باب في آداب السرداب الطاهر للإمام الحجة (عجل الله فرجه) الواقع في سامراء قرب قرب مرقد العسكريين (عليهما السلام) ذكره الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان.
وصفة زيارة حجة الله على العباد وبقية الله في البلاد الإمام المهدي الحجة بن الحسن صاحب الزمان (صلوات الله عليه) وعلى آبائه وعلينا أن نصدّر المقصد بالتنبيه على أمر تحدّثنا عنه في كتاب (الهدية) نقلاً عن كتاب (التحيّة) وهو أنّ هذا السرداب الطاهر هو قسم من دارهما (عليهما السلام) وقبل أن يشيّد هذا البناء الحديث (الصحن والحرم والقبّة) كان المدخل إلى السرداب خلف القبر عند مرقد السيدة نرجس (نرجس خاتون) ولعلّه الآن واقع في الرواق فكان ينحدر إلى مسلك مظلم طويل ينتهي بباب يفتح وسط سرداب الغيبة.
والسرداب في عصرنا الحاضر مزخرف بالمرايا وله في جانب القبلة نافذة إلى صحن العسكريين (عليهما السلام)، وموضع الباب السابق معلّم بصورة المحراب منقوشة بالقاشاني فكانت الزيارات وغيرها لهؤلاء الأئمة الثلاث تؤدى كلّها من حرم واحد ولذلك نجد الشهيد الأول في (المزار) يعقّب زيارة العسكريين (عليهما السلام) بزيارة السرداب ثمّ يذكر زيارة السيدة نرجس ومنذ مائة وبضعة سنين تأهب للبناء المؤيد المسدد أحمد خان الدّنبلي وأفرز بما أنفقه من المبلغ الخطير صحن الإمامين (عليهما السلام) كما هو الآن وشيد الروضة والرواق والقبّة الشامخة وأسّس للسرداب الطاهر الصحن الخاص والايوان والمدخل والدّهليز كما شيد للنساء سرداباً خاصاً كما هو قائم الآن فطمست معالم ما كان من قبل المدخل والدّرج والباب وانمحى جميع آثاره فزال بذلك بعض الآداب المأثورة ولكن أصل السرداب الشريف وهو موضع جملة من الزيارات باقٍ لم يتغير.
وأما الاستئذان لدخول السرداب فلم يسقط بانسداد المدخل السابق، فلكلّ زيارة استئذان كما دلّ عليه الاستقراء ونجد العلماء كذلك يصرّحون بلزوم الاستئذان تأدّباً للدخول من أي باب اعتيد الدخول منه إلى حرم إمام من الأئمة (عليهم السلام) والآن نبدأ في صفة الزيارة.
اعلم أنّ الاستئذان الخاص المأثور لدخول السرداب هو الزيارة الآتية التي مفتتحها: السَّلامُ عَلَيكَ يا خَلِيفَةَ اللهِ، وتنتهي بالاستئذان ويزار بها على باب السرداب قبل النزول إليه وقد أورد السيد ابن طاووس (رحمه الله) استئذاناً آخر يقرب من الاستئذان العام الأول الذي أوردناه في الفصل الثاني من باب الزيارات.
وأورد العلّامة المجلسي (رحمه الله) استئذاناً آخر حكاه عن نسخة قديمة وأوّلها: اللهُمَّ إنَّ هذِهِ بُقعَةٌ طَهَّرتَها وَعَقوَةٌ شَرَّفتَها…، وهو ما عقبنا به الاستئذان العام المذكور فارجع إليه واستأذن به ثمّ انزل إلى السرداب وزره (عليه السلام) بما روي عنه نفسه الشريفة كما عن الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في كتاب (الاحتجاج) أنّه خرج من الناحية المقدّسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن المسائل التي سألها:
بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحِيمِ لا لأَِمرِهِ تعقِلوُنَ وَلا مِن أوليائِهِ تَقبَلُونَ حِكمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغني النُّذُرُ عَنْ قَومٍ لا يُؤمِنونَ السَّلامُ عَلَينا وَعَلى عِبادِ اللهِ الصَّالِحِينَ.