زيارة النبي (صلّى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) في يوم الجمعة، ويمكن لمن لا يستطيع الزيارة عن قرب أن يزوره عن بعد، ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان وذكر الروايات الشريفة الدالة على فضل زيارتهم (صلوات الله عليهم).
قال الشيخ في (المصباح) والسيد في (جمال الأسبوع) في ضمن أعمال يوم الجمعة: اعلم أنّه يستحب في يوم الجمعة زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام).
وروي عن الصادق (عليه السلام): «إن من أراد أن يزور قبر رسول الله وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج (عليهم السلام) وهو في بلده فليغتسل في يوم الجمعة وليلبس ثوبين نظيفين وليخرج إلى فلاة من الأرض».
وعلى رواية اُخرى: وليصعد سطحاً ثمّ يصلّي أربع ركعات يقرأ فيهن ما تيسّر من السّور. فإذا تشّهد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل:
السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَبِيُّ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها النَبِيُّ المُرسَلُ وَالوَصِيُّ المُرتَضَى وَالسَّيّدَةُ الكُبرى وَالسَّيّدَةُ الزَّهراءُ وَالسِبطانِ المُنتَجَبانِ وَالأولادُ الأعلامُ وَالاُمَناءُ المُنتَجَبُونَ جِئتُ انقِطاعاً إلَيكُم وَإلى آبائِكُم وَولدِكُم الخَلَفِ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقلبي لَكُم مُسَلِّمٌ وَنُصرَتي لَكُم مُعَدَّةٌ حَتّى يَحكُمَ اللهُ بِدِينِهِ فَمَعَكُم مَعَكُم لا مَعَ عَدُوِّكُم، إنّي لَمِنَ القائِلِينَ بِفَضلِكُم مُقِرُّ بِرَجعَتِكُم لا اُنكِرُ للهِ قُدرَةً وَلا أزعَمُ إلاّ ما شاءَ اللهِ، سُبحانَ اللهِ ذي المُلكِ وَالمَلَكُوتِ يُسَبِّحُ اللهَ بِأسمائِهِ جَمِيعُ خَلقِهِ وَالسَّلامُ عَلى أرواحِكُم وَأجسادِكُم، وَالسَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةَ اللهِ وَبَرَكاتُهُ.
أقول: في روايات عديدة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) يبلغه سلام المسلّمين عليه وصلوات المصلين عليه حيثما كانوا.
وفي الحديث: «إن ملكاً من الملائكة قد وكّل على أن يرد على من قال من المؤمنين: صلّى الله على محمّدٍ وآله وسلّم، فيقول في جوابه: وعليك. ثمّ يقول الملك: يا رسول الله إنّ فلاناً يقرئك السلام. فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): وعليه السلام ».
وفي رواية معتبرة أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) قال: «من زار قبري بعد وفاتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي فإن لم تستطيعوا أن تزوروا قبري فابعثوا إليّ السلام فإنّه يبلغني» وقد وردت لهذا المعنى أخبار جمّة ونحن قد أثبتنا له (صلوات الله عليه) زيارتين اثنتين في يوم الاثنين عند ذكر زيارات الحجج الطاهرة في أيام الأسبوع فراجعها إن شئت وفز بفضل الزيارة بهما وينبغي أن يصلّى عليه بما صلّى به أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه في يوم الجمعة كما في كتاب (الروضة من الكافي):
إنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَبِيِّ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِك عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَحَنَّن عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأفضَلِ ما صَلَّيتَ وَبارَكتَ وَتَرَحَّمتَ وَتَحَنَّنتَ وَسَلَّمتَ عَلى إبراهِيمَ وَآلِ إبراهِيمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ اعطِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَالمَنزِلَةَ الكَرِيمَةَ، اللهُمَّ اجعَل مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ أعظَمَ الخَلائِقِ كُلِّهِم شَرَفاً يَومَ القيامة وَأقرَبَهُم مِنكَ مَقعَداً وَأوجَهَهَم عِندَكَ يَومَ القيامة جاهاً وَأفضَلَهُم عِندَكَ مَنزِلَةً وَنَصِيباً، اللهُمَّ أعطِ مُحَمَّداً أشرَفَ المَقامِ وَحِباءَ السَّلامُ وَشَفاعَةَ الإسلامِ، اللهُمَّ وَألحِقنا بِهِ غَيرَ خَزايا وَلا ناكِثِينَ وَلا نادِمِينَ وَلا مُبَدِّلِينَ إلهَ الحَقِّ آمِينَ.
وستأتي في آخر باب الزيارات صلاة يصلّى بها عليه وعلى آله (عليهم السلام).