- ThePlus Audio
الكسل أسبابه وعلاجه
بسم الله الرحمن الرحيم
الكسل وعلاجه وأنواعه
تشير الإحصائيات إلى أننا أصبحنا في زمان قل فيه القراء وفتر فيه النشاط الفكري والعملي حتى وصل إلى أدنى مستوياته. ولا يمكن اعتبار الساعات التي يقضيها الإنسان أمام التلفاز أو عند تصفح المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي من نشاطه الثقافي والفكري أو العلمي ففي الغالب هي ساعات يقضيها الإنسان للتسلية والترفيه ولا شأن له في الأمور الثقافية وما شابه ذلك إلا قليل؛ وما ذلك إلا للكسل والفتور وفقدان العزيمة، وسأحاول أن أتناول الكسل أسبابه وأنواعه وعلاجه في هذه الخطبة.
الكسل الفكري والثقافي
لا يقتصر الكسل على النشاط الاجتماعي للإنسان بل يمكن تقسيم الكسل إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول؛ هو الكسل في الأمور الفكرية والثقافية. وأغلب الناس ينتمون إلى دين من الأديان فهم لا يخلون من انتماء مذهبي وحتى اليابان التي تعتبر بلدا صناعيا كبيرا يدين شعبها بالديانة البوذية السخيفة وتراهم لهم ما يقدسونه ويتعصبون له. ونحن بحمد الله تعالى على ملة الإسلام موحدين لله عز وجل وقد قال سبحانه عن هذه الأمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)[١]، وقد اتبعنا الإسلام من خير الطرق وهم أهل البيت (ع) ومع ذلك لا زال الكثير منا لم يرقى إلى المستوى العلمي والفكري المطلوب منه في معرفة الشريعة بأبعادها المختلفة في الفقه والتفسير والحديث والمفاهيم الإسلامية وغير ذلك. وللأسف الشديد إن الطالب من سنينه الأولى وحتى التخرج لا يتلقى – رغم الكثير من الكتب التي يدرسها في المدرسة – الثقافة الدينية، وهناك كسل فكري عند الشباب اليوم حيث إنهم لا يستطيعون مناقشة أولويات المذهب ولا يتسطيعون الإجابة عن الأسئلة البسيطة التي توجه إليهم حول عقائدهم والحال أنهم من خلال كتاب أو كتابين في مجال العقيدة يستطيعون مواجهة أكبر الشبهات التي تواجه عقيدته ومذهبه.
الكسل الاجتماعي
ومن مظاهر الكسل هو الكسل الاجتماعي والتقصير في أداء الواجب وعدم تحمل المسئوليات تجاه الآخرين. حيث أن البعض يعيش منفردا في عالمه الخاص ولا ينفتح على مجتمعه وأرحامه ولا يردعهم عن فعل المنكرات وارتكاب الآثام، والحال أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كفائي يعذب الإنسان يوم القيامة على تركه، والمؤمن الذي يحمل هم الإسلام ويعد من أهل الطاعة ومن رواد المساجد والحسينيات تقع على عاتقه مسئولية أكبر في هداية أهل وأرحامه ومجتمعه وقد ذكر ذلك القرآن الكريم بصراحة حيث قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ)[٢]، فكما يهتم المؤمن بتحصين أبنائه ضد الأمراض الجسدية لا بد وأن يحرص على تحصنيهم ضد الأمراض النفسية التي تنال من دينه وهي بلا ريب أشد فتكا من الأمراض الجسدية، وقد يسهر الوالدان على أبنائهم لحمى تصيبهم حتى الصباح وهي من الأمراض البسيطة التي سرعان ما تزول ببعض العقاقير[٣] البسيطة، ولكنه يرى بأم عينيه أبناءه وإخوانه وعشيرته المقربين قد أحاطتهم النار بما يرتكبون من معاصي ويقترفون من آثام ثم لا يحرك ساكنا ويكتفي من ذلك بالتفرج والحال أن القرآن الكريم اعتبر هذه الأمة خير أمة لا لكثرة صلاتها وتهجدها ولا لكثرة اعتكافها في المساجد وإنما قال سبحانه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)[٤]
عقاب ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وعقاب ترك هذا الواجب عقاب شديد، فقد روي عن الإمام الرضا (ع) أنه قال: (لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهُنَّ عَنِ اَلْمُنْكَرِ أَوْ لَيُسْتَعْمَلَنَّ عَلَيْكُمْ شِرَارُكُمْ فَيَدْعُو خِيَارُكُمْ فَلاَ يُسْتَجَابُ لَهُمْ)[٥]، ولم يحكم الإسلام البلدان وإنما حكم القلوب، وكان المسلمون في صدر الإسلام همهم الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولذلك انتشر الإسلام بين ظهرانيهم ولكن خولفت هذه السيرة من قبل من تصدى للحكم بعد رسول الله (ص) وقصروا في واجبهم هذا حتى آلت الأمور إلى ما آلت إليه.
