Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أبارك لصاحب العصر والزمان -صلوات الله وسلامه عليه- بهذا الشهر المبارك، وأسال الله تعالى أن يرفع صيامنا وقيامنا وتلاوتنا لكتابه مع أعماله (عج).. حيث أن العمل إذا صعد إلى الله تعالى، مقروناً بأعمال صاحب الأمر (عج) فإنه لن يرد.
لا شك بأن إحساس الإنسان وهو في الساعات الأولى من الضيافة الإلهية، لا يمكن أن يوصف في هذه العجالة.. فهذه الليلة العالم يعيش جواً آخر، حيث الأبواب مفتوحة، والشياطين مغلولة، والأدعية مستجابة.. وعليه، فإنه ينبغي اغتنام هذه اللحظات الأولى، وأنا ارتأيت هذا الاقتراح: وهو أن نلتزم في الساعات الضائعة من حياتنا بقراءة سورة التوحيد بكثرة، فكما نعلم أن قراءتها ثلاث مرات يعدل ختمة.. أضف إلى أن من قرأ آية في هذا الشهر، فكأنما قرأ ختمة في غيره من الشهور، وبحساب رياضي سريع نستفيد أن قراءة هذه السورة بكثرة؛ مما يجعل لنا رصيداً لا يعد ولا يحصى في ذلك العالم.. ولكن بشرط القراءة الواعية، ومما روي عن الإمام السجاد (ع) أنه سئل عن التوحيد، فقال: (إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون؛ فأنزل الله {قل هو الله أحد} والايات من سورة الحديد إلى قوله {عليم بذات الصدور}.. فمن رام وراء ذلك فقد هلك).

س١/ لديكم بعض الأحاديث التي تؤكدون فيها على ضرورة البرمجة للإنسان في حركته المعنوية والروحية إلى الله تعالى، فهل تعتقدون أن البرمجة مهمة للإنسان الصائم؟..
هنالك خطأ شائع -حتى عند الخواص- وهو تهميش الحركة المعنوية، وجعلها حركة جانبية عند الإنسان، والاقتصار على الجانب العبادي الظاهري: صياماً، وحجاً، وعمرة، وعزاءً، وزيارة للمشاهد المشرفة.. وأنا أعتقد بأن هذه الحركات المبعثرة، لا توصل الإنسان إلى نتيجة، كمثل إنسان يريد أن يشيد بناء، فيصب طناً من الحديد هنا وطناً من الأسمنت هناك!.. بلا اعتماد على خريطة مسبقة، أو مقاول، أو مهندس يشرف على هذا البناء، وبلا ميزانية مرصودة.. قطعاً بمثل هذه الطريقة المبعثرة غير المدروسة، فإن البناء لن يرتفع أبداً، ولو كانت المواد الخام كثيرة.. والمؤمن كذلك تراه يصب على أرضية النفس هذا الزخم المعنوي في المواسم العبادية، بلا خطة تكاملية ممنهجة للبناء الذاتي، فمن الطبيعي أن يخرج من هذا الموسم، وهو لم يحدث تغييراً جذرياً في باطنه، وإلا فما هو الفرق بين آخر يوم من شهر رمضان، وأول يوم من شوال!.. وكأنه ذهب إلى البحر ولم ينهل من معينه العذب، بل اكتفى بالوقوف على الشاطئ!.. وعليه، فإنه لابد من البرمجة في الحركة الروحية، فنحن نرى -هذه الأيام -حتى التخصصات العلمية البسيطة لا بد لها من برنامج تسير عليه.. فإذن، من هذه الليلة ينبغي البرمجة لهذا الشهر: بدأ الختمة من هذه الليلة ومن الغد، ومراجعة الأعمال الواردة لهذه الليلة.. ومن الملاحظ في شهر رجب وشعبان ورمضان المبارك، أنه هنالك أعمال خاصة في الليلة الأولى وفي اليوم الأول؛ لإشعار الإنسان بأنه قد دخل ميقات ربه.

