Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

القرآن الكريم هو نعمَ المائدة الربانية، التي نستفيد من بركاتها.. فالمؤمن إذا ضاقت بهِ الحياة، واجتمعت عليه الهموم والغموم، لهُ طريقان لتفريج همه: إما أن يتحدث مع الله -عز وجل-، والحديث مع الله -عز وجل- يعني الدعاء، سواء كان دعاءً مستقلاً، أو كان ضمن صلاة، فالصلاةُ هي القرآن الصاعد.. والإنسان في حديثهِ مع الله -عز وجل- يتصل بعالم الغيب، ولكن قراءة الدعاء شيء، والدعاء شيءٌ آخر.. إذا اتصل قلب الإنسان بعالم الغيب، تجلت في قلبه الأسماء الحسنى، التي منها: السلام، والمؤمن.. فالمؤمن يعيش حالة من الارتياح الشديد بعدَ كُلِّ صلاة، وعلى الخصوص الصلوات غير الواجبة.. ونحن مأمورون أن نصلي بعدَّ كُلِّ وضوء، كما ورد في الحديث: (من أحدث ولم يتوضأ؛ فقد جفاني.. ومن توضأ ولم يصل؛ فقد جفاني.. ومن صلى ولم يدعني؛ فقد جفاني.. ومن دعاني فلم أجبه؛ فقد جفوته، ولست برب جافٍ).. وعليه، فإن الصلاة هي حديث العبدِ مع ربه.. وتارةً يكون الإنسان مدبرا، غير مستعد للصلاة؛ فإذا أراد أن يحدثه رب العالمين، فليفتح القرآن الكريم.

إذن، من أراد الحديث مع الرب يُصلي، ومن أراد أن يحدثه الرب يقرأ القرآن.. ومن صفات المؤمن أنهُ إذا فتح المصحف، وقرأ القرآن؛ يفترض نفسهُ أنهُ الإنسان الوحيد في هذا الوجود الذي يخاطبهُ رب العالمين.. مثلاً: لو أن البشرية كلها ماتت، ولم يبقَ على وجه الأرض إلا مؤمن واحد، ودخل شهر رمضان المبارك فإن القرآن الكريم يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ أي أن هذا الخطاب موجه لهذا الفرد.. ومن هنا نقول بعد كل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}: (لبيك اللهم لبيك)!.. حيث أنه من الممكن في يوم من الأيام أن تكون أنت المخاطب الوحيد بالقرآن؛ عندما تذهب للحج أو للعمرة، إذا استطعت الوقوف خلف مقام إبراهيم مباشرةً؛ عندما تصلي التفت إلى هذهِ الحقيقة: أنك أقرب إنسان على وجه الأرض يعمل بقولهِ تعالى: {وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}.. يا لهُ من فخر!.. تقول: ربي، على الكرة الأرضية الناس كلهم خارج مكة، والذين في مكة ليس كلهُم في المسجد الحرام، ومن في المسجد الحرام ليس كلهم عند مقام إبراهيم، ومن هو خلف مقام إبراهيم ليس في الصف الأول؛ بينما أنا أقف في الصف الأول بعد المقام مباشرةً.. عندئذ ينتابه شعور بالفخرِ والاعتزاز، وليس العز؛ إذ أن هناك فرقا بينَ العزِّ وبينَ الفخر والاعتزاز.

إن الإنسان من الممكن أن يفهم في شهر رمضان من القرآن الكريم، ما لم يفهمه طوال السنة؛ لأنهُ شهرٌ أنزل فيهِ القرآن الكريم، ولكن بشرط الطلب.. فالإنسان الذي يريد أن يختم القرآن الكريم في شهر رمضان، ربُ العالمين يوفقهُ للختمة.. أما الإنسان الذي يطلب من الله -عز وجل- ما وراء الختمة؛ من الممكن أن تفتح لهُ الأبواب، ولهذا لا بأس أن يكون هناك ختمتان: ختمة تلاوتية، وختمة تدبرية، ويكفي في شهر رمضان ختمة تدبرية واحدة.. حيث أنه من المناسب أن يتلو الإنسان كتابَ ربهِ مرة واحدة بتأمل.. والخطوة الأولى في هذا المجال، استيعاب المعاني الظاهرية للسور، مثل معاني: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}، {اللَّهُ الصَّمَدُ}، {تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى}، وغيرها من الآيات المبهمة حتى المعوذتين، وخصوصاً سورة الفلق، آياتها جداً مبهمة: بسم الله الرحمن الرحيم {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.. ما هو الغاسق إذا وقب، وما معنى النفاثات في العقد؟.. لعلهُ قرآنا المعوذتين آلاف المرات، ولم نفهم هذهِ المفردات.

