجل ما موقفك.
2) أن تكون مزود بالمفاهيم الإسلامية, حتى تتمكن من نقلهم إلى الأجواء الإيمانية بسهولة.
3) إن عملك هذا هو جهاد مع نفسك، ومع ما تراه من تصرفات الآخرين, فهو بحد ذاته ارتقاء بالروح.
4) أن تمتلك القابلية على تغيير الحديث بشكل لا يشعر به الأخيرين, ومن ثم استغلال الفرص من إعطاء بعض النصائح البسيطة والخفيفة .
5) الترغيب والتشويق عند الحديث والاختلاط مع المراهقين، ومن ثم شدهم إلى الأجواء الإيمانية.
الغريب
/
---
أخي!..
أنا من وجهة نظري هذه مشكله كبيرة!.. لأنك حتى وإن أردت أن تنصح، ولكن لا حياة لمن تنادي!.. ويمكن أنهم يقاطعوك، لأنك فقط قلت شيئاً لا يتناسب مع أمزجتهم.. وقد يقولوا: أنت تعيش في زمن ماض!.. تحرر من عقدك!.. وعش الحياة، فالحياة حلوة!..
أما أنا عن نفسي فقد وجدت حلاً!.. إلهي إن لم يكن لك علي غضب، فلا أبالي!.
مشترك سراجي
/
---
أغلب الأئمة والأنبياء ابتلوا بأقارب غير صالحين، ولم يتهربوا منهم..
أخي!.. أظن من الجميل مراقبة النفس، ولكن التواضع هو الأجمل.. فسوف لن يفيدك شيئاً، إذا تعاليت على أهلك وأخوتك.. تحمل الأهل والإخوان مع حضور العقل والقلب، أظنه من أعلى مراتب مراقبة النفس..
أخي وحبيبي!..
الشيطان له حيله الخفية!.. بمعنى أنك عندما تبدأ مرحلة جديدة مع الله تعالى، فسوف يأتيك من باب أنك الأفضل، وأنك متميز في روحانيتك وعبادتك، وأنك روحاني، والآخرون غافلون..
أخي!.. تعوذ من الشيطان، ومن النفس، والغرور، وادع الله تعالى أن يوفقك في ما تسعى إليه.
مهدي
/
الكويت
أنصحك-يا أخي- عند جلوسك في هذا المكان، أن يكون قلبك ولسانك مشتغلا بذكر الله تعالى، وعليك بالأمر بالمعروف قدر استطاعتك.. وكن أغلب الأوقات صامتاً؛ لأن الصمت في مثل هذه الأماكن يجعلك ترتفع إلى الله تعالى بسرعة.. ولا بأس بأخذ بعض الأشياء التي تسليك عن الجو، مثل: قراءة الكتب أو القصص.. ولا بأس أيضا بأن تحكي لهم قصة مفيدة ومعبرة.
احبك يا علي
/
السعودية القطيف (العوامية)
قال الإمام علي -عليه السلام-:(الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)..
أولاً: تفكر في أنك تعمل هذا الشيء قربة لله تعالى.. وبهذا تكون أنت ذكرت الله تعالى، واطمأننت أن الله تعالى يراقبك.
ثانياً: تعامل معهم مثل أخ لهم.. فإذا كانوا أولادا، فاعتبرهم مثل أخوتك.. وإذا كانوا بنات، فاعتبرهم مثل أخواتك..
وأنا برأيي، مع احترامي لكل من أعطاك حل، وقال لك ابتعد عنهم، أن هذا ليس برأي سديد، لأن الإمام علي -عليه السلام- يقول في أحد خطبه كلمات أغلى من الذهب والياقوت: (إلهي لئن عفوت عن غير محسن، فمن لمسيء في الهوى يتمتع؟!).. مثل ما تكون طريقاً في رزق عيالك، لتكن طريق في هداية أقاربك.. والله سبحانه وتعالى اشتق صلة الرحم من اسمه الرحمن.. واعلم حبيبي أنه كما ورد أن الجنة حفت بالمكاره.. وأنا أقول لك: إذا كان بالذي تعمله تريد منه رضا الله تعالى، فاسمع إلى ما يأمرك الله تعالى فيه..
