يذكر الشيخ عباس القمي في هذا الباب من كتاب مفاتيح الجنان أعمال شهر رجب العامة من الأدعية المأثورة والأذكار المهمة التي ينبغي للمؤمن الإدمان عليها والمواظبة على قرائتها في كل يوم منه وهي متوفرة لكم في موقع السراج.
- مفاتيح الجنان
- » أعمال أشهر السنة
- » أعمال شهر رجب العامة
الأعمال العامة التي تؤدي في جميع الشهر ولا تخصّ أياماً معينة منه وهي اُمور:
الأول: أن يدعو في كلّ يوم من رجب بهذا الدعاء الذي روي أنّ الإمام زين العابدين (صلوات الله وسلامه عليه) دعا به في الحجر في غرّة رجب:
يا مَن يَملِكُ حَوائِجَ السَّائِلينَ وَيَعلَمُ ضَميرَ الصَّامِتينَ لكلّ مَسألَةٍ مِنكَ سَمعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتيدٌ، اللهُمَّ وَمَواعيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأياديكَ الفاضِلَةُ وَرَحمَتُكَ الواسِعَةُ، فَأسألُكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأن تَقضيَ حَوائِجي لِلدُنيا وَالآخرةِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ.
الثاني: أن يدعو بهذا الدعاء الذي كان يدعو به الصادق (عليه السلام) في كلّ يوم من رجب:
خابَ الوافِدونَ عَلى غَيرِكَ وَخَسِرَ المُتَعَرِّضونَ إلاّ لَكَ وَضاعَ المُلِمّونَ إلاّ بِكَ وَأجدَبَ المُنتَجِعونَ إلاّ مَنِ انتَجَعَ فَضلَكَ، بابُكَ مَفتوحٌ لِلرَّاِغِبينَ وَخَيرُكَ مَبذولٌ لِلطَّالِبينَ وَفَضلُكَ مُباحٌ لِلسَّائِلينَ وَنَيلُكَ مُتاحٌ لِلآمِلينَ وَرِزقُكَ مَبسوطٌ لِمَن عَصاكَ وَحِلمُكَ مُعتَرِضٌ لِمَن ناواكَ، عادَتُكَ الإحسانُ إلى المُسيئينَ وَسَبيلُكَ الإبقاءُ عَلى المُعتَدينَ. اللهُمَّ فَاهدِني هُدى المُهتَدينَ وَارزُقني اجتِهادَ المُجتَهِدينَ وَلا تَجعَلني مِنَ الغافِلينَ المُبعَدينَ وَاغفِر لي يَومَ الدّينِ.
الثالث: قال الشيخ في (المصباح): روى المعلّى بن خنيس عن الصادق(عليه السلام) أنّه قال: «قل في رجب:
اللهُمَّ إنّي أسألُكَ صَبرَ الشَّاكِرينَ لَكَ وَعَمَلَ الخائِفينَ مِنكَ وَيَقينَ العابِدينَ لَكَ، اللهُمَّ أنتَ العَليُّ العَظيمُ وَأنا عَبدُكَ البائِسُ الفَقيرُ أنتَ الغَنيُّ الحَميدُ وَأنا العَبدُ الذَّليلُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامنُن بِغِناكَ عَلى فَقري وَبِحِلمِكَ عَلى جَهلي وَبِقوَّتِكَ عَلى ضَعفي يا قَويُّ يا عَزيزُ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأوصياء المَرضيّينَ وَاكفِني ما أهَمَّني مِن أمرِ الدُّنيا وَالآخرةِ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ ».
أقول: هذا دعاء رواه السيد أيضاً في (الاقبال)، ويظهر من تلك الرواية أنّ هذا الدعاء هو أجمع الدعوات ويصلح لأن يُدعى به في كلّ الأوقات.
