Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

إن شهر رمضان المبارك لا نؤديه كفريضةٍ ، أو كطقس من الطقوس الأخرى التي تُؤدَّى في هذا العالم ، وعلى هذه الأرض .. هو أجَلُّ من ذلك كله .. ولكن مع الأسف نجد أن صيامَ أغلبِنا – على أحسن التقادير – عبارة عن إمساكٍ عن الطعامِ والشراب ، حتى إذا جاء الليل ننتقم من النهار .. فنضاعف ما كنا نأكلُ في غيرِ شهرِ رمضان .

شهر رمضان وبناء الذات

من منا يخرج من جامعة الشهر الكريم خريجاً آخذاً شهادته بيده ؟!.. من منا يقلب صفحة حياته في هذا الشهر المبارك ؟.. أولم نسمع أن الشقي من حُرم غفران الله في هذا الشهر الكريم ؟.. إخواني ، هذهِ المنزلة منزلةٌ إلهيةٌ عظمى .. وشهر رمضان مشروعٌ متكاملٌ .. مشروعُ بناء هذهِ الذات التي نظلمها أحد عشر شهر في كُلِّ عام ، إذا أرادَ أحدُكم أن يعرف هل صيامهُ مقبول أو لا ؟.. ليسَّ من الضروري أن يبحثَ يميناً وشمالاً عن أهل المكاشفاتِ وأهل العلم بالمغيبات ، ولكن لينظر إلى سلوكهِ في شهر شوال ، ويقيسهُ إلى سلوكهِ في شهر شعبان ، فأن رأى تغيراً .. تأثراً .. انقلاباً في ذاته ، فليعلم أن هذا الشهر قد بارك الله سبحانهُ وتعالى لهُ .

روي عن أبي عبد الله عليه السلام ، كما في الحدائق يقول : ( وليكن عليكَ وقار الصائم ) الصائم لهُ وقارلا يعلم صومهُ من خلوف فمه فحسب وإنما يُعلم صومهُ من الوقار الذي يجلله من رأسهِ إلى قدميه ، ثمَ يقول عليه السلام كما روي عنه : ( ولا تجعل يومَ صومِك كيومِ فطرك ) لا يكن يوم شهر رمضان كأي يومٍ من الأيام العادية لا يميزهُ إلا الإفطار والسحور ، لا يكون الأمر كذلك .

شهر رمضان والتوبة:
إخواني ، إذا أردنا أن ننتفع من هذا الشهر المبارك فعلينا أن نُعدَّ لأنفسنا برنامجاً حسيَّاً ، وقد قلنا قبل قليل أن شهرَ رمضان جامعةٌ لها خريجون هي مشروع تكامل .. مشروع بناء .. مشروع عودةٍ إلى الله سبحانهُ وتعالى .. و من منا لا يعصي ربهُ سراً أو جهراً .. صغيراً كانَ أو كبيراً ، و الله عزَّوجل فتحَ لنا باب التوبة على مصراعيه في هذا الشهر ، و توبة الله عز وجل عزيزة على الإنسان ، و هذهِ الفرصة فرصة نادرة ، البعض يظن أن التوبة أمرٌ سهل ، بأن يستغفر الله بسبحته فقط . وقد وردت التوبة في عدة مواضع :

القرآن الكريم والتوبة :
١. ﴿ وَإِنِّي لَغَفَّارٌ – طه ٨٢ ﴾ هل التوبة لمن قال أستغفر الله وحسب ؟! … يقول تعالى إنه يغفر : ﴿ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ – طه ٨٢ ﴾ التوبة عزيزة .. صعبة .. لها شرائط .. ولها مقدمات ..

٢. و في آيةٍ أخرى ﴿ إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ – البقرة ١٦٠ ﴾ فكما أنكَ استمتعتَ بلذة المعصية ، لابد وأن تُذيق نفسكَ شيئاً من مرارة التوبة ، وأن تنيب إليه سبحانهُ وتعالى .

٣. ويقول تعالى : ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ – النحل ١١٩ ﴾ لا تقل إني جاهل فحسب ، فإن كُنتَ جاهلاً يغفر الله لك .. الله فتحَ لكَ باب التوبة : ﴿ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوۤاْ – النحل ١١٩ ﴾ ، ولكن أيضا الإصلاح الذي ينبغي أن تقومَ به .

٤ . انظروا إلى لطافة هذا التعبير الإلهي : ﴿ إِنَّمَا ٱلتَّوْبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ – النساء ١٧ ﴾ الله عزوجل جعلَّ على نفسهِ التوبة .. الله عز وجل أخذَ على نفسهِ أن يتوب ولكن على من ؟..﴿ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ – النساء ١٧ ﴾ إخواني ، ما دام الأمرُ كذلك فهذا شهرُ رمضان شهرُ الأنابةِ والتوبة الشروط فيها مخففة ، الاستغفار البسيط قد يرفعُ بحاراً .. أو نيراناً من الذنوب والآثام ..

