Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

س١/ في هذه الحلقة نريد أن نتكلم عن صفات وسمات النبي (ص) ، فهل لكم أن تسردوا لنا أهم ملامح النبي (ص) ؟..

من المناسب جداً ونحن في ضمن هذه الحلقات المباركة حول الاستنان بسنة النبي (ص) ، أن نراجع المصادر التي ذكرت سمات النبي (ص) ، فيما وصل بأيدينا من مصادر.. هنالك بعض المصادر التي تصف الملامح الظاهرية للنبي (ص) : أنه كان كث اللحية ، وسهل الخدين… وغيره من الصفات البدنية ، ولكن هذه الصفات البدنية غير قابلة للتأسي ، لأنها سمات النبي الأكرم (ص) الشكلية.. والذي يهمنا في هذه الحلقة ، أن نذكر السمات المعنوية والسلوكية ، وحركة النبي (ص) في تعامله مع الناس ؛ لأن هذه هي النقاط التي يمكن أن نتأسى بها في حركة حياتنا.

والملفت أنه الذين كتبوا هذه الصفات عن النبي (ص) ، هم الذين كانوا مع النبي (ص) ، لأنه هذه الصفات نقلت عمن رأى النبي المصطفى (ص) ؛ ويبدو أنه كانت حركات النبي (ص) ، تحت مراقبة دقيقة لأصحابه.. ونحن نستلهم الدروس من ذلك : أنه القائد الإسلامي -إمام الأمة وقائد الأمة- ، عليه أن يعلم أنه الأمة في حال رصد لحركاته وسكناته.. وهذه الأيام مع وجود الفضائيات والكاميرات وغير ذلك ، أصبحت الأمور موثقة.. فإذا كان هكذا الرصد في زمان صدر الإسلام ، فكيف بزماننا هذا !.. فما نعمله -نحن الذين برزنا إلى السطح ، واستلمنا بعض المهمات الاجتماعية والرئاسية – ، يدون ، وفي يوم من الأيام يعرض للمؤمنين في مستقبل التأريخ.. فعلى المؤمن أن يكون مراعياً لكل ذلك ، مراعياً لرقابة الخلق ، ورقابة الخالق ؛ فإن رب العالمين أيضاً يحب المؤمن أن يقوم بما يورث له حسن السمعة في التأريخ.. وقد ورد عن الإمام السجاد (ع) ، في وصف من كمل إسلامه : واستحى من كل قبيح عند الله وعند الناس.. ورحم الله من ذبًّ الغيبة عن نفسه !.

بعد هذه المقدمة القصيرة ننتقل إلى أوصاف النبي المصطفى (ص) ، وهي شيقة جداً ، وأرجو أن تكون مثاراً للتأسي لكافة الأخوة والأخوات..

كان (ص) : متواصل الأحزان..

كان له حزن طويل ومتواصل.. وهنا ينبغي أن نفرق بين الحزن الرسالي ، والحزن الشخصي.. فالمؤمن ليس له حزن شخصي ، بل أنه من أكثر الناس قوة في باطنه ، وأنه يعيش أعلى درجات الصحة النفسية.. ومن المعلوم أن المريض النفسي ، إما لأنه يخاف من المستقبل ، أو يحزن على الماضي ، وليس هناك أمر ثالث.. والحال بأن ولي الله عزوجل خلو من الصفتين ، كما يشير إليه قوله تعالى : {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ، فإن جنس الخوف والحزن منفي عنهم.. الولي لا يحزن على ما فات ، ولا يخاف من المستقبل ؛ فكيف -إذن- كان النبي (ص) متواصل الحزن ؟.. من الواضح أن الحزن هنا حزن رسالي ، فيما يتعلق بالأمة ، وهذا الحزن حزن بناء ، فنحن لم نسمع يوماً من الأيام أنه إنسان لحزن رسالي أصيب بالانهيار العصبي ؛ لأن هذا حزن مقدس ، والله عزوجل يكّرم هذا الإنسان ، الذي يعيش هم الأمة ، وهم الرسالة..