س٢/ طرحتم أكثر من مرة شعار (خير رمضان مر علينا)، فما هي الأسس والقواعد لتحقيق هذا الشعار؟..
إن سر رفعنا لهذا الشعار، هو الإحساس بالغبن الدائم في حياتنا، ورد عن علي (ع) أنه: (مَنْ اعتدل يوماه فهو مغبون)، وقياساً نقول: بأنه مغبون من تساوت رمضانيتاه!.. فلماذا لا نحاول أن نأتي بجديد في هذا الشهر الكريم؟!.. وعليه، نقول: ينبغي للمؤمن إعادة النظر فيما يلي:
* النظر إلى التقصير العبادي في الرمضان الفائت: من حيث التلاوة لكتاب الله، والالتزام بالأدعية والنوافل.
* النظر إلى ذوي الحقوق: وجبر القلوب المكسورة، وخاصة الأبوين، والزوجة، والزوج، والأولاد.. والاستحلال ممن ظلمهم طوال العام، وزيارة الأقارب والأرحام.
* إصلاح الحواس الخمس: بتنقية ما نجريه على الألسن، والأيدي، والنظر، والسمع.. إذ كيف أن أحدنا يرفع كفه لمناجاة الله عز وجل، وهو قد مدها إلى وجه بريء مثلاً!.. أم كيف تنزل من عينيه الدموع، وهي ملوثة بالنظر إلى ما لا يحل!.. بل كيف لهذا اللسان أن يلهج بذكر الله عز وجل، وهو قد هتك به مؤمناً واغتاب به بريئاً!.. فإذن، إن تنقية هذه الموارد خطوة أساسية كبرى، في سبيل الوصول، وتحقيق هذا الشعار الذي رفعناه.

 س٣/هناك بعض الاصطلاحات للصوم في علم الأخلاق: صوم العوام، وصوم الخواص، وصوم خواص الخواص.. نرجو منكم توضيح هذه المصطلحات؟..
ليس من المانع أبداً أن الإنسان الذي يعيش في الحضيض، أو في الوادي، أن يفكر في القمم العالية، وإن كان يائساً لعدم وجود الإمكانيات الموصلة لهذه القمم.. إذ أن مجرد التمني ليس بالأمر المحرم، (ومن يتهيب صعود الجبال ***يعش أبد الدهر بين الحفر).
* صوم العوام: هو الكف عن الطعام والشراب، وباقي المفطرات المعروفة في هذا المجال.
* صوم الخواص: هو الكف عن المحارم كلها، مثل الكف عن المحرمات اللسانية، وتجنب الكذب على الله عز وجل ورسوله(ص).
* صوم خواص الخواص: هو الإعراض عما سوى الله تعالى، وهذا قد يكون مختص في شأن المعصوم.. ولكن لا بأس أن نعمل بما قال علي(ع): (ألا وإنّكم لا تقدرون على ذلك، ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفةٍ وسدادٍ).

س٤/ ما هي العلاقة بين الصلاة والصيام في شهر رمضان الكريم؟..
* إن الجوع معروف في أحاديث أهل البيت (ع) أنه من موجبات تلقين الحكمة، حيث أن الإنسان الجائع لا يشغله هم الطعام والشراب.. وفي ذلك قال النبي (ص): ( نور الحكمة الجوع، والتباعد من الله الشبع، والقرب الى الله حب المساكين والدنو منهم.. ولا تشبعوا، فيطفيء نور المعرفة من قلوبكم.. ومن بات يصلي في خفة من الطعام، بات وحور العين حوله) وقال (ص): (لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب، فإن القلب كالزرع إذا كثر عليه الماء مات).
* وعليه ينبغي المبالغة في إتقان صلاة الفجر والظهرين.
* والمبادرة بصلاة المغرب قبل الإفطار، إلا إذا كان هنالك جوع غالب، أو قوم ينتظرون.