إن سورة يوسف (ع) من أكثر السور التي فيها محطات تأملية جيدة، وخاصة في هذا العصر.. فيها أحداث يبتلى بها الشباب عادةً، وهي السورة الوحيدة التي ذكرت قصة كاملة من البداية إلى النهاية.

{الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ}.. هذا الكتاب مبين واضح، ما عدا الحروف المقطعة، والآيات المتشابهة التي منها: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، نعم الآيات مبهمة، كيف شُبه النور بالمصباح؟.. أين المشكاة؟.. ما هو الزيت؟.. لماذا هذا الزيت؟.. ولكن معظم القرآن ما عدا هذهِ الآيات آيات بينة واضحة، ولو كان في الآيات رمزية لانتفت الحكمة من إنزال القرآن.. رؤوس الكفر كانوا يستمعون القرآن في مكة، ويقولون: (إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة.. وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق.. وإنه يعلو، ولا يُعلى عليه).. ولم نسمع في يوم من الأيام أنهم قالوا: هذا القرآن لا خير فيه، كلهُ غموض ولا نفهمه.. لو كان القرآن مجهولاً عند العرب لاعترضوا عليهِ، فهو بدرجةٍ من الوضوح حتى أعلام الجاهلية كانوا يفهمونه.. وعليه، لماذا نحن أقل من هؤلاء؟.. الجاهليون يسمعون القرآن، ويحللون، ويحكمون عليه بأنهُ كلام جميل جداً.. فإذن، إن القرآن كتابٌ مبين واضح للجميع.

{الر}: لماذا استعمل القرآن الكريم هذا الأسلوب: {الم}، {كهيعص}؟.. هناك بعض التفسيرات لهذه الحروف المقطعة، ولكنها مجرد قضية ذوقية استحسانية.. لا بأس بهذهِ الاستحسانات، ولكن يجب عدم الخلط بين الكرامة والدليل، بين الكلام اللطيف والدليل.. مثلا: البعض جمع مقطعات السور، وحذف المكرر، وخرج بجملة مفادها: (صراط علي حق نمسكه)، هذا شيء لطيف، ولكن لو جمعنا ألف مورد، فإن ذلك لا يساوي أبداً كلام النبي في واقعة الغدير، وهي عبارة عن آية في القرآن الكريم: {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}، أو آية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}، أو آية التطهير: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}، أو ما جاء في سورة: (هَلْ أَتَى)؛ كل هذهِ الكرامات لا يمكن أن تقف أمام هذهِ الأدلة القطعية.

إذن، ما هو السر في هذه الآيات المقطعة؟.. هنالك تفسيرات مختلفة في هذا المجال، منها:

أنه أراد من هذه الحروف تحدي العرب المعروفين ببلاغتهم وتفوقهم اللغوي، وكأنه يقول لهم: آيات هذا الكتاب أو التنزيل أو القرآن، إنما جاءت بهذه الحروف التي بين أيديكم وفي لغتكم، فهل تقدرون على الإتيان بسورة واحدة منه؟.. طبعاً هذا التفسير فيه إشكالات:

1- لماذا تكرر بعضها في فواتح السور وبعضها الآخر لم يتكرر؟ ..

2- لماذا لم يذكر النصف الآخر من الحروف الهجائية، بدلاً من النصف الذي ذكره؟..

3- لماذا لم تأتِ الحروف بغير هذا الترتيب والكيفية، فبدلاً من (حم) تكون (مح) أو أي حرفين آخرين، وكذلك بالنسبة لبقية الحروف؟..