فعليه، الحزن إذا كان حزنًا رسالياً ، فهذا أمر مطلوب.. فإن طبيعة المؤمن أنه إنسان فيه كثير من الشفافية ، ومن الحس المرهف ، تجاه ما يحدث في هذه الأمة.. ولا شك أن وريثه ووصيه صاحب الأمر والزمان -روحي له الفداء- أيضاً كجده المصطفى (ص) ، وأنه هذه الأيام يعيش أعلى درجات الحزن ، لما يجري من أحداث في هذه الأمة.

كذلك كان (ص) : دائم الفكرة ، ليست له راحة..

هذه أيضاً صفة مقدسة.. فالإنسان الذي يلتهي بالأباطيل -كما نشاهد -بعض الأوقات- أنه بعض كبار السن يلتهي بألعاب الصغير ، وقد يشاهد برامج الصغار مثلاً !- ، هذا الإنسان لو كانت له فكرة مشغلة ، لما كان بهذه الوتيرة.. كان النبي (ص) دائم الفكرة ، ليست له راحة ، يعيش حالة التدبر والتأمل ، سواءً في الطبيعة ، أو في ما يجري في هذا العالم من أحداث.

ولا يتكلم في غير حاجة..

من الغريب في الروايات في مدرسة أهل البيت (ع) ، أنها تؤكد على أن المؤمن إنسان لا يتكلم إلا بدليل.. فالسكوت لا يحتاج إلى دليل ، والكلام يحتاج إلى دليل.. أن يخرج من جوه الطبيعي ، ويتكلم مع الناس ، فهذا يحتاج إلى مجوز.. الكلام فيما لا يعني أولاً في مظان الوقوع في الأخطاء الكبيرة.. من كثر كلامه كثر خطؤه ؛ ومن كثر خطوات ، قسي قلبه.. فهذه كانت من صفات النبي (ص) المتميزة : أنه يتكلم بمقدار ما تحتاجه الأمة ، رغم أنه كان النبي (ص) من أفصح البلغاء : (وأنا أفصح من نطق بالضاد) كما يقول (ص) في مضمون الرواية.

كذلك من صفاته : تعظم عنده النعمة وإن دقت..

مع الأسف نحن نلاحظ في حياتنا اليومية ، أن البعض رب العالمين جمع له من النعم ما جمع : في ظاهره ، وفي باطنه ، وفي أهله ، وفي ولده ، وفي مسكنه… ؛ ولكن لأقل مشكلة تقع في حياته ، وإذا به ينسى كل هذه النعم الكثيرة !.. وهذه صفة سلبية في بعض الناس : أنه دائماً -كما يقال على لسان علماء النفس- : ينظر إلى النصف الفارغ من الكأس ، ولا ينظر إلى النصف الممتلئ منه..

من صفاته : لا تغضبه الدنيا وما كان لها..

غضبه غضب رسالي.. عندما يرى منكراً ، يغضب.. أما عندما يرى نقصاً في طعام ، أو في شراب ، فهذا الأمر لا يستحق أن يغضب لأجله الإنسان.. أيضاً نحن نلاحظ في بعض الأزمات العائلية أن منشأ ذلك ، أن الرجل والمرأة يختلفان على شؤون العيش ، وعلى تفاصيل المعيشة ، وعلى المتاع الزائل ؛ فهذه صفة خارجة من مدرسة النبي وآله (ص).

وأما لننظر إلى جانب الغضب الرسالي !.. فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحد ، ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له..

إذا كان المقام مقام الانتصار لله عزوجل ، فإن النبي (ص) كان يغضب غضباً لا يقوم لغضبه شيء..