الرابع: قال الشيخ أيضاً: يستحب أن يدعو بهذا الدعاء في كلّ يوم:
اللهُمَّ يا ذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظيمَةِ وَالأيادي الجَميلَةِ وَالعَطايا الجَزيلَةِ، يا مَن لا يُنعَتُ بِتَمثيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظيرٍ وَلا يُغلَبُ بِظَهيرٍ، يا مَن خَلَقَ فَرَزَقَ وَألهَمَ فَأنطَقَ وَابتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأحسَنَ وَصَوَّرَ فَأتقَنَ وَاحتَجَّ فَأبلَغَ وَأنعَمَ فَأسبَغَ وَأعطى فَأجزَلَ وَمَنَح فَأفضَلَ، يا مَن سَما في العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الأبصارِ وَدَنا في اللُّطفِ فَجازَ هَواجِسَ الأفكارِ يا مَن تَوَحَّدَ بِالمُلكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكوتِ سُلطانِهِ وَتَفَرَّدَ بِالآلاءِ وَالكِبرياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَروتِ شَأنِهِ، يا مَن حارَت في كِبرياءِ هَيبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الأوهامِ وَانحَسَرَت دونَ إدراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أبصارِ الأنامِ، يا مَن عَنَتِ الوُجوهُ لِهَيبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلوبُ مِن خيفَتِهِ؛ أسألُكَ بِهذِهِ المِدحَةِ الَّتي لا تَنبَغي إلاّ لَكَ وَبِما وَأيْتَ بِهِ عَلى نَفسِكَ لِداعيكَ مِنَ المُؤمِنينَ وَبِما ضَمِنتَ الإجابَةَ فيهِ عَلى نَفسِكَ لِلدَّاعينَ، يا أسمَعَ السَّامِعينَ وَأبصَرَ النَّاِظرينَ وَأسرَعَ الحاسِبينَ، يا ذا القوَّةِ المَتين صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ وَعَلى أهلِ بَيتِهِ، وَاقسِم لي في شَهرِنا هذا خَيرَ ما قَسَمتَ وَاحتِم لي في قَضائِكَ خَيرَ ما حَتَمتَ وَاختِم لي بِالسَّعادَةِ فيمَن خَتَمتَ، وَأحيِني ما أحيَيتَني مَوفوراً وَأمِتني مَسروراً وَمَغفوراً، وَتَوَلَّ أنتَ نَجاتي مِن مُساءَلةِ البَرزَخِ وَادرأ عَنّي مُنكَراً وَنَكيراً وَأرِعَيني مُبَشِّراً وَبَشيراً، وَاجعَل لي إلى رِضوانِكَ وَجِنانِكَ مَصيراً وَعَيشاً قَريراً وَمُلكاً كَبيراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً.
أقول: هذا دعاء يُدعى به في مسجد صعصعة أيضاً.
الخامس: روى الشيخ: إنّه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد(رضي الله عنه) : أدع في كلّ يوم من أيام رجب:
بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدعوكَ بِهِ وُلاةُ أمرِكَ المَأمونونَ عَلى سِرِّكَ المُستَبشِرونَ بِأمرِكَ الواصِفونَ لِقُدرَتِكَ المُعلِنونَ لِعَظَمَتِكَ، أسألُكَ بِما نَطَقَ فيهِم مِن مَشيَّتِكَ فَجَعَلتَهُم مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ وَأركاناً لِتَوحيدِكَ وَآياتكَ وَمَقاماتِكَ الَّتي لا تَعطيلَ لَها في كُلِّ مَكانٍ يَعرِفُكَ بِها مَن عَرَفَكَ، لا فَرقَ بَينَكَ وَبَينَها إلاّ أنَّهُم عِبادُكَ وَخَلقُكَ فَتقُها وَرَتقُها بيَدِكَ بَدؤُها مِنكَ وَعَودُها إلَيكَ، أعضادٌ وَأشهادٌ وَمُناةٌ وَأذوادٌ وَحَفَظَةٌ وَروَّادٌ فَبِهِم مَلأتَ سَمائَكَ وَأرضَكَ حَتّى