- مفاتيح الجنان
- » الباقيات الصالحات
- » آداب فريضة المغرب
ينبغي الاشتغال حينئذ بالتسبيح والاستغفار، فهذه الساعة تضاهي الغداة شرفا وفضلاً وقال تعالى: وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوع الشَّمس وقَبْلَ الغُروبِ، وعن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال: إذا تغيّرت الشمس (أي أشرفت على الغروب) فاذكر الله عزَّ وجلَّ. فإذا كنت مع من يشغلك فقم وادع (أي ابتعد عنهم) واشتغل بالدعاء وتقول عند الغروب: يا مَنْ خَتَمَ النُبوّةَ بِمُحَمَّدٍ صَلّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ إخْتِمْ لي في يومي هذا بِخَيرٍ وَشَهْري بِخَيرٍ وَسَنَتي بِخَيرٍ وعُمْري بِخَيرٍ، وتهلل وتستعيذ بالله بالتهليل والاستعاذة المأثورة التي ستذكر في دعوات الصباح والمساء، ثم تضع يدك على رأسك وتمرّها على وجهك، وتأخذ لحيتك بيدك وتقول: أحَطْتُ عَلى نَفْسي وَأهْلي وَمالي وَوَلَدي مِنْ غائِبٍ وَشاهِدٍ بِالله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ الحيّ القَيومُ لا تَأخِذَهُ سِنَةٌ وَلا نَومٌ. وتقرأ الآية إلى العَليُّ العَظيمُ.
ثم تبادر إلى صلاة المغرب ولا ينبغي تأخيرها عن أوّل وقتها وقد بالغت الأحاديث المأثورة في المنع عن تأخيرها عن أوّل وقتها، وإذا أردت أن تصلي فأذّن وأقم متأدبا بما مرّ من آدابها، وقل بين الأذان والإقامة: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بإقْبالِ لَيْلِكَ وَإدْبارِ نَهارِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأصْواتِ دُعاتِكَ وتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتوبَ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوابُ الرَّحيمُ. ثم تصلي المغرب بجميع اَّدابه وشرائطه وتكبّر بعد الفراغ من الصلاة بالثلاث تكبيرات وتسبّح تسبيح الزهراء (عليها السلام).
ثم تقول: إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى النَبيّ يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسْلِيماً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبيّ وَعَلى ذُرّيَتِهِ وَعَلى أهْلِ بِيْتِهِ.
وتقول سبع مرات: بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ.
ثم تقول ثلاثا: الحَمْدُ لله الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيرَهُ.
ثم تقول: سُبْحانَكَ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ اغْفِرْ لي ذُنوبي جَميعاً فإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنوبَ كُلِّها جَميعاً إِلاّ أنْتَ.
وإن شئت أن تزيد في التعقيب فالأفضل أن ترجي الزيادة إلى الفراغ من نافلة المغرب، ثم تنهض للنافلة وهي أربع ركعات بسلامين، ويكره التكلم بين صلاة المغرب ونافلتها، وتقرأ في الركعة الأولى من النافلة سورة قل يا أيها الكافرون، وفي الثانية التوحيد، وتقرأ في الركعتين الأخيرتين منها ما شئت، وينبغي أن تقرأ في الركعة الثالثة سورة الحديد من أوّلها إلى: عليم بذات الصدور، وفي الرابعة آخر سورة الحشر من: لو أنزلنا هذا القرآن إلى آخر السورة، ويجزي في هذه النافلة كما في سائر النوافل الاقتصار على الفاتحة وحدها وينبغي الجهر بالقراءة فيها كسائر نوافل الليل.
فإذا فرغت من نافلة المغرب فلك أن تعقّب بما شئت من التعقيبات العامّة، ثم تسجد سجدة الشكر على نحو ما مرّ، وأدنى ما يجزي في سجدة الشكر أن تقول: شكراً شكراً شكراً. وروى الكليني عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا فرغت من صلاة المغرب فامسح جبينك بيدك وقل ثلاثا: بِسْمِ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ، اللَّهُمَّ اذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ وَالحُزْنَ. وينبغي أن تصلي صلاة الغفيلة وقد وصفناها في كتاب (المفاتيح) وغيره.