ونحن نلاحظ أن الذين يغضبون لكل ما هب ودب ، فإنه حتى إذا غضب غضباً رسالياً ، لأمر يستحق ؛ فهذا الغضب لا قيمة له.. لأن هذا الإنسان يستعمل هذا السلاح المؤثر ، فيما يستحق وما لا يستحق ؛ والنبي (ص) لم يكن كذلك ، فقد كان يغضب لما كان يستحق الغضب.

كذلك من صفاته : وإذا غضب أعرض بوجهه وأشاح..

النبي (ص) مدرسة أخلاقية متكاملة.. ورب العالمين عندما يعلق هذا الوسام على صدر النبي الأكرم (ص) ، في قوله تعالى : {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} ، يعلقه بجدارة من النبي (ص).. (إن) أداة تأكيد.. وكذلك اللام.. وكأن النبي (ص) ركِب الأخلاق الحسنة.

نحن عندما نغضب نبرز الغضب من خلال الكلام ، ومن خلال استعمال اليد ، ونبطل مفعول هذا الغضب من خلال إساءة التصرف لذلك.. ولكن النبي (ص) كان إذا غضب يعرض بوجهه.. وبعض الحالات ، هذا الأعراض عن الطرف المقابل ، نعم الرادع.. فمن ناحية لم تدخل في لغو القول ، ولم تفحش ، ولم تستعمل اليد في الرد ؛ وفي نفس الوقت أدخلت حالة عدم الرضا في قلب الطرف المقابل.. ولهذا نلاحظ بعض الحكماء من العلماء والشخصيات المحترمة عندما يعرض عن زوجته أو عن ابنه ، يصاب الطرف بصدمة كبرى ؛ لأن هذا الأعراض له دور في هذا الإنسان من أعماقه.. وبالتالي لماذا لا نستعمل هذا الأسلوب النبوي في ردع المنكر في بيوتنا في معاملاتنا اليومية ؟.

وكان من صفاته : وإذا فرح غض طرفه.. جُلَّ ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حب الغمام‏.‏.
حقيقة عندما يقهقه الإنسان ، ويُصور من خلال تصوير فجائي -أي من دون أن يشعر- ، عندما ينظر إلى وجهه وإلى حركاته وهو في حال القهقهة الكبرى ، هو يخجل من نفسه ، عندما يرى نفسه في وضع آخر.. القهقهة ليست من سمات المؤمن.. وفي نفس الوقت المؤمن إنسان عاطفي ، يلتقط الأمور ، فإذا تعجب لشيء ، أو إذا أعجبه شيء ، أو إذا سمع مزحة معقولة ؛ أيضاً يبدي انفعاله من خلال ابتسامة جميلة.. كما كان النبي المصطفى (ص) : يفتر عن مثل حب الغمام.. أي عندما كان يبتسم ، كانت ابتسامته منعشة ، كما أن السحاب ينعش الإنسان عندما يمطر.

وكان من سيرته في الأمة : إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمه على قدر فضلهم في الدين..
هنا يأتي دور تشجيع الخبرات في الأمة.. النبي (ص) لم يكن يقدم ويؤخر على أساس الطبقية المادية ، أو على حساب الفضل العشائري ، أو الوجاهة الاجتماعية التي لا رصيد لها ، وإنما كان يقسم الناس على قدر فضلهم في الدين.. فأقربهم أو أكثرهم قرباً من خط الرسالة ، هو المصداق لقوله تعالى : {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.. كان يعطيهم الفضل ، ويؤثرهم على الغير ، لتشجيع الآخرين للدخول في هذا المجال.

من صفاته (ص) : أنه كان يهتم بالطبقات المستضعفة في الأمة.. كان يتفقد حال الرعية.. وكان يقول (ص) : ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته.. ليس الكل له منطق ، ليتكلم طالباً حاجته.. ليس الكل له منطق المحامين ، حتى يكون بليغاً في حجته.. ولهذا يقول : أبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته..