ظَهَرَ أن لا إلهَ إلاّ أنتَ، فَبِذلِكَ أسألُكَ وَبِمَواقِعِ العِزِّ مِن رَحمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أن تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأن تَزيدَني إيماناً وَتَثبيتاً، يا باطِناً في ظُهورِهِ وَظاهِراً في بُطونِهِ وَمَكنونِهِ يا مُفَرِّقاً بَينَ النّورِ وَالدَّيجورِ يا مَوصوفاً بِغَيرِ كُنهٍ وَمَعروفاً بِغَيرِ شِبهٍ، حادَّ كُلِّ مَحدودٍ وَشاهِدَ كُلِّ مَشهودٍ وَموجِدَ كُلِّ مَوجودٍ وَمُحصيَ كُلِّ مَعدودٍ وَفاقِدَ كُلِّ مَفقودٍ لَيسَ دونَكَ مِن مَعبودٍ أهلَ الكِبرياءِ وَالجودِ، يا مَن لا يُكَيَّفُ بِكَيفٍ وَلا يُؤَيَّنُ بِأينٍ يا مُحتَجِباً عَن كُلِّ عَينٍ يا دَيمومُ يا قَيّومُ وَعالِمَ كُلِّ مَعلومٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلى عِبادِكَ المُنتَجَبينَ وَبَشَرِكَ المُحتَجِبينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَالبُهمِ الصَّافّينَ الحافّينَ، وَبارِك لَنا في شَهرِنا هذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَما بَعدَهُ مِنَ الأشهُرِ الحُرُمِ وَأسبِغ عَلَينا فيهِ النِّعَمَ وَأجزِل لَنا فيهِ القِسَمَ، وَأبرِر لَنا فيهِ القَسَمَ باسمك الأعظَمِ الأعظَمِ الأجَلِّ الأكرَمِ الَّذي وَضَعتَهُ عَلى النَّهارِ فَأضاءَ وَعَلى اللَّيلِ فَأظلَمَ، وَاغفِر لَنا ما تَعلَمُ مِنَّا وَما لا نَعلَمُ وَاعصِمنا مِنَ الذُّنوِب خَيرَ العِصَمِ واكفِنا كَوافيَ قَدَرِكَ وَامنُن عَلَينا بِحُسنِ نَظَرِكَ وَلا تَكِلنا إلى غَيرِكَ وَلا تَمنَعنا مِن خَيرِكَ وَبارِك لَنا فيما كَتَبتَهُ لَنا مِن أعمارِنا وَأصلِح لَنا خَبيئَةَ أسرارِنا وَأعطِنا مِنكَ الأمانَ وَاستَعمِلنا بِحُسنِ الإيمانِ وَبَلِّغنا شَهرَ الصّيامِ وَما بَعدَهُ مِنَ الأيامِ وَالأعوامِ يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ.
السادس: وروى الشيخ: إنّه خرج من الناحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم (رضي الله عنه) هذا الدعاء في أيام رجب:
اللهُمَّ إنّي أسألُكَ بِالمَولودينَ في رَجَبٍ مُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ الثَّاني وَابنِهِ عَليٍّ بنِ مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ، وَأّتَقَرَّبُ بِهما إلَيكَ خَيرَ القُرَبِ يا مَن إلَيهِ المَعروفُ طُلِبَ وَفيما لَدَيهِ رُغِبَ، أسألُكَ سُؤالَ مُقتَرِفٍ مُذنِبٍ قَد أوبَقَتهُ ذُنوبُهُ وَأوثَقَتهُ عُيوبُهُ فَطَالَ عَلى الخطايا دُؤُبُهُ وَمِنَ الرَّزَايا خُطوبُهُ ؛ يَسألُكَ التَّوبَةَ وَحُسنَ الأوبَةِ وَالنُّزوعَ عَن الحَوبَةِ وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ وَالعَفوَ عَمَّا في رِبقَتِهِ، فَأنتَ مَولايَ أعظَمُ أمَلِهِ وَثِقَتِهِ.
اللهُمَّ وَأسألُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّريفَةِ وَوَسائِلكَ المُنيفَةِ أن تَتَغَمَّدَني في هذا الشَّهرِ بِرَحمَةٍ مِنكَ وَاسِعَةٍ وَنِعمَةٍ وَازِعَةٍ وَنَفسٍ بِما رَزَقتَها قانِعَةٍ إلى نُزولِ الحافِرَةِ وَمَحَلِّ الآخرةِ وَما هيَ إلَيهِ صائِرَةٌ.