وأنا لو مكانك أفكر في أول شيء أن أكلم أخواتي وأخوتي، واقترح عليهم أن نخرج يوما مع الأقارب في الكرنيش مثلا، وهذه الفكرة سوف يرتاحون لها الأخوات، وبهذا الشيء أنت خطوت أول خطوة أنك قربتهم إليك!.. ومرة ومرتين وثلاث وبعدها سيصبح لك حقا عليهم، ويسمعوا لك في بعض الحاجات والأمور، لأنك أنت الذي قربتهم قربتهم منك!..
ابدأ بأخواتك واخرج معهم، وأعطيهم هدية، مثلاً ورود.. وهنا أنت فتحت لك الباب، وهذا الباب اسمه باب المحبة، وبهذا أنت لما تتكلم لهم من هذا الباب، فهم يفكرون بالشيء الذي أهديتهم إياه!..
ولا تقل لهم هذا حرام، وهذا حلال!.. بل ارفع من مقامهم، بأن تقول لهم إذا رأيت منهم خطأ: هذا لا يناسب مقامك!.. وهنا سوف يشعر أن مقامه فعلا عال.. وبهذا أنت ما تعرضت إليه بالإهانة، وأنت ستكبر في عينه، وإذا رآك بعدها، فسوف لن يعمل نفس الغلط، حتى ما ينزل من عينك، وبهذا الشيء ستكسب أشياء كثيرة، أولهم رضا الله عزوجل.
وإني ألاحظ أنك خائف من الاختلاط.. فاعلم إذا كان هذا الاختلاط يغضب الله تعالى، فلا ترضاه أنت!.. وإذا يرضي الله، فاقبل عليه، وما احد يقدر يعارضك في هذا الأمر.. ومثل ما قلت لك إن الإمام علي -عليه السلام- يقول: (الناس صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق)، وأنت تعامل على هذا الأساس.
عاشقة المهدي
/
الاحساء
حقاً إن الكثير منا يعاني من هذه الحالة!.. فنحن نعيش في آخر الزمان، ثبتنا الله وإياكم على الولاية!.. ما طرحه الأخوة والأخوات من حلول جميل جداً!.. وطرحكم لهذا الموضوع موفق-إن شاء الله-، ودليل على تسديدكم من قبل المولى، لذلك يجب عليكم:
أولا: الاستمرار في حمد الله وشكره على هذه النعمة.
ثانيا: قبل الجلوس معهم، حاول أن تكون على وضوء.. لأن الله يحب التوابين والمتطهرين.. ولأنه يجعل حولك هالة من نور، تحمي روحك ونفسك من التأثر بالآخرين.
ثالثا: طلب العون والتسديد من الله تعالى، في هذه المهمة الصعبة، وهي محاولة نصح الآخرين وهدايتهم، بإتباع كافة الوسائل الممكنة لكم، والتي طرحها الأخوة والأخوات عليكم، دون التأثر بهم، أو الانجرار معهم.
محبة الخير
/
العراق
أخي العزيز!..
عليك أولا بطولة البال، فالقسوة شيء تزيد من المشكلة.. وعليك أيضاً أن تبدأ مع المراهقين بالنصيحة، أو الخروج معا، أو الهدايا.. فذلك كله يشكل رابط بينكم.. وإذا كانت مشكلتك هي الأحاديث، فيجب عليك أن تبدأ الكلام معهم بأشياء تلطف الجو بينك وبينهم، ومن ثم تأخذ بنصيحتهم .
وإذا لم ينفع كل هذا معهم، يصبحوا شرا لا بد منه!.. سألنا احد وكلاء المراجع المعتمدين، فقال: (جلوسكم معهم، أفضل من ترككم لهم) .
كوثر
/
العراق
إن الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من أهم ضرورات الدين، بل هو بدرجة الجهاد في سبيل الله، بل لولا الآمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لما وصل الدين إلينا.. فلا تيأسوا -أخوتي في الإيمان- من الدعوة إلى الله تعالى، وترك الموبقات، لكل المحيطين بكم من أهل وأحبه وأصدقاء؛ وألا سنسحق ونسحق، ونمحق!.. فكونوا عونا للإمام وانصروه، ينصركم الله تعالى.
