هي إحدى المناجاة الخمس عشرة التي نُقلت عن الإمام السجاد (ع)، في الصحيفة السجادية والتي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان، تحتوي على مجموعة من المفاهيم، منها:

  • إن الإنسان مهما حاول واجتهد فهو عاجز ولسانه قاصر عن ثناء الله تعالى كما يليق بجلاله
  • لا طريق إلى معرفة الله سبحانه إلا بالعجز عن معرفته
  • إن المؤمن مهما قرب من الله سبحانه إلا أنه لا يأمن على نفسه الهلاك فهو يستجير بالله في كل آن وزمان.
Layer 5

بِسم الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
إلهي قَصـُرَتِ الألسُنُ عَن بُلوغِ ثَنائِكَ كَما يَليقُ بِجَلالِكَ وَعَجَزَتِ العُقولُ عَن إدراكِ كُنهِ جَمالِكَ وَانحَسَرَتِ الأبصارُ دونَ النَّظَرِ إلى سُبُحاتِ وَجهِكَ وَلَم تَجعَل لِلخَلقِ طَريقاً إلى مَعرِفَتِكَ إلاّ بِالعَجزِ عَن مَعرِفَتِكَ، إلهي فَاجعَلنا مِنَ الَّذينَ تَرَسَّخَت أشجارُ الشَّوقِ إلَيكَ في حَدائِقِ صُدورِهِم وَأخَذَت لَوعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلوبِهِم، فَهُم إلى أوكارِ الأفكارِ يأوونَ وَفي رياضِ القُربِ وَالمُكاشَفَةِ يَرتَعونَ وَ مِن حياضِ المَحَبَّةِ بِكَأسِ المُلاطَفَةِ يَكرَعونَ وَشَرايِعَ المُصافاتِ يَرِدونَ، قد كُشِفَ الغِطاءُ عَن أبصارِهِم وَانجَلَت ظُلمَةُ الرَّيبِ عَن عَقائِدِهِم وَضمائِرِهِم وَانتَفَت مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَن قُلوبِهِم وَسَرائِرِهِم وَانشَرَحَت بِتَحقيقِ المَعرِفَةِ صُدورُهُم وَعَلَت لِسَبقِ السَّعادَةِ في الزَّهادَةِ هِمَمُهُم وَعَذُبَ في مَعينِ المُعامَلَةِ شِربُهُم وَطابَ في مَجلِسِ الاُنسِ سِرُّهُم وَأمِنَ في مَوطِنِ المَخافَةِ سِربُهُم وَاطمَأنَّت بِالرُّجوعِ إلى رَبِّ الأربابِ أنفُسُهُم وَتَيَقَّنَت بِالفَوزِ وَالفَلاحِ أرواحُهُم وَقَرَّت بِالنَّظَرِ إلى محبوبِهم أعيُنُهُم وَاستَقَرَّ بإدراكِ الُّسؤلِ وَنَيلِ المَأمولِ قَرارُهُم وَرَبِحَت في بَيعِ الدُّنيا بِالآخرةِ تجارَتُهُم إلهي ما ألَذَّ خَواطِرَ الإلهامِ بِذِكرِكَ عَلى القُلوبِ وَما أحلى المَسيرَ إلَيكَ بِالأوهامِ في مَسالِكِ الغُيوبِ وَما أطيَبَ طَعمَ حُبِّكَ وَما أعذَبَ شِربَ قُربِكَ فَأعِذنا مِن طَردِكَ وَإبعادِكَ وَاجعَلنا مِن أخَصِّ عارِفيكَ وَأصلَحِ عِبادِكَ وَأصدَقِ طائِعيكَ وَأخلَصِ عُبَّادِك، يا عَظيمُ يا جَليلُ يا كَريمُ يا مُنيلُ بِرَحمَتِكَ وَمَنِّكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

Layer 5