- ThePlus Audio
موانع الكمال والسير إلى الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الظلم المهلك
لا يتم أي عمل من الأعمال إلا بعد توفر المقتضي ورفع المانع. ولا بد لنا عند العمل على استحصال الكمالات أن نبحث عن موانع الكمال كما نبحث عن مقتضياته. ومن أهم الموانع الظلم، قال تعالى: (وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)[١].
ويعرف الظلم على أنه؛ تعدي الحدود، وعدم إعطاء الشيء حقه. فينبغي لمن يريد اجتناب الظلم أن يعرف حدود الأشياء ويحيط علما بحقوق العباد. فالجاهل يتجاوز الحد عن عمد أو غير عمد، كما ورد عن النبي الأكرم (ص) أنه قال: (اَلْفِقْهُ ثُمَّ اَلْمَتْجَرُ فَمَنِ اِتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْهٍ فَقَدِ اِرْتَطَمَ فِي اَلرِّبَا ثُمَّ اِرْتَطَمَ)[٢].
ومن أشد صور الظلم، افتراء الكذب على الله تعالى، والتكذيب بآياته هو ما نعبر عنه بالظلم العقائدي. والذين لا يملكون فهماً صحيحاً للدين، ويتعمدون تشويه الحقائق، بل وإنكار ما ثبت منها، هم في معرض الانتقام الإلهي.
إن التعامل مع المستضعفين من العباد (كالخدم وغيرهم) أمر خطير، لأنهم في مظان الظلم الفاحش، وذلك لعدم وجود رادع يردع البشر عن هكذا ظلم.
إن التعامل المستمر مع الأشخاص كالزوجة والأولاد، قد يجعل الإنسان بعد فترة من الزمان أن لا يهتم لشأنهم ولا يراعي حقوقهم ويقع في ظلمهم ناسيا أنهم عيال الله عز وجل، وأولى بالرعاية والإحسان، ومعاملتهم بالعدل.
من صور الظلم؛ التعدي على أموال الغير بقصد أو بغير قصد. ولا بد من المبادرة لدفع الحقوق المالية أو الاستحلال ممن له حق على الإنسان، وإن لم يهتدي إليهم أو تعذر الوصول إليهم أو الاستحلال منهم، يدفع شطرا من ماله كرد للمظالم، ومجهول المالك؛ لئلا يطول وقوفه يوم القيامه، فإن الله عز وجل لا يتساهل في حقوق العباد، كما يتساهل في حقوقه ويغفر الكثير من ظلم البشر؛ إلا أن يرضي سبحانه الخصماء من فضله.