من روايات التوبة :
استمع إلى هذا التعبير المبشر ، عن أبي جعفر كما في سفينة البحار ، وهي من عجائب الروابات في باب التوبة والتي لولا أن الصادقُ (ع) قالها لكانَ ثقيلا علينا أن نستوعب هذهِ المعاني، يقول كما في هذا الحديث الشريف : ( إن الله تعالى أشدُ فرحاً بتوبةِ عبده من رجُل أضلَّ راحلته وزادهُ في ليلةٍ ظلماء فوجدها وما نفع رب العالمين بتوبتي وعودتي إليه ؟! .. وهو القائل إن يكفر من في الأرض جميعاً لا يضرهُ ذلكَ شيئاً ﴿ وَلَوْ شَآءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ ٱلنَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً – هود ١١٨ ﴾ ولكن مع ذلك ربُ العالمين الغني عنا وعن طاعتنا يكون أشدُ فرحاً بتوبةِ عبده ؛ لأنهُ خلقهُ بيده ؛ لأنهُ صوَّرهُ في بطون الأمهات ﴿ هُوَ ٱلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي ٱلأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَآءُ – آل عمران ٦ ﴾ اللهُ عزَ وجل لهُ عناية بهذا البشر .. خلقهُ .. دبَّرهُ .. صنعهُ .. بالمؤمنينَ رؤوفٌ رحيم ، كما أنَ النبي صلى الله عليه واله وسلم ﴿ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ – التوبة ١٢٨ ﴾ عزيزٌ عليهِ ما عنتم ، هذا النبي الذي بُعثَ إليكم عزيزٌ عليهِ ما عنتم فكيفَ برب السموات والأرض ؟!… ألا يعز على الله عز وجل ذنبي – أنا العبد المسكين – يعزُ عليه لأنهُ خلقكَ ، وأرادَ منكَ خلقاً سوياً مستقيما ؛ ولهذا الله عزَ وجل يشتدُ فرحهُ بتوبةِ هذا العبد ، ثمَ يعقب عليه السلام في ختام الحديث فوالله أشدُ فرحاً بتوبةِ عبدهِ من ذلكَ الرجل براحلتهِ حينَ وجدها ) إخواني إلى كم يتحبب الله عزَ وجل إلى عباده ؟! … بل أكثرُ من ذلك ..( تتحببُ إلي فأتبغضُ إليك ، تتوددُ إليَّ فلا أقبلُ منك كأنَ ليَّ التطولَّ عليك ، فلم يمنعكَ ذلك من الرحمة لي والإحسان إلي) ..
إخواني .. لو نظرنا إلى واقع الأمر لمتنا فرحاً وأسفاً في الوقت نفسه : أسفاً على أنهُ لم ُنقدِّر الله عزَ وجل حقَ قدره .. ما عرفناهُ حق معرفته .. وما عبدناه حقَ عبادته .. ومع ذلك يتودد إلينا في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة .. هذهِ الأعمار المتناهية ستين سبعين سنة أعمار لا بركةَ فيها .. أعمار محدودة .. ولكن الله منَّ عليك .. جعلَّ ليلة من هذا الشهر المبارك خيرٌ من ألفِ شهر .. ولكَ أن تعد السنوات التي تساوي ألفَ شهر ، أليس هذا من التخفيف العظيم ؟!.. أليسَّ هذا من التودد من رب العالمين ؟!.. أو يكفي أن نقول نحنً شيعةُ علي بن أبي طالب (ع) ؟!.. أ هذا يكفينا فقط ؟!.. في نهج البلاغة يقولُ (ع) وخطاباتُ علي (ع) لأصحابه تشملكم جميعاً في كل العصور ، فما بعثَ النبيُ (ص) ولا من قبله ليخاطبَّ ناسُ الجزيرةُ فحسب .. أنتَ مخاطبٌ في هذا اليوم ، وأنا مخاطبٌ أيضاً .
استمعوا إلى كلامِ أمير المؤمنين (ع) ، ورد أن شخصاً قال بحضرة أمير المؤمنين: استغفر الله. كما هو المتعارف في البيوت و السيارات وفي المحافل يقول استغفر الله ربي وأتوب إليه ، أتعلم ماذا قالَّ أميركم في جوابِ هذا الرجل ؟ .. فقال له الإمام: “ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين. وهو اسم واقع على ستة معان الاستغفار ليس بهذهِ السهولة ، و للأستغفار شروط و مراحل :

أولها : الندم على ما مضى ، أن تستحي من الله سبحانهُ وتعالى مما عملت ، عصيتهُ بجوارح هو منحكَ إياها ، ضربتَ المظلوم بيدٍ ، هو الذي صور هذهِ اليد في بطون الأمهات .. تغتابُ أخاكَ المؤمن بهذا اللسان .. هذهِ القطعة من اللحم الغريب الذي يتحرك ..لا كما شئت تحركهُ بل كما يرضي رب السمواتِ والأرض .