الزيارة الرجبية
السابع: وروى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح (رضي الله عنه) النائب الخاص للحجّة (عليه السلام) : أنّه قال: زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول:
الحَمدُ للهِ الَّذي أشهَدَنا مَشهَدَ أوليائِهِ في رَجَبٍ وَأوجَبَ عَلَينا مِن حَقِّهِم ما قَد وَجَبَ، وَصَلَّى اللهُ عَلى مُحَمَّدٍ المُنتَجَبِ وَعَلى أوصيائِهِ الحُجُبِ، اللهُمَّ فَكَما أشهَدتَنا مَشهَدَهُم فَأنجِز لَنا مَوعِدَهُم وَأورِدنا مَورِدَهُم غَيرَ مُحَلَّئينَ عَن وِردٍ في دارِ المُقامَةِ وَالخُلدِ وَالسَّلامُ عَلَيكُم.
إنّي قَصدُتُكم وَاعتَمَدتُكُم بَمَسألَتي وَحاجَتي وَهيَ فَكاكُ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ وَالمَقَرُّ مَعَكُم في دارِ القَرارِ مَعَ شيعَتِكُم الأبرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيكُم بِما صَبَرتُم فنِعمَ عُقبى الدَّارِ.
أنا سائِلُكُم وَآمِلُكُم فيما إلَيكُم التَّفويضُ وَعَلَيكُم التَّعويضُ، فَبِكُم يُجبَرُ المَهيضُ وَيُشفى المَريضُ وَما تَزدادُ الأرحامُ وَما تَغيضُ. إنّي بِسِرِّكُم مُؤمِنٌ وَلِقَولِكُم مُسَلِّمٌ وَعَلى الله بِكُم مُقسِمٌ في رَجعي بِحَوائِجي وَقَضائِها وَإمضائِها وَإنجاحِها وَإبراحِها وَبِشُؤوني لَدَيكُم وَصَلاحِها.
وَالسَّلامُ عَلَيكُم سَلامَ موَدِّعٍ وَلَكُم حَوَائِجَهُ مودِعٌ يَسألُ الله إلَيكُم المَرجِعَ وَسَعيُهُ إلَيكُم غَيرَ مُنقَطِعٍ وَأن يَرجِعَني مِن حَضرَتِكُم خَيرَ مَرجِعٍ إلى جَنابٍ مُمرِعٍ وَخَفضٍ موَسَّعٍ وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إلى حينِ الأجَلِ وَخَيرِ مَصيرٍ وَمَحَلٍّ في النَّعيمِ الأزَلِ وَالعَيشِ المُقتَبَلِ وَدَوامِ الأُكُلِ وَشُربِ الرَّحيقِ وَالسَّلسَلِ وَعَلٍّ وَنَهلٍ لا سأمَ مِنهُ وَلا مَلَلَ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ، وَتَحياتُهُ عَلَيكُم حَتَّى العَودِ إلى حَضرَتِكُم وَالفَوزِ في كَرَّتِكُم وَالحَشرِ في زُمرَتِكُم وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ عَلَيكُم وَصَلَواتُهُ وَتَحياتُهُ وَهُوَ حَسبُنا وَنِعمَ الوَكيلُ.
سائر أعمال شهر رجب
الثامن: روى السيد ابن طاووس عن محمد بن ذكوان المعروف بالسجّاد ـ لأنّه كان يكثر من السجود والبكاء فيه حتى ذهب بصره ـ قال: قلت للصادق (عليه السلام) : جعلت فداك هذا رجب علّمني فيه دعاءً ينفعني الله به، قال (عليه السلام) : «اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم قل في كلّ يومٍ من رجب صباحاً ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:
يا مَن أرجوهُ لكلّ خَيرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِندَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَن يُعطي الكَثيرَ بِالقَليلِ، يا مَن يُعطي مَن سألَهُ يا مَن يُعطي مَن لَم يَسألهُ وَمَن لَم يَعرِفهُ تَحَنُّنا مِنهُ وَرَحمَةً أعطِني بِمَسألَتي إياكَ جَميعَ خَيرِ الدُّنيا وَجَميعَ خَيرِ الآخرةِ، واصرِف عَنّي بِمَسألَتي إياكَ جَميعَ شَرِّ الدُّنيا وَشَرِّ الآخرةِ فَإنَّهُ غَيرُ مَنقوصٍ ما أعطَيتَ وَزِدني مِن فَضلِكَ يا كَريمُ ».