العقيلة
/
العراق
أخي الفاضل!..
إن التدين الحقيقي الكامل، هو إعطاء حق لله، وحق لنفس، وحق للمجتمع.. نحن دائما إذا أردنا أن نكون متدينين نهمل الحقين الأخيرين، على أساس أن المتدين يجب أن يكون في عزلة مما قد يسببه المحيط له.. لكن هذا هو الخطأ بعينه!.. فالله لم يأمرنا بهذا، فالمتدين الحقيقي هو الذي يجتاح المجتمعات الملوثة، وينشر بها عطر الإيمان؛ لا أن يتحاشهم، ويبتعد عنهم، مدعيا بأنهم قد يؤثرون عليه.. صحيح أنه يجب علينا أن نأخذ الحذر، وأن نقي أنفسنا من كل الملوثات، لكن لا ننسى أن من فروع الدين هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
بالعكس يجب عليك -أخي الكريم- أن تحمد الله تعالى على أنك تملك مقومات الإيمان، وباستطاعتك أن تهدي الكثير، فهم بالأخير أهلك، فتقرب إليهم، واسع أن تكون صديقهم، وغير من طريقتك في النصيحة.. لا تقل فقط: هذا حرام، وهذا حلال؛ فالجميع سينفر منك.. بل قل لهم بأسلوب محبب، وأخبرهم عن تجربتك، وما هي الطرق التي استطعت بها أن تقوم نفسك، وراع أعمارهم.. فالكل عمر طريقة بالنصيحة، وبكمية النصائح.. فأنت الآن تمثل جهة الدين بنظرهم، فإذا كنت شخص منطو، غير محبوب، يصدر النصائح فقطك، سوف يصابون بردة فعل سلبية عن الدين..
وخير قدوة لنا هو النبي (صلى الله عليه واله)، فهو كان يعيش بين أناس أصلا غير مسلمين، واستطاع بأسلوبه المحبب، وطريقته المبتكرة، بأن يهدي ملايين البشر، والآن ترى المسلمين يقدرون تقريباً بمليارين بسببه النبي ( صلى الله عليه واله).. فهو لم يقل أنني يجب أن أحافظ على عقيدتي، وأن أعتكف؛ بل خرج وأدى رسالته على أكمل وجه.. فأرجو أن نأخذ العبرة من النبي الكريم ومن آله (صلوات الله عليهم أجمعين)..
وأيضا يجب الشارة، أنه يجب عليك أن تخلط شيئاً من الأمور العامة بحديثك، لا أن تجعله بالكامل حديث ديني، فهذا قد يسبب المضايقة لبعض الأطراف.
القدس
/
الاحساء
أنا هنا لا أريد أن أضع حلاً , فالأخوة والأخوات ذكروا أفكاراً كثيرة وجميلة.. لكن أنا أيضا أعاني من هذه المشكلة، لكن بشكل آخر!.. أنا في غربة، وهناك شخصيات قليلة نجتمع معها, لكن معظم حديثهم غيبة، أو حديث باطل.. ماذا افعل، وأنا لا استطيع أن انفرد، وأكون وحيدة، وأنا لم أجرب النصح مباشرة؟.. أرجو منكم النصح والإرشاد!.
أحمد ( بو مهدي )
/
السعودية ـ الدمام ـ المحمدية
صعب جداً التعامل مع هذه الفئة من الناس!.. ولكن عليك أن نخبرهم بأن الله تعالى جعل للمتقين جنات ونعيم.. اقترح عليهم أن يشاهدوا فلم (رب ارجعون)، ليشاهدوا كيف سكرات الموت الذي لا مفر من!.
