سورة الفاتحة .. (مالك يوم الدين)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

لازلنا على مائدة الصلاة الخاشعة أو التي نحاول أن نخشع فيها وكان الحديث في السبع المثاني وقلنا السبع المثاني قيل بأنها سبع هذا واضح الآيات سبع ومثاني في الصلاة تتلى مرتين ولكن هناك وجه آخر المثاني ايضا فسر بوجه آخر الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني القرآن كله مثاني ليس فقط سورة الفاتحة لو فسرنا بتكرار التلاوة في الصلاة مرتين كيف وصف القىآن بأنه مثاني؟ قيل في ذلك من العطف آية معطوفة على اخرى مبينة لأخرى القرآن يؤيد بعضه بعضاً هذا هو المستفاد من كلمة المثاني هذا ايضا وجه ولعله أقرب مما ذكرناه سابقاً المهم السبع المثاني رب العالمين أختار هذه السورة لتكون هي الواجبة من بين سور القرآن في صلواتنا لا صلاة الا بفاتحة الكتاب وهنا اسمحوا لي بكلمة اخواني العبادات حجاً صلاة صوماً غير ذلك الذي ركب أجزائها هو المركب لأجزاء الوجود هذه الكتلة الأرضية الثقيلة ملايين الأطنان تتحرك بشكل دائب وبشكل رتيب حول الشمس الذي وضع النجوم في مواقعها والذي جعل الأفلاك في مساراتها هو الذي رتب لنا هذه الصلاة رتب لنا الأذان والأقامة كل حركة في الصلاة لها معنى مهندس الكون هو مهندس العبادات اليد الفاعلة في عالم التكوين هي اليد الفاعلة في عالم التشريع أعلموا قدر هذه العبادات ورب العالمين كم من علينا أن جعل لنا سبيلاً لاحديث معه وجعل سبيلا لحديثه معنا ما المانع رب العالمين هكذا أجمالا يقول اعبدوني لا ينزل قرآنا ولا يشرع صلاة ولا صياماً ولا حجاً هذا الأسلام أي طعم له؟ اسلام لا صلاة فيه لا حج فيه الى آخره رب العالمين تعبدنا هو صاحب المنة من يصلي متثاقلاً من يصوم متثاقلا هذا الانسان لا يعرف روح الشريعة المهم وصلنا الى هذه الآيات كما قلنا سورة الحمد عدل القرآن الكريم رب العالمين جعل هذه السورة كأنه الصلاة لا تتم الا بها الصلاة كله حديث العبد مع الرب ولكن هذه الفقرة حديث الرب مع العبد الآن الآيات واضحة في اللغة بعض الصور فيها كلمات مبهمة كسورة الفلق ولكن سورة الحمد آياتها واضحة لغة ولكن كم فيها من المعاني العظيمة انا وأمثالي لا نحيط بها علماً ولكن نحوم حواماناً ندور دوراناً لنخرج من الجهل المطلق العلم الجزئي خير من الجهل الكامل وصلنا الى مالك يوم الدين قلنا من لم يفقه سورة الحمد لم يفقه مفتاح الصلاة أنت بعد التكبير تقرأ الحمد بعد الحمد تركع بين البداية وبين الركوع لابد أن تكون متفقهاً في هذه السورة الآن مالك يوم الدين الرحمن الرحيم هذه صقة تتجلى في الدنيا قلنا لولا الرحمة لما خلق الله الخلق لولا الرحمة لما أنزل الكتب وأرسل الرسل ولكن مالك يوم الدين تتجلى هذه الآية في الآخره، لماذا رب العالمين بعد صفة الرحمة ذكر مالك؟ قلنا الرحمة بدء الخليقة من الرحمة ومنتهى الخليقة الى هذه الآية يوم الجزاء البدء في الدنيا الدنيا وما فيها خلقت من الرحمة ولكن الرحمة مزرعة الآخرة لابد أن نواجه ذلك اليوم، مالك ولم يقل ملك على قرائة مالك طبعا ملك ايضا قرائة يقول البعض بأن المالك هنا أبلغ قد يكون ملك في بلد لا يملك شبراً من الارض هو ملك وليس بمالك ولكن كل مالك له ملك وله حكومة على ما يملك بيتك هذا تتصرف به كيف ما تشاء أنت ملك البيت ومالك البيت، في ذلك اليوم رب العالمين مالك يتصرف في يوم الجزاء كيف ما يشاء ولكن ذلك اليوم يوم الجزاء ما هو الدرس العملي؟ في كل فريضة مستحباً في كل واجب اعني في كل فريضة ونافلة تذكر نفسك بهذه الحقيقة أنك ستواجه يوماً ما ملك يوم الدين ستواجه يوم الجزاء، اخواني إن أستوعبنا هذه الحقيقة كم ننضبط في الحساب تدخل السوق أشتر ما تشاء أنت مالك المال أنت ملك المال ولكن لا تنسى الفواتير التي تأخذها من المحل وترميها في سلة المهملات البعض ما له والفواتير؟ ولكن اعلم في ذلك اليوم كل فاتورة تدافع عنها لما أشتريت هل هذا أسراف تبذير بأي حق المال مال الله جعلك خليفة عليها تعال وجاوب بعضنا يشتري مالاً لأرضاء زوجته لم؟ رب العالمين أحق أن تخشاه لماذا صرفت مالاً وأنت غير مقتنع بالصرف تزلفاً الى زوجتك الى خطيبتك نعم مالك يوم الدين، اذاً من يعتقد بحقيقة مالكية الله يوم القيامة كل كلمة يقولها يراعي نفسه رأيت بعض الصالحين من العلماء عندما يريد أن يكلمني هكذا يلوك في كلامه لا تأتة مرضية ماذا يقول؟ يختار كل جملة بعناية لم؟ ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد، من يرى الفواتير يحاكم عليها من يرى الكلام يحاسب عليه من يرى النظرات يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور رأيت أخاك حسدته حقدته تكلمت عليه في قلبك ظاهراً أبتسمت له وقبلته هذا لا يكفي، يوم القيامة يقال لماذا حملت في قلبك ضغناً لفلان؟ هكذا رب العالمين حسابه دقيق ولهذا عندما تسمع أن المواقف يوم القيامة آلاف السنين لهذه المعاني ما المانع رب العالمين يقول اليوم نحاكمك على هذه الكلمة بعد سنة على الكلمة الثانية بعد سنة على فاتورة الشراء الفلانية وهكذا كمحاكمنا في الدنيا محاكن الدنيا تطول سنوات رب العالمين ليذيقك بعض العذاب في عرصات القيامة هكذا قد يعاملك اذاً أعزتي من يعتقد بحقيقة يوم الجزاء لا يحتاج الى رقيب خارجي دائما في محاسبة ومراقبة يعد ليوم الجزاء حساباً لمضمرات القلوب لكل كلمة يقولها وانا قلت في حديث سابق يوم القيامة لنا جميعا موقف مرة تتكلم مجاناً هذر من القول قد تعاتب لماذا تكلمت زائدا ولكن مع الأسف هذه الأجهزة في جيوبنا وبالاً يوم القيامة كم تكلمت كلاماً باطلا ودفعت عليه مالا أليس في هذا حساب؟ تمزح بلا وجه تتكلم كلاما لا وجه له في آخر الشهر تدفع فاتورة طويلة عريضة على المكالمات الهاتفية أعد جوابا يوم القيامة لهذه الفواتير اللاغية قلنا من مواطن الحساب لأصحاب هذه القرون الأخيرة هذه الأموال التي تهدر هدراً ولهذا عندما أسمع أخاً يسترسل في الكلام لهذه الأجهزة أقول يا فلان انتبه تدفع مالاً على كلامك هذا عليه حساب وكتاب يا ليت هذه الأجهزة لم تخترع للناس في الدنيا متعتة وفي الآخرة وبال المهم من اعتقد بحقيقة مالك يوم الدين هذا الانسان سيعيد الحسابات وهذا المثال اعتقد أن البعض منكم جربه في الدنيا ايام المدرسة ايام الأبتدائية لم تكن في تلك الايام مختبرات مفصلة يأتي الاستاد في الصف يأتي بورقة عليها برادة حديد ويجعل تحت الورقة مغناطيس واذا بهذه البرادات تنتظم يقلب الورقة لا تسقط واحدة ما الذي جرى؟ هذا المغناطيس جمع المتفرقات لملم الأمور اقول ذكر القيامة بمثابة هذا المغناطيس الذي يرتب لك الباطن من ذكر الآخرة أنضبط في كل صغيرة وكبيرة مالك يوم الدين.

الهي بحق اوليائك وبالصالحين من عبادك خذ بأيدينا اليك اهدنا الصراط المستقيم لا تجعلنا من المغضوب عليهم ولا من الضالين وفقنا لئن نجاهد فيك فتهدينا سبلك اللهم ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.