قال الراوي: ثمّ مدّ (عليه السلام) يده اليسرى فقبض على لحيته ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبّابته اليمنى. ثمّ قال بعد ذلك: يا ذا الجَلالِ وَالإكرامِ يا ذَا النَّعَماءِ وَالجودِ يا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ حَرِّم شَيبَتي عَلى النَّار.
التاسع: عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: «من قال في رجب: أستَغفِرُ الله الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ وَحَدهُ لا شَريكَ لَهُ وَأتوبُ إلَيهِ مائة مرّة وختمها بالصدقة. ختم الله له بالرحمة والمغفرة، ومن قال أربعمائة مرّة كتب الله له أجر مائة شهيد».
العاشر: وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: من قال في رجب: «لا إلهَ إلاّ الله ألف مرّة كتب الله له مائة ألف حسنة، وبنى الله له مائة مدينة في الجنة».
الحادي عشر: في الحديث: «من استغفر الله في رجب سبعين مرّة بالغداة وسبعين مرّة بالعشيّ يقول: أستَغفِرُ الله وَأتوبُ إلَيهِ ، فإذا بلغ تمام سبعين مرّة رفع يديه وقال: اللهُمَّ اغفِر لي وَتُب عَلَيَّ ، فإن مات في رجب مات مرضياً عنه، ولا تمسّه النار ببركة رجب».
الثاني عشر: أن يستغفر في هذا الشهر ألف مرّة قائلاً: أستغفر الله ذا الجلال والإكرام من جميع الذّنوب والآثام ، ليغفر له الله الرحيم.
الثالث عشر: روى السيد في (الاقبال) فضلاً كثيراً لقراءة قُل هُوَ الله أحَدٌ عشرة آلاف مرّة أو ألف مرّة أو مائة مرّة في شهر رجب.
وروى أيضاً: «إنّ من قرأ قُل هُوَ الله أحَدٌ مائة مرّة في يوم الجمعة من شهر رجب كان له يوم القيامة نور يجذبه إلى الجنة».
الرابع عشر: روى السيد أنّ من صام يوماً من رجب وصلّى أربع ركعات يقرأ في الاوّلى آية الكرسي مائة مرّة، وفي الثانية قُل هُوَ الله أحَدٌ مائتي مرّة لم يمت إلاّ وقد شاهد مكانه في الجنة أو شوهد له.
الخامس عشر: روى السيد أيضاً عن النبي (صلى الله عليه وآله) : «إنّ من صلّى يوم الجمعة من رجب أربع ركعات ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وآية الكرسي سبع مرّات وقل هو الله أحد خمس مرّات ثمّ يقول عشراً: أستَغفِرُ الله الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ وَأسألُهُ التَّوبَةَ ، كتب الله له من اليوم الذي صلّى فيه هذه الصلاة الى اليوم الذي يموت فيه بكلّ يوم ألف حسنة، وأعطاه بكلّ آية تلاها مدينة في الجنة من الياقوت الأحمر، وبكلّ حرف قصراً في الجنة من الدرّ الأبيض، وزوّجه حور العين، ورضي عنه بغير سخط، وكُتب من العابدين، وختم له بالسعادة والمغفرة» الخبر.
السادس عشر: أن يصوم ثلاثة أيام من هذا الشهر هي: أيام الخميس والجمعة والسبت، فقد روي: «إنّ من صامها في شهر من الأشهر الحرم كتب الله له عبادة تسعمائة عام».
السابع عشر: يصلّي في هذا الشهر ستين ركعة يصلّي منها في كلّ ليلة ركعتين يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وقُل يا أيُّها الكافِرونَ ثلاث مرّات وقُل هُوَ الله أحَدٌ مرّة واحدة فإذا سلّم رفع يديه إلى السماء وقال: لا إلهَ إلاّ الله وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلكُ وَلَهُ الحَمدُ، يُحيي وَيُميتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَموتُ، بيَدِهِ الخَيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ وَإلَيهِ المَصيرُ، وَلا حَولَ وَلا قوَّةَ إلاّ بِالله العَليِّ العَظيمِ، اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبيِّ الاُمّيِّ وَآلِهِ ، ويُمرر يديه على وجهه، وعن النبي (صلى الله عليه وآله) : «إنّ من فعل ذلك استجاب الله دعاءه وأعطاه أجر ستين حجة وعمرّة».