الكسل العبادي
ومن مظاهر الكسل؛ الكسل العبادي. فقد ورد عن الإمام الصادق (ع): (لَيْسَ مِنَّا وَلاَ كَرَامَةَ مَنْ كَانَ فِي مِصْرٍ فِيهِ مِائَةُ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ وَكَانَ فِي ذَلِكَ اَلْمِصْرِ أَحَدٌ أَوْرَعَ مِنْهُ)[٦]؛ أي لا يكون في البلد الذي يعيش فيه من هو أتقى منه وأحرص على صلاته وأقوى على قيام الليل وسائر العبادات والطاعات منه.
ولا بد أن يعالج نفسه من يقوم إلى الصلاة متكاسلا ومتناعسا أو متقاعسا، وكيف يكون كذلك وقد روي أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (لَوْ يَعْلَمُ اَلْمُصَلِّي مَا يَغْشَاهُ مِنْ جَلاَلِ اَللَّهِ مَا سَرَّهُ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ مِنْ سُجُودِهِ)[٧]؛ بل لكان ممن يصلي مغربه بوضوء الظهر. وهناك من يقدم الصلاة على الطعام لا حرصا منه عليها بل ليهنأ بطعامه ويتخلص من ثقلها على كاهله ويتفرق لمتعه المحللة وغيرها من دون أن ينغص عليه ذلك شيء مثل الصلاة..!
أسباب الكسل والفتور
ولا بد لنا أن نبحث عن أسباب الكسل والفتور في حياتنا حتى نتمكن من القضاء عليها. ويمكن القول أن أهم سبب من أسباب التكاسل عدم امتلاك رؤية كونية واضحة أو أيديولوجيا متكاملة تمكنه من أن ينظر إلى الحياة وإلى الوجود نظرة واقعية ويكتشف هدف الخلقة ومن أين وفي أين وإلى أين؟ ولو نلاحظ سلوك طلاب المدارس والجامعات قبيل الامتحان نرى النشاط والإقبال على المطالعة والدراسة حتى تراهم يقللون من ساعات النوم ومن أكلهم وشربهم لأنه يواجهون امتحانا مصيريا وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان وهذا ما يدفعه بقوة إلى النشاط والدراسة. وكذلك ترى الحاج كسولا متقاعسا في أهله ولكنه في الحج يتحول الكسل عنده إلى حركة دائبة في الطواف والسعي وسائر المناسك لأنه يرى أن عليه واجبا أو مستحبا لا مجال للتفريط فيه وينبغي أدائه.