كل ما أقرأهُ اليوم من حديث هذا اليوم في السفينة لئلا نُخِل بالشرط الشرعي  عن الصادق (ع) : ( إن الله يحبُ المفتن التواب ) نحنُ لا ندعي العصمة نحنُ لا نتوقع من المؤمنين أن لا يعصوا .. أبداً بالعكس .. فالله ُيحب المفتن التواب ، العبد الذي يخدعهُ الشيطان فيرجع .. العبد الذي يذل فيعود كما في بعض التعابير كالسنبلة تخرُ وترجع .. المؤمن كسُنبلة القمح إذا وقعت على الأرض لهبوب نسيم سرعانِ ما ترجع .. والكافر كالخشبة إذا خرت انكسرت ، فيقولُ (ع) : ( إنَّ اللهَ يحبُ المفتن التواب ) .. ومن لا يكون ذلكَ منه كانَ أفضل ، فالذي لا يذنب ولا يعود هذا أفضل من الذي يُذنب فيعود .

ثانيها : العزمُ على ترك العودِ إليهِ أبدا انتبهوا إلى كلامِ أميركم (ع) ، أبداً أنت عندما تُلدغُ من جحر لم ترجع للجحر مرة ثانية .. أولم تسمع أن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين ، عليكَ أن تغلب الشيطان ، قد يتغلب عليكَ في ساعة الشهوة والغضب ذلكَ أمرٌ اخر .. ولكن .. عليكَ أن تعزم على أن تكون مستقيماً .

البعضُ منا يمني نفسَه بالسنوات الأخيرة من حياته يقول الشبابُ نقضيه بالسكر واللهو والمآرب المختلفة .. وفي ختام العمر ، عندما يبيَضُّ الشيب .. عندئذٍ نعودُ إلى الله عزَ وجل !!.. أو لم تستمع إلى قولهِ سبحانهُ وتعالى : ﴿ وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ ٱلآنَ – النساء ١٨ ﴾ .. أتستهزؤ برب العالمين ؟!.. هل أنت مملوكٌ لغير الله وأنت شابُ ؟!.. وتصبح مملوكا لله سبحانهُ وتعالى وأنتَ شيخٌ !.. إنك عبدٌ من أولك إلى آخرك ، إذا كانَ عليٌ أميرك عبدٌ من المهدِ إلى اللحد ، فأنتَ أولى أن تكونَ عبدا . ﴿ وَلَيْسَتِ ٱلتَّوْبَةُ – النساء ١٨ ﴾إخواني الشباب انتبهوا لهذهِ الآية ؛ من قال أنكَ توفقُ للتوبة وأنتَ إنسانٌ كبير السن ؟.. ما أكثر موت الفجاة في هذهِ الأيام ! .. ما أكثر حالات الغيبوبة على أسرة المستشفيات ! ..

من قال بأنكَ توفق لكلمة لا إله إلا الله فضلاً من أن تموتَ على التوبةِ والإنابةِ إلى رب العالمين !

يقولُ (ع) إخواني من درر الاحاديث هذا الحديث يقسم التوبة على ستِ درجات وصلنا للدرجة الثانية

ثالثها : أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة ، أكلتَ أموال الناس ثمَّ تستغفر الله عزَ وجل وترجع إلى بلادك ؛ هذه هيَّ التوبة ؟! .. لا بد أن تؤدي للمخلوقينَ حقوقهم حتى تلقى الله و ليسَّ عليكَ تبعة ، هنالكَ في مواقف الحشر والقيامة درجات ومراحل ، تؤاخذ على كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة .

انظروا إلى عمل قومِ يونس تقرأون في الغفيلة ﴿ وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً – الأنبياء ٨٧ ﴾ هؤلاء القوم همَّ أن يقع عليهم العذاب ، فلما راوا العذاب مُقبلاً عليهم أرجعوا المظالم للعباد ، حتى أنَ الرجل يأتي إلى الحجر وقد وضعَ عليهِ أثاثَ بنيانه فيقلعهُ ، يُهدم البيت الذي بُني على حجر مغصوب ليردهُ إلى أخيه الذي اغتصبهُ منه ، هذهِ هي التوبة التي أرادها عليٌ (ع) .

