سورة الفاتحة .. (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

حديثنا لازال في السبع المثاني نختم الحديث في هذا اليوم المبارك في الآيات الأخيرة من هذه السورة المباركة أهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم الآية ما قالت صراط العلماء صراط الذين تعلموا صراط الذين قرأوا الكتب صراط الذين أنعمت عليهم إن أنعم الله عليك فتح لك باب العلم اما بالطرق العادية يسر لك السبيل للذهاب الى حوزات العلم وإما بالطرق غير الطبيعية يؤتيك الحكمة اتفاقا في بعض المجتمعات إن وقع نزاع بين اثنين ولو عالمين يقولون اذهب الى فلان هذا حكيم هذا كلامه مؤثر هذا يعلم كيف يتكلم هذا اعطي شيئا في هذا الباب ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا اذاً سل الله عزوجل أن ينعم عليك الآن ماذا يصنع الأمر اليه.

الآن من هم الضالون وهم المغضوب عليهم؟ إن لم ينعم الله عليك ثق أنك في خانة هؤلاء ويا لها من خسارة عظمى من هو الضال ومن هو المغضوب؟ من التفاسير أن الضال مصداق الضالين هم النصارى ومصداق المغضوب عليهم اليهود هؤلاء اشد عداوة للمؤمنين عذاب الضال أقل من المغضوب عليه الضال من الممكن رب العالمين يمن عليه بالنجاة لأنه تائه ولكن من غضب الله عليه هذا لا أمل في الشفاعة له هذا معنى، من المعاني في هذا المجال الضال هو الانسان التائه المغضوب عليه هو الذي يسوق الناس الى الضلالة شاب مراهق في غرفة مغلقة في جوف الليل يبحث في المواقع الفاسدة والمفسدة هذا تائه ولكن من يؤسس هذه الأماكن من يروج لها من يسن سنة الباطل هذا مغضوب عليه الذي يكون سبباً في فساد الغير هذا رب العالمين يحلل عليه غضبه اذاً التائه ضال ومن هو السبب في ضلال الغير هذا مغضوب عليه، من أين نعلم أن درجة المغضوب اسوء من الضال ولكن من شرح بالكفر صدراً فعليهم غضب من الله اذاً اخواني من لم ينعم الله عزوجل عليه يصبح تائهاً ولكن هذا التيه والضلال إن استمر به الانسان يتحول الى انسان مغضوب عليه ومن حل عليه الغضب الألهي فقد هوى اياك واياك أن تكون من هؤلاء طالما ذكرنا على هذا المنبر وغيره من كانوا في أعلى درجات الصلاح أمضى خمسين سنة في الخير بلعم بن باعورا يقال أوتي شيئا من الاسم الاعظم آتيناه آياتنا أنسلخ منها أتبعهه الشيطان المهم أمثال بلعم في التأريخ كثيرون وقد سمعتم أن بعض من شهد صفين في ركاب اميرالمؤمنين كان من قتلة سيد الشهداء لا تثق ولا تركن ونحن في عمرنا القصير هذا رأينا النماذج ممن كان لا نحتمل في حقه واذا به يصبح في زمرة الكفر والكفار والمنافقين انتبهوا جيداً القضية خطيره، حقيقتا هنيئا لكم انتم يا من أتبعتم النبي وآل النبي كم نحن أثرياء في عالم المعنى اذا زرت الرضا عليه السلام قريبا إن شاءالله خذ معك كتاب عيون أخبار الرضا لسنا الآن في مقام التحقيق السندي اصل هذا الكتاب موثق أم لا كباقي الروايات، الروايات الأخلاقية الروايات التي فيها موعظة علمائنا لا يدققون في سندها الرواية رواية رضوية ذكر في العيون عن الرضا عليه السلام عن آبائه عن اميرالمؤمنين قال سمعت رسول الله الرواية شبيهة برواية سلسلة الذهب كلمة لا اله الا الله حصني الرواية بديعة لا أعلق عليها اسمعوها من امامكم الرضا عليه السلام زره زيارة عارف بحقه الرواية عن النبي ولكن الحديث قدسي يقول الله عزوجل قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي فنصفها لي ونصفها لعبدي كيف الفاتحة مقسمه؟ اذا كشف لك الغطاء لرأيت عجباً طبعا ليس كل من يتلوا الفاتحة له هذه المزية كن معي إن قرأت الفاتحة بشرطها وشروطها يأتيك الجواب مع كل آية هناك تعليق الهي هنيئا لمن علق الله عزوجل على كلمته، اذا قلت بسم الله الرحمن الرحيم هنا سهمك سهم رب العالمين ماذا؟ قال الله جل جلاله بدأ عبدي بأسمي وحق علي أن اتمم له أموره وأبارك له في أحواله أليس هذا من المغريات؟ إن قلت الحمدلله رب العالمين قال الله جل جلاله حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي وأن البلايا التي دفعت عنه بتطولي اشهدكم أني اضيف له الى نعم الدنيا نعم الآخرة وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا أنت قلت الحمدلله الله رب العالمين هذا خطاب رب العالمين لك قلنا نصفه لله ونصفه لك فأذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله جل جلاله شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم اُشهدكم الآن الخطاب لمن؟ للملائكة المقربين للأنبياء والمرسلين كله ممكن اشهدكم لأوفرن من رحمتي حضه ولأجزلن من عطائي نصيبه فأذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى اشهدكم كما أعترف بأني انا المالك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب حسابه ولأتقبلن حسناته ولأتجاوزن عن سيئاته ماذا تريد أحسن من هذا؟ فأذا قال اياك نعبد قال الله عزوجل صدق عبدي اياي يعبد قلنا في اول الحديث شرطها وشروطها من كان صادقاً يقول رب العالمين صدق عبدي أياي يعبد اشهدكم لأثيبنه على عبادته ثواباً يقبطه كل من خالفه في عبادته لي فأذا قال واياك نستعين قال تعالى بي أستعان عبدي والي التجأ اشهدكم لأعيننه على أمره ولأغيثنه في شدائده ولآخذن بيده يوم نوائبه فأذا قال اهدنا الصراط المستقيم الى آخر السورة قال الله عزوجل هذا لعبدي ولعبدي ما سئل بعد هذه المقدمات طلبت طلباً يقول الله لعبدي ما سئل وقد أستجبت لعبدي واعطيته ما أمل وآمنته مما منه وجل يا لها من معاشقة بين الحبيب ومحبوبه تتكلم تقرأ القرآن ورب العالمين يعلق على كلامك هنيئا لمن ناجى ربه في صلاته بهذه المناجات لتغرف قدر الأسلام، لست في باب التنقيص من فرق من الأديان ولكن هذه سورة الحمد عندنا والنصارى ماذا يقولون في صلاتهم كما هو في أنجيلهم؛ ايها المسلمون أفتخروا بهذا الدين في الأنجيل الذي عندنا هكذا يقولون أبان الذي في السماوات ليتقدس اسمك ليأتي ملكوتك لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض خبزنا كفافنا هذه صلاتهم، من كان في هذه الدائرة المباركة عليه أن يشكر رب العالمين اُكرمنا بخير الأديان وخير المدارس اسئل الله عزوجل أن يجعلنا من الذبن أنعم عليهم وأخرجهم من الظلمات الى النور.

اللهم ثبتنا على الهدى والتقوى اللهم لا تفرق بيننا وبين محمد وآله طرفة عين ابدا اللهم اجعلنا من الذين يتفقهون في كتابك ويخشعون في صلاتهم بين يديك أنك على كل شيء قدير.