عبدالله
/
البحرين
أنا أعاني أيضاً مشكلتك وبشكل كبير جداً!.. وكل ما أفعله -عند حدوث غيبة أو حديث فاسق-، هو أن أغير الموضوع من حيث لا يشعرون، بأن فجأة أدخل على حديثهم، وأتكلم لهم وأخبرهم بأي خبر جديد ملفت للحديث به.. أو أقطع حديثهم، عن طريق طرح أي موضوع آخر، لا يؤدي للغيبة، وللتحدث في فسق.. دون أن أقول لهم: أنكم تغتابون، وأنكم تتحدثون بشيء فاسق؛ لأنه البعض يتأذى، وينفر منك، إذا نهيته عن المنكر.
مشترك سراجي
/
الكويت
- أن تعمل على إضفاء الجو الديني، في التجمع بقراءة دعاء كميل، أو أي دعاء آخر مناسب، مع بعض النصائح السريعة.
- إشراك الجميع بقراءة القرآن الكريم، أو الدعاء حتى لو أدى ذلك للضحك(خجلا).
- إضفاء جو الديني مع المرح معا حتى لا يشعروا بالملل.
- تجنب الهمز واللمز عند النهي عن المنكر، بل يكون بنفس متسامحة للغاية، وجاذبة للإصغاء.
- عدم إطالة المجلس الديني، وإعطاء الفرصة للأحاديث الجانبية.
- يعقب المجلس الديني عشاء أو غذاء خفيف، الجميع مشارك في تحضيره.
هذا ما نفعله عند تجمعنا، حتى أن مراهقينا يترقبون، التجمع على الرغم انه يحدث مرة بالشهر.
أم الفواطم
/
العراق الجريح
قال تعال: { وذر الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا }..
إذاًً الآية الكريمة تنص على أن هنالك مجاميع من الناس، بل ربما القسم الأعظم من البشرية مسلكها ودينها في الحياة، هو عبارة عن اللعب واللهو.. (يعني يرى أن وجوده مفلسف على هذا الأساس.. يعني أن يقضي وطرَاً معيناً من الملذات، من متع دنيوية يشبع بطنه مثلاً، يسد حاجاته الجنسية يفسد وقته بالأحاديث المجوفة.. هكذا يصب كل جهده على الدنيا، يعني (أقصى همه الدنيا).. هذا لا يرى من وراء الدنيا هدف سامٍ، فهذا حينما لا يكون لديه هدف سامٍ، بالتأكيد سوف يخلََََََد إلى الأرض، وكل ما في حياته مادي، سواء أحاديث أو سلوكيات.. هذا الإنسان بالواقع سوف ينشد إلى العالم المادي، وبالتالي فإن القيم المعنوية والمبادئ، والخُلُق، والمكارم، ومعالي الأمور، تكاد تموت عنده.
الإنسان الذي يفلسف وجوده في الحياة على أنها لهوٌ ولعب، هذا لا يحمل رسالة.. وإذا كان لا يحمل رسالة، فمن المؤكد أن وجوده معك، أو وجودك معه تخريب!.. لكن إذا كنت تريد أن تنصب جهودك عليه، لتهديه، فهذا جيد، لأنك موظف لذلك.. يعني لا عيب أن تتكلم بجدية، وتقدم النصح، وجميعنا موظفون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. لكن إذا كنت تعتمدهم على أساس أنهم من ذوي القربى، ولا تحاول تقديم النصح، فهذا هو الخطر بعينه!.. حيث سيشعرون بأنك موافقهم آراءهم، بمجرد صمتك بينهم.. وقد ورد: ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).. تكلم وقدم النصح، وهذه هي الرسالة السماوية.. وإن رأيتهم لا يستسيغون النصح، فكم تقول الآية: ذرهم!.. يعني إتركهم.. وفي سورة الكهف قال تعالى:{ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرُطا}.
غيث السماء
/
البحرين
نصيحتنا لك: أن تجلس مع الموفقين منهم إلى الإيمان، أي أن تتخير أفضلهم وتجلس معه.. تخير من لديه قابلية أن يكون سالكاً لله تعالى، وأثر فيهم وأصلحهم، وتكون بذلك تدخل السرور على قلب الحجة (عج).. علماً أن من لديه قابلية اكتساب للدين، ستنفعه وينفعك.. أما قساة القلب الذين لا تجد معهم إصلاحا، فاهجرهم.. فقد يكون هجركم لهم، أفضل سبيل لإصلاحهم، حينما يتراود في أذهانهم لمَ فلان المؤمن لا يكلمني؟!.
