صلاة أخرى لليلة الدفن أو صلاة الوحشة التي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وذكر تفاصيل الصلاة والسور القرآنية التي تقرأ فيها وينبغي للمرء أن لا ينشغل عن ذكر الأموات فإنهم قد انقطعت أياديهم عن الأعمال الصالحة وهم يأملون في أبنائهم وأقاربهم وإخوانهم من المؤمنين يترقّبون إحسانهم ولا سيما دعاءهم في صلاة الليل.
- مفاتيح الجنان
- » الباقيات الصالحات
- » صلاة أخرى لليلة الدفن
روى أيضاً السيد ابن طاووس (رض) عن النبي (صلّى الله عليه وآله) قال: لا يأتي على الميت ساعة أشدّ من أوّل ليلة، فارحموا موتاكم بالصّدقة فإن لم تجدوا فليصلِّ أحدكم ركعتين يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد مرتين، وفي الثانية فاتحة الكتاب مرة وألهاكم التكاثر عشر مرات، ويسلم ويقول: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْ ثَوابَها إِلى قَبْرِ ذلِكَ المَيِّتِ فُلانِ بِنْ فُلانٍ.
فيبعث الله من ساعته ألف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلّة، ويوسّع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصّور، ويعطى المصلّي بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات، وترفع له أربعون درجة.
أقول: روى الكفعمي أيضاً هذه الصلاة بهذه الكيفية ثم قال: ورأيت في بعض كتب أصحابنا أنّه يقرأ في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي مرّة والتوحيد مرّتين وقال العلامة المجلسي (رض) في كتاب (زاد المعاد) ينبغي للمر أن لا ينشغل عن ذكر الأموات فإنهم قد انقطعت أياديهم عن الأعمال الصالحة والخيرات وهم يأملون في أبنائهم وأقاربهم وإخوانهم من المؤمنين يترقّبون إحسانهم ولا سيما دعاءهم في صلاة الليل وعلى المرء أن يخص والديه في دعائه في أعقاب الفرائض وفي المشاهد الشريفة وأن يعمل لهم الصالحات من الاعمال ففي الحديث ربّ رجل يكون عاقّاً لوالديه في حياتهما ويكتب باراً لهما بعد وفاتهما لما عمله عنهما من الصالحات.
ورب رجل يكون باراً في حياتهما فيكتب بعد وفاتهما عاقّا لهما لتوانيه فيما ينبغي أن يعمل عنهما من الاعمال وأهم ما يسدى به إلى الأبوين وإلى سائر ذوي القربى أن يؤدي ديونهم وأن يبرئهم ممّا في ذمتهم من حقوق الله أو حقوق خلقه فيجتهد في أن يؤدي عنهم الحجّ وغيره ممّا قد فاتهم من العبادات استئجاراً أو تبرعاً.
وفي الصحيح أن الصادق (عليه السلام) كان يصلّي عن ولده في كل ليلة ركعتين وعن والديه في كل يوم ركعتين يقرأ في الأولى إنّا أنزلناه وفي الثانية إنّا أعطيناك الكوثر وفي الصحيح عن الصادق (عليه السلام) قال: ربما يكون الميّت في ضيق فيوسع عليه ثم يؤتى فيقال إنّه خفّف عنك هذا الضّيق بصلاة فلان أخيك، فسأله الراوي: هل يجوز أن يُشرك اثنان من الأموات في ركعتي الصلاة؟ فأجاب (عليه السلام): بلى. وقال (عليه السلام): إن الميت ليفرح بالدعاء له والاستغفار كما يفرح الحي بالهدية تهدى إليه. وقال (عليه السلام): يدخل الميت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة والبرّ والدعاء. قال: ويكتب أجره للذي يفعله وللميت. وقال (عليه السلام) في حديث آخر: من عمل من المسلمين عن ميت عملاً أضعف له أجره ونفع الله عزَّ وجلَّ به الميت.
وفي بعض الأحاديث أنّه إذا تصدّق الرجل بنية الميت أمر الله جبرائيل أن يحمل إلى قبره سبعين ألف ملك في يد كل ملك طبق، فيحملون إلى قبره ويقولون: السلام عليك يا ولي الله، هذه هدية فلان بن فلان المؤمن إليك، فيتلألأ قبره وأعطاه الله ألف مدينة في الجنّة وزوّجه ألف حوراء وألبسه ألف حلّة وقضى له ألف حاجة.