هي إحدى المناجاة الخمس عشرة التي نُقلت عن الإمام السجاد (ع)، في الصحيفة السجادية، والتي ذكرها الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان تحتوي على مجموعة من المفاهيم، منها:

  • إن العبد مهما اجتهد فإنه لا يستطيع أن يشكر أدنى نعم الله عليه بل هو أعجز من ذلك
  • إن الإنسان لا يخلو مطرف عين من نعم الله فكيف يمكنه إحصاء النعم فضلا عن أداء شكرها
  • إن الطريق إلى شكر الله تعالى هو إظهار العجز عن شكر الله تعالى!!
  • على الرغم من تتباع النعم الإلهية على العبد إلا أن ذلك لا يمنع الإنسان من الطلب والإلحاح فيه
Layer 5

بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
إلهي أذهَلَني عَن إقامَةِ شُكرِكَ تَتابُعُ طَولِكَ وَأعجَزَني عَن إحصاءِ ثَنائِكَ فَيضُ فَضلِكَ وَشَغَلَني عَن ذِكرِ مَحامِدِكَ تَرادُفُ عَوائِدِكَ وَأعياني عَن نَشرِ عَوارِفِكَ تَوالي أياديكَ، وَهذا مَقامُ مَن اعتَرَفَ بِسُبُوغِ النَّعماءِ وَقابَلَها بالتَّقصيرِ، وَشَهِدَ عَلى نَفسِهِ بِالإِهمالِ وَالتَّضييعِ وَأنتَ الرَّؤوفُ الرَّحيمُ البَرُّ الكَريمُ الَّذي لا يُخَيِّبُ قاصِديهِ وَلا يَطرُدُ عَن فِنائِهِ آمِليهِ بِساحَتِكَ تَحُطُّ رِحالُ الرَّاجينَ وَبِعَرصَتِكَ تَقِفُ آمالُ المُستَرفِدينَ فَلا تُقابِل آمالَنا بِالتَّخييبِ وَالأياسِ ولا تُلبِسنا سِربالَ القُنوطِ وَالإبلاسِ، إلهي تَصاغَرَ عِندَ تَعاظُمِ آلائِكَ شُكري وَتَضاءَلَ في جَنبِ إكرامِكَ إيايَ ثَنائي وَنَشري جَلَّلَتني نِعَمُكَ مِن أنوارِ الإيمانِ حُلَلاً وَضَرَبَت عَلَيَّ لَطائِفُ بِرِّكَ مِنَ العِزِّ كِلَلاً وَقَلَّدَتني مِنَنُكَ قَلائِدَ لاتُحَلُّ وَطَوَّقَتني أطواقاً لاتُفَلُّ، فآلاؤكَ جَمَّةٌ ضَعُفَ لِساني عَن إحصائِها وَنَعماؤكَ كَثيرةٌ قَصُرَ فَهمي عَن إدراكِها فَضلاً عَن استِقصائِها فَكَيفَ لي بِتَحصيلِ الشُّكرِ وَشُكري إياكَ يَفتَقِرُ إلى شُكرٍ فَكُلَّما قُلتُ لَكَ الحَمدُ وَجَبَ عَلَيَّ لِذلِكَ أن أقولَ لَكَ الحَمدُ.
إلهي فَكَما غَذَّيتَنا بِلُطفِكَ وَرَبَّيتَنا بِصُنعِكَ فَتَمِّم عَلَينا سَوابِغَ النِّعَمِ وَادفَع عَنَّا مَكارِهَ النِّقَمِ وَآتِنا مِن حُظوظِ الدَّارَينِ أرفَعَها وَأجَلَّها عاجِلاً وَآجِلاً، وَلَكَ الحَمدُ عَلى حُسنِ بَلائِكَ وَسُبوغِ نَعمائِكَ حَمداً يوافِقُ رِضاكَ وَيَمتَري العَظيمَ مِن بِرِّكَ وَنَداكَ يا عَظيمُ يا كَريمُ بِرَحمَتِكَ يا أرحَمَ الرَّاحِمينَ.

Layer 5