س٥/ من المعلوم أن شهر رمضان هو ربيع القرآن الكريم، فكيف لنا أن نحقق القراءة الواعية في هذا الشهر المبارك؟..
إن من المناسب جداً أن نجعل لأنفسنا ختمتين: ختمة لطلب الأجر العظيم في شهر رمضان المبارك، إذ تعد آية منها بختمة في غيره من الشهور.. وختمة للتدبر والغور في معاني الآيات الكريمة.. ويا حبذا لو كانت قراءتنا من مصحف مفسر، ولو على مستوى شرح الكلمات المبهمة لدينا؛ لئلا نقرأ كتاب ربنا من دون وعي لظاهره، فضلا عن باطنه.
نحن كم نقرأ سورة التوحيد في اليوم والليلة، هل فكرنا في معنى {الله الصمد}؟!.. ثم في صلواتنا اليومية لماذا هذا القول: (سمع الله لمن حمده)؟.. لماذا لم يعدَّ بنفسه (سمع الله من حمده)؟.. ما هو دور اللام هنا؟!.. وكذلك ما معنى الصلاة على النبي وآله؟.. نفهم من هذه الآية الكريمة: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.. أن هنالك صلاة على النبي: من الله، والملائكة، والمؤمنين؛ أي أن هنالك تغاير في كل نوع، فما معنى كل منها؟!..
على كلٍّ أوصي بهذه القراءة التدبرية والتأملية، ولو على مستوى فهم المفردات الأولية لآيات القرآن الكريم.

س٦/ ورد ي خطبة الرسول (ص): (فإن الشقي من حرم غفران الله، في هذا الشهر العظيم)، ما سبب هذا الشقاء؟..
من الواضح أن سبب الشقاء، هو إضاعة هذه الفرصة؛ بعدم الاستغلال الأمثل لهذه الضيافة الإلهية.. حيث تفتح له الأبواب، وتغل عنه أيدي الشياطين، وتستجاب له الأدعية، ثم يقول: هلم إلينا!.. فبلا شك أن الإنسان الذي تُقدّم له كل هذه التسهيلات ولا يستغلها، يكون إنسانا شقيا.. فالذي يكون في الصحراء ويعيش حالة العطش، واقعاً هو إنسان محروم.. ولكن الأشد حرماناً منه، الذي هو (كالعيس في البيداء يقتلها الظما *** والماء فوق ظهورها محمول)!.. ويقال بأن الذي لم يُغفر له في شهر رمضان، فلا غفر الله له، إلا أن يشهد عرفة، ومن الذي يضمن له ذلك؟!..

س٧/ ما هو السبب في فقد المكتسبات الروحية في الشهر الكريم؟..
السبب هو أن هذه البركات لم تلامس أرواحهم، مثلهم مثل من ذهب إلى البحر ورجع عطشاناً!..
* ومن هنا نقول: أنه فرق بين من يحاول أن يعقد علاقة وثيقة -لا تنفصم عراها- مع رب العالمين، ويفكر بهذا المنطق: أن الله تعالى هو ولي النعمة، السماوات مطويات بيمينه، ونحن إليه صائرون، وأنه لا محالة سيعيش عالم البرزخ {وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.. ويتذكر كلمات الإمام زين العابدين(ع): (فما لي لا أبكي!.. أبكي لخروج نفسي.. أبكي لظلمة قبري.. أبكي لضيق لحدي.. أبكي لسؤال منكر ونكير إياي.. أبكي لخروجي من قبري عرياناً ذليلاً حاملاً ثقلي على ظهري، أنظر مرّةً عن يميني، واُخرى عن شمالي، إذ الخلائق في شأن غير شأني).. فمن الطبيعي أن من يعيش هذه العوالم، تنبعث في نفسه حالة الخشية.. وبالتالي المبادرة فيما يرضي ربه تعالى.. وبطبيعة الحال، تنغرس فيه حالة العلاقة الوثيقة بالإله المقتدر.. وعليه، لابد من تحويل الأعمال العبادية الجوارحية، إلى حالة الارتباط الجوانحي.
* ثم إن العودة إلى الذات، واكتشاف ثغرات النفس، ونقاط الضعف فيها.. خير سبيل لإبطال كيد الشيطان، الذي خبر بالإنسان منذ ولادته، وعلم كيف يدخل إليه، تراه يأتي البعض من باب الحدة والغضب، أو من جهة غلبة الشهوة، أو حب المال.. فلكل إنسان ثغرته، لذا ينبغي الالتفات، ومجاهدة النفس للتغلب على هواها.