التائبة
/
البحرين
الأخ الكريم!..
أنا أنصحك من خلال تجربة حقيقية: أنك تدعوهم إلى مجالس مسابقات ترفيهية تعليمية، ومن ثم تعقد مجالس توعوية خفيفة، بمشاركة أحد الناشطين، الذين لهم القدرة على الإقناع والتشويق في الكلام، ومن ثم تقدم لهم وجبة عشاء خفيفة، ومناقشة بسيطة بعد المجلس.. هنا قد ينجذب إليك أحد أفراد العائلة، ويتعلق بك، ومن ثم يساعدك على هداية الباقين.
خلود
/
البحرين
أخي!.. نصيحتي أنك إذا جلست في مجلس، وإذا تحدثوا في هذه المواضيع الغير مفيدة بل الضارة، نصيحتي أن تغير الموضوع، وتحاول أن تلهيهم بموضوعك ليجتذبوا له.
عاشقة اهل البيت (عليهم السلام )
/
سيهات
لا تقاطعهم أبداً، بل يجب الجلوس معهم في فتره قصيرة ومحدودة.
ليلى عباس حسن
/
البحرين
اجلس معهم وتناقش وتكلم، وإذا لم يعجبك انسحب.. ولكن لاتجعلهم يحسون أنك متضايق، وكرر الجلوس معهم.
أم أحمد
/
القطيف
أخي المؤمن!..
وفقك الله لمجالسة الذاكرين!.. ولكن قد يتعذر وجود الذاكرين من حولك، وأنت هنا في موضع امتحان من الله تعالى!.. فإن تمكنت من الإصلاح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ فوظيفتك أن تفعل ذلك، وهو واجب عليك.. وإن تعذر ذلك، فاعتقد أنه واجب عليك أن تقي نفسك شر مجالسة الغافلين؛ حتى لا ينتقل إليك هذا الوباء الخطير!.. ورجائي أن يتمكن كل مؤمن من إصلاح من حوله، ففي ذلك رضا الله تعالى.
Bo hasan
/
السعودية
أشكر الكاتب على الاهتمام بالموضوع!.. وهذا ينم عن حرصه وتدينه..
أخي!.. البعض منا يعاني نفس المشكلة، ومتضايق منها، وسوف أخبرك بتجربتي:
اقترحت على العائلة (أقصد بيت الوالد)، بأن نقوم بإحياء ليلة الجمعة ببرنامج ديني، من الأدعية والزيارات والأذكار والصلوات، ونهدي ثوابها للنبي الأكرم- صلى الله عليه وآله-، وللأئمة -عليهم آلاف التحية والسلام-، ولجميع المؤمنين الأموات والأحياء من العائلة وغيرها.. وهناك أشياء كثيرة بإمكانك أن تعملها، وتستفيد من الأخوة والأخوات.. فمثلا يمكنك :
- إقامة احتفال لتكريم الناجحين والناجحات.
- توزيع الصدقة الجارية من الأدعية الموجودة في الموقع والأحاديث الشريفة.
- محاولة عمل التغيير، بالتشجيع على الصلوات.
- تقليل الجلوس معهم وإشعارهم بذلك.
يا صاحب الزمان
/
---
اعلم -أخي الكريم!- أن للأهل حقوقاً عليك، لابد من تحقيقها، لتحقق ما هو مطلوب منك من قبل الله تعالى.. وأحياناً الإنسان يضطر لمعايشة الغافلين، لتحقيق هدف.. إما لهدايتهم، أو لأداء التكليف الشرعي في التواصل معهم.. وما المانع أن ينشغل الإنسان أثناء ذلك، بالقدر الممكن، بالذكر الخفي وهو لا إله إلا الله، حيث يمكن للإنسان التلفظ به وشفتاه مغلقتان، فيعيش جوا آخر.. فإن الذكر في وسط أجواء الغافلين، من دواعي النظرة الإلهية للعبد، كما يشير إليه الشيخ حبيب الكاظمي في مواعظه في شبكة السراج.. وأدعوك لمراجعة المحاضرات الموجود لسماحة المربي حفظه الله..