وأشرنا في حلقة مسابقة إلى أن النبي (ص) قد جمع بين الحق الإلهي وحق الخلق.. هنا نعرف كيف أن النبي (ص) كان يجمع بين طرفين.. لا أقول متناقضين.. نلاحظ أن أهل الخدمات الاجتماعية ، أنه ليست لهم حالة الشفافية الروحية ، وعندما نسألهم ، يقول : انشغالنا مع الناس لم يترك لنا مجالاً للخلوة مع رب العالمين.. كما نلاحظ هذه الشكوى في موسم الحج ، من قبل كوادر الحج ، عندما يذهبون للحج يقولون : خدمة الناس شغلتنا عن الطواف وغيره.. وكذلك أهل التوجه الروحي والعبادة المركزة ، أيضاً لهم مصيبة الانكفاء عن الخلق ، وعدم تحمل الغير وإلى آخره.. النبي (ص) بهذه السيرة الحسنة ، أراد أن يثبت للأمة أنه يمكن الجمع بين الصفتين.. بين التوجه إلى الله عزوجل بما لا يرقى إليه بشر.. النبي الأكرم (ص) هو الإنسان الذي كانت له مع الله عزوجل حالات ، لا يحتملها ملك مقرب ولا نبي مرسل ؛ ولكن مع ذلك كان عندما يجلس مع الناس ، كان هكذا يتفقد شؤون الرعية.

كان (ص) : يكرم كريم كل قوم ، ويُولِّيه عليهم..
أيضاً النبي (ص) كان يستغل الامتيازات الاجتماعية.. فهو لما يكرم كريم كل قوم ، لا لمجرد أنه رئيس العشيرة ، بل أنه من المؤكد أن هنالك صفات أخرى تؤهله ، أي أنه يستغل الظروف الاجتماعية ، فهذا إنسان وجيه في القوم ، وبدلاً من تحطيمه ، وبدلاً من إزاحته ، فإنه يستغل هذا الوجيه في تثبيت عناصر الشريعة.. فهذا الوجيه إذا اقترنت وجاهته بالتقوى والإيمان ، فإنه نعم العون على الدعوة وعلى الرسالة.. إذن، هذه أيضاً ما يسمى بسياسة الايجابية ، وإضافة الامتياز بدلاً من الحذف.. بدلاً من حذف الوجهاء في كل أمة ، بإمكاننا أن نُطَعمهم بعناصر ايجابية ، تحولهم إلى وجودات فعالة ومؤثرة في الحركة الإيمانية في الأمة.

من صفات النبي (ص) : أنه لم يكن إنساناً بسيطاً ساذجاً.. بعض الناس -وحتى لعله من بعض أهل العلم- يرى الأمور ببساطة وبسذاجة ، والنبي الأكرم (ص) لم يكن كذلك.. إن النبي (ص) كان يحذر الناس : ويحذر الناس ، ويحترس منهم ، من غير أن يطوي عن أحد منهم بشره‏.‏.
فالناس لهم صفات باطنية مستورة كالمنافقين ، والنبي (ص) لم يكن في مستوى لا يراعي -كما يقال في عرفنا اليوم- بالقواعد الأمنية.. لم يكن يعطي سره لكل أحد ، كان يحذر الناس ويتوقاهم.. ولكن فرق بين التوقي الباطني ، وبين أن يكون الإنسان وسواسياً ، ويبرز أنه يخاف من كل أحد ، ومن كل شيء ؛ فإن هذه نقطة سلبية أيضاً ، أن يكون الحاكم الشرعي -الحاكم الإسلامي- يعيش حالة الشك والترديد في كل من حوله.. إذن، هنالك حالة في الباطن ، ولكن في مقام الظاهر ، كان يتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس.

كذلك من صفات النبي (ص) أن : الذين يلونه من الناس ، خيارهم.. أفضلهم عنده ، أعمهم نصيحة للمسلمين.. وأعظمهم عنده منزلة ، أحسنهم مؤاساة وموازرة..