س٨/ إن الإنسان عندما يدعوه صديق، تراه يستعد سعيداً مسروراً لهذه الضيافة، ويلبس أحسن ثيابه.. فكيف لنا أن نكون عندما يدعونا الله تعالى لضيافته!.. ما هو تعليقكم على مسألة تنظيم الوقت، وماذا عن تنافس قنوات الإعلام في عرض كل ما يشغل الإنسان عن عبادة الله عز وجل؟..
* إن هذا التعليق جميل، حيث أن الإنسان عندما يذهب إلى ضيافة كريم، أو عظيم من عظماء الدنيا؛ يتهيأ قبل فترة.. فكيف إذا كان الذي يضيف الإنسان، هو جبار السماوات والأرض، وسلطان السلاطين!.. على الإنسان أن يقوم بعملية تشبه الحج والعمرة، فالحاج أو المعتمر يخلع ثيابه، ويلبس ثياباً خاصة.. وهذه الليلة لنحاول أن نقوم بحركة شبيهة في نزع العوالق التي علقت بنا طوال السنة، كما نعلم أن خير لباس هو لباس التقوى.
* إن الملاحظ في شهر رمضان، أن البعض يتمسك بالحديث النبوي المعروف أن (نومكم فيه عبادة ).. وبالتالي، فإنه يطيل ساعات النوم، بدعوى أنها عبادة!.. والحال أنها عبادة للإنسان الذي يتقوى على عبادة أفضل، فشهر رمضان شهر تلاوة القرآن، والعمل في خدمة الدين، وشهر تربية النفس.. أي أن هذا الإنسان ترك كل هذه العبادات، وتمسك بالعبادة النومية!..
* إن مما يؤسف له أن قنوات الإعلام -هذه الأيام- تعمل طوال السنة لتجعل برامجهم المسلية والمضحكة في شهر رمضان: خيمات رمضانية، وبرامج ماجنة، ومسابقات، وعرض للأبدان العارية، وما شابه ذلك؛ بدعوى أنها برامج رمضانية!.. في حين أنها لا تمت إلى شهر رمضان بصلة.. فالإنسان الذي يشغل نفسه بهذه البرامج غير الهادفة، لا يتوقع أن تكون له وقفة ليلية مع رب العالمين.. وعليه، أرجو ملاحظة الحواس والمشاعر، فالمؤمن مسؤول عما ينظر إليه، وعما يتكلم به، (فإن الناقد بصير).

س٩/ نحن بعيدون طوال السنة عن الله عز وجل بأعمالنا القبيحة، فكيف نحضر أنفسنا لهذه الضيافة الكريمة؟..
ينبغي على الذين يريدون الوصول إلى الله تعالى، ألا يرهقوا أنفسهم بقراءة المفصلات، والكتب المعقدة، والاصطلاحات التي لا تفهم.. بل عليهم بإبداء حسن النية: بترك المعاصي، حيث أنه الملاحظ عند البعض -مع الأسف- أنه يعصي الله تعالى في ليالي شهر رمضان، بما لا يعصيه به في غيره من الشهور.. فإذن، من أراد أن يحوز على هذه الضيافة الإلهية، لا بد وأن يعقد صلحاً بينه وبين الله تعالى، إذ أن الإنسان العاصي محارب لله تعالى، في مقام العمل لا الاعتقاد.