وهذا هو الابتلاء والامتحان من الله سبحانه وتعالى للعبد، في أن يحلق بعيدا عن هذه الأجواء ولا يتثاقل إلى الأرض.. هذا الكلام لأهله من أمثالكم!.. وإلا القائل ليس أهل لشيء من ذلك.. بالإمكان أيضا التعويض، في لحظات الأنس والذكر والخلوة بالله تعالى..
ولا تنس -أخي الكريم- أن الله عزوجل يريد أن يطاع من حيث يريد هو، لا من حيث يريد العبد.. فالأمر عندما يكون قضاء حاجة مؤمن، ينبغي على الإنسان أن لا يقدم عملاً عباديا! مثلا.. وكذلك الأمر في صلة الأرحام، وفي جميع أمور الحياة.. كم من الجميل أن يعيش الإنسان كالنبي (صلى الله عليه وآله) - مع الفرق الشاسع-، ينتظر التكليف الإلهي في كل لحظة، ويطلب المدد والعون الإلهي، في التسديد لما فيه رضاه.
Hameed
/
Saudi Arabia
أولاً: لا توهم نفسك أنك مضطر إلى الجلوس مع الغافلين.. بل إذا كانوا من مرتكبي المنكرات، فعليك نهيهم ونصحهم، وإلا فليس من الصحيح الجلوس معهم، وحتى لو كانوا من الأهل والأقارب.
ثانياً: إذا كنت تريد أن تكون في جو المراقبة الروحية، فعليك أن تتبع الأسباب.. ومن الأسباب أن لا تجلس مع من ينسيك مراقبة الله البصير، ومراقبة نفسك.. وتذكر عموما أن لا أحد يفعل شيئا إلا بإرادته، بعد إرادة الله عز وجل.
أما من جهة الأهل والأقارب إذا كانوا من الغافلين- كما تقول-، فعليك التصرف بالحكمة عند الجلوس معهم، والقناعة بمعتقداتك، وإبداء وجهة نظرك.. حيث أنك يمكن تبين أنك معارض ورافض للتصرفات السيئة، وإلا فلا داعي للجلوس معهم إلا من جهة صلة الرحم.
كما أني أنصحك بالاستفادة من أحاديث الرسول (ص)، وأهل بيته الأطهار، في هذا الجانب؛ وأيضا اطلع على المحاضرات والعلوم في الأخلاق والاتصال مع الناس وغيرها.. مما يفيدك ويقودك إلى الطرق السديدة.. وذلك يكون عبر شبكات الإنترنت الهادفة، والكتب والمحاضرات، وأيضا يمكنك استشارة المختصين.
زين العابدين الموسوي
/
العراق
أعانك الله على هذا الابتلاء!.. ونسأل الله عز وجل أن يفرج عنك!.. ولكن لعلمك أنك لست الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة!.. وحتى لا أطيل عليك، إليك بعض الاقتراحات المجربة بهذا الشأن:
1- المحاولة لإدارة دفة الحديث وتحويلها لأمر لا يوجب معصية الله.
2- إن كان الأمر لابد للاستماع، فلا تشارك في الحديث، واحسب مدة معينة وغادر المكان.. بحيث تكون وازنت بين مواصلة صلة الرحم، وبين المراقبة الروحية، وهذا أضعف الإيمان.
نور الحوراء
/
بحرين
كن معهم ببدنك فقط، وروحك متعلقة بالرفيق والأنيس والمحبوب الأوحد، وقبلة العاشقين!.. فالقلب حرم الله، فلا تسكن حرم الله غير الله!.. خالطهم، وكن أنت صاحب التأثير الإيجابي الأقوى عليهم، لا هم!.. هم مساكين، ويحتاجون لمثل طهارة قلبك، فأنقذهم.. وستجد من جهادك في انتشالهم من براثن الغفلة، نوراً ساطعاً، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. فهنيئاً لبدن مجاهد، وجوارح أنهكتها العبادة، وتحمل الآخرين في سبيل رضا الله تعالى، ونشر المبادئ السامية!.