النبي (ص) لم يكن يقرب أهل التملق ، وأهل التودد الظاهري.. وإنما الذين لهم قدرة على النصيحة ، وعلى الموعظة لأئمة المسلمين ، فإنهم أكثر الناس قرباً من النبي المصطفى (ص).. نرى -بعض الحالات- أن بعض من لهم زمام الأمور ، أنه يقرب عنده البطانة المتملقة ، البطانة الداعية له بالخير ، والمروجة له.. والحال بأن النبي (ص) كانت عينه المباركة ، على العينات التي تفهم وتحلل وتنتقد ، وتقدم الأطروحات النافعة للأمة.

كان (ص) : لا يجلس ولا يقوم ، إلا على ذكر..
لسانه لهج بذكر الله عزوجل..

ولا يوطن الأماكن -لا يجعل لنفسه مكاناً متميزاً-..
أي لم يكن يجعل لنفسه سمة بارزة : كرسي خاص ، أو منصة خاصة ، أو ما شابه ذلك ؛ حتى تبقى حالة التأسي محفوظة عند عامة المسلمين.

وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس..
نلاحظ البعض عندما يدخل المجلس ، أنه يتكَّلف ويزاحم الناس بالركب ، حتى يتصدر المجلس.. التصدر ليس بوضع الجسم في صدر المجلس ، وإنما التصدر هو بالكلام وبالموقف.. أي عندما يستشار القوم ، فإنه أكثرهم صدارة ، هو أكثرهم جدارة في إبداء الفكرة النافعة.. لا يهم أن يكون مكان الإنسان هو الصدر ، وكلامه في الذيل.. المهم أن يكون كلامه هو الكلام الذي يجعله في الصدارة دائماً ، وإن كان هذا الكرسي الظاهري في آخر المجلس.

كذلك من صفات النبي (ص) : من سأله حاجة لم يرجع إلا بها ، أو بميسور من القول..

ورد في الرواية : أكرم السائل ببذلٍ يسيرٍ ، أو بردٍّ جميلٍ.. السائل بذل ماء وجهه لك.. هو بسؤاله ، جعل نفسه في مستوى التذلل ، سواءً بحق أو بغير حق ؛ وأنت كمؤمن مأمور برد هذه الحاجة : إما برد جميل ، أو ببذل يسير.

وكان من صفاته -هذه الصفة صفة جامعة لصفات كثيرة- : صار لهم أباً..
الذي يجمع هذه الصفات كلها ، أنه كان بمثابة الأب الرحيم لهذه الأمة.. ومن الطبيعي لما تكون علاقة القائد بالرعية وبالأمة ، علاقة الأبوة ؛ عندئذ تتشابك اللُحمة الاجتماعية بين القيادة وبين القاعدة.

من صفاته (ص) : كان يترك المراء..
نحن بعض الأوقات ندخل في سجالات وفي مناقشات عقيمة !.. إذا إنسان تتكلم معه وهو لا يحب أن يسمع لك كلاماً ، لماذا تدخل معه في نقاش ؟!.. هذا نقاش عقيم أجوف !.. دائماً حاول أن تطرح الفكرة والمناقشة مع من يمكن أن توصل له الفكرة المؤثرة ؛ وإلا الكلام لأجل الكلام ، ليس فيه إلا هدر لطاقاتك الباطنية ، ويوجب الشحناء والبغضاء.. النبي الأكرم (ص) رغم أنه هو عقل الكل ، وله الحجج بكل أبعادها ، ولكن لم يكن يجادل إلا حيث يرى الجدال فيه نفعاً.

هذه إلمامة مختصرة حول صفات النبي الأكرم (ص)..
وفي ختام هذه الحلقة المباركة أقول : أنه ما لا يدرك كله ، لا يترك كله.. نحن نحاول التأسي – ولو مع الأيام- ، بحيث نصل في ختام أيامنا في هذه الحياة الدنيا ، إلى نسبة معتبرة يعتد بها ، من التأسي بصفات النبي المصطفى (ص).

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.