س١٠/ كما تعلمون أن دعاء الجوشن الكبير طويل، ويستحب قراءته في أول ليلة.. هل يصح قراءة جزء منه، أم أنه تجب قراءته كاملاً؟..
إن دعاء الجوشن هو كباقي الأدعية، وهو دعاء طويل، حوالي ألف مرة نحن ننادي رب العزة والجلال.. وعليه، فإنه من الممكن تقسيم هذه الفقرات يومياً، وقراءته بانقطاع وتوجه إلى الله تعالى، مع التأمل في مضامين هذا الدعاء الجميل.
ثم إن الذي يعيش هذه المضامين: (يا خَيْرَ مُؤنِس وَاَنيس يا خَيْرَ صاحِب وَجَليس)، هل يا ترى يشتكي من حالة الوحدة؟!.. والكلام هنا موجّه للأخوات اللاتي لم يوفقن للزواج، لماذا لا تتخذن من الله تعالى أنيساً؟!.. وهو إن رأى المصلحة في أن يسوق لعبده أنيساً مناسباً؛ ساقه إليه، كما ساق هارون لموسى، وكما آخى بين علي (ع) والنبي المصطفى (ص).

س١١/ ما هي وصيتكم لنا، ونحن في ديار الغربة والمهجر؟..
نعم، أنتم يوم القيامة حجة على العباد، حيث أن الإنسان الذي يقاوم المغريات في الحضارة الغربية بشتى صورها، هو كالقابض على الجمر.. وأن النفحات الإلهية قريبة إليكم؛ لأنكم تسبحون ضد التيار، ولا شك أن الذي يتقرب إلى الله تعالى بمعاناة، وفي أجواء معاكسة.. ليس هو كالذي يعبد الله، وهو في أحد المشاهد المشرفة مثلاً.. وعليه، حاول أن تكون منطلق هدى، ومصدر إشعاع لمن حولك: بأن تطفئ النيران بمقدار ما أمكن، وخاصة للأرحام والأصدقاء.

س١٢/ ما تعليقكم على الذين ينامون طول النهار؟..
نحن طبعاً لا ينبغي أن نسد الأبواب على المؤمنين، فالذي ينام في النهار، ويستيقظ قبل الإفطار بقليل، لا يمكن أن نقول بأن صومه غير مقبول.. ولكن هنالك درجات من الصيام؛ لأن النبي الأكرم في الخطبة المعروفة قبيل شهر رمضان، يدعونا إلى أن نتذكر بالجوع والعطش، جوع وعطش يوم القيامة.. فالإنسان الذي يعاني من الصيام -وخاصة في البلاد الحارة- يقترب من ملكوت الصيام، أكثر من أولئك المترفين الذين لا يعيشون هذا الجو. وعليه، أقول للذين يمضون نهارهم بالنوم: على الأقل يعوضون الليل بالقيام، والمناجاة، والقراءة الهادفة.. ومن المعلوم أن من أفضل أعمال شهر رمضان في ليالي القدر -كما ذكر بعض العلماء- هو طلب العلم، إذ الأمر ليس منحصراً بالمناجاة، وما شابه ذلك.

س١٣/ ما المقصود بصوم الوصال؟..
قد يكون المراد بصوم الوصال: هو إتمام عملية الصيام في اليوم والليلة من دون أي مفطر. أو بمعنى إدامة الصيام في طوال العام.

س١٤/ هل من توصيات عملية في برنامج عملي للمسلم؛ ليستفيد من هذه الليالي الذهبية؟..
من الضروري وضع برنامج عملي، وتدوين النقاط العملية للعناصر التي ينبغي الاهتمام بها في هذا الشهر.. وثم النظر إلى مدى التطبيق العملي لهذا البرنامج، ويمكن أن ندون هذه النقاط:
* برنامج إتقان الصلوات اليومية في أوقاتها.
* برنامج القرآن الكريم.
* البرنامج الليلي: حيث الملاحظ انشغال الإنسان بعملية الأكل المتواصل، وكأنه يحاول أن ينتقم من حرمانه من الطعام في النهار!.. فمن الطبيعي أن يخرج هذا الإنسان من تلك الأجواء المباركة.
* برنامج تنمية الجانب العلمي: نحن مع الأسف كأنما نجعل الجانب العلمي، ضرة للجانب الأخلاقي والمعنوي!.. والحال بأن أحدهما يعضد الآخر، كلما زاد الإنسان معرفة بالله، كلما زاد ترقياً في المجالات الروحية والمعنوية.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.