علاج الكسل
وفي القرآن الكريم نرى بعض الآيات التي تبين بوضوح الهدف من الحياة وهناك آية هي بحق آيات استراتيجية مفصلية تفتح آفاق كبيرة أمام الإنسان ومنها الآيات التي نقرأها في أواخر سورة الفجر حيث يقول سبحانه: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً)[٨]، وهي تعني أن الإنسان لم يخلق لمتع هذه الدنيا الفانية وإنما الدنيا بحسب بعض الروايات الشريفة هي شجرة يستريح الإنسان في ظلها ساعة أو منزل يقيم فيه الإنسان أياما ثم يعود إلى ربه شاء أم أبى، ويقول سبحانه: (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)[٩]، فسيأتي الإنسان ربه عبدا تكوينيا حيث الأغلال في أعناقه ويحسب؛ فلماذا لا نأتيه باختيارنا ونكون عبيدا في الدنيا ونخضع له ونسجد قبل أن ندعى إلى السجود فلا نستيطع.
والذي يعتقد بوجود مراقب يراقب أعماله ويدون ألفاظه وأفعاله كما قال سبحانه: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)[١٠] – والرقيب العتيد من ملائكة الله سبحانه ولله من ورائهم شهيد على الإنسان – هل سيتكاسل ويفتر عن العمل؟ ولا بد من المعرفة قبل العمل والعبادة فهي أساس كل شيء وعلى رأسها التوحيد لله عز وجل وأول التوحيد معرفة الجبار وآخره تفويض الأمر إليه، ولا بد لمن يريد أن يكون جادا في حياته بعيدا عن الكسل والتكاسل أن يصل إلى معرفة الله عز وجل من خلال التفكر والتدبر والحوار والقراءة الهادفة وطلب من المدد من الله سبحانه حتى لا يرى الحق باطلا والباطل حقا وحتى يمن الله عليه فيجعل له نورا يمشي به في الناس.
الرضا عن النفس
من أسباب الكسل الرضا عن النفس والإعجاب بها، ولذلك هناك الكثير من الناس ممن يستمع إلى المواعظ البليغة وكأنه غير معني بها، وفيه ما فيه من النقص والتخلف الذي يحتاج إلى الإصلاح. والمؤمن صريح مع نفسه بعيد كل البعد عن المكابرة والتعالي على الحق وإنكار الواقع وله واعظ من نفسه؛ إذ ليس المطلوب منا أن نذهب إلى القس كما النصارى ونعترف له بما اقترفنا من المعاصي، وإنما يكفي الاعتراف بين يدي الله عز وجل.
وينبغي للمؤمن أن يرى أنه معني بكل آية من آيات القرآن الكريم. وللأسف الشديد هناك من يرى أن الآيات التي تحث على ذكر الله عز وجل هي آيات من الترف الأخلاقي أو العرفاني والحال أن المطلوب من المؤمن لا يكون نسيا لذكر الله سبحانه في أنى من آناء الليل والنهار كيف يكون ذلك والعشرات من الآيات تحث على ذكر الله في كل حال منها قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا)[١١]، وقوله سبحانه: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ)[١٢]، وحثه على الذكر بعد الفراغ من صلاة الجمعة: (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[١٣]، وليست الجمعة إلا يوم لإعادة الشحن وليس يوم ذكر في مقابل السبت حتى الخميس التي يقضيها الإنسان في الغفلة؛ بل كل ساعات الإنسان في كل أيام الأسبوع ينبغي ان تكون مشحونة بالذكر.