ورد في تفسير الجلالين كلمة واحدة، رغم أنهُ ليس بتفسير، ولكنه بعض الأوقات ترك الجواب هو الجواب.. في تفسير الجلالين نجد أن الحروف المقطعة مثل تفسير {الم} وغيرها هو (الله أعلم بمراده به)!.. أي نحن البشر لنكون مؤدبين، ولا نتدخل فيما لا نقطع بهِ {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}، ونحن نقول: أن هنالك أيضا معنى أرقى قليلاً: إن الله -عز وجل- أنزل هذهِ الحروف، وكأنها رموز بينهُ وبين خاصة أوليائه؛ أي أيها البشر!.. أنا في قرآني، القرآن الذي أنزلتهُ عليكم، اسمحوا لي أن أتكلم مع النبي وآله برموز.. هؤلاء في مقابل الأمة، القرآن لكم جميعاً بما فيهم النبي وآل النبي، ولكن أنا أريد في ظل القرآن الذي يُتلى في بيوتكم صباحاً ومساءً، أسمحوا لي أن أتكلم مع النبي برموز.. لأن بعض الرمزية؛ فيه معنى كبير.. هذا المعنى، وكأن الله -عز وجل- يتكلم مع الناس، ثمَّ يوجه الأنظار إلى زاوية ويتكلم بلغةٍ أخرى؛ فما الذي يفهم من ذلك؟..

1- أن هذهِ الشخصية كبيرة جداً، لذلك خصهُ بالخطاب.

2- أن هُنالك أسرارا خاصة بينهُ وبين ذلك الشخص.

إن هذهِ المقطعات علمها فقط عند النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، وانتقلت إلى الأئمة (ع) من خلال علي -صلوات الله وسلامه عليه-.. وهناك طريقة أخرى للتعلم، علمٌ يشرقُ من الصدور ويدخل في الصدور، (والعلم مخزون عند أهله، قد أمرتم بطلبه من أهله؛ فاطلبوه).

فإذن، لا يمكن أن تكون هناك آية نازلة في القرآن، دون أن يكون لفهم الناس وتدبرهم سبيلاً إليها.. ولا يستبعد أن يكون في القرآن بعض الأسرار والرموز بين الله -عز وجل- ونبيه الأكرم (ص)، ولكن ليس على مستوى يستوجب غموض الحرف والكلمة، بحيث يستحيل فك المعنى بالنسبة للمتدبر والمتأمل، وإنما الأسرار والرموز -إن وجدت- فقد تكون بين طيات الكلام ووراء معانيه أو ما شابه ذلك.. إن هذهِ رموزا بين الله -عز وجل- وبين خلقه، ولو كان على وجه الأرض في هذهِ الساعة، من لا يفهم {الم} لكانت هذهِ الآية لغواً.. فيتبين من ذلك أن هُنالك شخصا يعيش على وجه الأرض في كُلِّ عصر يفهم تلك الرموز، (من مات ولم يعرف إمام زمانه؛ مات ميتة جاهلية)، هذهِ الشخصية موجودة في كُل عصر (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها)، وهي التي تتنزل عليها الملائكة في ليلة القدر.. الطائرات العملاقة لو لم تجد مطاراً لتفتت في الهواء، وفي ليلة القدر الملائكة تتنزل على قلب ذلك الولي، الذي يتلقى أسرار العباد.. ومن هنا نعتقد أنهُ ما من آنٍ إلا وهنالك حُجة على وجه الأرض.

{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}.. الإنسان ينتابهُ الذهول عندما يسمع بأعمال عرب الجاهلية!.. حيث أننا لم نسمع بأمة -منذُ أن خلقَ اللهُ آدم- تقتل بناتها مثل عرب الجاهلية، كانوا بمستوى متدنٍّ روحيا وعاطفيا؛ ولكن أنظروا إلى المعلقات السبع!.. أي سرد!.. وخيال ما وراءهُ خيال!.. حتى أن النبي -صلى الله عليه وآله قال: (أصدق بيت قالته الشعراء: ألا كل شيء ما خلا الله باطل)، فالشاعر يقول:

ألا كل شيء ما خلا الله باطل *** وكل نعيم لا محالة زائل

ذكر التوحيد، والمعاد في أفضل أشكالهِ، وبقي بينهما النبوة والإمامة.. ألا كل شيء ما خلا الله باطلُ؛ هذا قمة العرفان؛ أي ما خلا الله لا وجود لهُ استقلالاً.. الشيءُ الفاني في حكم العدم باطل، هل رأيت عاقلا يعلق قلبهُ على حشيش الصحراء؟.. وذلك لأن حشيش الصحراء في الربيع ينبت، وبعد الربيع تذروهُ الرياح، يقول: أنتم بني آدم كحشيش الصحراء لا وجودَ لكم {وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا}.. هذا مثل الحياة الدنيا في القرآن الكريم.. وكل نعيم لا محالة زائلُ؛ هذا النصف بيت لو طبقناهُ في حياتنا اليوم، لقطعنا العلائق بهذهِ الآلهة.. هذا لطف إلهي، ربُ العالمين رفع من مستوى اللغة العربية، هذهِ الحركات هي في حد الإلهام الإلهي.. حتى الاختراعات التي قدمت: كالكهرباء -مثلاً- واكتشاف الاتصالات اللاسلكية، وخاصية اليورانيوم والقوة التدميرية.. وراء كل ذلك هنالك يد إلهية، كيف عرف الناس خاصية النبتة الفُلانية في أعلى الجبال، خواص لا تخطر في البال؟!.. نعم القرآن الكريم يصرح أن رب العالمين، أراد أن يقلل القتلى من البشرية في الحروب؛ رأفةً بالعباد، فعلّم داوود -عليه السلام- وهو نبي، علمهُ صنعة عسكرية تقي من القتل ومن الجرح {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ}؛ اللبوس هو الدرع، الدرع والخوذة في الأزمنة القديمة، طالما أنقذت الناس من الموت.. القرآن الكريم يقول: {وَعَلَّمْنَاهُ}، الذي علم الدرع لنبيه داوود (ع)، ما المانع أن يعلم الأمور هذهِ لعلماءِ زماننا.. إذن هذهِ أيضاً نقطة مهمة في هذا المجال: أن رب العالمين يمهد الأرضية لترقي البشرية، ولهذا نحنُ لا نستغرب أن يبلغ العلم مداه قبل ظهور إمامنا المهدي صلوات الله وسلامه عليه.

إن البعض يتساءل ويقول: مع هذا المد العلمي والعسكري، وتطور الذرة والألكترونيات الحديثة، الإمام يقاتل بالسيف؟.. من قال: الإمام يقاتل بالسيف؟.. لماذا لم نجعل السيف أداة رمزية؟.. القرآن الكريم يقول: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ}؛ رباط الخيل؛ تعني المدرعات، والدبابات، والصواريخ العابرة للقارات.. كل عصر لهُ خيله، إذن هذهِ كنايات ورموز.. الإمام (ع) يأتي بقوة عسكرية، تبطل كيد كل هذهِ القوى.. مثال بسيط: هذه الأيام يتم إدخال كل المعلومات في الحاسوب من أبسط المعلومات إلى أعقدها وأكثرها أهمية مثل: الدفاعات الجوية، والخطط العسكرية، والأخبار السرية كلها في عالم الكمبيوتر.. كتصور أولي: يكفي أن يأتي الإمام في زمان الظهور، ويبطل عمل هذهِ الكمبيوترات، فتتحول إلى آلةٍ صماء، ألا يعتبر هذا سيفه؟.. بأمرٍ إلهي يبطل عمل أرقى الرادارات في العالم، وكل الإشارات اللاسلكية، ويبطل مفعول كل الأقمار الصناعية!..

فإذن، إن كل تطور بشري، هنالك هدف من ورائهِ.. واللغة العربية جعلها رب العالمين لتكونَ حاضنة لأشرف كتاب على وجه الأرض.. يا للعجب من مسلم يحب الله -عز وجل- ويحب لغتهُ، كيف لا يتعلم العربية؛ عربية القرآن؟.. لو أن إنساناً عشق فتاة من جنسية أخرى، فإن أول خطوة يقوم بها، أنه يذهب إلى معهد ليتعلم تلك اللغة؛ حتى يفهم ماذا تريد هذهِ التي يحبها، ويتكلم معها.. هذا في مجال غراميات مع وجود فان، كما في الشعر العربي، فكيف لا تتعلم لغة القرآن الكريم، ولا تفهمها إلى آخر العمر؟..

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.