الثامن عشر: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) : «إنّ من قرأ في ليلة من ليالي رجب مائة مرّة: قل هو الله أحدٌ في ركعتين فكأنمّا قد صام مائة سنة في سبيل الله ورزقه الله في الجنة مائة قصر كلّ قصر في جوار نبي من الانبياء B ».
التاسع عشر: وعنه (صلى الله عليه وآله) أيضاً: «إنّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات يقرأ في كلّ ركعة الحمد وقُل يا أيُّها الكافِرونَ مرّة والتوحيد ثلاث مرّات غفر الله له ما اقترفه من الإثم» الخبر.
العشرون: قال العلّامة المجلسي في (زاد المعاد): روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: «قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من قرأ في كلّ يوم من أيام رجب وشعبان ورمضان وفي كلّ ليلة منها كلّاً من الحمد وآية الكرسي وُقل يا أيُّها الكاِفُرونَ وقُل هُوَ الله أحَدٌ وقُل أعوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وقُل أعوُذ بِرَبِّ النَّاسِ ثلاث مرّات، وقال: سُبحانَ اللهِ وَالحَمدُ للهِ وَلا إلهَ إلاّ الله وَاللهُ أكبَرُ، وَلا حَولَ وَلا قوَّةَ إلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ ، وثلاثاً: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وثلاثاً: اللهُمَّ اغفِر لِلمُؤمِنينَ وَالمُؤمِناتِ ، وقال اربعمائة مرّة: أستَغفِرُ الله وَأتوبُ إلَيهِ، غفر الله له ذنوبه وإن كانت عدد قطر الأمطار وورق الاشجار وزبد البحار» الخبر.
وقال العلّامة المجلسي (رضي الله عنه) أيضاً: من المأثور قول: لا إلهَ إلاّ الله في كلّ ليلة من هذا الشهر ألف مرّة.
ليلة الرغائب
واعلم أنّ أول ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمّى ليلة الرغائب وفيها عمل مأثور عن النبي (صلى الله عليه وآله) ذو فضل كثير، ورواه السيد في (الاقبال) والعلّامة المجلسي في (اجازة بني زهرة). ومن فضله أن يغفر لمن صلاّها ذنوب كثيرة، وأنّه إذا كان أول ليلة نزوله إلى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق فيقول: يا حبيبي، أبشر فقد نجوت من كلّ شدة، فيقول: من أنت، فما رأيت أحسن وجهاً منك ولا سمعت كلّاماً أحلى من كلّامك ولا شممت رائحةً أطيب من رائحتك، فيقول: يا حبيبي، أنا ثواب تلك الصلاة التي صلّيتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئت الليلة لأقضي حقّك وأؤانس وحدتك وأرفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصور ظلّلت في عرصة القيامة على رأسك، فافرح فإنك لن تعدم الخير أبداً.
وصفة هذه الصلاة: أن يصوم أول خميس من رجب ثمّ يصلّي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة وإنا أنزلناه ثلاث مرّات وقل هو الله أحد اثنتي عشرة مرّة، فإذا فرغ من صلاته قال سبعين مرّة: اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبيِّ الاُمّيِّ وَعَلى آلِهِ ، ثمّ يسجد ويقول في سجوده سبعين مرّة: سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرّوح ثمّ يرفع رأسه ويقول سبعين مرّة: رَبِّ اغفِر وَارحَم وَتَجاوَز عَمَّا تَعلَمُ إنَّكَ أنتَ العَليُّ الأعظَمُ ، ثمّ يسجد سجدة اُخرى فيقول فيها سبعين مرّة: سبّوحٌ قدّوسٌ ربّ الملائكة والرّوح ، ثمّ يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله.
واعلم أيضاً أنّ من المندوب في شهر رجب زيارة الإمام الرضا (عليه السلام) ، ولها في هذا الشهر مزيّة كما أنّ للعمرّة أيضاً في هذا الشهر فضل، وروي: أنّها تالية الحج في الثواب.
وروي: أنّ علي بن الحسين (عليهما السلام) كان قد اعتمر في رجب، فكان يصلّي عند الكعبة ويسجد ليله ونهاره وكان يسمع منه وهو في السجود: عظم الذّنب من عبدك فليحسن العفو من عندك.