تلقين الكسل
من أسباب الكسل أن يلقن الإنسان نفسه الكسل. فقد نلاحظ البعض ينام فترة لا بأس بها ويستيقظ في الصباح وهو يشعر أنه بحاجة إلى النوم فترة أخرى والحال أنه بمجرد أن يتحول عن فراشه ويغتسل غسل الجمعة على سبيل المثال يشعر بنشاط وحيوية ويعلم أنه لم يكن بحاجة إلى تلك الساعات الإضافية من النوم، وليس ذلك إلا من أجل التلقين، ويعتقد الأطباء أن البدن يكيف نفسه نشاطا وكسلا بحسب ما يعوده الإنسان. بل ينبغي أن يكون المؤمن قويا صاحب عزم وإرادة، وقد روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: (مَا ضَعُفَ بَدَنٌ عَمَّا قَوِيَتْ عَلَيْهِ اَلنِّيَّةُ)[١٤]، وكما يقول المتنبي:
وَإِذا كانَتِ النُفوسُ كِباراً *** تَعِبَت في مُرادِها الأَجسامُ[١٥]
اللعب واللهو
ومن أسباب الكسل العيش في أجواء اللهو واللعب. والقرآن الكريم قد ذم اللهو واللعب ولكن أصبح اليوم اللهو واللعب من معالم الحضارة في البلدان فهناك مدن تبنى للملاهي وهناك ملاعب ينشغل فيها الناس وكأنه هناك عمل مقصود لمخالفة القرآن الكريم. وقد يصطحب الوالد أبناءه إلى إحدى هذه المدن لإدخال السرور عليهم وهو أمر لا بأس به فقد كان النبي (ص) يدخل السرور على الحسنين (ع) ويلاعبهما وهو القائل: (مَنْ كَانَ لَهُ صَبِيٌّ فَلْيَتَصَابَ لَهُ)[١٦] ولا يعني ذلك أن يلهو الإنسان ويلعب كما يلعب الطفل وإنما عليه أن يتظاهر بذلك غير غافل ولا ساه.
ذكر الموت
وبعد أن علمنا بصورة مجملة أسباب الكسل لا بد وأن نطرق إلى العلاج؛ فلا ينتشر الحق إلا من حيث ينتشر الباطل. وأول علاج للكسل الاعتقاد الحقيقي بالمعاد وذكر الموت، ولو كان هناك مقياس أدق من مقياس حب لقاء الله عز وجل في تحديد الولي من غيره لذكره الله سبحانه عندما تحدى اليهود فقال: (قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)[١٧].
إن الخلود يكتسب في هذه الدنيا من خلال هذه السنوات القليلة التي يقضيها الإنسان في هذه الحياة بما فيها من أكل وشرب وعمل ونوم وما شابه ذلك. ولا بد من التنافس لاكتساب الدرجات العظيمة من الجنان؛ إذ ليست الجنة على درجة واحدة وإنما هي درجات مختلفات وقد يكون البعض ضيوفا على أهل الجنة إذ لم يدخلوا فيها إلا بتفضل من الله عز وجل وليس باستحقاقهم وسورة الفجر تبين لنا أرقى من هذه الجنان وهي الدخول في عباد الله والدخول في الجنة التي نسبها الله إلى نفسه بقوله تعالى: (وَادْخُلِي جَنَّتِي)[١٨] حيث يجاور فيها النبي (ص) وأئمة الهدى (ع).
والكثير من الناس في الدنيا همهم ان يرتقوا في درجاتهم الوظيفية وأعمالهم ومكاسبهم ولكن كم هم الذين يفكرون في أن يكتسبوا رأس المال الذي يحدد موقعنا في الجنة في مقعد صدق عن المليك المقتدر وهو ارتباطنا وعلاقتنا بالله تعالى؟
الحضور في المجتمع
وكذلك يمكن معالجة الكسل بالحضور في المساجد والمشاركة في العبادات الجماعية. وقد أكد الإسلام كثيرا على الحضور في المساجد وإقامة الصلاة فيها حيث يشعر الإنسان بنشاط عند ممارسة هذه العبادة بصورة جماعية وكذلك يتعالى عن الحرام عند خروجه من المسجد. ولذلك ثواب الأعمال محدودة كالصيام والزكاة وحتى الصلاة ما لم تقام جماعة فإذا أقيمت جماعة جل عن الإحصاء ثوابها. وكذلك الأمر في الحج حيث يشعر الحاج بنشاط في قيامه بنسك الحج وكذلك صيام شهر رمضان.
ومن الطبيعي أن تؤثر صحبة الجادين من أهل الفكر والعبادة على الإنسان كما تؤثر صحبة الكسالى المترفون المنغمسون في الشهوات على الإنسان وعلى انسياقه معهم نحو الموبقات؛ فالمرء على دين خليله، وقل لي من تصاحب أقل لك من أنت.