رابعها : أن تعمد إلى كُلِّ فريضةٍ ضيعتها فتؤدي حقها ، أ تتكلُ على الخَلَف ليصلوا عنك .. ويصوموا عنك .. ويحجوا عنك .. أنتَ حيٌ تُرزق .. أنتَ في عنفوان شبابك .. أنت في قمة صحتك و لا تصوم ما عليك .. ولا تصلي ما عليك .. لماذا ؟.. لأنك على أمل أن يقضي الولد الأكبر عنك يوماً ما وأنتَ رميم في ترابك .. أ هذهِ هي التوبة ؟!..

خامسها : أن تعمدَ إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبهُ بالأحزان ، حتى يلتصق الجلدَ بالعظم وينشأ بينهما لحمٌ جديد .الدجاج الجلال الذي يأكل العذرة حرامٌ أكله حتى يستبرئ ، وُيصبح طاهر اللحم ، وأنت أيضاً إذا كنت جلالاً في مأكلكَ ومشربك ، تأكل كُلَ حلال وحرام ، عليكَ أن تُذيبَ هذا اللحم ، إخواني .. انتبهوا إلى طعامِ شهر رمضان ، هذهِ اللحوم الشائعة .. هذهِ الأطعمة المشتبهة .. كيفَ ترجو خيراً من شهرِّ رمضان وأنتَ تأكلُ كُلُّ لحمٍ وكُلُّ طعام ؟! .. تذهبُ إلى كُلِّ مائدة .. احتاطوا على الأقل في هذا الشهر المبارك ، أنتَ تريدَ أن تصوم لله رب العالمين وتفطرُ على السحتِ وعلى الميتة ، فأيُّ صيامٍ هذا ؟!! ..
كالذي يبني بناءهُ على الملح وعلى شاطئ البحر ، أقول على الأقل تكليفنا الشرعي ذلك على الأقل في شهر رمضان أن نراعي طيب المأكل والمشرب ، كلوا ما في الأرضِ حلالاً طيبا ، لا يكفي ان يكونَ حلالاً فقط ان يكونَ طيباً أنظروا إلى مأكلكم ﴿ فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ – عبس ٢٤ ﴾ كما في قولهِ سبحانهِ وتعالى ، لا داعي من التملي من كل شيء انظر للطعام الحلال ، وكل منه ، ودع ذلك جانباً لا تأخذ طعاماً من كل أحد الطعام الحرام يظلم القلب .. يقسي القلب .. يذهب بالبركات .

سادسها : أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول أستغفر الله
الخلاصة:

١. إن شهر رمضان المبارك ليس مجرد فريضةٍ ، أو طقس من الطقوس الأخرى .. هو أجَلُّ من ذلك كله .. ولكن مع الأسف نجد أن صيامَ أغلبِنا عبارة عن إمساكٍ عن الطعامِ والشراب ، بينما شهر رمضان جامعة لها خريجوها ، من منا يقلب صفحة حياته في هذا الشهر المبارك ؟…شهر رمضان مشروعٌ متكاملٌ.. مشروعُ بناء هذهِ الذات التي نظلمها أحد عشر شهرا في كُلِّ عام .

٢. إذا أرادَ أحدُكم أن يعرف هل صيامهُ مقبول أو لا ؟ فلينظر إلى سلوكهِ في شهر شوال ، ويقيسهُ إلى سلوكهِ في شهر شعبان ، فأن رأى تغيراً .. تأثراً .. انقلاباً في ذاته ، فليعلم أن هذا الشهر قد بارك الله سبحانهُ وتعالى لهُ .

٣. إن الله عزَّوجل فتحَ لنا باب التوبة على مصراعيه في هذا الشهر الكريم ، و توبة الله عز وجل عزيزة على الإنسان ، و هذهِ الفرصة فرصة نادرة .

٤. من عجائب الروابات في باب التوبة هذا الحديث الشريف : ( إن الله تعالى أشدُ فرحاً بتوبةِ عبده من رجُل أضلَّ راحلته وزادهُ في ليلةٍ ظلماء فوجدها ).

٥. هذهِ الأعمار المتناهية ستين سبعين سنة أعمار لا بركةَ فيها .. أعمار محدودة .. ولكن الله منَّ عليك .. جعلَّ ليلة من هذا الشهر المبارك خيرٌ من ألفِ شهر .. ولكَ أن تعد السنوات التي تساوي ألفَ شهر ، أليس هذا من التخفيف العظيم ؟!.. أليسَّ هذا من التودد من رب العالمين ؟!

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.