التفكير في المستقبل
ومن موجبات النشاط والابتعاد عن الكسل التفكير في المستقبل وفي الحياة أيام التقاعد، فالتفكير في أن يكون للإنسان سكن ورأس مال لأولاده عند تقاعده باعث على النشاط بخلاف الكسول الذي تكون شيخوخته كذلك شيخوخة تعيسة حيث يمنعه الكسل من العمل الجاد والادخار لأيام تقاعده والتفكير في مستقبل أبنائه.
ومن الأمثلة على ما ذكرنا أن ذروة النشاط الفكري والعلمي والعمل المرجعي عند علمائنا الأبرار رضوان الله عليهم يبدأ من سنين متأخرة جدا من حياتهم فالكثير منهم قد استلم زعامة الأمة في سن السبعين ومارس نشاطه الفكري والعلمي والقيادي لمدة ثلاثين سنة تمثل هذه السنوات قمة نشاطه في مسيرته العلمية، ولم يكن لهم أن يتمتعوا في أخريات حياتهم بهذه الحيوية والنشاط لو يكونوا جادين في تحصيل العلم في غرة الشباب. وإنك لترى بعض كبار السن وتغبطهم على نشاطهم وسعيهم في إرشاد المؤمنين والعمل على إيجاد المشاريع الخيرية بعد تفرق الذرية بخير والسعة المالية التي اكتسبها في أيام شبابه حتى مكنته من ذلك.
[٢] سورة التحريم: ٦.
[٣] ما يُستعمل في تشخيص المرض أو علاجه أو الوقاية منه سواء كانت مركَّبات كيميائيّة أم موادّ حيويَّة غير معدية.
[٤] سورة آل عمران: ١١٠.
[٥] الكافي ج٥ ص٥٦.
[٦] الكافي ج٢ ص٧٨.
[٧] الخصال ج٢ ص٦١٠.
[٨] سورة الفجر: ٢٧-٢٨.
[٩] سورة مريم: ٩٥.
[١٠] سورة ق: ١٨.
[١١] سورة الأحزاب: ٤١.
[١٢] سورة الكهف: ٢٤.
[١٣] سورة الجمعة: ١٠.
[١٤] من لا یحضره الفقیه ج٤ ص٤٠٠.
[١٥] احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(٣٠٣هـ-٣٥٤هـ/٩١٥م-٩٦٥م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة.
[١٦] عوالي اللئالي ج٣ ص٣١١.
[١٧] سورة الجمعة: ٦.
[١٨] سورة الفجر: ٣٠.
خلاصة المحاضرة
- من مظاهر الكسل؛ الكسل الاجتماعي والتقصير في أداء الواجب وتحمل المسئولية تجاه الآخرين. فالبعض يعيش منفردا في عالمه الخاص ولا ينفتح على مجتمعه وأرحامه ولا يردعهم عن فعل المنكرات وارتكاب الآثام والحال أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب كفائي يعذب الإنسان يوم القيامة على تركه.
- من أسباب الكسل أن يلقن الإنسان نفسه الكسل. فالبعض ينام فترة لا بأس بها ويستيقظ في الصباح وهو يشعر أنه بحاجة إلى النوم فترة أخرى والحال أنه بمجرد أن يتحول عن فراشه ويغتسل غسل الجمعة على سبيل المثال يشعر بنشاط وحيوية ويعلم أنه لم يكن بحاجة إلى تلك الساعات الإضافية من النوم.
- من مظاهر الكسل؛ الكسل العبادي. فقد عن الصادق ع: (لَيسَ مِنَّا وَلاَ كَرَامةَ مَن كَانَ فِي مِصرٍ فيهِ مِائةُ أَلف أَو يَزيدُونَ وَكان في ذلكَ اَلمصر أَحد أَوْرَعَ مِنْهُ)؛ أي لا يكون في البلد الذي يعيش فيه من هو أتقى منه وأحرص على صلاته وأقوى على قيام الليل وسائر الطاعات منه.